حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سلاف فواخرجي:

عشقت شخصية «روزاليوسف» منذ أن كنت صغيرة

كتب عمرو عاشور

فنانة تعشق الاعمال التاريخية وتصر عليها فمن كليوباترا الي أسمهان الي شجرة الدر الي «روزاليوسف» جسدت شخصيتين منهما وتحاول أن تقوم بتصوير العملين الأخيرين الايام القادمة وتصر علي مقولة أن الفنان لابد أن يقدم كل ما هو هادف حتي يحبه جمهوره .

برعت في رمضان الماضي من خلال شخصية سماهر التي أكدت أنها أجمل دور جسدته في حياتها كما دفعها عشقها للشاعر محمود درويش لتقديم شخصية ريتا الفتاة اليهودية التي تحب محمود درويش.

تقول إن ما يحدث في سوريا ليس ثورة وإنما هي انتفاضة بسيطة ستهدأ لأنه بكل بساطة الشعب السوري يحب بشار الاسد عن كل هذه الموضوعات وعن وجودها في قائمة العار للمشاهير في سوريا وعن الأسرار التي شكلتها في فيلم "هوي" تحدثت "سلاف فواخرجي" وكان هذا الحوار:

·         في البداية نريد الاطمئنان عليك وعلي عائلتك وسوريا؟

أنا بخير والاهل والعائلة كلها بخير وسوريا قوية وسترجع الي سابق عهدها كمنارة لشعوب العالم والبلد هدأت الآن بفضل كثير من الاصلاحات التي أطلقها الرئيس الاسد في البلد والاجتماعات التي يعقدها مع كل التيارات السياسية في البلد والتي يريد منها عودة الهدوء

·         ما الذي جذبك لشخصية سماهر في مسلسل "الولادة من الخاصرة"؟

أشياء كثيرة جذبتني في دور سماهر فعندما جلست مع كاتب العمل سامر رضوان للمرة الأولي اقتنعت بالدور وبالسيناريو والحوار الذي كتبه سامر وافقت علي الفور علي تقديم الدور لأن سماهر في العمل شخصية محورية

·         ولكن مساحة الدور كانت صغيرة جدا مقارنة بحجم نجمة كبيرة مثلك ألم تشعري بذلك؟

أنا معك في أن مساحة الدور صغيرة جدا لكن الدور جيد ومحوري فـ"سماهر" بطلة بمعني الكلمة لأنها تتعرض لأشد أنواع التعذيب من زوجها الضابط الفاسد وحاولت أن أركّز كيف أصل للناس من خلال سماهر وهناك جزء ثان سيعرض العام القادم من المسلسل.

·         ما الغاية التي دفعتك لأن تكوني ضيفة شرف في مسلسل "في حضرة الغياب"؟

عشقي لمحمود درويش كان السبب الرئيسي للعمل بجانب رغبتي في مساندة صديقي فراس ابراهيم الذي اعتبره شريك نجاح حينما عملنا سويا في مسلسل " اسمهان " لذا شعرت أنه من واجبي أن اكون معه ولو كضيفة وأنا جسدت شخصية ريتا اليهودية في المسلسل وهي حبيبة محمود درويش رغم الاختلاف الديني بينهما وبالفعل فهو دور جديد لي وهو ما جعلني أقرأ كثيرا عن هذه الشخصية وغير ذلك تعلمت الكثير من اللغة العبرية ونطق الحروف بها واستعنت بصديقة فلسطينية حتي تعلمني ذلك.

·         وماذا عن فيلم "هوي" والذي يأتي بعد فترة ابتعاد عن السينما؟

انتهيت من تصوير دوري في الفيلم ولكن الفيلم لن يعرض تجاريا الا الصيف المقبل حيث سيعرض في البداية في مهرجان دمشق السينمائي. وسيكون من أفضل الافلام التي تقدم في سوريا حيث إن الحوار كتبه باقتدار وزير الثقافة الاسبق رياض نعسان اغا وهو من انتاج المؤسسة العامة السورية للسينما وأجسد في العمل دور امرأة مطلقة تتنقل بين عدد من البلدان العربية وتقودها الظروف إلي الفساد،والهروب من مكان إلي آخر.

·         ولكن هل تشعرين بأن الابتعاد عن السينما يفقد النجم بريقه؟

بالفعل ولكن أنا أعشق الدراما لأن الدراما هي جزء رئيسي في حياة أي فنان وأنا كنت بانتظار فيلم قوي حتي يشعر بي الجمهور ووجدت ذلك في سيناريو فيلم "هوي".

·         متي ستبدأين تصوير مسلسل " شجرة الدر " الذي سيكون جاهزا للعرض في رمضان 2012؟

سأبدأ تصوير المسلسل في شهر ديسمبر المقبل لأن العمل يحتاج الي مجهود كبير يصل الي 4 شهور من التصوير في عدد كبير من البلدان منها لبنان ومصر

·         هل بالفعل طلبت من الجهات المنتجة الاستعانة بالمخرج محمد عزيزية لإخراج العمل؟

لم يحدث هذا وكل ما حدث أن قطاع الانتاج المسئول عن العمل اتصل بي وأخبرني بمواعيد التصوير فقط وأنا أبلغت بالصدفة أن المخرج هو محمد عزيزية فكل ما كنت أعرفه أن عزيزية اعتذر العام الماضي وتمت الاستعانة بالمخرج مجدي أبوعميرة الا أن تأجيل العمل الي هذا العام وضع مجدي أبوعميرة في موقف محرج لأنه ملتزم بمسلسل آخر هذا العام وتمت بعد ذلك الاستعانة بمحمد عزيزية مرة أخري

·         وهل خفضت سلاف من أجرها في المسلسل؟

بالفعل خفضت أجري الي الثلث في هذا العمل غير أنني تلقيت اتصالات من المسئولين في قطاع الانتاج يبلغوني بأن ظروف الاتحاد غير مستقرة هذه الايام بسبب الصعوبات التي يعانيها التليفزيون المصري ووافقت علي مطلبهم دون اي تردد نظرا لشعوري بأن ذلك الامر يعد واجبا وطنيا تجاه مصر التي اعتبرها بلدي الثاني كما انني ايضا عندما تعاقدت علي هذا العمل وجدت ترحيبا حارا من قبل مسئولي قطاع الانتاج وتمثل ذلك في موافقتهم علي جميع مطالبي ومن هذا المنطلق لم أتردد ولو للحظة في موضوع الاجر مطلقا

·         "أسمهان"، "كليوباترا"، "شجرة الدر" و "روزاليوسف".. ما السر وراء بحثك عن تجسيد الشخصيات التاريخية والمشهورة؟

لأنني بطبعي وبشخصيتي وبدراستي عاشقة للتاريخ، لذلك كان هذا سبباً من أسباب اختياري لدراستي من الأساس في الجامعة، وفي نفس الوقت تقديمي لشخصيات تاريخية ومعروفة يجعلني بيني وبين نفسي أشعر بالفخر عندما يقترن اسمي باسم هؤلاء

·         بمناسبة تقديمك لشخصيات تاريخية ومشهورة .. لماذا توقف مشروع "روزاليوسف"؟

لا أعلم عنه شيئاً سواء توقف أم لم يتوقف، والحكاية باختصار مع روزاليوسف هي أنني اقترحت منذ البداية تقديمها في مسلسل تليفزيوني، لأنني أعشقها منذ أن كانت والدتي تحكي لي حكايات النساء المهمات في العالم العربي، وكانت من ضمنهن روزاليوسف، وعندما أصبحت ممثلة وجدت في المنزل كتابا قديما يحكي عن تلك الشخصية العظيمة، فتناقشت مع والدتي حول إمكانية تقديم حياتها في مسلسل أو عمل فني، فتحمست جدا، وكم كنت أتمني تقديمه لكن التأجيلات الكثيرة له للأسف أخرجت السيناريو النهائي للمسلسل ليس علي المستوي الذي كنت أتمناه لتلك السيدة العظيمة.

روز اليوسف اليومية في

03/10/2011

 

عرض لها في رمضان "الجليب" و"جفنات العنب" و"باب الفرج"

فاطمة العبدالله: نضجت فنياً وأبحث عن التميز

الكويت - “الخليج

انتهت الممثلة فاطمة العبدالله أخيرا من مسرحية “ABC123” للأطفال، حيث شاركتها البطولة مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات، منهن هيا الشعيبي وباسمة حمادة، والمسرحية من تأليف عادل المسلم وإخراج خالد السعدون، ومن المتوقع أن تعرض مرة أخرى في المملكة العربية السعودية .

على صعيد آخر قالت فاطمة العبدالله إنها تشعر بسعادة كبيرة لأصداء الأعمال الثلاثة التي شاركت فيها في الدورة الرمضانية الأخيرة، وفي مقدمة هذه الأعمال مسلسل “الجليب” مع الفنانة القديرة حياة الفهد، بالإضافة إلى مسلسل “باب الفرج”، و”جفنات العنب” أيضاً، لافتة إلى أنها نضجت فنيا، ومع تكرار الأعمال تزداد خبرة، خصوصا أنها تحرص على الاستفادة من النجوم الكبار وتتعلم منهم وتكتسب من خبرتهم في “اللوكيشن”، وأشارت إلى أن هذه الأعمال تشكل طفرة وتقدما كبيرا في مشوارها الفني، موضحة أنها خلال الفترة الحالية تقوم بقراءة بعض النصوص لاختيار الأنسب لها للمشاركة فيها، مشيرة إلى أنها لن تشارك في أعمال متواضعة أو لا تضيف إليها شيئاً، لأن عملا واحدا ناجحا ومتميزا أفضل من أعمال عديدة، لكنها لا تترك بصمة وتمر مرور الكرام .

وأوضحت فاطمة أنها ثبتت أقدامها في عالم التمثيل منذ بدايتها قبل أربعة أعوام، حيث نالت لقب أفضل وجه في رمضان في أول مسلسلاتها “شر النفوس”، نالت بعدها لقب أفضل ممثلة في الجزء الثاني من “شر النفوس”، وهذا يؤكد أنها تسير في الطريق الصحيح .

وأكدت فاطمة أنها لا تعتمد على جمالها مثل عدد آخر من المذيعات، وقالت : “أنا خريجة علوم سياسية في الاساس، وبدأت في تلفزيون الكويت محررة في نشرة الأخبار، واكتسبت خبرة كبيرة واطلاعاً على كل ما يحدث في العالم، أما التقديم الإذاعي فهو هوايتي منذ الطفولة عندما كنت طالبة في المدرسة كنت مذيعة طابور الصباح” .

وأكدت أن عائلتها وطليقها المذيع رائد الماجد وقفوا إلى جوارها وشجعوها كثيرا عندما دخلت عالم التقديم، مبدية سعادتها بالنجاح الذي حققته مع طليقها في برنامج “مطبخ العدالة” حيث كانت المرة الأولى التي يقدم فيها زوجان برنامجاً تلفزيونياً .

ورفضت فاطمة الحديث عن أسباب طلاقها من رائد، وقالت : إن “هذا الموضوع مر عليه بعض الوقت، وهو موضوع شخصي جدا ولا أحب التحدث فيه، لأن رائد كان زوجي وأول حب في حياتي، وهو الآن أبو ولدي بدر ونواف وعلاقتنا ممتازة وستبقى من أجل أولادنا،أما الزواج فهو قسيمة ونصيب كما يقولون” .

وقالت فاطمة إنها لا تفضل لقب “باربي الكويت” بعدما كانت أول مذيعة تطلق دمية تحمل اسمها وصورتها وهي الدمية “فطوم”، لكنها تفضل لقب “بنت الخليج”، موضحة أن الفنان الكوميدي “ولد الديرة” هو من أطلقه عليها، وتمنت له الشفاء العاجل حيث يعالج من مرض السرطان في تايلند، وأكدت أنها لا يمكن أن تنسى فضل تلفزيون الكويت عليها لأنه صاحب الفضل في تقديمها، وتذكرت أسماء كثيرة وقفت إلى جوارها مثل المخرجين مبارك السهلي وعادل عطا الله وخالد السبيعي وفارس العنزي، وتذكرت بدايتها في برنامج “مساء الخير يا كويت”، الذي قدمها إلى جمهور الكويت والخليج، وقالت : “إنها تخلت عنه بعد ذلك لأنه لم يلب طموحها” .

ورفضت فاطمة القول إن زميلاتها يطلقن عليها الشائعات بسبب الغيرة الفنية، مؤكدة أن علاقتها جيدة مع الجميع وهى لا تلتفت إلى هذه الاشياء وتركز في عملها، وأضافت: “لم أُطعن من زملائي في الفن، إنما من خارجه وقد أكسبني ذلك مزيداً من القوة عندما خضت تجربة التمثيل” . وأكدت فاطمة أنها لا يمكن أن تتخلى عن عاداتها وتقاليدها الكويتية وترفض تقديم أية مشاهد إغراء أو خارجة عن التقاليد حتى لو خسرت المسلسل ذاته، وتذكرت خلافها مع الفنان والمنتج نايف الراشد على مشاهد امتنعت عن تنفيذها، إلا أنه بعدها تفهّم الوضع وعدّل المشاهد لأجلي .

الخليج الإماراتية في

03/10/2011

 

الهروب المستحيل: شعب يتوق الى غير وطنه

بقلم: كاظم اللامي  

أصوات عراقية تنوح من زمن طوق الحصار الاعمى والجوع والمصادرة والظلم وهدر الكرامات ثم العودة الى وطن الخيبات.

إن البنية الكلاسيكية لمنظومة النص لأكثر الأعمال التلفزيونية أثرت سلبا على واقع الدراما العراقية والعربية والتي هي في حقيقتها منظومة اعتراها الكثير من التشتت والتشنج والانفلات المفاجئ عن الخط الدرامي ليتغلغل الشطط باتجاه باقي طبقات النص مما يشعرك انك تشاهد في بعض الأحيان مسلسلا آخر، ففي مسلسل الهروب المستحيل كان للكاتب حامد المالكي خروج وتمرد على هذه المنظومة النصية بشكل واضح قادنا إلى أن نرى منظومة أخرى حديثة مترابطة العناصر متآلفة الوحدات أخضعها الكاتب لقانون علائقي محبوك ومتين جعل المشهد الواحد يسير بشكل دائري ضمن وحدته الإدارية وبشكل مستقيم يمتد لغايات ورؤى وانفعالات وتشكيلات أخرى لا تخرج عن سنخ ما قبلها وما بعدها لتصب جميعها بعد ذلك ضمن النسق ألارتباطي الحامل لفكرة المسلسل كشكل وهيئة ومحتوى.

فهنا يخلق لنا الكاتب سمة وثيمة وقيمة لتكون إطارا عاما لعمله المتميز والمتجدد دائما لا إطارا تقليديا نمطيا جامدا لا يمكن زحزحته ولو بمقالع الصخور بل إطارا منفتحا قابل للتفكيك والتحويل والاندماج ضمن منظومة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وربما هذا الجديد لديه يصبح قديما بعد حين فيجدده ليتطور المنحى والمغزى والمبنى.

كثير ما نرى في الأعمال العراقية الدرامية حينما يعجز الكاتب أو النص الإخراجي عن التحليل والوصف المثمر للحدث يتم اللجوء إلى زج الحوارات المتقاطعة الركيكة والتي هدفها الإطالة والتسويف وجر المشاهد بعيدا عن الرؤيا الحقيقة للموقف مما يدلل على ضعف القدرة في المعالجة وضعف التعامل مع الحيثيات وفلسفة الموقف وكأن الكاتب أوقع نفسه في مستنقع لا يمكن التخلص منه إلا بهذه الطريقة الشوهاء وبالتالي تفاقم الإمراض النصية التي بدورها تقتل كل ما هو جميل لاحقا لينتهي العمل والمشاهد المغلوب على أمره لم يفهم ماذا أراد الكاتب وماذا أراد المخرج، لكن الكاتب حامد المالكي في "الهروب المستحيل" والذي قلنا عنه انه خرج عن الطوق فصنع لنا حوارات تبني الحدث وتؤسس له جداول يسير بها بكل سلاسة بمعنى آخر إن الحوار عند حامد المالكي هو حوار حركي يمكن أن يغير الموقف باتجاهات عدة دون التأثير على خصوصية الحوارات ضمن زمن السرد أو زمن العرض وهو ما نراه واضحا في كل أعمال الكاتب فهو لا يتكلم عن الهوى بل عن وحي الموقف الذي هو غائر بحيثياته من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، ليخرج في النهاية بموقف وحدث يكون للحوار نسبة في خلقهما وعندما يرى ان الحوار اكبر من ثقافة البعض.

مسلسل الهروب المستحيل تأليف حامد المالكي وإخراج عزام صالح وتمثيل نخبة جميلة من ممثلي العراق مسلسل عراقي كامل الدسم وهو ما نبحث عنه في أن يكون الكادر عراقي مئة بالمائة في سبيل إعطاء الفرصة للجميع لإثبات الذات وهم فعلا كانوا أهلا لها نجوم متلألئة استطاعت أن تسرق المشاهد بتكامل عملها وتجعله ملازما للشاشة الفضية بالرغم من تواجد اعمال كبيرة اخرى في القنوات الفضائية.

كان الابداع رهينا بهولاء الكبار بدا من كاتب محترف على درجة عالية من الوعي إلى مخرج روائع تلفزيونية ذو تاريخ مشرف إلى فنيين رائعين اقل ما يقال عنهم إنهم يعملون بالممكن فأبدعوا وارتقوا صهوة النجاح فرسانا خالدين إلى ممثلين لامسوا بأدائهم خطوط العالمية الحمراء بإبداع يجعلك تصفق وتصفق وتصفق لمدى صدق أحاسيسهم الجياشة لما قدموا من دراما حقيقية أعطت الجميع درسا خالدا في روعة التعبير وهذا ما وجدته واضحا في الحوار والإلقاء أو في عكس الحالة الدرامية على وجوههم وحركتهم الناضجة في إملاء الفراغ وجعل الكاميرا ترقص فرحا بروعتهم وهي تداعبهم وتلاعبهم وتتابعهم .

زمن السرد والعرض

عنوان المسلسل الهروب المستحيل هذا الهروب الذي الم بالشعب كله.. هروب جماعي إن كان في الواقع الحياتي اليومي أم في واقع المسلسل في زمن السرد والعرض.

فلو تتبعنا إرهاصات وانفعالات الشخصيات بشكل واعي متحرر لوجدنا أن الجميع يريد الهروب وان اختلفت الطريقة والأسباب بين هذا وذاك الجميع يريد أن ينفذ الرحيل من العراق الذي أصبح بين ليلة وضحاها بلد غير مرحب به حتى من أهله فمن قاسم وعائلته إلى ميادة وأخيها إلى الدكتورة فاطمة وأبيها إلى سائق التكسي رزاق وأمه إلى عمران أبو حديد إلى الدكتور كمال وعائلته إلى فرحان وعائلته إلى ماهر وعائلته إلى سمر محمد وابنتها الى رجال القاعدة المتطرفين وحتى العسكري التابع للجنة الاولمبية ينتابه هاجس الهروب، كل هؤلاء وهواجسهم واحلامهم عبارة عن دراسة جدلية لجدوى الهروب أو المواجهة من عدمهما ومدى فشل الهروب في تحقيق الذات أو البقاء في الوطن دون المواجهة لهاجس وطني ربما خبت جذوته في لحظة بؤس شديد أو خسائر متعددة.

ويرى الكاتب أن المواجهة فقط يمكن لها أن تحقق النجاح لأن الهروب ليس حلا وهو سلاح العاجز والضعيف لتكون النتيجة استحالة الهروب لقوة النظام وكذلك للشعور بالغربة القاتلة خارج الوطن وعلى اقل تقدير وأنت في طريبيل يشتغل عندك الهومسيك فلا يتحقق الهرب الحقيقي لتبقى مقيدا بمخيلتك رغم تحرر جسدك..

العمل أرخ فترة مهمة من تاريخ العراق الحديث في زمن طوق الحصار الاعمى أبان عقد التسعينيات من القرن الماضي، حيث اجتاح العراق كالسيل العرم وبالتالي الضحية الأولى والأخيرة لهذا الحصار هو الشعب، وثقافته التي مسخت، وحضارته التي اصبحت اطلالا يتغنى بها المفلسون، وقواعده الاجتماعية التي انهارت بشكل يرثى له أما من كانوا سببا للحصار فهم لا زالوا يتنعمون بثروات الشعب مرفهين في بروج اسمها قصور الشعب هل هناك أكثر سخرية من بيوت اسمها قصور الشعب ويسكنها الأجلاف من حفاة القرية والشعب يواصل الهروب زرافات ووحدانا والتسكع على أرصفة الدول المجاورة والدول الأوربية، يستجدون ما يسد رمقهم مذبذبين بين مواطن لا يحمل من المواطنة سوى الواجبات والسمع والطاعة ومهاجر تمرد على ذاته ففقد كرامته على أعتاب طريبيل وهذا ما يؤكده حوار جميل للغاية بين فرحان (هيثم عبد الرزاق) وماهر(سمر قحطان)...

فرحان: أريد ارجع للعراق

ماهر: اليوم نشروا بجريدة بابل الحكومة ادكول كلي طلعوا من العراق كلاب والعراق ميريدهم

فرحان: كلاب.. كلاب، ولا خرفان هنا

ربما يتبادر إلى الذهن في الوهلة الأولى أن المسلسل لا توجد فيه شخصية محورية مركزية تدور حولها الأحداث ومنها تنطلق بقية الخطوط الدرامية ربما بسبب التوزيع العادل لظهور الممثلين في الحلقة الواحد أو لضرورة فنية إخراجية أو نزولا لطلبات الممثلين في إعطائهم الفرصة المتكافئة لكون جميع الممثلين من درجة واحدة من ناحية الأجر أو الحضور الفني لكن في حقيقة الأمر أن العمل كان تقوده شخصية محورية مؤثرة ومتأثرة اسمها قاسم والذي مثله الفنان (طه المشهداني) والذي كان بحق اسم على مسمى قاسم مشترك للنجاح الكبير الذي حققه العمل فكان ممثلا بارعا تراه خبيرا نشطا حينما يتعامل مع السيارة حزينا عندما يتابع صحة ابن أخيه رومانسيا حينما يتكلم مع زينب زوجة أخيه "ميلاد سري" والتي يريد الاقتران بها على سنة الله ورسوله مثيرا للشفقة والحزن حينما يعتقل ويعذب في سجون الطاغية كوميديا حينما يلتقي بصاحب الفندق، عموما استطاع "طه المشهداني" أن يضفي على الشخصية الكثير من إمكانياته الرائعة ، أداء رائع كامل المواصفات ليشكل لنا ظاهرة جديدة في عالم التمثيل والذي يزيدنا فخرا أن لدينا هكذا خامات رائعة متميزة وهذا القاسم كشخصية في العمل اختصر فيه الكاتب الشباب العراقي ومدى الهموم التي ألمت وتلم بهم.

اقبل جبين الكاتب المبدع حامد المالكي لمدى قدرته على ربط وحدات المسلسل المتعددة من خلال قاسم المبتلى والشخصيات المرافقة له وكذلك تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض ضمن الفكرة الاصلية للمسلسل ففي محيط العائلة كان ضحية للزمن الغابر المأفون حينما قتل أخوه في معركة لا يعرف الجميع من هو العدو فيها وعلى من يدافع؟ هل يدافع عن الأرض.. ها هي الأرض يوزعها الطاغية على الدول مجانا حتى الكويت التي لا تعدو إسرائيل أخرى زرعت في جسد العراق أعطاها ما لم يعطه أبو رغال وغيره من العملاء.. على من يدافع؟ عن الاقتصاد العراقي الذي أصبح نهبا لشذاذ الآفاق ليتحول البلد إلى رجل شاخ سريعا ليزوره الزهايمرعلى عجل.

كان الكاتب العراقي حامد المالكي موفقا في نقد وتحليل الظواهر الاسلامية والحزبية المتاخرة قكريا وسلوكيا والتي ابتلي بها العالم الاسلامي والعربي والدولي من خلال تصدير الافكار المسمومة المشوهة العرجاء قسرا الى الاخرين مع ميزة تميز اصحاب هذه الظواهر بان جميع من قاطعهم ورفضهم فهو كافر نجس ولا ينفع معه المحيط الهادي بتطهيره وبالتالي وجوب القضاء عليه ولا استحباب في الامر بحد ذاته وانما فقط في طريقة القتل فيستحب للاسلامي الوقح من فريقهم الذي يلعب خارج ارضه دائما والمتكبد الخسائر تلو الخسائر ان كانت روحية ام مادية يستحب له ان يبتكر ويبدع بالطريقة التي بها يرسل ضحاياه الى جهنم ان كانوا بالضد من افكارهم ويرسل من يعتقد بانهم على ملتهم او من المتعاطفين معهم او من هم من نفس الفريق الذي يصدر اوامر القتل الجماعي لخلق الله وقضوا نحبهم اما نتيجة عملية انتحارية او بطريق الخطا فاولئك يرسل بهم الى العالم الاخر كي يستقبلهم الرسول واي رسول انه رسول الشيطان الذي عشعش في ادمغتهم المتكلسة ويقيم على شرفهم حفلة عشاء فاخرة باذخة تحييها راقصات بلا هوية وغير معترف بهن في نقابة هزني وهزك كما يحضرها كل شخصيات مصاصي الدماء من طواغيت الارض مع تواجد كل انواع القمل والحشرات الضارة وكل حيوانات الارض المفترسة ويتبادل فيها الحضور التحايا والقبل الطويلة على طريقة افلام مارلين مونرو...

تناول الكاتب افكارهم بانهم الحق وهم الفرقة الناجية وهم من سيعدل كفة الميزان وبهم تستقيم الامور حسب اعتقادهم الخاطيء وما الحكام المتواجدين فوق رقاب الشعوب العربية والاسلامية الا صنيعة للغرب مع العلم هم في اصلهم صناعة للغرب وان لم تصدقوا فاقراوا مذكرات همفر.. كان مبدا عملهم استدراج الاطفال وطغام العقول وذوي العقد النفسية والدينية السيئة كما شاهدناهم كيف استغلوا ظرف الشاب مروان ابن الدكتور فرحان كونه مطارد من قبل الشرطة البلجيكية نتيجة مشاركته مع استغلالي اخر وهو البلجيكي فرتز "طارق الحلبي" بمحاولتهم قتل مديرة الفندق "سمر محمد" الذي يسكنون فيه وسرقة عقدها الثمين ليسقط الشاب بعد ذلك في مستنقع مروجي وجنائني الموت ممن يسمون انفسهم بالقاعدة وهي في الحقيقة قاعدة شاذة منحرفة، فكيف بها تستطيع ان تحمل اعباء ايديولوجيات التغيير وتصحيح المسار العالمي وهنا لدي ملاحظة ان جل ضحاياهم هم من ابناء جلدتهم فهم على ابناء جلدتهم اسود وعلى اهل الظلم والطغيان فئران ترتاد الجحور وكم كان جميلا ودقيقا الكاتب اللماح حامد المالكي حينما علم ماهر بان مروان على اتصال مع رجال دين مشوه وبانه قد اهتدى لطريق الحق المتمثل بهذه الشرذمة.

تجار الحصار

اشار الكاتب الى مسالة مهمة في زمن الحصار وهي رواج ظهور التجار الطفيليين الذي يتاجرون بالهم والدم العراقي من خلال تعاملهم بالمواد الغذائية والاستهلاكية الفاسدة والتي هي من اشد الامور التي فتكت بالفرد العراقي صحيا ونفسيا حيث كان عمران ابو حديد يبيع الشاي الفاسد والمخلوط نشارة ويتمنى ان يستمر الحصار لان حياته البذخية الجديدة قد اوجدها الحصار، وغيره يبيع الطحين الملوث بكل فضلات الحيوانات المطحونة مع نسبة لا باس بها من التراب والرمل والحصى في سبيل اعطاء بعض الصلابة لبطون العراقيين التي اعترتها الرقة نتيجة الدعة المفرطة وتنعمها بحياة الرفاهية منذ الستينات الى يومنا ليشمل الغش كل ما له علاقة بالفرد العراقي اي نعم انا اسخر من كل ذلك والالم يعتصرني محيلا اياي ركاما بشريا نازفا الما وها انا اسطر الامي واحزاني على الورق ناهجا منهج كاتبنا المالكي في التعبير عن ردة فعله اتجاه ما يجري حوله من تفاعلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وهو من اكتوى بلضى نارها المستعرة وذاق مرارتها وما فتيء يستحث ذاكرته على تقيء صورها نتيجة غثيان وهذيان مستمر ليتوسط مصائب لو انها صبت على الايام صرن لياليا.

تناول الكاتب قضية مهمة جدا تواجهنا دائمة على اعتبار ان هاجس الهجرة من ارض الوطن يلازمنا جميعا في كل زمان فالحلم الماثل امام اعيننا في ترك العراق المليء بالماسي والتوجه الى بلدان العالم من اجل الخلاص ليس بالحلم الوردي الجميل كما يتصوره البعض بل هو طريق شائك مليء بالحفر والمطبات يؤدي الى ضرر المنضومة العائلية بدرجة او اخرى من ناحية الترابط المعهود في العلاقات بين افراد الاسرة الواحدة وبالذات لمن لم تكن لديهم الخلفية الثقافية حول البيئة الجديدة او من كان خاويا من الداخل ضعيفا اتجاه المغريات لتتعمق الخسارات مع فقد الكثير من الخصوصيات وبالنهاية خسارة ثقيلة اثقل من الخسارة التي حاول تجنبها في ارض الوطن ليعود المهاجر بخفي حنين وبعضهم حتى خفي حنين لم تكن في متناول يده وهذا ما شاهدناه مع الدكتور فرحان وماهر والدكتور كمال وحتى الرجل الكبير في السن منير "سامي قفطان" كذلك هناك امور خارجة عن السيطرة الذاتية لها التاثير السيء على توازن المهاجر النفسي كالحنين المفرط الذي ينتاب العراقي شوقا لبلده واهله وبيئته لوجود هامش من الذكريات الجميلة والذي يؤرق الجميع وبالتالي تفاقم الهموم مع عدم القدرة على التواصل بالغرية بشكل ايجابي بالاضافة الى ذلك.. التعامل بفوقية مع العراقيين من قبل اكثر دول العالم وبالذات الدول العربية التي لاتحمل من العربية سوى الاسم والدول الاسلامية التي تاسلمت فيها افكار شاذة هجينة لا دخل لها باسلام محمد لا من قريب ولا من بعيد ونادرا ما نجد عراقيا استطاع ان يعيش بالغربة بشي من البحبوحة والراحة النفسية وهذا ما اراد ان يقوله حامد المالكي باستحالة الهروب، باستحالة تحقيق ما تريده من راحة البال والخلاص من هروبك المزعوم ولا ننسى كيف تازمت حياة عائلة فرحان بتفككها العجيب...

اجمل مشهد اثار اعجابي رغم اني عتبت على الكاتب والمخرج ان يكون مشهدا خارجيا لا داخليا وهي لحظة وداع فرحان وعائلته لماهر فقد كان مشهدا مشحونا بالشاعرية المفتتة للقلوب وابدع المخرج في توجيه الممثلين وابدع الممثلون في تحويل كلام المؤلف الى صورة حية تناغم وتداعب شغاف القلوب وكنت اتمنى ان يسهب الكاتب والمخرج بتفعيل هكذا مشاهد لاستدرار دموع المشاهد العراقي الجياش بطبعه المثكول منذ الف واربعمئة سنة فالحزن شعاره والبكاء دثاره ولو كان مشهدا داخليا لكان ابلغ بالاثر واجمل كصورة لها ابعادها الانسانية.

جميلة جدا حركة الكاميرا وتركزها باتجاه فرحان حينما اتى الى بغداد باحثا عن بيت صديقه حيث وضعت صورته بين اربعة اضلاع حديدية دلالة السجن العراقي... صدقا وعدلا مشهد جميل جدا وصورة ناطقة يندر ان نرى من المخرجين العراقيين ان يكون بهذا المستوى من التفكير الراقي لتصور الحقيقة القائلة ان العراق اكبر سجن في العالم.

اغنية الشارة غير ملائمة للقطات المقتطعة رغم ان الكلمات كانت مناسبة الا ان الصوت واللحن لا يواكب اللقطات ولو راجعنا المسلسلات الناجحة لاكثر الاعمال العراقية السابقة كيف كانت تتكلم الصور بمرافقة الاغنية، والموسيقى التصويرية باهتة غير متفاعلة مع الحدث.

ابدع المخرج والمؤلف بان جعلوا السيد منير "سامي قفطان" يشغل فراغه بالعزف على العود وترديده الاغاني القديمة الجميلة لتذكرنا بزمن فيه نسبة من الاوكسجين للتنفس بحرية اكثر من السنوات التي تلته وكذلك بان جعلوا السيد منير صياد هاوي فهنا رابط بين العزف والصيد فهو يعزف كي يسترجع الذكريات ويرمي سنارته كي يصطاد الفرصة للعودة لهذا الزمن الجميل او العودة الى ارض الوطن وهو غير مطارد ودون تبعات قانونية او يصطاد الفرصة كي يرجع شابا وان وجد هذه الفرصة بصديقه الشاب ماهر ليرى نفسه فيه فحقيقة اشكر الكاتب والمخرج ان ابدعوا بهذه النقطة المهمة فكان الممثل سامي قفطان اهلا لها وابدع ايما ابداع في تصوير الحالة بطريقة اداء تعيدني انا ايضا الى ايام السبعينات والثمانينات يوم كان سامي قفطان ممثلا بارعا يصول ويجول في كل ميادين الفن.

المشاهد التي تظهر رجال القاعدة بالجبل مملة للغاية بسبب الممثلون الذين اصروا ان يكونوا من فصيلة القفاصة في الباب الشرقي فرغم حقارة رجال القاعدة الا انهم يمتلكون شخصيات لها ابعادها الشكلية والصوتية كذلك الملل تسرب الينا بسبب الصورة المتواضعة في الاخراج فهكذا اماكن تحتاج لقطات متنوعة اساسها الحركة والمتابعة من قبل الكاميرا ربما السبب هو ضعف الامكانيات التقنية لا اعلم.

اخيرا اعجبت كثيرا بالمسلسل بشكل عام بشقه الفصيح ويمكن له ان يؤسس لاعمال اخرى يمكن ان تنال الاعجاب في كل دول العالم اتمنى ذلك فالكاتب حامد المالكي صاحب الثقافة والارث الادبي وكذلك المخرج المتميز عزام صالح صاحب اللمحات المتميزة بامكانهم انتاج هكذا اعمال هادفة باللغة الفصحى.

ميدل إيست أنلاين في

03/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)