حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صناعة الكراهية والتميـيز في التليفزيون الأمريكي مناصرو الصهاينة وبرامجهم الدينية في خدمة إسرائيل

تقدمها: خيرية البشلاوي

من الصعب المبالغة في الدور الذي يلعبه التليفزيون في تشكيل البنية العقلية وطريقة النظر إلي الأشياء لدي الشعب الأمريكي.. وقد عبر عن ذلك الدكتور جورج جرنبر عميد أننبرج سكول للاتصالات في جامعة بنسلفانيا علي هذا النحو: التليفزيون أكثر من أي مؤسسة يُصيغ السلوك والقيم بالنسبة للعاديين من الناس. وكلما زادت الفرجة. زاد ميلنا إلي التسليم بالعالم حسب مانراه علي شاشة التليفزيون وذلك علي الرغم من أن أغلب ما نراه مضللاً ومخادعاً.

ومثل صناعة السينما الأمريكية يخضع التليفزيون الأمريكي لسيطرة اليهود والمناصرين للصهيونية.

وبينما يشكل اليهود. اثنين أو ثلاثة بالمائة فقط  من الشعب في الولايات المتحدة. يمثل اليهود حسب تأكيد الكاتب اليهودي التليفزيون إيرفخ بيرل برج نسبة لا تقل عن 40% من الكتاب في التليفزيون الأمريكي.

وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي يلاحظ نورمان كانتور الأستاذ في جامعة نيويورك أن هناك شبكة تليفزيونية يترأسها بالفعل رجل يهودي هو لورانس تيش رئيس شبكة سي بي سي CBC فضلاً عن كون اليهود يمثلون المديرين المرموقين والمنتجين البارزين في اثنين من أكبر الشبكات الأمريكية.

ويقر الكاتب الأمريكي اليهودي بن شتاين مؤلف كتاب "منظر من صن ست بوليفار" بهذه الحقيقة ويقول: الأغلبية البارزة بصفة خاصة في كتابه "كوميديا الموقف" هم من اليهود. ويقول "المشاهدون للتليفزيون يحبون أشياء بعينها ويكرهون أيضاً أشياء بعينها". وهذه الأشياء المحبوبة والمكروهة تتم مراعاتها عند وضع البرامج. وفي المقابل تزداد جماهيرية الأشياء المحبوبة عند الفريق الذي يحبها. وكراهية الأشياء المرفوضة عند الجماعات التي تكرهها.

أمام هذه الحقيقة يكون من المدهش جداً. إن لم يكن من النادر تماماً. أن تري علي الشاشة شخصية واحدة يهودية أو إسرائيلية شريرة. وعلي العكس فإن الإسرائيليين بصفة خاصة واليهود بشكل عام يظهرون ــ روتينياً ــ في الوسائط الجماهيرية الأمريكية كأبطال وذوي بصيرة ثاقبة. وعلي قدر من الكبرياء والحنكة والذكاء والرقة بالإضافة إلي التكوين الجثماني الجذاب الواثق والإنساني الناجح.

وعلي الجانب الآخر تجد شخصية العربي في التليفزيون الأمريكي كما في السينما الهوليودية. تجدها في الأغلب منفرة شكلاً. غبية. شهوانية. جلفة وكسولة وغير مثقفة بالإضافة إلي القسوة والوقاحة والجشع والتعصب ضد كل ماهو أمريكي ومسيحي.

وغالباً ما يصور العربي كإرهابي يخطف الطائرات ويحتجز الرهائن وقاتل ولديه جنون جنسي ومزواج يخطف الفتيات الصغيرات الشقراوات ذوات العيون الزرقاء. أو يظهر كشيخ  يمارس الابتزاز ويضع أردية غريبة في الأغلب كوفية وغطاء رأس وجلابية.

ومن الأشياء الروتينية في تقارير الأخبار أو عند تقديم التاريخ والموضوعات الجادة الأخري يظهر الانحياز الصارخ إلي الجانب الإسرائيلي أو التوجه اليهودي.. ومن الأمور المفهومة بالطبع إسناد الأدوار البارزة لليهود في أقسام الأخبار وكذلك وجود العديد من اليهود "وأغلبهم منحازون للصهيونية" كمراسلين لتغطية الأحداث المرتبطة بالصراع العربي - الإسرائيلي أو بالشرق  الأوسط عموماً.

ضلال دائم

ومن النادر تماماً أن تقدم وسائط الاتصال الأمريكيين ذات التوجه الصهيوني وجهة نظر العرب والمسلمين وبالذات في القضايا المرتبطة بمحنة الفلسطينيين وإجلائهم عن مساكنهم قصراً. أو فيما يخص بالسياسات البترولية أو الكفاح ضد الاستعمار الغربي.

علي سبيل المثال. غالباً ما تشير هذه الوسائط إلي الصهاينة الذين غزوا فلسطين العربية إبان الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي بطريقة مضللة باعتبارهم يهودا بلا وطن وبنفس الطريقة المضللة تصور العمليات العسكرية ضد العرب  طوال الخمسين سنة الأخيرة وعلي نحو روتيي باعتبارها عمليات دفاعية ضد العدوان أو الإرهاب العربي والفلسطيني.

وعلي حين تقدم وجهة النظر اليهودية الصهيونية دائماً علي التليفزيون الأمريكي كأمر مسلم به. فإن وجهة نظر العرب أو المسلمين تقدم غالباً فقط إلي جانب وجهة نظر صهيونية تواجهها وتتوازن معها.

وإلي جانب انتاج البرامج والأفلام التي تساند إسرائيل. وتشوه آراء ومواقف العرب والمسلمين وبالذات ما يتعلق بالكفاح ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين. قامت هوليوود وشبكات التليفزيون بمقاطعة الأفلام والبرامج التليفزيونية التي تناصر العرب والمسلمين. وأبان السبعينيات علي سبيل المثال قاطعت دور العرض الأمريكية وشبكات التليفزيون فيلم "الفلسطيني" الذي يقف مع القضية الفلسطينية وقد أنتجته الممثلة البريطانية والناشطة اليسارية الشهيرة فانيسا رد جراف.

وذات مرة عبّر الصحفي الأمريكي المشهور جيمس ماكارتني عن ماكان يفكر فيه العرب منذ عقود.

قال: "اعتقادي الشخصي أن الميديا في العالم الغربي لو قامت بعملها علي الوجه الأكمل في تغطية مايجري في الشرق الأوسط. ولما كان من الضروري أن يلجأ الفلسطينيون إلي العنف من أجل شد انتباه العالم إلي قضيتهم.

دفاع وتعاطف

العديد من غير اليهود قاموا أيضاً بالترويج والدعاية للصور المشوهة التي تناصر الصهيونية وللصور المناهضة للعرب في الماضي والحاضر من خلال التليفزيون الأمريكي.. وهذا الأمر ينطبق علي المسيحيين الأصوليين الذين يسيطرون علي البرامج الدينية في التليفزيون أمثال بات روبرتسون. وجيمي سواجرت. وجيم بكار وجيري فالول وأورال روبرتس. هؤلاء المدافعون المتعصبون عن إسرائيل والصهيونية لم يظهروا قط أي تعاطف مع محنة المسيحيين والمسلمين بسبب مقاومتهم للاضطهاد الصهيوني وللاستعباد اليهودي لوطنهم التاريخي.

وليس هذا فقط بالأمر المحزن ولكن المفارقة الساخرة قبولهم بالمعاملة الإسرائيلية المذلة للمسيحيين والمسلمين واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

هؤلاء المسيحيون الصهاينة مشغولون بعملية تشويه كبري للتاريخ علي سبيل المثال يصور هؤلاء المسيحيون أصحاب البرامج الدينية الشهيرة في التليفزيون وهم فئة يطلق عليها اسم Televangalists. يصورون المذابح المزعومة لليهود في العصور القديمة كمعاول لمذابح اليهود في العصر الحديث. ويرون السيديانيين الذين ارتكبوها مثل السوريين العرب هذه الأيام. كما يصورون البابليون في الزمن القديم كمعاول أيضاً للعراقيين العرب اليوم.

وهؤلاء المسيحيون الصهاينة المدافعون عن اليهود يتجنبون عمداً أي ذكر للمذابح التي تعرض لها الفلسطينيين "philisitiner) اجداد الفلسطينيين اليوم كما جاء في كتاب العهد القديم.

وفي الفصل السادس من كتاب "جوشوا" نقرأ علي سبيل ا لمثال "أنهم أي العبرانيين قاموا بتدمير شامل لكل ما كان موجوداً في المدينة: الرجل والمرأة والشاب والطفل والعجوز والثيران والأغنام والحمير.. وفعلوا هذا كله بحد السيف".

في دراسته التفصيلية يقدم الباحث الأمريكي العربي الأصل جاك شاهين. أستاذ الصحافة المرئية السمعية في جامعة جنوب الينوي. دراسة موثقة عن الصور السلبية للشخصية العربية المنتشرة عبر كل شبكات التليفزيون الأمريكية والتي يروج لها عملياً بواسطة كبار المذيعين والشخصيات التي تعمل لحساب هذه الشبكات.

وفي هذا الكتاب يتناول شاهين بالشرح والتحليل مائة برنامج تليفزيوني وما يقرب من مائتي حلقة. وكذلك يلتقي العديد من مديري التليفزيون ومن المنتجين والكتاب.

وينتهي إلي أن التليفزيون الأمريكي فيما يقدمه من أعمال ترفيهية وكوميدية ودرامية وشرائط تسجيلية واخبارية وحتي عبر البرامج الرياضية والدينية وبرامج الأطفال. يبث من حين لآخر صوراً مشوهة وحقيرة عن العرب.

وبالإضافة إلي أفلام هوليوود والبرامج التليفزيونية التي تكتب لها سيناريوهات. يظهر العربي حتي في البرامج المباشرة الواقعية التي تقدم بلا سيناريو ويقوم بتقديمها شخصيات تليفزيونية مرموقة ويظهر لإثارة الضحك. في برامج التوك شو..

وفي احد هذه البرامج يساوي مقدم البرنامج وهو غير يهودي واسمه مرف جريفين بين العربي والحيوانات حتي يخلق  نوعاً من الفكاهة فيقول لو جلست وسط العرب ستقوم وأنت محمل بالقمل وفي برنامج آخر تشير الممثلة الكوميدية التليفزيونية جوان ريفز إلي الزي العربي التقليدي وقد تملكها الضحك قائلة "أنني لا استطيع أن أمر بين الزوجة والزوج لأن الكل ملفوف بملاءة سرير".

وبنفس السخرية ولكن بتكشيرة علي الوجه وصف الممثل اليهودي الكوميدي آلان كنج الزي التقليدي للسلطان قابوس بقوله: "بحق الجحيم ماهذا الذي يرتديه ولمن؟ إن شعبه لا يتجاوز احد عشر شخصاً ومعزة".

وحتي البرامج الموجهة إلي الأطفال لم تخل من التصوير المسئ للعرب.

وعن الشخصيات الكرتونية المشهورة التي قدمت شخصيات عربية كريهة ومنحطة يشير دكتور جاك شاهين إلي "يحس باني" Bngs bunny. وجوزمايت سام  yosemite sam وجوفي Goofy. وود بكر "نقار الخشب" وبوب آي "popeye) وسكوبي دو scoopy - Doo وهيكل وجيكل Heckle and leckk. وبوركي بيج Porky pig وبلاستيك مان وريتشي ريتتشي وبنكي وبرين Pinky and Brain. وانيمانياكس "Animaniacs) وداك تيلز Duck Tales.

البحث عن تفسير

وفي لقاءات عديدة مع مدراء نافذين في التليفزيون الأمريكي جاهد الدكتور شاهين للوصول إلي تفسير لهذا النفاق وانعدام الكياسة والاندفاع بإصرار لتأكيد الصورة النمطية الرديئة للإنسان العربي في التليفزيون الأمريكي.. ويقول: العديد من تم استجوابهم شعروا بالحرج. واعترفوا بعد ممانعة بوجود رفض كبير من قبل العرب لهذا التنميط. ولكن من دون أن يشرحوا الأسباب التي تقف وراء هذه الصورة المنحازة.

اعتقد والكلام لمحررة الصفحة.. أن الأسباب واضحة جداً وقديمة ولا تحتاج تفسيراً.. لأن الصراع العربي ــ الغربي قديم ويعود إلي قرون مضت وأخذ منحني أكثر سفوراً بعد السيطرة الصهيونية علي كامل أو معظم الإعلام الغربي.

يعترف دون اوبريان نائب رئيس شبكة سي بي سي CBC للدكتور شاهين بخجل ويقول: أنا لم أشاهد ابداً "عربي طيب" علي شاشة التليفزيون الأمريكي. والعرب يقدمون علي نحو روتيني كحكام للصحراء غلاظ القلوب. وتواقون للحروب. "ومن النادر أن يصور العرب كشخصيات طيبة".. ذلك اعتراف آخر من فرانك جلكسمان وهو منتج تليفزيوني يهودي يعمل في لوس انجلوس ويضيف "أنني لم أشاهدهم أبداً في أي صورة أخري غير كونهم شخصيات ثقيلة تظهر في الأعمال الميلودرامية" ويقول منتج هوليودي آخر في التليفزيون ــ دون برنكلي ــ "أنني اشعر بأن هذا ظلم. فالصورة المرسومة للعربي بشكل عام مرعبة" ويعترف جورج واتسون نائب رئيس محطة ABC الإخبارية حين يقول.. العرب لم يشاهدوا أبداً علي حقيقتهم. أو من قريب. أو علي نحو ملموس سواء كأفراد أو جماعات مثل الإسرائيليين.

وليس جميع المدراء في التليفزيون الأمريكي مستعدون للمساعدة علي أي حال. خذ علي سبيل المثال اجابة ميتا روزنبرج وهي منتجة يهودية تعمل في التليفزيون والتي تستجيب بخشونة لأسئلة شاهين وتقول إنها لم تكترث أبداً بالعرب وأنها تعتبر الجالية العربية الأمريكية التي وصل عددها وقتئذ إلي ثلاث ملايين بلا قيمة.

وقد حاول شاهين أيضاً أن يتصل بواحد من أكبر وأنجح المنتجين النافذين في التليفزيون الأمريكي. هو نورمان لير الذي أنتج أعمالاً جماهيرية واسعة الانتشار منها برنامج "الجميع في الأسرة" و"عائلة جيفرسون".

يلاحظ شاهين أنه لا يوجد في الانتاج الغزير لهذا المنتج اليهودي شخصية عربية واحدة تتسم بالإنسانية. وقد رفض ببساطة أن يلتقي شاهين أو أن يرد علي خطاباته العديدة التي أرسلها أو حتي أن يحادثه بالتليفون.

قلة ليست قليلة من العاملين في وسائط الاتصال الجماهيرية الأمريكية منها بعض اليهود. عبروا عن اهتمامهم بالطريقة التي يصور بها العربي في السينما والتليفزيون الأمريكي..

يقول  الصحفي جون كولي علي سبيل المثال "لا يوجد جماعة عرقية يمكن أن ترضي طواعية بما يواجهه العرب والمسلمون عموماً في الوسائط الجماهيرية "الميديا" في الولايات المتحدة".

يقول الكاتب الصحفي نيكولاس فون هوفمان في الواشنطن بوست مخاطباً قرائه.. لا توجد جماعة قومية. دينية. أو ثقافية تعرضت بكثافة ودأب للإساءة وتشويه السمعة مثل العرب..

وعبرت الكاتبة اليهودية المشهورة مج جرينفلد وهي صاحبة عمود في الواشنطن بوست عن وجهة النظر التي تؤكد أن "هناك عملية نشطة تعمل بانتظام لتشويهه وتجريده من الإنسانية في الرسوم الكاريكاتيرية هناك تشويه وتجريد من الإنسانية. ولكن هذه الرسوم الكاريكاتورية مستوحاة من رسوم سابقة مقبولة ومؤثرة تؤكد عدم إنسانية العربي. وتحديداً غياب الإحساس بمن هم العرب وأين كانوا".

ويقول ستيف بل في محطة ABC الإخبارية العرب بلا شك الآن هم الضحية الدائمة لعملية التنميط ليس فقط في التليفزيون وإنما في جميع الوسائط في الولايات المتحدة.

الثمن الفادح للكلام

علي الرغم من السماح بتوجيه النقد إلي بعض السياسات الإسرائيلية في الولايات المتحدة. ولكن ليس من المسموح به بشكل أو آخر التعبير عن نقد جوهري ضد الدولة الصهيونية. أو ضد السياسة الأمريكية التي تدعم إسرائيل أو ضد القبضة اليهودية ــ الصهيونية علي الإعلام في الولايات المتحدة أو ضد الحياة السياسية والأكاديمية الأمريكية. ويلاحظ أن هذا الموقف يتناقض مع الموقف داخل إسرائيل نفسها. حيث يسمح لليهود وحتي المواطنين العرب في الدولة الصهيونية بحرية أكبر في نقد الصهيونية والسياسات الإسرائيلية.

والشخصيات البارزة التي تتجاسر وتتجاوز هذه الممنوعات تتهم علي الفور بمعاداة السامية "تحديداً معاداة اليهود" ومن ثم تدفع ثمناً باهظاً إذا تدمر سمعتها وعملها والسياسيون الذين يخاطرون بالكلام علانية ضد الدعم الأمريكي للصهيونية يواجهون خراباً لجوانب من حياتهم السياسية.

من الشخصيات السياسية والحكومية البارزة من واجهوا خسارة فادحة لحياتهم العملية بسبب تعديهم علي هذا التابو القوي السيناتور الأمريكي وليام فولبرايت. والديا ستيفنسون وشارلز بيرسي ورجل الكونجرس بول مالكلوسكي ونائب وزير الداخلية جورج بول وهؤلاء الذين تفوهوا سهواً. اضطروا للاعتذار. وقد طورد الممثل مارلون براندو بقسوة عندما انتقد المنتجين ومديري الاستوديوهات في هوليوود بسبب تشويههم وتنميطهم للأقليات العرقية.

علماً بأن ماقاله الممثل الكبير في ابريل  عام 1996 اثناء لقائه بالمذيع الأمريكي الشهير لاري كنج صحيح تماماً وبعد فترة وجيزة أجبر براندو علي أن يكتب اعتذاراً..

وأحياناً يتجاوز الثمن المدفوع لخطيئة الكلام في الممنوع مجرد التشويه أو خسران العمل. في 11 اكتوبر عام 1985. تم اغتيال إلكس أوديه المدير الإقليمي للجنة الأمريكية ــ العربية لمعاداة التمييز وذلك في انفجار قنبلة اثناء دخوله إلي مكتبه في مدينة سانت آنا في جنوب كاليفورنيا..

وكان اوديه الفلسطيني المولد في الليلة السابقة لاغتياله قد ظهر في برنامج اخباري محلي يشرح المنظور العربي لقضية الصراع العربي - الإسرائيلي.

وقد أعلن البوليس الفيدرالي أن منظمة الدفاع اليهودي "ثاني أكبر منظمة إرهابية في الولايات المتحدة" هي المسئولة عن اغتيال اوديه إلي جانب اغتيال اثنين آخرين في حوادث إرهابية. وقد فر القتلة المشتبه في ارتكابهم الجريمة إلي إسرائيل لتجنب العقاب. ولم تتم محاكمة أي شخص من اغتيال اوديه.

جرائم الكراهية

وخلافاً للجماعات العرقية الأخري علي العرب الأمريكيون أن يتحملوا عبء الكراهية ليس فقط من أفراد متعصبين وجهلة وإنما أيضاً من عناصر يهودية صهيونية نافذة في الميديا الأمريكية.

فالتليفزيون والصحافة المكتوبة عادة ما تصور العرب الأمريكيين والمسلمين الأمريكيين كمجرمين فقط بسبب انتمائهم العرقي والديني الأمر الذي يشيع إحساساً بالكراهية والتعصب ضدهم. وأحياناً تجد في عناوين الصحف "العرب يحاربون البوليس" "مسلمون تم القبض عليهم" ومن النادر أن تجد شبهة ضد شخصية ليست عربية. كما أنك لا تجد إشارة إلي الأصل العرقي أو الديني لمتهم غير عربي.

وحين تقع أحداث إرهابية ضد أمريكا أو إسرائيل أو حين تشتبك إسرائيل أو أمريكا في صراع مع دول أو جماعات عربية. علي الفور يصبح المواطنون العرب الأمريكيون ضحايا لمشاعر الكراهية.

المساء المصرية في

02/10/2011

 

خبراء الإعلام يضعون خريطة طريق لإصلاح التليفزيون

مرة علاء الدين 

غاب التليفزيون المصرى طويلا عن التأثير وسحبت القنوات الفضائية العربية والمصرية البساط من تحت أقدامه، وأطاحت ثورة 25 يناير بما تبقى من قياداته التى ساهمت فى التضليل والدعاية المضادة للثورة والثوار، وفتحت الباب المغلق منذ سنوات على أشباح الواسطة والمحسوبية والفساد..ولكن بدلا من أن ينشغل العاملون فى ماسبيرو بكيفية التطوير والتطهير وإعادة الاعتبار للمبنى العريق ، أخذوا يتقاتلون على لائحة الأجور ويتسابقون للفوز بجزء من الكعكة الحجرية..فهل أصبح الاصلاح سرابا وكيف يمكن أن يستعيد التليفزيون الحكومى مكانته ومصداقيته ويستطيع منافسة الاعلام الخاص..هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق..

فى البداية يقول ياسر فهمى المخرج فى القناة الثالثة ان رئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون لابد ان تكون من داخل الجهاز نفسه وليس من خارجه لتكون على دراية كافية بكل ما يحيط به من مشكلات ومتطلبات، ولابد من اختيار قيادة شابة تمتلك رؤية للتطوير وفكر مهنى مختلف كما طالب بوضع حد أدنى وسقف أعلى لأجور العاملين لتفويت فرصة إهدار المال العام وأموال ماسبيرو.

وأضاف أنه لابد من الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية بحيث يجرى تعميمها حماية للجميع ، ومراعاة أن يكون التطوير شاملا المستوى الإدارى والتنظيمى والفكرى، بحيث يكون هناك سياسة اعلامية واضحة فى كل القنوات، وان يكون هناك خطة محددة لرسالة اى قناة لانه من الملاحظ ان القنوات غير التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون لها سياسية اعلامية محددة وتوجه واضح وهذا ما نفتقده لان اهم شىء فى الاعلام هو الفكر الواضح، كما لابد من تدريب الكوادر البشرية والاهتمام بالكفاءات وتطوير الاستدويوهات،والالتزام بلائحة اجور موحدة.

من جانبه اكد الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ان حرية الاعلام مطلب أساسى فى ظل الثورة،ولكى نتمكن من تحقيق حرية الإعلام لابد ان نخرج من شكل الإعلام الرسمى الذى كان يؤدى دوره فى خدمة النظام ونشر التضليل وتقديم رسالة دعائية وليس رسالة إعلامية،لان الإعلام المستقل هو الوحيد القادر على أداء دوره بالدرجة الحقيقية من الحرية.

وأضاف أن التليفزيون المصرى منذ نشأته فى الستينيات وحتى ثورة25يناير كان أشبه بالبوق الدعائى للحكومات المتعاقبة وقد آن الأوان لانشاء هيئة مستقلة للإشراف على التليفزيون تتشابه مع هيئة الإذاعة البريطانية،فذلك وحده هو الكفيل بدفع العمل التليفزيونى إلى الأمام وتطويره وإخراج التليفزيون من التبعية الحكومية إلى الإشراف الأهلى وتحقيق أعلى درجات الاستقلالية والحرية للرسالة التى تبث عن طريق قنوات ولابد من أن نعيد هيكلة وصياغةإعلام مستقل حقيقى يركز على الحصول على المعلومات الدقيقة وعدم العمل لصالح جهات معينة سواء كانت جهات رسمية أوغير رسمية وأن يكون ولاء الرسالة للشعب وليس لمن يملك هذا الجهاز حتى يستطيع هذا الإعلام أن يحقق المنافسة فى ظل السوق الإعلامية الكبيرة والتعددية واضاف الدكتور خليل على أهمية الاهتمام بالكوادر البشرية وتدريبهم من أجل الارتقاء بالمستوى المهارى للعاملين فى ماسبيرو لكى يستطيع التليفزيون المصرى أن يجدد شبابه مع ضرورة رفع مستوى الأداء المهنى للعاملين به سواء على مهارات التغطية الإعلامية والتقديم الإذاعى والتليفزيونى حتى تتواجد الكوادر الإعلامية القادرة على المنافسة بشكل حقيقى،لأن الإعلام لا يرتبط فقط بإعادة الهيكلة الإدارية أو بصدور التشريعات ولكنه يعلو بتطوير الكوادر البشرية
واوضحت الدكتورة ليلى عبدالمجيد العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة ان رسم سياسة عامة واضحة امر ضرورى لانه يؤدى إلى استقلال الإعلام حتى تكون هذه السياسة نابعة وممثلة من الشعب ومعبرة عنه،وهذا هو التصور الجديد لإدارة الإعلام فى مصر الذى يتناسب مع المتغيرات المجتمعية الحالية التى تتطلب تقديم إعلام حر يشمله قواعد تنظيمية وبرلمانية تقننها وتراقبها المؤسسات

فيما يرى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة انه لابد من إعطاء المزيد من الاستقلال والحرية لمنظومة الإعلام وأضاف أنه ليس المهم الشكل الإدارى وإنما الأهم هو السياسات والآليات التى تضمن توفير حالة من الاستقلال والحيدة وعدم التحيز فى سياسات الإعلام لذلك فالمهم فقط هو إعطاء الإعلام مزيداً من الحريات وتواجد آلية مرضية لكى تتناسب وسياسات الإعلام مع المتغيرات الحالية دون أن ترتبط بالأداء الدعائى الذى يربط الإعلام بسياسات الدولة اما عن قرار وقف إصدار تراخيص القنوات الفضائية أكد الدكتور «صفوت العالم» إن هذا قيداً على حرية الإعلام واضاف أن هذا القرار يقيد القنوات فى تناول أى حدث مثير أو ساخن وهو ما يعيدنا لما قبل الثورة .

اما الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة اكد انة لابد من إعادة رسم السياسة الإعلامية التى تلتزم بالمواثيق الدولية والمهنية وحرية الرأى والتعبير التى تفرز عن ميثاق شرف إعلامى يلتزم بهذه المعايير واضاف انه من الضرورى إعادة هيكلة الإعلام وإصلاحه بما يتناسب مع النظام السياسى الجديد واوضح ان الإعلام الآن فى حاجة للمراجعة لأننا فى مرحلة انتقالية من نظام سياسى سابق كان يتبعه نظام إعلامى إلى نظام سياسى جديد يقوم على الشفافية .

ويؤكد د. على عجوه عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة سابقا ان مستقبل الاعلام سيتحسن تدريجيا وفقا للتعديلات التى يمر بها المجتمع وليستعيد توازنه مرة أخرى يحتاج إلى الكثير من التغييرات الجوهرية المطلوب تنفيذها على أرض الواقع ويمكن عمل خطة عمل تمتد لثلاث سنوات حتى نضمن تغيير سياسات الاعلام المصرى لينتقل إلى مصاف الدول المتقدمة.

أكتوبر المصرية في

02/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)