حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تشارك حاليا في فيلم «بنات العم»

آيتن عامر: لا أخشى المنافسة

القاهرة- خالد بطراوي

ظهور خاص للفنانة آيتن عامر في دراما رمضان هذا العام، خطفت الأضواء في مسلسلين بدورين مختلفين تماما بعد ظهورها في «لحظات ميلاد» بشخصية الفتاة الانتهازية التي ترى أن الحل الوحيد لجميع المشاكل الفلوس، وعلى النقيض الآخر قدمت في «كيد النساء» شخصية فتاة تعاني من الإصابة بمرض السكر، وتعيش حياة بائسة بسبب ظروفها الصحية. في البداية قالت آيتن عامر انها تراهن دائما على كل ما هو جديد، وتأبى أن توضع في قالب أو إطار. لا تحلم أن تكون نجمة شباك ولا باب فهي فقط فنانة، تحب التمثيل وتستمتع بذلك. هدفها الوحيد أن تصبح ممثلة من العيار الثقيل متخصصة في تأدية الأدوار الصعبة.

• كيف استطعت القيام بدورين مختلفين تماما في الوقت نفسه؟

- لم يكن هناك استعداد قوي لأن هذه النماذج موجودة في الواقع، فأنا أولا أقوم بقراءة السيناريو جيدا وأحاول أن أضع خطوطا عريضة للدور، ومن حسن الحظ أنني قد انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «كيد النساء» قبل أن أبدأ بتصوير مسلسل «لحظة ميلاد».

• ما الذي جذبك لأداء دورك في مسلسل «كيد النساء»؟

- أولا الشخصية ليست تقليدية، فهي مختلفة تماما عن الأدوار التي قدمتها من قبل، بالإضافة إلى أنني اهتم كثيرا بالتغيير من عمل الى عمل، لأنه من غير الجذاب تقديم شخصية نمطية.

فنانة مجتهدة

• كيف وجدت العمل مع الفنانة فيفي عبده خصوصا أنها المرة الأولى لك معها؟

- كنت محظوظة بالعمل مع فيفي عبده، فهي فنانة مجتهدة لا تبخل أبدا على أحد بأي معلومة أو نصيحة، كما أنها في البلاتوه من أظرف الشخصيات لدرجة أنني لم أجد صعوبة في التعامل معها.

• قدمت «أفراح أبليس» و«دموع في نهر الحب» و«حضرة المتهم أبي» و«الدالي» و«لحظة ميلاد» واخيرا «كيد النساء» في شهر رمضان وكلها أعمال ناجحة. هل تعتبرين نفسك ممثلة رمضانية؟

- أنا لا أعتقد هذا على الاطلاق، ولا أحرص على أن يقدم عملي في رمضان أو شوال أو صباحا أو مساء، ولكن المهم أن يكون العمل المقدم للناس له هدف وقضية يحملها ويعرف جيدا بماذا يتوجه ولمن يتوجه والعمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت.

فتاة محجبة

• هل ترين أنه تم استغلال موهبتك بالشكل المناسب؟

- انتظر بفارغ الصبر عرض مسلسل «فرح العمدة» فهو نوعية جديدة مختلفة عن بقية الأدوار التي قمت بتقديمها من قبل، حيث أجسد فيه شخصية فتاة محجبة تحاول البحث عن الاستقرار من خلال الارتباط.

• إلى أي مدى اختلفت علاقتك مع الكاميرا الآن عن أول لقاء بينكما؟

- لا يوجد أى اختلاف، فأنا ما زلت أخاف من الكاميرا، وما زالت الرهبة موجودة لكن مع الخبرة بدأت أعرف حركات الكاميرا، والفضل يعود إلى الفنان محمد صبحي، وأيضا الفنان نور الشريف الذي علمني كيف أمثل، وأيضا كيف أبكي.

دور جيد

• يقال انك تأخرت في دخول السينما مقارنة بأبناء جيلك؟

- بالعكس، أنا دائما أبحث عن الدور الجيد الذي يكون على مستوى الأعمال الدرامية التي قدمتها من قبل، فأعمالي التلفزيونية التي قدمتها تجعلني أفكر مائة مرة قبل الدخول في تجربة سينمائية ليست على المستوى الفني المطلوب وهو ما يجعلني أدقق في الاختيار جيدا.

• هل يعنى هذا أنك ترفضين العمل في السينما حاليا؟

- لم ابتعد عن السينما، وانما كنت انتظر الدور الجيد الذي يقدمني للناس بشكل متميز، وبطريقة لا اخجل منها، وبالفعل أخيرا وجدت ما أبحث عنه عندما رشحني المخرج محمد الشوري للعمل في فيلم «شارع الهـرم» الذي جسدت فيه دور بنت تجبرها الظروف العائلية على العمل راقصة فنون شعبية ثم راقصة.

• وماذا عن فيلم «ساعة ونص»؟

- أجسد في هذا الفيلم دور ابنة الفنانة سوسن بدر التي يعاني زوجها من مشكلة مادية فتحاول هي حلها وهو عمل مختلف وجديد وتطلب مني مجهودا كبيرا.

كلام مضحك

• تردد أن هناك خلافا قد نشب بين المنتج محمد فوزي زوج شقيقتك وفاء عامر والفنانة غادة عادل بسبب فرضك على العمل في مسلسل «فرح العمدة» وزيادة مساحة دورك. فهل هذا صحيح؟

- هذا الكلام مضحك وليس له أي اساس من الصحة لسبب بسيط جدا هو أنه عندما يطرق الحظ الباب فإن الخطوات تنطلق بمفردها دون مساندة من أحد، ووجدت ترشيحات بعد مسلسل «حضرة المتهم أبي» تقود خطواتي الفنية من نقطة إلى أخرى بنجاح مستمر. ولو لم يكن لدي رصيد سابق من الاجتهاد لما كنت قد وصلت إلى المشاركة في معظم الأعمال الناجحة.

• معظم أعمالك كانت مع فنانات في بطولات جماعية. الم تخشي المنافسة في هذه الأعمال؟

- لا أخشى المنافسة أبدا لأن المهم عندي هو الثقة بالنفس والتركيز في أداء دوري على أكمل وجه.

• ما الذي ينقصك لكى تصبحي نجمة شباك؟

- لا توجد أي فنانة لها جمهور لا تتمنى أن تصبح نجمة شباك، ولكن المهم أن تختار الوقت المناسب والعمل المناسب والرغبة في خوض هذه المخاطرة، لأن البطولة المطلقة تحتمل المكسب أو الخسارة فهي شيء صعب جدا.

• ماذا عن دور وفاء عامر في حياتك الفنية؟

- بصراحة أدين لها بالفضل فيما وصلت إليه حتى الآن، فهى تدعمني وتساندني في كل خطواتي منذ بداية المشوار، وكانت سببا في وصولي الى ما انا فيه الآن.

• آيتن عامر .. متى تحاسب نفسها؟

- بصراحة شديدة عندي حالة وسواس قهري من حدوتة مراجعة النفس، أحاسب نفسي بعنف وقسوة شديدة طول الوقت، ولا أنام قبل أن أعمل كشف حساب يوميا لكل مشوار حياتي.

• وماذا عن الحب في حياتك؟

- حتى الآن لا يوجد حب في حياتي، ولكن اتمنى ان يحدث قريبا.

• هل هناك أعمال جديدة أخرى؟

- حاليا أقرأ عددا من السيناريوهات بالنسبة للدراما والسينما ولكن أجد نفسي في مرحلة جيدة تستحق التدقيق في الاختيار وبصفة خاصة الدراما، وحاليا أصور دوري في فيلم «بنات العم» من إخراج أحمد سمير فرج وأقدم فتاة تتولى مسؤولية أسرتها وتحاول الحفاظ على مستواها الاجتماعي والمادي.

القبس الكويتية في

16/09/2011

 

الفضائيات المفترى عليها

السلطة البائدة حاربتها والنظام الحالي يتوجس منها

القاهرة: طارق الشناوي  

هل عاد الإعلام المصري للمربع رقم واحد بعد أن تنفس نسمات الحرية خلال الأشهر الماضية التي أعقبت ثورة 25 يناير؟ لقد أصدرت الحكومة المصرية مؤخرا حزمة من القرارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. الحجة المعلنة هي مواجهة الانفلات الإعلامي الذي اعتبرته الوجه الآخر للانفلات الأمني الذي تعيشه مصر، ولكن كل القرارات التي اتخذتها الدولة تبدو أنها تتجه إلى تقليص مساحات الحرية التي قامت الثورة من أجلها!! أوقفت الدولة البث لقناة «الجزيرة مباشر مصر» من القاهرة بحجة أنها لم تستكمل الإجراءات الإدارية، ولا تدري كيف سمح لها من قبل بالبث عدة أشهر ثم استيقظت الدولة فجأة واكتشفت أنها لم تحصل على تصريح.. المؤكد أن الدولة أرادت بوقف البث أن تظهر العين الحمراء لكل الفضائيات حتى لا يلاقوا نفس المصير.. قالت الدولة إنها بصدد وضع قواعد لضبط الرسائل الإعلامية من خلال لجنة يجري تشكيلها، فكيف يستقيم هذا في ظل الدعوة لتعدد المنابر، هل تشكل الدولة لجنة ثم لا تدافع اللجنة عن الدولة، إنه نوع من اللعب الإعلامي بعد أن اكتشفت أن الإعلام الرسمي لم يعد يتابعه الأغلبية التي فقدت ثقتها بمصداقية هذا الإعلام قبل وبعد الثورة، فقررت الدولة أن تتشبث أكثر بإخضاع الإعلام الخاص لسيطرتها.

وبعد أن فتحت الباب على مصراعيه لكل من تقدم بإنشاء فضائية جديدة، فسمحت بنحو 25 فضائية وشاهدنا عددا كبيرا من هذه القنوات في شهر رمضان، فجأة تمنع تماما التصريح ولأجل غير مسمى.. وزير الإعلام «أسامة هيكل» أعلن مؤخرا أن الأمر لن يستغرق بضعة أسابيع، إلا أن التوقيت لا يزال غير محدد، وكأننا نستعيد مرة أخرى كل ما عشناه قبل ثورات الربيع العربي، عندما كانت أكثر من دولة عربية تسعى لإصدار ما عرف وقتها بميثاق الشرف الإعلامي المكبل للحريات، وكان وزير الإعلام المصري «أنس الفقي» من أكثر الأصوات ترحيبا بسرعة إصدار الميثاق حتى يتم بمقتضاه تكميم أكثر من قناة فضائية، وتصدى البعض لهذا الاتجاه بل وتحفظ أكثر من وزير إعلام في عدد من الدول العربية على هذا القرار ولم يصدر الميثاق!! مع انتشار الفضائيات قبل أكثر من 15 عاما، بدأت النظم العربية تكتشف أنها لم تعد هي فقط التي تملك الهواء تقدم فيه المعلومة التي تريدها في التوقيت الذي تريده.. كانت الدول تملك التحايل على الحقيقة، تغير الأمر مع الفضاء المفتوح، وبعد اكتشاف الأنظمة العربية أن هناك إعلاما موازيا، بدأت تمارس قدرا من السيطرة على الإعلام الخاص، وعلى الرغم من ذلك فلقد كان قادرا في بعض الأحيان على التحايل.. الإعلام الحكومي كان صوتا مباشرا، بل وفجا للنظام.. الإعلام الخاص الذي يملكه أصحاب رؤوس الأموال هم في نهاية الأمر رجال أعمال، مصالحهم سوف تضار لو أنهم خرجوا عن الخط، وكثيرا ما كان «أنس الفقي»، وزير الإعلام المصري السابق، يتدخل في توجيه الرسالة الإعلامية في القنوات الخاصة، ويحتج أحيانا على استضافة بعض أسماء محددة، وفي الغالب تتم الاستجابة لإرادته.. ويبقى الإعلام العربي الذي يبث من القاهرة من خلال مكاتب المراسلين كانت الشكوى هي أنهم يقدمون الوجه المعارض، متجاهلين رأي الدولة، وتغلبت المكاتب العربية على ذلك في كل حلقة تتناول قضية ساخنة، تستضيف شخصية محسوبة على الحزب الوطني أو عضوا في لجنة السياسات، وفي النهاية كانت مشاعر الناس تنحاز للرأي المعارض، هذا القيد جاء لصالح القنوات العربية!! أثناء الثورة المصرية كانت الدولة تمسك بيد من حديد باستخدام كل وسائل التضييق على الفضائيات حتى تضمن ألا يخرج صوت بعيدا عن هيمنتها.

الفضائيات العربية تمتعت بقدر أكبر قليلا من الحرية، ولهذا اتهمت بإشعال الثورة في مصر، وهو ما ردده بعد ذلك «القذافي» واعتبرها ناكرة للعيش والملح، ولا يزال «بشار الأسد» يعلن هو وإعلامه الرسمي أن الفضائيات هي التي صنعت الثورة في سوريا عن طريق الخداع البصري، لأنها تصنع من «الحبة قبة»، وأنهم عن طريق تقنية «الفوتوشوب» بالكومبيوتر يتلاعبون في الصور المعروضة، يوهمون المشاهد أن المتظاهرين بالآلاف بينما هم لا يتجاوزن العشرات، واتهمت الفضائيات بأنها الأداة لتنفيذ مخطط الأجندات الأجنبية بإشعال الثورات في تلك الدول، على الرغم من أنها لم تفعل شيئا أكثر من أنها حاولت، على الرغم من التضييق، أن تنقل جزءا مسكوتا عنه من الحقيقة.. هل حقا أن الذي أقام الثورة في مصر هي القنوات الفضائية، وأن قناتي «الجزيرة» و«العربية» في بداية الثورة لعبتا هذا الدور؟ لقد صدر الإعلام الرسمي المصري في بداية الثورة تلك المقولة، حتى إن بعض اللقاءات التلفزيونية الرسمية كانت لا ترى في الثورة إلا مجرد محاولة من قناة «الجزيرة» القطرية لزعزعة الاستقرار في مصر.. وضعت الدولة يدها بقسوة لكي تخنق القناة، ألغت ترددها على القمر الصناعي، أغلقت مكتبها في القاهرة، وطاردت المذيعين الذين يعملون في مكتبها، وفوجئ المسؤولون بأن المعتصمين في ميدان التحرير يضعون شاشات كبيرة في الميدان ويضبطون التردد الجديد، وكذلك فعل المواطنون في بيوتهم، وصارت اللعبة تبدو مثيرة وخائبة في نفس الوقت، حيث إن التردد الهندسي يتغير بينما الناس تبحث عن القناة.. ثم وجدت الدولة أن القنوات العربية الأخرى دخلت بجرأة وانضمت لرأي الشارع وليس للرأي الرسمي الذي كان التلفزيون الحكومي يروج له، على اعتبار أن ما يجري مجرد زوبعة سوف تنتهي.. قناة «العربية»، على سبيل المثال، كانت في الميدان وانحازت للثورة وتعرضت للكثير من المضايقات، صحيح أن الدولة لم تستطع أن تلغي التردد أو تغلق المكتب، إلا أنها لجأت إلى ما هو أكثر ضراوة، وهو إرسال بعض البلطجية إلى المكتب لإثارة الذعر لدى العاملين في القناة العربية، وكان رهان القناة هو الصدق، فكانت تحرص على أن تنقل وجهتي النظر، بينما الإعلام المصري الرسمي كان يبدو أثناء الثورة خارج الزمن، فهو لا ينقل للمشاهدين سوى صورة لكوبري 6 أكتوبر يبدو فيها أن «الدنيا ربيع والجو بديع وقفلي على كل المواضيع».. هكذا كان الجمهور يبحث عن الحقيقة خارج إطار «ماسبيرو»، نجحت أيضا الـ«بي بي سي» البريطانية و«الحرة» الأميركية في أن تجذبه إليها.. كانت القنوات الخاصة المصرية، خاصة «المحور» بنسبة كبيرة تليها «دريم»، تبدو كأن أصحابها يخشون من قول الحقيقة التي ربما تغضب الدولة، ثم تغيرت الدفة تماما بعد نجاح الثورة وأصبح التلفزيون المصري الرسمي يلعب في مساحة أخرى تماما، ويقدم برنامجه من خلال ما يراه شباب التحرير إلا أنه فقد تماما مصداقيته!! وبعد نجاح الثورة المصرية، شاهدنا الثورة الليبية وبدأ «معمر القذافي» في مهاجمة الفضائيات، وخاصة «الجزيرة» و«العربية»، ووجه لهما أفظع الألفاظ، وبالطبع فإن ليبيا تبدو بعيدة تماما عن هذا الزخم الفضائي، فلا توجد حرية تسمح لأي قناة بالتصوير سوى للتلفزيون الرسمي، فهو يقدم فقط وجهة النظر الرسمية التي تؤكد أن بعض متعاطي حبوب الهلوسة هم الجناة الذين فقدوا عقولهم فقرروا أن يشعلوها ثورة، وعلى الرغم من ذلك فإن الموبايل صار هو السلاح الذي لم يستطع الطغاة السيطرة عليه وانطلقت تلك الصور إلى النت وإلى الفضائيات، ولم يعد هناك ما يمكن أن نعتبره سريا.. «مارشال ماكلهان» عالم الاتصال الشهير قالها قبل أكثر من مائة عام عند اختراع الموجات اللاسلكية، أن العالم أصبح قرية صغيرة، ولكن بالتأكيد فإن تأثير الصور المرئية التي تنقل الحدث مباشرة أحال العالم إلى قرية صغيرة.. «معمر» الآن عن طريق موجة إذاعية يقدم بين الحين والآخر من مخبئه رسائل إذاعية يؤكد من خلالها أنه باق في ليبيا ولن يستسلم.. «بشار الأسد» لا يسمح لأي قناة تلفزيونية بالوجود في الشارع إلا إذا كانت تابعة له، إلا أن هناك نحو 10 فضائيات خاصة وهي تبث إرسالها لدعم الثوار من خارج سوريا!! لقد تغيرت بالتأكيد الدنيا بعد الفضائيات مثلما تغيرت بعد انتشار الموجات اللاسلكية، وكانت تلعب هذا الدور القيادي في العالم العربي إذاعة «صوت العرب» منذ عام 1953، وارتبطت إذاعة صوت العرب بكل الأحداث العربية، وكان صوت الإذاعي «أحمد سعيد» أشهر صوت ساهم في العديد من الثورات العربية في مرحلة الخمسينات، وأشعل حماس الجماهير في الوطن العربي في العراق وسوريا والجزائر وتونس واليمن، إلى درجة أنهم كانوا يطلقون على الإذاعة في العالم العربي خلال تلك السنوات وحتى منتصف الستينات اسم صندوق «أحمد سعيد»، وقال لي هذا الإذاعي الكبير - متعه الله بالصحة والعافية - إن كراريس الطلبة في اليمن كانت توضع عليها صوره مع كل من «جمال عبد الناصر» والمشير «عبد الحكيم عامر»!! الزمن طرح قوة أكبر للفضائيات، صار الحدث الذي يراه الناس على الشاشة هو البطل ولم يعد المذيع هو البطل مثلما عشنا في زمن «أحمد سعيد»، ولهذا دفع «أحمد سعيد» ثمن هزيمة 67، حيث اختفى صوته تماما من الإذاعات كلها. ثم ظهر «الصحاف» في العراق الذي كان يسير على نهج مدرسة «أحمد سعيد» في تأكيد انتصار صدام ثم اختفى، وبعد إلقاء القبض عليه وحصوله على البراءة اكتشف الناس أنه كان متخصصا في الكذب حتى على المستوى الشخصي، كان شعره في الحقيقة ناصع البياض بينما كانت الصبغة تحيله أثناء إلقائه للبيانات العسكرية إلى اللون الأسود بل فاقع السواد، وفي سوريا الآن تلعب هذا الدور «بثينة شعبان»!! وعلى الرغم من ذلك، فإن الثورات لم تشعلها الفضائيات، ولكن الظلم الذي عانته الشعوب كان هو وقود هذه الثورات، فانتفضت الشعوب وكانت الفضائيات فرصة لكي يرى الناس الحقيقة ويشعروا بأنه من الممكن للشعوب أن تحصل على حريتها.. شاهد المصريون «بن علي» يقول للشعب التونسي «الآن فهمتكم» ثم يسافر إلى السعودية، فقرروا أن يتمسكوا برحيل «حسني مبارك» عن الحكم ثم محاكمته. وأخذوا الشعار التونسي «الشعب يريد إسقاط الرئيس» من الفضائيات وكرروه مع تنويعات جديدة، وأصبح في ليبيا «الشعب يريد إسقاط العقيد» حتى أسقطوه، وهو ما ينتظر «صالح» في اليمن و«بشار» في سوريا.. ولم يخل الأمر في عز الثورات من طرائف انتشرت عبر النت وانطلقت إلى الفضائيات عن الرجل الواقف خلف «عمر سليمان» والمرأة الواقفة خلف «القذافي»!! الذين يحاولون إعادة عقارب الزمن للوراء يراهنون على المستحيل، فإذا منعت مثلا البث على الـ«نايل سات» سوف ينطلقون من «العرب سات».. وإذا قالت مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية لن نسمح بالتصوير في الاستوديوهات، فسوف ينطلقون إلى استديوهات الهواء في دبي أو بيروت أو عمان أو لندن..

ليس من الحكمة أن نخاصم الزمن ونناصب الإعلام العداء.. نعم هناك انفلات من عدد من الفضائيات، إلا أن التجربة أثبتت أن تلك القنوات المنفلتة تفقد مع الزمن جمهورها وتأثيرها، ثم إن النظم قبل وبعد الثورات العربية لا يعنيها في واقع الأمر ضبط الانفلات ولكن الحفاظ على بقائها في الحكم، وهي مستعدة أن تدفع الثمن حتى ولو كان الثمن هو إجهاض الحريات بإغلاق الفضائيات!!

الشرق الأوسط في

16/09/2011

 

«تحقيق» يحول العمل التلفزيوني إلى «نافذة» لقضايا الناس بأسلوب استقصائي

حاز جائزة «الموركس دور» كأفضل برنامج وثائقيات في العالم العربي

بيروت: صهيب أيوب 

لم يكن مفاجئا أن ينال برنامج «تحقيق» الذي تعرضه قناة «إم تي في» اللبنانية، جائزة «الموركس دور» عن أفضل برنامج وثائقي في العالم العربي. فهو الأول على قائمة البرامج التلفزيونية في القناة، ولديه جمهوره العريض الذي ينتظره كل ليلة جمعة ليشاهد بـ«الصوت والصورة» كل ما يخفيه المجتمع اللبناني والعربي من قصص وحكايات لا يجرؤ أي برنامج آخر على كشفها، و«يفضح» ما هو مستور من قضايا وملفات تعتم عليها السلطات عن قصد أو من دون قصد، في محاولة من فريق العمل الإضاءة على أكبر قدر من المشكلات التي يعاني منها المجتمع العربي واللبناني بأسلوب تحقيقي مباشر وواقعي.

البرنامج الذي تعده وتقدمه الإعلامية كلود أبو ناضر الهندي، يوسع «بيكاره» ليشمل بلدانا عربية وأجنبية في محاولة منه لاكتشافها إن كان سياحيا أو بما يتعلق من قضايا اجتماعية «فاقعة» فيها. فالأفكار التي يطرحها فريق العمل تشمل الكثير من البلدان العربية، إضافة إلى التركيز على ما هو لبناني ومحلي بطريقة مختلفة وبرؤية إعلامية تقوم على تقنيات «البحث الاستقصائي».

البرنامج انطلق عام 1997 واستمر إلى حين إغلاق القناة في عام 2002 في زمن الوصاية «السورية» على لبنان وممارستها الرقابة «القاهرة» على وسائل الإعلام فيه. عودة البرنامج كانت بمثابة انتصار إعلامي مع بداية عام 2009 لقناة «إم تي في»، إذ حقق منذ ذاك الوقت أعلى نسبة مشاهدة. الهندي بدأت مسيرتها التلفزيونية في «إم تي في» وعادت إليها. تملك خبرة في مجال الإعداد والتقديم التلفزيوني والإذاعي، إضافة إلى الكتابة الصحافية. عملت في قنوات عدة من بينها قناة «العربية» حيث أعدت وقدمت برنامج «مهمة خاصة»، وترأست قسم الأخبار في إذاعة «صوت لبنان» وكتبت في مجلة «نون» و«الماغازين» باللغة الفرنسية. تقول الهندي إن «الجرأة (الاستثنائية) في طرح المواضيع والملفات وعدم وجود أي سقف ولا خطوط حمراء في العمل هي عوامل اجتمعت لتعطي للعمل نجاحا مختلفا». وقد عمل البرنامج على طرح قضية الدعارة في لبنان بجرأة موثقة بالكاميرا، ولا تزال الأسئلة كثيرة حول هذه الحلقة التي دفعت قوى الأمن إلى أن تفكر بطرق جديدة لردع هذه الظاهرة من الانتشار، إضافة إلى حلقات متعلقة بالعنف الأسري وضد النساء حيث تم عرض حالات قاسية حركت ملف العنف الأسري في مجلس النواب، وأيضا فتح ملفات أمنية متعلقة بالشركات المزورة التي تساهم. الهندي أكدت أن العمل هو استقصائي، أي أنه يجمع المعلومات ويستقصي عن حقيقتها ويعرضها بلا أي «توليفات» أو تغيير بوقائعها، مشيرة إلى أن اهتمامات البرنامج هي ذات وجه اجتماعي لكنها ضمنيا «تحكي سياسة» على طريقة الاستقصاء وليس «التوك شو». ويتطرق البرنامج إلى قضايا حقوق الإنسان وملفات البيئة والفساد الإداري والمشكلات الأمنية، مشددة على أن الطريقة التي يقدم بها العمل هي طريقة «ميدانية» بحتة، إذ يخرج فريق العمل مباشرة إلى «الميدان» ليلتقطوا الأخبار والمعلومات ويقدموها بلا أي تفسير «فليس دورنا أن نفسر بل أن نعرض ونقدم المشكلة بكل جوانبها وزواياها إلى المشاهد ليفهم ماذا يحصل ويجري بالخفاء عنه ومن أجل مصلحته أولا» وفق ما تقول، مؤكدة أن «العمل هو للمواطن ولمصلحته ومصلحة المجتمع ككل. وليس دورنا وعظيا أو شيئا من هذا القبيل، فلسنا اختصاصيين في الإصلاح بل نحن نعرض المشكلة بطريقة مهنية وصحافية واضحة تاركين تداعيات الأمر من اختصاص المعنيين في المتابعة والحل»، شارحة أن فريق العمل ينطلق على مدة أيام في استقصاء المعلومات وتوثيقها بالصوت والصورة وليس عبر مقابلات فقط بل عبر مشاهد وصور واقعية «تحكي» قصة الموضوع من «ألفه إلى يائه» من دون أن يضطر المتلقي بالشعور بأنه في برنامج عادي، يعتمد ريبورتاجات خفيفة وسريعة وكلها حشو في الكلام، مشددة على أن العمل الاستقصائي كلما كانت المعلومات مكثفة فيه وواضحة وسلسة وواقعية ومعبرا عنها بالصور واللقطات الجريئة، حقق هدفه في توجيه الرأي العام إلى مشكلاته ومعرفتها بحقائقها ومصادرها، مضيفة أن «الإصرار على قول الحقيقة وبجرأة تامة هو من يحفزنا على التعاطي مع القضايا بطريقة مميزة وقاسية في كثير من الأحيان نظرا إلى حساسية الملفات التي نتطرق إليها في حلقات البرنامج»، موضحة أن القاعدة الذهبية في البرنامج هي «حرية الرأي» فلا جرأة من دون رأي حر. وأشارت الهندي إلى أن البرنامج صار منبرا للمواطنين الذين أصبح لهم خط ساخن تتابعه مع فريق عملها عبر القناة.

الشرق الأوسط في

16/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)