حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المشاهد يعجز عن متابعة ما يجري بسبب الكم الهائل المعروض:

عن إغراق الشاشات بالمسلسلات والإعلانات التجارية

فاطمة عطفة

السؤال الذي شغلني وتوجهت به إلى العديد من الناس: هل رمضان موسم عبادة وإعادة نظر في أمور حياتنا أو هو شهر تسلية وترفيه من خلال الدراما والمنوعات، وكيف ينظرون إلى هذه الظاهرة التي أغرقت الشاشات العربية بالمسلسلات؟ لا أريد أن أستبق أحاديث الناس الذين قابلتهم، لكن الصفة الغالبة لهذه الآراء كانت سلبية تؤكد على أن الضرر على المجتمع من هذه الظاهرة أكبر من فائدتها، ويبدو لي أن المشرفين على معظم المحطات الفضائية يريدون إلهاء الناس وقتل وقتهم أو تسليتهم في هذا الصيف الحار.

* شيخة عبيد السويدي من مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية تقول: 'أنا من محبي مشاهدة التلفاز، وإن كنت أسمع الراديو أكثر، حقيقة إذا الموظف رجع من دوامه الساعة ثلاثة، أو ست البيت ممكن تدخل للمطبخ أو لرعاية أولادها أو للعبادة، هو شهر واحد في السنة، كيف نجعله يتحول إلى فرجة على المسلسلات؟ ألا يكفي طول السنة لتعرض؟ أنا لا توجد عندي مساحة من الوقت. أعتقد في هذه السنة جرى تكثيف في عرض المسلسلات غير مدروس وغير صحي. يجب تقنين هذه الأعمال واختيار الأفضل، لأنه إن لم يكن الاختيار سليما أثر سلبيا على المجتمع. أنا لم أحضر ولا مسلسل، ولكن أسمع رأي البعض يتكلمن عن زهرة وأزواجها الخمسة ويبدو أنهن معجبات بهذا المسلسل وفيه البنات يظهرن بقمصان النوم التي يلبسنها، وهن مبهورات فيه كثيرا ولا واحدة تحب أن يشوفه زوجها. بالنسبة لي أقضي رمضان حسب ما يسمح به الوقت: أولا أشوف أمور البيت، ثم الإعداد للإفطار.. أولادي وزوجي ماذا يحبون، والناس الذين يجيئوننا في المجلس ماذا يحبون من أنواع الطعام، خاصة هذا الشهر بركة، وتحبين بأن الناس يأتون ويأكلون في بيتك. هذا العام، يوجد تقنين بالنسبة للمأكولات لا يوجد بذخ في تنوع المأكولات كما في الأعوام الماضية. بعد عودتي من عملي أصلي صلاة العصر، بعدها أدخل إلى المطبخ لإعداد الإفطار، أطبخ الهريس وكل المأكولات، لا أترك الشغالة تعمل لوحدها أبدا، تكون محاسبة من أولادي وزوجي. بعد الإفطار تجلس العائلة نتحدث في أمورنا، ثم نذهب إلى صلاة التراويح، أكثر وقتي للأسرة ولزيارة أهلي والأصدقاء، لا نجد وقتا لغير ذلك'.

ـ محمد كشلاف من ليبيا وهو من شركة أمريكية متخصص في صناعة الزنجبيل، من حلويات وعصائر ومعجون يضاف للأطعمة إضافة إلى بسكويت الزنجبيل، يقول: 'نحن شركة جديدة متخصصة بصنع الزنجبيل وأصله من ماليزيا، نعمل منه أنواعا متعددة بعضها يضاف للمأكولات كما نصنع عصائر وبسكويت وحلويات، ونسعى إلى تكبير الشركة، لذلك قررنا أن نشارك في هذا المعرض الخيري الذي يقام هنا في قصر الإمارات، لنعرض فائدة الزنجبيل والمنتجات المصنعة منه'.

ـ لماذا في أمريكا يهتمون بمنتجات من منطقتنا، بينما نحن أصحاب هذه الثروات لا نعطيها أي اهتمام لتصنيعها والاستفادة منها، يقول محمد: 'أنا أيضا فكرت في هذا السؤال، ومستغرب كيف أن الشعب الأمريكي يعرف عن الزنجبيل المفيد والذي يحمل نكهة حارة والأجانب ما عندهم النكهة الحارة، لكن نظرتهم التجارية تختلف، المصنع أصلا في أمريكا وفي أستراليا، ويباع في بريطانيا، ونحن نعمل حاليا على التوزيع بالخليج كله، بدأنا بقطر وبعدها سنوزع في السعودية والكويت والأردن ثم المغرب العربي'.

وعن رأي محمد حول مشاهدة التلفزيون في رمضان، يؤكد: 'أنا لا أتفرج على التلفزيون لأني أشعر أنه للناس الذين يريدون أن يضيعوا وقتهم بالتسلية، كل واحد له طبيعته وتفكيره، أنا متفرغ للعمل وليس لمشاهدة التلفزيون، خاصة هذا الكم الكبير غير المدروس الذي يضخ في رمضان'.

ـ أما السيدة نجوى عطا من مصر فتقول عن الدراما وبرامج رمضان: 'أنا أرى أن كل البرامج التي تتم في رمضان ليست لها علاقة بالشهر، هذا الشهر المفروض أن يكون للروحانيات والعبادات والتقرب إلى الله، أنا أرى أن كل ما يتم هو بالعكس، يا ريتها مسلسلات دينية، أو تعبر عن أشياء تعرفنا على الدين بطريقة صحيحة، أو عن شخصيات إسلامية عملت على إعلاء شأن الدين وإعلاء نصرة الرسول (ص). أبسط ما يقال عن هذه المسلسلات أنها تافهة وسطحية، لا تضيف أي حاجة، عندهم 12 شهرا في السنة يمكن أن يعرضوا هذه الأشياء فيها، لماذا يركزون عليها في رمضان؟ لماذا اعتبروا أن شهر رمضان تسلية وترفيه وتجارة ومسابقات؟ هذه مسألة أبعد ما تكون عن شهر رمضان والتقرب من الله، وأنا لا أجد أي تبرير أو تفسير لهذه الظاهرة الإعلامية من عروض الدراما وكثرة الإعلانات في هذا الشهر، أنا واحدة من الناس لا أحب أن أتفرج على المسلسلات خاصة في رمضان، الوقت قصير لا يكفي أن نعمل الطقوس والشعائر الخاصة بالشهر الكريم والتقرب من الله وأن يكون شهر دعوة'.

ـ تقول المهندسة المعمارية رنيم معمار عن البرامج التلفزيونية لشهر رمضان: 'شاهدت مسلسل ضيعة ضايعة على محطة أورينت (المشرق) ومساكم باسم، على الفضائية السورية، لأنها كوميديا ساخرة أعدت بخط إنتاجي جديد، والنص مشغول فيه حبكة درامية جريئة بشكل واضح، وكذلك الإخراج فيه لمسات مميزة، كما أن الاعتماد على لهجة محلية عامية لمنطقة معينة بعيدا عن اللهجة الهجين التي هي مزيج لهجات، إضافة إلى أداء الفنانين المتميز بحيث ظهر كل واحد منهم أنه أيقونة كوميدية بحد ذاته وهو بنفس الوقت يطرح مشاكل مجتمعية جريئة بعيدا عن موضة هذه الأيام التي تعتمد المشاكل الحمراء كمسوق لها .....

وبشكل عام يوجد ضخ درامي هائل، أظن أن المشاهد يعجز عن الحكم عليه حاليا بسبب كميته الهائلة... ولكن في النهاية يبقى المطلوب من الدراما بشكل عام باختلاف جنسيتها أن تلقي الضوء على مشاكل المجتمع وليست مطالبة بإيجاد الحلول لها'.

وتضيف رنيم: 'الملفت لهذا العام ظهور أعمال تعنى بالجانب الإنساني كذوي الاحتياجات الخاصة مثل مسلسل (ما وراء الشمس) الذي يطرح قضية التوحد بشكل رئيسي، ولكن لم يخل النص من مبالغة درامية بين بطلين من أبطاله تخص موضوع إجهاض جنين يعاني من متلازمة داون، إنها مشاهد مفتعلة لا يمكن أن يقتنع بها المشاهد وفيها مبالغة لهدف إيصال المسلسل لـ 30 حلقة أو عدم قدرة الكاتب بأن يقدم للمشاهد معالجة معقولة ومقنعة'.

وننتقل إلى رأي آخر عن الدراما الرمضانية مع حليمة عبد الله، تقول: 'إن ظاهرة المسلسلات الدرامية وتكثيف البرامج المتنوعة التي يقدمها الإعلام بشكل عام، سلبت من الناس الجانب العقائدي والروحاني المفروض أن يهتموا فيه بهذا الشهر، حتى لو كانت مسلسلات فالواجب أن يكون هدفها خدمة الدين وخدمة العقائد، تقدم التراث وتغرس في نفوس الناس أشياء دينية متنورة. بعض المسلسلات كانت هابطة وتحمل أفكارا دينية سلبية وبعيدة عن التفكير العربي والإسلامي، بغض النظر عن تسمية هذه المسلسلات، أنا أراها ظاهرة سلبية وضارة ويجب إعادة النظر في برامج هذا الشهر الكريم بشكل خاص. وأنا غير مستعدة لأن أجلس لأرى مسلسلا من ثلاثين حلقة، وقتي مكرس لإعداد بحوث تراثية، المفروض أن أكرس وقتي لأشياء مهمة ومفيدة'.

وتقول السيدة خلود السامرائي من العراق: 'أعتقد أن شهر رمضان المبارك هو للراحة النفسية والروحانية، وعلى الفضائيات والقائمين عليها أن يختاروا برامج تريح النفس ولا تأتي بالقصص المتعبة التي أصبح شعبنا يعاني منها، هذا الشهر عندي للراحة وتأدية طقوس رمضان، أنا أختم القرآن، وعندي تحضير المائدة إضافة إلى التواصل بالزيارات للأهل والأصدقاء، لأن رمضان شهر إعادة ما انقطع من صلة الأرحام، لنترك التلفزيون للناس الآخرين المهتمين بمشاهدة صور أبطال الدراما على الشاشات وقد غزوها في رمضان حيث اختلطت الأدوار ولم يعد يميز عمل عن الاخر تجد الممثل في عدد من الأعمال والقصص متشابه، يجب إعادة تنظيم برامج رمضان'.

القدس العربي في

07/10/2010

 

العنجهية المصرية والتفوق الدرامي السوري:

هل آن الوقت للاعتذار؟

عادل العوفي  

لاشك ان الضجة التي اثارها اسناد دور البطولة في مسلسل 'حدائق الشيطان' للفنان السوري جمال سليمان، وما صاحب الامر من ردود فعل ابانت عن العقلية غير الناضجة والبعيدة كل البعد عن الروح الطيبة التي من المفترض ان تسود بين الفنانين العرب وبين الصحافة، خصوصا في مصر التي تعتبر نفسها 'هوليوود الشرق'، مع التركيز على كلمة 'هوليوود' التي نعرفها جميعا قبلة لنجوم الفن من كافة انحاء العالم، والاكيد ان من يعطي لنفسه لقبا ما عليه الا ان يكون اهلا له وحاملا لكل الصفات المفترضة فيه، لا ان يتحول اللقب الى مجرد اداة للتباهي والتبجح فقط، ربما صرنا متعودين على مثل هذه الاشياء من الاشقاء المصريين، ولكن الزمن تغير والمعطيات كلها انقلبت، فقد ان الاوان لفناني مصر 'العظام' ان يعترفوا ببزوغ طاقات جديدة ومواهب ابانت عن كفاءتها ومقدرتها على الساحة؟ متمثلة في الثورة التي قادتها الدراما السورية بكوادر، الاكيد ان لا احد يناقش اهليتها على الصعيد العربي، ولعل اسماء نجدت انزور وحاتم علي وباسل الخطيب وهشام شربتجي وابنته رشا والقيدوم هيثم حقي وبسام الملا، من دون نسيان جيل شاب يخطو بثبات يتقدمه المثنى صبح وزهير قنوع وسيف الدين سبيعي وسمير حسين واخرون، كلها اسماء لم تعد غريبة على مسامع المتتبع العربي، والدليل ان صناع الدراما المصرية، التي بصراحة لا نملك غير الحنين لمجدها الغابر ولايامها الخوالي، هم الان على يقين بان النجم المصري لم يعد الضمانة الوحيدة لتسويق وانتشار الدراما المصرية، والا فكيف نفسر وجود كوكبة من نجوم الدراما السورية في كافة اعمال من يصنفون على انهم نجوم الصف الاول في المحروسة مصر، كباسم ياخور الى جانب حسن يوسف وغادة عبد الرازق ومدحت صالح وعابد فهد الى جانب ليلى علوي، وجمال سليمان وكندة علوش وغيرهم، وهذا ما يؤكد بالملموس ان دعاة حماية الدراما المصرية من 'الاجتياح' السوري قد سقطت نظريتهم واراؤهم التي تنم عن تخلف واضح وضيق في الافق، وان قانونهم القاضي بمنع مشاركة الفنانين العرب في اكثر من عمل مصري قرار اجهضته المعطيات المتوفرة على ارض الواقع، وهذا اعتراف ضمني بتفوق سوري واضح وبقدرة وعبقرية الفنان السوري، وارجو الا يفهم كلامي على انه يصب في خانة خلق صراع سوري مصري، ونحن نفتخر بوجود دراما عربية موحدة ومشتركة، وانا كنت من اوائل المطالبين بهذا الامر في العديد من مقالاتي، ولكن ما هو مرفوض نزعة التكبر والعجرفة المصرية، فقد حان الوقت لتمحى ويتم الاعتذار عنها، والانخراط في صف دعاة خلق دراما عربية واحدة، ولا شك ان هؤلاء الدعاة خرجوا من سورية اولا، بدل النظر الى الاخر على انه جسم غريب وقادم من كوكب اخر.

في الشام سنبقى صامدين..

وبين ما يسمى بالهجرة السورية الى مصر، بزغت مواقف فنانين اخرين يرفضون جملة وتفصيلا قرار المغادرة باتجاه القاهرة، معللين ذلك بانهم مقتنعون بما حققوه ويحققونه في بلدهم ويرون ان السفر خطوة الى الوراء لا العكس، ويرفضون التمثيل بلغة اخرى قد تكون نقمة عليهم، رغم تيقنهم من ان الاجور في مصر اعلى بكثير مما عليه في سورية، ولكن وفي مقارنة بسيطة نأخذ مثال الفنان النجم قصي خولي الذي شارك هذا العام في عدة اعمال ناجحة وبادوار متنوعة كان خلالها كعادته متألقا وبارعا لاقصى الحدود، كدور 'ابو دياب' في الجزء الخامس في 'باب الحارة' ودوره في 'اهل الراية شهامة الكبار' في جزئه الثاني بدور متميز جدا 'رضا الحر' بالاضافة الى مشاركته في مسلسلات اخرى كمسلسل 'تخت شرقي' مع رشا شربتجي، ومسلسل 'ابواب الغيم' مع المخرج حاتم علي، لا اظن بان اية مشاركة اخرى لقصي في عمل اخر مصري مثلا ستضيف شيئا جديدا له ولن تحقق له جماهيرية اكبر مما هي عليه حاليا، والخطوة اذا لم تكن محسوبة ومضمونة ولن تقفز بصاحبها خطوات الى الامام فلا داعي لها من الاساس.

كارثة فلسطين في 'انا القدس'

لطالما اعجبتني تلك الاعمال التي تقدم عن القضية الفلسطينية ولا حاجة للتذكير في كل مرة بما تمثله هذه القضية، والاهم بما تمر به من فترات عصيبة لا تخفى على القاصي والداني، ولطالما كتبت وسأظل كذلك، عن تخاذل الفضائيات العربية وتقصيرها غير المبرر في عرض مثل هذه الاعمال، والاكيد ان العمل اليتيم الذي تناول هذه القضية كان هو مسلسل 'انا القدس' لمخرجه باسل الخطيب، الذي يستحق تقديرا وثناء غير عاديين للمجهود الخارق الذي بذله سواء في التأليف برفقة شقيقه تليد الخطيب، وحتى في الانتاج بباكورة اعمال شركته الجديدة المسماة 'جوى' بالتعاون مع جهات عربية اخرى لا بد من الاشادة بجرأتها في الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب، من دون اغفال التنويه بما قدمه الفنان العربي المصري فاروق الفيشاوي من اداء رائع، خصوصا في ما يخص تأديته لدوره باللهجة الفلسطينية بشكل جيد جدا، والواضح من العنوان ان المسلسل يتناول تاريخ مدينة القدس وما تعرضت له هذه المدينة المقدسة من اعتداءات سافرة، والاهم ما افرزته هذه الاعتداءات من شخصيات نقشت اسماؤها بحروف من ذهب في تاريخ المدينة وحتى الامة، ولو ان هذا الجيل الجديد 'الذي انتمي اليه' بحاجة الى اعمال كثيرة على هذا المنوال لكي تجعله اكثر تشبثا واصرارا على التمسك بمقدساته ومعرفة رموز هذه الامة لكي يسير على نهجهم، فالعمل قدم جانبا مميزا من تاريخ القدس العريقة وابنائها الابطال، على غرار المجاهد الكبير عبد القادر الحسيني ووالده كاظم باشا الحسيني، اضافة الى المفتي والعالم الجليل امين الحسيني، بالاضافة الى ثورة المجاهد البطل عز الدين القسام، وما قام به القائد العسكري عبد الله التل صاحب كتاب 'كارثة فلسطين' والعديد من الشخصيات التي تركت بصمات لا تمحى في تاريخ هذه الامة...

لست ادري لماذا احسست بحزن كبير مع نهاية الحلقة الاخيرة من هذا المسلسل، ذلك اني تعودت في نهاية كل عمل اتابعه بنهاية واضحة احيانا تكون سعيدة واحيانا اخرى تكون العكس وهذه هي سنة الحياة، ولكن مع نهاية هذا العمل كنت انتظر نهاية افضل وفي هذا لا يمكنني توجيه اللوم والعتاب لصناعه ذلك انهم قاموا بنقل التاريخ كما هو متحلين بشجاعة كبيرة في اظهار الحقيقة كما هي وبضمير حي، ولكن على من يقع اللوم يا ترى؟

هل علينا نحن العرب الذين فرطنا في ارضنا وبعناها بابخس الاثمان مقابل ماذا؟

كنت انتظر ربما مع نهاية المسلسل ان ارى القدس تلبس رداء الفرحة وارى الوفود العربية تأتي اليها زائرة ومهنئة بالنصر العظيم وارى رايات العرب ترفرف فوق ابنيتها، والمسجد الاقصى غاص بالمصلين القادمين من كل البلاد من دون حراسة مشددة ومن دون رشاشات مصوبة فوق رؤوسهم، ولكن مع الاسف ما من شيء من هذا حصل جاءت النهاية بوفاة ابرز الشخصيات الرئيسية التي قضت حياتها في خدمة القدس والدفاع عنها، رغم ان شخصية 'حياة' و'سيرين'للنجمتين كاريس بشار وصبا مبارك كانت رمزا للمدينة ولذلك بقيتا صامدتين في وجه كل الصعاب والتحديات.

على أي هي اسئلة عديدة وعلامات استفهام متعددة خلفها هذا المسلسل الجريء، ولعل ابرز سؤال يتبادر الى الذهن على يد من سيأتي الخلاص؟

كاتب من المغرب

Adil11_el@hotmail.com

القدس العربي في

07/10/2010

 

ثورة الوزير على التلفزيون الأسير..Too little too late

توفيق رباحي  

ـ بحثت طيلة الأيام الماضية في أرشيف الدول والحكومات، شخصيا ومستعينا بمن استطعت، عساني أجد وزير إعلام (أو غيره) يعتذر لشعبه عن برامج قدمها تلفزيون بلاده (الذي هو المشرف ولو نظريا عليه)، إلا الوزير الجزائري.

وزير الإعلام الجزائري، ناصر مهل (وهو صحافي سابق ترقى في المناصب داخل وخارج البلد) هو صاحب الاعتذار الفريد من نوعه. انتقد الوزير التلفزيون، ثم ذهب الى حد الاعتذار من الجزائريين عمّا قدّمه الأخير خلال شهر رمضان من برامج وانتاجات قال انها رديئة، ورأيي أنها مهينة والاعتذار خسارة فيها (ما رأي الصحف والصحافيين الذين نظموا مسابقات واستفتاءات لأفضل عمل تلفزيوني؟).

وأرفق الوزير اعتذاره بكلام ـ نشرته الصحف الجزائرية ـ يشبه الدعوة الى ثورة (في وعلى) التلفزيون الجزائري. لم أقرأ في كلام السيد الوزير أنه (أو الحكومة والسلطة ككل) يتحمل أي مسؤولية ـ ولو معنوية بحكم أنه حديث عهد بالمنصب ـ في القاع الذي نزل إليه التلفزيون.

أود بأن اذكر أنني كتبت الأسبوع قبل الماضي في هذا المكان أن التلفزيون الجزائري هو الأسوأ بين أقرانه، فثارت ثائرة مداحي البلاط فأمطروني برسائل العتب وحتى الشتم (بأسماء مستعارة طبعا)، حجتهم ـ دائما ـ أنني أهاجم الجزائر وأسيء لها لأنني أنتقد التلفزيون الجزائري. أنصحهم جميعا، خصوصا الذين هرب منهم قطار العمر وقطار الفُرص، الآن بأن يتشجعوا ويوجهوا نسخا من تلك الرسائل الى وزير الإعلام، لأنه هو أيضا شتم الجزائر وأساء لها بانتقاده التلفزيون طالما أن هذه الجزائر الكبيرة اختُزلت في ذلك التلفزيون الكسيح.

كان لا بد لي من هذا القوس. والآن لا أعرف هل أقول لسعادة الوزير شكرا على أنكم تذكرتم بأن هناك شعبا كاملا مقصيا من تلفزيون يعيش بضرائبه وثرواته، أم أنت (أنتم) السبب، أم 'فاقوا'، أم 'أنت متأخر بحربين' (كما كتب جزائري في إحدى المدونات)، أم سبق إليها غيرك، أم أعطنا حلولا لا وصف حال، أم ماذا تنتظر لتفعل شيئا، أم هل هذا رأيك أو رأي السلطة ككل، أم أعيدوا للجزائريين تلفزيونهم يصلح حاله تلقائيا.. أم ماذا؟

هناك من يقول إن الوزير فعل ما فعل بعد أن 'غسله' صاحب الفخامة في اجتماع عمل ثنائي جمعهما مؤخرا.

على أية حال، مهما كان السبب، لن أعتبر ما بدر من الوزير موقفا شجاعا يستحق التنويه، هذا تحصيل حاصل لأن منتقدي التلفزيون هم 35 مليون جزائري يتقدمهم مدير التلفزيون ذاته والعاملون به. اسألوهم وستسمعون منهم دروسا في ما يجب أن تكون عليه الحال. لكن هناك قوة غيبية سحرية تشل الجميع وتمنع الإصلاح. أستطيع أن أشبه التلفزيون بالبلد ككل: هناك اجماع على تردي أحواله، لكن لا أحد يفعل شيئا معلوما ملموسا لإصلاح الحال. وعندما ألتقي وزراء ومسؤولين سابقين أسمع منهم نظريات رائعة في الحكم، وشكاوى من 'الآخرين' تجعلني أيأس من الانسان ذاته.

يعرف الجزائريون أن التلفزيون هو أول وأقوى أداة حكم. عندما تحدث إضرابات أو احتجاجات شعبية، تواجهها السلطة بقوات مكافحة الشغب في النهار وبنشرة أخبار التلفزيون في المساء. لذا يتندرون بالقول إن المناسبة الوحيدة التي يتذكرون فيها وجود حكومة وسلطة هي نشرة الأخبار. ويتردد بين الواعين والمسيسين منهم أن بداية نشرة الثامنة هي لحظة التفاف كل المسؤولين حول هذا الجهاز في انتظار مفاجآت تكون قد فاتتهم في النهار.

هذا هو واقع الحال في العشرين سنة الأخيرة، وربما من قبل. ويعرف كثير من الصحافيين والمهتمين أنه عندما 'تشعل' الحرب بين جماعة 'الفوق' ينعكس ذلك في التلفزيون. ويعرفون أن تغطية (لا تعجب، أو عدم تغطية) نشاط وزاري يمكن أن تكلّف مسؤول الأخبار كرسيه بسهولة، وقد حدث هذا. ويعرف المسؤولون والصحافيون أن إهمال نشاط وزير ما ـ تلفزيونيا ـ قد يعني حلول أجله في المنصب. ويروي عاملون في غرفة الأخبار قصصا طريفة عن وزراء ومسؤولين يتصلون بمسؤولي الأخبار توددا من أجل تغطية نشاط في اليوم التالي، أو للشكوى من 'تهميش' نشاطهم ذلك اليوم (ويحدث أن يتصل الوزير شخصيا وليس مساعدوه لأن الموضوع من الأهمية والقداسة بحيث يتطلب تدخل سيادته!). كما يحتفظون في ذاكرتهم بحكايات وزراء ومسؤولين يتصلون للشكوى لأن تغطية نشاطهم ذلك اليوم تمت من دون صوت، مثلا، أو كانت عشرا أو عشرين ثانية أقل من نشاط الوزير الآخر. ويروي صحافيون تلفزيونيون بمرارة كيف أن مسؤولين يتجاهلون وجودهم تماما ويتجهون الى مغازلة حامل الكاميرا. ويروي صحافيون أيضا كيف أن مصورين لؤماء أوهموا أكثر من مسؤول بأن الكاميرا تشتغل بينما هي مطفأة تماما، فراح سيادته يبتسم ويدلي بتصريحات مظفرة. وقد حضرت شخصيا، بصفتي صحافيا، نشاطات حكومية ووزارية تأخرت كثيرا لأن فريق التلفزيون تأخر في الوصول بسبب زحمة السير في العاصمة.

والأهم: لا يتردد العاملون في التلفزيون ومسؤولوه في القول إن أمور هذا الجهاز تعالج من أعلى سلطة في البلد، أمس واليوم وربما غدا.

لهذا كله، لا أحد سيطلب من الوزير ناصر مهل أكثر من طاقته، وطاقة الوزراء في الجزائر محدودة وأحيانا منعدمة، خصوصا في موضوع التلفزيون الذي يدار من أعلى المقامات فلا يد لوزير إعلام عليه (ووزراء الإعلام منذ 1992 يثيرون الشفقة، لأنهم مجرد 'خضرة فوق عشاء').

التلفزيون الجزائري يعيش مرحلة ما بعد التكلس. ورداءته فاقت التصور على مدار الأيام والشهور والسنة، لكن سعادة الوزير انتقده خلال رمضان. يا ترى هل لدى الوزير من الوقت ما يسمح له بمشاهدة الفضائيتين الجزائريتين بعد أخبار الثامنة؟

أنا على يقين من أنه لو شاهدهما مرتين في الأسبوع، نصف ساعة كل مرة، لاعتذر للجزائريين ما قدره مياه البحر وحبات الرمل.

أقولها كجزائري ـ بالجزائري ـ لا كاتبا أو ناقدا: سيدي الوزير.. التلفزيون الجزائري راهو يبهدل! هذا أقل ما يمكن قوله.

ولأن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فالمصيبة في كل شيء (خصوصا نشرات الأخبار)، شكلا ومضمونا، وليست فقط في برامج معينة.

عندما أسير في شوارع المدن الجزائرية وأحيائها، أذهل لذلك العدد الهائل من 'الهوائيات المقعرة' المعلقة في الشرفات والسطوح وكل مكان حتى تكاد تحجب أشعة الشمس. في كل مرة أسأل نفسي: هل عميت أعين الحاكمين عن هذه المناظر؟ ألا يمرون من هنا؟ ما رأي أحدهم كلما شاهدت عيناه ما أشاهد؟ أليست هذه المناظر إدانة صريحة لسطوهم على التلفزيون المحلي؟

وحتى لا نظلم الناس، مهم التذكير بأن المشكلة ليست في مسؤول قسم معين أو رئيس مصلحة داخل التلفزيون، ولا حتى في المدير العام، فلا داعي لكباش فداء أخرى في الثورة التي يعد بها سعادة الوزير. المشكلة في السلطة التي استحوذت على هذا الجهاز لكي تحكم به الجزائريين ولكي تثبت لنفسها أنها موجودة، فجعلت منه أسيرا لديها. يكفي أن تعيد هذه الأخيرة التلفزيون للمجتمع، بمن في ذلك خصومها والمختلفون معها، ليتصالح الجزائريون مع تلفزيونهم. ولن يضر هذه السلطة أبدا أن تعيد التلفزيون للمجتمع لو كانت تعلم. العكس هو الصحيح.

ربما تستحق برامج رمضان الاعتذار عنها، لكن ما يتسحق فعلا الاعتذار الحقيقي للجزائريين، عملية السطو التي تعرض لها تلفزيونهم فأُخذ منهم عنوة في غفلة منهم.

لنذهب أبعد قليلا ونحلم بأن هذا حصل فعلا. قناة واحدة لـ35 مليون شخص ثلاثة أرباعهم دون الثلاثين من العمر! كيف سترضيهم وتحقق طموحاتهم وتشبع رغباتهم؟

خلاصة الكلام أن إصلاح المشلول لم يعد يفيد أو يكفي، لأن الموعود من سعادة الوزير، حتى وإن صدق، ينطبق عليه القول الانكليزي: Too little too late. ما يقابله بالفرنسية:Trop peu trop tard . إذا أردتم بالجزائري: مات الحوت وصلى عليه البونيط!

الجزائر بحاجة الى فتح المجال أمام الاستثمار الخاص والأجنبي. لكن هذا هو الكلام الذي يرفض الحاكمون مجرد سماعه، ما يجعل ثورة الوزير الموعودة 'زوبعة في فنجان'.

يا سيدي، إن هموم وتطلعات الجزائر والجزائريين لا تكفيها 700 قناة تلفزية، فبربكم لماذا تصرّون على حشر الناس مع كريم بن سالم؟

ما لم يقولوه نيابة عني

ـ بدا قارئو نشرات الأخبار والتقارير الصحافية في كثير من التلفزيونات العربية شبه منتشين ومتحسرين في الوقت ذاته وهم يذيعون أنباء الانتخابات الرئاسية في البرازيل، لأن الرئيس المنتهية ولايته لولا دوسيلفا سيغادر الحكم رغم شعبيته الجارفة داخل بلاده وخارجها.

كم تمنيت أن يتجرأ أحد فيقول نيابة عني ما خطر ببالي: رغم صداقاته مع الكثير من الديكتاتوريين العرب وغير العرب، فات داسيلفا أن يعدّل الدستور بما يتيح له الترشح لولاية ثالثة أو للاحتفال بعيد ميلاده الخامس والثمانين بعد المئة وهو رئيس بلاده (ولا بأس لو احتاج لحفاظات بامبرز).

كاتب صحافي من أسرة 'القدس العربي'

القدس العربي في

07/10/2010

 

قضية تجسيد الأنبياء والصحابة تشعل حرب الفتاوى مجدداً

ثورة الأزهر على قناة «ميلودي» بسبب المسلسل الإيراني «يوسف الصديق»

القاهرة - عبدالغني عبدالرازق   

حالة من الغضب تسيطر الآن على قطاعات من الشارع المصري متأثراً بالمؤسسات الدينية بسبب قيام قناة ميلودي المصرية بشراء مسلسل يوسف الصديق المدبلج والذي أنتجته إيران وقام ببطولته الممثل الإيراني مصطفى زماني الذي جسد دور نبي الله يوسف وإخراج فرج الله سلحشور.

وقد سبق أن عرض هذا المسلسل على بعض القنوات مثل قناة نسمة التونسية والكوثر وLBC وكان موقف الأزهر الشريف من هذا المسلسل عنيفاً حيث رفض المسلسل من البداية لأن ظهور الأنبياء على الشاشة مُحرَّم ولا يوجد أي استثناءات على هذا المبدأ حسب فتوى رسمية، فكيف يظهر شخص في دور نبي أو صحابي جليل! وبعد ذلك يظهر في دور مختلف وهو يغازل النساء ويشرب الخمر -حسب قول بعض الشيوخ.

وعند بدء القناة في عرض المسلسل قوبل ذلك بهجوم عنيف من الأزهر الشريف الذي يرفض ظهور الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة، فأصدر بياناً استنكر فيه عرض المسلسل لمخالفته قرار الأزهر حيث سبق أن أصدر مجمع البحوث الإسلامية قراراً بعدم تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة بواسطة أي ممثل أو شخص؛ لأن الأنبياء معصومون من الخطأ أما العشرة المبشرين بالجنة فلا يجوز ظهورهم أيضاً وبما أن العمل التلفزيوني «يوسف الصديق» يتضمن تجسيد شخصية 3 من الأنبياء وهم سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب وسيدنا إسحاق -عليهم جميعاً السلام- بالإضافة إلى تجسيد شخصية سيدنا جبريل -عليه السلام- وكذلك ملك الموت عزرائيل -عليه السلام- فإن الأزهر يرفض عرض هذا المسلسل، فالأنبياء والملائكة أنقى من تصورات وتخيلات البشر ولكن القناة تجاهلت هذا البيان واستمرت في عرض المسلسل في تحدٍ غريب للأزهر.

موقف قناة ميلودي

وقد أكد بعض المسؤولين في قناة ميلودي أن القناة لا تجد مشكلة أو أي أمر مثير للدهشة في عرض مسلسل «يوسف الصديق» فالمسلسل سبق عرضه قبل ذلك أكثر من مرة إضافةً إلى أن الأنبياء والرسل سبق تجسيد حياتهم على الشاشة قبل ذلك مرات عديدة إضافةً إلى أن القناة يوجد بها لجان تناقش الموضوع.. وترى هل هو مطابق لما ورد في القران أم لا! إضافةً إلى أن القناة قد وصل إليها الكثير من الخطابات والاتصالات الهاتفية والتي تعبر عن تقديرها لعرض المسلسل على الشاشة وهذا يدل على وجود ردود أفعال إيجابية من المشاهدين، فالقناة تسعى إلى أن تقدم مادة جيدة يتعلم منها الجيل الحالي قصص الأنبياء بطريقة مبسطة وممتعة وهذا موجود في هذا العمل فضلاً عن الأداء التمثيلي الرائع والذي أبهر جميع المشاهدين.

موقف نجوم الفن من المسلسل

يرى الفنان نورالشريف أن الأزهر محق في قرار منع ظهور الأنبياء على الشاشة لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولذلك فلا يجوز ظهورهم على الشاشة كما أن من يجسد أدوارهم يمكن أن يشرب الخمر أو يتاجر في المخدرات أو يؤدى شخصية منحرفة في أدوار أخرى ولكن يجب على الأزهر أن يسمح بظهور آل بيت الرسول على الشاشة لأنهم ليسوا معصومين من الخطأ. وأضاف أنه تابع العديد من المسلسلات الإيرانية مثل «مريم المقدسة» و «المسيح» و «يوسف الصديق» ورغم إعجابه بمسلسل «يوسف الصديق» تحديداً إلا أنه يرى أنه لا يجوز ظهور الأنبياء على الشاشة لأنهم معصومون، إضافةً إلى أن لهم مكانة خاصة في قلب كل مسلم.

أما الناقد الفني طارق الشناوي فيؤكد أنه يجب على الأزهر أن يعيد موقفه في قرار منع ظهور الأنبياء والصحابة على الشاشة، فقد سألت علماء الدين فأجابوني أنه لا يوجد نص صريح يمنع ظهورهم على الشاشة، فمثلاً فيلم «الرسالة» الذي تناول حياة الصحابي الجليل حمزة بن عبدالمطلب ظل ممنوعاً من العرض لأكثر من 30 عاماً إلى أن تم عرضه منذ عدة سنوات ولم تحدث أي مشكلة، والأكثر من ذلك أن فيلم «المسيح» الذي يتناول حياة السيد المسيح عرض في مصر وحقق إيرادات كبيرة ولم يعترض أحد رغم أن ظهور الأنبياء على الشاشة ممنوع، كما أننا شاهدنا مؤخراً المسلسل السوري «خالد بن الوليد» الذي قام ببطولته الفنان السوري باسم ياخور ولم يعترض أحد، ولذلك فهذا المنع يجب أن يعاد النظر فيه من جديد حيث تمت مخالفة هذا القرار ولم تحدث أي مشكلات، ولذلك فأنا أرحب بعرض مسلسل «يوسف الصديق» على شاشة التلفزيون.

موقف علماء الدين

في البداية، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب أن الأنبياء لا يجوز ظهورهم على الشاشة مطلقاً، لأنهم معصومون من الخطأ ولهم مكانة مقدسة في قلوب جميع المسلمين ومنهم من كلمه الله مثل سيدنا محمد في ليلة الإسراء والمعراج وكذلك سيدنا موسى وسيدنا إبراهيم، أما الصحابة فنفرق بين العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة، فالعشرة المبشرون بالجنة ممنوع أيضاً ظهورهم على الشاشة فكل من بُشِّر بالجنة لا يجوز ظهوره على الشاشة مطلقاً، لأن بشارة الصحابي بالجنة تمنع ظهوره على الشاشة، لأنه قد ينتج عن تجسيد حياتهم على الشاشة الاستخفاف والاستهزاء بهم فقد يؤدى أدوارهم أشخاص بعيدون عن التدين والالتزام بأوامر الله أما الصحابة الذين لم يبشروا بالجنة فهؤلاء يجوز ظهورهم على الشاشة لإظهار دورهم في خدمة الإسلام وبالنسبة لمسلسل «يوسف الصديق» وظهور الأنبياء في المسلسل فهذا أمر غير جائز شرعاً حتى لو إجازة البعض ولو لم يتم تحريف أو إضافة شيء.

أما الدكتورة أمنة نصير أستاذة الفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فترى أن مسألة تجسيد حياة الأنبياء على الشاشة أمر مرفوض ولا يمكن المناقشة فيه لأن جميع الأنبياء يتمتعون بالعصمة فالله سبحانه وتعالى اختارهم لكي يبلغوا رسالته لأقوامهم، ولذلك فالأنبياء والرسل كان لهم اتصال وحضور مع الذات الإلهية سواء بطريق مباشر مثل سيدنا محمد وسيدنا موسى أو بطريق غير مباشر مثل سيدنا يوسف وهو الأمر الذي يعطى خصوصية لشخصية الأنبياء ويجعلهم في منزلة تختلف عن غيرهم من بقية البشر فهؤلاء كانوا أصفى الناس قلباً وأعظهم خشيةً لله -سبحانه وتعالى- وكانوا حريصين على تبليغ رسالة ربهم مهما كان الثمن، ولذلك لا يجوز ظهورهم على الشاشة أبداً.

أما الدكتور عبدالمعطي بيومي فيرى أن القرآن والسنة لا يوجد بهما نص صريح يمنع ظهور الأنبياء على الشاشة، لأن عندما ظهر الإسلام لم يكن هناك كهرباء أو تلفزيون ولكن الحياة تغيرت الآن، ولذلك فنحن نرفض ظهور الأنبياء على الشاشة لأن الأنبياء معصومون ولهم كمال مطلق، ولذلك فظهورهم على الشاشة يسيء لهم ولمكانتهم في قلوب المسلمين إضافةً إلى أنه يحول كمالهم إلى شيء محدود.

لكن المفكر الشيعي المصري أحمد راسم النفيس أكد أن العمل في مجمله جيد ويستند إلى القرآن وليس به نقد جوهري يمكن أن يوجه إليه ولا دخل للأزهر بمسألة عرض المسلسل فهذا المسلسل إيراني وقد استند إلى الهيئة الشرعية في إيران، كما أكد المخرج الإيراني فرج الله سلحشور أن الغرض من تقديم المسلسلات الدينية هو أن نثبت للجميع أننا نستطيع أن نقدم مسلسلات إسلامية هادفة بعيداً عن المسلسلات الهابطة، كما أن الثقافة الشيعية لا تمانع ظهور الأنبياء على الشاشة حتى لو كانوا معصومين فلا توجد مشكلة في تخيل صورهم وملامحهم فهوليوود قدمت أعمالاً كثيرة جداً عن الأنبياء وظهروا بشخصيتهم على الشاشة.

العرب القطرية في

07/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)