حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

غاب مبارك، العب يا «ماسبيرو»!

غداة سقوط مبارك عاد الإعلامي محمود سعد إلى «التلفزيون المصري»

انقلاب في نبرة القنوات والصحف المصريّة

محمد عبد الرحمن

«أحب عيشة الحرية» ذلك هو لسان حال فضائيات «المحروسة» التي راحت تستضيف المغضوب عليهم من النظام السابق بعد ساعات فقط على تنحّي حسني مبارك

القاهرة ــ بعد ست ساعات فقط على تنحّي حسني مبارك، ظهر محمد حسنين هيكل على قناة «دريم» بعد غياب سبع سنوات عن الشاشات المصرية. وفي اليوم التالي، عاد محمود سعد إلى التلفزيون المصري، بعدما أعطاه وزير الإعلام السابق أنس الفقي إجازة مفتوحة منذ اليوم الثاني للثورة!

في الواقع، عندما أدرك التلفزيون المصري أنّ الحصار بات محكماً عليه من المتظاهرين يوم الجمعة الماضي، نزل تامر حنفي مذيع قناة «النيل للأخبار» إلى الشارع وطلب من المحتجين أن يقولوا ما يريدون على الهواء مباشرة. لم يكن مبارك قد تنحّى بعد، لكن موظفي التلفزيون المصري أدركوا أنّ النظام سقط وأن لا أحد سيحميهم من المتظاهرين إلا بالانضمام إليهم. تكلّمت سيدة مصرية بسيطة وقالت إنّها لجأت إلى «الجزيرة» و«العربية» بحثاً عن أخبار بلدها، مضيفة أنّها تتمنى العودة لمتابعة الحقيقة على التلفزيون المصري. والقصد هنا ليس التلفزيون الرسمي فحسب، بل كل القنوات الخاصة التي عانت حصاراً فرضه عليها وزير الإعلام أنس الفقي الذي قُبلت استقالته مساء السبت على الهواء مباشرة في اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء أحمد شفيق مع قناة «الحياة»، وسأله المذيع شريف عامر عن موقف الفقي بعدما قرر النائب العام تحديد إقامته والتحقيق معه في اتهامات بالفساد. وبناءً على أوامر من الجيش، كان التلفزيون المصري قد وجّه بياناً للمصريين يبارك فيه نجاح «ثورة النيل» في إشارة أخيرة إلى انتهاء سيطرة النظام على «ماسبيرو». هكذا في ساعات معدودة، انتهى أنس الفقي إعلامياً وسياسياً، لكن القنوات المصرية العامة والخاصة لم تتأخر في الإفادة من مزايا الثورة.

ليلة الجمعة، كان محمد حسنين هيكل يجيب عن أسئلة منى الشاذلي على قناة «دريم» في حوار أكد فيه أن المصريين صنعوا أول ثورة تكنولوجية في التاريخ. وذكّرته الشاذلي بأنّ القناة نفسها تعرّضت لمضايقات جمّة منذ سبع سنوات بسبب ظهوره على شاشتها قبل أن يلجأ إلى «الجزيرة الرياضية».

ويوم السبت، استضافت الشاذلي حمدي قنديل أحد أكثر الإعلاميين المصريين تعرضاً لمضايقات النظام السابق. مع ذلك، قال قنديل للشاذلي إنّه لن يعود لتقديم البرامج على التلفزيون المصري، مضيفاً أنّ الفرصة يجب أن تتاح للشباب الذين صنعوا الثورة وأخلصوا لها. وفي التوقيت نفسه، أطلّ محمود سعد بعد غياب طويل من نافذة برنامج «مصر النهارده» الذي كان وزير الإعلام السابق ينفرد بتحديد سياسته الإعلامية. وكان سعد قد غاب عن تغطية انتخابات مجلس الشعب، وعاد مطلع الشهر الماضي ليحيّي الثورة التونسية، قبل أن يمنع من جديد عندما رفض وصف أصحاب تظاهرات «25 يناير» بأنهم «قلة مشاغبة». هكذا، تجرأ عليه الفقي ومنحه إجازة مفتوحة. لكن سعد أطلّ ليحاور العالم المصري أحمد زويل، وبعده مدير مكتب قناة «الجزيرة» السابق حسين عبد الغني الذي كان النظام يعدّه من أعداء مصر. كذلك، صرّح سعد بأنه سيخصص الحلقات المقبلة للأسماء التي منعت من شاشة التلفزيون المصري مثل محمد حسنين هيكل وإبراهيم عيسى، إذ لم يعد هناك رقيب كما يدرك الإعلاميون المصريون الآن. لكنّ الأمر لا يعني عدم محاسبة الذين أسهموا في استفزاز الجمهور، إذ مُنع الإعلامي الحكومي تامر أمين من الظهور في البرنامج نفسه حتى إشعار آخر. لكن يبدو أن بعض مناهضي الثورة لم يتعلّموا الدرس، إذ تعرض سيّد علي وهناء السمري مساء الجمعة الماضي لإهانة مباشرة على الهواء من الفنان أحمد عيد الذي تعجّب من ظهورهما على الشاشة ومساندة الثورة بعد كل ما فعلاه لإفشالها. ثم أقفل الخطّ في وجهيهما ليتبادل المصريون المقطع عبر «يوتيوب» متعجبين من استمرار هؤلاء الإعلاميين حتى من دون الحصول على إجازة قصيرة كي ينسى الناس ما فعلوه بشباب ميدان التحرير. على باقي القنوات، استمرّت النوافذ المفتوحة على مصراعيها في استضافة الممنوعين في عهد مبارك. أطل وزير الإسكان السابق حسب الله الكفراوي على قناتي «الحياة» و«أون. تي. في» مستخدماً أسلوبه الشعبي المحبب إلى الجمهور في جَلد رموز العهد البائد، خصوصاً في المجال الاقتصادي. هو الذي سُرِّح من منصبه منتصف الثمانينيات بسبب رفضه تخصيص الأراضي لأبناء مبارك وأقاربهم، فيما استضافت منى الشاذلي أمس الأحد رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الجنزوري ليتكلم بعد 11 عاماً من الصمت، بينما أعرب الكاتب الساخر بلال فضل يوم الجمعة الماضي عن سعادته بالإطلالة من تلفزيون بلده ضمن مكالمة مع لميس الحديدي على «نايل لايف». وهو الأمر نفسه الذي عبّر عنه عمرو خالد الممنوع هو أيضاً منذ 10 سنوات على حد قوله.

الأخبار اللبنانية في

14/02/2011

 

التليفزيون المصرى يصالح المشاهدين ببيان رسمى

حاتم جمال الدين 

بدأ التليفزيون المصرى صفحة جديدة مع مشاهديه، وذلك بإذاعة بيان هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح «الثورة العظيمة» صبيحة يوم تنحى الرئيس مبارك عن السلطة، وقال البيان: «اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، يهنئ الشعب المصرى بثورته العظيمة التى قادها خيرة شبابه، ويقدم كل التحية لقواتنا المسلحة لدورها العظيم فى حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين»، وأشار البيان إلى أن قنوات محطات الإذاعة والتليفزيون هى أجهزة مملوكة للشعب ومسخرة لخدمته وتلبية احتياجاته وآماله، وتعهد الاتحاد بأن يكون «أمينا فى رسالته».

من جانبه، أكد المهندس أسامة الشيخ أنه عاد لممارسة وظيفته اعتبارا من مساء الجمعة وبعد إعلان بيان التنحى، ووفق القرار الصادر من مجلس الوزراء بالتجديد له فى منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فهو مازال فى الخدمة، وبدافع وطنى عاد لمكتبه فى مبنى ماسبيرو لتسيير العمل لحين وضع تصورات الإدارة الجديدة لمنظومة إعلام الدولة.

وقال إن البيان الذى أذاعه التليفزيون المصرى فى بداية هذه المرحلة كان بمثابة إعلان وجود لتليفزيون الدولة، وأنه سيظل يمارس الدور المنوط به فى تلك المرحلة الانتقالية التى تعيشها مصر، وذلك من خلال حس وطنى.

وأشار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى أنه كان فى بيته عندما أذيع خطاب التنحى وأنه على الفور اتصل بعدد من العاملين فى التليفزيون للنزول إلى ماسبيرو لمزاولة عملهم حتى لا يسقط التليفزيون وكان لابد من فتح صفحة جديدة مع المشاهد المصرى عبر رسالة تؤكد له أننا معه ونحاول التعبير عن رغباته بصدق. ورفض الشيخ التعليق على الفترة التى سبقت هذا البيان وقال إن دوره حاليا العبور بهذه المؤسسة الوطنية العريقة فى هذه المرحلة وهذا بحكم أنه مازال فى موقع المسئولية حتى الآن، وإلى أن يقوم بتسليم المسئولية إلى المنظومة الجديدة التى سيتم تشكيلها.

ونفى أسامة الشيخ أن تكون لديه فكرة عن تصورات تلك المرحلة وقال إن هناك مشاورات، وحوارات تدور حول تصورات المستقبل، ومن وجهة نظره الشخصية يرى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ربما يشهد تغييرات كبيرة، وأن يتحول إلى مؤسسة مستقلة تدير نفسها من خلال سياسات يضعها مجلس الأمناء.

وقال الإعلامى حسن حامد، رئيس الاتحاد الأسبق: إن هذا البيان بمثابة مصالحة بين قنوات ماسبيرو التى خيبت آمال المشاهدين خلال أيام الأزمة، وجعلتهم يهجرون الشاشة المصرية إلى قنوات تحقق لهم رغبتهم فى الاطلاع على ما يحدث فى الشارع.

وأضاف حامد أنه يجب الآن مراجعة كل القوانين الحاكمة للعمل فى التليفزيون المصرى، والعودة إلى التوصيف الأصلى له وأنه جهاز خدمى، يقدم الخدمة الإعلامية التى تحقق طموحات وآمال رجل الشارع، وأنه ليس جهازا لخدمة حكومات أو أحزاب بذاتها.

فيما أشار حامد إلى ضرورة مراجعة القوانين بشكل يضع فى الاعتبار الدور الذى يجب أن تلعبه القنوات المصرية الخاصة، وأن يتم إعادة توزيع الترددات المتاحة بشكل ينهى احتكار الحكومة لهذه الترددات، وأن تخرج قوانين تنظم العمل الإعلامى وعمل القنوات الفضائية بشكل يناسب المجتمع الديمقراطى الذى نحلم به.

وعلق الدكتور عدلى رضا، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة بأن البيان بمثابة اعتذار من المسئولين فى ماسبيرو عن تلك التغطية التى قدمها خلال أيام الأزمة، التى أفقدت المواطن الثقة فى الإعلام الرسمى.

وأرجع إخفاق التليفزيون فى تغطية أحداث ثورة الشباب إلى أنه جهاز ظل تحت سيطرة الجهات الحكومية لسنوات طويلة حتى أنها فقدت القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب، وحتى بعيدا عن الأحداث السياسية نجد أن هناك حالة من التردد تصاحب الحوادث الكبرى مثل السيول والزلازل وغيرها، وأن العاملين ينتظرون التعليمات بالإذاعة من جهات خارج المنظومة الإعلامية.

وأوضح د.رضا أن البيان الذى أذاعه التليفزيون ربما يكون بداية لعصر جديد فى ماسبيرو، وهو العصر الذى تفعل فيه القوانين التى تؤكد أن التليفزيون المصرى جهاز إعلامى مملوك للدولة، ويجب أن ترى فيه كل شرائح المجتمع صدى لأحلامهم وآمالهم، ويعبر عن تطلعاتهم للمستقبل، فهو وفق قوانين وزارة الإعلام تليفزيون كل المصريين.

الشروق المصرية في

14/02/2011

 

الثورة في عيون الإعلام المصري والعربي

بقلم : أحمد علي كامل 

تمكنت الجزيرة من أن تقسِّم الرأي العام المصري ما بين مؤيد ومعارض، فالبعض رأي أنها سكبت البنزين علي النار والآخر رأي أنها تعرض الحقيقة دون مغالة أو نقصان > حجبت الجزيرة أي ألفاظ مسيئة للرئيس مبارك لكنها استمرت في عرض الصور المثيرة والمؤججة للمشاعر عندما عرضت الصدامات بين الأمن والمتظاهرين وصورا أخري لقتلي وضحايا يجرجرون من أرجلهم في الشوارع > العربية توقفت بأن البيان الثالث للجيش سيتضمن حل مجلسي الشعب والشوري لكن توقعاتها باءت بالفشل لم يكن يوم 25 يناير يوما عاديا في تاريخ مصر بشكل خاص وتاريخ الامة العربية بشكل عام فلقد سطَّر شباب ورجال ونساء وشيوخ مصر تاريخا جديدا لها، واضحت مصر منذ ذلك اليوم محط انظار العالم فوجهت كل وسائل الاعلام كامل طاقتها لتغطية الحدث بصورة حية ومباشرة وبساعات بث مستمرة في تغطيات مكثفة للاحداث مستخدمة عناوين تعبر عن سياسات كل منها فراحت كل منابر الاعلام عبر شاشتها وفضائيتها تنقل الاحداث وفقا لوجهات نظرها ، حيث تصدر المشهد الاعلامي عدة قنوات منها التليفزيون المصري بقنواته الفضائية والنيل وقناة العربية وقناة الجزيرة.. التلفزيون المصري لم يكترث التليفزيون المصري في بداية احداث الثورة بعرض المظاهرات والاعتصامات التي بدأت في ميدان التحرير في ايام 25-26 -27 -28 يناير علي خلاف ما كانت تبثه القنوات الاخري،ثم بدأ بنقل الاحداث بصورة مباشرة بدءا من يوم الجمعة الموافق 28 يناير والذي سمي "جمعة الغضب"، وحرصت الفضائية المصرية وقناة النيل للأخباران تنقل الاحداث الا انهما وجها له انتقادا لاذعا بعدم الحيادية وانتهاج سياسة تهدئة الوضع وعدم عرض الحقائق كماهي في محاولة لعدم تهويل الامر وترويع المشاهدين،ثم اشيع في مواقع اخبارية ان م.اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون قد قدم استقالته من منصبه احتجاجا منه علي التغطية السيئة للاحداث،الامر الذي نفاه اسامة فيما بعد واكد انه لم يغادر مكتبه بالتليفزيون منذ بداية الازمة،وقال انس الفقي وزير الاعلام ان التليفزيون المصري يقدم افضل واصدق تغطية تقترب من ارض الواقع بدون مزايدات او تزييف ،وفي الوقت نفسه اصدر عدد من الاعلاميين المصريين العاملين باتحاد الاذاعة والتليفزيون بيانا وقع عليه 37 اعلاميا ادانو فيه معالجة الاعلام الحكومي لاحداث 25 يناير وجاء في البيان الذي حمل عنوان( حركة ماسبيرو 2011 من اجل اعلام وطني ومهني ومستقل) ان ما نقله الاعلام المصري وضعهم في موقف محرج امام الشعب بل واثار امتعاضهم نظرا للتشويه المتعمد للمتظاهرين . اما اول من اتخذ خطوة ضد التليفزيون المصري كانت المذيعة /سها النقاش التي انسحبت من موقعها بعد اكتشافها للتزوير والتزييف الذي يقوم به التليفزيون في تغطيتهم للاحداث علي -حد قولها-، واكدت النقاش ان التغطية افتقدت للحد الادني للاخلاقيات المهنية . وبعد ايام قدمت الاعلامية / شهيرة امين نائبة المدير العام بالنيل الفضائية استقالتها من التليفزيون احتجاجا علي الصورة المغلوطة التي يقدمها الاعلام والتي اصدرت قياداته اوامر بعرض مشاهد المظاهرات المؤيدة للنظام فقط . بينما وصف الاعلامي / محمود سعد معالجة التليفزيون المصري للمظاهرات بأنها معالجة رديئة وغير صادقة وتساءل لماذا كانت كل القنوات المحلية في المهندسين منذ الفجر ومن اين عرفوا ان هناك مظاهرات ستخرج لدعم الرئيس لهذا المكان ولقد علق محمود علي منعه من الظهور في التليفزيون قائلا : انا ممنوع من التليفزيون المصري الآن بعدما طالبت الرئيس بترك السلطة ونقلها لنائبه لأن البلد" بتولع" . ولم يسلم التليفزيون المصري من انتقادات المتظاهرين في ميدان التحرير حيث رفع بعضهم لافتات تقول "الكذب حصري علي التليفزيون الحصري ". والملاحظ ان التليفزيون كان يعرض الهدوء القاتل علي كوبري 6 اكتوبر بينما المظاهرات كانت تعم الشارع المصري باكمله، وبالرغم من كم المصادمات العنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين التي كانت تنقلها جميع القنوات الاخري، الا انها لم تظهر نهائيا علي التليفزيون الذي تفادي ظهور التجاوزات الرهيبة لرجال الداخلية .. وظلت قناة "النيل للاخبار" طوال مساء السبت 29 يناير تتلقي استغاثات المواطنين من اعمال السلب والنهب وركزت القناة علي اظهار حالة انعدام الامن وتأثر الشارع المصري بغياب الشرطة , وبعد ان القي الرئيس /حسني مبارك خطابه الذي اعلن فيه عن عدم ترشحه للرئاسة في دورة قادمة بدأ عرض ونقل المظاهرات التي خرجت مؤيدة للرئيس مبارك واطلقوا عليها مسيرات الوفاء التي تضم مئات الآلاف . كما ان المداخلات الهاتفية التي كانت تبث كان اغلبها يشير الي تأييد بقاء الرئيس ،وكيف ان استقرار وامن مصر مرتبطين ببقائه،الامر الذي دفع الكاتب / بلال فضل ان يكتب مقالا ساخر عما يحدث في التليفزيون فالفضائيات الاخري عرضت صورا لتصادم المؤيدين والمعارضين ببعضهما، بينما استمرالاعلام الحكومي في بث صور لمظاهرات المؤيدين للرئيس امام مبني التليفزيون وميدان مصطفي محمود.. وبعد يوم الجمعة 4 يناير والذي اسماه الثوار ب "جمعة الرحيل"، انهالت مكالمات هاتفية ممن شاركوا في المظاهرات وخرجوا من الميدان تؤكد ان المتواجدين في ميدان التحرير الآن اغلبهم من جنسيات اخري واغلب المصريين المعتصمين إما مغلوب علي امرهم نظرا لتهديدات يتعرضون لها من قبل الاخوان المسلمين الذين يروعونهم ويؤكدون لهم ان الامن سيلقي بالقبض عليهم بمجرد خروجهم وإما ماجورون تدفع لهم اموال وتصرف لهم وجبات من اجل البقاء في الميدان مما جعل الدكتور / احمد خالد توفيق يصف ما يدور في التليفزيون المصري بالسيرك الاعلامي وانه يلعب بكل الاوراق ونجح في شطر الراي العام بين مؤيد ومعارض . قناة الجزيرة استطاعت قناة الجزيرة ادارة عملها الاعلامي الذي بدأ منذ اشتعال الثورة وحتي صدور امر بالغاء ترددها ثم عودتها للبث مرة اخري، ان تقسم الرأي العام المصري ما بين مؤيد ومعارض لها، فالبعض رأي انها تسكب البنزين علي النار وتثير مشاعر المصريين عبر العناوين التي تبثها ومشاهد الفديو التي تنقلها ومحاولتها في زرع الفتن وتأجيجها، ومنهم من رأي انها تعرض الحقيقة دون ان تزيد او تنقص وتوضح للمشاهد حقيقة الامر،ولم يقتصر الامر علي ذلك لكنها استغلت الاحداث القائمة في مصر وتونس والسودان واعلنت انها توفر خدماتها الاخبارية باللغة الانجليزية مما يفتح لها سوقا جديدة امام عيون الغرب. ويبدو ان التغطية الاعلامية للقناة لم تلق قبولا لدي السلطات المصرية فاصدر انس الفقي وزير الاعلام قرارا باغلاق القناة وذلك في يوم 30 يناير بالاضافة الي سحب بطاقات اعتماد جميع مراسليها بدون استثناء،واعلن اتحاد الاذاعة والتليفزيون انه سينسق مع الجهات الحكومية لوقف تراخيص اجهزة النقل الفضائي.. وردا علي قرار الفقي اعلن وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة عن رفضه لإجراءات بشطب القناة، لكنه اكد ان التغطية مستمرة للاعتراضات والمظاهرات . حجبت"الجزيرة" اي الفاظ خارجة مست الرئيس مبارك، لكنها استمرت في عرض الصور المثيرة والمؤججة للمشاعرعندما عرضت للصدامات التي وقعت بين قوات الامن المركزي والمتظاهرين علي كوبري قصر النيل وصور للقتلي والضحايا الذين سقطوا اثناء عمليات الشغب وهم ملقون بالشوارع ويجرجرون من ارجلهم.. وبعد خطاب الرئيس مباشرة الذي اعلن فيه عن تعيينه لعمر سليمان نائبا له ،قامت باعلان ان المتظاهرين بميدان التحرير يرفضون هذا القرار ولا يريدون عمر سليمان، الامر الذي دفع الكثيرين الي التشكيك في مصداقيتها،وانها لا ترغب الا في اثارة البلبلة ونشر الاكاذيب والافتراءات.. فخافت القناة علي مراسليها في القاهرة من ملاحقات رجال الامن والمؤيدين فعمدت الي اخفاء اسمائهم خوفا من تعرضهم للخطر، واستطاعت ان تواصل بث الصور من القاهرة حتي عن طريق المواطنين الهواة الذين يزودونها بمقاطع فيديو يلتقطونها بأنفسهم،الا انه تم اعتقال طاقم الجزيرة بالقاهرة وبعد التحقيق معهم تم الافراج عنهم.. ولقد وقع القائمون علي القناة في حرج بالغ حينما وجه مواطن سعودي يدعي / بدر العنزي اسئلة مست في مضمونها سياسة القناة وسياسة الدولة الراعية لها،وقال متسائلا" اين انتم من زيارة امير قطر لرئيس وزراء اسرائيل العام الماضي ؟" واين تغطيتكم لهذه الزيارة ؟ اين تغطيتكم لطرد قبيلة ال غفران من قطر؟ مما دفع القناة لقطع الاتصال، وجاءت لقطات للمتحف المصري اظهرت تعرضه لاعمال سرقة ونهب مما دفع د.زاهي حواس بالاسراع في الظهور علي القنوات المصرية لتكذيب الخبر وان محتويات المتحف بخير،واثار منطقة سقارة لم يتم مساسها علي عكس ما قيل في الفضائيات العربية.. قناة العربية اما قناة العربية فلقد عمدت منذ بدأ الاحداث الي نزول مراسليها الي الشارع المصري والعمل علي نقل جميع الاراء وان كانت تميل في اول الامر الي توضيح الموقف الرافض للرئيس بشكل خاص والنظام ككل بشكل عام واكثر ما ميز تغطيتها هو تواصلها مع محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق والتي رشحته بعض رموز المعارضة لتولي زمام الامور في مصر بالاضافة الي عرضها لمداخلات الشخصيات المهمة والمؤثرة كعمرو موسي،د.احمد زويل،د.مصطفي الفقي،فكانت اول من نبهت عبر شاشتها الي حريق الحزب الوطني وامتداده للمتحف المصري من خلال مناشدات وصرخات المخرج خالد يوسف وغيرهم ،وتميز برنامج "ستوديو القاهرة" الذي قدمه الاعلامي حافظ المرازي الذي اتسم بالموضوعية والحيادية في تغطية شاملة للاحداث واجراء العديد من اللقاءات المهمة مع شخصيات سياسية وفنية علما بأن البرنامج اطلق في مايو 2010 لتغطية جميع الاحداث السياسية في مصر . وعاني مراسلو العربية كغيرهم من الملاحقات وتعرضهم للخطر، حيث اصيب مراسلها احمد بابجاتو أثناء تغطيته للمظاهرات المؤيدة للرئيس في ميدان مصطفي محمود وونقل للمستشفي كذلك تعرضت المراسلة انجي عبد السلام للهجوم واستطاعت اللجان الشعبية إنقاذها . نجحت قناة العربية ان تنتهج خطا وسطيا بين المؤيدين والمعارضين وعملت علي كسب الساحة الاعلامية في ظل غياب قناة الجزيرة بعد ان تم حجبها من قبل السلطات المصرية.. اللحظات الاخيرة تسع عشرة ساعة هي الفيصل الزمني ما بين خطاب الرئيس مساء يوم الخميس 10 فبراير وبين خطاب نائبه عمر سليمان في السادسة من مساء يوم الجمعة 11 فبراير والذي اعلن فيه عن تنحي الرئيس محمد حسني مبارك من منصبه كرئيس للبلاد بعد قرابة الثلاثين عاما، وشتان الفارق بين الخطابين فلقد تناقلت كاميرات القنوات الفضائية صورة الشعب المصري بعد خطاب الرئيس الذي اعلن فيه تفويض نائبه بمهامه وفقا لما يتيحه الدستور،وبدأت شاشة الجزيرة عرض الغضب الشديد الذي اجتاح جموع المتظاهرين في الميدان والذين رفعوا احذيتهم احتجاجا علي الخطاب حيث قسمت الجزيرة شاشتها الي قسمين احدهما للرئيس وهو يلقي الخطاب والآخر لما يدور في ميدان التحرير ثم نقلت الجزيرة اراء بعض الشخصيات المهمة حول الخطاب فجاء رد البرادعي ان مصر علي شفه الانفجار ان لم يتدخل الجيش، فيما اكد الاعلامي حمدي قنديل انه احس بازمة قلبية كادت تداهمه وهو يسمع الخطاب الذي اظهر ان حسني مبارك يعيش في عالم آخر . اما التليفزيون المصري فبعد نقله للخطاب اظهرت شاشته ميدان التحرير من بعيد دون التطرق لردود افعال المتظاهرين وبعد ذلك بدأوا في استقبال المكالمات الهاتفية والتي كان اغلبها يسير في اتجاه تهدئة الوضع والاكتفاء بما تحقق من مطالب كانت في حكم المستحيل والعمل علي الانتظار لما ستصفر عنه خطوات الحكومة الجديدة . اما العربية عن وصول انباء مؤكدة من انس الفقي وزير الاعلام نفي فيها ما تردد حول تنحي الرئيس في الوقت الذي اذاعت فيه الفضائيات الاخري خبر احتمالية تنحي الرئيس ثم عادت واطلعت مشاهديها عما سيقوله الرئيس في خطابه قبل ان يدلي به وبالفعل صدقت جميع توقعاتها . وفي اليوم الثاني ظهر التليفزيون المصري بشكل مغاير بعض الشيء فنزل مراسلوه للمتظاهرين المحيطين بالمبني ونقلوا اراءهم عبر الهواتف المحمولة بحرية تامة،وظهرخبر القاء بيان مهم من رئاسة الجمهورية والذي ظهر فيه نائب الرئيس عمر سليمان ليعلن عن تنحي الرئيس ونقل سلطاته للمجلس الاعلي للقوات المسلحة، وعمد بعد ذلك التليفزيون علي اظهار الشارع المصري وردود افعاله علي خطاب التنحي دون ان ينقص منها او يخفيها ثم بدأ في عرض لقطات من خطاب الرئيس الاخيرة مع القاء الكثير من عبارات الثناء والشكر . اما الجزيرة فنقلت هي الاخري نبض الشارع المصري ومظاهر الفرحة في مختلف محافظاته واجرت عدة اتصالات مهمة مع كل من وائل غنيم الناشط السياسي واسماء محفوظ احد شباب 25 يناير،و عرضت التاريخ السياسي للرئيس مبارك، ثم نقلت بعد بيان جماهير الثورة الذي القاه المستشار محمد فؤاد،كما رصدت ردود الافعال في الدول العربية منها رام الله بفلسطين وعمان بسوريا وقطر، لتنقل فرحة الجاليات المصرية بهذا البيان واحتفالهم مع اشقائهم العرب.. اما العربية فلقد التقت بعد خطاب التنحي بأحد شباب 25 يناير وحاورته في مستقبل مصر بعد التنحي وهل سيتم تكوين حزب خاص بهم او لا، وعرضت تقريراعن الجيش المصري وبثت ما تضمنه البيان الثالث للمجلس الاعلي للقوات المسلحة من حل للحكومة ومجلسي الشعب والشوري ولكن هذه المرة لم تصدق توقعاتها حيث خرج البيان ليؤكد حرص الجيش علي تحقيق مطالب الشعب..

جريدة القاهرة في

15/02/2011

 

صحافة وإعلام ثوار ميدان التحرير

بقلم : أسماء المحلاوي  

شكل الشباب الغاضب الذي قاد الحركة الاحتجاجية في مصر منذ 25 يناير وحتي الاعلان برحيل النظام هيئة اعلامية بالميدان للتعبير عن"حركة شباب 25 يناير" ،تكونت في اساسها من مركز اعلامي تركز علي ناصية شارع طلعت حرب الشهير وهو احد اهم وأكبر الارصفة الموجودة بيمدان التحرير ،فوضعت لافتة تحمل شعار"المركز الصحفي لميدان التحرير" والذي كانت نواته مجموعة من الصحفيين الذين اختاروا ان يكونوا لسان حال الثورة المصرية.. استطاع هذا "المركز الصحفي" الذي احتشد فيه صحفيون من مختلف الجرائد الحزبية والقومية والخاصة فضلا عن تشكيل غرفة عمليات بنقابة الصحفيين لمتابعة الموقف بميدان التحرير، وتمكنوا معا من التواصل المباشر خاصة في الفترة التي انقطعت فيها خدمات الهواتف المحمولة والانترنت، لكن قرب النقابة من ميدان التحرير سهل عملية التواصل بينهم وبين عمل المركز الصحفي الذي تم انشاؤه، واستطاع الصحفيون من مقرهم بالميدان ان يوفروا المعلومات لصحفيي ومراسلي القنوات الفضائية العرب والاجانب اللذين كانوا يغطون احداث الثورة في الميدان،وهي المبادرة التي اقترحتها الصحفية عبير السعدي عضو مجلس نقابة الصحفيين وترأسها الكاتب الصحفي يحيي قلاش ،وجاءت هذه الخطوة لدحض اي اخبار او انباء مغلوطة وزائفة ولكي تنقل الصورة صحيحة عما يجري بالميدان دون تهويل او مبالغة.. صحيفة "ميدان التحرير" قامت مجموعة من القيادات الشابة داخل الميدان بعمل مبادراة جديدة دعما للمركز الصحفي ،حيث أصدروا صحيفة اسموها "ميدان التحرير" ،ورصدوا فيها وقائع ايام حركة 25 يناير في محاولة لتوضيح وجهات نظر المشاركين في الحركة الاحتجاجية التي بدأت عبر"الفيس بوك" ،الذي تمكن الشباب من خلاله من حشد انفسهم والترويج لأفكارهم واختيارهم ليوم 25 يناير لميدان التحرير لتنفيذ تلك الافكار والرؤي علي ارض الواقع،ثم تلاه موقع"تويتر" الذي لعب دورا كبيرا في تنظيم وادارة القوات الشعبية التي خرجت لمكافحة الشغب واعمال السلب والنهب.. وعلي الرغم ان فكرة صحيفة "ميدان التحرير" جاءت من القيادي الوفدي مصطفي شردي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فإن الصحيفة ظهرت معبرة عن حال الثورة دون أن يؤثر مؤسس فكرتها علي الرؤية التي خرجت بها،وكانت عبارة عن ورقة واحدة من القطع العادي وصدر اول عدد منها يوم الثلاثاء في 1 فبراير أول ثلاثاء مليوني دعا اليه "شباب 25 يناير".. "اذاعات" قلب الميدان.. قام الشباب بمساعدة بعض كوادر الاخوان المسلمين وفصائل وحركات احتجاجية بإنشاء اذاعة داخلية عملت علي توحيد الهتافات التي علت في الميدان ،والتي اصبحت فيما بعد تستضيف القيادات السياسية والحزبية والشخصيات العامة التي جاءت لتأييد فكر الثورة.. لم تكن تلك الاذاعة هي الوحيدة ،ففي الايام الاولي للثورة انتشرت العديد من الاذاعات الصغيرة الداخلية التي حملت الوان بعض المشاركين في تنظيم الاعتصام ،احدي هذه الاذاعات اتخذت من رصيف الجامعة الامريكية مقرا لها وكان الناطق باسمها الداعية عمرو خالد الذي شارك في اول تجمع مليوني يوم الثلاثاء 1 فبراير .. استطاعت تلك الاذاعات الصغيرة ان تتحد لتكون اذاعة واحدة ناطقة بإسم ميدان التحرير بكل الفئات التي تجمعت فيه ،وتصدرها صوت المثقفين والقادة السياسيين، وعبر منبر هذه الاذاعة جاء صوت اللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية بالقاهرة وناشد المتظاهرين بإنهاء الاعتصام عبر مكبرات الصوت التي احتشدت في اروقة الميدان ،ليهتف بعده الشباب ،الشعب والجيش ايد واحدة" دون ان يستجيبوا لخطاب الرويني،كما استخدم الجيش هذه الاذاعات ليتمكن من التواصل مع المعتصمين بالميدان،وكان من بين ما تمت اذاعته في اذاعة"حركة شباب 25 ينايلر" تحذيرات ضابط بالقوات المسلحة للمتظاهرين من لص هواتف جوالة قعيد.. استطاع الشباب عبرالإذاعات التي انشأوها لخدمة الثورة توحيد رؤاهم وهتافاتهم وافكارهم الوطنية،متناسين اي خلافات خاصة.. ألحان وأغان وعروض مسرحية.. تحولت ساحة ميدان التحرير لمسرح أدار من عليه الشباب الثوار مواهبهم وكأن الثورة جاءت ليستطيعوا ان يكشفوا عنها،فقام عدد من الملحنين الشباب بوضع ألحان للهتافات التي رددها المتظاهرون خلال الاسبوعين الماضيين ،فضلا عن العروض المسرحية المستقلة التي قدمها الشباب والتي جاء بعضها صامتا ومرتجلا وقصيرا،حيث اتخذوا من مساحة صغيرة امام أحد مداخل محطات المترو مكان لعرض ما يقدمونه وكأنها "خشبة مسرح" اداروا من عليها عروضهم بصورة معبرة عن افكارهم ..

جريدة القاهرة في

15/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)