حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

د.محمد خضر مدير عام البرامج في «دريم»:

بعض القائمين علي برامج التوك شو يخشون إبراز الإيجابيات خوفاً من اتهامهم بعقد صفقة مع الحكومة لإخفاء الحقائق

بقلم : مي أبوسنة

برنامج كان الأول من نوعه علي شاشة فضائية مصرية متاحة للجميع. لا ينكر أحد أنه فرض تميزه منذ اليوم الأول، سواء من خلال المادة المقدمة أو من خلال مقدمته، وقد فتح نجاح «العاشرة مساءً» الباب أمام بقية القنوات المصرية لتطلق برامج حوارية «Talk shows» مماثلة، لتشتد المنافسة فيما بينها، خاصة أنها تبدأ وتستمر في نفس التوقيت تقريباً.. «القاهرة» التقت د. محمد خضر وكان لنا معه هذا الحوار:

·     شهدت الفترة الأخيرة المزيد من النقد الموجه لبرامج التوك شو بسبب ما تقدمه من جرعة زائدة من المشكلات والسلبيات مما دفع البعض للابتعاد عن متابعة مثل هذه البرامج التي قد تزيد من هموم المواطن العادي وتقدم صورة سوداوية لما يحدث في المجتمع.. فما ردك علي مثل هذه الانتقادات؟

ـ في رأيي أنه لايوجد تعمد للتركيز علي السلبيات فقط لكن طبيعة هذه البرامج تقوم علي متابعة مايحدث يوميا في مصر وللأسف معظم مايحدث بات سلبيا لدرجة لايمكن تجاهلها. ورغم ذلك فأنا مع تقنين عرض المشكلات وأعتقد أن هذه مهمة كل إعلامي ومسئول في أي قناة.

 وهناك نقطة مهمة أود الإشارة إليها وهي أن معظم البرامج قد تتعمد بالفعل التركيز علي المشكلات والقضايا المثيرة للجدل لجذب المشاهد الذي يبحث عن هذه النوعية من القضايا والغريب أيضا أن بعض البرامج تخشي التركيز علي الإيجابيات خوفا من اتهامها بعقد صفقة مع الحكومة لإخفاء الحقائق وإلهاء المواطنين عن المشكلات المهمة.

·     يقودنا ذلك إلي تساؤل حول مدي تدخل مالك القناة أومدير البرامج في قناة «دريم» في وضع الخطوط الحمراء لفريق عمل العاشرة مساء حول بعض القضايا التي ترفضون طرحها أو علي العكس مطالبتهم بالتركيز علي بعض الموضوعات أو وجهات النظر التي تتماشي والسياسة العامة للقناة؟

ـ بالتأكيد لكل قناة سياستها الخاصة ومالك دريم الدكتور أحمد بهجت يضع سياسة عامة لكنه لايفرض أي موضوعات ولايتدخل فيما يعرض ولكن الشرط الوحيد هو عدم عرض أي مشكلة أو قضية دون وجود وثائق ومستندات تثبت دقة مايعرض.

وبالنسبة لقنوات دريم فإن أبرز الخطوط الحمراء بها تتمثل في عدم التعرض بالسلب لرموز الدولة وعدم طرح أي قضية قد تمس بالأمن القومي أوتعرض السلم الاجتماعي أو الوحدة الوطنية للخطر.

·     ولكن بصفتك مدير البرامج بقنوات دريم ألا يعرض عليك فريق عمل العاشرة مساء الموضوعات والأفكار للموافقة عليها قبل عرضها في البرنامج أم يترك ذلك لفريق العمل للاتفاق فيما بينهم؟

ـ عادة مايكون هناك اجتماع أسبوعي لفريق العمل بأكمله لطرح معظم الموضوعات والضيوف المقترحين ويقدمون لي خطة شبه كاملة للموافقة عليها ويوميا يتم الاتفاق علي مايستجد من قضايا وموضوعات من خلال جدول عمل يومي يتضمن التفاصيل النهائية للحلقة من تقارير وموضوعات وضيوف.

·     ما قصة الشائعات التي انطلقت في خلال عيد الأضحي الأخير والتي أكدت استبعاد مني الشاذلي بل ووصل الأمر إلي حد تأكيد وقف البرنامج بسبب مشاكل مع جهات سياسية ووقتها نفت إدارة البرامج كل ماقيل وأكدت عودة البرنامج بعد العيد وهو ماحدث بالفعل لكن دون توضيح لحقيقة ماجري ماأدي لانتشار تلك الشائعة بهذا الشكل؟

ـ خير دليل للرد علي الشائعات التي انطلقت هو عودة البرنامج للظهور بمقدمته مني الشاذلي والحقيقة وراء كل ماحدث أن البرنامج توقف في فترة العيد بسبب الإجازة المعتادة لفريق العمل كما كان مقررا تغيير الديكور في تلك الفترة لكننا فوجئنا بتلك الشائعة الغريبة التي انطلقت في البداية للأسف من صحيفة قومية مما اضطرنا للتعجيل ببناء الديكور لإنهاء كل ماقيل رغم أنه كان من المفترض أن يأخذ وقتا أطول لإنهائه.

·     لكن بصراحة.. ألم تتلق القناة من قبل أي إنذارت من أي جهة أمنية أو سياسية بسبب قضية شائكة تم طرحها في العاشرة مساء وتسببت في ضغوط علي القناة؟

ـ لايمكن القول إنها إنذارات لكننا سبق وتلقينا بعض الملاحظات من جهات قد تري تعارض بعض القضايا مع الأمن القومي وتطلب منا تفادي ذلك  خاصة في المشاكل بين الأقباط والمسلمين حتي لا يتسبب تناولها في فتنة وطنية، كما طلب منا أثناء الأزمة الرياضية بين مصر والجزائر، عدم إثارة الجمهور بطريقة قد تفاقم المشكلة، وفي بعض الأحيان قد يطلب منا عدم توجيه النقد لسياسات الدول المجاورة حفاظاً علي العلاقات الدبلوماسية معها، ويكون ذلك في شكل ملاحظات لتجنب ما قد يسبب أي مشاكل، لكننا لم نتعرض من قبل لأي ضغوط علي القناة لوقف البرنامج.

·     كيف تقيم دور بعض مقدمي برامج التوك شو الذين غيروا الدور النمطي للمذيع الذي يكتفي بطرح الأسئلة المكتوبة حتي أصبح معظمهم يقومون بالتعليق علي الأخبار بل والتحدث باسم الجمهور في بعض الأحيان.. فما رأيك في هذا التغير وهل تراه إيجابيا أم أنه يمثل نوعاً من تخطي الحدود المهنية لمقدم البرنامج؟

ـ أعتقد أنه يحسب للإعلام المصري حدوث طفرة في سقف الحرية للإعلام وهو ما أعطي الفرصة لمقدمي البرامج الآن للظهور بشكل مختلف عن مقدم البرنامج التقليدي الذي يكتفي بطرح الأسئلة المكتوبة أمامه وهو ماأدي لظهور نخبة إعلامية لديها أدوات تمكنها من استحداث منابر قد تعوض المواطنين عن غياب قوي المعارضة وتشكل وسيلة من وسائل التعبيرعما يريده الناس.

·     هل هناك تواصل بين المسئولين وفريق العاشرة مساء عندما يقوم البرنامج بطرح قضايا تمس مسئولياتهم أو مشكلات تستلزم حلاً فورياً؟

ـ أستطيع أن أؤكد ذلك فهناك ردود أفعال سريعة وإيجابية من معظم المسئولين المعنيين بما نعرضه ونحن نسعي دائما لهذا التواصل والحصول علي آرائهم ووجهات نظرهم فيما نطرحه لأن هدف القناة هو البحث عن الحقيقة دون التحيز لأي طرف دون آخر.

·         برأيك.. ماالذي يميز برنامج العاشرة مساء عن غيره من برامج التوك شو الأخري؟ وكيف يسعي هو لهذا التميز والتفرد؟

ـ أعتقد أن أي برنامج يميزه شيئان أولهما فريق العمل من معدين ومراسلين وجهة انتاجية بالإضافة لمقدم البرنامج وأعتقد أن تميز العاشرة مساء يرجع لتميز تلك العناصر والأهم هو عدم السعي لتحقيق أي مصالح معينة لمالك القناة أو الإدارة. فالبرنامج هو ملك للمشاهدين فقط وهذا مايصل للناس.

·     وكيف تحددون أنتم مدي نجاح البرنامج.. هل الإعلانات هي المقياس الوحيد الذي تعتمدون عليه أم أن هناك طرقاً أخري تستطلعون بها نسبة المشاهدة؟

ـ من المؤكد أن الإعلانات هي الترجمة الفعلية لنجاح أي برنامج كما نعتمد أيضا علي بحوث المشاهدين التي تقوم بها بعض الشركات والتي تثبت أن العاشرة مساء يحتل مركزاً متقدماً في نسب المشاهدة.

·     يستغرب البعض إصرار الإعلامية مني الشاذلي علي عدم إجراء أي لقاءات صحفية رغم أن ذلك قد يكون في مصلحتها ومصلحة البرنامج.. فما تفسيرك لهذا القرار؟

ـ مني الشاذلي منذ بدايتها اتخذت القرار بعدم إقامة أي حوار خوفا من عدم فهم كلامها بشكل صحيح أو تحوير ماتقوله لذا فهي تنأي بنفسها عن كل ذلك وتفضل الاهتمام ببيتها وعملها فقط. وأعتقد أنه قرار تحترم عليه.

جريدة القاهرة في

21/12/2010

 

أبناء القلعة: تاريخ الأردن برؤية درامية

ميدل ايست أونلاين/ عمّان 

إياد الخزوز يستعد لتصوير مسلسل يقدم الصورة الحقيقية لنشوء مدينة عمّان الحديثة وتطورها، ويسلط الضوء على البنية الأساسية للمجتمع الأردني.

أعلن المخرج والمنتج إياد الخزوز، أنه أنهى مؤخراً كافة الإجراءات القانونية الخاصة بالحصول على حقوق رواية "أبناء القلعة" للروائي الأردني الراحل زياد قاسم، وكذلك العمل التلفزيوني الذي كتبه قاسم لتصبح أخيراً جاهزة للإنتاج كعمل تلفزيوني بعد أن تم تناقل الرواية بين منتجين ومخرجين أردنيين وعرب منذ 15 عاماً ولم يجري إنتاجها.

وصرح الخزوز كذلك أنه سيبدأ قريباً الإعداد لها لتكون أحد الأعمال التلفزيونية للموسم 2012، وبمشاركة نخبة من نجوم الدراما الأردنية والسورية والمصرية، ومن بينهم نجمي الدراما الأردنية إياد نصار وصبا مبارك، كما أنه سيجري تصويرها كاملة في مواقعها الأصلية المذكورة بالرواية في العاصمة الأردنية عمّان، وتحديداً في منطقة جبل القلعة التاريخية الشهيرة.

وأضاف الخزوز أن الرواية "التي تعتبر رواية هوية مدينة بامتياز، تشكل مشروعاً درامياً كبيراً لكونها تعد واحدة من أهم الروايات التي استطاعت أن تعطي الصورة الحقيقية لنشوء مدينة عمّان الحديثة وتطورها ورصد تحركاتها بصورة معمقة من جهة، وبصورة تمثيلية تشير إلى البنية الاجتماعية التي تشكل المجتمع الأردني، ولا سيما القدرة على الغوص في التفصيلات البيئة والمكانية والسيطرة على حياة وشخصيات ومعالم مختلفة من المدينة".

وعن تحويل الرواية لعمل تلفزيوني أوضح مخرج مسلسل "سلطانة" عن رواية الراحل غالب هلسة، أن الرواية "تشكل رافداً مهماً للدراما العربية والاستناد عليها يمنح العمل الدرامي قوة وواقعية وتماسك، وحيث أن الراحل زياد قاسم كتب الرواية في عمل تلفزيوني وهذا النص الذي سيشكل الهيكل الأساسي للعمل التلفزيوني القادم، مما سيسهل الحفاظ على روح العمل وتفاصيله".

وحول مضمون العمل القادم وشكله، قال الخزوز "ينطلق العمل من مدينة عمّان التي تشكلت كمدنية من مجتمعات متنوعة، أوجدت هوية تشكلت من كافة الأصول والمنابت، ويقرأ عمّان ضمن مفهوم الهوية الأردنية الحديثة، من هنا وجدت أن "أبناء القلعة" هو عمل حقيقي ينطلق من واقع نشوء المدنية الحديثة وبداية تشكل الهوية الأردنية الحديثة كيف تكاتفت الأيدي من كافة المنابع العرقية في بنائها وبناء هويتها الحديثة".

وأضاف "ينطلق العمل من هذه الروح العمانية الجديدة والهوية الجديدة التي صقلت هذه الناس جميعاً من عراقيين وحجازيين وشوام وبدو وفلاحين وأبناء المحافظات وفلسطينيين وشركس وشيشان، وأصبحت الهوية الأردنية الحديثة في هذا المكان تشملهم جميعاً، ومنحتهم الهوية الجديدة التي لم تبدو واضحة حتى الآن في الإعلام، ولتصبح عمّان بوتقه انصهر فيها كل الأردنيين ومن شتى الأصول والمنابت، وأنها تحولت كذلك لملاذ آمن للمحيطين فيها والذين جاؤا واستقروا في هذه المدينة المشبعة بثقافة وعبق التاريخ وتنوع الحاضر".

وأشار إلى أن هذه الرؤية يجسدها شخصيات العمل الروائي الذي سيكون عملاً درامياً بذات الشخصيات، مثل شخصية أبو فخري الشركسي والتاجر الفلسطيني والمعلم المسيحي الكركي، وغيرها من شخصيات لبنانية، سورية، وغيرها.

ويعتبر النقاد أن رواية "أبناء القلعة" تنتمي لسباعية روائية قدمها الراحل زياد قاسم تحت مسمى الزوبعة، وتعتبر أضخم عمل روائي عربي متكامل ظهر حتى الآن، حيث تدور أحداثها في مدينة عمّان التي تشكل الرحم الذي يحوي عشرات التوائم من المجموعات البشرية القاطنة فيه على تعدد انتماءاتها ومنابتها الأولى، صاغها قاسم بوعي أنثربولوجي وتاريخي للزمان والمكان والشخوص، وجعل روايته تنتمي لذلك النوع من الروايات التحليلية التي تغوص عميقاً في مضامين علم الاجتماع.

ميدل إيست أنلاين في

21/12/2010

 

مرايا 2011: ياسر العظمة يعود للدراما السورية

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

العظمة: مفارقات الحياة هي التي تخلق الموقف الساخر، والسخرية تتضمن المشاعر الإنسانية العميقة كالألم وهذا ما تفعله مرايا.

اجتمع الفنان ياسر العظمة مع سلمى المصري وصباح الجزائري ووفاء موصللي ومرح جبر في بيت "الطيبي" بحي الشاغور أمام كاميرا المخرج سامر برقاوي الذي أعرب عن اعتزازه باختياره لإخراج مسلسل مرايا 2011 ذي الشعبية الكبيرة والذي انتظره الجمهور العربي منذ سنوات.

وقال العظمة "إن مسلسل مرايا هو جعبتي ومشروعي وحقيبتي التي تتسع لكل القصص والمواقف التي يصنعها الناس وطالما أن هناك حياة فإن هذه السلسلة ستستمر ودون توقف".

وأضاف "إن هذه السلسلة تهدف إلى تسليط الضوء على مشكلات الناس كي يفكروا فيها سواء كانت هذه المشكلات بسبب منهم أو من ممارسات تدور حولهم"، مؤكداً أن مفارقات الحياة هي التي تخلق الموقف الساخر والسخرية غالباً ما تتضمن المشاعر الإنسانية العميقة كالألم وهذا ما تفعله مرايا وإن كانت في بعض الأحيان تقدم مواقف اجتماعية وإنسانية أكثر بلاغة من السخرية.

ويبين العظمة أن هناك فرقاً كبيراً بين السخرية والتهريج، لافتاً إلى أنه يعيش مع الهم اليومي للإنسان العربي في سوريا والبلاد العربية وهذا الهم تنبثق منه الكثير من مشاعر الوجع والسخرية.

بدوره أوضح المخرج برقاوي أن هذا الجزء سيتضمن لوحات جديدة بمضامين متنوعة ومعاصرة.

وأضاف "سأسعى ما استطعت لأن أضعها ضمن صيغة جديدة ومتميزة للكاميرا تستفيد من التطور التقني الذي طرأ على الإخراج بما في ذلك استخدام الغرافيك الذي يضفي على الصورة في بعض الأحيان لمسات بصرية جذابة".

وعبرت الفنانة سلمى المصري عن فرحتها بالاشتراك مجدداً في مرايا ولو كان ذلك عبر ثماني لوحات فقط، واعتبرت أن هذه العودة بشارة خير وتسد فراغاً لاحظه الجمهور بالنسبة للدراما الناقدة و"لاسيما أن مرايا يعتبر من الأعمال الأكثر جماهيرية ومتابعة فضلاً عن أنه مسلسل العائلة بامتياز يشاهده الجمهور بمختلف فئاته".

وأعربت الفنانة صباح الجزائري عن سعادتها بتقديم عدد من اللوحات ضمن هذا العمل، وفالت "إن مسلسل مرايا اكتسب هوية خاصة ومتجددة دائماً وله طابع فريد مختلف عن بقية أعمال اللوحات رغم اشتراكه معها بالأسلوب الذي يعتمد على كوميديا الموقف والسخرية اللاذعة".

وأوضحت الفنانة مرح جبر أنها تتوقع مفاجآت جميلة في العمل كما تتوقع أن يستقبله الجمهور برضا ومحبة و"لاسيما بعد غياب يعتبره الكثيرون طويلاً للفنان العظمة ولمسلسل مرايا الذي ارتبط باسمه إضافة إلى أن هناك عنصرا شابا دخل على المسلسل ككل وهو المخرج سامر البرقاوي بأسلوبه الجميل".

أما الفنانة وفاء موصلي فأعربت عن ارتياحها بعودة مسلسل مرايا وخاصة أن غيابه أفقد الساحة الدرامية السورية ثقلاً هاماً على صعيد الكوميديا التلفزيونية الناقدة ذات الرؤية الفريدة.

ويعتبر مرايا من أهم المسلسلات الاجتماعية السورية التي تتخذ من السخرية والنقد اللاذع عماداً لها وهو المسلسل السوري الوحيد الذي حافظ على بهائه على مدى أكثر من ربع قرن ومن الملاحظ أنه في الكثير من أجزائه ظل محافظاً على أسلوبه الراقي في عرض المشكلات الاجتماعية مع تطور مضامينه.

وتميز هذا المسلسل بأنه صانع مهم لنجوم الدراما السورية حيث أن عدداً كبيراً من النجوم السوريين مروا في أول ظهور لهم على الشاشة من خلاله نذكر منهم عابد فهد وقصي خولي وليليا الأطرش وفادي صبيح وعبير شمس الدين وروعة ياسين وسيف الدين سبيعي وغيرهم.

كما تعاقب على إخراج المسلسل عدد من المخرجين منهم هشام شربتجي ومأمون البني وعارف الطويل وحاتم علي وغيرهم.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

21/12/2010

 

تزوير للشخصيات وأخطاء فادحة في المعارك والديكورات

«القعقاع بن عمرو التميمي»: مغالطات تاريخية بالجملة

سامر محمد اسماعيل 

يفاجأ المُشاهد بحجم المغالطات التاريخية التي تضمنها مسلسل «القعقاع بن عمرو التميمي»، حيث خلط محمود الجعفوري سيناريست المسلسل بين شخصيتين: «القعقاع بن معبد بن زرارة» الصحابي الذي عاصر حياة الرسول، ومقاتل غشمشم «القعقاع بن عمرو التميمي» أحد جنود جيش الإسلام في الفترة التي تلت وفاة الرسول. وربما في ذلك محاولة «لتبييض» صفحة قبيلة بني تميم الذين تأخر إسلامهم في شبه الجزيرة العربية.

وهكذا ابتكرت الدراما شخصية تاريخية غير موجودة (انظر كتاب «تاريخ سيف» لصاحبه سيف ابن عمر)، وهو ما أكد عليه «الطبري» بأن «القعقاع» شخصية مشكوك في صحة أمرها تاريخياً، وبأنه محارب مأمور في غزوات الخلفاء الراشدين، ويؤيده في ذلك المؤرخ «ابن حجر العسقلاني» الذي يورد اسم «القعقاع» في آخر طبقة من طبقاته عن الصحابة. إلا أن المسلسل السوري الذي أنتجه تلفزيون قطر ونفذته «شركة سورية الدولية» تجاهل كل هذه الحقائق، مبتعداً عن علم التحقيق التاريخي الذي أثبت عبر أهم مؤرخي فترة صدر الإسلام على أن «القعقاع» شخصية تخيلية.

كما يذهب كاتب المسلسل إلى تقديم شخصية «القعقاع» على شخصيات تاريخية مثبتة، فيهمشها، مثل «خالد بن الوليد» و«سعد بن أبي وقاص» و«أبو عبيدة بن الجراح». فظهرت كشخصيات تابعة وحيادية، في مقابل بطولات جبارة قام بها القعقاع.

كما وقع المسلسل في أخطاء توثيقية فادحة لجهة تقديمه أهم المعارك الإسلامية الكبرى، وهي معركة القادسية، في مشهدين يصوب فيهما القعقاع رمحاً إلى عين أحد الفيلة مع قليل من الكومبارس الهنود، في حين يعرف الجميع أن «القادسية» التي استمرت خمسة أيام ما زالت تدرّس في أهم جامعات أوروبا كتقنية عسكرية فذة استخدم فيها المسلمون تكديس الخيول فوق بعضها لعبور جيشهم لنهر الفرات وانتصارهم الساحق على الفرس. التقنية التي استخدمها العثماني «محمد الفاتح» أثناء هجومه على عاصمة الإمبراطورية البيزنطية «القسطنطينية» العام 1453، واستخدمها الجيش المصري لعبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973.

في المقابل، سلّم «المثنى صبح» إخراج المعارك لفنان الغرافيك المقيم في فرنسا شادي أبو العيون السود، الذي طبق نماذج من فيلمي هوليوود «الإسكندر الكبير» و«طروادة» على معارك «اليرموك» و«القادسية». وابتعد عن تقنية «السيف العربي المائل» التي طبقها العرب في غزواتهم ضد تقنية السيف الروماني المستقيم، واستفاد منها المغول بعد ذلك في حروبهم الهمجية على مدن وحواضر المشرق العربي العباسي، فيما اختصر «صبح» معركة «ذات الصواري» أهم معركة بحرية إسلامية ببضعة مشاهد عابرة لعدة قوارب صغيرة يتشابك جنودها بالأيدي وبعض الرماح.

كما وقع «القعقاع» بأخطاء أكثر فداحةً من جهة تقديم المدن، فقدم للمشاهد مدينة «الكوفة» على أنها مدينة مبنية بالحجر، فيما كانت الكوفة في العصر الراشدي عبارة عن معسكرات، أعشاش من القصب بُنيت على عجل لإيواء عائلات جيوش المسلمين، تمت كسوتها بالطين بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، وهذا مثبت في وثائق ومراجع كثيرة.

كما صور المسلسل مشاهد المدينة المنورة ومكة في ديكورات مسلسل تاريخي آخر، رغم إعلان مخرج العمل غير مرة أن الجهة المنتجة المُنفذة قامت ببناء أربع مدن ضخمة لإنجاز المسلسل، فيما تم التصوير في الواقع داخل ديكورات مسلسل «صدق وعده» التي صممها الفنان «ناصر جليلي» وأخرجه محمد عزيزية العام 2009 من دون الإشارة لذلك حتى في «جنريك» العمل.

إلى ذلك لم يركن نص «الجعفوري» إلى صياغة درامية واضحة، بل آثر إيراد حوادث تاريخية مجتزأة، فلم يرسم أي معالم لأي شخصية، فلا وجود لسيناريو، بل تجميع لحوادث متراكمة يقصها ممثلون بعضهم على بعض، على هيئة حوارات مطولة تقال أثناء مشاوير طويلة، بلا جدوى درامية ملخصها عدل الخليفة وتمسكه بالدين الحنيف، فيما تُقال مجمل الحوادث الأساسية على لسان «القعقاع» الذي يعود ليظهر في الثلث الأخير من العمل كراوٍ حزين لشؤون المسلمين والفتنة التي ألمّت بهم في عهد الخليفة بن عفان، قاصاً على زوجته الصامتة حكاياته وخوفه من فرقة المسلمين، وما يدبر في الخفاء لهم.

وغيّب العمل شخصيات نسائية مؤثرة آنذاك، فلم يأت مثلاً على ذكر الخنساء، وأولادها الذين استشهدوا في معركة القادسية، و«نائلة بنت الفرافصة» زوجة عثمان بن عفان التي كانت فيصلاً في قصتها المشهورة عن قميص عثمان وأصابعها المقطوعة أثناء رد السيوف عنه، وهند بنت عتبة وسحاج «مدعية النبوة» من قبيلة بني تميم، و«عائشة بنت أبي بكر»، فمر عليهن العمل مرور الكرام، مضاعفاً بذلك من فداحة الأخطاء، علماً أن المثنى صبح قال أثناء استلامه عن «القعقاع» جائزة أفضل عمل تاريخي في مسابقة «الجوردن أوردز» إن «القعقاع حدد سقفاً لمن يريد أن يقوم بإخراج أعمال تاريخية مستقبلاً» فأيُّ سقفٍ حدده هذا المسلسل في وجود كل هذه المغالطات القاتلة والمستخفة بذوق وعقل المشاهد العربي؟

السفير اللبنانية في

22/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)