حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تبث مسلسلاتها دون فواصل إعلانية وتنتظر ظهور المنافسين

شيرين المليجي: لا خطوط حمراء في «أبوظبي دراما»

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

منذ أن انطلقت قناة «أبوظبي دراما» في أبريل من هذا العام؛ استطاعت أن تجذب مشاهدين من مختلف الجنسيات الخليجية والعربية من عشاق الدراما في المنطقة، فقد قدمت القناة على مدار الساعة مجموعة كبيرة من المسلسلات العربية والخليجية والمدبلجة من إنتاج السنوات السابقة، والحائزة على إعجاب ومتابعة ملايين المشاهدين.

كما قدمت مجموعة مختارة من المسلسلات الحصرية التي تختارها إدارة القناة بعناية، وما يميز القناة أنها تبث الأعمال الدرامية دون فواصل إعلانية وهي خطوة تجري للمرة الأولى على مستوى البث الإعلامي الفضائي العربي، «الحواس الخمس» التقى شيرين المليجي، مديرة البرمجة في «أبوظبي دراما» للحديث عن توجهات القناة في المستقبل وكيفية اختيار المسلسلات والمنافسين؛ فكان هذا الحوار:

·         هل تأسست القناة من باب التنافس مع المحطات الأخرى، أم أن ظهورها كان لأسباب جماهيرية وحاجة مشاهدين فقط؟

لا شك أن التنافس في الفضاء الإعلامي هو مبدأ موجود لدى الشركات العاملة في هذا الفضاء والتي تعمل مثل «كارتل متكامل»، ولكن العامل الأول في انطلاق أبوظبي دراما كان بناءً على دراسة متكاملة واستطلاعات رأي لفترة طويلة لشرائح من الجمهور المحلي والعربي المقيم في الإمارات وخارجها للتعرف على توجهات المشاهدين في متابعة التلفزيون فاحتلت الأعمال الدرامية العنصر الأول في المشاهدة خليجياً وعربياً.

وهذا ما دفع شركة أبوظبي للإعلام لتأسيس هذه المحطة التي تبث الدراما على مدار الساعة وفق مفضلات تبدأ بالدراما الخليجية في المحل الأول وتعقبها اختيارات الدراما العربية ثانياً لننتقل إلى المسلسلات المدبلجة التي تناسب الذوق والعادات العربية في مقام ثالث.

·     ما ان انطلقت المحطة حتى كتب أحد الصحافيين تقريراً عنها بأنها «محطة جديدة بمسلسلات وأعمال قديمة» ما ردك على هذه المقولة؟

لا بد قبل الرد أن أشير إلى ظاهرة للمتابع لبعض ما ينشر في وسائل الإعلام العربي، فأغلب من يكتب لا ينتظر نجاح أو فشل مشروع ما ويعطيه الوقت الكافي للقراءة المتعمقة، بل إن هناك ردود فعل متسرعة تجاه أي مشروع، وأتحدث هنا في الجانبين الفني والإعلامي، وبالنسبة لهذه المقولة فهي مجافية للصواب تماماً لأننا لم نقدم في أجندتنا أعمالاً درامية أنتجت قبل 10 سنوات أو يزيد، بل إن جميع الأعمال الدرامية الخليجية والعربية التي يجري بثها من المحطة لا يزيد تاريخ إنتاجها عن السنتين.

ووجدنا من خلال الدراسات أنها نالت درجات كبيرة من متابعة المشاهدين، كما أننا قدمنا وسنقدم لاحقاً مجموعة من الأعمال الدرامية التي تعرض حصرياً لدينا، وما يميزنا عن غيرنا من المحطات التي ظهرت بعدنا هو طريقة عرض تلك الأعمال لأننا نبثها دون فواصل إعلانية وبث حلقتين متتاليتين لبعض الأعمال مما يزيد من متعة المشاهدة، وسنواصل هذه الطريقة.

·     أشرتِ إلى خطوة القناة ببث المسلسلات دون فواصل إعلانية، هل تعتقدين أن منافسيكم في المنطقة سيتخذون ذات الخطوة، ومن هو منافسكم الحالي? (أجري هذا الحوار قبل انطلاق محطة «MBC دراما» التي انطلقت قبل أيام)

إن مسألة بث المسلسل دون فواصل إعلانية جاء وفق استطلاع رأي أجريناه بالتعاون مع مؤسسة كبيرة في هذا المجال، لأننا نعتقد أن المشاهد سيستمتع أكثر وينال أكبر قدرة من الفرجة المريحة بهذه الطريقة، حيث يجري بث الإعلانات قبل وبعد المسلسل، وحول منافسينا واتخاذهم لذات الخطوة فأعتقد أن ذلك يحسب لنا إن جرى ذلك، أما منافسنا الحالي فأنا أنتظره بفارغ الصبر للتعرف إلى محتواه وما يبثه، وأعتقد أن مبدأ التنافس يزيد من فرصة تجويد المنتج الإعلامي، وأتحدث عن الأعمال الدرامية تحديداً.

·         كيف تنظرين إلى المحطات الشبيهة لكم من حيث المحتوى، وهل تتابعين ما تبث؟

من حيث المبدأ فأنا أعترض على صيغة السؤال؛ لأنه لا يوجد شبيه لنا في الفضائيات العربية، أما إن كان القصد هو وجود محطات دراما عربية فيمكن الإجابة بالتالي، حين نشاهد المحطات الدرامية التي ظهرت سابقاً أو في الوقت الحالي، فهي تبث أعمالاً درامية لشريحة معينة من المشاهدين العرب، فمحطات الدراما المصرية تضع المشاهد المصري بالدرجة الأولى في التوجه، وكذلك المحطات السورية بالنسبة لمشاهديها، وأغلب هذه المحطات تبث أعمالاً درامية من جنسية البلد الذي تبث منه، وبالنسبة لنا فنحن نختلف لأننا نبث للمشاهد الخليجي والمشاهد العربي بنسب متفاوتة دون أن نحصر أنفسنا بتوجه درامي معين يعتمد جنسية العمل الدرامي.

·         كيف يجري اختيار الأعمال الدرامية التي تبثها أبوظبي دراما، وهل لديكم خطوط حمراء على بث بعض تلك الأعمال؟

قرار اختيار خارطة البرمجة للأعمال الدرامية ليس قراراً برؤية شخصية من قبلي أو فرد آخر فنحن مجموعة مكونة من 4 أشخاص لديهم خبرة وذائقة متنوعة في الأعمال الدرامية، كما أننا بنسبة معينة على تواصلنا مع الجمهور عن طريق البريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى في بعض الاختيارات.

خصوصاً إذا ما وجدنا طلباً كبيراً عليها، وتردنا منذ انطلاق القناة مئات من رسائل المشاهدين يومياً بطلب بعض الأعمال، كما أننا نجري عن طريق الموقع الإلكتروني للقناة استفتاءات رأي لعرض بعض الأعمال، وقد عرض علينا هذا العام ما بين 80-120 عملا دراميا عربيا وقمنا باختيار الأفضل منها، وبالنسبة للمحاذير أو الخطوط الحمراء فهو مصطلح ربما كان قاسياً، فنحن نراعي ونحاكي الذائقة والعادات العربية للمنطقة، فلا نبث إلا ما ترضها عادات المجتمع العربي، ولا أعتقد أنه من ضير في ذلك.

وقبل بث أو مشاهدة أي عمل سواء كان جديداً أم أنتج قبل فترة، فإننا نقرأ السيناريو بصورة مفصلة قبل الموافقة على شراء وبث العمل، فتوجه القناة يشمل الجانبين الترفيهي والتثقيفي للمشاهد العربي والخليجي، وأعتقد أن مساحة وحرية البث الإعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر من غيرها من بلدان المنطقة وهو ما يسهّل علينا مسألة اختيار الأعمال.

·         تطرقتِ لمسألة شراء الأعمال الدرامية، كيف يجري ذلك، وهل أن اختياركم للعمل الدرامي يخضع لظهور نجم تلفزيوني فيه؟

لقد كان شراء الأعمال الدرامية قبل ظهور البث الفضائي يعتمد على ما يعرف بالساعة الدرامية، وقد اندثر هذا المبدأ مع ظهور البث الفضائي، فلقد وصلنا إلى مرحلة مما يمكن أن أطلق عليها «الثقافة التجارية الإعلامية» فنحن نشتري العمل الدرامي كمشروع متكامل، أما بالنسبة لتأثير ظهور نجم ما في العمل واختلاف سعر العمل الدرامي وفقاً لهذا النجم أو ذاك.

فأعتقد أنه يلعب بالنسبة لنا دوراً ثانوياً لأننا نركز على قيمة وقوة العمل إضافة لعوامل أخرى، فلقد عرضت علينا شركة إنتاج معينة عملا دراميا لنجم معروف وقمنا برفض العمل لأنه لم يكن بالقيمة الفنية المطلوبة، وأعتقد أن المشاهد العربي بات أكثر ثقافة من السابق من ناحية نقد أو الإعجاب أو رفض عمل درامي معين، ونحن مطالبون باختيار الأفضل له.

·     مع تزاحم الفضائيات العربية في بث الدراما، هل تنفين وجود أعمال درامية ذات مستوى هابط فنياً واجتماعياً، وما هو رأيك بما يطلق عليه «زمن الفن الجميل»؟

من ناحية لن أنفي وجود وإنتاج أعمال درامية هابطة المستوى، وذلك بسبب عوامل يطول شرحها، ولكني أعتقد في الوقت ذاته أن شركات الإنتاج الدرامي قدمت خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية الجميلة والقوية، فالتنافس بين الدراما المصرية والسورية والعربية الأخرى أنجب أعمالاً ممتازة، وأعتقد أن الدراما الخليجية استفادت من الاثنين وأخذت أحسن ما لديهما وخطت بمسار واضح، أما بالنسبة لمصطلح «زمن الفن الجميل» فهو مصطلح عاطفي ورومانسي أكثر مما هو حقيقي، فالإنسان بطبعه يعشق القديم ويراه بعين أخرى.

وهذا المصطلح في بعض الأوقات ظالم جداً فليس جميع ما أنتج سابقاً قبل عشرات السنوات، وأتحدث عن الدراما، كان بجودة وأسلوب فني محترف، بل ان هناك أعمالاً لا ترقى بأن تبث في التلفزيون، ولكننا كطبيعة سيكولوجية شرقية نحب بالكامل ونكره بالكامل، وأعتقد أن أهم ما ميّز الأعمال الدرامية العربية القديمة هو وجود نخبة من الكتاب المتميزين الذين رحل الكثير منهم عن عالمنا.

·         تبثون ضمن أجندتكم الدرامية أعمالاً مدبلجة وتحديداً من الإنتاج التركي، هل هو مسايرة للموجة أم أن لكم رأياً آخر؟

لقد باتت متطلبات ورغبات المشاهدين العرب أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة، فالأعمال المدبلجة والتركية منها على وجه الخصوص باتت أكثر طلباً في السنوات الأخيرة، وهو ما نحاول تلبيته عبر بث بعض الأعمال الناجحة مثل «وادي الذئاب» بجميع أجزائه و«رماد الحب» والمسلسل الدرامي الذي نبثه حصرياً «زهرة الحب»، وأعتقد أن التقارب الحضاري والثقافي بين العرب والأتراك أسهم في انتشار الأعمال التركية، ولكننا نسعى كذلك في المستقبل لاستقطاب أعمال درامية مدبلجة من مجتمعات شرقية أخرى قريبة منا حضارياً.

بابا عبدو

تعشق شيرين المليجي الأعمال الدرامية منذ صغرها، وهي ترى بأن الجمع بين المتعة والعمل أمرٌ أيجابي، وكان أول مسلسل تتابعه شيرين «بابا عبدو» لعبد المنعم مدبولي ويحيى الفخراني وهو عالق بذاكرتها منذ الطفولة.

البيان الإماراتية في

04/12/2010

 

رهان الإعلام السمعي البصري العمومي بالمغرب:

من المموّل وكيف ينعكس ذلك على ما نراه؟

سعيد فردي 

لعل من بين أقوى القضايا الملحة التي تطرح اليوم على القطاع السمعي البصري العمومي في المغرب، وتستأثر باهتمام الرأي العام، هو تحديد مفهوم الإعلام العمومي السمعي البصري.

ما هو هذا الإعلام العمومي السمعي البصري؟

هل هناك فرق بين الإعلام العمومي والإعلام الحكومي؟

هل الإعلام العمومي هو الإعلام الممول من طرف العموم، ويؤدي خدمة إعلامية عمومية، ويمكن أن يكون مراقبا من طرف العموم؟

ما مفهوم الخدمة العمومية في قطاع السمعي البصري بالمغرب؟

كيف السبيل إلى بناء مؤسسات القطب السمعي البصري العمومي أخذا بعين الاعتبار حاجة المغرب الإعلامية وإمكاناته؟

ما هي فلسفة التكامل داخل شبكة الإعلام العمومي وآثاره على شبكة برامج قنواتنا التلفزية؟

ما مفهوم ومكانة الجودة في معادلة الخدمة العمومية والمداخيل الإشهارية؟

والقضية الساخنة الثانية التي تؤرق المواطن مستمعا ومشاهدا، وكذا الفاعل والمشتغل بهذا القطاع، هي تمويل الإعلام السمعي البصري العمومي، ما هي طرق ومصادر تمويله؟

إذا عرفنا أن هناك طريقتين أساسيتين لتمويل الإعلام العمومي في المغرب، التمويل العمومي عن طريق ميزانية الدولة، والتمويل عن طريق السوق الإشهارية، وكلنا في المغرب نعرف كيف هي حال السوق الإشهاري عندنا، وبالتالي فإن تمويل الإعلام العمومي يكون إما عن طريق ميزانية الدولة، وإما عن طريق صندوق دعم الإنتاج السمعي البصري الذي لا يمر عبر الميزانية العامة، وإنما عن طريق الوزارة الوصية، وزارة الاتصال، والسؤال الذي يطرح نفسه بخصوص تمويل الإعلام العمومي: ما هي المقاييس التي يتم بها هذا التمويل؟ وما مدى تطبيق قانون دفتر التحملات وعقود البرامج في مجال الإنتاج التلفزي والإذاعي؟

والقضية الثالثة تتعلق بطبيعة وكيفية الإنتاج في السمعي البصري المغربي، على اعتبار أن الإنتاج السمعي البصري يطرح العديد من الأسئلة والقضايا، منها تمويل هذا الإنتاج، أخذا بعين الاعتبار هشاشة القطاع الخاص، القنوات الإذاعية الخاصة، والقطاع العمومي هو الذي يمكن التعويل عليه في الإنتاج السمعي البصري.

إذن، كيف يجب علينا أن نساهم في تطوير الإنتاج السمعي البصري كما وكيفا؟

محمد الوافي الكاتب العام لنقابة مستخدمي القناة الثانية:

انفتاح العمل النقابي على المجتمع

انفتاح العمل النقابي المتضمن في مقررات الجمع العام لنقابة مستخدمي القناة الثانية، قرر أن يسمع صوت الشغيلة ورأيها وبعض اقتراحاتها من اجل تطوير الإعلام السمعي البصري كرافعة للتنمية في بلادنا، وأن يشرك المجتمع فيها، لمواكبة إشكاليات السمعي البصري الوطني، والعمل على إنتاج خلاصات إيجابية بالنسبة لنا كمجتمع.

عبد الصمد بنشريف إعلامي بالقناة الثانية:

الإعلام العمومي المغربي إعلام مغلق وسيادي بامتياز

بدون شك أن الإعلام العمومي عندما يطرح كسؤال، أو كقضية موضوعة للنقاش والتداول، لا يتعلق الأمر فقط بشريحة من شرائح المجتمع، بمعنى الذين يشتغلون في هذا الحقل أو بالعارفين بخبايا هذا الحقل، أو بالذين يصنعون قرارات تمس مصير هذا الحقل، ولكن المسألة مرتبطة بمجتمع بأكمله، لأن الإعلام العمومي بغض النظر عن طبيعة وجوهر مضمون هذا الإعلام، كونه مرفقا عموميا وكونه يمول من المالية العمومية، فهو احد المحركات الأساسية واحد العناصر أو الدعامات التي لا مناص منها، لمواكبة التحولات العالمية وتأهيل المجتمع، وبالتالي إعطاء كل هذه الديناميات والتحولات معنى ومغزى.

كل التحركات وكل النقاشات التي جرت حتى الآن، كانت من منطلق الغيرة والإيمان بأن هذا الإعلام العمومي يجب أن يتحرك وأن ينتقل على غرار الانتقالات الأخرى، وان يشهد مصالحة على غرار المصالحات الكبرى التي حدثت في البلد، ولكن يجب أن ندرك كذلك أن هذا الإعلام المسمى عموميا، هو إعلام مغلق وسيادي بامتياز، علينا أن نأخذ في الاعتبار هذا العنصر، وإلا ستظل تحليلاتنا وقراءاتنا، وكل المجهودات الفكرية التي نبذلها، مجرد صرخة في واد، الحكامة الإعلامية والشفافية والتأهيل، قضايا طرحت للنقاش والحوار، ولكن مع الأسف أن الفاعل أو المسؤول عن الإعلام العمومي والمتحكم فيه غير موجود، وغير معروف، كائن مجهول.

من المفترض أن تلفزة عمومية، يجب أن تنهض شبكتها البرامجية وفلسفتها الإعلامية على التنوع والتعدد الثقافي والفكري واللغوي، بما يحقق قيمة مضافة، ويسهم بشكل ملموس بدفع النقاش والحوار والتناظر حول القضايا التي ترتبط بانشغالات المغاربة.

ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن تتأسس الرؤية على مفهوم القرب، الفعال والمبدع، لتتوجه التلفزة العمومية للجميع، وان تعطي الكلمة للجميع، من دون أن تستثني أو تقصي أحدا، وأن تطرح كل القضايا.

تلفزة تسعى إلى خلق دينامية مواطنة تسأل وتساءل، وتنقل الخبر وتغطي الحدث، وتثير النقاش وتعمق التفكير، بحيث الجميع يستطيع التعبير عن آرائه ومواقفه.

تلفزة تواكب التحولات وتلتقط ذبذبات المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، بالصورة التي تجعل منها تلفزة مواطنة، لا تهتم فقط بالربح المادي، لأنها مرفق عمومي، والبحث عن موارد لتضمن استمراريتها وتقديم خدمة سياسية تحت الطلب.

تلفزة تنخرط في المشاريع المهيكلة داخل البلد، من حيث التعاطي معها بشكل مهني وموضوعي ومن خلال إشاعة خطاب عقلاني وحداثي، وقيم تنتصر للتسامح والحوار والانفتاح والاختلاف والتعدد في الرأي، واحترام العقل.

تلفزة عمومية مجددة، تتواجه فيها الأفكار يوميا، وتتحاور فيها الثقافات، وتتعايش فيها اللغات.

قناة عمومية جريئة وفضولية، تتخيل بشكل إيجابي وبناء، وترصد مسالك المعرفة ومسارات الناس، وهي في كل ذلك مسكونة بهاجس البحث عن الحقيقة، ومن دون أدنى شك أن التلفزة العمومية في السياق المغربي، وبحكم تحديات التنمية وإكراهات المجتمع، وعوائق موضوعية وفي مقدمتها الأمية، لا يمكن أن تكون في قلب الصورة، الشيء الذي يحتم عليها أن تنمي الذوق العام وأن ترفع من مستوى الأداء اللغوي، وان تساعد على عملية التواصل لتسويق المشترك من القيم والانشغالات والرهانات، ووجود برامج تندرج في هذا المنحى، وتكرس مفهوم القرب والتعدد والتنوع والحداثة والوحدة الوطنية، والقيم الايجابية، لا بد أن يؤطرها خط تحريري منسجم مع هذه البرامج وأهدافها، خط يمكن من ترجمة مفهوم التلفزة المبدعة والمجتهدة، ذات الخدمات العمومية المتنوعة والرسائل الإعلامية المواطنة والوطنية.

وارتباطا بهذا التصور، فإن برمجة تلفزية فعالة، من شأنها أن يكون لها تأثير على الأفكار وعلى المجتمع، والفعالية لا يمكنها أن تتأتى إلا عبر بث الخبر الايجابي والمعلومة الصحيحة، والمواكبة المستمرة للأحداث والوقائع، وعبر المصاحبة للتطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والتحولات التي يعرفها المغرب، والتعريف بمؤهلاته في شتى المجالات، وإيجاد مساحات لكل الفئات العمرية والتعبيرات والتيارات الموجودة داخل المجتمع.

وبما أن التلفزة أصبحت تشكل النشاط الأول في المنازل، وبما أن هذه التلفزة تحقق حالة إجماع حول العديد من القضايا في وقت واحد وفي زمن قياسي، فإن الاستجابة لحاجيات وانتظارات المشاهدين المغاربة، تعد مسألة حيوية وأولوية أساسية، يجب أن تتحكم في منطلقات وأسس التخطيط لكل الشبكات البرامجية.

من المؤكد أن النقل الحرفي والميكانيكي، مما يوجد في المجتمع وبثه عبر قناة عمومية مسألة غير صحيحة، تنم عن رؤية شعبوية، لأنه لا يعقل بتاتا أن نبث كل شيء من دون مراعاة للضوابط والمقتضيات المجتمعية، والسياسية والأخلاقية والمشاعر النفسية والقيم الأساسية للمجتمع، نحن في حاجة إلى إعلام يواجه الشارع ويؤثر فيه، وليس إلى إعلام يوجهه الشارع وسلطة تحريره، وكخلاصة، اعتقد أن الحداثة التي نتحدث عنها، في كل المجالات، التي أصبحت الآن ترفع شعارا، بما في ذلك المجال الإعلامي، هي سيرورة ومسلسل من التحولات والقطائع المختلفة، هي في العمق تأهيل مجتمع بكامله، هي أن يقبل بالاختلاف ويسجل المواقف وردود الأفعال، استنادا إلى العقلانية والعقل، والحداثة من هذا المنطلق ليست هي تمييع الفكر والسياسة، وتسطيح المجتمع والاستخفاف بدرجة أميته، وليست الحداثة هي هتك عرض اللغة وتجريدها من خصائصها النوعية والجمالية والدلالية، بغية إحداث صدمة في النظام اللغوي كما يظن البعض، كما أن الحداثة ليست هي الإثارة السياسية الفجة الخاضعة لمنطق السوق، وما ينسحب على الحداثة ينسحب أيضا على إشكاليات أخرى، سياسية ودستورية ودينية، لا زال يحيط بها الكثير من التردد لأسباب عديدة ومتداخلة.

محمد حفيظ مدير نشر أسبوعية 'الحياة':

مفهوم الإعلام العمومي في التجربة المغربية غير دقيق

يثير الإعلام العمومي كمفهوم الكثير من الأسئلة في المغرب، ليست المناسبة مؤاتية للحديث عن تاريخ التلفزة المغربية، عدد منا ربما شهد أو عاش قبل مرحلة التحرير، عندما كان المغرب يتوفر على قناة واحدة، ثم أصبحت له قناة ثانية، والسياق الذي جاءت فيه القناة الثانية، السياق السياسي العام، جاءت ليس فقط لكي تلبي حاجة إعلامية، وإنما أيضا لتساهم في إطار سجال ونقاش وصراع سياسي في المغرب، قبل عقدين من الزمن.

كيف يمكن التمييز بشكل عام خارج الزمان والمكان، بين الإعلام العمومي والإعلام غير العمومي، ما دمنا في المغرب نتكلم عن الصحافة الحزبية والصحافة المستقلة، أو الصحافة الخاصة والحرة، واليوم نتكلم عن الإذاعات الخاصة، التي لم تكن في السابق، كانت بعض الإذاعات التي أنشئت بقرار خارج المؤسسات لاعتبارات معينة، في إشارة إلى أول إذاعة غير عمومية، هي إذاعة 'ميدي1' أو إذاعة البحر الأبيض المتوسط، في انتظار منح تراخيص إحداث التلفزيونات الخاصة.

مفهوم الإعلام العمومي في التجربة الإعلامية المغربية في رأيي غير دقيق، إذا لم نقل انه غير صحيح لأنه لا ينطبق على الوضع الذي توجد عليه وسائل الإعلام التي تصنف في خانة الإعلام العمومي، قد يكون عموميا من حيث التمويل، يمول بأموال المواطنين، ولكن من حيث الخدمة هناك أسئلة متعلقة بمفهوم الخدمة العمومية، الإنتاج في السمعي البصري، من حيث الخدمة الاعلامية المقدمة لا يمكن أن نسميه إعلاما عموميا، ولا يقدم خدمة إعلامية عمومية كما هي متعارف عليها في الدول الديمقراطية التي تتوفر على إعلام عمومي حقيقي، وهناك من يستعمل اسم الإعلام الرسمي بدل الإعلام العمومي، وحتى هذه التسمية في رأيي، لا تسبب مشكلا وليس عيبا أن يكون هناك إعلام رسمي في المغرب.

سواء تعلق الأمر بالمؤسسات الإعلامية من تلفزيون وإذاعة وحتى بالنسبة للصحافة المكتوبة، منذ البداية عرفت بانها جرائد وصحف رسمية، توجد اليوم في المغرب صحف تقوم بوظائف رسمية ولكنها ليست صحفا رسمية، ولتتضح الرؤية على الإعلام الرسمي أن يعبر عن المواقف الرسمية للدولة إذا كانت هي المعنية بهذه المواقف، يعبر عن الرأي الرسمي لها، يعممه وينشره ولكن في إطار قواعد المهنة كما هو متعارف عليه، في إطار أخلاقيات المهنة وفي إطار القانون الفلسفي للمهنة.

اليوم الإعلام الذي نسميه عموميا، حسبما نتابعه، فحتى هذه المهمة الرسمية وفق قواعد المهنة، مثلا يعطي حيزا واسعا للأخبار الرسمية، لا يتم وفق قواعد مهنية متعارف عليها سواء في الإذاعة أو في التلفزة، على مستوى الفترة الزمنية وعلى مستوى الصورة، على مستوى التعليق، على مستوى الخبر، هل فعلا كل المعايير تحترم أم لا.

الإطار العام لما يسمى بالإعلام العمومي هو أننا إزاء إعلام سلطوي، السلطة بمعناها السياسي والاجتماعي، لأنه أحيانا عندما نقول السلطة ليست هي الدولة، ولما نقول السلطة ليست هي الحكومة، وفي بعض الأحيان نجد أن جزءا من الحكومة يعاني من هيمنة إعلام السلطة، وتسلط السلطة عليه، في العقد الاخير عشنا مظاهر متعددة من اعتداءات السلطة داخل الإعلام على بعض المؤسسات الرسمية.

هناك أمثلة كثيرة عن تسلط السلطة الإعلامي، ونكتفي بمثال واحد، يتعلق بقضية مثيرة، لازلنا نعيش فصولها إلى اليوم، وهي قضية بلعيرج، وهذا المثال كنت قد قدمته بالضبط بعد عام في ندوة احتضنها مقر هيئة المحامين بالرباط في مثل هذا الشهر، في 25 نيسان/أبريل 2009.

قضية بلعيريج تؤكد أن المغرب لم يدخل بعد زمن الإعلام العمومي، الذي يفترض فيه أن يقدم خدمة عمومية.

جمال بوسو إطار نقابي مشتغل بالإعلام السمعي البصري:

غياب نقاش حقيقي لقضايا الإعلام السمعي البصري العمومي

في ظل الظرفية الحالية التي من بين ما تتميز به، هو انطلاق الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع بالبرلمان المغربي، الذي تمت انطلاقته بمبادرة من بعض الفرق البرلمانية، وكما تتبع الرأي العام الوطني للحوار حول الإعلام والمجتمع، أكثر من 90 في المائة من النقاشات التي تمت عمليا في فصوله الأولى، تم التطرق فيها فقط إلى الإعلام المكتوب، بينما في الإعلام العمومي السمعي البصري، لم نلاحظ أي نقاش معمق وحقيقي لمجمل القضايا التي تطرح اليوم على هذا الإعلام.

نور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية 'الأيام':

لتقديم خدمة إعلامية عمومية على التلفزة العمومية أن تتخلص من هاجس التوازنات المالية

في التسعينات، على الأقل، كان نموذج القناة الثانية نموذجا جذابا، للأسف ما تعيشه القناة اليوم من تراجع يحز في النفس، واعتقد أن سبب الانتكاسة على مستوى الإعلام العمومي هو تعثر الانتقال الديمقراطي..

مع انطلاق القناة الثانية، كان هناك هامش من الحرية ومن الانفتاح حتى أواخر التسعينات، بطبيعة الحال، كان لهذا عمق سياسي ضمن أجندة سياسية محددة، وهو التهيؤ لحكومة التناوب والانتقال الديمقراطي، كان ذلك الوقت على الرغم من تحرك المكالمات الهاتفية أحسن بكثير مما نعيشه في العهد الجديد.

السؤال الذي يطرح هو ما الذي وقع؟ ماذا سيضر الدولة أو السلطة لو حافظنا على ذلك الهامش من الحرية والانفتاح التلفزي وإن كان متحكما فيه؟

خلال المحادثات والمفاوضات السياسية في منتصف التسعينات الممهدة لما سمي بحومة التناوب التوافقي، كان مطلب تحرير الإعلام الرسمي أساسيا ضمن رزنامة المطالب الأخرى، وكان تحرير القطاع السمعي البصري من الإصلاحات التي لا تتطلب أغلفة مالية ضخمة، وإنما إرادة سياسية واضحة، فحتى هذا المطلب الرمزي تحقيقه لم يذهب بعيدا..

ووقع كما تعلمون، الانقلاب الكبير، الذي سيطال تجربة القناة الثانية في ما بعد، فجاءت فكرة القطب العمومي، فكيف تم التسويق لهذه الفكرة إلى السلطات العليا في البلاد؟

نحن ذاهبون إلى تحرير القطاع السمعي البصري، والتحرير عملية / خطوة خطيرة وسيف ذو حدين، ولهذا علينا أن نقوم بالتحرير الهادئ، التحرير المتحكم فيه، فتم الترويج لفكرة القطب العمومي مع الصديق نبيل بنعبد الله وزير الاتصال السابق، وإذا كان المنطق مسبقا منطقا أمنيا، فالنتيجة اليوم واضحة للعيان.

تعرفون أن أحسن خطوة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لما جاء إلى قصر الإليزيه إعلاميا، انه أنهى علاقة التلفزيون الفرنسي العمومي مع عائدات الإشهار والإعلانات وقطع مع التلفزيون العمومي الذي يبيع ويشتري.

إذا أردنا أن تقدم التلفزة العمومية المغربية خدمة إعلامية عمومية، يجب أن ننهي مع أي مدير عام لها، لا يفكر إلا في التوازنات المالية.

ثمن الإشهار في التلفزيون المغربي من أرخص الأثمنة في العالم، فهو يؤثر على قيمة الإشهار في الصحافة المكتوبة، ويؤثر بالتالي على التوجه العام لمستوى المنتوج التلفزيوني، سواء في نوعية البرمجة وجودتها، وأن نكون في آخر المطاف رهينة في يد المعلنين والمستشهرين داخل التلفزيون العمومي.

القدس العربي في

05/12/2010

 

54 ساعة حجم مشاهد تعاطي المخدرات في الدراما الرمضانيه 2010

عبدالله الحسن / الدمام:  

تحظى الدراما التلفزيونيه بأهمية كبيرة في المجتمع المصري حيث يحرص الجمهور على متابعتها، وتتصدر المسلسلات وفقاً لما تفيد به الدراسات الاعلاميه قائمة المواد التلفزيونية المفضله لدى غالبية مشاهدي التلفزيون. وتتزايد تلك الاهمية خلال شهر رمضان وخاصة بعد ظهور العديد من القنوات الفضائية المتخصصة في عرض الاعمال الدرامية.

ويري بعض الباحثين  أن التعرض المتزايد للجرعات الدرامية عبر وسائل الاعلام المختلفة يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين ، فالتعرض من ناحيه للمشاهد التي تساعد على ترسيخ أخلاقيات وقيم المجتمع، وأخرى تتضمن سلوكيات غير سوية كالعنف والتدخين وتعاطي المخدرات، يمكن أن يدفع بعض المشاهدين الى تقليد هذه السلوكيات وتبنيها.

وقد أثبتت الدراسه التي اعدها "صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي" التي أجريت حول المضمون الذي تقدمه الدراما الى ارتفاع معدلات مشاهد تعاطي الادمان والمخدرات بأنواعها المختلفه، واشتمل مجتمع الدراسة على جميع المسلسلات التي قدمتها القنوات التلفزيونية المصرية الارضية والفضائيات العامة والمتخصصة خلال شهر رمضان 2010 وقد بلغ اجمالي عدد المسلسلات 35 مسلسلاً بأجمالي عدد حلقات تم تحليلها 983 حلقه ووصل زمن مشاهد تعاطي المخدرات والتدخين الى 54ساعه.

أنواع التدخين الاكثر شيوعاً

ويتضح من نتائج  الدراسة ارتفاع نسبة مشاهد التدخين بأنواعه المختلفة حيث جاء تدخين السجائر في مقدمة انواع التدخين في المسلسلات التي خضعت للتحليل بنسبة43.3%، وجاء في المرتبة الثانية تدخين الشيشة بنسبة 27.4% ،ثم تدخين السيجار بنسبة 22.5%، ثم تدخين البايب بنسبة 6.3%، وأخيراً الجوزه بنسبة 3.5% .

نماذج الشخصيات المدخنة في الاعمال الرمضانية 

سعد وهو الفنان احمد رزق و من ابرز الشخصيات في مسلسل "العار"وقد ظهرت في بدايه العمل بالرومانسية والحب، ومجرد ان تحولت للنقيض بدأت في تدخين السيجارلاضافة ملامح النفوذ والسطو على الشخصية .

قدري أحد الشخصيات الرئيسيه في مسلسل "أغلى من حياتي"حيث كان المذيع الناجح في عمله ويعتبره الشباب قدوة لهم  مدخناً شرها ويبدأ يومه بالسيجارة. 

مناع  وهو الفنان عمرو سعد أحد أهم الشخصيات الرئيسيه والمدخنة في" مملكة الجبل " هذه الشخصية كانت تعمل بزراعة وتجارة الافيون، الا ان الشخصية قدمت في اطار العقل المدبر الحكيم، ناجح في حياته الزوجية، ويحظى بحب واحترام الجميع.

وللاسف اغلب الشخصيات المدخنة قدمتها الدراما في اطار يقربها من المشاهد، ويربطها بهم وهم من الابطال والنجوم المفضلين.

وأكدت الفنانه حنان ترك والعضوه في جمعية حياه بلا تدخين، خلال مؤتمر عقد في مصر للجمعية،  أن الدراسه التحليلية التي أعدها صندوق" مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي " لرصد وتحليل مشاهد التدخين خلال شهر رمضان انطلقت من القناعة بقيمة الدراما الرمضانية المصرية وتأثيرها على فكر ووجدان وسلوكيات الافراد، لاسيما الاطفال والشباب الذين يمثل ابطال هذه الاعمال الدرامية القدوة والمثل لهم.

وأشارت ترك الى ان الدولة أنفقت ملايين الجنيهات لبث عدة دقائق للتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات، بينما أثبتت هذه الدراسة التي شملت 35 مسلسلاً ان خلال شهر رمضان السابق تم بث  45 ساعة تضمنت مشاهد للتدخين وتعاطي المخدرات بأجمالي عدد مشاهد "2047"مشهداً.

وتكمل: أن الدراسة كشفت النقاب عن سلبيات وايجابيات التناول الدرامي لهذه المشكله مما سيمكن القائمين على اعداد الاعمال الدرامية من النهوض بمسؤوليتهم تجاه هذه القضية مستقبلاً، والجدير بالذكر أن الدراسة تناقش وضع مصر الراهن لمشكلة التدخين والمخدرات حيث تقع مصر في المركز العاشر بين دول العالم الاكثر استخداماً للتبغ، بالاضافة الى انخفاض سن التعاطي ليصل الى مرحلتي الطفوله والمراهقة.

واضافت حنان ترك ان انتشار المعتقدات الخاطئة بين الشباب ومنها "أن المخدرات تساعد على العمل لفتره طويلة ، نسيان الهموم والمشكلات، التغلب على الاكتئاب، زيادة خفة الظل والجرأة، والابداع، وتحسين القدرة الجنسيه".

واعترض الكاتب محمد الغيطي مؤلف مسلسل "أمرأة في ورطة"على تحميل مسؤولية ماحدث في الدراما للكتاب مؤكداً على تدهور حال الدراما المصرية منذ سنوات، وسبب ذلك رفع يد الدولة عن الانتاج، وترك المسألة معلقة  في يد الانتاج الخاص مما جعل النص الدرامي يفقد قدسيته، ففي الماضي كان النص هو الاساس، وبناءً عليه يتم اختيار الفنانين ولكن الآن يتم كتابة سيناريو كامل لفنانه معينه اوفنان.

وأكد الغيطي على تراجع دور النقابة وان هناك كثير من الاعمال وضعت على الخريطة الرمضانية قبل عرضها كاملة على النقابة.

وأضاف عمرو سعد ان الطرق التي تسلكها الدراما في معالجة بعض القضايا الإجتماعية ماهي الا طرق ساذجة بالاضافة الى احتياج الحملات الاعلانية الخاصة بالتوعية ضد تعاطي المخدرات والتدخين الى تعديل، لانها كثيراً ماتستهين بعقلية المشاهد وضرورة التوعية بدور الاسرة لان غياب الترابط الاسري وانعدام المعاير الاخلاقية هو السبب الرئيسي في نشر هذه السلوكيات التي تدمر ابناء وبنات المجتمع.

إيلاف في

05/12/2010

 

جسد آثم ومستباح!

'ما ملكت أيمانكم' يكشف مجتمعا على حافة الانهيار

بقلم: أحلام اكرم

هالة دياب تهز دون خوف عرش الطغيان الذكوري في الشرق. ربما من السهل انتقدها، ولكن الأجدى هو معرفة لماذا.

وأخيرا شاهدت مسلسل "ما ملكت أيمانكم" بعد سماعي للعديد من الآراء السلبية والقليل من الإيجابية حول المسلسل الذي ومن حقه ان يهز عروش الرجال في المنطقة العربية وإن كنت آمل وأتمنى أن يهز قلوبهم. أبدعت كاتبة السيناريو هالة دياب في طرح قضايا المرأة بأسلوب رائع بيّن ولأول مرة عبر تحديد الهدف المفروض والمطلوب من الإعلام بشتى وسائله. الصدق أقول بأنني ولأول مرة أشاهد طرحا صادقا حقيقيا يعكس الخوف على مجتمع يقف على حافة الانهيار من الداخل. ولكنه يركن إلى وضعه خوفا من نفسه ومن الدين والثقافة ومن المجتمع حوله مخولا رجل السلطة بإستباحة ماله وعرضه وهو ما بينه المسلسل في الحلقة الأخيرة حين ينجح رجل المال والنفوذ في الوصول إلى مراكز القرار بالرغم من أن مثله يجب أن يكون في مزبلة وليس في قمة مراكز السلطة.

نجحت هالة دياب في مقابلتها مع ال بي بي سي في تثوير شريحة كبيرة من المجتمع ضدها. وغفل معظم المعلقين بأن الخوف على مستقبل هذا المجتمع هو ما دفع الكاتبة إلى إعلان هذا التحدي في صرخة عارمة تتردد أصدائها بأصوات نساء في كل بقعة في العالم العربي تردد قصص إنتهاكات مختلفة للنساء في حياة مليئة بالعنف الذي يرفض الإعتراف بالرحمة لشريحة كبيرة من المجتمع. فهل ستنجح هالة دياب في تثوير المجتمع من الداخل لإعطاء الأولوية لقضايا المرأة بإعتبارها قضايا البنية التحتية للتطور الإنساني للمجتمع العربي؟ هل ستنجح في كسر حاجز الصمت التقليدي للأخذ بيد المجتمع العربي إلى التغيير؟

في هذه المقالة سأتناول قصة واحدة من الفتيات في المسلسل أعتقد أنها تمثل شريحة كبيرة في المجتمع العربي اليوم، وإن لم تحظ هذه الشريحة بحكمة ووضع أبيها شيخ وإمام الجامع. وأتمنى أن لا يرزقون بمثل أخيها الشيخ توفيق. وأتساءل أيضا كم هناك من زوج مثل زوجها محمود؟ وهو الصورة المشرقة الوحيدة في المسلسل؟

سأتناول قصة ليلى التي ولا بد وأن كل امرأة عربية عاشت جزءا من حياتها بشكل أو بآخر والتي هزتني لدرجة أنني اكتشفت انني مهما كتبت في قضايا حقوق الإنسان الأخرى فإن قضايا حقوق المرأة تبقى الشاغل الرئيسي في عقلي ووجداني الذي يرى في قضايا المرأة حجر الأساس لأي تغيير مجتمعي وأنسنة المجتمع العربي وتغيير الصورة القاتمة السواد التي تخرج من كل شرائح المجتمع والتي أبرزتها الكاتبة بشجاعة نادرة وقدرة على أن تجعل من المرأة المشاهدة ترى جزءا من قصتها ونفسها ما بين السطور.

ولكني سأبدأ من نقطة خارجة عن المسلسل وأعتقد بأهميتها لأنها حجر الزاوية في قضايا المرأة.

أن قصر فقه النساء على قضايا المرأة التقليدية المحددة بالتعدد والحجاب والخروج إلى العمل والتي كلها مجتمعة تؤثر في حياة المرأة وعدم تطرقه إلى المرأة كإنسانة تحمل مشاعر أنثوية تماما مثلها مثل الرجل الإنسان أدى إلى جعلها مادة محددة في حديث الرجال كجسد مهيأ فقط لأن يكون مادة للإستمتاع والإستثمار في عملية إنجاب قد لا يكون لها رأي فيها. ولم يعطها هذا الفقه أي مساحة من الحرية في النظر لرغبتها ولجسدها بحيث أنكرت المرأة ذاتها حقها هذا!

أضافت كتب التراث إلى ذلك بأن حصرت الحديث عن جسم المرأة في التغييرات البيولوجية فقط وضرورة تحجيم رغبات هذا الجسد حتى يكون جسدا مسخّرا لإرضاء الطلبات الجنسية للرجل الزوج وتهميش حاجتها إلى الإشباع الجنسي. فالملائكة تلعنها هي فقط في حال رفضت المعاشرة وإعتبار إرضاء الزوج في كل متطلباته الجنسية واجبا بدون اية حقوق مقابلة لكي يبعد عنها العقاب ولعنة الملائكة ويقربها من الجنة. وظلت علاقة المرأة بجسدها محتشمة ومحرجة لها أيضا كما رأينا في تعذيب ليلى لنفسها وتجريح جسدها حين إحساسها بالرغبة نظرا لخوفها من إرتباط هذا الجسد بالجنسانية المحرمة عليها والمباحة للرجل الذي لا تلزمه الأعراف بالعفة أو الأخلاق حين يستبيح جسد بنت الجيران أو صديقته أو حتى الخادمة في بيته. وهو ما رأيناه واضحا في تصرف أخيها توفيق مع من حلل لنفسه إغتصابهن والتخلي عن مسؤوليته المتشاركة في علاقته الجنسية معهما. بل إنه وصل إلى أقصى درجات الإنحطاط الأخلاقي حين برر قتل عشيقته الحامل منه بينما هو يمثل رجل الدين التقي بين أقرانه الذين إستطاع بدهائه وبلوي أعناق الآيات أن يصبح منبعا للحقيقة ومصدرا للصدق نجح في دفعهم للدخول في معركة جهاد خاسرة تقتل الأخ قبل العدو.

ليلى التي لم تخطأ ولم تزن، حتى بعد أن أثبت الكشف الطبي عذريتها، وقعت تحت تأثير إثم لم ترتكبه. خدّرتها كلمات الداعية الأنثى بأنها ستحمل وزرها لتورثه لأبنائها ولن يخلصها من هذا الذنب سوى رضوخها لإقامة الحد الشرعي الذي قام بتطبيقه أخوها متلذذا بتعذيبها وتأثيمها بينما كان غارقا حتى أذنيه بالإثم والزنا والتهرب من أية مسئولية أخلاقيه تجاه من أوهمها بالحب.

في رأيي فإن المسلسل نجح في إختراق الحاجز الذي بناه فقهاء الدين في دعوتهم إلى حجب جسد المرأة وتغطيته بالكامل على إعتبار انه عورة، حين خلعت ليلى هذا الحجاب وأكدت أن تدينها في إيمانها وليس في مظهرها. وبّين بطريقة لا شك فيها أثر التربية في الأمراض النفسية التي تواجهنا حتى بعد النضوج وملازمتها كشبح يسد منافذ الحرية والحياة الطبيعية حتى بعد أن خرجت ليلى من مجتمع الأسوار لمجتمع الحرية.

ترى كم من مسلسل آخر يحتاجه العالم العربي للخروج طواعية من مفاهيم ثقافية دينية مسلّطة على رقبة المرأة ويبقى تأثيرها السلبي يسيطر على الروح والعقل بحيث لا تؤدي إلا إلى عجز العقل وشلل المجتمع وإعاقته؟ إن التزمّت الكبير الذي شهدته المنطقة العربية لم يؤد إلا إلى إرتداد إلى الوراء وتخلف هذه المجتمعات وزيادة عمليات التحرش الجنسي.

وبرغم أن التحرر من السيطرة الذكورية المتسلطة على المرأة لا يمكن ان يحدث بدون مساعدة الرجل نفسه، ولكنها أيضا لا يمكن أن تتم بطواعية الرجل.

لا بد من امرين أساسيين لهذا التحرر.

الأول تثوير النصوص والخروج من المرجعيات الذهنية الثابتة وإستنباط حلول جديدة تتناسب مع العصر مهتدية في ذلك ببعض النصوص الإيجابية المضيئة التي تعكس روح الدين، وهو إحترامه لإنسانية المرأة، لأن إختزال شخصية المرأة وإبعادها كشريكة فاعلة في المجتمع أدى إلى ضعف البنية الإجتماعية العربية مقارنة مع غيرها من المجتمعات المتقدمة علميا.. وإنسانيا.

والثاني، تخلّص المرأة ذاتها من حالة الإرتهان المادي الكامل للأب والأخ والزوج والعشيرة...

وإلى اللقاء مع قصة فتاة أخرى من المسلسل.. ما ملكت أيمانكم.

*باحثة وناشطة في حقوق الإنسان

ميد إيست أنلاين في

05/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)