على الرغم من أن تجربته الفنية تعود لبدايات تسعينات القرن الماضي بعد
تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، فإن الفنان السوري قاسم ملحو لم
يبرز ويظهر بشكل مكثف ونوعي في الأعمال التلفزيونية السورية إلا في السنوات
العشر الأخيرة، ولعل المخرجين اكتشفوا أداءه الحرفي العالي متأخرين، كما
يعتقد بعض المتابعين، ولكن لا بأس، كما يقول هؤلاء، فكل تأخيرة فيها خيرة -
كما يقول المثل الشامي الشعبي - فملحو وعبر الأعمال الدرامية التي شارك
فيها في السنوات الماضية برز كممثل يمتلك أدواته الفنية بإتقان، خاصة مع
تركيز المخرجين عليه في إسناد أدوار الرجل الشرير والمشاكس له، فبرز فيها
بشكل لافت، كما برز في الكثير من الأعمال التاريخية والشامية والحلبية كـ«الخوالي»
و«عش الدبور» و«عنترة» و«باب المقام» وفي الأعمال الكوميدية كـ«بقعة ضوء»
وغيرها، وفي الكثير والكثير من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، ومنها «الطريق
إلى كابل» و«سيرة الحب» و«لعنة الطين» و«حوش العيلة» و«الانتظار» وغيرها،
كما برز في أفلام سينمائية وأعمال مسرحية شارك فيها.. «الشرق الأوسط» التقت
الفنان السوري قاسم ملحو في دمشق وكان الحوار التالي:
·
ما الجديد لديك في مجال الدراما
التلفزيونية والسينما، وما مبدأك في قبول أو الاعتذار عن المشاركة في عمل
ما؟
- قرأت عددا من النصوص، ولكن معظمها لم يعجبني، وهناك عمل واحد وافقت
على المشاركة فيه وهو «الولادة من الخاصرة» مع المخرجة رشا شربتجي، والكاتب
أسامة رضوان الذي كتب نص «لعنة الطين» في الموسم الماضي، ويشارك فيه سلوم
حداد وسلاف فواخرجي وقصي خولي وآخرون، وهو نص اجتماعي معاصر وإشكالي.
وجميلة مثل هذه الأعمال التي تحقق بالفعل وظيفة الفن في استشراف المستقبل.
والنص الذي لا يحمل مقومات إشكالية يطرح من خلالها قضايا المجتمع ومشكلاته
مع المحافظة على كل المحرمات، هو نص لا يعنيني. ومن مهام الفن أن يعمل
إشكالا وليس تصالحا وطبطبة على الأكتاف، فالمؤشر لدي في بداية قبولي
المشاركة هو النص أولا، ثم المخرج، وبينهما مساحة ضيقة جدا، فالنص وما
يقوله والمخرج شرطان ضروريان لقبولي أو اعتذاري عن المشاركة في عمل ما، فلا
أبحث عن مخرج فقط ليصورني فقط، فهذا لا يمتعني، وما يهمني هنا فقط وجود
العين الدقيقة لدى المخرج، حتى أصل معه للمكان الذي يمكن له أن يفاجئ
المشاهد في العمل، وأنا لا أرضى أن أكرر نفسي في عدة أعمال ولا يعنيني هنا
أن أقوم بالتمثيل ليشهرني ولتعرفني الناس، مع أنه جزء مهم وممتع، على الرغم
من أن بعض زملائي لديهم وجهة نظر في هذا المجال ويكررون أنفسهم حتى
بالملابس نفسها، بينما أنا لا أستطيع أن أكرر حتى الصوت، هذه طريقتي
وأسلوبي في اختيار العمل، قد يكون صحيحا أو خطأ، ولكن هذا أسلوبي، ولست
وحدي أعتمد على هذا الأسلوب، هناك زملاء يشاركونني المبدأ نفسه، ويشرفني
أنني أنتمي لهذه المجموعة، ومنهم نضال سيجري وأحمد الأحمد ومحمد حداقي
وأيمن رضا، فهؤلاء مثلي لا يعملون أدوارا منسوخة. أما في السينما فكانت لي
مشاركة مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلم «مطر أيلول» الذي شارك في
مهرجان دمشق السينمائي الأخير، وسيشارك في مهرجان دبي السينمائي.
·
هناك إشكالية ما تسمى «الفنان
المثقف» الذي، كما يقال، لا يعجبه العجب ويعقد الأمر لدرجة ينصرف عنه
المنتجون والمخرجون ويخسر من كونه مطلبا لهم، كيف ترى ذلك وهل أنت منهم؟
- هناك ممثلون (أقل من قامتي الفنية) ويعملون أكثر مني، بينما قد يعرض
علي أكثر منهم، ولكن الفرق بيني وبينهم هو أنني من قلة قليلة في الوسط
الفني يعتذرون، وهؤلاء موجودون، فلست صاحب الشرف الوحيد في ذلك، فهناك من
يقرأ ويعتذر، وهناك مخرج وهو (الليث حجو) من أكثر المخرجين الذي يعرف كيف
ينفذ مشروعه الفني في خارطة الدراما السورية، ولذلك فهو يعتذر عن مجموعة
نصوص تعتبر لمخرجين آخرين طموحا لهم، وبالمناسبة البعض يعتقد، وبسبب إعجابي
بالليث حجو، أن هناك علاقة وثيقة معه ونسهر سويا ونتسلى بلعب طاولة الزهر،
وهذا غير موجود مطلقا، فالليث إذا شعر بأنه لن يقول شيئا في عمل ما فلا
يقبل إخراجه، ولذلك لدي قناعة كبيرة بتجربته.
·
والمخرجون الآخرون المميزون..
كيف تنظر لتجربتهم؟
- حاتم علي مثلا لم أعمل معه، ولكنه قدم أعمالا مهمة، ونجدت أنزور أحد
المخرجين الذين قدموا مساهمة كبيرة في تقديم المشهد الدرامي السوري، ولكن
المشكلة فيما بعد دخول عقلية الفنان في عقلية المنتج، فأنت تخسره من زاويته
كفنان، وهذا ما حصل مع أسماء فنية مهمة أثرت في المشهد الدرامي السوري،
وأنا من مصلحتي أن يكمل نجدت أنزور بالمستوى نفسه الذي بدأ به كما في «إخوة
التراب» و«نهاية رجل شجاع» و«الجوارح»، والسؤال الكبير هنا أنه لماذا لم
يتذكر الكثيرون سوى هذه الأعمال لأنزور؟! وفي هذا العام قدم عملا إشكاليا
وهو «ما ملكت أيمانكم» فعاد ليوضع تحت المجهر وليثير الردود ما بين مؤيد
ومعارض لعمله، فأنا مع هذا العمل الذي يسبب إشكالا.
·
هل عرض عليك العمل خارج سورية،
مع الدراما المصرية مثلا، وما رأيك في مشاركة الممثلين السوريين معها؟
- لم يعرض علي العمل في مصر ولا أستطيع أن أقول رأيي في هذه التجربة
لأنني لم أعشها، والعمل الوحيد الذي شاركت فيه تحت إدارة مخرج مصري وصور في
سورية هو فيلم سينمائي «باب الشمس» للمخرج يسري نصري، الذي كان يعمل مع
يوسف شاهين، أما مشاركة الممثلين السوريين في الدراما المصرية فالقضية هنا
عرض وطلب، وفي رأيي أن مشاركة هؤلاء لن تهز الدراما السورية، لأن عددهم
قليل مقارنة بالعدد الموجود من الممثلين في سورية فلا توجد مشكلة في ذلك،
فالأمر يبقى عملا في مصر أو الأردن أو أي بلد آخر.
·
ولكن قيل إن مشاركة هؤلاء النجوم
أثرت سلبا على الدراما السورية؟
- لا.. لم تؤثر، فمن يقل ذلك يؤكد مقولة تأثير الدراما المدبلجة على
الدراما السورية، بينما هي في الواقع لم تتأثر، بدليل تصوير أكثر من ثلاثين
عملا العام الحالي، وبتقديري أن هذه الأعمال كانت معظمها متميزة على الرغم
من وجود وجهات نظر حولها، وقد لا يتناسب مع البعض مثل «أبوجانتي» أو
«صبايا» مثلا، ولكن تبقى لهذه الأعمال شريحة من المتفرجين، ولا يمكن أن
نقدم عملا يتناسب مع كل شرائح المجتمع، ولذلك لا مانع من أن تكون هناك
أطياف في المسلسل الدرامي السوري، ما بين البدوي والتاريخي والمعاصر
والبيئة.
·
هل شاركت في الدراما المدبلجة؟
- بعد تخرجي في المعهد سنة 1993، عملت لمدة عشر سنوات في دوبلاج
الرسوم المتحركة كي لا أتسول دورا في التلفزيون، وكان هذا الدوبلاج يعمل لي
نوعا من الحماية المادية، وأعيش كفاف يومي، وكي لا أضطر، تحت وطأة الوضع
المادي، لأن أشارك في عمل تلفزيوني لا يناسب قناعاتي، ولكن بعد ذلك ومنذ
مشاركتي في المسلسلات التلفزيونية لم يظهر اسمي شارة ثانية، على الرغم من
أن هناك نجوما حاليين ظهرت أسماؤهم شارة ثانية، ولذلك أنا أعتبر أن الحظ
وقف بجانبي في هذا الأمر، ولكن هناك أناسا يقولون يا أخي.. قاسم ملحو في
السنوات الثلاث الماضية اكتسح المسلسلات التلفزيونية، وهؤلاء لا يعرفون
أنني متخرج في المعهد منذ 17 سنة، والـ14سنة السابقة كانت تهيؤا وتحضيرا،
وفي السنوات الثلاث التالية كانت للقطاف، ولذلك كانت عندي شجرة زيتون، وهي
تستغرق زمنا لتثمر، وليست عندي نبتة تثمر بعد شهر أو شهرين، وبالتالي لم
يتهيأ لي الراعي أو العراب كما تهيأ لبعض النجوم من جيلي، وأنا سعيد لأنه
لم يتهيأ لي ذلك، ولكنني تأخرت، وحاليا عندما جربت أن أصطف مع نجوم الصف
الأول - كما يسمونهم - كانوا يضعون أكواعهم في صدري ليعيدونني للخلف،
ويقولون لي أنت لم تدفع ضرائب كما دفعناها نحن - وهذا كلام مجازي يتم من
تحت الطاولة - ولكن جوابي عليهم أنني دفعت ضريبة الانتظار، وضريبته مرتفعة،
حيث كنت أشاهد ممثلين أنصاف موهوبين كانوا يؤدون الأدوار التي أستحقها أنا
ولم تكن تصلني، وهذا حصل وأنا لا أندب ولا أتحسر على تلك المرحلة، ولكن يحق
لي أن أقول إنني آخذ شيئا من حقي، فأنا سنويا تعرض علي عشرة أعمال، أشارك
في عملين أو ثلاثة فقط. وفيما يتعلق بالدراما التركية المدبلجة شاركت في
عمل واحد «وادي الذئاب»، ولم أتابع العمل به لأسباب شخصية مع المنتجين
والمشرفين على العمل، وندمت على المشاركة فيه لأنني منذ البداية كنت قد
قررت ألا أعمل في الدراما المدبلجة، لأنني منشغل بمشروع تلفزيوني وليس لسبب
آخر، وهناك عدد كبير من الممثلين يعملون في هذه الأعمال، وهو أمر طبيعي ولم
لا ندبلج نحن، فستذهب هذه الأعمال إلى لبنان أو الأردن أو أي بلد آخر،
وبسبب سحر اللهجة السورية ووجود رموز ووجوه فنية ممتعة للشارع العربي أسهمت
في دخول اللهجة للمسلسل المدبلج، إضافة إلى أنها تبقى صفقة بين منتجين
وقنوات فضائية ليملأوا مساحة البث لديهم بهذه الساعات المدبلجة لأنها أرخص،
كتكاليف، بكثير من إنتاج مسلسل سوري.
·
يلاحظ تركيز المخرجين على إعطائك
الأدوار العنيفة والشريرة، ألا تخاف أن ينسحب ذلك على ما سيعرض عليك
مستقبلا ولا تشاهد كشاب رومانسي مثلا؟
- هذا صحيح، في حلقة واحدة من مسلسل «سيرة الحب» ظهرت فيه كرجل
رومانسي، وهناك أناس أعجبهم ذلك في شخصيتي، ولكن معظم مخرجينا وأصحاب
القرار الفني يرغبون في الأشياء الجاهزة، ولذلك يعتقدون أن الدور الشرير
والقاسي سهل بالنسبة لي فلا يريدون الذهاب لممثل ملمحه رقيق جدا، وبالتالي
سيعملون على الماكياج وعلى الاستعارات وعلى الملابس ليصلوا لهذا العنف الذي
هو موجود في الأساس في شكلي الخارجي، فيعطونني هذا الدور لاعتقادهم بسهولته
بالنسبة لي.
·
ما رأيك في ظاهرة مسلسلات البيئة
الشامية وجماهيريتها الكاسحة؟
- في رأيي أن دراما البيئة الشامية هي النوع الكسول من الفن، لأن هذه
الأعمال تكتب لحالة سياحية، وتعمل بحالة تسويقية سياحية، ولذلك الأداء فيها
يعمل تحت هذا السقف، وهذا لا يعني أنه لا توجد أعمال بيئية جيدة، ولكن قصدي
هنا أن المبالغة في نسخ هذه الأعمال هي التي تضع الدراما السورية بشكل عام
في حالة قلق وخوف، لأن هذه الأعمال تقدم نماذج متشابهة، حيث القنباز
والياسمينة والبحرة، لدرجة أن هناك مشاهدين من العرب كانوا يعتقدون أننا ما
زلنا نعيش هكذا حتى الآن، أحدهم زارني قبل فترة من خارج سورية وسألني أين
مفردات هذه الأعمال، لم نجدك في منزلك، فأجبتهم أن هذه الأعمال تصور زمنا
غير زماننا.
·
هل يمكن أن نشاهدك مخرجا؟
- حتى الآن لم يغوني المشروع الإخراجي، وأنا لا أرى أن الإخراج درجة
أعلى في سلم المجد الفني، وأذكر أن صديقي وزميلي فايز قزق عندما تسلم إدارة
المسارح والموسيقى كان هناك طابور من المخرجين واقفين يريدون إخراج عمل ما،
فطالبني بإخراج مسرحية، فقلت له إن المشروع الإخراجي ليس في ذهني، وسألني
عن السبب، فأجبته بأنني أشعر بأن الإخراج عبارة عن عقل وسلطة وإدارة، بينما
أشعر بأن التمثيل انعتاق وانقلاب وثورة وأشعر بنفسي أقرب للمزاج الثاني،
وأتذكر مرة قلت هذا الرأي للفنان غسان مسعود وأسعده، فمازحته ألا يسرقه مني
ويدلي به للصحافة على أنه إنجازه وليس إنجازي.
·
هل ترغب في تجسيد شخصية ما
تاريخية أو معاصرة؟
- سبق أن عرض علي أداء دور في مسلسل «الزير سالم» واعتذرت لأنني طلبت
من المشرف على المسلسل، آنذاك، الفنان سلوم حداد أن أجسد شخصية جساس، ولكنه
قال لي إنه وعد به الفنان عابد فهد، فاعتذرت عن المشاركة في المسلسل لأنني
وجدت أن شخصية وحيدة فقط تناسبني وهي جساس.
·
كيف هي علاقتك مع زوجتك الفنانة
آمال سعد الدين، وما يقال عن إشكالات الزواج بين الفنانين؟
- هناك أناس يعتقدون، لأنني أجسد الأدوار القاسية والشريرة، أنني هكذا
في منزلي، ولذلك عزلت زوجتي وحولتها لسيدة منزل فقط، وهذا طبعا غير صحيح،
فهي مقلة في أعمالها لأنها لا ترضى أن تشارك في أي عمل، ولذلك فضلت التوجه
نحو الرسوم المتحركة وجسدت شخصية لطيفة حققت من خلالها معجبين على مستوى
العالم العربي، ولم تقبل أن تكون «تكميلة عدد» في المسلسلات التلفزيونية،
وهذا حقها، فهي كانت الأولى على دفعتنا في المعهد العالي للفنون المسرحية،
وحققت أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة المسرحي عن عرض «سفر برلك»، ولذلك فضلت
البقاء في المنزل ورعاية ابنتينا حنين وشام، وعندما جاءتها تجربة «ضيعة
ضايعة» انتبه المعنيون والناس لها، وقالوا ما هذه الممثلة تأخذ العقل! فإذا
كانت هكذا لماذا لم تنتبهوا لها من قبل، والطريف هنا أنه بعد «ضيعة» صارت
تأتيها النصوص التلفزيونية بكثرة.
·
وهل زوجتك تتناول البذر وتفصفصه
بكثرة كما شاهدناها في «ضيعة ضايعة»؟
- نعم.. فهي تحب الموالح، وكذلك ابنتاي تحبانه أكثر من الحلويات،
ولذلك كيس الموالح موجود دائما في المنزل.
الشرق الأوسط في
03/12/2010
أعمال السيرة الذاتية بين الترغيب والترهيب
«شادية»
ترفض و«صباح» ترحب و«نجم» يغني
القاهرة: طارق الشناوي
بينما ترفض «شادية» أن تقدم حياتها في مسلسل تلفزيوني، على الرغم من
المحاولات التي لا تنقطع من عدد من الفنانين المقربين إليها مثل «شهيرة»
لإقناعها بالسماح بتنفيذ المسلسل، ولكنها أغلقت هذا الباب نهائيا واتصلت
بأشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، تطلب منه أن يتدخل بصفته الاعتبارية
ليمنع شركات الإنتاج التلفزيوني من الاقتراب من حياتها، حيث اكتشفنا أن
أكثر من نجمة شابة كان لديها مشروع لتقديم حياة «شادية»، كانت «بشرى» هي
أول من بدأت بالمشروع، ثم «دنيا سمير غانم» فكرت في استكمال مشروع كانت قد
بدأته والدتها «دلال عبد العزيز» قبل 25 عاما.. على الجانب الآخر، نجد أن
نجمة كبيرة مثل «صباح» تؤازر مسلسل «الشحرورة» حتى يتم تصويره، بل هي التي
تبوح بكل تفاصيل حياتها وتسجلها لتصبح هي المادة الأولية لصناعة مسلسل نراه
في رمضان المقبل.. وعلى الرغم من أنه من المعروف أن «صباح» لا تعرف سوى
الصراحة، فإنها لن تستطيع أن تبوح بكل شيء، خاصة ما يتعلق بسيرة حياة أقرب
الناس إليها ونقطة ضعفها في الوقت نفسه وأقصد «هويدا».. «هويدا» هي ابنة
«صباح» من عازف الكمان المصري الراحل الشهير «أنور منسي»، وغنت «صباح» لها
أكثر من أغنية حققت شهرة عريضة، مثل: «أكلك منين يا بطة» و«أمورتي الحلوة
بقت طعمة»، «حبيبة أمها» وغيرها.. «هويدا» طلبت من أمها ألا تفعل ذلك أبدا
لأن «هويدا» كان لها أيضا نقاط ضعفها البشرية وهي لا تريد أن تكشف الكثير
من أسرارها على الملأ، وأتصور أيضا أن قلب الأم - أي أم – لا يطاوعها على
أن تفضح مثالب ابنتها.. ورثة الإعلامي الكبير الراحل «أحمد فراج» الذي تزوج
بـ«صباح» في مطلع الستينات، وكان يقدم برنامجا دينيا شهيرا في التلفزيون
المصري «نور على نور» - طلبوا ذلك، وأغلب الظن أنها سوف تستجيب لابنتها فهي
لا تستطيع أن تقول لها: لا، وبالتالي فمن حق ورثة الآخرين المطالبة
بالمعاملة بالمثل.. وسبق أن سجل «عبد الوهاب» و«عبد الحليم» و«أم كلثوم»
و«ليلى مراد» و«إسماعيل ياسين» وغيرهم شذرات من قصة حياتهم بأصواتهم، ولكن
لم يلتفت إليها أحد إلا بعد رحيلهم، والكثير من الأعمال الدرامية التي قدمت
عن حياة هؤلاء اعتبرت أن هذه التسجيلات مجرد مصدر ولكنها ليست كل المصادر،
فلقد أغفل الفنانون عن عمد الكثير من الحقائق أثناء تسجيلهم لتلك المذكرات،
مثلا «عبد الحليم» لم يذكر شيئا عن السنوات التي قضاها في الملجأ.. «أم
كلثوم» لم تتعرض في تسجيل حياتها إلى أي مواقف عاطفية عاشتها.. على الرغم
من ذلك، لو كان الفنانون الذين قدمت حياتهم في مسلسلات على قيد الحياة
وشاهدوها الآن، المؤكد أنهم سوف يملؤون الدنيا غضبا على الكثير مما رأيناه
وسمعناه.. آخر مطربة قدمت قصة حياتها في مسلسل هي «ليلى مراد»، وجاء
المسلسل مخيبا للآمال وأقام ورثتها دعوى قضائية ضد صناع المسلسل لا تزال
تنظرها ساحة القضاء!! من بين المشاريع التي سوف ترى النور قريبا حياة
الشاعر «أحمد فؤاد نجم» الشهير بالفاجومي. وحياة «نجم» التي يقدمها المخرج
والكاتب «عصام الشماع» هذه المرة في فيلم سينمائي، سوف نرى خلالها الشخصيات
ولكن بأسماء مستعارة.. «خالد الصاوي» يؤدي دور «أحمد فؤاد نجم»، وفي الفيلم
يحمل اسم «أدهم نسر»، والشيخ «إمام عيسى» الملحن الضرير الذي ارتبط بأحمد
فؤاد نجم وقدم معه أروع الأغنيات، يحمل اسم «همام موسى» ويؤدي دوره «صلاح
عبد الله»، وتلعب الفنانة السورية «كنده علوش» دور زوجته الكاتبة الكبيرة
«صافيناز كاظم»، وتلعب «فرح يوسف» دور المطربة «عزة بلبع» التي تزوجت أيضا
الشيخ «إمام»، وكانت المفارقة هي أن «عزة» من أسرة ثرية وتتحدث الفرنسية،
إلا أنها وافقت على أن تعيش مع «فؤاد نجم» في منطقة شعبية بل وعشوائية وهي
«حوش آدم»، وتلعب «جيهان فاضل» دور امرأة أحبها «نجم». ويبقى أن عدم
الإفصاح مباشرة عن الأسماء ربما تصبح حيلة قانونية لحماية كاتب السيناريو
المخرج إذا اعترض أحد الشخصيات.. والمعروف أن مشروع فيلم يقدم حياة «أحمد
فؤاد نجم» طرح على الحياة السينمائية قبل أكثر من 15 عاما، وتتابع على
الترشيح لأدائه «عادل إمام» ثم «أحمد زكي» حتى وصل إلى «خالد الصاوي»، كان
«عادل إمام» قد اعترض على موقفين في حياة «نجم»، أولا: قصيدة كتبها «نجم»
اسمها «كلب الست» تسخر من «أم كلثوم»، التي عقر كلبها أحد المارة، ولم يرض
«عادل» أن ينتقد «أم كلثوم» وطلب حذف هذا المشهد، بينما أصر «نجم» على
الإبقاء عليه. الموقف الثاني هو العلاقة الخاصة بين «عبد الحليم حافظ»
و«أحمد فؤاد نجم»، حيث كانا زميلين في الملجأ وهما أطفال، ولكن «عبد الحليم
حافظ» تنكر لنجم ولم يكن يذكر أبدا تلك الواقعة، ويروي «نجم» في مذكراته
لماذا لم يغن له «عبد الحليم حافظ» طبقا لما يقوله «نجم»، حتى لا يذكر
الناس بالسنوات التي أمضاها معه في ملجأ.. كان الترشيح التالي لعادل إمام
هو «أحمد زكي»، لكن القدر لم يمهله. وهكذا جاء الفيلم إلى «خالد الصاوي»،
لم يعترض على أي واقعة، على اعتبار أن كل هذه الحكايات موثقة وكتبها «نجم»
في مذكراته، وبالطبع فإن «فؤاد نجم» هو واحد من أكثر الشعراء المصريين
المعارضين، فلقد عرف السجن في عهد كل من الرئيس «جمال عبد الناصر» و«أنور
السادات»، وهو من معارضي الرئيس «حسني مبارك». و«خالد الصاوي» أيضا من
الفنانين القلائل الذين يشاركون في المظاهرات التي تنتقد الدولة والنظام!!
لجوء المخرج «عصام الشماع»، حتى لا يتعرض لمساءلات قانونية، إلى حيلة تغيير
الأسماء، ولا أتصورها سوف تحل مشكلات قانونية، لو تصورنا مثلا أن «صافيناز
كاظم» أو «عزة بلبع» اعترضتا على الصورة النهائية للفيلم أو على بعض
الوقائع التي يقدم من خلالها الفيلم، على الرغم من أن «عصام الشماع» استند
مباشرة إلى المذكرات التي كتبها «نجم» الذي ستستمع إلى صوته، ليس فقط كشاعر
ولكنه سوف يردد مقاطع من بعض أغانيه!! وتبدو السينما كاستثناء في دراما
السيرة الذاتية، لأن التلفزيون هو الملعب الأساسي، وفي الخطة حياة عالم
الذرة «مصطفى مشرفة» الذي يقدم دوره «أحمد شاكر»، قالت لي «إنعام محمد علي»
المخرجة إن أسرته رحبت، والمسلسل حاليا يتم إجراء المونتاج النهائي له
ليعرض في الأسابيع المقبلة، لأنه لن يتنافس مع مسلسلات رمضان 2011.. بينما
مسلسل «تحية كاريوكا» الذي تلعب بطولته «وفاء عامر»، فلقد انقسم الورثة
حوله، وسوف يعرض في ماراثون رمضان.. ويتم إعداد مسلسل عن حياة الشاعر
«محمود درويش» يخرجه السوري «نجدت أنزور»، ويلعب بطولته «فراس إبراهيم»..
ومسلسل عن الشاعر «بيرم التونسي» باسم «أهل الهوى» كتبه «محفوظ عبد الرحمن»
ومخرجه الأردني «عباس أرناؤوط».. المسلسل يتناول حقبة مهمة من تاريخ مصر
وعلاقة «بيرم التونسي» مع الملك «فؤاد»، حيث كان مطاردا خارج الحدود، لكنه
عاد لمصر مع حكم الملك «فاروق».. يتناول المسلسل كل المعارك التي خاضها «بيرم»
وعلاقته مع «أم كلثوم» وصراعه مع «أحمد رامي» شاعرها الأول، حيث إن «بيرم»
كتب منتقدا «رامي» زجلا صار شهيرا، والكثيرون يعتقدون أنه ينتقد الغناء
الرديء، ولكنه كان يعتبر من فرط التنافس مع «رامي» أنه عنوان الرداءة،
وهكذا كتب «يا أهل المغنى دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله» وهو يقصد «رامي»..
تعيش مسلسلات السيرة الذاتية حاليا بين الترغيب والترهيب.. «صباح» و«فؤاد
نجم» لا يكتفيان بالترغيب ولكن يشاركان أيضا في المساهمة بالإعداد الفني،
وأغلب ورثة الفنانين لا يزالون يقولون: لا، ويهددون شركات الإنتاج
والفنانين ويرهبونهم بإقامة دعاوى قضائية!!
الشرق الأوسط في
03/12/2010
تعشق اختيار الأدوار الصعبة
نجلاء الخمري: "زين" ليست غادة السمان
دمشق - فؤاد مسعد
نجلاء الخمري فنانة شابة أقدمت أخيراً على تحدٍّ من نوع خاص، فقد خاضت
غامر السينما عبر بطولتها لفيلم روائي طويل شارك في مهرجان دمشق السينمائي
الدولي حمل عنوان «حراس الصمت» وهو من إخراج سمير ذكري ومأخوذ عن رواية
«الرواية المستحيلة ـ فسيفساء دمشقية» للكاتبة السورية غادة السمان،
ويتناول قصة فتاة تعيش ضمن أسرتها الدمشقية إلا أن عادات وتقاليد المجتمع
تكبلها وتحاول خنق موهبتها بينما هي تسعى بشغف لإقناع المحيطين بها بما
تقدمه من إبداع في إشارة إلى أنها رواية تحاكي قصة حياة الكاتبة غادة
السمان.
على الرغم من أن الكاتبة سبق أن صرحت بالقول إن «تلك الرواية ليست
سيرتي الذاتية، ولكن فيها شيء مني». تنبأ كثيرون للفنانة نجلاء الخمري
بمستقبل حافل بالنجاح، فمنذ تخرجها من المعهد العالي للمسرح وهي تتقدم
بخطوات ثابتة وجريئة مقتحمة مختلف الأدوار ساعية إلى التنوع والتجدد
المستمر. معها كان لنا هذا اللقاء:
·
كيف تصفين «زين» أهي الفتاة
المتمردة أم الشفافة التي تملؤها الموهبة؟ وكيف هي علاقتها بالمحيطين بها؟
- «زين» هي أجمل ما قدمت، فقد أحببتها كثيراً، إنها فتاة تعيش في فترة
الخمسينيات من القرن الماضي، وفي تلك المرحلة كان هناك «ممنوع ومسموح»
وحدود للمرأة، ولكنها أرادت أن ترسم خطها الخاص بيدها بمعزل عن أي ظروف
خارجية، فامتلكت الإرادة والتصميم والتحدي لفعل ذلك ولتجابه المجتمع وتثبت
نفسها وميلها الإنساني.
إنها شخصية متمردة وفي الوقت نفسه تمتلك جانباً شفافاً في شخصيتها
ولديها في داخلها حس الكتابة، ورغم صغر عمرها إلا أن علاقة خاصة ربطت بينها
وبين جدتها ووالدها، فجدتها الأميّة كانت أول من فهمها وحاولت مد يد العون
إليها لتستطيع الوقوف على قدميها بشكل صحيح.
أما والدها فكانت علاقتها به لطيفة ولكنها كانت تشعر دائماً بحاجز
يمنعها أن تصارحه بكل ما يجول في خاطرها ولم تستطع خرق وكسر هذا الحاجز.
حتى في أحد المشاهد تتمنى أن يكون لديها جرأة جهينة الخادمة لتستطيع
مصارحته بما تحب وبما لا تحب، لكنه كان يرى أن ما تقوم به هو هواية وعليها
أن تصبح طبيبة في نهاية المطاف، وعندما يرى قصتها «أمجد وهند» منشورة يوافق
على ما تقوم به.
وتعاملت «زين» مع أولاد عمها من مصدر قوة فكانت صارمة معهم، وعندما
عرفوا أنها تكتب حاولوا قتلها، وضغطوا عليها ولكنها تحملت ذلك كله وبقيت
مصرة على موقفها.
قوة الشخصية
·
أين اقتربت «زين» وأين ابتعدت عن
غادة السمان؟
- إنها ليست غادة السمان، ولكن من المؤكد أن هناك ما يتقاطع معها
كالتحدي وقوة الشخصية والمثابرة.
·
إلى أي مدى تمتلكين رومانسية
«زين»؟
- قدمت أدواراً لها طابع رومانسي، ولكني لست كذلك.
·
كيف كان التعامل مع المخرج سمير
ذكري؟ وهل كانت هناك ورشة عمل قبل تصوير الفيلم؟
- بالفعل كانت هناك ورشة عمل حقيقية استمرت لمدة ستة أشهر تقريباً قبل
انطلاق عمليات التصوير، أجرينا خلالها البروفات على المشاهد واشتغلنا على
الشخصيات وأنجزنا بروفات رقص لأن الفيلم فيه العديد من مشاهد الرقص،
ودائماً كانت هناك متابعة من قبل المخرج حول «أين وصلت في شخصية «زين» التي
أديتها؟» وكنا نجري لقاءين على أقل تقدير أسبوعياً من أجل الفيلم، لقد كان
المخرج سمير ذكري متحمساً لما أقدمه وبعد انتهاء التصوير عبّر عن رضاه عن
النتائج.
ذاكرة الجمهور
·
ما خطورة أن يستكمل ممثل دورا في
مسلسل لعبه ممثل آخر في الأجزاء الأول كما حدث معك في الجزء الخامس من «باب
الحارة»؟
- ليس من السهولة بمكان أن تؤدي شخصية سبق لفنان آخر أدى الجزء الأول
منها خاصة إن أداها على مدى أربعة أجزاء فعندها سيكون قد ترسخ في ذاكرة
الجمهور، وبالتالي هي شخصية لها تاريخها وعلاقاتها ومحيطها، وعندما أدتها
الفنانة رشا التقي في الأجزاء السابقة كانت ظريفة، فكان هناك تحدٍّ بالنسبة
إليّ ورغبت في خوض التجربة، فأنا أحب اختيار الأمور الصعبة.
ومما لا شك فيه أن كل منا ظهرت بطريقة مختلفة عن الأخرى لأن كلا منا
أدت الدور بطريقتها، هو النص نفسه والمسلسل نفسه، ولكن يبقى لكل نكهته.
وقد اشتغلت على الشخصية منذ البداية كنجلاء الخمري، قرأت النص
وانطلاقاً منه قدمت الدور وكأنه شخصية جديدة لأحقق من خلاله بصمتي الخاصة.
تنويع الأداء
·
من «أمرك سيدي» في مسلسل «باب
الحارة» إلى المرأة المتمردة في «حراس الصمت» إنهما دوران على طرفي نقيض؟
- بقدر شطارة الممثل يستطيع أن ينوع في شخصياته، ويحقق التميز من خلال
هذا التنوع ويقنع الجمهور في كل ما يؤدي من شخصيات مهما كانت مختلفة أو
متباعدة. وأنا أستمتع بهذا التنوع.
·
ما جديدك؟
- أشارك في مسلسل «الغفران» إخراج حاتم علي، و«انفلونزا الطيور» مع
المخرج مروان بركات. وأجسد في كل منهما دوراً مختلفاً عما قدمت.
·
هل تحرصين على ألا يقوقعك
المخرجون ضمن نمط معين من الأدوار؟
- إنني أنتبه لهذا الأمر كثيراً وحريصة ألا أؤطر في أي لون دون غيره،
إلا أنه قد تكون هناك بعض الشخصيات التي تشبه بعضها بالطابع العام، ولكن
عندما تدخل إلى التفاصيل ستجد أن هناك ما هو مختلف بينها. لأن الاختلاف
يكمن في التفاصيل.
القبس الكويتية في
03/12/2010
الكوميديا السورية تحنّ إلى «مرايا» زمان
دمشق ــ وسام كنعان
بعد انقطاع أربع سنوات، انطلق تصوير جزء جديد من المسلسل السوري،
استعداداً لعرضه في رمضان المقبل... والمخرج سامر البرقاوي يعد بإنقاذ
العمل من المطبات التي صادفها في مواسمه السابقة
أخيراً، خرج ياسر العظمة من أزمته. بعد رحلة طويلة من البحث عن منتج،
وافقت «شركة قبنض» أن تنتج الجزء الجديد من مشروعه الكوميدي «مرايا» الذي
بدأ عرضه في الثمانينيات (1988). هكذا يستأنف النجم السوري تقديم عمله
الشهير بعد انقطاع دام أربع سنوات، ويؤدّي العظمة نفسه دور المنتج المنفّذ.
إذاً قبل أيام، بدأت كاميرا المخرج السوري سامر البرقاوي تصوير مشاهد
«مرايا» في جزء جديد. ومن المتوقّع أن يكون العمل جاهزاً للعرض في رمضان
المقبل، عكس ما تردّد سابقاً بأنّ المسلسل سيعتزل السباق الرمضاني بهدف
تحقيق مشاهدة أفضل خارج هذا الموسم الدرامي.
وبرغم انهماك البرقاوي في إنجاز المسلسل الكوميدي الشهير، إلا أنّه
يعود في حديثه مع «الأخبار» إلى آخر أعماله «بعد السقوط». ويقول «كنت أنا
صاحب الفكرة، وقد استوحيتها من مجموعة أعمال أجنبية معروفة مثل
Prison
break،
وLost، و24،...». ويضيف: «بعد تأمين الجهة المموّلة للمسلسل، بدأت بتنفيذه.
«بعد السقوط» عمل تلفزيوني بامتياز، لا يمكن حذف أي تفصيل من حلقاته
الثلاثين... لكن للأسف، العرض الرمضاني كان هزيلاً جداً». ويستفيض شارحاً
مسؤولية «التلفزيون السوري» في فشل عرض العمل بعدما استخدمت لبثّه «أجهزة
أثّرت على دقة الصورة». والمعروف أنّ مشاكل «بعد السقوط» لم تقف عند هذا
الحدّ، بل وقع خلاف بين البرقاوي وكاتب السيناريو غسان زكريا. وهنا لا
يفوّت المخرج السوري الفرصة لانتقاد زكريا الذي «كلِّف بكتابة فكرة جاهزة،
وكان على اطلاع كامل على كل التعديلات التي طرأت على النص. ومع انطلاق عرض
المسلسل بدأ يهاجم العمل، وهو سلوك يعتمده كل عام، فاعتراضاته تتكرر بعد أي
عمل يكتبه، ومع مختلف المخرجين، بمن فيهم الموهوب شوقي الماجري».
ولكن برغم كل هذه المشاكل التي تخللتها خلافات مع شركة الإنتاج،
واتهامات بسرقة فكرة العمل، ودعاوى مرفوعة ضدّ المنتجة المنفّذة للعمل صفاء
سلطان، نال «بعد السقوط» نسبة متابعة جيّدة، وكان له نصيب من الترشيحات في
«جائزة أدونيا للدراما السورية» أخيراً.
وبعيداً عن الموسم الرمضاني الماضي، يتفرّغ البرقاوي حالياً لتصوير
الجزء الجديد من «مرايا». وكان من المفترض أن يدير العمل مأمون البني، ثمّ
انتقل إلى هشام شربتجي، ليصل أخيراً إلى البرقاوي. ويراهن هذا الأخير على
نجاح مسلسله متكئاً على اشتياق الجمهور السوري للأعمال الكوميدية الناجحة،
خصوصاً بعد تدهور وضع هذا النوع الدرامي. وإن كان فريق العمل يعد بجزء جديد
ومميّز، فلا بدّ من الإشارة إلى أن «مرايا» في أجزائه الأخيرة شهد تراجعاً
في مستواه.
في الموسم الجديد، كتب ياسر العظمة أغلب لوحات العمل، آخذاً في
الاعتبار المطبات التي وقع فيها «مرايا» في مواسمه الأخيرة، خصوصاً
السيناريوهات المتشابهة التي واكبها أداء مكرر للنجم السوري. وهنا يعرب
البرقاوي عن تفاؤله بالتجربة الجديدة والموسم المقبل، معوّلاً على النص
المتماسك، إضافة إلى الحماسة الموجودة لدى فريق العمل، وتفهم الجهة المنتجة
لكل متطلبات هذا المسلسل.
ياسر العظمة الذي يؤدّي دور البطولة، كتب أغلب لوحات العمل
لكن ماذا عن بصمة المخرج التي غالباً ما لا يلاحظها مشاهدو مسلسل
«مرايا» ولا سيّما أن العمل يعتمد على أسلوب واحد، وبطل مطلق هو ياسر
العظمة؟ والمعروف أن هذا الأخير يتدخّل حتى في خيارات المخرج. يجيب
البرقاوي عن هذا السؤال بثقة: «ربما يجب أن نعرّف بوضوح ما هي بصمة المخرج،
إذ لا يمكن أن يقوم هذا الأخير بفذلكات بصرية واستعراض سطحي فقط ليؤكّد
وجوده... باختصار، لست في صدد الوقوع في هذا المطب الذي صار تفصيلاً لدى
الكثير من المخرجين. كل ما أسعى إليه هو أن يظهر العمل بمستوى يعيده إلى
سابق عهده، ويتصدر قائمة الأعمال الكوميدية السورية. وقد سبق لي أن عملت
على مشروع مشابه، هو «بقعة ضوء»، وأعدت تقديمه بالمستوى الذي يتمناه
المشاهد».
وسيقف إلى جانب العظمة في الموسم الجديد من «مرايا» كل من سليم كلاس،
وسلمى المصري، وصباح الجزائري... والمشاورات لا تزال جارية مع مجموعة من
الممثلين الذين مثّل مسلسل «مرايا» انطلاقتهم الأولى عبر شاشة التلفزيون
ومن بين هؤلاء: عابد فهد، وصفاء سلطان، وروعة ياسين وآخرين... ويسعى العمل
إلى تقديم وجوه جديدة لم يعرفها الجمهور من قبل، وهي عادة اعتمدها العمل
منذ انطلاقته. هكذا، مثّل فرصة حقيقية لظهور مواهب شابة تستحق الظهور، كما
أسهم في ظهور مجموعة من الشخصيات التي لا علاقة لها بفن التمثيل.
«هدية» أمل عرفة
بعد انتهائه من تصوير «مرايا»، سيكون ياسر العظمة جاهزاً لخروجه للمرة
الأولى من دائرة مسلسله الكوميدي، إذ يُفترض أن يقف إلى جانب النجم عباس
النوري ليجسّد دوراً رئيسياً في مسلسل يحمل عنوان «طالع الفضة». وقد كتب
النوري مع زوجته عنود خالد نص العمل، على أن تنتجه «شركة سوريا الدولية»،
بينما سيكون المخرج سامر البرقاوي على موعد مع شراكة جديدة مع أمل عرفة
(الصورة) التي جسّدت دوراً مميزاً في «بعد السقوط». لكن النجمة السورية
ستكون هذه المرة بطلة نص تعكف على كتابته شخصياً ويحمل عنوان «هدية». ويعدّ
هذا العمل التجربة الثالثة لعرفة في كتابة السيناريو بعد مسلسلَين حققا
حضوراً جيداً هما «دنيا»، و«عشتار».
الأخبار اللبنانية في
03/12/2010
يعرض مرتين شهرياً
مطلع العام المقبل
«ذهب
الزمان»:
لتوثيق الأغنيات السورية وأهم المطربين
ماهر
منصور/ دمشق
:
كان مطربو
الثمانينيات السوريون في طي النسيان، طيلة سنوات عدة، ما لم يستعد أحد
برامج
المنوعات بعض أغنياتهم على نحو محدود. إلى أن بدأت (فجأة) موجة الحنين إلى
أغاني
هؤلاء، عبر أكثر من برنامج. وأبرزها «أنت ونجمك» إعداد الزميل
معن الصالح، الذي
يستضيف عادة نجوم الدراما السورية. ولكنه قدم مؤخراً نجم الثمانينيات
الفنان فؤاد
غازي في إحدى حلقاته الاستثنائية.
ولكن هذه الموجة جاءت لصالح برنامج أكثر
وضوحاً بتوجهه ومضمونه، وهو «ذهب الزمان»، الذي أعده وقدمه
الزميل أمجد طعمة، خلال
أيام عيد الأضحى الأخير. على أن يواصل البرنامج حلقاته بعرض نصف شهري مع
بدء الدورة
البرامجية الجديدة للفضائية السورية مطلع العام المقبل.
ويكشف طعمة لـ«السفير»
أنه «لم يكن في حسبان الإدارة أن يستمر البرنامج، فهو برنامج مناسباتي عرض
خلال
أيام العيد الأربعة. ولكنه لقي الاهتمام والدعم المعنوي من قبل الإدارة
والمشاهدين،
فتم الإعلان خلال بث حلقته الثانية مباشرة على الهواء، عن دعم البرنامج من
قبل
الإدارة بالتعاون مع الجهة الراعية «المؤسسة العربية للإعلان»،
ليستمر عرضه بمعدل
مرتين كل شهر، بصيغة متطورة أكثر من حيث الشكل والمساحة والمضمون. مما
سيعطينا
المجال الكافي لإعداد المعلومة والحوار والمادة الغنائية والموسيقية والشكل
الإخراجي».
ويستعيد «ذهب الزمان» سيرة مطربي ثلاثة عقود في سوريا. على أن يحلوا
كضيوف شرف في البرنامج يحضرون بأغانيهم ومسيرتهم الفنية وذكرياتهم وهواجسهم
الحالية، وشكواهم من الإهمال الذي طالهم.
وسيلقى هؤلاء في البرنامج تكريماً من
نوع آخر. فيحل مغن سوري شاب كضيف شرف ليؤدي بصوته أغنيات الضيف
- المكرم. كما
يشاركه في تقديم أغان أخرى.
قد لا تكون الفكرة جديدة عموماً، ولكنها ستقدم عبر
أكثر من مستوى، كما يقول الزميل طعمة: «الأول مع مطربين على قيد الحياة
حاضرين على
الساحة الفنية منذ ما يزيد عن ربع قرن، حققت أغانيهم في مرحلة
ما شعبية كبيرة ولا
تزال حية حتى اليوم، ويغنيها المطرب الضيف مع انضمام نجوم شباب يؤدون
أغنياته أثناء
الحلقة.
ثانياً سيدعو البرنامج نجوماً لم يعودوا قادرين على الغناء ليؤدي
أغنياتهم الأكثر شهرة، مطربون يتم اختيارهم من قبل النجوم أنفسهم. وسيتم
تكريم
مطربين سوريين راحلين في حلقات خاصة عبر أداء أغنياتهم، كما
حصل في الحلقة الرابعة
من البرنامج مع إيهاب بلان الذي قدم بعض أغنيات والده الراحل فهد بلان،
بشكل أعاد
الأب الراحل الى الأذهان، وساهم في تقديم موهبة الإبن الواعدة.
ولتكريم مطربين
سوريين راحلين، سيتم انتقاء مطربين شباب ترقى أصواتهم الى مستوى أصوات
الكبار
الراحلين.
ويؤكد طعمة أن البرنامج له علاقة حميمية مع المشاهد، الذي يتوق الى
مشاهدة برنامج منوعات حقيقي، يتمتع بضخامة الإنتاج ويحمل مضموناً يمس
حنينهم الى
ماضي الأغنية السورية الجميل. وهذا ما يعكسه «ذهب الزمان» الذي
وجدوا فيه نواة
لبرنامج يمكن أن يكون ضخماً بإنتاجه، وينافس البرامج الحوارية المنوعة
الناجحة على
الأقنية الأخرى».
ويأمل طعمة استضافة نجوم الغناء السوري الذين ما زالوا على
الساحة الفنية بوهجهم، لتقديم أغنياتهم الأولى التي حققت لهم الشهرة.
كالفنان جورج
وسوف الذي لم يسجل حتى الآن أي لقاء للتلفزيون السوري، وميادة
الحناوي وصباح فخري
وأصالة نصري وغيرهم.
ويعتقد طعمة أنه ضمن هذه المستويات المطروحة على صعيد
الضيوف، «يمكن للبرنامج أن يعيش لسنوات، وأن يغني مكتبة «التلفزيون العربي
السوري»
بأرشيف غنائي جديد لأهم المطربين السوريين. بالإضافة الى الأرشيف الحواري
والمعلوماتي الذي سيوثق للأغنية السورية التي يرددها المطربون الجدد، من
دون
الإشارة إلى مصدرها».
السفير اللبنانية في
03/12/2010 |