حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عدنان عودة:

الكتابة الدرامية إعادة الى خلق العالم من حولي

دمشق- ماهر منصور

يعكف الكاتب عدنان عودة على كتابة مسلسله الجديد «أنا وصدام» الذي ينتظر أن يخرجه الفنان الليث حجو وتنتحه شركة الفردوس التي تمتلكها الفنانة لورا أبو أسعد.. ويعالج الكاتب عودة «حكاية شخصية سورية من مدينة البوكمال السورية الحدودية (ناصر العاني)، تجمعه علاقة ما مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين إثر هربه إلى سوريا في العام 1959 بعد مشاركته آنذاك في محاولة الاغتيال الفاشلة لعبد الكريم قاسم...

وتبرز حكاية الرئيس صدام وتجربته في حكم العراق من البداية حتى سقوطه لتكون الإطار القدري (الزماني-المكاني) الذي عاشت أحداثه شخصيات المسلسل، وتفاعلت وانفعلت مع ما قام به من أفعال أثرت على حياة شخصية ناصر العاني كفرد، وعلى مجتمعات المنطقة بشكل عام...، وفق ما شرح الكاتب عودة الذي حاوره «الحواس الخمس» في اللقاء التالي..

·     العمل يبدأ من بداية الستينات وإلى أي فترة سيمتد من وقتنا الحالي، وما الذي ستقوم باستحضاره من تلك المرحلة بما فيها الأحداث السياسية الكبرى التي حدثت في هذه الفترة؟

الفترة الزمنية التي سيغطيها العمل، فإنها ستمتد من العام 1959 سنة هروب صدام حسين إلى سوريا، وحتى العام 2006 تاريخ إعدامه في بغداد، مروراً بالعديد من الأحداث الكبرى التي عصفت بالتاريخ المعاصر لقطري سوريا والعراق.

أما الحدث الأهم الذي سأستحضره، هو محاولة حزب البعث العراقي اغتيال عبد الكريم قاسم في العام 1959 بدعم من الجمهورية المتحدة بقيادة جمال عبد الناصر، ثم استلام حزب البعث للسلطة في كل من سوريا والعراق في العام 1963، غير أن الأهم من استحضار الأحداث الكبرى، هو استحضار المناخ الديمقراطي، حيث كان التفكير الأيديولوجي هو السائد، حيث تجد في العائلة الواحدة أخاً ينتمي لحزب البعث، وآخر ينتمي للحزب الشيوعي.

وثالث ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين، وكل واحد من هؤلاء يسعى لقول رأيه في مناخ يتسم بالديمقراطية إلى حدٍ ما، وبالمقارنة بين هذه الفترة، والفترة التي نعيشها الآن، حيث عادت السيطرة للعصبية الطائفية والعشائرية من جديد، ما يجعل من الستينات زمناً جميلاً أو فردوساً مفقوداً، حيث يتضح بالمقارنة حال التراجع الفكري والسياسي الذي نعيشه الآن.

حكاية العمل اختمرت

·         هل تجدون أن الحكاية العراقية في مسلسلكم قد اختمرت، واكتملت فصولها وخيوطها لدرجة يمكن تناولها في مسلسل درامي؟

على اعتبار أنني كاتب درامي محترف، فانني أستطيع القول ان حكاية العمل اختمرت، وأنا الآن بصدد كتابة السيناريو والحوار للمسلسل، وذلك بعد أن انتهيت من مرحلة تحضير استمرت شهرين، قرأت فيها ما يلزم من مراجع عن سوريا والعراق، وعن حياة الرئيس صدام حسين تحديداً.

ومن وجهات نظر مختلفة، إضافة إلى الإطلاع على العديد من الوثائق، ومشاهدة العديد من الأفلام السينمائية المتعلّقة بهذا الموضوع، وفي النهاية كان لا بد من الاستعانة بخبراء مختصين بالشأن العراقي، لتوضيح ما هو غائب عني، وهذا ما ساعدني به الصديق الصحافي محمد عبد الرحيم، والمخرج المسرحي باسم قهار.

·         من خلال ما أنجزته في «أنا وصدام» ، ما الحدود التي تضعها لنفسك لسحب الوثيقة نحو المتخيل أو العكس؟

في ما أكتبه في «أنا وصدام»، يختلف الأمر عما قدّمته في فنجان الدم وأبواب الغيم، ذلك أنه في العملين السابقين كان للخيال مساحة أكبر، أما في «أنا وصدام»، فإن الجزء الأكبر محكوم بالالتزام بالوثيقة، وخصوصاً أن الأحداث التي يتناولها العمل معاصرة، وبالتالي فإن صانعيها والمشاركين فيها ما زالوا أحياء.

ومع ذلك فقد سعيت في بعض الأماكن لتطويع الوثيقة لصالح الدراما، فمثلاً ، قصة هرب صدام إلى سوريا في 1959 هي قصة معروفة، وهناك الكثير ممن كانوا شهوداً عليها، غير أنني في كتابتي لها في المسلسل، طوعتها للدراما ما يجعلها تختلف في بعض تفاصيلها عما حدث بالفعل، والقصد طبعاً هو إحداث حالة من التشويق في المسلسل، وهذا ما سأعتمده في الكثير من أحداثه.

في «أنا صدام» كما في مسلسلك «أبواب الغيم» تبحث في حكايات ليست بريئة عن اطار زمني ومكاني بعينه ، هل ذلك واحد من ملامح مشروع درامي ، تقديم دراما على حافة الوثيقة على نحو ندمج ما هو متخيل بما هو واقعي.

أعتقد أن الكتابة بشكلها العام، هي اتخاذ لموقف من العالم، وطرح للأسئلة، حول وجودنا وما يحيط بنا، ولذا فالكتابة الدرامية بالنسبة لي، هي إعادة لخلق العالم من حولي كما أفهمه..إنها عملية معقدة لتفكيك الحدث ، الزمان، المكان الذي نعيشه، ومن ثم إعادة تركيبه، في حكايات وحبكات وشخصيات ومقولات القصد منها مناقشة أسئلة حول أحداث راهنة.

ولهذا فالدراما التلفزيونية التي لا تجيب عن أسئلة الخبر الستة:-ماذا حدث-مع من حدث-متى حدث-أين حدث-كيف حدث-لماذا حدث؟..هي دراما تصلح لمشاهدي الكواكب الأخرى، لا لمشاهدي كوكبنا الأرضي.

وعلى هذا الأساس، فإن فنجان الدم وأبواب الغيم، وأخيراً أنا وصدام، هي أعمال تتحايل على الواقع عبر الدراما، للتمكن من تفكيكه، ومن ثم إعادة تركيبه مستندة على الوثيقة بجانب منها وعلى الخيال بجانب آخر.إنها لعبة المحاكاة التي تتيح لي إمكانية القول المؤثر، الذي لا تستطيع الوثيقة أن تقدمه لوحدها، ولا الخيال لوحده، ولذا لا بد من المزاوجة بين هذين العنصرين، لتتحقق ثنائية المتعة والفائدة في الأعمال التي أقدمها للتلفزيون.

الحكاية والحبكة

·         دائما يخشى في مثل هذه الاعمال من مساحة التنظير والخطابات السياسية ، هل أخذت بعين الاعتبار ذلك، وكيف تجاوزته؟

أنا من الكتاب الذين يخلصون للدراما، ولذا فإنني معني بالحكاية والحبكة ومنطق الشخصيات والتصعيد الدرامي، وإلى ما هنالك.

إنني ببساطة أحفظ عشرة آلاف بيت لأصبح شاعراً، غير أنني بمجرد المباشرة بكتابة الشعر علي أن أنسى الأبيات التي حفظت، وهذا ما فعلته..لقد قرأت ما ينوف على عشرين كتاباً مهماً عن العراق وسوريا، غير أني نسيت كل ذلك بمجرد أن باشرت بكتابة المشهد الأول..ذلك أن المهم بالنسبة لي هو الدراما ولا شيء آخر.

·     في «أبواب الغيم» تابعنا ملحمة بدوية..وكأننا نجد أنفسنا أما ملحمة أخرى في «أنا صدام»..هل في ذلك جزء من هواجسك بتقديم الأعمال الضخمة..وألا ترى أن هذا الهاجس مكانه الأنسب هو السينما .

أنا معني ككاتب بتحليل الظواهر، لا بقراءة النتائج، ولهذا فإني لا أميل لكتابة الأعمال التي تناقش الآن وفقط.

إنني أرى اليوم، هو البارحة وغداً في آن معاً، وأرى الفرد صورة للجماعة، والجماعة انعكاساً للفرد، إضافة أن الزمان وجه للمكان، والمكان مساحة للزمان، وبطبيعة الحال، فإن هذا جميعه، لا ينعكس إلا في النوع الملحمي، الذي تندرج فيه أعمالي..إني مشغول دائماً بأسئلة حول تاريخ منطقتنا وحاضرها ومستقبلها، وكذا شاغل يحتاج أعمالاً ضخمة تمتد بالشخصيات والأحداث عبر الزمان والمكان، بما يقدم صورة واسعة عن الحياة المعقدة التي نعيشها كعرب.

أما فيما يخص أن تكون هذه الأعمال للسينما، فهذا ما أتمنى أن يكون، لأن الكتابة الدرامية هي رواية بالصور، وما من مكان أفضل لتنفيذ هذه الصور وعرضها أكثر من السينما، غير أن هذا الأمر ليس متوفراً الآن في العالم العربي، ولهذا فلابد من استخدام القناة البديلة، ألا وهي التلفزيون.

مشاريع خاصة

الدراما السورية تحفل اليوم بالعديد من الكتاب المحترفين والجيدين، ولكل منهم مشروعه الخاص، وهذا ما يعطي هذه الدراما فسحة للتنوع وللتجدد، وما مشروعي الدرامي من فنجان الدم مروراً بأبواب الغيم وصولاً إلى أنا وصدام إلا رافد في نهر الدراما السورية، بما يغنيها، ويدفعها خطوة أخرى إلى الأمام.

أولويات الدراما السورية أن تقدم مواضيع متنوعة وراهنة، وأعتقد أن مسلسلي «أنا وصدام» يأتي في هذا السياق.

البيان الإماراتية في

02/12/2010

 

الفنانون والمنتجون المصريون يرفضون دخول الفضائيات العربية السينما

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف: 

دخول التلفزيون الحكومي والفضائيات العربية مجال الانتاج السينمائي أثار الآراء المختلفة، بعضها يرى أنها خطوة جيدة تضاف إلى عجلة الانتاج السينمائي، وآخرون يرون ضرورة التأني في هذا الأمر، وأن علينا الاهتمام بالدراما التي أصبحت لها مكانة كبيرة، خاصة أن تفاصيل المشاركة بين الفضائيات والتلفزيون الحكومي والانتاج السينمائي غير محددة التفاصيل، والأطراف المختلفة لا تعرف حجم الانتاج وما هو المطلوب منها، اختلاف الآراء وأهمية هذا الأمر يتضح في التحقيق التالي:

الفنانة بشرى: مشاركة التلفزيون والفضائيات العربية في الانتاج السينمائي له شرط ألا يحدث تعجل واستسهال حتى يدخلوا الأعمال القوية التي تحسب لهم.

الفنان رياض الخولي: أفضل أن يعمل كل مجال على تحسين مستوى أعماله، فالفضائيات تهتم حاليا بالدراما التلفزيونية كثيرا، وهذا أمر يحسب لها وأرجو ألا تتسرع في دخول منطقة الانتاج السينمائي إلا بعد دراسة لمعرفة عوامل النجاح المطلوب تحقيقها في هذا الإنتاج.

المنتج سامح العجمي: مشاركة التلفزيون لحصوله على العرض الأول الذي يدفع فيه كثيرا فهل سيشارك بنسبة كبيرة.

المخرج هاني جرجس فوزي: دخول التلفزيون والفضائيات في الانتاج السينمائي غامض لم يحددوا نسبة الدخول سمعنا انه أكثر من 25%، لكن لا توجد تفاصيل عن مشاركتهم، والمفروض أن الانتاج يحتاج إلى ذكر كل شيء بوضوح لتعرف أطراف العملية السينمائية ما لها وما عليها، أما أن نطلق كلاما في وسائل الإعلام بلا تحديد يعني أن الأمور غير واضحة المعالم.

المنتج إسماعيل كتكت: المسألة ليست في انتاج عدد المشاركات لكن الأهم الكاتبأ هل لدينا عدد كاف من المؤلفين يبدعون بحق، هناك من يقول سننتج 50 فيلما في العام، فهل لدينا عدد مماثل من المؤلفين المتميزين لأن في البدء كانت الكلمة.

المؤلف محمد حفظي: الفضائيات ليس من عملها الانتاج، هناك منتج واع بتفاصيل صناعة الفيلم ودقة الانتاج، وليس سد خانات للعرض على الفضائيات وملء ساعات المشاهدة فقط، لأن هناك فرقا كبيرا بين تحديد احتياجات الشاشة من أفلام تتميز بها وبين الطريقة المثلى للانتاج والتغلب على مشاكله.

محمد حسن رمزي: التلفزيون ملك الجمهور وطريقه الصحيح أن يشتري الأفلام من المنتجين في التلفزيون، يقولون المسلسل 30 حلقة فلماذا لا يعتبر الفيلم بمثابة 3 حلقات ويأخذه بالثمن المعقول، فلتقدم المبلغ الذي يستحق له الفيلم مثلا 5 أو 6 ملايين جنيه للفيلم سوف يساعد على الترويج للسينما بجانب ان الفيلم يعرض على الشاشة كثيرا، بينما المسلسل أمامه عرض ثان وثالث ورابع بقنوات أخرى.

القدس العربي في

02/12/2010

 

من جزائري (حقود!) الى زملائه المغاربة:

أوقفوا عنا هذا المسلسل التركي!

توفيق رباحي  

أريد أن أترك المغرب (ولو الى حين) لكنه يرفض أن يتركني! كلما حوّلت الى قناة تلفزية مغربية ولو عابرا، وأنا أضعها مع العشر الأوائل في مفضلتي، وجدت نقاشا وحوارات حول أحداث العيون وتداعياتها وحول 'القضية الوطنية' حتى كادت تترسخ لديّ قناعة أن هناك من أعطى أمرا كي تتحرك الجوقة وتشتغل في تناغم وانسجام.. مجرد شعور.

شخصيا لا أستغرب ولا يزعجني أن تتحرك آلة إعلامية في اتجاه معين بإيعاز معين ثم تتوقف أو تغير الاتجاه بالإيعاز ذاته. هذا حال العمل الإعلامي ككل في منطقتنا والتلفزيونات بالخصوص. ومثل هذه الهبات تُشاهد في الأزمات والأوقات التي تراها أنظمة الحكم عصيبة.

المحزن في النقاشات المغربية التي لا يجادل أحد في حق أصحابها أن يقيموها ويوجهوها كيفما شاؤوا، انها بدأت تتجاوز ما أسميه خطوط الحياء باستعمالها صراحة مصطلحات نسميها في لغة الصحافة طبول الحرب، وتطعن في الآخر تضليلا وبهتانا.

مثلا: اليوم في النقاشات والبرامج التلفزية الموجهة، لم يعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو اللواء توفيق مدين (مدير المخابرات الجزائرية) هو العدو أو المشكلة، بل الجزائر كلها، بشعبها، بتاريخها وجغرافيتها وحاضرها وماضيها.

أكتب وقد انتهى للتو ـ سهرة الثلاثاء ـ برنامج من البرامج إياها في قناة 'ميدي1 تي في' التي تبث من طنجة عنوانه 'المواطن اليوم'، أي المواطن المغربي. لدي يقين بأن الأمر مبيت للجزائر (ليس بوتفليقة أو نظام الحكم) إذ بسرعة تحوّل النقاش الى الجزائر (شيء منتظر)، ثم الجزائر كخصم (شيء منتظر) لكن بسرعة أكبر تحررت ألسنة الحاضرين، وهم جميعا مغاربة ومزيج من أساتذة الجامعات والقادة الحزبيين ومن يُسمون في المغرب 'الفاعلين' الجمعويين، لتصف الجزائر بالعدو. هكذا ببساطة.

في حوالي ساعة ونصف الساعة وردت كلمة الجزائر صراحة أزيد من ثلاثين مرة. ووردت تلميحا ما عجزت أنا عن حصره. ولا داعي للتذكير أن ذكرها لم يرد في سياق حب أو عشق.

وذُكرت اسبانيا مثلها وكذلك في سياق العداء والخصومة. لكن بينما كان ذكر الجزائر يرد هكذا وبدون أي توضيح أو استدراك أو تحفظ، كان الحاضرون يصرون على القول 'جزء من الاسبان' أو 'بعض الفئات في اسبانيا' أو 'الحزب الشعبي الاسباني فقط'.. طبعا لأن اسبانيا أوروبية سكانها شقر الشعر زرق العيون.

وأنا أستمع لذلك النقاش، تخيلت الجزائر أصبحت أسوأ من رواندا، والمغرب استيقظ فوجد نفسه أفضل من السويد. مرة أخرى لا يهم، فتلك الحلقة من البرنامج ـ الذي لم يسبق لي مشاهدته من قبل ـ كانت دعائية بل أقرب الى الغوغائية لم يكن لينفع فيها كلام العقل والمنطق.

هي حالة من الفلتان برزت بالمقارنات المتكررة، فكلما طرح متحدث فكرة أو معلومة عن بلاده (حتى ولو كانت بروباغاندا، وبغض النظر عن أهميتها ومدى صحتها ودقتها)، راح يقارنها بالجزائر.

وبحسب أساتذة الجامعة ومن معهم من الحاضرين:

ـ المغرب دولة وأمة. الجزائر قطيع، لا دولة ولا أمة.

ـ المغرب له تاريخ يمتد قرونا. الجزائر لا تاريخ لها.

ـ المغرب له مقومات وأسباب الاستمرار. الجزائر تتوفر على كل مقومات وأسباب الانهيار.

ـ الجزائر عندها عقدة من المغرب. المغرب ليست لديه عقدة من أحد.

ـ المغرب شق طريقه نحو الديمقراطية والتقدم (لهذا غرقت الدار البيضاء تحت زخة مطر أمس ولقي عشرات المساكين حتفهم). الجزائر تشق طريقها نحو التخلف والديكتاتورية.

وهناك كلام آخر مماثل ـ أفضّل أن أريح القارئ منه ـ أغلبه غوغائي لم يكن القصد منه تنوير المشاهد وإفادته بل حقنه بشحنة إضافية من الكره للجزائر (رغم أن الهدف من البرنامج ككل، كما بدا لي من عنوانه، هو توعية مغربي الألفية الثالثة بحقوقه وواجباته).

وبلغ التدليس ذروته عندما حاول أحد الحاضرين البرهنة على أن الجزائر هي التي تقف وراء توصية البرلمان الأوروبي المنددة بالعنف في العيون والمطالبة بإيفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق. علما أنهم قالوا في البدء إنه الحزب الشعبي الاسباني!

نسي صاحبنا أن النظام الجزائري ذاته كان في ورطة مع الاتحاد الأوروبي ومؤسساته خلال التسعينات، وتعرض لمضايقات ومساءلات، ولم ينفع نفسه، فما الذي تغيّر اليوم؟

بصراحة إذا كان النظام الجزائري له هذه القدرة على المناورة و'اللوبيينغ' في الكواليس حتى ينتزع من الاتحاد الأوروبي توصية كهذه وبهذه السرعة، لا يسعني إلا أن انحني له تحية وإجلالا.

لكن الواقع شيء آخر، فالذي يقول كلاما كهذا جاهل لا يعرف شيئا عن نظام الحكم في الجزائر. والأهم: بدل أن يشرح للناس ميكانزمات عمل البرلمان الأوروبي ومعاني توصياته وقراراته، فضل هذا الرجل، واسمه بن عتيق، أن يمارس التضليل على المشاهد المسكين كي يغرقه في مزيد من الجهل والسطحية.

إنني بصراحة أشفق على هذا الجهد الذي تبذله التلفزيونات المغربية وأنا أراه يذهب سدى إذا استثنينا حقن الكراهية التي يراد زرعها في قلب المشاهد البسيط غير الفطن. أشفق لأن ما يقوم به القائمون على هذه القنوات والبرامج هو تبشير في المؤمنين: يخاطبون المغاربة بلغتهم وفي قنواتهم. وهم لا يملون من تكرار القول إن الشعب المغربي على قلب رجل واحد وملتف حول عرشه وقيادته ومستعد للموت دفاعا عن وحدته الترابية.

طيب، إذا كانت ثقتهم مطلقة هكذا في الشعب المغربي، فلماذا كل هذه الحملة التلفزيونية؟

في البرنامج ذاته أيضا تكرر الكلام مرارا عن 'استراتيجية إعلامية' (لمواجهة حملات الجزائر واسبانيا)! هناك مصطلحات، ولجهلي بمعانيها، تسبب لي الحساسية، الاستراتيجية واحدة منها. ولكي يزيد صاحب هذا الكلام، وهو أستاذ صحافة وإعلام، من حساسيتي، اقترح ثلاث أو أربع استراتيجيات: واحدة للمغاربة في الداخل، وواحدة للأعداء (الجزائر و'بعض الاسبان') وأخرى لبقية العالم. كل هذا لتوعيتهم بتمسك المغرب والمغاربة بالقضية الوطنية واقناعهم بعدالتها.

بربكم يا قراء، هل هذا كلام جاد وموزون؟ ثلاث استراتيجيات يا رجل، و'احنا واحلين' في واحدة؟

ربما تكون واحدة من هذه الاستراتيجيات شراء مساحات زمنية في قنوات دولية كبرى! كنت سأقترح 'الجزيرة' باعتبارها تدخل بيوت الأعداء والأحباب، لكن تذكرت أن أحد الحاضرين في ذلك النقاش ـ بن عتيق مرة أخرى ـ تحدث عن الجزائريين العاملين بها مقارنا إياهم بالمغاربة الذين لمح الى أنهم لا يقومون بواجبهم القومي في غرفة الأخبار هناك في الدوحة مثل الجزائريين، حسب تلميحه، عندما قال: احنا أيضا عندنا مغاربة (في القناة). والجملة المستترة تقديرها سؤال: ولكن ماذا فعلوا؟

مرة أخرى يا قراء، هل هذا كلام منطقي وموزون؟

الحديث ذو شجون والمساحة بدأت تضيق. أسمح لنفسي بنصيحة لإخوتي المغاربة الذين جرفهم التيار: كفّوا عن البكاء. أوقفوا هذا السيرك. إذا كنتم تريدون فعلا قهر 'الأعداء'، فبالعمل وليس بهذا المسلسل التركي. والأهم، اشتموا من شئتم من رموز الحكم بالجزائر، لكن التطاول على شعب بأكمله عيب.

طبعا سيهبّ كثيرون ويصفون المقال بالحاقد وكاتبه بالحاقد. وسيسألون لماذا لم تكتب عن مسيرة الدار البيضاء المظفرة وعن تورط بلادك في أحداث العيون وغيره. هذا كلام مألوف ومنتظر، لكنه لن يغيّر من واقع الأمر شيئا: أحداث العيون انتهت والإدارة والدبلوماسية المغربيتان ارتبكتا وتعثرتا مرة أخرى غير أخيرة. والشاطر هو الذي يتعلم من أخطائه ويمضي للأمام.

مرحبا بنفوذ الكرة

ـ عندما يصدر هذا المقال يكون العالم قد عرف من سيستضيف كأس العالم سنة 2018 بعد سحب القرعة ليلة الخميس في زيوريخ.

انكلترا التي أعيش بها هي إحدى الدول التي راهنت كثيرا وأنفقت أكثر للظفر بهذا المونديال. لكن قبل 72 ساعة من موعد القرعة، جاءت قناة 'بي بي سي' وبصقت في صحن الشوربة كما يقول المثل الدارج، بأن بثت تحقيقا ضمن سلسلة 'بانوراما' الشهيرة عن الفساد في الفيفا وتلقي بعض قيادييه رشاوى مقابل بيع أصواتهم.

ما أن أعلنت 'بي بي سي' أنها ستبث الحلقة، حتى تعالت أصوات تترجاها التأجيل لما بعد الخميس خوفا من أن يؤثر ذلك على التصويت كأن يمنح قياديو الفيفا أصواتهم لغير انكلترا انتقاما من صحافتها، خصوصا وقد سبق لصحيفة 'صنداي تايمز' أن بثت في الصيف الماضي تحقيقا موثقا وبالصور عن ضلوع قياديين في الفيفا في بيع أصواتهم مقابل مبالغ مالية.

لكن 'بي بي سي' قالت ان بث التحقيق يصب في خدمة الجمهور الذي من حقه أن يعرف ما يدور في أعلى هرم الفيفا، ثم سرعان ما احتدم نقاش أكثر عمقا عنوانه المصلحة القومية وحرية التعبير.. أين تبدأ الواحدة وأين تتوقف الأخرى.

الى وقت قريب كنا نسمع عن تضارب حرية الإعلام والنشر مع مصالح البلدان من حيث الأمن القومي والاستخبارات والعمليات العسكرية الدقيقة، فيُطلب من صحيفة أو هيئة إعلامية ـ وديا أو بالقانون أو حتى ترهيبا ـ عدم نشر أو بث ما من شأنه أن يؤثر على عملية ما قيد أو على وشك التنفيذ ('بانوراما' ذاته تعرض لهذا النوع من الضغوط).

وها نحن اليوم نرى أن الكرة أصبحت مصدر وسبب ضغط ليس بالهيّن. الكرة وسيلة، ما وراءها من أرباح ومجد هو ما يرفعها الى رأس قائمة اهتمامات الدول والحكومات وحيتان المال.

لو كان الذي حدث مع 'بانوراما' في بلد عربي أو عالمثالثي، لأوقف بث الحلقة تبرعا وتقربا وقبل أن يطلب أحد ذلك، حتى لو كانت المخاطرة أقل من خسارة مونديال فوائده السياحية والاقتصادية وحتى السياسية ضخمة.

يهم التنويه الى أن تحقيق 'بانوراما' لم يكن مجرد كلام على عواهنه، بل هو ثمرة شهور من التحري والتوثيق وتحليل المعلومات والوثائق. والنتيجة أن هزّ أركان أقوى مؤسسة في العالم.

* كاتب صحافي من أسرة 'القدس العربي'

toufik@alquds.co.uk

القدس العربي في

02/12/2010

 

المثقف العربي كومبارس الفضائيات

ماجد السامرائي 

يتساءل مشاهدون، من مثقفين وممن يعنيهم الشأن الثقافي: ألا توجد في الواقع العربي اليوم قضايا ثقافية، وفكرية، تستحق الاهتمام من لدن القنوات الفضائية العربية لتكرس لها من «ندوات الحوار» التي تعقدها عن كل شيء، وفي كل شيء، إلاّ الثقافة وما هو ثقافي حقيقة، وكأنها تمتنع عن أن تجلو طبيعته، وتوثق روابط صلته بكل من الإنسان والواقع، أو تجعل منه «قضية» من قضايا الحاضر التي تخص المستقبل أيضاً في ما لها من امتدادات؟ ويضيف هؤلاء المتسائلون: إننا نجد السياسة، أو ما يُقحم في إطارها، قد غلبت، أو تغلبت على كل شيء في هذه الفضائيات، فبلبلت عقل المشاهد العادي وشوشته الى حد التشويه، في وقت لا نجد فيه «قضية ثقافية» تحظى بشيء مما ينبغي أن يكون لها من أهمية واهتمام، على كثرة هذه القضايا وتعدد مجالاتها، ومشكلاتها أيضاً. فقد «اختارت» هذه الفضائيات، على ما يبدو، أن تجعل من هذا المثقف «مشاهداً» و «مستمعاً» ليس أكثر... أما رأيه، وأما موقفه، وأما القضايا التي تخص واقعه وإنسان هذا الواقع، كما يراها، فهي مركونة جانباً، بعيداً من عدسة كاميرات هذه الفضائيات، فلا اهتمام بها، ولا أهمية لها في نظر القائمين على هذه الفضائيات، لا لشيء، إلاّ لأن أغلبهم يجهل الثقافة والبعد المجتمعي لها، كما يبدو.

ويضيف متسائل من هؤلاء المثقفين: لماذا لا نجد تمثيلاً فعلياً للثقافة وقضاياها، وحضوراً واضحاً للمثقف وأطروحاته الثقافية في غير برنامج من برامج هذه الفضائيات التي نجد الفضاء فيها مفتوحاً لشتى الموضوعات، في وقت تتحدد المعركة الحالية فيه كونها معركة ذات أساس ثقافي، فـ «الهوية» تعتبر من بين أبرز محاور: بين الإثبات والتثبيت ومحاولات التشويه والقتل. كما نجد «العولمة»، في جانب أساس من توجهاتها تنصب على الثقافة وما هو ثقافي، سواء في محاولات القتل والإعدام، أو في عمليات إحلال البدائل، أفكاراً وتوجهات؟ ويضيف هذا المثقف المتسائل: ألا يكون أمراً ذا جدوى أن تستضيف هذه القنوات أديباً له من الحضور الأدبي والوضوح الفكري فيتحدث في الثقافة: مكوناتها الراهنة، ومعركتها التي هي جزء من معركة الوجود لإنسان هذا العصر، فيساعد في بلورة كثير من الأفكار، وتأكيد أخرى تتعرض اليوم للعزل والتشويه، بديل أن تكرر هذه الفضائيات استضافة جمع الطارئين في برامجها: من طارئين على السياسة، الى طارئين على الواقع ذاته، وتبيح لهم من أشكال الحديث وألوانه ما يجعلهم يعرفون بما لا يعرفون؟

ويثير كل هذا تساؤلات أخرى تنطوي على الكثير مما ينبغي التفكير فيه متسائلاً، لماذا تعمد بعض الفضائيات الى استضافة الأنصاف، إذا ما استضافت، فتظهر الثقافة وكأنها عمل من لا عمل له؟ فكيف ينبغي أن ننظر الى هذا كله؟ وكيف نصنفه؟ وفي أي اتجاه/ توجه يتعين مساره؟...

الحياة اللندنية في

02/12/2010

 

«قاضي الغرام»

إبراهيم حاج عبدي 

«قاضي الغرام» هو برنامج يقدمه الفنان المصري مصطفى شعبان على قناة «أبو ظبي»، وتنهض فكرته على عرض مشكلة زوجية تعكّر صفو حياة الزوجين، ثم يقوم البرنامج بقول «الكلمة الفصل» لحل المعضلة، فيعيش الزوجان بعد حكم قاضي الغرام في حب ووئام ونسيان الخلاف والخصام!

والحكم الحاسم هذا لا يطلقه شعبان بمفرده، بل يستعين، في كل حلقة، بثلاثة ضيوف من المشاهير في عالم الفنون والدراما، يتابعون من الأستوديو فحوى الخلاف الناشب بين الزوجين، وبعد المعاينة يقفون إلى جانب أحد الزوجين، الأمر الذي يشجّع مقدم البرنامج على إطلاق حكمه في هذا الاتجاه أو ذاك.

وعلى رغم أن البرنامج مستنسخ من النسخة الأميركية التي حظيت بنجاح واسع، كما تشير بعض التقارير، فإنه في نسخته العربية يعاني عيوباً كثيرة، ولعل أول العيوب يتمثل في أن المشكلات المعروضة هي مشكلات سطحية وبسيطة وتكاد تكون ساذجة (لو كانت ثمة مشكلة حقيقية لما قبل الزوجان الظهور على الشاشة أصلاً، بل لكان المكان الأنسب لهما، عندئذ، قاعات المحاكم، لا الشاشات. أما العيب الثاني فينبع من طريقة البحث عن حل، وهذه تأتي ضمن قالب كوميدي، مملوء بالتهكم والتعليقات الساخرة؛ الصادرة من هذا الضيف أو ذاك ومن مقدم البرنامج نفسه. ولا حاجة بنا إلى القول إن هذه الصيغة الساخرة للتسوية المنشودة، لا تنسجم مع مشكلة من المفروض أن تتمتع طريقة معالجتها بقدر من الجدية والرصانة (فلو تعاطينا مع الحياة الزوجية، على قدسيتها، بهذه الصورة اللاهية، فأي شيء، بعد ذلك، يستحق الجدية؟).

تضاف إلى ذلك طبيعة اللوحات المصورة التي تتضمن المشكلة الزوجية المفترضة، فهي تتضمن مشاهد تمثيلية رديئة؛ مفبركة على عجل يقدمها الزوجان اللذان يجهلان مبادئ التمثيل وشروطه، مثلما يخفقان في إعادة إنتاج المشكلة على نحو عفوي تلقائي بحيث يظهران الغضب والانفعال والحنق. هما يعلمان أن الكاميرا تسجل، هذه المرة، شجارهما الزوجي، فلا يكون المشهد، والحال هذه، شجاراً صادقاً، ولا تمثيلاً ناجحاً.

وإذ يتباين أداء الضيوف الذين ينتمون إلى مرجعيات ثقافية وجنسيات مختلفة، ويؤمنون بقيم وأعراف تتغير تبعاً لبلدانهم ومحيطهم الاجتماعي وطريقة تفكيرهم، وهم، على كل حال، يتبدلون في كل حلقة، فإن اللافت هو الحضور المحبب لشعبان وتعليقاته الساخرة التي تضفي على الحلقات أجواء مرحة؛ مسلية. لكن هذه المهارة، بحد ذاتها، تتحول عبئاً في برنامج من هذا النوع بدلاً من أن تكون ميزة. ذلك أن برنامجاً يسعى الى كشف معوقات وصعوبات الحياة الزوجية التي تزخر بقصص مؤلمة على أرض الواقع، لا يتطلب مقدماً خفيف الظل بقدر ما يتطلب شخصية تربوية اجتماعية خبيرة بمثل هذه المسائل المعقدة والحساسة. لكن البرنامج لا يأبه بكل ذلك، إذ يختزل الحياة الزوجية، إلى مجرد صورة كاريكاتورية باهتة وهزيلة.

الحياة اللندنية في

03/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)