حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تقول إنها لم تهاجم الفنانين المصريين

سلمى المصري: رفضت "باب الحارة" مرتين

عمّان - ماهر عريف:

تشارك الفنانة السورية سلمى المصري في بطولة المسلسل الأردني “عائلة أبو حرب” وخلال تصويرها مشاهدها داخل أحد المستشفيات في العاصمة الأردنية عمّان أجرينا معها هذا الحوار الخاص:

·         بداية . . كيف تجدين مشاركتك في مسلسل أردني؟

عودة جميلة إلى بداياتي حيث أسهمت الأعمال الأردنية في انتشاري بينها “جدار الشوك” و”دليلة والزيبق” و”شجرة الدر” والنسختان الأصليتان القديمتان لكل من “نمر بن عدوان” و”رأس غليص” وغيرها عندما كانت الدراما في أوجها منذ منتصف سبعينيات حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي .

·         ما الاختلاف الذي لمسته بين السابق والحالي؟

افتقدنا فترة طويلة إلى المسلسلات الاجتماعية الأردنية المعاصرة والتي تطرح البيئة العمّانية المدنية وحتى القروية، ولذلك سعدت كثيراً عندما تلقيت عرضا للمشاركة في مسلسل جديد من هذا النوع ولم ألمس فرقاً في تعاون الفنانين لاسيما أنني شاركت بعضهم تجارب تمثيلية سابقة .

·         ماذا عن دورك في “عائلة أبو حرب”؟

المسلسل إجمالا يركز على عائلة متشعبة الاهتمامات يواجه أفرادها أبواباً مغلقة في تحقيق أهدافهم ويعيشون مواقف متفرقة وفق قالب كوميدي لطيف، وأجسّد دور سيّدة سورية يموت زوجها الأردني وتتزوج من آخر لديه أسرة أساساً فتدخل في مشكلات متباينة فيصلها المال غالبا، وتلجأ إلى المشعوذين من دون فائدة .

·         ارتبطت بتجارب كوميدية سورية عديدة فلماذا قلّ حضورك ضمنها مؤخرا؟

المعضلة الرئيسية تكمن في العثور على نص جيد يعتمد على “حدوتة” متناسقة تطرح كوميديا الموقف، حيث أصبح هذا الأمر نادرا وطغت أشكال “التهريج” التي أتجنبها، لكن هناك تجارب تحسب لأصحابها منها “ضيعة ضايعة” و”بقعة ضوء” وأنجزت مؤخراً عملاً جمعني مع أيمن زيدان عنوانه “مرسوم عائلي” في السياق ذاته متناولا القوانين القديمة ومدى صلاحية تطبيقها حالياً .

·         شاركت ياسر العظمة “مرايا” في عدة أجزاء فلماذا توقف العمل؟

هذا العمل حقق حضوراً جماهيرياً واسعاً، لكن ربما ياسر العظمة أصابه بعض الكسل في عدم إنجازه أجزاء جديدة يمكن استمرارها لأنها لا تعتمد على دراما متصلة وإنما لوحات قصيرة منفصلة ضمن الحلقات، كما واجه إشكالية دعمها إنتاجيا لكن سمعت أن ثمة توجهاً لعودته قريبا .

·         ما الفرق في تعاونك معه عن تعاونك مع دريد لحام؟

كل منهما متألق في موقعه بينما يستند ياسر إلى لوحات قصيرة ينتهج دريد مسلسلاً متصلاً كما حدث في لقائنا ضمن “عائلتي وأنا” وهناك اختلاف في طريقة تمثيل كل منهما وشخصيته .

·         ما تفاصيل رفضك “باب الحارة” مرتين؟

هذه المعلومة صحيحة وربما لا يعرفها كثيرون، فأنا اعتذرت عن دور “أم عصام” في البداية نتيجة خلاف مادي ثم عادوا وطرحوا تجسيدي شخصية قدمتها زميلتي صباح بركات عقب توقفها عن إكمالها في الجزء الفائت فرفضت لأنني لا أحب مواصلة خط سابق ولا أفضل تناوب فنانتين على “كاراكتر” واحد تجنبا ل “تشويش” المشاهدين .

·         كيف ترين مطالبات دعت إلى وقف استمراره منذ سنتين؟

لا أعرف إن كانت محقة أم لا، لكن طالما وجدت متابعة واسعة من الجمهور، فهذا دليل على رغبة في استمراره ولكن عموما أنا لست مع “تفصيل” أجزاء لاحقة استغلالا لنجاح الأول وأفضّل إنجاز ذلك منذ البداية في حال كون كانت قصة العمل متسلسلة وتحتمل تتابع الأحداث بشكل مدروس ومكتوب جيدا .

·     لماذا غبت عن مسلسلات بدوية بعدما أطللت في نسخها القديمة بينها “رأس غليص” و”نمر بن عدوان”؟ وكيف وجدت رؤيتها الجديدة؟

لم أتلق عروضا للمشاركة فيها، ولا شك في أنها اختلفت تقنيا وفي تشعب الأحداث الدرامية ضمن إعادتها في نسخ جديدة .

·         كيف رأيت أصداء “الخبز الحرام”؟

عندما عرض في شهر رمضان على قناة واحدة لم يأخذ حقه من الانتشار وبعد بثه على فضائيات عديدة تالياً لمست أصداء طيبة ومشجّعة .

·         بصراحة هل تلمسين نمطية الأدوار النسائية التي تصلك في هذه المرحلة العمرية؟

نعم، وأغلبية أدوار المرأة لدينا مساعدة ولا تأخذ اهتماما في الكتابة وإبراز تفاصيل مهمة يمكن طرحها فالتركيز أكثر على البطل الرجل والأعمار الشبابية .

·         لماذا هاجمت الفنانين المصريين على خلفية أحداث مباراة في كرة القدم؟

لم أهاجمهم إطلاقاً، وما نسب لي في هذا الشأن يجافي حقيقة ما قلته، حيث رأيت وجوب تجنب تفاقم توتر العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري عقب المباراة الشهيرة، وطالبت بعدم تفاقم آثارها لأن هناك أشياء أهم يجب أن نقف عندها ونتمسك بما يجمعنا ولا يفرقنا .

·         هل تفكرين في دخول السينما والدراما التلفزيونية المصرية؟

إذا تلقيت دورا مميزا ضمن عمل مهم يضيف لي فلن أمانع ودائما نحن نطالب بأعمال عربية مشتركة لا تتقيد بإقليمية منفردة .

·         في رأيك من هو أكثر السوريين نجاحا هناك ولماذا أخفق أيمن زيدان؟

نجح تيّم حسن وجمال سليمان وغيرهما، ولا شك في أن بعض التجارب لم يحالفها التوفيق لكن أيمن زيدان لم يخفق وربما غلبت عليه اللهجة الشامية أكثر .

·         أخيرا . . ماذا تحضّرين؟

بعدما أنجز تصوير “عائلة أبو حرب” والمحدد إتمامه قبل نهاية العام الحالي أنطلق للتحضير لرمضان المقبل .

الخليج الإماراتية في

01/12/2010

 

عذيب” دور جعله معروفاً في بلاده والمنطقة

علي داخل: الدراما العراقية تعيش حالة سبات

بغداد - زيدان الربيعي:  

حصل الممثل العراقي الكوميدي علي داخل على شهرة واسعة جداً في العراق وكذلك في دول الجوار بعد أن جسد شخصية “عذيب” في الأجزاء الثلاثة التي عرضت من المسلسل الشعبي الكوميدي “بيت الطين”، حيث بات أثر تجسيده لهذه الشخصية واحداً من أهم فرسان الدراما العراقية . لكن هذه الشخصية جعلته يبقى رهينة لها، لأن المخرجين باتوا يحجزون له سلفاً الشخصية الريفية في أي مسلسل يتولون أخراجه، فعوامل نجاح الشخصية متوافرة لديه .

علي داخل حذر في لقاء مع “الخليج” من حصول هجرة كبيرة للممثلين العراقيين إلى خارج بلدهم إذا لم تنتبه الدولة العراقية للإنتاج المحلي، لأن الدراما العراقية باتت اليوم تعيش في حالة سبات، لكونها دراما رمضانية فقط حسب وصفه . وكان لنا معه هذا الحوار .

·         ما جديدك؟

بعد انتهاء دورة شهر رمضان المبارك، تعيش الدراما العراقية حالة من السبات، لكن لدي عمل مسرحي ما زال قائماً رغم عرضه منذ مدة ليست بالقليلة على الجمهور، وهذا العمل هو مسرحية “اللي يريد الحلو” وهي من إخراج غانم حميد ويشاركني في تجسيد أدوارها نخبة من نجوم الكوميديا العراقية أمثال ماجد ياسين، قاسم السيد، نجم الربيعي، أسماء صفاء وآخرون، وسوف تعرض في أيام العيد في بغداد بعد أن عرضناها في عدة محافظات عراقية ونالت استحسان الجمهور .

·         كيف ترى المسرح العراقي الآن؟

إن المسرح العراقي لغاية الآن لم تظهر ملامحه وهو مسرح مرتبك ومتقطع العروض، فضلاً عن ذلك يعاني عدم وجود إدامة واستمرارية له وهذا الأمر يفقد التواصل بين المسرح والمشاهد وهذا ناجم من الظروف الأمنية في البلد .

·         وماذا عن الدراما العراقية؟

الدراما العراقية باتت اليوم دراما رمضانية، لكن المطلوب من الجهات المسؤولة أن توفر أعمالاً درامية جيدة، لأن الشركات الإنتاجية الأهلية المعنية بالدراما تستغل شهر رمضان لفرض سياستها ودعايتها من خلال الأعمال التي تقدمها، وإذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، حيث يعاني الممثلون عدم الاهتمام فإن احتمالات هجرة للفنانين العراقيين إلى الخارج تبقى قائمة، لأنه إذا لم تكن هناك أعمال تصور لهم داخل العراق فإن السعي في مناكبها موجود .

·         لماذا التجأت الدراما العراقية في الآونة الأخيرة إلى الأعمال السياسية؟

الواقع يفرض نفسه، فالكاتب عندما يجد نفسه محاصراً من قبل الفضائيات التي تبث الأخبار السياسية والأمنية، فضلاً عن ذلك أن الواقع المرير يجعل الكاتب يتجه نحو كتابة ما يعانيه المواطن العراقي . لأن المواطن يعاني الآن من وضع سياسي مربك . وهذه العملية تفرض على الكاتب وعلى الممثل وعلى المخرج وعلى المحطة الفضائية “المسيسة” التي لديها أفكار تريد تبثها سواء أكانت هذه الأفكار ضد الدولة أم معها .

·         باعتبارك أحد فرسان الكوميديا العراقية كيف تراها الآن؟

كثرة العروض توفر المرونة واستمرارية للممثل مع المشاهد وهذه الاستمرارية تجعل الممثل يمتلك أدوات قوية وتعبيره يصبح أفضل ويكون على تماس يومي مع المشاهد ويعرف واقعه وكذلك يعرف معاناته، لكن التقطع يؤثر في الممثل، لذلك اتجهنا نحو الكوميديا الدرامية التلفزيونية وهي كوميديا ضعيفة جداً بسبب عدم توافر المقومات اللازمة في الوقت الراهن .

·         شخصية “عذيب” التي جسدتها في الأجزاء الأربعة من مسلسل “بيت الطين” ماذا أضافت لك؟

أضافت لي الشهرة وكان مسلسل “بيت الطين” في أجزائه الثلاثة التي عرضت لحد الآن وهناك جزء رابع من المؤمل أن يعرض قريباً من الأعمال الناجحة جدا للمؤلف والمخرج عمران التميمي، وهذا الرجل لو أتاحت له الفضائيات أن يستمر في الكتابة والإخراج سيكون عنصراً مهماً في تعافي الدراما العراقية .

·         هل تعتقد أن نجاح عمران التميمي يعود إلى أنه تناول القضية العراقية بواقعية جدا؟

إن ضعف الدراما العراقية يعود إلى ضعف جانبين الجانب الأول يتحمله الكاتب والجانب الثاني تتحمله الجهات الإنتاجية . فالكاتب يطرح مواضيع لا تحاكي واقعنا ولا يكون لها أي مساس بهذا الواقع، لكن عمران التميمي أوجد حالة من التلاصق وعمل بمهنية وحرفية كبيرة في كتابته لنص “بيت الطين” وقد كان السبب الأول في نجاح هذا المسلسل جماهيرياً هو النص ثم بعد ذلك يأتي الممثلون .

·         ما سر التلقائية التي تتميز بها في تجسيدك مختلف الشخصيات التي تمثلها؟

إن الأعمال الجادة التي اشتركت فيها في العقدين الأخيرين من القرن الماضي إضافة إلى المهرجانات المختلفة التي شاركت فيها وكذلك اختلاطي مع الممثلين الآخرين وفرت لي خبرة في مجال الاسترخاء عند تجسيد هذه الشخصية أو تلك . يضاف إلى ذلك أن الاسترخاء يمثل حالة من الوعي تجعل الممثل يفهم ويلتقط من الشارع ما يعتقد أنه يمس هذا الشارع وهذا الذي يدخل الضحكة في نفوس المشاهدين .

·         متى تخرج من إطار الشخصية الريفية؟

يبدو أن أمر خروجي من تجسيد الشخصية الريفية التي ترتدي الزي العربي الأصيل بات صعباً للغاية، لأن المخرجين وكما يبدو وضعوني في خانة الشخصية الريفية .

·         حالة التكرار في تجسيد الشخصية ذاتها ألا تسحب من عطائك؟

هذا الشيء مؤكد، فسبب التكرار يعود إلى تشابه الأعمال الدرامية، لأن المخرجين يعرفون أن هذه الشخصية ستنجح معي استناداً إلى التجارب السابقة، لذلك لا يفضلون شخصية أخرى لتجسيدها . وحقيقة الأمر أن هناك ضغوطاً مختلفة تجعلني أوافق على تكرار بعض الشخصيات منها ضغط المعيشة، لأن الممثل العراقي يعتمد في معيشته على ما يحصل عليه من أجور نتيجة مشاركته في هذا المسلسل أو تلك المسرحية .

·         هل هناك ممثل عربي تتمنى العمل معه؟

حقيقة هذه الأمنية موجودة ولا تقتصر فقط على ممثل عربي معين، بل على كل الممثلين العرب الجيدين، لأننا محاصرون في العقود الماضية . أما التجارب الأخيرة في الدراما العراقية التي شهدت مشاركة بعض الممثلين العرب فإن هذه المشاركة محكومة بظروف مالية كبيرة جداً قد تعادل ميزانية العمل بأكمله .

·         ما فائدة مشاركة الممثلين العرب في الأعمال العراقية؟

إن هذه المشاركة تضيف خبرة واحتكاكاً للممثل العراق، لكن عندما يشعر الممثل العراقي بأن شقيقه الممثل العربي يحصل على أجر يعادل أجر الممثل العراقي بكذا ضعف تتحول القضية إلى حالة من الإحباط، لأن مستوى الممثل العراقي لا يقل بشيء عن مستوى الممثل العربي، وهذا الكلام قيل على لسان الكثير من الممثلين والمخرجين العرب ولم يصدر من الممثلين العراقيين لأنهم واثقون من قدراتهم في مجال عملهم .

الخليج الإماراتية في

01/12/2010

 

تأجيل "محمد علي" بشكل مفاجئ

القاهرة - دينا إبراهيم:  

قرر المنتج هشام شعبان صاحب شركة “كنج توت” تأجيل تصوير مسلسل “محمد علي” إلى رمضان ،2012 وذلك بعد أن أعلنت قناة “الحياة” قبيل انتهاء رمضان 2010 عن المسلسل وأنه سيعرض في رمضان 2011 .

السبب المعلن للتأجيل قالته الدكتورة لميس جابر، إنها لم تستطع حتى الآن الانتهاء من كتابة سيناريو المسلسل، وأكدت أنه عمل ضخم ويستلزم وقتاً طويلاً، لكم المعلومات والتفاصيل التي تحتويها كل حلقة منه، وفي الوقت نفسه حتى لا يكون الاستعجال سبباً في خروج العمل بشكل غير لائق، لا يتناسب مع شخصية محمد علي، وأيضاً لا يليق بشخص الفنان يحيى الفخراني .

ومن جانبه صرح هشام شعبان ل”الخليج” بأن الشركة قررت تأجيل تصوير المسلسل إلى العام المقبل تمهيداً لعرضه في موسم شهر رمضان 2012 لأكثر من سبب، قد يكون من بينها عدم الانتهاء من الكتابة، أما السبب الرئيسي والأهم  كما قال  فهو انسحاب المخرج حاتم علي من المسلسل ووضع فريق العمل في ورطة وتم ترشيح أكثر من مخرج، كان من بينهم شادي الفخراني نجل الفنان يحيى الفخراني والكاتبة لميس جابر، ولكن لم يتم الاتفاق معهم بشكل رسمي وكانت كلها مجرد ترشيحات .

وأضاف شعبان: كان من بين المرشحين شادي يحيى الفخراني، ولكن مع احترامي له فهو مازال ضعيف الخبرة ومسلسل مثل “محمد علي” يحتاج لمخرج مخضرم ذي خبرة كبيرة وواسعة لذلك فضلنا تأجيل تصوير المسلسل للعام المقبل ليظهر بالصورة التي يستحقها .

يذكر أن مسلسل “محمد علي” رصدت له ميزانية مبدئية 70 مليون جنيه، وخصص منها 5 ملايين لملابس يحيى الفخراني فقط، ويقوم ببطولته يحيى الفخراني وميرفت أمين ويسرا اللوزي وكان قد تم بيعه لقناة الحياة بشكل حصري قبل الإعلان عن تأجيله .

الجدير بالذكر أيضاً أن آخر أعمال يحيى الفخراني كان مسلسل شيخ العرب همام الذي عرض على قناة الحياة في رمضان الماضي وحقق نجاحاً كبيراً، بالإضافة لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، رغم الجدل الذي أثير حوله واعتراضات أبناء أسرة شيخ العرب على بعض الأحداث الذين اعتبروا أنها تسيء لجدهم الأكبر.

الخليج الإماراتية في

01/12/2010

 

عين على الفضائيات

جرأة مطلوبة

مارلين سلوم 

حين أغلقت أبواب الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية في وجه اللبنانيين، عرفوا كيف يجدون لأنفسهم منفذاً يطلون من خلاله على العالم الخارجي. صحيح أنهم لم يكونوا أول من أطلق قناة فضائية في العالم العربي، لكنهم كانوا أول من استغل القنوات الخاصة لتقديم إعلام مرئي حر و”جديد” في الشكل والمضمون، يصل بطموحه إلى حد تحدي التقاليد وتقديم برامج من نوع مختلف لم يعتد عليها لا المواطن اللبناني ولا العربي. وبقيت القنوات اللبنانية تجمح حتى قفزت فوق الخطوط الحمر وقدمت برامج تخطت حدود “الجرأة” بأشواط.

قد تكون هذه ميزة يتصف بها اللبنانيون عموماً ونلمسها في إصرارهم على العيش والتمتع بالحياة وتحدي ظروفهم حتى في عز الأزمات الاقتصادية والسياسية والحروب المتتالية، وقد انعكست على الفضائيات وبرامجها. لكن أصحاب القنوات عرفوا كيف يستغلونها لتسويق برامج تجارية كل هدفها تحقيق أرباح مادية وإن جاءت على حساب المضمون والجودة، وعلى حساب المشاهد الذي استخفوا بعقله وبمتطلباته. واستطاعوا بذلك التفوق في صناعة البرامج وأصبحت بيروت وجهة معظم الدول العربية، يقصدونها للاستفادة من خبرة أبنائها و”شطارتهم” في صناعة وتصوير وترويج البرامج الجديدة.

في ظل هذه “الشطحات البرامجية”، نبتت “أزهار” درامية جميلة، قطفها اللبنانيون بلهفة المشتاق وبسعادة المتفائل. وتوالت المحاولات للنهوض بالدراما، لكنها بقيت محاولات محلية ضيقة، لم تنجح في الوصول إلى الأسواق العربية لتستعيد نجاحاً عرفته الدراما اللبنانية الأولى أيام الأبيض والأسود وبدايات الألوان، حيث تربعت على عرش الدراما العربية إلى جوار شقيقتها المصرية، خصوصاً أنها برعت يومها في تقديم الدراما البدوية المحببة إلى قلوب أهل الخليج وكان أشهر ثنائي فيها سميرة توفيق ومحمود سعيد، بينما تعمدت الدراما الاجتماعية والرومانسية التحدث بالفصحى ليفهمها كل العرب في أعمال كثيرة منها “النهر” و”غروب” و”السراب” وغيرها.

من يتابع اليوم الشاشات اللبنانية، يجد أن بين برامجها ومسلسلاتها بون شاسع، كل منهما يسير في اتجاه مختلف. ففي حين تزداد البرامج غوصاً في “التوك شو” السياسي من جهة وفي التنكيت والترفيه المستورد والمستنسخ من جهة أخرى، تزداد الدراما التصاقاً بواقع مجتمعها وإصراراً على “تجويد” إنتاجها قدر مستطاعها. ولو خصصت للدراما كثير من الأموال التي تهدر على البرامج الترفيهية المستنسخة والمتشابهة، لقفزت هذه الأخيرة دفعة واحدة إلى الأمام لتنافس عن جدارة زميلاتها العربيات، والدليل، أنها تتجرأ اليوم على تقديم مسلسل من خمس حلقات فقط، عن الطائرة الأثيوبية التي سقطت بعد إقلاعها بدقائق معدودة من مطار بيروت ومات كل من كان على متنها.

الجرأة لا تعني دائماً أن تخوض الدراما في مواضيع سياسية حساسة، ولا أن تتخطى الخطوط الحمر أو أن تكون مبتذلة في الشكل والمضمون، بل الجرأة أيضاً في تناول حادثة مؤلمة قضت على أرواح مئات الأشخاص، لأنها تمس المجتمع بكامله وخصوصاً أهالي الضحايا الذين سيشاهدون مسلسل “وداعاً” وسيتأثرون به لأن الجراح ستتفتح من جديد والنهاية الكل يعلم أنها لن تكون سعيدة ولا متفائلة، ومن الضروري مراعاة مشاعرهم بتقديم عمل متقن والاقتراب من الواقع والحقيقة قدر المستطاع ليبدو العمل وكأنه يوثق لحدث مهم لن ينساه لبنان.

حين لا تكون الرواية من صنع الخيال، تصبح المهمة أصعب، وعلى صناع المسلسل أن يسيروا بين الأشواك حرصاً على عدم إيذاء مشاعر أهالي الضحايا، لا سيما أن كاتبه طوني بيضون يسلط الأضواء على أربع شخصيات رئيسية ليعرض ظروف حياة كل منهم قبل قراره السفر على متن هذه الطائرة، وأحوال أسرته التي تركها ولم يعد إليها. 

من يقرأ تفاصيل التحضيرات الجارية لمسلسل “وداعاً” لا بد أن يتأثر ويحرص على انتظار ولادة العمل كي يشاهده على الشاشة، فأحد أبطاله بيتر سمعان، بكى بصوت عال حين التقى والدي مصطفى أرناؤوط الذي سيجسده، وقت حضورهم إلى الاستديو لمشاهدة التصوير (كما نقلت إحدى المجلات اللبنانية). كما تشارك عائلات الضحايا الأخرى في إمداد الكاتب بالمعلومات، وقد اختار ضحايا من مختلف المناطق اللبنانية من صور وكسروان والبترون إضافة إلى الخادمة الاثيوبية التي قررت العودة إلى بلدها حيث ينتظرها خطيبها ليتزوجا، كما يتطرق إلى أسر قضت في هذه الكارثة الجوية.

“وداعاً” يذكرنا بفيلم ''عبارة الموت'' الذي أكد وحيد حامد سابقاً عزمه وإصراره على تصويره بعد وقوع كارثة ''عبارة السلام'' التي غرقت في البحر الأحمر في فبراير/ شباط 2006 وذهب ضحيتها مئات المصريين القادمين من السعودية، متحدياً فيه كل الجهات التي هددته -على حد تعبيره- في حال رأى عمله النور. لكننا لم نفهم كيف دفن “عبارة الموت” قبل أن يولد، وبردت حماسة حامد المندفع دائماً لنصرة البسطاء و”الغلابة”، والمستعد دائماً للتحدي واختراق المحظور، كما فعل حين قدم في رمضان الماضي مسلسله الجريء “الجماعة”.

لا مجال للمقارنة بين عمل مصري وآخر لبناني من حيث الجودة والإنتاج، فالإمكانات المتوافرة للدراما وللسينما في مصر تخولهما تقديم أعمال متفوقة في الجودة، مازال الفنان والكاتب والمخرج اللبناني يحلم بالحصول على نصفها كي يفجر ما لديه من أفكار وطاقات لا تقل بأي شكل عما يملكه أي كاتب ومخرج وفنان عربي آخر. فليت الأنظار تتجه نحو لبنان كأرض فنية خصبة في مجالي الدراما والسينما، تنتظر من يستثمرها ويمدها بالدعم المادي كي تحقق تقدماً فتسبق الإبداع البرامجي الذي بات مخزياً وفارغاً.

smarlyn@Hotmail.com

الخليج الإماراتية في

01/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)