حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لا يعتمد على وسامته في أدواره

مصطفى فهمي: عودتي للرومانسية تسعد الجمهور

القاهرة ـ من محمد عاطف

اتفق النجم مصطفى فهمي على التفرغ التام لتصوير مسلسل 'قضية معالي الوزيرة' الذي يعود فيه للتعاون مع النجمة إلهام شاهين، بعد مسلسل 'قصة الأمس' الذي حقق نجاحا كبيرا.

يقول مصطفى فهمي: رفضت كل الأعمال التي عرضت عليَّ قبل رمضان الماضي لعدم إعجابي بأي نص، ولن أشارك إلا في العمل الذي يليق بي، سواء كان ذلك تلفزيونيا أو سينمائيا. وأضاف: ليس معنى ترشيحي لأكثر من مسلسل أن يغريني ذلك بالاندفاع إلى عمل أندم عليه بعد عرضه، فأنا استطيع التمييز بين العمل الجيد والعمل متوسط المستوى أو الرديء من قراءة الصفحات الأولى في السيناريو والحوار.

حول اهتمامه بالدراما الرومانسية قال مصطفى فهمي: هذا النوع من الدراما قليل جدا على الشاشة وأرى أن الجمهور يحبه ولا يجده، لذا عندما أعثر على نفس من هذه النوعية اتمسك به جدا، لأنه يحتاج إلى إحساس خاص بالأداء وبالتعبيرات المؤثرة في المشاهد، وأعمالي السابقة من هذه النوعية نجحت جدا ولذا أحب الرومانسية سواء على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة.

عن استغلال وسامته في أدواره قال فهمي: ليس عيبا أن أظهر بالمستوى اللائق للدور الذي يحتاج إلى وسامة، وأن لم يحتج ذلك فأجهز نفسي على طبيعة ومواصفات الشخصية التي أدخلها، ودائما أتنوع بأدواري حتى لا أحصر نفسي في أدوار معينة.

مسلسل 'قضية معالي الوزيرة' تأليف محسن الجلاد وإخراج رباب حسين ويبدأ تصويره في كانون الاول/ديسمبر المقبل.

بالنسبة لعدم دخوله تجارب كوميدية جديدة بعد مسلسل 'الدنيا لونها بمبي' وهو العمل الذي قدم فيه كوميديا لايت خفيفة أمام زوجته رانيا فريد شوقي، يعلق مصطفى قائلا:

أنا من هواة مشاهدة الكوميديا وأتابع المسلسلات الأمريكية التي تعرض هذا النوع لأنهم يقدمونها بشكل مميز، خاصة أن السيناريو يكتبه أكثر من شخص لذا نجد في كل جملة 'إفيه' ضاحك، وأردت أن أخوض تجربة تقديم عمل كوميدي يعتمد على الموقف وليس 'إفيهات الفارس' التي تعتمد على شكل وحركات الممثل، وإذا جاءني عمل آخر سأرحب به على الفور لأنني أحب المشاركة في هذا المجال.

حول الاختفاء التام عن المسرح قال: المسرح يحتاج الى تفرغ، كما ان عروضه في حاجة الى إبهار وميزانيات ضخمة غير متوفرة حاليا، ولابد أن نعترف بمزايا أبو الفنون على الممثل الذي يرى جمهوره وجها لوجه ويشعر بتفاعلهم معه مباشرة بدون انتظار وقت محدد للعرض مثل الأفلام او المسلسلات التلفزيونية.

بالنسبة للسينما قال مصطفى فهمي: سيناريوهات عديدة عرضت عليَّ ولم تعجبني لأن تاريخي السينمائي يمنعني من تقديم ما يضر باسمي، وهناك عمل جار تجهيزه عندما يتم سأعلن عنه في الوقت المناسب.

القدس العربي في

30/11/2010

 

كلمات في ليلة تأبينه أجمعت على دماثة خلقه كاشفة كفالته للأيتام

الفهد: غانم الصالح نموذج نادر بين فناني جيله من الرواد

فادي عبد الله 

ضربت الأمسية التأبينية «غانم الصالح... كما عرفناه» أروع المثل والتقدير لسيرة هذا الفنان المبدع كنموذج يقتدى به.

احتضن مسرح الدسمة أمسية تأبين الفنان الراحل المبدع غانم الصالح، التي حضرها الكثير من محبيه وعشاقه وزملائه المخلصين، ورعاها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، وحضرت بالإنابة عنه مديرة إدارة المسرح كاملة العياد.

بدأت الأمسية بمعرض الصور الفوتوغرافية الخاصة بالفنان الراحل، بينها صورته مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، وصورة تجمعه بالفنانين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج والرائد المسرحي العربي زكي طليمات أيام تأسيس فرقة المسرح العربي، وصورة مع الشهيد الشيخ فهد الأحمد، وأخرى مع أمير البحرين الراحل، ومن أعماله المسرحية 'عشت وشفت' و'بيت بوصالح' و'باي باي لندن'، ومسلسلاته 'رقية وسبيكة'.

فيلم وثائقي

أما الجزء الثاني من الأمسية فقد كان مع الفيلم الوثائقي عن مسيرة غانم الصالح، حيث انطلق الفيلم من موقع منزله وسيارته والولوج إلى البيت، والتوقف عند مكتبه الخاص الذي يحمل أرشيفه وصوره وعددا من الجوائز والدروع التكريمية التي حصل عليها طوال مشواره الفني، أضاء الشمعة ابنه بسام ليتنقل بين هذا الأرشيف الضخم لمسيرة عمرها 50 عاما من العطاء، وبلقطات متعددة لعدد من الأعمال الدرامية التي قدمها أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح التي جسدت هذه الرحلة الطويلة من الابداع الفني عبر شخصياته المختلفة الراسخة والخالدة في ذاكرة التاريخ الفني الكويتي، بعدها توقف نبضه عن الحياة تاركاً هذا الكنز الكبير، لتعبر الصورة عن وصول جثمانه إلى الكويت ثم الجمع الغفير الذي شهد انتقاله إلى مثواه الأخير في مقبرة الصليبيخات، وحمل الفيلم نبذة عن سيرة الراحل وقصيدة للشاعر الغنائي الكبير عبداللطيف البناي بصوت الفنان المبدع سليمان الياسين جاء فيها: 'عمر النخل ماعطش / واليوم هو عطشان/ والورد كله ذبل من فارق الساقي/ غانم وغانم رحل عنا بلا استئذان/ ولما تروح الروح بالروح وش باقي/ راح الأبو والعم والفن والفنان/ وان كان باقي فن في عمره الباقي/ كل شي فراقه سهل إلا أعز انسان/ مثل اخونا اخو ماكو ولا نلاقي/ واللي يبي غانم هذا هو العنوان/ ساكن في دار الخلد دب الدهر باقي'.

وبعد انتهاء عرض الفيلم وهو من إخراج حنان المهدي وساعدها في الإخراج أحمد التمار، سلطت الأضواء على خشبة المسرح المزين بأزياء لعدد من الشخصيات التي جسدها الفنان الراحل في التلفزيون والمسرح، وهي 'عيسى الدهان' في مسلسل 'الأقدار'، و'نهاش فتى الجبل' في مسرحية 'باي باي لندن'، وأحمد في مسرحية 'بيت بوصالح'، و'المعلق الرياضي' في 'الكرة مدورة'، و'كامل الأوصاف' في مسلسل 'الغرباء'، و'ذياب' في مسلسل 'رقية وسبيكة'.

كلمات ورثاء

وفي الجزء الثالث من الأمسية، وهي ندوة 'غانم الصالح... كما عرفناه'، صعدت خشبة المسرح مجموعة من زملائه وهم: الفنانة القديرة حياة الفهد والفنان الكبير محمد جابر والكاتب المسرحي محمد الرشود مع مسامع لشخصيات الراحل، والزميل محبوب العبدالله ونجل الراحل بسام، ثم كشف الغطاء عن لوحة 'بورتريه' كبيرة للراحل رسمها الفنان أحمد مقيم.

استهلت الرائدة المسرحية حياة الفهد الحديث عن الراحل، حيث قالت: 'تمنيت ألا تأتي هذه اللحظة وأرثي الأخ والزميل والصديق الذي كانت صفاته الإنسانية تتخطى مواهبه الفنية وقدراته على أداء أدواره وتقمصه للشخصيات التي يجسدها سواء على المسرح أو في التلفزيون، كان ودوداً وحنوناً وإنساناً قبل أن يكون فناناً، كما أنه لم يبخل على من حوله بما يحتاج إليه من عون ونصيحة ورأي، وكان يضفي خلال وجوده مع جميع العاملين، معه سواء في كواليس المسرح أو في استوديو ومواقع التصوير، جواً أبوياً وعائلياً'.

وأضافت الفهد: 'كان يتفقد ويسأل عن جميع العاملين من فنيين وفنانين وإداريين، وكان متعاوناً مع فريق العمل المشارك فيه إلى أبعد الحدود، وكان ملتزماً بمواعيد العمل، فهو أول الحاضرين وآخر المغادرين، أتمنى أن تكون سيرته الحياتية ومسيرته الفنية مثلاً وقدوة لجيل الشباب، لأنه كان نموذجاً نادراً بين فناني جيله من الرواد'.

وانتقل الحديث إلى مستشارة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية نورية السداني، وهي أول مخرجة تلفزيونية كويتية، حيث استدعت ذاكرتها حول مسيرة صناعة الإعلام والفن في الكويت منذ تولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حقيبة الإعلام إلى أن تسلم الراية من بعده الشيخ جابر العلي رحمه الله، وعرجت على الكثير من الأسماء الرائدة.

واستذكرت السداني ذكرياتها مع الصالح ومكتبه في مبنى التلفزيون القديم بجانب البحر، حينما شغل منصب نائب رئيس قسم التمثيليات، وكان رئيس القسم الفنان القدير سعد الفرج.

أما زميل الدرب وصديقه الفنان محمد جابر، الشهير بشخصية 'العيدروسي'، فقد قال: 'تاريخ غانم يشهد له، وأشكر كل الفنانين والفنانات الذين أشادوا به وبمواقفه'، مشيراً إلى أن الراحل كان حريصاً على أسرته ولا يريد لأبنائه أن يعانوا ما عاناه في حياته، وقد قال الصالح له في أواخر أيامه: 'بسنا تمثيل نبي نقعد'، وكأنه يريد أن يرحل.

وسلط الكاتب المسرحي محمد الرشود الضوء على الجانب العائلي للراحل، حيث كان الرشود ناظراً لمدرسة ابنيه صلاح وبسام، فلم تشغله التزاماته الفنية الكثيرة عن الوجود في المدرسة، والسؤال عن مستوى ابنيه في الدراسة.

وأشار الرشود إلى كلام الراحل عندما تسلم دور داود حسين في 'الكرة مدورة'، بعد أن اعتذر الأخير قبل العرض بعشرة أيام، إذ قال: 'لا يوجد دور يتم تفصيله على ممثل، فالفنان الذي يعتمد على دور يرسم له ضعيف'.

وطالب الرشود المسؤولين بإطلاق اسم غانم الصالح على شارع أو مدرسة، ليكتمل التكريم، ولأنه يستحق ذلك.

وكانت كلمات نجله بسام غانم الصالح معبرة جداً، حيث أطلق على والده 'حنون وبيتوتي وديمقراطي وعطوف'.

ثم كشفت الفنانة حياة الفهد أن الراحل كافل للأيتام، حتى أسرته لم تعلم ذلك إلا منذ فترة قصيرة.

وشارك الفنان طارق العلي بكلمة أكد فيها أنه تعلم الكثير على يد الصالح وحياة الفهد، خاصة كيفية الوقوف امام الكاميرا.

وأخيراً كانت الكلمة لشقيق الراحل الفريق متقاعد مساعد الغوينم الذي قال: 'لقد رحل أخي، وهو لا يحتاج منكم إلا الدعاء له بعد أن رحل من عالمنا إلى العالم الآخر'.

بعدها قدم الشاعر محمد قبازرد قصيدة رثاء بالفصحى رائعة اقتطفنا منها: 'كغانم الصالح الراضي بما قسمت / قوس السقام له من مدنف النصل،... الصابر الشاكر المحمود سيرته/ على لسان العدا – سيان – والأهل، خطت له (لندن) تاريخ مولده/ واليوم (لندن) تمسي معرج الرجل، كذلك الموت ما يدريه غافله/ أ في ذكا أم سما يرديه أم زحل'.

ثم قال قبازرد: 'وفت بالسبق أقرانا مشيت بهم/ مشي الهوينا وقد شدوا على مهل، حتى إذا استبأسوا من دركك انتهجوا التقليد/ كيما ينالوا النُجحَ بالحيل، وأنت تختطف الأضواء مرتسما / على شفاه البرايا بسمة الجذل، من كل دور بطولي سواك لو ابتغاه/ دورا... غدا سرجا على جمل'.

وبعده ألقى حافظ الرسن رثاء بالشعر النبطي، وأخيراً صعدت ممثلة راعي الأمسية كاملة العياد، والرئيس الفخري لمسرح الخليج العربي عبدالعزيز السريع، ومستشار مسرح الخليج الفنان منصور المنصور لتسليم الدرع التكريمية الخاصة بالراحل لابنه بسام.

الجريدة الكويتية في

30/11/2010

 

كيف منح الجمهور جائزته لـ'أبو جانتي'...

ومن أوقظ الحنين إلى زمن هند أبي اللمع والمجذوب؟!

محمد منصور  

قدم برنامج (زووم) على قناة (الدنيا) شبه الخاصة، تغطية مكثفة لجوائز (أدونيا) السورية في دورتها السادسة، التي لا نعرف حتى اليوم أي أثر ملموس لها على صعيد تشجيع الفن السوري، سوى حديث الفنانين الدائم عن (أهميتها) من دون تحديد معايير هذه الأهمية، إذ لا أعتقد أن صناع الأعمال الجيدة أو الرديئة يفكرون وهم في غمرة إنجاز أعمالهم بأنه سيكون لهم نصيب من جوائز (أدونيا) أم لا... ولا أعتقد أن أي عمل سوري يسوق للعرض مجددا في أي محطة من المحطات العربية... سيُذكر في سياق تقديمه للمشاهدين بأنه حائز جائزة (أدونيا) كي يشعر الناس بأنه عمل (موثوق) يستحق المشاهدة!

فالجائزة ما تزال شأنا محليا سوريا، يُسر منه من يُسر، ويمتعض منه من يمتعض في ليلة توزيع الجوائز، ثم ينقضي كل شيء بلا أي أثر يذكر سوى بعض المتابعات الإعلامية الموسمية... وشخصياً لا أعتقد أن هذه الجائزة ستغير شيئاً في المشهد الدرامي السوري، خارج مجاملات الفنانين ونفاقهم غير المستغرب في أي أمر يسألون عنه أمام الكاميرات... وبالطبع لن أستغرب أن تكون هناك جائزة في العالم لا تجتمع فيها لجنة التحكيم على الإطلاق كما يحدث في (أدونيا) حصراً، وكما صرح المخرج خلدون المالح أحد أعضاء لجنة التحكيم السبع والعشرين على شاشة قناة الدنيا هذا العام... لأنني سبق أن استغربت ذلك العام الماضي، واعتبرته نوعاً من ترك المجال لسهولة تزوير آراء المحكمين إذا اقتضى الأمر، ما دام كل واحد في بيته لا يعرف من صوت لمن... وهل كان رأيه مطابقاً لآراء الأغلبية أم العكس، لكن ما أستغربه حقاً هو أن يحدثنا منظمو (أدونيا) عن جائزة العمل الأكثر جماهيرية، التي حصدها هذا العام المسلسل السوقي الفظ والمشين (أبو جانتي ملك التاكسي)!

سألت كثيراً عن آلية إشراك الجمهور في التصويت للأعمال، فقيل إن هناك رقم موبايل يمكن التصويت عليه. حسناً كيف سيعرف السوريون ذلك إذا لم تصلهم رسائل تدعوهم للتصويت؟ وعلى حد علمي لم تصل أي رسالة من هذا النوع لأحد ممن سألتهم... إلا إذا كان التصويت حكرا على أهالي وأقارب وأصدقاء منظمي أدونيا والفنانين الذين شاركت أعمالهم فيها، وأرجو ألا يكون رقم الموبايل المذكور قد نشر في جريدة 'بلدنا' التي تصدرها المجموعة التي تنظم الجائزة... لأن جمهور السيد أبو جانتي من سائقي التاكسي وشوفيرية المكاري وزعران التلطيش ومتعهدي السائحين الخليجيين الذين حولوا أغنية (سوري يا نيالي) إلى أغنية للتغني باقتناص الريال في المسلسل... لا يقرأون صحفاً، وهم إن وقع في أيديهم عدد من جريدة نسيها راكب لديهم، غير مستعدين لصرف ليرة واحدة في رسالة التصويت لمسلسل لم يدعوا لحفل توزيع جوائزه، وهو لا يتنافس مع عمل عربي آخر كي نقول إن الروح الوطنية دبت فيهم فصوتوا لعمل سوري!

وهكذا لا توجد أي آلية واضحة ومقنعة ونزيهة لمعرفة كيف أبدى الجمهور رأيه في هذا العمل أو ذاك... فلماذا الكذب باسم الجمهور... ولماذا إشراك الجمهور في جائزة هي شأن خاص لمنظميها وفنانيها ولحساباتهم وغاياتهم، بل سيرمى بأي واحد من هذا (الجمهور الحبيب) في عرض الشارع، لو فكر في الاقتراب من قاعة الحفل.. أو حلم بدخولها!

إن مشكلة (أدونيا) باختصار أنها ليست جائزة بقدر ما هي استعراض سنوي يحاول أن يحاكي حفلات الجوائز العالمية في أمور شكلية فقط، كالحديث عن تشكيل لجنة تحكيم، ونشر ترشيحات، وفرض ارتداء البزة الرسمية على الضيوف... وظهور الكثيرين منهم وهم يزينون أعناقهم بالبابيونات ويطلقون تصريحاتهم المتكلفة قبل دخول القاعة... والمشكلة الأكبر أن طيبة الذكر (أدونيا) لا تقدم للمتابع أو الجمهور أي بيان عن القواعد التي تحكم تناقضاتها الفاضحة، سوى أن خير قاعدة أن تدوس كل الأعراف والقواعد!

الحنين إلى الصورة المستعارة!

استفاق الحنين إلى أيام المسلسلات الرومانسية اللبنانية في برنامج (سيرة وانفتحت) مع زافين قومجيان على قناة (المستقبل) فخصص حلقة هذا الأسبوع لاستعادة ذكرى الثنائي عبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع في الذكرى العشرين لرحيل هذه الأخيرة التي تصادف هذه الأيام.

في الأستوديو كان عبد المجيد مجذوب الذي فعل الزمن فعله في تقاطيع وجهه، حاضراً للحديث والاستذكار وتلقي الاتصالات... وكان محور الحلقة كلها بالنسبة لزافين: (شو السر؟!) ما هو سر سحر هذا الثنائي... وما هو سر بقائه في الذاكرة؟ وما هو سر عبوره من جيل إلى جيل... على اعتبار أن بعض الإعادات لهذه المسلسلات التي أنتجت في سبعينات القرن العشرين، جعل لها جمهوراً حتى بين الجيل الشاب اليوم!

بعض المتصلات من داخل لبنان طبعاً، تحدثن عن أن تلك المسلسلات كانت تمثل الرومانسية في الحب، بخلاف المسلسلات اللبنانية اليوم، التي تقوم على عرض الأجساد والممثلات اللواتي يكشفن من أجسادهن أكثر ما يخفين، وتحدثت متصلة أخرى مع عبد المجيد مجذوب قائلة (انتو علمتونا الأدب بالحب).

إذاً جانب من جوانب (السر) يكمن ـ كما يبدو- في أن الكثير من اللبنانيين سئموا من الإباحية المتمادية في الإعلام والدراما اللبنانيين، وباتوا يحنون إلى أيام الرومانسية المؤدبة التي كان يمثلها هذا الثنائي، في أعمال كان بعضها يتحدث العربية الفصحى... ويعتمد الحركة المرسومة، والانفعال التعبيري بإيقاع خاص... لكنني ومع احترامي لذكرى الممثلة هند أبي اللمع، ومع تقديري للنشوة التي كان يتحدث بها عبد المجيد مجذوب عن أمجاد زمنه الذي عاشه... إلا أنني لا أستطيع أن أرى في الحنين إلى تلك الأعمال، سوى حنين إلى صور مستعارة... فهذه الدراما التي لا تعكس واقعاً اجتماعياً، ولا تعبر عن بيئة بلد المنشأ، ولم تلمس الأزمات الحقيقية التي كان يعيشها المواطن اللبناني في السبعينيات والبلد على أبواب حرب لبنانية طاحنة... هي دراما لا تملك اليوم أي قيمة على صعيد معاينة الواقع الاجتماعي الذي كان... وقيمتها النوستالوجية تكمن فقط في محاكاة تلك الرومانسية التي تنسج مواقفها في قصص مسرفة تقوم على تركيبة عجيبة من الأحداث المفبركة، التي نرى فيها العجائز يرتدين الشالات الصوف صيفاً وشتاء، ولا يغيب عنها كرسي العجلات أو الشخص المريض الذي يطلب الطبيب بين الحين والآخر لأنه يخفي وراءه سراً، فيما انفعالات الحب محكومة بثنائية التمرد والاستلام وبنشوة الابتسامة السرية الظافرة!

طبعاً ليست المشكلة في رومانسية القصص، بل في تلك المعالجات المنشاة التي لا تعبر عن أي واقع اجتماعي محدد الملامح... لقد كان فيلم (ذهب مع الريح) رومانسياً، لكن في ظلال تلك الرومانسية اللاهبة، عكس واقعاً معاشاً وقدم رؤية عن أجواء الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب... وإذا اقتربنا جغرافياً أكثر، وجدنا أن الدراما السورية كانت غارقة في السبعينيات في تشريح الواقع الاجتماعي بجرأة، والتعبير عنه بواقعية ملهمة... وبينما تطورت الدراما السورية مع تطور آليات التعبير والإنتاج لاحقاً بسبب صدق خطابها الاجتماعي الذي أسست بداياتها عليه، وصلت الدراما التلفزيونية اللبنانية إلى حائط مسدود... هو بالتأكيد ثمرة تلك القوالب النمطية التي كرستها مسلسلات نجحت جماهيرياً بفضل تناغم إطلالة عبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع، لكنها فشلت في أن تفتح أفقاً جديداً لرؤية الحياة!

واليوم ما زالت الدراما اللبنانية تعاني من حالة التكلف السمجة في معاينة الواقع الاجتماعي، ومن التخلف المريع في مدرسة التمثيل التلفزيوني اللبنانية التي لم ينج منها سوى قلة من الممثلين يعدون على أصابع اليد الواحدة... وهو ما يجعل الكثير من المسلسلات اللبنانية التي أنتجت في السنوات الأخيرة غير صالحة سوى للاستهلاك المحلي لا أكثر... كل هذا يجعل الحنين إلى زمن مسلسلات (حول غرفتي) و(ألو حياتي) و(عازف الليل) حنيناً إلى زمن كانت الدراما اللبنانية مقبولة عربياً رغم تكلفها الفني... وحنينا إلى زمن كان رغم رومانسيته المفرطة، أرقى بكثير من الإباحية الفجة لزمن جديد يكاد يختصر الكثير من الحضور الفني اللبناني الصاخب في إعلام يسهم بعض اللبنانيين بطبعه بطباعهم الفريدة!

ناقد فني من سورية

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في

30/11/2010

 

 

الضعف المهني، غياب الإبداع، سوء الإدارة نقاط ضعف تعوق تقدم الإعلام المصري

بقلم : أحمد علي كامل

تحت رعاية منتدي البدائل العربي للدراسات وشبكة B.B.C العربية أقيمت الأسبوع الماضي ندوة بعنوان (الإعلام) بين المهنية والسياسة: خبرات في تغطية الانتخابات والتي ألقت الضوء علي خريطة الإعلام المصري ومستقبله، بالإضافة إلي مناقشتها لسلبياته والثغرات المهنية التي تعتريه وتجعله غير قادر علي أداء مهمته بالشكل اللائق.

الندوة كما ركزت علي إيضاح ماهية الإعلام الجديد وإيجابياته وسلبياته.

د.عمرو الشوبكي وهو رئيس منتدي البدائل العربي قدم ورقة بعنوان (قراءة في خريطة الإعلام المصري) وفيها جزأ الإعلام إلي ثلاثة أنواع أولا: الإعلام الرسمي والمقصود به الصحف والقنوات المملوكة للدولة وهي ما يراها مسميات اختفت في الدول الديمقراطية لكنها لا تزال شائعة في مصر وتعد هي لسان حال الحكومة.

أكثر ما يعيب الصحف الحكومية - من وجهة نظر الشوبكي- أنها تضم عددا هائلا من المحررين فيقول: علي سبيل المثال نجد أن جريدة الأهرام تضم أكثر من  2000 محرر في حين أن الصحف العالمية لا تضم أكثر من 400 محرر بالإضافة إلي اعتماد تلك الصحف في الترقي علي الأقدمية وليس الكفاءة مما يخلق جوا من عدم الإبداع أو الاجتهاد، أما الأكثر إثارة للدهشة - كما يعتقد الشوبكي- هو ما يسمي بـ«الابناط» والمقصود به حجم اسم الصحفي علي الخبر والذي يختلف من صحفي لآخر حسب الأقدمية وليس لجودة التحقيق أو الموضوع الصحفي.

عاب الشوبكي أيضا علي الأداء المهني لتلك الصحف والقنوات فقال:«أخبار الرئيس واستقبالاته تتصدر الصفحات الأولي وافتتاح المشروعات حتي لو كانت صغيرة تصبح مانشيتا رئيسيا».

وهنا دلل د. عمرو بمثال يوضح التفاوت الكبير في تعامل الصحف الحكومية والمستقلة مع نفس الخبر، ففي أول أيام عيد الأضحي كان المانشيت الرئيسي لجريدة الأهرام هو «مبارك يشارك المواطنين احتفالهم ويؤدي الصلاة بمسجد الشرطة» بينما جاء نفس الخبر في المصري اليوم بشكل مختلف حيث لم يذكر مكان صلاة الرئيس وكان المانشيت الرئيسي للجريدة هو «واشنطن تطالب مصر رسميا بثلاثة اجراءات لضمان نزاهة الانتخابات».

في حين أن الأهرام نشرت هذا الخبر علي الرغم من أهميته ببنط أقل من البنط الذي كتب به خبر الرئيس وجاء بعنوان «مصر ترفض أي تدخل خارجي في الانتخابات».

وفي هذا الخبر - والكلام مازال علي لسان الشوبكي - نجد أن الأهرام قد وقعت في خطأ مهني وذلك بحجبها أصل الخبر عن القارئ مما يخالف الاعراف الصحفية في العالم.

النوع الثاني: هو الإعلام الحزبي واعتبر الشوبكي أن الجريدة الحزبية التي لا تزال صامدة هي جريدة حزب الوفد بينما انهارت باقي الصحف الحزبية ولم يعد توزيعها يتجاوز 5000 نسخة، وأشارت ورقة الشويكي هنا إلي أن أعرق صحيفة حزبية فرنسية وهي «ليومانتيه» التي كانت لسان الحزب الشيوعي قد تحولت إلي صحيفة يسارية بعيدة عن الحزب.

وبالتالي فإن الصحف الحزبية قد اختفت هي الأخري من كل البلدان الديمقراطية وأصبحت مجرد صحف ذات ميول أو توجهات سياسية.

ثالثا: الإعلام الخاص وهي الصحف والقنوات التي يمتلكها شخص معين ويعتبر هذا النوع من الإعلام هو السائد في الدول الديمقراطية ويعتقد الشوبكي أن مستقبل الإعلام في مصر سيكون من نصيب الإعلام الخاص بشرط عدم تدخل رأس المال في السياسة التحريرية. وهنا لفت الشوبكي إلي أن صحيفة «الزمان التركية» وهي صحيفة خاصة في تركيا استطاعت خلال عشر سنوات من صدورها أن تحقق مبيعات تصل إلي 700 ألف نسخة يوميا، وهو ما يتجاوز توزيع أعرق وأكبر صحيفة حكومية في البلاد وهي صحيفة «حريات».

رجائي الميرغني الكاتب الصحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق قدم ورقة بعنوان «انماط الملكية واستقلال الإعلام» يوضح فيها بعض الحقائق عن أنماط الملكية وحرص الدولة علي فرض سيطرتها علي النظام الإعلامي مع منحه بعض الحقوق التي فرضتها الضغوط الخارجية وحالة الاحتقان التي تسود الشارع المصري، فضلاً عن تشديد الرقابة علي المطبوعات الأجنبية وفرض القيود علي حقوق البث الإذاعي والتليفزيوني وتحكم بعض المؤسسات التابعة للدولة كـ«المجلس الأعلي للصحافة، لجنة الاحزاب، اتحاد الإذاعة والتليفزيون» في منح أو منع تراخيص البث والإصدار. ورغم الزيادة الملحوظة في عدد الصحف المصرية والقنوات الفضائية وهو ما يعد مصدر تفاؤل لمستقبل الإعلام المصري إلا أن الميرغني يري أنه لا يزال خاضعا للنظام السياسي «الذي أصبح يمتلك جيشا من المحررين الذين يعملون في الصحف القومية مما حولهم لمجرد موظفين لدي الحكومة لا يستطيعون أن يتجاوزا خوفا علي أرزاقهم مما انعكس علي أدائهم المهني».

ياسر عبدالعزيز -الخبير الإعلامي - قدم ورقة بعنوان «تحليل وضع الإعلام المصري ودوره في تغطية الانتخابات البرلمانية 2010» وعرض أحد أنماط الانحياز المهني «الصارخ» - في رأيه- لإحدي الصحف القومية والتي قامت بتخصيص صفحة كاملة لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين واستخدامها للفظ «المحظورة» في إشارة إليها ، كذلك قامت صحيفة أخري بمهاجمة المرشحة «جميلة إسماعيل» وعابت عليها استخدامها دور العبادة في الدعاية لها.. في حين أن ذات الجريدة نشرت خبرا عن اجتماع للمرشح الوزير «سيد مشغل» مع مؤيديه في أحد الجوامع دون أن تنتقده.

أبرزت ورقة ياسر عبدالعزيز أهم عوامل التميز التي تدعم الإعلام المصري في تغطية الانتخابات منها اتساع حجم المنظومة الإعلامية حيث يبلغ عدد الصحف 528 صحيفة ووصلت القنوات إلي 54 قناة بالإضافة إلي أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر وصل إلي 19 مليونا وتعدت الصحف المطبوعة التي لها نسخ الكترونية الـ63 صحيفة.

أما عن نقاط الضعف التي تشوب الأداء الإعلامي فمنها الضعف المهني لكثير من الصحفيين والإعلاميين وهذا يرجع لندرة برامج التدريب وتدني مستوي خريجي الجامعات، بالإضافة إلي قلة رواتب الإعلاميين خاصة في مجال الصحافة المطبوعة مما يجعلهم عرضة للإغراءات المالية خاصة في ظل الانفاق الباذخ الذي ينتهجه بعض المرشحين.

أخيرا قدم إسلام حجازي وهو مدرس مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورقة بعنوان «دور الإعلام الجديد في تغطية الأحداث السياسية- تجارب عالمية ومصرية».

وفيها تناول  ما يسمي بالإعلام الجديد وكيف أن «الصحف الإلكترونية - الفيس بوك- اليوتيوب» أصبحت قوة إعلامية لا يستهان بها، ودلل قائلا لعل ما حدث في أمريكا خير شاهد عندما قدم «ترينت لوت» زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ استقالته عام 2002 بسبب الهجوم عليه من قبل المدونين الذين ركزوا علي تصريحاته العنصرية بعد أحداث 11 سبتمبر.

كذلك ما جري في الانتخابات الأمريكية حينما وصل عدد المؤيدين علي صفحة أوباما في الفيس بوك إلي أكثر من 3.4 مليون مواطن أي ستة أضعاف منافسه من الحزب الجمهوري «جون ماكين».

وأشار حجازي إلي إن هذا الإعلام الجديد قام بتغطية أحداث كان الإعلام التقليدي يجد صعوبة في مناقشتها مثل أطفال الشوارع، والتحرش الجنسي وغيرهما بالإضافة إلي اثارته نوعا من الحراك السياسي داخل جموع الشباب، لكنه مع ذلك عاب علي الإعلام الجديد بأنه فوضوي وخلق نوعا جديدا من المعارضة التي تقتصر علي التفاعل من المنزل دون اتخاذ أي خطوات إيجابية.

جريدة القاهرة في

30/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)