حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تحية كاريوكا‏..‏

من سحر إدوارد سعيد إلي نادية الجندي ووفاء عامر

كتب ـ محمد فتحي يونس‏

في بداية التسعينات أعاد المفكر إدوارد سعيد اكتشاف تحية كاريوكا‏,‏ أضاء مناطق مظلمة بقيت علي حالها حتي بلغت الراقصة الأسطورة مشارف الخامسة والسبعين‏,‏ قبيل إجراء دراسته الموجزة في حدود ثلاثة آلاف كلمة‏,‏ تحمل مشقة السفر من أميركا والبحث في الوثائق‏

وأجري عشرات اللقاءات مع كاريوكا وشهود عصرها‏,‏ وفي النهاية خرج السحر‏.‏

قدم سعيد رؤي بانورامية وصور قلمية تنوعت تفاصيلها‏,‏ كراقصة نجحت كاريوكا في الانتقال بصورة الراقصات خانة العوالم الأقرب في الذهن الشعبي لبائعات الهوي إلي خانة الفن والتعبير الجسدي‏,‏ لافتا إلي قدرتها علي الشدو الجسدي بأقل الحركات واستلابها نوعا بعينه من الإثارة بعيدا عن الابتذال‏,‏ ترقص كقطع أرابيسك عبر موتيفات متكررة تتنوع تفصيلاتها‏,‏ و في حالة ارتفاع درجات التعلق بالجسد كانت ابتسامتها الشهيرة كفيلة بخفض الحرارة مرة أخري فتصبح بعيدة المنال‏,‏ وكأنثي رصد سعيد بزوغ نجمها كموديل تقدمي موازي لأم كلثوم‏,‏ ارتبطت ثومة بإطار المرأة المحتشمة الصارمة الممثلة لنساء العالم الثالث‏,‏ بينما مثلت كاريوكا تيمة التحرر والتمرد علي الطاعة‏,‏ تمارس الوطنية وتنضم لحركات شيوعية‏,‏ وتتحول لفنانة عضوية تتصدي لاعتداءات إسرائيل‏,‏ ففي عام‏1988‏ ظهرت في أثينا كجزء من مجموعة مصرية وأخري عربية من الفنانين والمثقفين الذين وافقوا علي الانضمام إلي السفينة الفلسطينية العودة التي أريد لها أن تكون المثال المعكوس من رحلة الإكسودس إلي الأراضي المقدسة‏.‏وتحمل علي كاهلها تاريخ عائلي مشرف‏,‏ دونت بعضه دماء عمها الشهيد في الإسماعيلية‏,‏ وجهود أبيها محمد كريم‏(‏اسمها تحية محمد كريم‏)‏ ونزوله المتكرر في ضيافة المعتقلات‏,‏ بل حمل ثلاثة من عائلتها اسم نضال‏,‏ وتتعرض للسجن لارتباطها رابطة السلام القريبة من موسكو‏.‏

ميلاد أسطورة كاريوكا كان نتاجا لبذور كثيرة أثمرت في نهاية الفترة الليبرالية من تاريخ مصر‏,‏ هي حصاد زرعة ثورة‏1919,‏ مع انتعاش السينما والمسرح‏,‏ وتبوأ الفن مكانة مغايرة لمكانة التشخيص‏,‏ وعوالم كازينو بديعة‏.‏

سحر كاريوكا نثره إدوارد سعيد علي رؤوسنا‏,‏ بكثير من الجهد والعمق وقليل من الكلمات‏,‏ أجبرنا علي إعادة النظر لها وهي في نهاية العمر بكثير من التقدير‏,‏ هذا السحر يتبدد الآن تدريجيا‏,‏ في خناقة نادية الجندي ووفاء عامر تحولت الأسطورة الموازية لأم كلثوم إلي نمرة أو قلم في خناقة حريمي‏,‏ اعتبرت وفاء أن نادية خطفت دور الملكة نازلي منها‏,‏ فأعلنت تمثيلها لدور كاريوكا لترد الصفعة‏,‏ اتفقت مع المؤلف فتحي الجندي والمخرج عمر الشيخ‏,‏ وبدأ التحضير مع كثير من العقبات المحتملة من الورثة‏.‏

كان دور الملكة نازلي بداية لمرحلة جديدة في تاريخ وفاء عامر‏,‏ بنت اسمها بالإغراء البلدي‏,‏ ثم انتقلت فجأة لوقار الملوك في مسلسل الملك فاروق‏,‏ بقي ماضيها حاجزا في طريقها الجديد‏,‏ وعندما أجبرتها الخناقة علي الشروع في تمثيل قصة حياة كاريوكا‏,‏ ستجبرها صورتها النمطية القديمة علي جر الراقصة الأسطورة إلي خانة العوالم مرة أخري‏,‏ وهي التي قضت عمرها في طريق عكسي‏.‏

في تجسيد أدوار السير الذاتية أو الشخصيات التاريخية‏,‏ تراعي بعض الشروط‏,‏ أهمها الملامح‏,‏ فلم تكن مثلا نادية الجندي لها صلة بالملكة نازلي‏..‏ حياة القصور وتقاليدها تفرض علي صاحبها لغة معينة للجسد‏,‏ تفتقدها بالطبع صاحبة تعبيرخالتي بتسلم عليك‏,‏ الملامح الهادئة جزء من النجاح‏..‏ والدليل نجاح سمية الألفي مثلا في دور أشرقت في مسلسل بوابة الحلواني‏.‏

في الغرب يفرضون شروطا قاسية لتمثيل الشخصيات المعروفة‏,‏ يفضلون ممثلين مغمورين ليس لهم رصيد عن المشاهد‏,‏ ليركز علي ملامح الشخصية الجديدة بلا تشويش‏,‏ لم يكن بن كينسجلي معروفا مثلا عندما جسد دور غاندي‏,‏ وفي التجارب العربية الناجحة لم يكن أيضا تيم حسن معروفا عند المصريين نجح في الملك فاروق‏,‏ وبالمثل رصيد إياد نصار كان ضعيفا‏,‏ فحقق نجاحا في حسن البنا‏,‏ لكن نادية الجندي ووفاء عامر تحول معهما الأمر إلي حلية ملاكمة لا مجال فيها للفوز بالنقاط‏..‏بل بالضربة القاضية‏..‏لا مجال إذن لعمق تناول علي غرار إدوارد سعيد‏,‏ ومنطق الانتقام لا يصنع فنا‏,‏ بل ترتد في الأغلب الضربات في صدر صاحبها‏,‏ فانبطحت نادية أرضا بعد مسلسل الملكة نازلي وتستعد وفاء لقاضية مع كاريوكا‏.‏

الأهرام اليومي في

21/11/2010

 

تحت شعار‏:‏ لا سلطان علي الإعلانب

قنـوات الغش تبيع الوهم للمصريين

تحقيق‏:‏ محمد عبد الحميد

هل أنت مع الذين يحملون أنس الفقي وزير الإعلام كل أوزار الفضائيات من فوضي وخروج علي الآداب إلي الترويج لإعلانات مبتذلة و أخري فاسدة ومضللة إذا كنت من هؤلاء فلابد أنك تتوهم ـ اقصد تعتقد ـ أن الذي سيخلف الفقي‏,‏ سيؤدي اليمين الدستورية وهو يحمل في يده عصا موسي التي ستعيد جميع الأمور المعوجة في الفضائيات إلي جادة الصواب‏!‏

أما نحن فلا ننتمي إلي حزبكم ولا نميل لتحميل أنس الفقي المسئولية وإن كنت لا أبرئه ومن ثم لا يحدونا أمل كبير في أي خلف طالما أن القوانين التي تحكم عمل الفضائيات أوهن من بيت العنكبوت‏!‏

ففي زواج المال بالفضائيات يمكن أن يحدث أي شيء‏..‏ فلكل منهم سطوته ونفوذه وشطحاته أيضا‏,‏ وحين يطل الخداع وتغيب القوانين يكتمل الثالوث الذي يضفي علي أي جريمة غموض الدنيا كلها‏..‏ فمن خدع من؟‏!..‏ القنوات الفضائية التي أفسحت الوقت لحملات إعلانية مضللة تروج لمنتجات فاسدة استنزفت جيوب المشاهدين ونالت من صحتهم ؟‏!,‏ أم رجال المال والأعمال ممن يدعمون تلك الفضائيات ويغرقونها بإعلاناتهم‏,‏ ويصح اتهامهم باستغفال المشاهد والنصب عليه‏..‏ أم المسئولون عن الإعلام الذين تركوا كل ذلك يحدث لسنوات دون تدخل حقيقي بتشريع يحمي المشاهدين من الاستغفال ويضع كل شيء في مكانه دون أن يجور علي الآخر ؟‏!‏

ولهذا فإن تحديد العلاقة والمسئولية بين الإعلام والإعلان ووضع مسافة واضحة بينهما بات أمرا ملحا وحيويا بل في غاية الأهمية لاسيما في مجال الإعلان المرئي خاصة أن الوقائع والاتهامات من قبل جمهور المشاهدين كثيرة فباتت تهمة غشونا وضحكوا علينا ب تسمع هنا أو هناك مع دلائل أو براهين قاطعة بعضها أثبت القضاء تعرض المشاهد للغش والاحتيال‏.‏

جولة الريموت كونترول عبر ما تقدمة الفضائيات ذات الصلة بالمشاهد المصري نجد سيل الإعلانات الخادعة في تزايد مستمر والتي تقدم الوهم بعينه سواء بالترويج إلي الحل السحري لتخلص من التدخين نهائيا من خلال شربة ماء مضمضة لا تعلم وزارة الصحة عن أمرها شيئا رغم أنها وفق الإعلان تغني المدخن عن إشعال سيجارة أو تناول حجر شيشة‏!‏

ويقول الإعلان بـ‏99‏ جنيه وبس امتنع عن التدخين نهائيا وحافظ علي صحتك فلو عاوز تبطل و مش عارف جربنا واحكم بنفسك‏,‏ فقط مضمضة‏3‏ مرات في اليوم‏..‏ هتنسيك التدخين نهائياب‏.‏

وآخر لأوراق شاي‏....‏ ب يدعي الإعلان أنه يزرع في قرية صينية دون غيرها وأنه الدواء الشافي لأكثر من مائه مرض مزمن مثل مرض السكري والعقم و السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة التي لا يزال العلم يحاول أن يصل إلي علاج قاطع لها‏,‏ بينما العلاج سهل وبسيط في تناول شاي ثمن العلبة‏150‏ جنيها وهناك خصم عند شرائك علبتين‏!‏

وأيضا هناك إعلان يعرض كل خمس دقائق علي فضائيات متخصصة في عرض المسلسلات يقول‏:‏ كل منتجات التخسيس عندنا و بأرخص الأسعار كبسولات غير مسبوقة في تأثيرها علي فقدان الوزن وفي نفس الاتجاه روجت إحدي الفضائيات لفترة من الوقت لعلاج السمنة من خلال الشوربة عن طريق جلسات علاجية في مستشفي يمتلكه صاحب القناة‏,‏ يدفع المريض مبلغ‏1500‏ جنيه في البداية نظير الاشتراك في حملة التخسيس لمن تقل أوزانهم عن‏100‏ كجم وكلما زاد الوزن زادت قيمة الاشتراك حتي‏2500‏ أو‏3000‏ جنيه‏,‏ ويتضمن الاشتراك في الحملة كشفا دوريا كل فترة‏4‏ أشهر واستلام شوربة التخسيس المناسبة للحالة‏!.‏

يحدث كل ذلك دون الحصول علي إذن من وزارة الصحة المصرية‏,‏ هناك ايضا إعلانات أخري مضللة عن بيع أجهزة تكييف أو تليفزيون وموبايل بـ‏99‏ ادفع‏99‏ جنيها وتملك‏(.....)‏ فورا فيتوجه المشاهد بحسن نية إلي العنوان ومعه المبلغ ويظهر البائع ويخبره أن المبلغ المعلن عنه مقدم وليس الثمن الحقيقي وأن الإعلان مجرد جر لرجل الزبون يعني‏,‏ وعندما تحتج وتقول له‏:‏ لكن أنتم قلتم في الإعلان كذا يقول لك‏:‏ يا رجل حد يصدق كلام الإعلانات معقول في‏..‏ موبايل أو تليفزيون بـ‏99‏ جنيها ؟‏!‏ فيحمر وجه المشاهد خجلا وهو يردد أنا إللي غلطان علشان صدقت التليفزيون‏!‏ وكذلك إعلانات تروج لثقافة الحظ‏:‏ فقط اتصل علي‏(0900)‏ وجاوب علي أسئلتنا لتربح شقة العمر وآخر سيارة فارهة‏,‏ وثالث‏100‏ ألف جنيه‏,‏ أو أن يدعوك صراحة إلي الكسل والراحة ويقول لك بصراحة طظ في الشغل والعمل والاجتهاد فقط اتصل وجاوب علي أسئلتنا علي ما تعرض له من خداع‏...‏ خرج له من يقول‏:‏ حد ضربك علي أيدك‏..‏ أنت اتصلت بمزاجك‏!‏

الإعلانات الخادعة تتكرر هنا وهناك في نحو‏1100‏ قناة ناطقة باللغة العربية تقارب تكاليفها التشغيلية‏6.5‏ مليارات دولار وذلك وفق دراسة حديثة صادرة عن جامعة كمبريدج حول سوق الفضائيات العربية وصراعها علي كعكة الإعلانات‏,‏ حيث أكدت أن هذه القنوات تتنافس علي قرابة المليار دولار سنويا‏,‏ و أن‏85%‏ من المشاهدين من بينهم المصريون يتابعون نحو‏25‏ قناة عربية فقط‏,‏ وأن‏85%‏ من عائدات الإعلانات تصل إلي‏12‏ قناة من بين تلك الـ‏25‏ التي تجري متابعتها‏,‏ لذا فالسؤال يطرح نفسه بقوة أي من تلك القنوات إلي أين يقودنا ذلك الصراع علي ما في جيوب المشاهدين ومن منهم سيلتزم بميثاق الشرف الإعلامي العربي ومتي نري قناة تقول للإعلانات المخالفة‏(‏ لا‏)‏؟

طرحت السؤال علي د‏.‏ صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعه القاهرة فأجاب‏:‏ ا الأمر ليس بهذه السهولة.

وأردف مؤكدا أن ما يحدث من غش وخداع من قبل إعلانات الفضائيات يرجع إلي افتقاد مهنة الإعلان لضوابط وقوانين صارمة تلزم العاملين بها علي احترامها وعدم تجاوزها وإلا تعرضوا للعقوبة‏,‏
ويؤكد‏,‏ د‏.‏العالم‏,‏ علي أن متغيرات عدة طرأت علي الساحة الإعلانية دفعت بفريق من العاملين والقائمين علي صناعة الإعلان إلي عدم احترام ميثاق الشرف الاعلامي أو الالتفات إليه والاكتراث بوجوده وباتت الغالبية تقدم ما يحلو لها دون مراعاة لقيم أو أخلاق بدعوي أنه لا سلطان علي الإعلان الذي بدونه تغلق وسائل الإعلام أبوابها‏,‏ وهو قول خطا فالأساس في الإعلام والإعلان هو الحفاظ علي قيم وثوابت المجتمع ومن ضمنها المصداقية والأمانة لا أن يقوم المعلن بالغش والتحايل كي يروج لمنتج علي حساب الآخر‏,‏ ولذا فنحن في حاجة ماسة الآن إلي قانون رادع وواضح لا يحتمل اللبس أو التأويل كي يضبط عمل المعلنين والقنوات الفضائية ولا يترك الأمر سداح مداح هكذا‏!‏

وطالب بضرورة أن يتضمن القانون الجديد فقرات تعاقب المعلن نفسه بالحبس والغرامة الكبيرة إلي جانب الوسيلة التي عرضت ذلك الإعلان ومن قام بإعداده من مخرج وفنيين وممثلين فالكل ساهم في عملية النصب والخداع‏.‏

لافتا الي أننا وصلنا إلي إعلانات تروج سلعا مغشوشة وأدوية غير مصرح بها من شأنها أن تقتل من يستعملها‏,‏ وهو ما لا يحدث في أي دولة أخري ولذا فالقانون الرادع هو الحل‏.‏

و يتفق الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مع ما سبق مشددا علي أهمية وضع قوانين تضبط الساحة الإعلانية وتكون ملزمة للمعلنين وللجهات الإعلامية التي تروج لتلك الإعلانات كما هو الحال في أوروبا وأمريكا التي توصلتا إلي قواعد وقيود خاصة بنوعية الإعلانات التي تعرض في أثناء ساعات المشاهدة حفاظا علي المجتمع وتجنب الإضرار بالمشاهد الذي يثق فيما تقدمه من إعلانات ويقبل عليها بدعوي أنها تعرض علي شاشة التليفزيون‏.‏

لافتا إلي أهمية وضع معايير صارمة تطبق علي الإعلانات في مجالات الصحة‏,‏والنظافة وألا تقوم بإثارة الخوف في عقول العامة وأن تكون بلغة سهلة الفهم قابلة للاستيعاب وألا يمس الإعلان عادات وتقاليد المجتمع ولا القيم الدينية وأن يكون مضمون الإعلان حقيقيا غير خادع لمن يشاهده‏.‏

من جهته يؤكد الخبير الإعلامي الكبير أمين بسيوني‏,‏ رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي بجامعة الدول العربية وجود ميثاق شرف يضبط أداء هذه الفضائيات العربية سواء كانت خاصة أو حكومية في مصر أو خارجها‏,‏ إلا أن غالبية تلك القنوات باتت لا تلتزم به وتعمل كل منها وفق أجندتها الخاصة‏,‏ وحسب ما يحدده القائمون علي تمويلها‏,‏ ولذا علينا جميعا أولا أن نقر ونعترف بأننا أخطأنا عندما انصعنا وراء ادعاءات البعض بأن الساحة الإعلامية الفضائية يجب أن تكون حرة بلا أي قيود أو ضوابط فنحن الآن نجني ثمار هذا دون تحديد أسماء أو شخصيات يكفي تأمل ما تقدم أي قناة فضائية الآن من محتوي إعلامي وإعلاني لنتأكد أننا نعيش عصر الإعلام المنفلت‏.‏

وأشار بسيوني‏,‏ إلي أن الجامعة العربية لا تستطيع إجبار أي دولة عربية علي التوقيع علي قوانين تنظم عمل القنوات الفضائية فالأمر يحدث بالتراضي أولا ووفقا لحاجة كل دولة لهذا القانون وموافقة برلماناتها وهيئاتها التشريعية‏,‏ ولذا فالأمر قد يطول لسنوات ما لم يسارع الإعلام إلي دق ناقوس الخطر‏,‏ والدعوة إلي قانون ينظم عمل تلك القنوات الفضائية من حيث ما تقدمة من محتوي اعلامي واعلاني وتوقع علية كافة الحكومات وتكون ملزمة بتفعيله‏.‏

إلي أن يتفق وزراء الإعلام العرب وحكوماتهم علي قانون ملزم للفضائيات فان الأيام الأخيرة قد شهدت تحركا ايجابيا من قبل جمعيات حماية المستهلك في مصر في مواجهه تلك الظاهرة الخطيرة من خلال تقدمهم بمذكره الي أنس الفقي وزير الإعلام طالبوا من خلالها الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإعلام بالتدخل السريع والحاسم لمنع تلك الإعلانات المضللة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المستهلك من أضرارها خاصة وأن غالبيتها تتعلق بالترويج لسلع ومنتجات تمس صحة وسلامة وأمن المستهلك مثل الأغذية و العلاج بالأعشاب‏.‏

وينتظر الجميع من الفقي اتخاذ قرار فوري وحاسم يضع صالح المشاهد في عين الاعتبار‏,‏ فهل يفعلها؟‏!‏

الأهرام اليومي في

21/11/2010

 

حدث علي الشاشة الفضية

كتب - سمير شحاته

صحوة كاذبة‏..‏ أصبح عرب‏48‏ هم الوسيلة الوحيدة ليكونوا وسطاء بيننا وبين الكيان الإسرائيلي للحصول علي الحقوق المهدرة وبالتحديد حق الأداء العلني وما يحدث من سطو علي موسيقانا وأفلامنا ومؤلفاتنا‏

‏ لأن المقاضاة المباشرة أمام المحاكم الإسرائيلية للتصدي للصوص الثقافة والفكر‏,‏ يراه البعض نوعا من التطبيع‏..‏ هذا ما جاء في برنامج بلدنا بالمصري علي‏(‏ أون تي في‏)‏ وضيفه الموسيقار هاني مهني‏..‏ الذي أشار إلي أنه عندما مات محمد عبد الوهاب لم نجد فيلمه‏(‏ الوردة البيضاء‏)‏ لنذيعه في التليفزيون المصري‏,‏ بينما كان معروضا علي شاشة التليفزيون الإسرائيلي في نفس المناسبة‏..‏ تأتي هذه المناقشة في ظل صحوة شهدتها الأيام الأخيرة تطالب بالتصدي لما تقوم به إسرائيل من عمليات سلب ونهب لممتلكاتنا الفكرية والفنية‏..‏ بدأت هذه الصحوة مع ترجمة رواية‏(‏ عمارة يعقوبيان‏)‏ لعلاء الأسواني إلي العبرية‏,‏ ثم جاء بعده أحد ورثة عبدالحليم حافظ وهو يقسم مائة يمين أنه لن يترك حق عبدالحليم يضيع أمام إسرائيل‏,‏ بعد أن تجرأ وتبجح مطرب إسرائيلي بالسطو علي أغنية العندليب الأسمر أبو عيون جريئة‏..‏ حقيقي أصبحت تائها‏..‏ هل هي صحوة أم غفلة؟‏!‏ هناك عمليات قرصنة إسرائيلية منظمة منذ عشرات السنين للاستيلاء علي كل ما لنا من فكر وثقافة وتراث بما فيه من أثار مصرية نهبوها من سيناء‏,‏ بعد نكسة‏67,‏ فلماذا انتفضنا مع عمارة يعقوبيان وبين أيديهم وفي فكرهم وعقلهم عبريا وعربيا أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وعبدالحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس‏,‏ وغيرهم‏..‏ لماذا انتفضنا مع أغنية أبو عيون جريئة وبين خزائنهم وفضائياتهم وملاهيهم ونواديهم الليلية أعمالا لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز وفريد الأطرش وشادية ووردة ونجاة وشهرزاد ورياض السنباطي وبليغ حمدي وحسين السيد ومرسي جميل عزيز وحتي أحمد عدوية‏..‏ لماذا أصبحت انتفاضتنا بالتجزئة‏..‏ قطعة قطعة‏..‏ بينما البرطعة الإسرائيلية جاثمة علي أرضنا العربية بقدسنا ومسجدنا الأقصي وكنيستنا الجليلة‏,‏ وأرواح أولادنا ودمائهم تسيل منذ‏62‏ عاما‏,‏ وكأنهم استحلوا ري أرضنا المغتصبة بفلذات أكبادنا‏,‏ لماذا لا تكون الصحوة من أجل الكل وليس من أجل الفرد أو من أجل رواية وأغنية‏..‏ متي نصحو من تلك الصحوة؟‏!‏

>>‏ تخونوه وعمره ما خانكم‏...‏ في الوقت الذي ارتدي فيه وريث عبدالحليم حافظ زي الشهامة لأخذ‏(‏ الحق المالي‏)‏ الغنائي من لص أغانيه‏..‏ خرج علينا ليلعب في أصول عبدالحليم حافظ‏,‏ الذي تضرب جذوره في أرض قرية الحلوات بالشرقية‏,‏ واكل وشرب واستحمي من ترعة هده القرية المصرية‏,‏ ورغم ضئالة جسده وبساطته وطفولته اليتيمة‏,‏ استطاع ان يفسح له مكانا علي قمة الغناء المصري والعربي‏,‏ لم يتمكن احد في مماته وبعد رحيله من‏33‏ سنة أن يزحزحه من مكانه‏,‏ عشاقه يزدادون بالملايين‏..‏ هذا لا يعني ان نضفي عليه هالة من القدسية‏,‏ كما يريد الوريث‏..‏ فخرجت أصوات من السعودية ودول الخليج‏,‏ تقول أن عبد الحليم ليس سعوديا‏,‏ وتسبب هذا الوريث في ان نمزق في أصول عبد الحليم هو يدعي وهم ينفوا‏..‏ نحن أقرب لعبد الحليم حافظ منك‏,‏ كل ما تعرفه عنه أنك شاهدته في التليفزيون بزي خليجي فالتبس عندك الأمر‏,‏ كانت مجرد أغنية ارتدي فيها الدشداشة والغترة والعقال‏,‏ تلك أغنيته الشهيرة يا هلي‏..‏ عبدالحليم الفلاح المصري‏,‏ أحبه وتربي علي صوته الملايين من أبناء البلدان العربية‏,‏ لم يبحثوا عن أصوله لكي يفسروا هذا الحب‏,‏ كل ما يهمهم فقط هو الأحاسيس الصادقة وكلمات حب يشتقون إليها‏..‏ وكفي تمزيقا في سيرة حليم‏.‏

>>‏ الجميلة ام عيون ملونة‏..‏ كانت جرأة من الممثلين الذين قدموا لنا مسلسل الحارة‏,‏ بعد أن غاص المؤلف أحمد عبدالله والمخرج سامح عبد العزيز‏,‏ في الحارة وشخصياتها المهمشين‏..‏ أضفي أداء الفنانين صدقا للصورة بعد أن استوعبوا وتشربوا تلك الشخصيات المهمشة في الحياة‏,‏ ومنهم نيللي كريم التي اهتمت بكل تفاصيل الشخصية بقبحها ومراراتها‏,‏ ولم يقترب منها المكياج إلا لإخفاء هذه الملامح الجميلة لتحل مكانها ملامح البؤس والاحتياج والتشرد‏,‏ فقدمت واحد من أهم أدوارها لها ولنا‏..‏ استضافتها حنان شومان في برنامج كلام علي ورق علي نايل لايف‏,‏ وتحدثت عن ذلك الشخص الذي يقاضيها من أجل دورها في فيلم لم يعرض بعد‏,‏ يتهمها بالإساءة لمصر‏,‏ لأن من بين قضايا الفيلم التحرش الجنسي‏,‏ من الذي أعطي مثل هذه الشخصيات الحق ليكونوا أوصياء علينا‏,‏ هدفهم تغيبنا عن الواقع الذي يزداد بهم مرارة‏,‏ ما هو مفهومهم عن السمعة وهم أول من لطخوها بجهلهم‏,‏ فاستحق أن تصفه نيللي كريم قلة أدب‏..‏ ولكن الذي ليس من حق نيللي كريم ما انزلقت إليه‏,‏ عندما سألتها حنان عن علاقتها بالصحافة‏,‏ فقالت ما بحبش الصحفي اللي مش مذاكر‏,‏ للأسف الصحفيين معهم كارنيه صحافة وبكتيره يعمل شاي وقهوة‏..‏ هناك شعرة بين الصراحة والبجاحة‏,‏ ولا أقل الوقاحة‏..‏ كل المهن فيها أصحاب الامكانات المتواضعة‏,‏ علينا أن نوافق أو نرفض التعامل معهم وكفي‏..‏ بدون إهانتهم‏,‏ فهذه هي إمكانيتهم‏..‏ فكم مثلا من الفنانين الذين لا يستحقون لقب فنان‏,‏ سطحيون في الفكر والتمثيل والسلوك‏,‏ والأخلاق ومهرة في الفهلوة ودهس الكثير من زملائهم مستغلين كافة الأدوات المشروعة وغير المشروعة لهثا وراء الكم وليس بالفهم وبالوعي الذي يفتقدونه‏,‏ فهم رمز للجهل‏,‏ بماذا تصفيهم؟‏!..‏ الصديقة العزيزة الصحفية حنان شومان اكتفت في برنامجها المتميز أن تصمت عن إهانة زملاء لها‏,‏ ليس مطلوبا ان تتشاجر معها ولكن ان تصوب ماأنزلقت إليه‏,‏ وفضلت حنان أن تصفها في الختام بـ‏(‏ الجميلة بعيون ملونة‏).‏

>>‏ تجاعيد مذيعة‏..‏ قام تليفزيون بي بي سي بطرد واحدة من أشهر المذيعات لديها ميريام أوريلي مقدمة برنامج الريف الإنجليزي‏,‏ بسبب ظهور تجاعيد علي وجهها‏,‏ وكان قد تم تنبيه المذيعة التي تبلغ من العمر‏53‏ عاما‏,‏ أن القناة ستستخدم تكنولوجيا الصورة عالية الوضوح‏HD التي تكشف أدق التفاصيل‏,‏ لذا يتعين عليها إزالة التجاعيد التي بدأت تزحف علي وجهه‏,‏ ولكنها فضلت أن تبقي علي تجاعيدها‏,‏ فلم يبق عليها التليفزيون‏..‏ ماذا عن التليفزيون المصري‏,‏ التي غابت في بعض اختياراته صفة‏(‏ جميلة المظهر‏),‏ والتي لم يكن المقصود منها الشكل فقط ولكن أن تكون طلتها بهية علي المشاهدين‏,‏ في ظل حرص قنوات أخري علي الصورة الجميلة للمذيعة‏,‏ لأثرها النفسي علي المشاهدين‏..‏ وعلي جانب آخر بدأت التجاعيد تزحف علي وجه التليفزيون المصري‏,‏ ليس فقط تجاعيد الوجه‏,‏ وما أكثرها‏,‏ ولكن تجاعيد الفكر وثقافة المذيعين‏,‏ مثل تلك المذيعة التي قالت أبو العلاء المصري صاحب رسالة الغفران‏,‏ والمقصود أبو العلاء المعري وأخري خلطت بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة وقالت الأمم المتحدة الأمريكية‏,‏ ثم تلك البرامج المستنسخة بطريقة مشوهة وساذجة‏..‏ كم من التجاعيد زحفت علي وجه التليفزيون‏,‏ تحتاج إلي جراح ماهر لإزالتها‏.‏

الأهرام اليومي في

21/11/2010

 

دعاء سلطان تكتب:

أنا فعلا أغير من لباقة وبلوزات منى الشاذلي

دعاء سلطان

منى الشاذلى مذيعة  محبوبة.. وذكية وعبقرية وجذابة ولبقة.. أوافق على كل ما أوردتم فيما ماعدا حكاية لبقة دى.. معلش يعنى تعالوا نتفاهم بهدوء ومن غير شتيمة.

منى الشاذلى ليست عدوة لى، بل إننى مضطرة بكل ما أحمله من ليبرالية أن أدافع عنها إذا ما تم منعها، والأسوأ أننى مضطرة أيضا للدفاع عمن هم أسوأ منها فى حال منعهم.. ليبرالية بقى أعمل إيه فى نفسى؟!

ما المشكلة الآن.. اقسم بالله أننى لا أحمل لهذه المذيعة أى ضغينة.. ولا أى غيرة نسائية، فمنى الشاذلى تحديدا لم تطرح نفسها على أنها أنثى كبقية المذيعات، فلماذا تسفهون قضيتها إلى حد أن تعتبروا من يهاجمها أو يقترب منها – ولاحظوا أننى لم أهاجمها حتى الآن- وكأنه يهاجمها من منطلق الغيرة النسائية، وماذا إذا هاجمها رجل؟! هيبقى غيران من جوزها مثلا؟!

فاجأنى هذا الكم الهائل من الاتصالات والرسائل من أصدقاء فى الوسط الصحفى وغير الأصدقاء أيضا بعد مقال كتبته عن قصة المنع التى يتشدق بها الإعلاميون حاليا، حتى إننى أخشى من أن تدعى لبنى عسل – مثلا أنها- مهددة بالمنع بسبب موقفها السياسى.

وتأكيدا وليس تصحيحا لما كتبت، وتوضيحا لكل من قال  إننى ذكرت أن منى الشاذلى قد منعت،  ولكل ما قيل فى هذا الشأن من أناس لا يقرأون إلا العناوين.. أنا لم اذكر فى مقالى الطويل العريض أن منى الشاذلى منعت، بل أكدت أنها لم تمنع ولن تمنع، وقلت أيضا إنها تروج لمسألة منعها وتستفيد منها، فكل معدى البرنامج تلقوا تعليمات بعدم الرد على ما نشرته الصحف فى مسألة التلويح بمنعها، كما أن مدير البرامج فى قناة دريم أكد أنها ستعود يوم السبت أو الأحد.. ألا يعلمون متى سيعودون فعلا؟ إن اتصالنا معه كان يوم الثلاثاء والمفترض أن تكون العودة بداية الأسبوع.. أى أن يتم التجهيز للحلقات الأولى قبلها بأسبوع.. فكيف تكون الإجابة.. سنعود السبت أو الأحد؟!

إنها إجابة تساهم فى الترويج للقصة ولا  تنفيها.. بناءا على هذه الاحتمالات بنيت مقالا.. يصلح أن يكون الرد عليه بالتأكيد على عودة المذيعة أو التاكيد على منعها، أو حتى مناقشة فكرة المقال من حيث إن المنع هو الشرف الوحيد الآن أم أنه عدة نصب جديدة لبعض المعارضين.. هل كتبت هذا لأنى أعتقد أن داخل منى الشاذلى بذرة إعلامية محترمة لا تجد مفرا من إثبات أنها محترمة بالترويج لمنعها، أم أننى كتبت هذا لنسفها من الوجود تماما.. هل أرغب حقا فى تشكيك الناس فى كل من يظهرون على شاشة التليفزيون، أم ارغب صدقا فى الاطمئنان على أنى فى أيدى أمينة تنير لى الطريق عندما اشاهد أحد برامج التوك شو.. هل برامج التوك شو تفش غلى فقط من حالة القهر اليومية التى أعانيها، أم أنها تكشف أمامى سوءات المجتمع الذى اعيش فيه، وتدفعنى لتغييره.. هل تتواطأ هذه البرامج مع من يقهرنى وتجمل صورته أمام العالم، أم أنها تقف فى صفى وتنصرنى عليهم وتظهر بلاوى ما يفعلونا فينا لصالحى ولصالح أهلى وناسى؟

هذه هى الأبواب التى رغبت أن يفتحها المقال.. أبواب جدل مفيد ومحترم ومؤثر.. لم أشكك فى نزاهة مذيعتهم المحترمة ولا أملك التشكيك فى أحد، لكنى فقط فتحت بابا مختلفا للنقاش، وتناولت المذيعة المحبوبة من زاوية مختلفة، فهل يشكك أحدكم فى أن منى الشاذلى مذيعة متلعثمة، بل إنها تخطيء فى اللغة العربية التى تصر على التحدث بها أخطاءا يعاقب عليها قانون اللغة، ولا إنتوا أى حد يقولكم كلمتين بالنحوى يبقى مثقف؟!

منى الشاذلى تقول مثلا: "لدينا الكثير من الأسئلة  المقتضبة الكثيرة المسهبة فى الموضوع".. نعم؟!

عموما.. ليس هذا  هو موضوعى، لكنى فجاة وجدت نفسى مقحمة  فى حرب نسائية مع منى الشاذلى - طب دخلونى فى حرب نسائية مع منة شلبي، مش هتضايق ساعتها- فقد قيل إننى كتبت عنها لأنى أغير منها عشان جمالها وحلاوتها وشياكتها ورقتها وأنوثتها ولباقتها وطعامتها..ثم إنها بيضاء وأنا سمراء.. هى مذيعة مهمة وأنا ولا حاجة، هى متجوزة وست بيت وأنا ولا حاجة.. هى ست الكل وأنا ولا حاجة.. هى كل حاجة وأنا ولا حاجة.. وكل من يكتب مهاجما لمنى الشاذلى ولا حاجة وحاقد وقلبه أسود من لون بشرتى.

يا سيدى أنا ولا حاجة وباغير من الست دى.. لا يتبقى إلا أن يقال إننى أغير من فلوسها.. لا الحمدلله مستورة وأعمل فى أكثر من موقع إخبارى على الإنترنت وأراسل صحف عربية ولست فى حاجة إلى فلوس زيادة. هل لديك ما يفند وجهة نظرى التى قلتها أم أن الغوغائية تسيطر على النقاش المحترم هنا.. لدى رد على كل ما قلته فى حقها، بل وعلى كل تعليق استقبلته على مقالى من أصدقائى وغيرهم، فقد عملت معها فى إعداد الفقرة الفنية بالبرنامج، وكتبت فى مقال نشر فى الدستور الورقى – أيام ما كان فيه دستور ورقى- فيه نصيحة لمنى الشاذلى بمشاهدة الأفلام التى تقابل نجومها لمناقشتها، بدلا من الاعتماد على حكى المعدين، وبعد قليل من عملى معها سمحت لنفسى بمناقشتها عما تتناوله من القضايا العامة، وكان الفيصل بالنسبة لى معها وآخر ما يمكن أن تصل إليه علاقتى بها نقطتين مهمتين، أولا عندما تناولت موضوع ماتش كرة القدم بين مصر والجزائر وعملها حلقة استثنائية يوم أجازتها – بناءا على تعليمات امنية أو فوقية- لعمل هيصة وزفة حول المشكلة، وبعدها تحدثت معها، وتُسأل هى فى ذلك، وقلت لها: لماذا تدخلين فى هذا الموضوع.. إن هو إلا ماتش كرة، فما كان من المذيعة المثقفة إلا أن قالت: كرامتنا اتهانت.. مصر اتهانت، فقلت لها: لا كرامة لوطن فى ماتش كرة.. جمهور الكرة يصدر منه أكثر من ذلك، فقالت: بس دى بلدنا ودول ناسنا ولازم ندافع عن كرامة بلدنا.. دول بهدلوهم يا دعاء.. إلى آخر هذا الجدال العقيم.

بعدها انطلقت فى الهوجة، وقدمت خمس حلقات تستضيف فيها من يندد بالجزائر ويسب فيها ويلعن إلى أن استقبلت مكالمة الشاعر الكبير جمال بخيت الذى ندد فيها بعته وحمى الكرامة التى ظهرت فجاة بسبب ماتش كرة، واستسخف فيها فكرة أن تكون الكرة سببا فى إلهائنا عن قضايا أكثر حيوية، وتم قطع الاتصال عن الشاعر فجأة، واختتمت منى هذا العته بلقاء مع الكاتب الكبير د. جلال أمين انتقد فيه كل ما سبق، لتتحدث منى فى كلمة فاصلة عن كراهيتها لكل هذه الضجة، وبافتعال تؤكد أن لا علاقة بين كرة القدم والكرامة، ثم تشكك أخيرا فى رواية الفنانين وفى اتحاد الكرة، بعد أن ظلت تطبل لخمس أيام متتالية.

هى الأذكى فعلا والأكثر قدرة على اللعب على أحبال التعليمات وعلى مشاعر الناس وعلى المواقف المحترمة، ولن أخدعكم بأن أقول إننى لم اك معجبة بهذا الذكاء ولم أقدر هذه المواقف، فمازلت معجبة بطلتها وذكائها فى إدارة التعليمات والخروج بأقل الخسائر، لكن عندما حلت كارثة السيول، سألتها: ولماذا لم تقدمين حلقة استثنائية اليوم كما فعلت يوم ماتش الجزائر، فقالت لى: لا توجد لدينا معلومات أو مادة كافية.. على أساس أنه كان لديها معلومات ومادة كافية ايام الماتش إياه!

ثم استضافت منى الشاذلى د. محمد البرادعى، وانهالت عليه بأسئلة ساذجة ومريبة وأمنية من الطراز الأول، حتى إن الأمن كان يصحح لها ما تخطيء فيه عند ألقاء الاسئلة من غرفة الكونترول روم، فقد قالت منى الشاذلى للبرادعى مثلا: ما قصة الحراسة المفروضة عليك وعلى منزلك وعلى الشارع الخاص بك، فرد عليها الرجل بعفوية: لا يتعدى الموقف كونى مهما ويشكروا لأنهم يوفرون لى هذه الحماية التى لا أعرفها، ثم صححت بسرعة: وصلنا الآن من وزارة الداخلية أن بعض الوزراء أو وزير معين يسكن فى نفس المكان الذى يسكن به الدكتور البرادعى، ولذلك فإن هناك حراسة قرب منزله.

ثم تلقت منى الشاذلى  اتصالات المشاهدين، ولم أك أتصور  أنها ستفعل ما فعلت بالإعلامية هويدا  طه عندما اتصلت وقالت أنا هويدا  من القاهرة، فقالت لها قبل أن تتم هويدا كلماتها: "أنا باشبه علي الصوت ده.. أنتي هويدا طه من قناة "الجزيرة" - ولم تنس تعطيش الجيم- ثم تابعت بلهجة أمين شرطة مخضرم هذه المرة: "أنتي أخدتي براءة ولا غرامة.. يعني مفيش عليكي أي أحكام؟"، وأخيرا تلبستها روح قاض واثق، وقالت: "بعد المكالمة دي استني حكم.. انتظريه".. – هذه الكلمات كتبها فى الدستور زميلى عمر الشاهد عقب لقاء منى الشاذلى مع البرادعى، والتى قدمت خلالها منى بلاغا صريحا فى الإعلامية هويدا طه.

بعد اللقاء اتصلت  بمنى الشاذلى واقسم أن كل ما دار  فى حوارى بها صادق تماما، ولم أحرف حرفا فيه، فقد سألتها: ليه بتبلغى فى هويدا طه على الهوا.. هى اتصلت  وقال هويدا من القاهرة.. ليه عملتى  كده وكشفتى عن شخصيتها، فقالت لى: هى كانت عايزة تورطنى.. بتقول كلام يودى فى داهية ومش عايزة تذكر اسمها.. لازم اقول اسمها عشان تتحمل مسئولية  كلامها، وأنا ماليش دعوة باللي  بتقوله! قلت لها: هى لم تكذب عليك، فقد قالت إن اسمها هويدا، وكان يمكن أن تقول إن اسمها سحر أو سهى أو ليلى، فلماذا قررت فضحها بهذه الطريقة، فأجابت نفس الإجابة السابقة: هى كانت عايزة تورطنى وتودينى فى داهية!

وهذا جزء آخر من مقال كتبه زميلى عمر الشاهد فى الدستور عقب لقاء البرادعى قال فيه: "فجأة تحولت المذيعة المثقفة إلي ربة منزل تسأل امرأة مؤيدة للبرادعي، وكأنها تقول لجارتها: "جوزك عارف الموضوع ده ولا لأ يا هانم.. هه.. ردي يا ست يا محترمة".. لم تخل الحلقة طبعا من إصرار المذيعة علي بث معلومات خاطئة أو التشويش علي معلومات صحيحة.. د. علاء الأسواني أكد لها أن الآلاف كانوا في استقبال البرادعي في المطار.. أصرت هي علي أن مستقبليه كانوا بضع مئات، وهو ما فعلته مع المخرج أحمد ماهر أيضا الذي قال لها إن مستقبلي الرجل كانوا بالآلاف، فأصرت مرة أخري أنهم كانوا مئات، ونسيت أن من يتحدث معها هذه المرة مخرج يعرف جيدا كيف يقدر عدد المجاميع! ولا أدري ما هذا الإصرار علي التأكيد أن مستقبلي البرادعي في المطار كانوا قلة!

المهم أننى بعد هذه  الحلقة وبعد المناقشة التى دارت بينى وبين منى الشاذلى حول إدارتها الضعيفة  والسيئة للحوار وللحلقة عموما، اقسمت أننى لن أعمل معها مرة أخرى، وانتهت علاقتى بها وببرنامجها إلى يومنا هذا.. رغم أننى لم أك مضطرة لمناقشتها فى قضايا سياسية، فأنا فى النهاية معدة الفقرة الفنية، لكننى قررت ألا أعمل معها بمحض إرادتى، ودون تشنج أو متاجرة بالموقف، فقد انسحبت فى هدوء دون حتى أن أخبرها هى بانسحابى، وإلى يومنا هذا لم تسأل عنى منى الشاذلى ولم أسأل عنها، ويشهد على كل حرف كتبته كل من هو قريب من دائرة قناة دريم.

حقا إننى أغير من منى الشاذلى لأنها مازالت قادرة على خداع الكثيرين وخداعى أحيانا.. ياليتنى أمتلك مثل هذه الخبرة.. ياليتنى كنت متلعثمة واستجيب للتعليمات واسير مع التيار مثلها، وياليت زوجى يخوض معاركى مع مخرج البرنامج الذى طردته منى الشاذلى على الهواء، ثم أمره بأن يعتذر لها عن تصريح له فى إحدى الصحف "جريدة عين"، مثلما يفعل زوج المذيعة التى يخوض زوجها معاركها ويدافع عن ظلمها لمن يعملون معها بكل هذه الفتونة.. ياللا ناس ليها حظ، وناس ليها.. ترررررتر.. أنا باغير من منى الشاذلى ومن مكياجها وتهتهتها وبلوزاتها، وباغير طبعا من معلوماتها العظيمة عن كل حاجة وأى حاجة.. أنا ست غيارة وحقودة.. ماتخدوش على كلامى بقى.

الدستور المصرية في

21/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)