حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الممثل السورى باسم ياخور لـ«المصري اليوم»:

حلم الوحدة العربية «رومانسى» ووجودى الفنى بمصر مازال «تجربة»

حاورته فى دمشق   نعم الباز

عرف الجمهور المصرى باسم ياخور بدوره فى مسلسل «حرب الجواسيس»، الذى نال عنه إشادة النقاد وصناع الدراما، ثم اشتهر بدوره فى مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، الذى حظى بمشاهدة عالية فى مصر والوطن العربى.

«المصرى اليوم» حاورت باسم فى سوريا، وتحدث عن أدواره وخطته فى العمل فى الدراما المصرية، كما تطرق الحديث إلى آرائه السياسية ورؤيته لإسرائيل كدولة محتلة أرض الجولان السورية وتعامل الشعب السورى مع هذه القضية، ووصف الحكومة الإسرائيلية بأنها «منحطة».

كيف تنظر لتجربتك الفنية فى مصر؟

- مجرد تجربة، فيها نوع من اكتشاف الساحة والأسماء المهمة فى الكتابة ومخرجين أتعرف على أساليبهم الإخراجية، لكن لا أعتقد أننى عملت ما أشتهى أو أتمنى فعله فعلاً فى مصر حتى الآن.

كيف وافقت على المشاركة فى «زهرة» بعد دورك فى «حرب الجواسيس»؟

- شخصية «أبوسليم» فى «حرب الجواسيس» مركبة ومكتوبة بحرفية، وتلعب على مستويين، الشكل اللطيف، الذى يظهر المودة والحب واللطف، والباطن الملىء بالمخططات الصهيونية لذلك كانت تحتاج إلى دراسة، أما شخصية «ماجد» فى «زهرة وأزواجها الخمسة»، فكانت نوعاً من تعريف الجمهور المصرى بى والتنويع فى الأدوار، فهو رجل رومانسى قلبه ملىء بالحب، وشخصيته مختلفة عن أدوارى السابقة فى «حرب الجواسيس» و«خليج نعمة» و«ظل المحارب».

جسدت شخصيات تاريخية عديدة، ما الشخصية التى تشبهك فيها؟

- الحقيقة من الصعب أن نتبنى شخصية تاريخية معينة، ونشعر أنها تجسدنا أو قريبة منا فى تفاصيلها لأن الشخصيات عاشت فى زمن ومناخ مختلفين تماماً، لكن من الشخصيات التى استمتعت جداً بأدائها هى شخصية «أبومسلم الخرسانى» فى مسلسل «صقر قريش» واستمتعت أيضاً بأداء شخصية نور الدين زنكى فى مسلسل «صلاح الدين»، خصوصاً أنه يموت فى الحلقة العشرين، وأعجبت جداً بشخصية «خالد بن الوليد»، بالقراءات التاريخية عنها، لكن كانت لى ملاحظات عديدة فى الحلقات العشر الأخيرة، بسبب بطء الإيقاع خاصة فى الحلقات الأخيرة، وأيضاً بسبب الإسهاب فى الحديث عن تفاصيل عسكرية، أنا أحكى عن التفاعل بين الممثل والنص، لكن أقرب الشخصيات لقلبى «نور الدين زنكى» و«أبومسلم الخرسانى».

ما رأيك فى مستوى الإخراج فى مصر خاصة أنك صاحب تجربة إخراجية؟

- أنا مخرج لتجربة يتيمة، والمخرج المصرى متنوع ومهم والآن أحاول اكتشاف الحالة الإخراجية، وفى مصر تعاملت مع نادر جلال الذى يُعد من المخرجين العظام وأعتقد أنى من الناس المحظوظين لعملى مع مخرج مهم مثله فهو من المخرجين المتميزين الذين يعملون على تفاصيل الممثل بعقد جلسات، ويعمل على الحالة النفسية ويجلس فى جلسات طويلة ويتحدث فى أدق تفاصيل الشخصيات، وأتمنى أن أعمل مع مخرج مهم جداً أعتقد أنه من المخرجين الأهم فى العالم العربى، هو المخرج خالد يوسف، تلميذ الراحل يوسف شاهين فهو ليس مخرجا يعمل عملاً فنياً فقط، إنما لديه قناعة بأهمية وقيمة العمل ودوره وله موقف اجتماعى وسياسى وشاهدت جميع أفلامه، وأعجبت بـ«حين ميسرة» رغم جرأته لأنه يسلط الضوء على أهم المشاكل والعيوب والبشاعة فى المجتمع ويفضحها، وكأنه يقول للعالم انتبهوا لهذه البشاعة.

ماذا عن المخرجين السوريين؟

- عندى تجارب مع عدد كبير من المخرجين السوريين العباقرة، ويوجد حالياً جيل جديد تتلمذ على أيادى عمالقة المخرجين الكبار مثل المخرج هيثم حقى، وهو صاحب مدرسة تعتمد على اللغة السينمائية فى المادة التليفزيونية وتتلمذ على يديه عدد كبير، ومن المخرجين الحاليين المبدعان باسل الخطيب وحاتم على.

هل ستشارك فى مسلسل محمد على؟

- لا لن أشارك أنا عندى مشروع مختلف أجهز له هذا العام هو «محمد الفاتح»، فاتح القسطنطينية التركى وهو شخصية مهمة وحقق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية ويكفى أنه نقل أسطولاً من بحر إلى آخر، وهذا العمل إنتاج ضخم، لأن مرحلة فجر الإسلام أشبعت بأعمال كثيرة، فلابد من العمل على عصور أخرى ومراحل تاريخية مختلفة، لأن محمد الفاتح موضوع مهم أثر فى أوروبا، وكان يحضر لفتح روما وله مساجد باسمه فى بلغاريا وبعض الدول الأوروبية وكلما كان يفتح مكاناً كان يقيم مسجداً.

فيلم مصرى كنت تتمنى بطولته؟

- «الكيت كات»، وشاهدته أكثر من ٦ مرات، أعشق هذا الفيلم وأعشق أداء محمود عبدالعزيز، فهذه الشخصية عميقة مغرية لأى شخص، لكن الحقيقة أن الأستاذ محمود أداها بطريقة لا يمكن لأحد أن يؤديها مثله.

كيف ترى إسرائيل؟

- إسرائيل تمثل لى كل الشر وكل الحقد وكل الكره والتشبع باللاإنسانية فى العالم، والشعب السورى مثل المصرى عانى كثيراً من إسرائيل ووحشيتها، ففى كل أسرة أو عائلة سورية مات شهيد، سواء فى حرب أكتوبر أو فى المواجهة السورية مع إسرائيل فى الثمانينيات وفى فلسطين ولبنان، وسقط شهداء من الشعب السورى فى المواجهة السورية اللبنانية مع إسرائيل، إسرائيل هى نازية القرن الواحد والعشرين بل هى صورة أبشع من النازية.

فى رأيك، هضبة الجولان السورية تعوض بالتفاوض أم بمعركة؟

- أعتقد أن التفاوض مع إسرائيل فى حد ذاته معركة، والنجاح فيه نجاح وانتصار فى المعركة، لكننى لست متفائلاً بالوصول لأى اتفاقيات مع إسرائيل فهى دولة تريد احتلال أراض جديدة ولديها نوايا توسعية، ولن تسلم الجولان ببساطة، ولا أحد يتمنى الحرب لكن الجولان أرض سورية يجب أن تعود إلينا والذين يسكنونها مواطنون سوريون، لكنى متفائل بالقيادة السورية، لأنها ذكية ولها نظرة بعيدة، وعندها رؤية استراتيجية للأحداث، وأعتقد أنه إذا استعاد النظام الجولان بالتفاوض، يكون قد حقق انتصارا على حكومة إسرائيل المنحطة.

هل أنت من الحالمين بالوحدة العربية؟

- أنا لست من الحالمين بمشروع الوحدة، ولا أعتقد أن مشاريع الوحدة التى طرحت عربياً عادلة، بل هى رؤية «رومانسية» فاشلة على الصعيد العملى، ولم تحقق أى نجاح سواء مع ليبيا أو مصر لأنها مبنية على حالة مغلوطة واتحاد غير متوازن بين بلد كبير مثل مصر وبلد أصغر حجماً كسوريا، وأعتقد أن الوحدة يجب أن تكون مدروسة ومبنية على تشابه بين الحالة والموارد والإمكانيات، لكن يمكن أن يكون هناك اتحاد «كونفيدرالى»، وقبل أن نحكى عن الوحدة نوحد مجموعة أفكار تتفق عليها الدول العربية قبل التفكير فى الوحدة.

لماذا شاركت فى مسلسل «وراء الشمس»؟

- تجربة فريدة جداً عن ذوى الاحتياجات الخاصة، وتتناول قضية الأطفال المرضى بالتوحد، ورغم التعب فى هذا العمل، فإنه إنجاز مذهل أثبت أنه يمكن أن تتفاعل مع هؤلاء الأطفال وتم صنع ممثل جيد من طفل مريض فعلا، إذ إن كثيرا من الناس العاديين لا يملكون موهبة التمثيل والمسلسل يطرح كيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ويتطرق إلى داخلهم وحالاتهم، وهى طاقات تحتاج من يفجرها.

كيف ترى موقع سوريا من الوطن العربى؟

- الآن سوريا تحتل موقعا مهما جداً، كل دولة لها مزاياها وخصوصيتها، وسوريا كما مصر تتميز بوجود نخبة مثقفة، وسوريا أهم ما يميزها الناس وطبيعة البشر المحبة، وهذا ما يقرب المصريين إلى السوريين، والسوريين متدينون وليسوا متعصبين، وهذا شىء مهم بدأنا نفتقده فى الوطن العربى، فبها تفاهم حقيقى بين الأقليات والطوائف.

جسدت العديد من الشخصيات الإسلامية من منها أحسست بأنه يجب أن تعيده للحياة؟

- صلاح الدين الأيوبى لأنه شخصية جمعت بين القيادة العسكرية والحنكة السياسية فى التفاوض، وفى مواجهة المد الغربى بطريقة استثنائية فله مواصفات القائد والمفاوض ورجل الشارع أيضاً.

من ناحية تكوينك الجسدى الذى يشبه عبدالناصر جداً.. لماذا لم تمثل شخصيته؟

- لا أعتقد أن الفنان أحمد زكى أتاح لأحد أن يمثله من بعده، لأنه لم يترك شيئاً نعمله، فهو أهم ممثل فى تاريخ هذه الأمة، عاش حياة قاسية عملت له مكنونا من مشاهدته للحياة ومشاهدات الناس لأن الفنان الحقيقى من وجهة نظرى هو الذى يأخذ من نبض الشارع ويحتك بالناس ويتعايش ويتفاعل معهم أكثر.

تقصد أنه من الصعب تجسيد شخصية عبدالناصر مرة أخرى فى عمل فنى؟

- التاريخ الحديث ربما يمثله أفضل منا الجيل المقبل لأن هذه المرحلة متصلة مع الحالة التى نعيشها، بمنتهى الصراحة من سيتناول عبدالناصر وكأنه شخصية إله دون أخطاء لن يكون عمله عملا حقيقيا لأنه لابد من شمول مميزاته وأخطائه وكل الأعمال التى تمت عن عبدالناصر كانت دعائية وليست حقيقية عن روح تلك المرحلة بمصداقية بكل تناقضاتها ولو طرح على مشروع ممكن أفكر فيه، ولابد من أن يتم حساب مزاياه وعيوبه لكن فى وقته، وهذه الشخصية مغرية لكن أهم شىء الورق المكتوب حتى يبنى عليه جهد فعال.

هل فرقتنا المذاهب الدينية؟

- أنا مؤمن بجملة واحدة أختزل فيها كل شىء «الدين لله والوطن للجميع» وأنا مع مفهوم المواطنة بغض النظر عن الدين لكن الدين والأخلاق حالتان لا تنفصلان، ولا أتكلم فى دينى على وجه الإطلاق لأن الدين فى بيتى له حالة خاصة.

دورك فى «زهرة وأزواجها الخمسة» وعنوان المسلسل المستفز ألا تجد أن فيه نوعا من تحقير المرأة؟

- لا أنظر فى تجربتى فى مصر على أنها أجزاء متصلة أنا فى مصر فى مرحلة تأسيسية، أحتاج إلى التنوع فى الأدوار لأنى لا أريد تكريس نفسى فى نوع معين من الأدوار، لذلك جاءت موافقتى على «زهرة وأزواجها الخمسة» نوعاً من التنويع ولعب نوع آخر من الشخصيات المختلفة مع وجود بعض الملاحظات الكثيرة على هذا المسلسل التى سأحتفظ بها لنفسى لأن كل من فى المسلسل أصدقائى بدءا من الكاتب والمخرج والشركة المنتجة إلى الممثلين.

المصري اليوم في

20/11/2010

 

تونى خليفة.. النمر

بقلم: كمال رمزي

التشابه بين تونى خليفة والنمر ليس فقط بسبب قوامه الممشوق ورقبته الطويلة ورأسه الصغير، ولكن لأسلوبه الذى يعتمد على عدم التعاطف مع ضيفه الذى يتحول، فى الكثير من الأحيان، لمجرد فريسة. عادة، يبدأ لقاءه بملامح باردة، مع ابتسامة محايدة، فترات الصمت التى تتوالى تبدو كما لو أن صاحبها يطلب مزيدا من الإقناع، الأمر الذى يدفع الضيف للكشف عن جوانب قد تكون خفية، أو لا يريد الإعلان عنها.. تونى، ينقل نفسه سريعا من كونه محاورا إلى موقع المحقق ويقفز إلى كرسى القاضى. وحينها، يرتبك الضيف، وقد يتخبط فى أقواله، أو يبذل ما فى وسعه لسرد تفاصيل يرى أنها تبرئه.. عنذئذ يعود تونى إلى نظرة الشك المقلقة، مستكملا دائرة التحقيق، ثم القضاء، والتى تكون، عادة، الكلمة الأخيرة له.

فى إحدى حلقات «للنشر» الذى يقدمه على شاشة الجديد، يناقش قضية بيع الأعضاء البشرية فى لبنان. وبعد عرض ما يشبه الفيلم التسجيلى عن أحد الذين باعوا كلاهم، يدافع أحد الجراحين، عن زملاء مهنته، وتندلع بين الطبيب والمذيع لعبة الفأر والقط، ويؤكد الجراح أن القانون والعرف وما يحدث فعلا، يلزم المستشفى والأطباء أن يكون المتبرع بكامل وعيه، وبإرادته الحرة، وأنه يهب كلاه من دون ضغط أو إكراه أو بثمن، فضلا عن ضرورة استلام تقرير من طبيب نفسانى، ينص على سلامة الحالة الذهنية والعاطفية للمتبرع، بالإضافة إلى شهادة أهل المتبرع وحضورهم أثناء إجراء العملية.. تونى خليفة، الهادئ، يتحول من قاضٍ إلى نمر، يقدم على توجيه ضربة شرسة، لا تخيب، عندما يباغت الجراح بقوله «كل هذه الإجراءات تتم فعلا، لكنك تعرف، فى قرارة نفسك، أن هذه العملية ليست هبة لوجه الله، ولكن صفقة بيع وشراء». عندئذ، يدرك الطبيب المتصبب عرقا، أنه وقع فى كمين من الصعب الخروج منه.. وتنتهى الفقرة.

تونى خليفة، المنتبه دائما، لا يستجيب للاستفزاز، صوته لا يرتفع أبدا، مقتصد فى تعبيرات ملامحه إلى أقصى حد، قناع الحياد لا يسقط عن وجهه، لا يلقى بقنبلته بضجيج، ولكن يضعها، بقلب بارد، فى المكان والتوقيت النموذجيين، سواء فى نهاية اللقاء مع ضيفه أو فى بدايته. إنه يعرف تماما متى وكيف ينقض على فريسته. وهو واسع الحيلة، ناعم وقاس فى آن، من الممكن أن يصدم ضيفه بمعلومة تثير الخوف. ففى إحدى حلقات برنامجه المذكور، يقدم حالة متكررة: امرأة تركت طفلها الذى لم يتجاوز العام ونصف العام، أمام ملجأ السيدة العذراء فى بيروت، واستطاع الأمن الوصول لها، وها هى تحكى قصتها المعهودة، المغرقة فى «الميلودراما»: الطفل يعانى من ضمور فى المخ، يسبب عدم التركيز، وفقدان القدرة على التحكم فى عضلات الجسم، وهى، عندها أربعة أطفال، صدمت بوفاة طفلين غيرهم، وتخشى أن تصدم بوفاة هذا الابن العليل، وبالتالى تركته لذوى القلوب الرحيمة..

ولأن «النمر» لا يؤمن بالعواطف المتورمة، يباغت المرأة بقوله «ربما ستصدمين مرة ثالثة فى هذا البرنامج، فثمة تسريبات تتوقع القبض عليك، لأن القانون يجرم التخلى عن طفل مهما كان السبب». حينها، تتغير نبرة المرأة التى تحاول الخروج من المأزق، لكن عبثا، ذلك أنها أدركت، فى لحظة تنوير مؤلمة، كما أدرك المشاهد، أن المسألة لا تؤخذ بالعواطف.. تونى خليفة، مذيع من أصحاب الأساليب.

الشروق المصرية في

20/11/2010

 

رمضان 2011 : التليفزيون المصرى محروم من العرض الحصرى

كتب حسام عبد الهادى

إنقاذ الدراما التليفزيونية من محنتها الآتية هو الشغل الشاغل للقائمين على صناعة الدراما سواء جهات الإنتاج الرسمية والمتمثلة فى جهات إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، «مدينة الإنتاج الإعلامى»، شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، «قطاع الإنتاج» أو جهات الإنتاج الخاصة، فالمحنة التى تعيشها الدراما التليفزيونية فى ظل وجود الأزمة المالية الطاحنة تحتاج إلى معجزة إلهية خاصة بعد المنحنيات الشديدة التى مرت بها فى الفترة الأخيرة وتراجع مؤشر التسويق بعد انحصار السوق الخليجى عنها إلى جانب ضعف الإعلانات بشكل ملحوظ .

فالدراما التليفزيونية التى تصدى لها اتحاد الإذاعة والتليفزيون العام الماضى سواء عن طريق الإنتاج المشترك أو الإنتاج المباشر تكلفت 400 مليون جنيه فى حين لم تحقق الإعلانات سوى 169 مليون جنيه فقط - أى أقل من نصف التكلفة - مهددة بألا تلقى هذا الدعم من الاتحاد هذا العام فى ضوء مؤشرين مهمين.. أولهما ما قيل عن قرار الاتحاد بالتوقف عن الإنتاج هذا العام وثانيهما أن خطة الاتحاد للإنتاج الدرامى لرمضان هذا العام مازالت مجرد كلام لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

ممدوح الليثى: إنقاذ ما يمكن إنقاذه

«ممدوح الليثى» الذى أتى به مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليــــكون المنقذ الحقيقى للدراما التليفزنية هذا العام سواء من حيث إحياء مؤشر التسويق من جديد أو من حيث تقليص عدد الأعمال الدرامية التى وصل عددها فى العام الماضى إلى أكثر من 100 عمل يؤكد أن ما حدث فى العام الماضى لن يتكرر مرة أخرى، وأنا أسمى ما حدث فوضى درامية ليست مبنية على دراسة أو تخطيط وإنما تسير بشكل عشوائى، ولذلك فإن الحال الذى وصلت إليه هو نتيجة طبيعية لتلك الفوضى والعشوائية، ورغم أنه من الصعب أن تتعافى الدراما بشكل سريع وتزول كل المعوقات التى تفترضها سواء أزمة السيولة المالية أو أزمة التسويق أو الإعلانات، فإننا نحاول أن ننقذها فى أسرع وقت ممكن والبداية ستكون بتقليص عدد الأعمال، فإذا كان فى العام الماضى قد تم إنتاج أكثر من 100 مسلسل فإن هذا العام لن يزيد عدد الأعمال على 25% من حجم ما تم إنتاجه فى العام الماضى.

فى حين يؤكد المهندس «أسامة الشيخ» - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون -أنهم يسيرون فى اتجاه فتح مواسم جديدة للدراما التليفزيونية بعيدا عن رمضان حتى لا تكون دراما رمضان أشبه بتدفق الدماء فى شريان واحد فقط بينما باقى الشرايين لا تصل إليها الدماء مما تسبب بالفعل فى عملية انسداد الشريان الوحيد وإصابته بجلطة، فلذوبان هذه الجلطة لابد من توزيع الدماء من جديد على كل شرايين السنة وأن يتم عرض المسلسلات الجديدة على مدار العام وليس فى رمضان فقط الذى تعرض فيه 95% من حجم الأعمال الدرامية التى يتم إنتاجها على مدار العام.

أزمة مالية

مازالت التعاقدات مع الفنانين والفنيين على الأعمال الدرامية الجديدة لم تتم حتى الآن بسبب الأزمة المالية التى تعوق التنفيذ وعدم القدرة على سداد دفعات التعاقد التى تتمثل فى 10% من الأجر، صحيح أن الأزمة المالية التى يعانى منها اتحاد الإذاعة والتليفزيون هى نتيجة لمحاولته إنقاذ الدراما المصرية التى بدأت ملامحها تظهر سواء على خريطة الشاشة المصرية أو من خلال رد فعل الجماهير العربية الذين أعادتهم الشاشة المصرية مرة أخرى إليها، ولكن هذا يحدث فى ظل تسارع الجهات الإنتاجية الخاصة مستغلين فرصة غفوة التليفزيون المالية فى التعاقد مع النجوم على الأعمال الجديدة.

«راوية بياض» - رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون- أكدت أنه رغم وجود ميزانية تصل إلى 200 مليون جنيه للأعمال الدرامية القادمة إلا أن خطة الإنتاج حتى الآن لم يتم عرضها على الوزير وستعرض عليه خلال الأيام القليلة القادمة لاتخاذ قرار بشأنها للبدء فى تنفيذها فورا، ورغم أن الحجم الدرامى المقترح هذا العام أقل من العام الماضى إلا أن هناك نية للاهتمام هذا العام بالكيف أكثر من الكم، خاصة ونحن نريد تقليص الميزانية بسبب الأزمة التى تعانى منها الساحة الإنتاجية فى مصر بشكل عام سواء على مستوى الإنتاج العام أو على مستوى الإنتاج الخاص، وتضيف «بياض» : لدينا هذا العام ستة مسلسلات بنظام الإنتاج المباشر وهى «أهل الهوى» تأليف «محفوظ عبدالرحمن» وإخراج «عباس أرناؤوط» من الأردن، ويحكى قصة «بيرم التونسى»،و«شجرة الدر» تأليف «يسرى الجندى» وإخراج أحمد صقر، سبق أن رفض «يسرى الجندى» الاتفاق على هذا المسلسل على أن يتم عرضه فى رمضان وقام بتوصيل هذا الاعتراض إلى «راوية بياض» رئيس قطاع الإنتاج، مؤكدا أنه لن يسمح مرة أخرى بعرض أعماله فى أوقات وقنوات ميتة بحجة الزحمة الرمضانية مثلما حدث لمسلسله «سقوط الخلافة» مما أضعف نسبة مشاهدته وأكد «يسرى الجندى» أن المسئولين فى ماسبيرو ينظرون إلى الأعمال التاريخية والدينية على أنها سد خانة ولن أسمح بامتهان أعمالى مرة أخرى.. وتكمل «راوية بياض»: لدينا أيضا فى الخطة مسلسلان «أسماء بنت أبى بكر» تأليف «بهاءالدين إبراهيم» و«الميراث الملعون» تأليف محمد صفاء عامر، و«الأميرة ذات الهمة» و«امرأة وحيدة» ، أما المسلسل السابع «الصفعة» من ملفات المخابرات المصرية، سيناريو وحوار «أحمد عبدالفتاح»، فسيتم بنظام الإنتاج المشترك مع جهات إنتاجية أخرى خاصة.

الوضع فى مدينة الإنتاج الإعلامى لا يختلف كثيرا عن الوضع فى قطاع الإنتاج، حيث مازالت الخطة الدرامية الجديدة حبرا على ورق فى انتظار الفرج، خاصة أن القائمة تضم عددا من الأعمال التى تنتظر دورها فى التنفيذ منذ فترة طويلة منها «غنيوة للبحر» تأليف «عطية الدرديرى» وإخراج «محمد فاضل» و«همس الجذور» تأليف «يسرى الجندى» وإخراج «إسماعيل عبدالحافظ»، «وفى حضرة الغياب» من إخراج نجدت آنذور ويحكى قصة الشاعر الفلسطينى «محمود درويش».

ويؤكد «سيد حلمى» أن هناك بعض الأعمال الأخرى التى مازالت تحت الدراسة منها «حبيبى الذى لن أحبه» تأليف صفاء عامر و«هارمونيا» تأليف فتحى دياب.

الإنتاج الخاص

رغم أن الإنتاج الخاص يكون أكثر مرونة من إنتاج الدولة إلا أن الأزمة المالية واحدة فى تأثيرها على الجميع خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأطراف أخرى، مثل خلافات بعض شركات الإنتاج الخاصة مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى لم يسدد لهم حتى الآن بقية مستحقاتهم المالية نظير شراكتهم فى بعض الأعمال وهو ما انعكس على المنتجين أنفسهم بالعجز عن دفع بقية أجور الفنانين والفنيين الذين شاركوا فى هذه الأعمال مما ترتب عليه أيضا تعثر البدء فى أعمال جديدة، رغم أن هناك شركات موقفها المالى قوى لم تتأثر كثيرا بهذه الحالة الطارئة وراحت تشرع فى بدء أعمال جديدة مثل «صفوت غطاس» الذى سيبدأ فى أول يناير القادم تصوير أول مشاهد مسلسل «فرقة ناجى عطاالله» «لعادل إمام» من تأليف يوسف معاطى وإخراج رامى إمام الذى رصدت له ميزانية قدرها 100 مليون جنيه منها 25 مليون جنيه فقط أجر «عادل إمام» وحده.

وكذلك «هشام وعصام عباس» اللذان سيبدآن تصوير مسلسلهما الضخم «محمد على باشا» بطولة يحيى الفخرانى وتأليف لميس جابر وإخراج حاتم على - من سوريا - وهو المسلسل الذى عانى الأمرين وتأجل أكثر من مرة عندما كان فى أدراج شركة جود نيوز التى عجزت عن إنتاجه وظل حبيس أدراجها ثلاث سنوات حتى خرج للنور وقد باعت جود نيوز الملابس والإكسسوارات التى تم تصميمها للمسلسل للشركة المنتجة الجديدة بمبلغ مليون جنيه وهناك ملابس وإكسسوارات أخرى باقية ستتكلف 2 مليون جنيه من أصل الميزانية التى تم رصدها للمسلسل والتى وصلت إلى 100 مليون جنيه منها 15 مليون جنيه أجر «يحيى الفخرانى» وحده و10 ملايين لبناء قلعة على مساحة 20 فدان خلف الحى الفرعونى بمدينة الإنتاج الإعلامى هذا العام رغم أن حجم الأعمال سيكون قليلاً لكنه سيكون مكثفاً ومقتصرا على النجوم فقط وعلى الأعمال الضخمة الكبيرة ولن يكون هناك مجال للصغار للمنافسة باستثناء مسلسل «رجل لهذا الزمن» الذى يحكى قصة د.«مصطفى مشرفة» من تأليف محمد السيد عيد، فرغم صغر نجومية «أحمد شاكر» بطل المسلسل إلا أن المسلسل يعتمد بشكل كبير وكالعادة دائماً فى أعمالها على نجومية مخرجته «إنعام محمد على» أما المنافسة ففى الغالب ستكون بين «محمد هنيدى» فى «رمضان أبو العلمين حمودة» و«محمد سعد» فى «اللمبى وجوليت» من تأليف أحمد عبدالله وإخراج وائل إحسان وتم رصد 75 مليون جنيه ميزانية للمسلسل منها 12 مليون جنيه أجر «محمد سعد»، هناك أيضاً «تامر حسنى» فى «ابن البلد» تأليف أحمد محمود أبو زيد ومن إنتاج عرب سكرين وتم رصد ميزانية قدرها 80 مليون جنيه للمسلسل منها 20 مليون جنيه أجر «تامر حسنى» وحده هذا إلى جانب مسلسلات «سمارة» بطولة غادة عبدالرازق و«عزت العلايلى» من إنتاج كينج توت - عصام شعبان والذى حصلت فيه «غادة» على 12 مليون جنيه أجراً لها وحدها من أصل الميزانية التى تم رصدها بمبلغ 50 مليون جنيه وهو من تأليف مصطفى محرم وإخراج محمد النقلى و«الشيماء» تأليف محيى الدين مرعى وإخراج عصام شعبان وأشعار فاروق جويدة وبطولة قمر خلف - من الأردن - ومجدى كامل ويوسف شعبان وتم رصد 30 مليون جنيه ميزانية لمسلسل «وادى الملوك» بطولة سمية الخشاب وسولاف فواخرجى ونبيل الحلفاوى وأشعار وحوار عبدالرحمن الأبنودى وسيناريو محمد الحفناوى عن رواية محمد المنسى قنديل وغناء محمد منير وميزانية المسلسل 60 مليون جنيه و«بين الشوطين» لنور الشريف ومن تأليف عبدالرحمن كمال وإخراج محمد النقلى

و«قضية الوزيرة» لإلهام شاهين ومصطفى فهمى ومن تأليف محسن الجلاد وإخراج رباب حسين و«كيد النسا» لسمية الخشاب وفيفى عبده ومن تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج شيرين عادل،و«ابن موت» لعمرو سعد من تأليف مجدى صابر وإخراج مجدى أبو عميرة، أما المسلسلات التى لم تتضح لها معالم حتى الآن وإن كانت فى أغلب الظن لن تخرج إلى النور بل استخدمها أصحابها من باب الدعاية والغيرة فقط فهى مسلسلات «عمرو دياب» الذى أعلن ذلك من باب الضرب فى «تامر حسنى» غريمه اللدود و«هانى رمزى» الذى ظل مسلسله حبيس التصريحات فقط ولم تتخذ مدينة الإنتاج الإعلامى - الجهة المنتجة - قراراً بشأنه وكذلك «كريم عبدالعزيز» الذى كان مرشحاً لمسلسل «ابن موت» ولم يتم الوصول إلى اتفاق مع الجهة المنتجة وأيضاً «محمود عبدالعزيز» الذى أجل مسلسله «الملك» لأجل غير مسمى.

مجلة روز اليوسف المصرية في

20/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)