حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أماني الحكيم: أنا كثيرة الملاحظات.. والبحث عن الأمثل هو هاجسي

الفنانة السورية لـ «الشرق الأوسط»: أعمال البيئة الشامية شعبية وجماهيرية وتلبي رغبات المشاهدين

هشام عدرة

تنتمي الفنانة السورية أماني الحكيم إلى عائلة فنية سورية معروفة، حيث إن والدها هو المخرج مظهر الحكيم وشقيقتها الأصغر منها الممثلة نسرين، وقد كان لنشأتها في هذه البيئة الفنية تأثير واضح على مسيرتها الدرامية المستمرة منذ نحو عشرين عاما، قدمت خلالها عشرات الأعمال التلفزيونية الاجتماعية المعاصرة والتاريخية والكوميدية.

وبرزت أماني كفنانة شابة في أدوار وشخصيات الفتاة الجامعية والشابة الأرستقراطية، في حين كانت في أدوار أخرى تلك الفتاة البسيطة الحالمة التي تبحث عن حب حقيقي أو زوج المستقبل، ومن أبرز الأعمال التي شاركت فيها «كان هناك البحث عن المستحيل» و«خط النهاية» و«أهل الغرام» و«حاجز الصمت» و«الخط الأحمر» و«سيرة الحب» و«وصمة عار» و«في الدوامة» مع المخرج المثنى صبح، ومسلسل «قاع المدينة» مع المخرج سمير حسين، و«الفوارس» و«قمر بني هاشم» ومسلسل «زلزال» مع المخرج محمد شيخ نجيب، الذي تحدث عن أحداث ثمانينات القرن الماضي وغيرها كثير من الأعمال المعاصرة والتاريخية والمدبلجة، من خلال مشاركتها بصوت شريفة في المسلسل التركي نور، كما أنها حققت مرتبة متقدمة جدا في تصفيات البرنامج الغنائي المنوع «سباق الفنانين» الذي عرض مؤخرا على شاشة الفضائية السورية، وقدمه الفنان أيمن رضا، حيث نالت أصواتا كثيرة مؤيدة من الجمهور الذي أعجبه صوتها ولتثبت أماني من خلاله أنها صاحبة صوت جميل كما هي في التمثيل الدرامي، حيث يرى فيها النقاد والمتابعون موهبة فنية متميزة وذات حرفية عالية في تجسيد الأدوار والشخصيات. فإلى الحوار التالي معها من دمشق..

·         ما الأعمال الجديدة والشخصيات التي تجسدينها في هذه الأعمال؟

- شاركت مؤخرا في مسلسل «حارة الياقوت» الذي كان اسمه «أقاصيص مسافر» للمخرج خالد الخالد عن نصوص للكاتب زكريا تامر، الذي يعرض حاليا على بعض الفضائيات، وأقرأ أكثر من نص واعتذرت عن بعضها لعدم التوافق؛ إما المادي أو المعنوي! ولدي برنامج منوع من تقديمي على قناة «سورية دراما» وهو «صوت وصورة» والبرنامج يتحدث عن بعض الأفلام السورية القديمة، حيث أختار فيلما قديما وأتكلم عن قصته مصحوبة ببعض المشاهد من الفيلم. وفي الإذاعة لي هناك برنامج تقديمي أيضا في إذاعة «صوت الشباب» وهو«نجمة الليل».

·         لم نشاهدك في أعمال من البيئة الشامية، «باب الحارة» مثلا، هل عرضت عليك المشاركة؟

- دوري في مفردات «أقاصيص مسافر» هو بيئة شامية صريحة وعدم مشاركتي في الأعمال البيئية الشامية رغم أنني بنت هذه البيئة يعود لخيارات المخرجين والجهات الإنتاجية، حيث لم أتلق دعوة منهم للمشاركة في أي عمل من هذه الأعمال.

·         ما في رأيك أسباب نجاح الأعمال الدرامية الشامية؟ وكيف يمكن المحافظة على نجاحها وعدم حصول ملل وتكرار في مواضيعها؟

- كمشاهدة ومتلقية، أعيد أسباب نجاح الأعمال الشامية إلى عدوى المسلسلات الشعبية التي تنتقل سريعا بين الجمهور، فهو يتابع ما يشد الناس الآخرين فتتحول هذه الأعمال إلى شكلها الشعبي، وربما السبب أيضا الحاجة المعنوية في العودة قليلا إلى الوراء بالطابع الحياتي مقارنة مع الواقع، فالمعروف أن هذه المسلسلات تقدم مفردات الزمن الجميل قبل عشرات السنين بعاداته وتقاليده العريقة وغيرية أهل الحارة وشهامتهم وكرمهم، وهذه المفردات نفتقدها في العصر الحديث، ولذلك تحن الناس لها وتستمتع بمتابعتها بشكلها الدرامي. أما موضوع التكرار والملل، فكفنانة أحتفظ برأيي وأتمنى أن لا تقع هذه الأعمال الشعبية والجماهيرية في مطب التكرار، لأنها أعمال ناجحة والجمهور يطلبها، فهي تنطبق عليها العبارة المصرية المعروفة «الجمهور عايز كده».

·         ما رأيك في ظاهرة وجود النجوم السوريين في الدراما المصرية؟

- من الأمور الجيدة أن نرى نجومنا في كل البلدان وأتمنى أن يصلوا للعالمية أيضا.. فهذا يغذي رصيدنا كسوريين نعمل في مجال الدراما والتمثيل، لأن بروز أي فنان سوري في أعمال خارج سورية يساهم في إقبال الآخرين على الاستعانة بالممثل السوري، وتزيد بالتالي فرص مشاركاته في الدراما المصرية والخليجية وأي دراما عربية أخرى، ولذلك الفائدة تكون متاحة للجميع.

·         ما رأيك في الأعمال التركية المدبلجة ومقولة تأثيرها على الدراما السورية وضياع حق الممثل السوري الذي اشتهر على أكتافه الممثل التركي في العالم العربي؟

- لا أريد الدخول في مناقشة عناوين وتسميات مقولبة ولست مع التعميم بهذه المقولات، فالدوبلاج عندي هو حالة فنية وتقنية معروفة منذ سنين وليست وليدة اللحظة، ولكن ربما يقول البعض: «أنا أمثّل إذن أنا موجود»، حيث يثبت أنه يمثل من خلال الدبلجة.. وهذا أمر طبيعي وحالة صحية وصحيحة، فمن المعروف أن الدوبلاج واحد من الفنون المعروفة في مختلف دول العالم وهو ليس جديدا، ولذلك مناقشته يجب أن تبتعد عن الأقاويل والقناعات والآراء المطلقة؛ بل يجب أن تكون هناك منطلقات حرفية وفنية وتقنية نعتمد عليها عند الدخول في تفاصيل هذا النوع من الفنون.

·         أنت فنانة تنتمين لعائلة فنية معروفة.. هل كان لوالدك المخرج مظهر الحكيم تأثير على نشاطك الدرامي؟ وهل تتشاورين معه في قبول أو رفض دور معين؟

- بالطبع أعود بشكل دائم لوالدي في كل شؤون حياتي، فما بالك بالأمور الفنية الدرامية التي زرع بذرتها الأولى والدي وغذاها ورعاها إلى أن تحولت لحرفة وموهبة وممارسة دائمة حيث الفن والتمثيل مجالي الذي لا غنى لي عنه والذي أحقق من خلاله طموحي.

·         متى ترفضين أداء أدوار وتجسيد شخصيات معينة: الأسباب وحالات الرفض والموافقة؟

- أرفض ما يشوه ويسيء أو يغذي تيارات فاسدة ضد المجتمع الذي أعيش فيه، وأجاهد لأكون ضمن كل المقولات التي تسهم من خلال نصوصها في تحقيق حياة أفضل، وبالتأكيد أقدم الدور والشخصية حتى لو كان دورا يسلط الضوء على الجانب السلبي من الحياة والعلاقات المجتمعية.

·         هل لدى أماني الحكيم خطوط حمراء في التعامل مع الشخصية أو مع الجهة المنتجة أو المخرج؟ وهل تطلبين تعديل ما في الشخصية من المخرج مثلا؟

- بحكم الخطوط الحمراء التي تضعها الرقابة العامة فحظوظي قليلة، لكن لا أؤدي ما يتنافى مع تربيتي وأخلاقي، وأنا أميل للمحافظة على مظهر الفتاة الشرقية الواعية والملتزمة وأعدّل دائما بالاتفاق مع الجهات الإخراجية والإنتاجية لأضيء أكثر على جوانب ربما لم يعطها الكاتب حقها.. وبخصوص الجهات المنتجة، فالخطوط الحمراء هنا بالنسبة لي هي عدم استغلال جهد الممثل وعدم توفير وسائل راحته النفسية والجسدية قبل المادية، والأهم الأمان. هذه الأمور لا أساوم عليها مطلقا عندما أتفق مع الشركات الإنتاجية للمشاركة في مسلسل ما لأنها أساسية بالنسبة لي قبل الأجر الذي يمكن أن أحصل عليه من مشاركتي في المسلسل.

·         متى تجلس أماني الحكيم مع نفسها وتراجع ما أنجزته؟ وهل تنتقدين نفسك بقسوة مثلا وأنت تراجعين وتشاهدين ما قمت به من أعمال؟

- كل يوم لدي جرد حساب مع نفسي وذاتي، عندي وسواس في هذا الجانب، وأماني أتعبتني؟! ما يعجبها العجب، وكثيرة الملاحظات.. لو كانت تفكها شوي، لكنت أريح.. البحث عن الشيء المثالي هو هاجسي الدائم وهذه المثالية جعلتني أخسر كثيرا.. لكن في النهاية أتفق مع ذاتي وبقناعة كاملة، فأنا راضية عن نفسي، ورأيي هنا أنه لا خسارة في سبيل الأمثل، والنصيب لا بد أن يصيبك.. فما ذهب ليس نصيبي.. وعبارتي التي أكررها دائما هي: «الحمد لله».

·         هل تشاهدين الدراما الخليجية؟ وما رأيك في ما حققته في السنوات الأخيرة؟ وهل هناك تواصل بينك وبين ممثلي الدراما الخليجية؟ وكيف ترين أداءهم الفني؟

- هناك نشاط متزايد ومميز للدراما الخليجية وهذا الشيء مبشر ويساهم في رفع المستوى العام للدراما العربية، ويساهم في تحقيق المنافسة الشريفة بين جميع أشكال الدراما العربية.. وبالنسبة لي ولعلاقاتي، فهي جيدة مع الجميع، وأتمنى التوفيق لهم والتميز لأعمالهم الدرامية.

·         في مجال التقديم التلفزيوني، لديك تجارب في تقديم برامج منوعة، كيف تنظرين لتجربة الممثل المذيع في القنوات الفضائية؟

- أحببت تجربة التقديم في مجال البرامج التلفزيونية والإذاعية المنوعة ولكن لا أرغب في أن يكون التوصيف «ممثل مذيع» وإنما «مقدمة».. فأنا أقدم هذه البرامج بشخصيتي كأماني ولست المذيعة أماني.. وربما عندما عرض علي تقديم برنامج تلفزيوني وضعته بميزان الجدل والحسابات الخاصة بي لفشلت، فليس مكاني، ولكن ما أقدمه موجود على الساحة الفنية سواء من خلال برنامج أو دراما، هذا التواصل جميل عبر التقديم، وهو يمتعني وأحبه، ولذلك أنا مستمرة بهذه التجربة.

·         هل تطمحين إلى تجسيد شخصية ما في مسلسلات السيرة الذاتية المعاصرة أو التاريخية؟

- إذا كانت الشخصية التي سأجسدها منسجمة مع مبادئي التي أؤمن بها في المجال الفني وكان الدور مناسبا ويلبي ما أصبو إليه في عملي الدرامي ويحقق أهدافي ويتقاطع مع طموحي كفنانة ومع قناعاتي، فلم لا؟!

·         كيف توفقين بين الوضع العائلي والعمل الدرامي؟ وهل يمكن أن نرى أحدا من أبنائك ممثلا؟

- لا أتمنى لأبنائي دخول المعترك الفني الذي يسير نحو الأصعب. أريد لأطفالي حياة أكثر راحة ويسر، وكإنسانة أم وكمساهمة برسالة فنية لخدمة مجتمع بصورة حضارية أتعب جدا لأوفق بين المشروعين المشتركين في المبدأ ولكنهما متعبين في الأداء، وأقول هنا: الله يقوينا!

الشرق الأوسط في

19/11/2010

 

 

3 وجوه لـ«تحية كاريوكا»

غادة عبد الرازق.. وفاء عامر.. رانيا يوسف

القاهرة: طارق الشناوي

من هي «تحية كاريوكا»؟.. «وفاء عامر» أم «غادة عبد الرازق» أم «رانيا يوسف»؟!. ثلاثة وجوه لفنانة واحدة سوف تجد نفسك حائرا في الاختيار بينها، حيث يجري تصوير مشوار حياتها في مسلسل، وفي الوقت نفسه يتم الإعداد لتصوير مسلسلين مأخوذين عن فيلمين شهيرين لها هما «شباب امرأة» و«سمارة».

مسلسل «تحية كاريوكا» بطولة «وفاء عامر»، ومسلسل «شباب امرأة» رانيا يوسف، ومسلسل «سمارة» غادة عبد الرازق، وحتى الآن لا يزال ورثة «تحية كاريوكا» غاضبين يثيرون القضايا ضد صناع مسلسل «تحية كاريوكا» الذي بدأ بالفعل تصويره.. وتقمصت «وفاء عامر» ملامح «تحية» في مرحلة الشباب والشيخوخة بالمسلسل الذي يخرجه «عمر الشيخ».

«تحية كاريوكا» في هذا المسلسل هي الإنسانة، وليست فقط الفنانة بالطبع، هكذا ستبدأ الأحداث بالطفلة التي ولدت عام 1915 باسم «بدوية محمد كريم» في مدينة الإسماعيلية، ثم هربت للإسكندرية وهي لا تزال طفلة، وعاشت معارك الحياة لتصنع اسمها. بينما معركة أخرى تشهدها المحاكم الآن لا تزال محتدمة، حيث إن الورثة يصرون على حصولهم على 5 ملايين جنيه رغم تدخلات «رجاء الجداوي» ابنة شقيقة «تحية» ومحاولتها إقناع الورثة بالترضية بمبلغ أقل بعيدا عن ساحة القضاء.

أغلب الظن أن صناع المسلسل لن يتوقفوا، لأن المخرج «عمر الشيخ» بدأ التصوير، وتراهن «وفاء عامر» على أن هذا المسلسل سوف يضعها في مكانة فنية تترقبها وتنتظرها خاصة أنها نجحت في أداء دور «الملكة نازلي» في مسلسل «فاروق» قبل ثلاثة أعوام.. لقد شهدت كواليس مسلسل حياة تحية كاريوكا صراعا حادا بين كل من «نبيلة عبيد» و«نادية الجندي» و«فيفي عبده» و«سمية الخشاب»، قبل أن يصل إلى «وفاء عامر».. الحقيقة أن اختيار حياة «تحية كاريوكا» كسيرة ذاتية يتجاوز مجرد سرد حياة فنانة كبيرة، لأن لها دورا وطنيا كبيرا بدأته مع انطلاق ثورة يوليو (تموز) 1952.. عطاء «تحية كاريوكا» لم يتوقف عند حدود الإبداع الفني، إنه وجود إنساني في أغلب المجالات السياسية والاجتماعية والوطنية.

عندما قامت الثورة كانت لها بعض الآراء في الممارسة السياسية لرجال الثورة المصرية، ودخلت السجن السياسي لمدة 101 يوم بتهمة الانضمام إلى تنظيم يساري اسمه «حدتو»، وهذه الكلمة اختصار لتعبير «حركة ديمقراطية للتحرير الوطني»، وداخل السجن لم تفقد المقاومة، بل زادتها جدران السجن إصرارا، وقادت المظاهرات من داخل الزنزانة، ورفعت شعار «ذهب فاروق وجاء فواريق» تقصد الضباط الأحرار!! وبعد الإفراج عنها شاركت في كل المناسبات الوطنية، فلم تفقد أبدا إيمانها بالثورة رغم كل هذه الانتقادات التي وجهتها إليها، وهكذا وقفت في أول الصف في كل ما عاشته مصر من مواقف وطنية، مثل أسبوع التسليح، حروب 56 و67 و73، وكانت تحية أول من يتطوع في الهلال الأحمر وآخر من يغادر الموقع. وأثناء الحصار الإسرائيلي للفلسطينيين في الثمانينات في بيروت كانت «تحية» أيضا أول من يذهب إلى هناك مع المناضلين الفلسطينيين! هذا التاريخ الوطني الحافل لتحية كاريوكا لا ينافسه إلا تاريخها الفني المرصع بعشرات الأعمال الفنية العظيمة، فقد قدمت المسرح السياسي الذي حمل اسمها من خلال فرقتها المسرحية، وكان الفنان الراحل «فايز حلاوة» يكتب ويخرج ويشارك أيضا بالتمثيل في هذه المسرحيات التي تلعب بطولتها «تحية».

قدمت «تحية كاريوكا» للسينما 117 فيلما روائيا، بدأتها عام 1935 بفيلم «الدكتور فرحات» مع المخرج «توجو مزراحي»، وقدمت «تحية» في هذا الفيلم تابلوهات راقصة.. تكررت أيضا تلك التابلوهات في أفلام «وراء الستار» لكمال سليم، و«خلف الحبايب» لفؤاد الجزايرلي، و«ليلى بنت الريف» لتوجو مزراحي، فقد كانت أغلب هذه الأفلام لا تخلو من رقصة أو أكثر، وكانوا يستعينون بتحية كاريوكا الراقصة باعتبار أنها النجمة الصاعدة في هذا المجال.

ثم تأتي مرحلة فارقة وفيلم لا ينسى وهو «لعبة الست»، وكان لي أكثر من لقاء مع «تحية كاريوكا» سجلت بعضها في كتاب أصدرته عنها قبل نحو 20 عاما باسم «فنانة لا تعرف الماكياج»، سألتها عن دور «نجيب الريحاني» في حياتها فأجابتني قائلة «قبل أن أصل إلى نجيب الريحاني أتذكر أستاذي سليمان نجيب.. كان سليمان نجيب هو الأب الروحي والموجه لي.. كان يعلم أن الفنان لا يمكن أن يستغني عن العلم، ولهذا شجعني على دراسة الإنجليزية والفرنسية، وقال لي إنه ينبغي أن أدرس الباليه، وهذا ما فعلته، بل إنه اتفق مع السيدة القديرة مدام (رطل) التي كانت إلى عهد قريب تتولى تدريب الأصوات الغنائية على فن الأداء.. ورغم أنني لم أكن غنيت، ولم يكن أيضا في نيتي أن أغني، فإن سليمان نجيب ألحقني عند مدام (رطل)، وهو الذي رشحني لمشاركة نجيب الريحاني بطولة (لعبة الست).. وقد رفضت في البداية خوفا من الوقوف أمام هذا العملاق، وقلت له إنني مشغولة بالتصوير في فيلم آخر لحساب توجو مزراحي، وتصور سليمان بك - تقصد سليمان نجيب - أنني أعترض على العقد، وتعاقدوا معي على 2500 جنيه مصري، وهو أعلى رقم بمقياس تلك الأيام عام 1946، وكان وقتها سعر الجنيه المصري عشرة أضعاف الإسترليني»، وأضافت تحية «الريحاني هو أستاذ الإبداع الأول في الفن المصري».

أما العمل الفني الذي صار مرادفا لتحية كاريوكا فهو بلا شك دور «شفاعات» في «شباب امرأة» عام 1956 للمخرج «صلاح أبو سيف»، والذي حصلت من خلال دورها فيه على جائزة الدولة، فهذا الدور يبدو وكأنه ينادي على «تحية كاريوكا»، فقد ذابت تماما الحدود الفاصلة بين الدور والشخصية التي تؤديها.. «شفاعات» هو ذروة أدوار بنت البلد، ليس فقط في تاريخ «تحية كاريوكا» بل في تاريخ السينما العربية.. هذه الشخصية التي أدتها «تحية كاريوكا» برغباتها المحمومة كان من الممكن أن تسقط في الفجاجة والنمطية، لكن «تحية» قدمت هذا الدور بأستاذية، وبعدها اكتشفنا أن أكثر من فنانة تحاول أداء هذه الشخصية لكنهن يسقطن وهن يحاولن تقليد «تحية كاريوكا». لقد صار دور «شفاعات» هو ترمومتر أداء دور بنت البلد.

وقالت لي «تحية كاريوكا» إنه عندما رشحها «صلاح أبو سيف» لبطولة فيلم «شباب امرأة» أخبرها هو وكاتب القصة أمين يوسف غراب «ليس لدينا أجر، لا توجد ميزانية للممثلين، فقط لدينا فيلم».. قرأت «تحية كاريوكا» القصة وقالت لهما «أنا معكما من دون أجر»، واتصلت بشادية التي كانت تلعب وقتها أدوار البطولة المطلقة وقالت لها «تحية كاريوكا» الدور صغير ولا يوجد أجر.. قالت شادية «أنا معكم»، وكان حماس «شادية» هو الدافع لإنتاج هذا الفيلم، حيث إن الموزع اشترط موافقة «شادية» التي لعبت هذا الدور لمساندة «تحية».

قالت لي تحية كاريوكا إن «شباب امرأة» و«أم العروسة» و«لعبة الست» وغيرها من الأفلام التي نجحت مع الناس كان السبب الرئيسي فيها هو «جلسات العمل التي نشارك فيها، لقد كان عبد الوارث عسر يلتقي معي أنا وصلاح أبو سيف والسيد بدير وأمين يوسف غراب، ونتناقش في كل التفاصيل، ولهذا يتذكر الناس (شباب امرأة) حتى الآن، وشاركنا بهذا الفيلم في مهرجان (كان) السينمائي، يومها ارتديت الجلباب البلدي مع نجوم العالم الذين حضروا للمهرجان». ونفت لي «تحية» ما تردد وقتها بأنها رفعت الحذاء في وجه النجمة «ريتا هيوارت» المعروفة باتجاهاتها الصهيونية، وقالت لي «تحية»: «هذا لم يحدث، إنها مجرد إشاعات».. ولكل هذه الأسباب أرى أن «رانيا يوسف» تتطلع لتحقيق قفزة عند الجمهور من خلال هذا الدور!! كانت «رانيا يوسف» قد قدمت دورا لا ينسى في «أهل كايرو»، بطولة «خالد الصاوي» في رمضان الماضي، وهكذا صار فيلم «شباب امرأة» أول اختيار واختبار لها في أول بطولة مطلقة لتضعها في مكانة تنتظرها منذ سنوات بعيدة، لأن «رانيا» بدأت مشوارها الفني قبل أكثر من 17 عاما.

وتبقى في هذه الجعبة الورقة الرابحة الأولى، أتحدث بالطبع بالأرقام، وهي «غادة عبد الرازق»، حيث تم التعاقد معها على أن تقدم مسلسلا باسم «سمارة»، مأخوذ عن واحد أيضا من أشهر أفلام «تحية كاريوكا».. الأرقام تقول إن «غادة» تحصل على 12 مليون جنيه (أكثر من مليوني دولار) بينما لا يتجاوز أجر النجمات الثلاث الأوليات «يسرا»، «إلهام شاهين»، «ليلى علوي»، مليون دولار. أي أن «غادة» صارت جاذبيتها بالأرقام ضعف أي نجمة أخرى مصرية أو عربية. صارت «غادة» هي نموذج الأنثى الصارخة الأنوثة، وهي تريد أن تؤكد ذلك باختياراتها الفنية من «الباطنية» إلى «زهرة» إلى «سمارة».

و«سمارة» الفيلم الذي قدمته السينما المصرية منذ 55 عاما هو عمل فني متواضع المستوى الفني، رغم نجاحه التجاري الطاغي، أخرجه «حسن الصيفي»، ويتناول حياة هذه المرأة المطحونة التي صارت هي الحاكم الآمر الناهي في مملكة المخدرات، هذه التيمة التجارية شاهدناها في الكثير من الأعمال الفنية، وآخرها مسلسل «الباطنية» الذي لعبت بطولته أيضا «غادة» في رمضان قبل الماضي ووضعها على القمة الرقمية لتواصل قفزاتها بعدها. «سمارة» في الفيلم تلقى حتفها على يد أحد عشاقها.. تلك النهاية تحديدا من الممكن أن يعيد الكاتب الدرامي «مصطفى محرم» والمخرج «محمد النقلي» النظر فيها مرة أخرى، وهما الثنائي الذي انطلق مع «غادة» كبطلة منذ «الباطنية» إلى «زهرة وأزواجها الخمسة».

ويبقى أننا بصدد معركة ثلاثية بين ثلاث نجمات: «وفاء عامر»، «غادة عبد الرازق»، «رانيا يوسف».. كل منهن ستقدم بشكل أو آخر تنويعة على حياة «تحية كاريوكا»، ولا شك أن مسلسل حياة «تحية كاريوكا» هو الأقرب للإنسانة «تحية».. لكننا لا يمكن أن نغفل أن الناس كثيرا ما يحطمون الخط الفاصل بين الفنان والإنسان، وهكذا من الممكن أن يشاهدوا أيضا شفاعات «شباب امرأة» وسمارة في «سمارة» باعتبارهما وجهين لتحية كاريوكا.. لن يتجاوز أحد الحقيقة لو اعتبر أن الدراما النسائية القادمة هي دراما «تحية كاريوكا»!

الشرق الأوسط في

19/11/2010

 

 

هند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب... آلو، حياتي؟

باسم الحكيم

في الذكرى العشرين على رحيل بطلة مسلسل «عازف الليل»، تقدّم شاشة «المستقبل» شريطاً لم يعرض للثنائي الذي مثّل ظاهرة في سبعينيات القرن الماضي

عبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع سيجتمعان مجدداً على الشاشة الصغيرة. المناسبة هي الذكرى العشرين لوفاة أبي اللمع التي تصادف هذا الشهر (1946 ـــ 1990). أما الزمان والمكان فالاثنين 29 من الشهر الجاري على شاشة «المستقبل» ضمن برنامج «سيرة وانفتحت» مع زافين قيومجيان.

الإعلان الترويجي الذي يظهر على الشاشة الزرقاء منذ أسبوع وأكثر، لا يُفهم منه سوى أن مجذوب وأبي اللمع سيظهران في عمل يعرض للمرّة الأولى، لكن من دون توضيح طبيعة العمل: مسلسل تلفزيوني لم يسبق عرضه، أو فيلم سينمائي لم يجد طريقه إلى الشاشة من قبل؟

يحيط زافين الموضوع بطوق من السريّة والكتمان، ويوعز إلى العاملين معه في البرنامج عدم الكشف عن سر الوصفة السحريّة التي ستجبر عشّاق الدراما اللبنانيّة في عصرها الذهبي، ومحبي الثنائي الناجح على تثبيت الريموت كونترول على قناة «المستقبل» في تلك الليلة، ومتابعة حلقة استثنائيّة من «سيرة وانفتحت». ويلتزم عبد المجيد مجذوب بهذه التعليمات، فيقول لـ«الأخبار»: «لا أريد أن أخذلكم، لكنني وعدت زافين بعدم الإفصاح عن أي تفاصيل». من هنا، يصر على التقيّد بقواعد اللعبة حتى اللحظة الأخيرة.

سيعلن زافين خلال الحلقة التحضير لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «حول غرفتي»

ومع ذلك، علمت «الأخبار» أن حلقة «سيرة وانفتحت» ستتخللها سلسلة من المفاجآت، يصعب التكهن بشأنها كلّها، لكن السهرة ستتضمن فيلماً تلفزيونيّاً للثنائي صوّر في ثمانينيات القرن الماضي، يوم أجبرت الحرب اللبنانيّة أهل الدراما على الهجرة فوجدوا فرصة البطولة في الدول العربيّة. هكذا، فُتحت أمامهم أبواب الأردن وقطر والإمارات وسواها، وخصوصاً عبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع إثر نجاح تجربتهما معاً في أكثر من مسلسل هي «حياتي»، و«عازف الليل»، و«حول غرفتي»، و«لا تقولي وداعاً»، و«الانتظار»، للكاتب الراحل وجيه رضوان والمخرج الراحل أنطوان ريمي. باختصار، العمل الذي ستعرضه «المستقبل» لن يكون من أرشيف «تلفزيون لبنان» الذي تخلى عن قسم كبير منه، تحت شعار الاستثمار.

والشريط الذي يعرض على «المستقبل» ولم يكشف عن عنوانه، هو من كتابة مروان العبد الذي عرض له قبل عامين مسلسل «مالح يا بحر»، ويعود قريباً بعملين آخرين هما: «3 ستات برات البيت»، و«الأرملة والشيطان» من إنتاج شركة «فينيكس بيكتشر إنترناشونال».

ويعرض هذا العمل لأول مرّة على الشاشة الصغيرة في لبنان، إذ لم يجد طريقه سابقاً إلى شاشة «تلفزيون لبنان» ولا إلى أي محطة لبنانيّة أخرى. وبالتالي يسجّل لـ«المستقبل» تحقيق سبق في تقديم العرض الأول.

ولن يكتفي زافين بعرض الفيلم، بل سيسترجع مع ضيوفه محطات من الفترة الذهبيّة للدراما المحليّة مع بعض صنّاعها، ومنهم عبد المجيد مجذوب. كما سيفجّر مفاجأة أخرى تمثّل تكريماً حقيقيّاً لصنّاع مسلسل «حول غرفتي»، وتتمثل ببدء التحضير للنسخة الثانية منه مع ممثلين شباب. إنما السؤال: هل هناك من سيعيد كتابة نص النسخة الثانية بروحية تتماشى مع تطور العصر؟ وإذا كان «المستقبل» هو الجهة المنتجة، فمن سيكون المخرج؟ ومن هم الأبطال الذين سيحملون الأمانة بعد هند وعبد المجيد؟

الأخبار اللبنانية في

20/11/2010

 

 

إصابـة فراس إبراهيـم ومارسيـل خليفـة

تهـدد ( فـى حضرة الغياب ) 

أثار حادث السير الذى تعرض له الفنانان السورى فراس إبراهيم واللبنانى مارسيل خليفة قبل أسبوعين فى سوريا حالة من الغموض حول مستقبل مسلسلهما «فى حضرة الغياب» الذى يتناول قصة حياة الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش لاسيما وأن إصابة فراس اضطرته لوضع إحدى قدميه فى «الجبس» لمدة شهرين بناء على نصيحة الأطباء.

وجاء الحادث ليربك حسابات صناع العمل الذين كانوا يخططون لتصوير مشاهده مبكرا أملا فى الانتهاء منه بالكامل قبل شهر رمضان المقبل بوقت كافٍ خاصة أن تصوير العمل يتم بين أكثر من بلد عربى وأوروبى، وكان من المهم عدم تأجيل التصوير إلى ما قبل شهر رمضان بوقت قصير كما يفعل البعض.

من جانبها، حاولت الشركة المنتجة التقليل من تأثير الحادث على مستقبل العمل، وقالت إن مخرجه نجدت أنزور سيستمر بالفعل فى التصوير، خاصة أنه سيكتفى حاليا بمشاهد طفولة الشاعر الراحل والتى لا يشارك فيها فراس إبراهيم من الأساس وبالتالى ليس هناك ما يهدد مستقبل العمل.

كما حاول مارسيل خليفة، الذى يتولى كتابة وتلحين أغنيات العمل، تأكيد المعلومة نفسها بالقول إن الحادث لن يؤثر على خططه، حيث كان من المقرر أن يبدأ فور عودته من عمان بكتابة خمس عشرة أغنية خاصة تناسب الصورة والوضع الدرامى للعمل، منها أغنيات جديدة، وأخرى قديمة ستتم إعادة كتابتها خصيصا للمسلسل وهو ما يفعله حاليا بعد أن تماثل للشفاء.

وأضاف خليفة أنه وفراس إبراهيم التقيا أحمد، شقيق الشاعر الراحل محمود درويش، وعائلته وأصدقاءه، خلال زيارة إلى الأردن حيث جمعتهم جلسة عمل مطولة لقراءة سيناريو مسلسل «فى حضرة الغياب».

وشدد على أن السيناريو الذى كتبه حسن يوسف يغطى مراحل مهمة جدا من حياة الشاعر الراحل وتاريخ الحقبة التى عاش فيها، متنقلا بين الأراضى الفلسطينية وروسيا ومصر ولبنان والأردن، لافتا إلى أنه فى حال تم تنفيذ ما هو مكتوب على الورق بصورة جيدة، فسيكون العمل بغاية الأهمية، ونوه إلى جهود فريق العمل فى هذا المجال، وعلى رأسهم المخرج نجدت أنزور، وفراس إبراهيم.

يذكر أن أحداث العمل تبدأ فى باريس صيف عام 2008 وقد رحل إليها محمود درويش لإجراء تحاليل وفحوصات طبية لقلبه حيث يلتقى مع فتاة مصرية تحبه دون أن تدرى أنه قد عاش يوما ما قبل ولادتها قصة حب مع أمها ومن ثم يغادر درويش باريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء العمل الجراحى الذى توفى بعده وفى الطائرة يستعرض درويش شريط حياته الذى بدأ بالنكبة وانتهى فى الغربة.

الشروق المصرية في

19/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)