شكّل باسم يوسف، ويشكّل، ظاهرة السخرية السياسيّة الأبرز بعد «الربيع
العربيّ». وهذا بذاته من ثمرات ذاك «الربيع» الذي جعل الناقد والساخر
المصريّ يتغلّب على النيابة العامّة وعلى السلطة التي تقف وراءها.
لقد باتت الأخيرة، ذات الجبروت التقليديّ في مصر، مضطرّة للقبول بأن
يُسخر منها، وبات من الممكن للساخر الفرد، من غير أن يسنده حزب أو جماعة أو
إيديولوجيا «صائبة»، أن يكسب المعركة ضدّها. والكسب هذا هو ما يتّضح حجمه
بالقياس إلى درجة الالتحاق التي مارسها الإعلام المصريّ والصحافة
«القوميّة» بالسلطة، حتّى غدا الالتحاق تقليداً وطيداً. لكنْ أيضاً بالقياس
إلى تحوّل آخر أصاب النكتة السياسيّة نفسها، هي التي كان نصيب وافر منها
يستهدف «الأمريكان» و «اليهود»، فصارت كلّها تتّجه إلى الحاكم وحاشيته.
غير أنّ الانتقال من السخرية التي كان يعبّر عنها ثنائيّ الشيخ إمام –
أحمد فؤاد نجم إلى السخرية التي يعبّر عنها باسم يوسف يقول الكثير عن أمزجة
يومنا الراهن. فنحن الآن لسنا حيال ابن الحارة، ولا أمام التفجّع على تشي
غيفارا، أو المطالبة بالحروب، أو تمجيد قيم القلّة والندرة مرفقاً بمظهر
بلديّ في ما خصّ الشكل والملبس. ذاك أنّ يوسف، في المقابل، جاءنا من موقع
اليوتيوب، ومن القنوات التلفزيونيّة الخاصّة، بعدما درس جراحة القلب في
الولايات المتّحدة التي عاش فيها. وهو، في شكله وملبسه، يحاكي ما استقرّ
عليه الذوق بين طبقات اجتماعيّة بعينها في الدول الغربيّة. فوق هذا، فإنّ
تأثّره يتّجه إلى «صديقه» جون ستيوارت، مقدّم برنامج «ذي ديلي شو...»
الأميركيّ، الذي دافع عن يوسف وعن برنامجه.
والتأثّر بجون ستيوارت بدل التأثّر بتشي غيفارا، ينمّ عن أنّ السخرية
هنا تصدر عن موقع مهنيّ يطال حريّة التعبير والإعلام، بدل أن تصدر عن
مقدّمات إيديولوجيّة راديكاليّة كانت أم غير راديكاليّة. والحال أنّ احتلال
باسم يوسف الموقع الذي بات يحتلّه إنّما يُقرأ جزئيّاً على ضوء وصول حركة
إيديولوجيّة كالإخوان المسلمين إلى الموقع الأوّل في مصر. فالإخوانيّة،
كوجهة كالحة وتبشيريّة لا تطيق السخرية ولا تحتملها، هي، في المعنى هذا،
نقيض اليوسفيّة التي تسخر وتدعونا، بلا توقّف، إلى أن نسخر.
لقد عُرفت مصر طويلاً بورعها الإسلاميّ المنتشر على أوسع نطاق شعبيّ.
إلاّ أنّها عُرفت أيضاً بإيلائها السخرية موقعاً راسخاً في ثقافتها
الشعبيّة. ولئن تعايشت طويلاً السمتان العميقتان هاتان، ووجدتا غير وسيلة
لإحداث التكيّف بينهما، فإنّ وصول الإخوان إلى الحكم بات يتهدّد مبدأ
التعايش هذا، على ما تنمّ ظاهرة باسم يوسف وبعض التّهم التي يوجّهها العهد
الإخوانيّ إليه.
لكنّ الظاهرة المذكورة تدلّ إلى قطيعة محتملة أخرى في مصر. ذاك أنّ
العقدين الأخيرين، وبعد ضمور السرديّات الإيديولوجيّة الكبرى، سجّلا
تقدّماً مدهشاً للوعي الدينيّ كما للوعي الاستهلاكيّ. وقد طرأ شيء من تقسيم
العمل بين هذين الوعيين، كما تقاطعا في غير محطّة كانت أهمّها ظاهرة مشايخ
الفضائيّات وفتاواهم المتناسلة. بيد أنّ السخرية اليوسفيّة تعلن، هنا
أيضاً، أنّ الطلاق بدأ يضرب الزواج هذا. حقّاً، هذه كلّها من ثمرات «الربيع
العربيّ»... حتّى لو انقلب إلى خريف.
باسم يوسف إلى المحكمة مجدداً
بتهمة "الإلحاد والإساءة إلى باكستان"
القاهرة - ا ف ب: يواجه الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف اتهاماً
جديداً بـ"الاساءة الى باكستان" بعد اتهامه بالفعل باهانة الرئيس محمد مرسي
وبازدراء الدين الاسلامي.
وقالت مصادر قضائية ان النيابة العامة فتحت تحقيقا بعد شكوى قدمت ضد
يوسف تتهمه بـ"اهانة دولة باكستان والتسبب في توتر العلاقات بينها وبين مصر".
وكان باسم يوسف تهكم في احدى حلقات برنامجه اخيراً على القبعة التي
ارتداها مرسي خلال حفل تسليمه دكتوراه فخرية في الفلسفة اثناء قيامه بزيارة
الى اسلام اباد.
وتضمنت الشكوى ايضاً اتهامات الى باسم يوسف بـ"السخرية من فريضة
الصلاة وهي أحد أركان الإسلام الخمسة للاسلام" وبالدعوة الى "الالحاد".
وكانت النيابة العامة استمعت الى اقوال باسم يوسف في اتهامه باهانة
الاسلام والرئيس محمد مرسي واطلقت سراحه بكفالة.
ورفضت محكمة القضاء الاداري الاسبوع الماضي دعوى تطالب بوقف بث برنامج
باسم يوسف الاسبوعي الشهير الذي تذيعه قناة سي بي سي الفضائية.
وادت الملاحقات القضائية لباسم يوسف ولاعلاميين وصحفيين اخرين الى
تزايد الانتقادات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي
اليها واتهامهما بالسعى الى ترهيب الصحافة ووضع قيود على حرية التعبير.
واعربت الولايات المتحدة اخيرا عن قلقها ازاء اوضاع حرية الصحافة
والتعبير في مصر غير ان مرسي نفى سعيه الى تقييد حرية التعبير مؤكدا انه لم
يتقدم باي بلاغ ضد باسم يوسف او اي صحفيين اخرين.
وبمتقضي الاجراءات القانونية في مصر، فان النيابة العامة تحقق في
البلاغات ثم تحدد ما اذا كان هناك دلائل جدية على الاتهامات تتيح احالة
الملف الى القضاء فان لم تتوافر ادلة كافية تقرر حفظ التحقيق.
الحياة اللندنية في
09/04/2013
دراسة توصي باستقلال المؤسسات الإعلامية عن هيمنة الدولة
السلطة تطارد الإعلاميين في
المحاگم..الإعلام المصري متهم بقلب نظام الحكم
والغرب يسخر من الإخوان
تحقيق: نسمة تليمة
الكثير من التصريحات المعادية للإعلام والإعلاميين والصحافة والقليل
من الهدوء، وآخر هذه التصريحات منذ يومين فقط تصريحات وزير الإعلام
الإخواني صلاح عبدالمقصود «أننا نسعي لمحاسبة الإعلاميين بعيدا عن المحاكم»
لأنه كما يقول لا يريد للإعلاميين الذهاب إلي النيابات أو المحاكم وبالطبع
هذا الحديث قاله سيادة الوزير في برنامج «ملفات مصرية» علي قناة 25 التابعة
لجماعة الإخوان.
بتصريحات الوزير نبدأ موضوعنا عن ملاحقة الإعلاميين بعد القضايا
المرفوعة علي رموز إعلامية والتحقيقات الكثيرة التي تلاحق صحفيين ومذيعين
ومعدين برامج يوميا، ولأن القضية أصبحت أشبه «بعاركة في حارة» خاصة بعد
تهديدات هيئة الاستثمار بإغلاق قناة
cbc
بسبب برنامج «باسم يوسف» وبعد تحقيق النيابة معه وخروجه بكفالة 15 ألف جنيه
وبعد رفض الدعوي القضائية التي تم رفعها علي نفس القناة لوقف البرنامج حيث
أكدت المحكمة في حيثياتها في الحكم الذي صدر برئاسة المستشار حسونة توفيق
نائب رئيس مجلس الدولة أن مقيم الدعوي لم يقدم ما يفيد بأن له مصلحة شخصية
قانونية مباشرة في إقامة الدعوي وليس وكيلا أو نائبا عن أي ممن يدعي أن
باسم يوسف يستهزئ بهم، بعد كل هذا مازال الإعلام في رأس السلطة الإعلام من
يمتلك الحقيقة والإخوان من يمتلكون السلطة كلاهما لا يتفقا، الكثير من
القضايا ضد محمود سعد، إبراهيم عيسي، ريم ماجد، جابر القرموطي، بلاغات
تنوعت التهم الخاصة بهم ما بين «إهانة رئيس الجمهورية، ونشر الأكاذيب
وازدراء الإسلام وتهديد السلم العام» رغم وعود رئيس الجمهورية الحالي محمد
مرسي بأنه «لن يقصف قلم» مازالت النيابة تستدعي الكثيرين من أجل التحقيق
معهم حتي الضيوف هذا بالاضافة إلي التهديدات للإعلامية لميس الحديدي..
يبدأ المشوار د. محمد بسيوني – أستاذ الإعلام والقانون – مؤكدا أن
بداية الهجوم علي الإعلام بدأ منذ الخبر الذي نشرته جريدة «فيتو» في 24
مارس 2012 والذي كشف تفاصيل زيارة محمد بديع مرشد الإخوان للرئيس المخلوع
مبارك في المسشتفي وطمأنته له علي مستقبله بعدها خرج المرشد يسب الصحافة
ويصف الصحفيين «بسحرة فرعون» في 27 مارس 2012، إضافة إلي التابعين للجماعة
الذين خرجوا هم أيضا لمهاجمة الصحفيين منهم محمد البلتاجي وأحمد بركة،
ويضيف «بسيوني» أن هذه الفترة هي الأسوأ في تاريخ الإعلام في مصر منذ
اختراع المطبعة لما يتعرض له الإعلاميون من مطاردات.
خاصة وأنها مطاردات مباشرة بخلاف النظام السابق مع الإعلاميين وتزوير
وقائع ومعاقبتهم عليها، 37 نائبا لمجلس شعب الإخوان المنحل سبوا الإعلام،
في حين أنهم يستخدمون طريقة التعميم فيصفون الإعلام بـ «المزور، الكاذب»
ولا يحددون أي صحيفة أو أي واقعة كل هذا أدي استخدام مصادر إسلام سياسي علي
الشاشة تستخدم هي الأخري ألفاظ ومفردات من قبيل المكايدة السياسية خلقت ما
وصفه «بسيوني» بلغة حوار مجتمعي ردئ، في حين حاول الإخوان بهذه التصريحات
إسقاط الهيبة عن المهنة وإطلاق أكاذيب باطلة، كما هاجم 7 وزراء الإعلام في
2012 وهاجم رئيس الجمهورية نفسه الإعلاميين.
كما قاموا بتغيير 14 قيادة من قيادات ماسبيرو وحل محلهم قيادات من
قناة 25 كما استطرد بسيوني مؤكدا أن هناك طابورا طويلا من المتهمين بسب
رئيس الجمهورية وهناك 100 قضية موجهة للصحفيين بذلك فيما رأي أن الحل هو
استلهام ما حدث في 1995 عندما قادت نقابة الصحفيين معركة طويلة ضد قانون 93
عندما لوحت سلطة مبارك بأن الصحافة ليس علي رأسها ريشة ويمكن معاقبتها ولذا
طالب النقابة بالوقوف ضد هذه الهجمة كما طالب بإخراج نقابة الإعلاميين
للنور.. في حين رأي جمال فهمي وكيل أول نقابة الصحفيين أن ما يحدث هو عدوان
وملاحقة وحصار للإعلام المصري علي نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث كله،
ووصف جماعة الإخوان بالفاشية السرية التي تحكمنا وتعادي الأفكار والحضارة
الإنسانية.. وأكد أن الإعلام يفزعهم لأنه يكشف حقيقتهم وأنهم حتي إن
استطاعوا إسكاته فهذا لن يجعلهم يفلتوا بجرائمهم وممارساتهم.. في حين علق
الخبير الإعلامي سيد الغضبان علي ما يحدث بأنها مطاردة غير صريحة
للإعلاميين من قبل السلطة تأخذ شكل الدفع ببعض الأفراد لإثارة قضايا ضد
الإعلاميين ورفض «الغضبان» هذا لأن الإعلام في الأساس ناقد لما يحدث في
المجتمع وأن الدولة عليها تطوير قنواتها لتجذب المشاهد المصري بدلا من
مطاردة الإعلاميين والمذيعين وتوقع «الغضبان» زيادة المطاردات خلال الأيام
القادمة لزيادة أخطاء الإخوان.. من ناحية أخري تناولت الصحف الأجنبية ما
يحدث للإعلاميين في مصر في شكل سخرية لاذعة لأداء الإخوان خاصة في قضية
باسم يوسف.
من ناحية أخري أوصت مؤسسة حرية الفكر والإعلام في دراسة حديثة لها
بعنوان «حرية الإعلام في مصر وبلدان أخري» بتعديل البنية التشريعية بما
يتوافق مع المعايير الدولية لحرية الإعلام خاصة ما يتعلق منها باستقلال
المؤسسات الإعلامية عن هيمنة السلطة التنفيذية وإتاحة المعلومات وتحقيق
التنوع في المحتوي الذي يتم تقديمه للجمهور، كما أوصت بإلغاء الهيمنة
الحكومية علي الإعلام الخاص من خلال تقليل الصلاحيات الممنوحة للهيئة
العامة للاستثمار والمنطقة الحرة الإعلامية، وأوصت أيضا بتعديل نصوص قانون
العقوبات التي تشكل قيودا علي حرية الإعلام انطلاقا من مبدأ عدم وجوب أن
يذهب الكلام إلي المحكمة ورأت الدراسة ضرورة إلغاء وزارة الإعلام نظرا لما
تمثله من قيامها بدور جهاز الشئون المعنوية لخدمة النظام وأهدافه وليس كجهة
إدارية تسهل عمل وسائل الإعلام في علاقتها بالمؤسسات والهيئة العامة
للدولة، وأوصت بتحويل مؤسسات الإعلام المملوكة للدولة إلي مؤسسات خدمية
عامة خاضعة لنظام إداري ذاتي وتحت رقابة وإشراف أجهزة مستقلة عن هيمنة
السلطة التنفيذية واعتبرت الدراسة أن وضع مجموعة من الأسئلة التي تتضمن
المعايير المختلفة للتعيينات والترقيات وتقسيم العمل داخل منظومة الإعلام
المملوكة للدولة من الأهمية القصوي لنجاح الإعلام في مصر ووضعت مجموعة من
الأدلة التي تحدد معايير الرسالة الإعلامية التي تقدمها وسائل الإعلام
الحكومية والخاصة والتي يجب أن تسترشد بها كل القنوات والإذاعات فيما تقدمه
من محتوي إعلامي.
اتحاد الإذاعة والتليفزيون
انقسمت الدراسة إلي سنة فصول تحدثت خلالها الدراسة عن الإدارة
السلطوية لإعلام الدولة وتنظيم الإعلام الخاص والرقابة الجنائية علي حرية
الإعلام في مصر والإطار الدستوري لحرية الإعلام والمعايير الدولية وتجارب
أخري في التنظيم والرقابة وتناولت الدراسة معايير الرسالة الإعلامية التي
يقدمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي تكشف الدراسة أن القانون حددها في
أغراض الاتحاد ولكنها لا تمت بصلة لمعايير الإعلام المهني الحر المتمثلة في
إتاحة المعرفة والتنوع في المحتوي كما أضعفت هذه التوجهات قدرة الاتحاد علي
المنافسة في مواجهة انتشار القنوات الفضائية الخاصة، فمثلا جاء بالقانون
رقم 13 لسنة 1979 أن الاتحاد يجب أن يؤدي الخدمة الإذاعية المسموعة
والمرئية بالكفاءة المطلوبة في إطار القيم والتقاليد الأصيلة للشعب المصري
وهو لا يمت لمعايير الإعلام بصلة لأن ما يسمي «قيم وتقاليد» لا يتماشي مع
ما هو مفترض من إتاحة المعلومات بشفافية وتنوع بعيدا عن أي قيم أو تقاليد.
كما ينص القانون علي ما يفرض توجه محافظ علي المحتوي الذي يجب أن
يقدمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
كما أشارت الدراسة وزارة الإعلام تهيمن علي كل مناحي الإعلام في مصر
خاصة المملوكة للدولة كما تناول السياسة الحكومية تجاه اتحاد الإذاعة
والتليفزيون والانتقادات الموجهة له ومنها سيطرة قنوات الإرسال المصرية
للأجهزة الحكومية وسيطرتها عليها سيطرة كاملة وعدم وجود أي نوع من التنوع
في البرامج الإعلامية ومحدودية هامش الحرية وتسييس المحتوي الإعلامي كما
أشارت الدراسة إلي تورط الاتحاد في التحريض علي العنف وكان أبرزها أحداث
ماسبيرو 2011 أثناء تظاهر عدد من الأقباط أمام مبني الاتحاد وكانت مؤسسة
حرية الفكر والتعبير قد أصدرت بيان وقتها بعنوان «ماسبيرو مجرما بين
التحريض السياسي علي العنف والطائفية وتضليل الرأي العام»، كما كان هناك
قصور في التغطية الإعلامية لأحداث محمد محمود 2011.
الهيئة
كما رصدت الدراسة مهام الهيئة العامة للاستثمار والتي اعتبرتها الجهة
الإدارية الأهم في إدارة وتنظيم الإعلام الخاص في مصر حيث تتولي الهيئة
وفقا لنص المادة 55 من قانون ضمانات وحوافز الاستثمار إصدار الترخيص
النهائي للقنوات الفضائية وذلك في مدة لا تجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ
استصدار جميع التراخيص والموافقات المطلوبة، وتملك الهيئة العامة للاستثمار
إيقاف نشاط أي قناة فضائية في حالة مخالفة مشروعها لأحكام القانون أو
القرارات أو اللوائح كما تكشف الدراسة عن نص المادة 88 من اللائحة
التنفيذية لقانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 علي أن «يجوز
للهيئة العامة للاستثمار في حالة مخالفة المشروع «القناة الفضائية» لأحكام
القانون أو هذه اللائحة أو شروط الترخيص وقف نشاط المشروع لمدة محددة أو
إلغاء الترخيص الصادر للمشروع بحسب جسامة المخالفة».. في فصل آخر يقترن بما
سبق ترصد الدراسة نماذج الرقابة علي الإعلام الخاص وتصاعد موجة مقاضاة
القنوات الفضائية التي تبث علي القمر الصناعي المصري «نايل سات» تحت دعاوي
إثارة الفتنة أو مخالفة الآداب العامة أو تهديد السلم العام أو الإخلال
بهيبة الدولة واستعرضت الدراسة نماذج من هذه الدعاوي منها تأييد قرارات
إيقاف أنشطة قنوات «الناس والخليجية والصحة والجمال» وهي الدعوي التي
أقامها يوسف البدري أمام محكمة القضاء الإداري، أيضا الحكم بوقف تنفيذ قرار
بث قناة «البدر» الفضائية والدعوي القضائية الخاصة بوقف بث قناة «الفراعين»
الفضائية في الوقت المحدد لبرنامج «مصر اليوم».. كما استعرضت الدراسة نماذج
أخري للإعلام في السعودية والهند ولبنان والولايات المتحدة.
الأهالي المصرية في
10/04/2013
رغم إعجابهم بالفكرة..
صناع الموسيقى غاضبون من استغلال "باسم" لأوبريت "وطنى
حبيبى"
كتب أحمد أبو اليزيد
رغم المجهود والإبداع وجمال الفكرة التى تم تنفيذها فى أوبريت "قطرى
حبيبى" من برنامج "البرنامج" الذى يقدمه الإعلامى الساخر باسم يوسف، ورغم
إشادة عدد من الموسيقيين وصناع الموسيقى بجودة وعبقرية الفكرة، إلا أن
هؤلاء الموسيقيين أنفسهم غاضبة، من الشكل الذى تم به استغلال الأغنية أو
الأوبريت، وهو أمر لم يفصح عنه هؤلاء بشكل صريح، إنما ما علقوا عليه بالفعل
وانتقدوه هو ما يندرج تحت مسمى "حقوق الملكية الفكرية"، والتى لم يعود فيها
البرنامج والقائمون عليه إلى أصحاب حقوق هذا الأوبريت لاستغلاله من الأساس.
علق على ذلك الشاعر أيمن بهجت قمر، عندما كتب على صفحته الرسمية على
الفيس بوك "لأنى واحد من مؤسسى شركة لحماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلف
وبرغم إعجابى الشديد بأوبريت "قطرى حبيبى"، وتفوق صانعيه فى تقديمه كمثال
ناجح للسخرية مما أصبحنا فيه، لكن لدى سؤال خاص بحقوق صناع الأوبريت الأصلى..
هل جمعية المؤلفين أصدرت تصريحا لقناة الـCBC
لكى يقوموا بهذا العمل بصفتها المسئولة عن حقوق أعضائها؟ والسؤال الأهم: هل
هذا له علاقة بخبر تم تداوله منذ أقل من أسبوع عن تعاقد الجمعية مع قنوات
الـCBC
مقابل ٥٠٠ ألف جنيه لمدة 3 سنوات؟ والنبى حد من الجمعية يرد علينا".
كما علق الملحن والمطرب عمرو مصطفى على صفحته أيضاً قائلا إن ما قدمه
باسم يوسف تشويه لأغنية وطنية وخيانة عظمى يعاقب عليها القانون، ويوجد حق
أدبى للمؤلف وللملحن، ويعد تشويها للراحل محمد عبد الوهاب، وطالب "مصطفى"
فى تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" نقابة
الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين بأن تنتفض.
أما شركة عالم الفن لصاحبها المنتج الموسيقى محسن جابر، فقد اتخذت
إجراءً فعليًا بسيطًا على أرض الواقع تجاه ما حدث، وبصفتها صاحبة الحقوق
الكاملة لهذه الأغنية، حيث قامت بحذف مقطع الأغنية من الحلقة التى تضمنتها،
وذلك من على صفحة باسم يوسف، والبرنامج الرسمية فقط من على اليوتيوب، بشكل
رسمى وقانونى، مع الإبقاء على الأغنية من على موقع اليوتيوب.
اليوم السابع المصرية في
10/04/2013
الباسم: مذاق العصر
فجر يعقوب
لن تقف المعركة مع باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج» عند حد بعد
اليوم. سيجمع أعداؤه، وهم كثر على أي حال، كلَّ ما يمكن أن تطاله أيديهم
للنيل منه. سيُستدعى -كما يحصل الآن- من النيابة العامة بتهم كثيرة: ازدراء
الدين الإسلامي وتحقير الصلاة والإساءة إلى باكستان وتوتير العلاقات
معها... وأشياء قد لا تخطر ببال من الآن فصاعداً.
الأكيد أن المعركة مع هذا الإعلامي الموهوب، أو الإعلامي الظاهرة،
ستطول وتأخذ منحنيات معقدة لا يمكن التكهن بها، ليس من قبله هو، فالرجل
واضح كل الوضوح ولا يخفي شيئاً، وعدّته واضحة في تقديم «البرنامج»، وأسلوبه
وطريقته تثيران إعجاب كثر طالما أنها تعيش اللحظات الأرضية التي يبحث عنها
المصريون للخروج من متاهات العجز وتردي الأحوال الاقتصادية التي باتوا
يترنحون تحت ضرباتها الموجعة.
قد يبدو تعريف الكاتب والطبيب علاء الأسواني له الأقربَ إلى الحقيقة،
عندما كان يرد على أحد رموز حزب «الحرية والعدالة» المصري الذي كان يشتم
يوسف بأقذع الألفاظ بوصفه «جرّاح القلوب المعذبة».
قد لا تفيد كل الشتائم والإهانات التي يطلقها أعداء باسم يوسف، فقد
انتهى زمنها، لأن الرجل عرف كيف يتسلل من خلال برنامج ساخر إلى قلوب الناس،
البسطاء وغير البسطاء، جاء بموهبة وحساسية يفتقدها أعداؤه. وما يفعله باسم
يوسف في مواجهة أناس يفتقدون هذه الحساسية يؤكد أن أولويات الناس
والمجتمعات تكمن عند الصورة التي يبحث عنها الجميع قبل أن نصبح كلنا ضحية
جماعية لوسائط الاتصال الجديدة التي تغرق هذا الكون.
لم يعد مسموحاً أن يتناوب الدعاة الجدد على الصورة النمطية التي
يريدون رسمها لهذه المنطقة عبر استخدامهم الفظ والبشع للفضائيات ومواقع
التواصل الاجتماعي ليؤكدوا على صوابية نظراتهم إلى المجتمعات والأديان
الأخرى. ها هم يعاودون النبش في كل شيء يتيح لهم النيل من باسم يوسف، بعد
أن أدركوا مدى سطوته وقربه من قلوب المصريين، إذ نشروا عبر مواقع التواصل
الاجتماعي فيديو مصوراً للكاتبة السورية هالة دياب مؤلفة مسلسل «ما ملكت
أيمانكم» وهي تدافع عن وجهة نظر لها عن الحب والزنا على محطة «بي بي سي
العربية»، وهي تيمات تناولتها في مسلسلها المذكور.
الغريب أن الفيديو انتشر بوصف دياب زوجة لباسم يوسف، ومن نشره استغل
تطابق الاسم فقط مع زوجة صاحب «البرنامج» تحت مسميات فاحشة لا يمكن ذكرها
هنا. على أي حال، هذا لا يضير الإعلامي الموهوب بشيء، ففيما هم يصرون على
محاولات النيل منه عبر الكذب ومحاولات تشويه سمعته، يواصل هو عمله، وقد عرف
تماماً كيف يعيش اللحظات الباسمة مع جمهور بات ينتظر برنامجه بشغف، وهو
يردد مع وليم شكسبير: «إن هو إلا ابن حرام من ليس لديه مذاق العصر».
الحياة اللندنية في
11/04/2013
مقعد بين الشاشتين
قطري حبيبي
بقلم : ماجدة موريس
* ربما لأول مرة يكسر فنان أو برنامج في تاريخنا الحديث حاجز الأمان أو
"الستر النفسي" لملايين من أبناء مصر بتغيير كلمات أنشودة لطالما اعتبرناها
مقاربة للنشيد الوطني نفسه وهي أنشودة "أو نشيد" وطني حبيبي الوطن الأكبر..
التي تصل في نهاية مقدمتها التي تتكرر إلي كلمات بعينها "وطني بيكبر
وبيتحرر.. وطني وطني" والتي كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل ولحنها الموسيقار
محمد عبدالوهاب وغناها مع مجموعة من ألمع نجوم الغناء في ذلك الوقت منذ
خمسين عاماً أو أكثر. وجاء تسجيلها وقتها عبر التليفزيون المصري الذي كان
مولوداً جديداً في ذلك الوقت له جماله وأهميته البالغة في حياتنا. خاصة مع
أحداث تتوالي لزمن عرفنا فيه العزة القومية والمشروعات الكبري والحلم
العربي بوحدة من المحيط للخليج وكأن الفن والغناء تحديداً شريك في صناعة
هذا الموقف برمته بلا ضغوط. فلا يمكن لأحد في تقديري أن يرغم صلاح جاهين
وكمال الطويل وعبدالحليم والأبنودي وقبلهم أم كلثوم وعبدالوهاب علي الغناء
للثورة وللحلم العربي بمثل ما غنوا. وبرغم أننا عرفنا بعد هذا معني انكسار
الأحلام من خلال انفصال أول وحدة عربية بين مصر وسوريا ثم الهزيمة عام 1967
التي سميناها "نكسة" إلا أن الملايين خرجت تطالب الرئيس عبدالناصر بالعودة
عن قراره بالتنحي. كما خرجت الأغاني أيضا تؤيده. فقد كان لدينا يقين بأن
الهزيمة ليست آخر المطاف وأننا نستحق الأفضل. وأن الحلم العربي ليس وهماً
وهو ما تأكد بعدها في حرب اكتوبر المجيدة. حين وقف جميع العرب معنا لتعبر
قواتنا المسلحة خط بارليف والهزيمة وتصنع لنا تاريخاً نفخر به.. ومن هنا
فإننا حين نري علي شاشة التليفزيون -الخاص هذه المرة وليس تليفزيون الدولة-
أنشودة "وطني حبيبي" وقد تحولت إلي "قطري حبيبي" من خلال نسخة جديدة مبتكرة
الكلمات قدمها برنامج "البرنامج" مساء الجمعة الماضي لباسم يوسف. وحيث تم
استخدام ألحانها وحتي أسلوب إخراجها علي المسرح في الستينيات وفريق كورال
رائع من دار الأوبرا لتقديم معان مختلفة. وكلمات عكس تماماً ما نراه ونسمعه
ونقرأه عبر كل وسائل الإعلام عن "قطر" وما ينسب إليها من أفعال تتركز كلها
في مقايضة كل ما نملكه بالمال في ظل ظروف اقتصادية سيئة تعيشها مصر في هذه
الأوقات وصيحات من بعض المتطرفين بهدم الأهرام وأبوالهول وحركة نشطة من بعض
القوي الجديدة علي الساحة ضد ما تمتلكه مصر من معالم أثرية وغيرها. وجاء
استخدام النشيد الذي شهد أوقات العز في إطار عكس ليفتح لدي الكثيرين منا
جروح الماضي والحاضر. وليصل إلي ما أسميته حاجز الأمان والستر النفسي الذي
يعني أننا كمواطنين مصريين قد نكون الآن فقراء "ولم نكن أغنياء في الماضي
كذلك" لكننا كنا نعيش في حاجز الأمان النفسي والاجتماعي بفضل دولة تحمينا
وتؤكد علي حقوقنا في العدالة وفي الستر بفضل تشريعات ومشروعات عرفناها
وقتئذ أيام إنجاز هذا النشيد الذي عبر عن تلك الدولة. وبعدها توالت الأزمات
وتقلص الأمان ليصبح شخصياً وليس جماعياً. لكن ليس إلي درجة الهوان الذي يصل
بنا عبر تداعيات الأخبار والأفعال "التي لا يصدر ما يكذبها رسمياً" إلي ربط
مصيرنا بما تمنحه لنا دولة قطر عطفاً وتكرماً بالطبع فإن الفن يختزل الكثير
من التفاصيل ليحدث التأثير المنشود وهو ما فعله من قدموا النشيد من أجل نقد
الأوضاع الاقتصادية وارتباط حلولها بدولة قطر في موقف لم تسع هي إليه
بالطبع وإنما بدا الأمر عكس ذلك. هل أثار تغيير الكلمات الغضب إلي هذا
الحد؟.. أم أنه كان سبباً في شعور الكثير من المشاهدين بالاختناق والهوان؟.
أم أنه قام بالتفاعل السريع والمقارنة بين الماضي والحاضر فبكي من بكي من
المشاهدين بعد أن لخصت الكلمات الجديدة الموقف السياسي والاجتماعي.. وربما
الإنساني؟.. وأياً كانت براعة فريق "البرنامج" في هذا الاستخدام فمن المؤكد
أنه فريق متحرر من كثير من تابوهات الماضي التي منعت الكثير من صناع
البرامج قبله من تقديم نقد قاس خوفاً علي مشاعر الناس.
أخيراً فقد كان ينقص هذا التعديل فقط أن يشير إلي أن تصل الأمور بنا
إلي هذه الدرجة.. فنياً بالطبع.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
11/04/2013
عين على الفضائيات
عندما يُبكينا "الأراجوز"
مارلين سلوم
الأراجوز يبكي . دموعه ترتسم ضحكات على الشاشة فيذرفها المشاهدون .
تتسمر أمام الشاشة تراقبه، يحيرك أمره، أهو يضحك فيضحكك، أم يبكي حسرة
فيبكيك ألماً؟
هذا الذي يطلقون عليه “أراجوز” من باب “التحقير” والاستهزاء، عرف كيف
يمتهن الإعلام ويحترف الضحك، فأوجع المسؤولين وكل خصومه، وأبهر الناس، حتى
وصل إلى خارج حدود بلده، بل حلّق فوق كل الحدود، وحقق أكثر مما كان يتوقع .
طبيب وجراح قلب وأستاذ جامعي، لم يحسب أن سخريته من الأوضاع أيام
الثورة ومقاطع الفيديو التي كان يصورها على اليوتيوب من بيته، ستحمله إلى
احتراف الإعلام . لكنه وصل بفضل ذكائه ومجهوده وأفكاره الخلاقة التي جعلت
من برنامجه “البرنامج” الأكثر مشاهدة، وأغلبية المشاهدين العرب ينتظرون
بشوق مساء الجمعة ليشاهدوه على “سي بي سي” .
باسم يوسف لم يعد طبيباً، وكذلك لم يعد مقدم برنامج مصري كوميدي ساخر
. إنه حالة إعلامية، تنتشر بسرعة خارقة، تحصد المعجبين العرب أينما كانوا
حتى في بلاد الاغتراب . وبفضل محاولة زجه في السجن وإسكات صوته عن طريق
القانون والمحاكم، وصلت حالة “باسم يوسف” إلى أمريكا، ويمكنك القول إلى
معظم دول العالم .
حين درس الطب وتخصص في “القلب”، لم يكن يعلم أنه سيصل إلى قلوب الناس
بهذه السرعة، ولم يتخيل أنه سيعالج المأساة بالضحك فيفرج الهم عن قلوب
الملايين . تحول إلى حالة خاصة، لم يقلد من سبقوه وأصحاب التخصص والخبرة،
وإن كان استوحى أسلوب برنامجه من الأمريكي جون ستيوارت الذي اشتهر بسخريته
اللاذعة من السياسة وأهلها .
خط جديد رسمه في الإعلام العربي، فأقبل عليه الناس رغم كل ما يقوم به
خصومه وبعض من يقوم بانتقادهم من محاولات لتشويه صورته وسمعته . ولعل آخر
محاولة لإخافته وإسكات صوته عبر إحضاره إلى المحكمة بتهمة السب وازدراء
الدين، وإلزامه بدفع كفالة مالية، زادته عناداً وصلابة، ودفعته إلى التعمق
أكثر في نبش الجراح والتوقف عند حقائق .
الكل كان ينتظر الحلقة الأخيرة من “البرنامج” ليرى كيف سيرد باسم على
التهمة ومثوله أمام القضاء، خصوصاً أن الإعلام الغربي تناول الموضوع
باعتباره حدثاً خطراً وقضية “قمع للحريات”، كما استضافته المذيعة الأشهر
عالمياً كريستيان أمانبور على “سي إن إن”، وتحوّلت قضيته إلى مادة خصبة
للمذيع الساخر جون ستيوارت الذي خصص حلقة من برنامجه لباسم والمقارنة بين
تعامل السياسيين الأمريكيين مع حرية الرأي والإعلام، وردود الفعل على
برنامجه، وفي المقابل ردود فعل السلطة في مصر أمام برنامج يسخر من بعض
المواقف .
وجاء رد “البرنامج” أقوى من المتوقع، لأن باسم كان أكثر جدية هذه
المرة، وكعادته سبح عكس التيار، وجعل من الحلقة “أوبريت” من النقد تكشف
الحقائق، وتلمس الأوجاع فتُبكي الناس . كان يضحك، ويُضحك الجمهور الحاضر في
الاستوديو، وكل الجالسين أمام شاشاتهم، وهم أقرب إلى البكاء .
ما سر هذه الشعبية؟ ليس في الأمر سر ولا سحر، وإنما هي شعبية
وجماهيرية جاءت بعد أن أثبت باسم مدى ذكائه وسعة اطلاعه وثقافته وحرصه على
إتقان دوره، وحبه للتميز في تقديم البرامج . أخذ عن جون ستيوارت فكرة
البرنامج، لكنه عرف كيف يصبغه بنكهة عربية مميزة، وعرف كيف يحاكي الشارع
ويتماشى مع الأحداث بلا مجاملة لأحد وبلا خوف . طبعاً هناك بعض الملاحظات
على إحدى الحلقات التي علت فيها لغة الإيحاءات، ونتمنى ألا يعود إليها باسم
في حلقاته اللاحقة، لاسيما بعدما أثبت أنه قادر على الارتقاء ببرنامجه إلى
محاكاة الواقع بأسلوبه الساخر والنقدي نفسه، ولكن بلغة راقية وعمق يوجع
ويفيد .
نقولها مجدداً، ميزة “البرنامج” أنه عين المشاهد، يلتقط ما نغفل عنه،
فيقدم لنا الحقيقة من أكثر من زاوية . والأجمل أنه يقدم الإثباتات
والبراهين بالأدلة المصورة ومقاطع فيديو لا يمكن لأي كان حتى أصحاب الشأن
إنكارها أو التملص منها، تماماً كما فعل على سبيل المثال لا الحصر، في إحدى
حلقاته عندما قدم لنا أدلة على تلوّن مذيعين وإعلاميين، يعيدون اليوم على
مسامع السلطة كلاماً معسولاً لا يختلف عما قالوه أيام النظام السابق، ثم
هاجموا الثورة وقت اندلاعها، ليرتدوا قناعها بعد تنحي الرئيس حسني مبارك .
باسم يوسف هو الدمعة حين تضحك من شدة الألم، أو الضحكة الباكية في
قرارة نفسها وفي قلبها . وهو الابتسامة التي يحتاجها الناس كي يتنفسوا
وينفسوا بعضاً من غضبهم وأوجاعهم .
marlynsalloum@gmail.com
الخليج الإماراتية في
12/04/2013 |