حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

باسم يوسف وبرنامجه (البرنامج)

بعد أيام من خضوعه للتحقيق أمام النيابة العامة

باسم يوسف لا يوفر أحدًا من سخريته

أحمد عدلي

واصل الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف التهكّم على الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، غير عابئ بالتهديدات بعد أقل من أسبوع على خضوعه للتحقيق أمام النيابة العامة بتهمة إهانة الرئيس وازدراء الإسلام.

القاهرة: قدّم الإعلامي الساخر باسم يوسف حلقة نارية من برنامج "البرنامج" على شاشة قناة سي بي سي، متحدياً تهديد المنطقة الإعلامية بإغلاق القناة، والتحقيقات التي تجري معه الآن بالمكتب الفني للنائب العام، في ما كانت إعادة تقديم أوبريت "الوطن الأكبر" تحت إسم الحلم القطري الاكثر قوّة في حلقته.

بدأ باسم حلقة أمس التي تعدّ الأولى له بعد صدور قرار ضبطه وإحضاره بالحديث عمّا مرّ به من خلال فيديو، ودخل إلى المسرح وحمل أحد مرافقيه القبعة التي ارتداها الدكتور مرسي خلال حصوله على الدكتوراه في الفلسفة بباكستان، ليبدأ بعدها في الحديث عن قرار عزل النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود.

كما تحدّث الإعلامي الساخر في الحلقة التي حضرها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي عن كيفية اتخاذ القرار داخل مؤسسة الرئاسة والتضارب والأخطاء التي يقع فيها الرئيس، مستشهداً بمداخلة تبرّأ فيها وزير العدل أحمد مكي من قرار إقالة النائب العام، بينما قدّم فقرة ساخرة بعنوان من سيربح المليون النسخة الرئاسية والتي تناول فيها ما حدث بسخرية.

وأعاد باسم في برنامجه توزيع أغنية "الوطن الأكبر" التي قدّمت للأمة العربية خلال ستينات القرن الماضي من أجل الوحدة العربية، حيث قدّمها باسم "الحلم القطري"، وتحدث عن شراء قطر العديد من المنشآت بمختلف دول العالم، والشكوك حول نيتها شراء قناة السويس والوديعة القطرية التي لم تصل البنك المركزي وتراجع المسؤولين القطريين عن دعمهم.

انتقد الإعلامي الساخر موقف الرئيس من طلب يد العون للخارج، ليذكر في نهاية الحلقة مجموعة من أسماء المعتلقين الذين لم يحظوا بتضامن مثلما حظي هو، في ما تناول المعالجة الإعلامية المصرية والعالمية لما حدث معه وسخر من موقف الإعلامي سيد علي الذي ادّعى أنه ابن للمشروع الإسلامي على أحد القنوات الدينية وردّد عن الرئيس مرسي نفس ما كان يردّده عن الرئيس السابق مبارك.

الحلقة التي شهدت ردود فعل قوية للغاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعادة عرض أوبريت "قطري حبيبي"، رافقها شن الدكتور عمرو الشوبكي الخبير السياسي هجوماً على الحلقة قائلاً: "شاهدت أجزاء من حلقة باسم يوسف، واعتبر أن ابتذال نشيد "وطني الأكبر" بهذا الشكل الرديء صادم جداً فهو نشيد ألهم بلاد عربية كثيرة ناضلت ضدّ الإستعمار وسقط من أبنائها آلاف الشهداء وإسقاطه على قطر مبالغة لا معنى لها، لأنها تساعد في صناعة وهم إسمه قطر قوة عظمى وهي لم ولن تكون كذلك".

بعد أيام من خضوعه للتحقيق أمام النيابة العامة

باسم يوسف يواصل تهكّمه على مرسي وجماعة الإخوان

أ. ف. ب. : واصل الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف التهكّم على  سياسات الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين وحلفائها غير عابئ بالتهديدات، وذلك بعد اقل من اسبوع من خضوعه للتحقيق امام النيابة العامة بتهم تتعلق باهانة الرئيس وازدراء الدين الاسلامي.

القاهرة: في أول ظهور له مساء الجمعة بعد التحقيق معه، واصل الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف سخريته من سياسات الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين وحلفائها، وذلك بعد اقل من اسبوع من خضوعه للتحقيق امام النيابة العامة بتهم تتعلق باهانة الرئيس وازدراء الدين الاسلامي.

واخلت النيابة العامة في مصر الاحد سبيل يوسف بكفالة مالية بعد ساعات من التحقيق معه بتهم اهانة الاسلام "لسخريته من شعائر الصلاة" في برنامجه واهانة الرئيس مرسي "بالسخرية من صورته في الخارج".

واستهل باسم يوسف برنامجه الساخر "البرنامج" بقوله بطريقة ساخرة "بصراحة موضوع النائب العام فتح عيني على حاجات كثير ..مش كل شوية مرسي مرسي"، وتابع بسخريته المعهودة ان ذلك "مش خوف ولا تراجع اطلاقا.. ولا انا بجيب ورا (اتراجع)".

وبدا يوسف غير خائف من مواصلة ملاحقته قضائيا مجددا اذ واصل نفس اسلوبه الساخر وانتقاده اللاذع للرئيس مرسي في تحد واضح منه للامر.

واستمر يوسف في انتقاد سياسات الرئيس المصري وجماعة الاخوان مستخدما مقاطع فيديو تحمل تصريحات او مشاركات اعلامية للمسؤولين دون ان يوجه الانتقادات على لسانه هو مباشرة.

وخلال الفقرة الاولى لبرنامجه وعلاوة على السخرية المعتادة من مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس، وجه يوسف نقدا للطريقة التي عين بها مرسي النائب العام الذي اصدر قرار التحقيق معه.

كما سخر يوسف من اسلوب تناول بعض الاعلاميين لقضيته خاصة المنتمين للتيار الاسلامي.

وخصص باسم يوسف فقرة كاملة مستحدثة في برنامجه للسخرية من طريقة اتخاذ القرار في مؤسسة الرئاسة. وحاكى يوسف فكرة برنامج "من سيربح المليون" الشهير ليسخر من "الاسلوب الفوضوي" لاتخاذ القرار في مؤسسة الرئاسة، بحسب ما اظهرته فقرات البرنامج.

وهو ما تبعه بسؤال بدا جادا "نفسي (بودي) اعرف بتاخد قراراتك ازاي؟"، في اشارة منه لسوء عملية اتخاذ القرار من قبل الرئيس المصري.

وفي فقرة اخرى، عرض باسم مقطع فيديو للقاء مرسي مع الجالية المصرية في قطر قبل نحو اسبوع.

وقال يوسف بشكل ساخر "طيب ابتدي منين؟"، في اشارة منه لتعدد ما يمكن السخرية منه في حديث الرئيس المصري.

وسخر في هذا السياق من تدني مستوى الاستقبال الرسمي للرئيس المصري اثناء زيارته لقطر، وهو ما بدا تحديا واضحا منه لواحدة من التهم الموجهة له وهي "السخرية من صورة الرئيس في الخارج".

واظهر مشاهدو البرنامج في منطقة مقاهي البورصة ذائعة الصيت في وسط القاهرة تجاوبا كبيرا مع برنامج باسم.

وساد الهدوء مع بداية بث البرنامج الذي اجتذب اهتمام الجميع بشكل غير مسبوق. ويشير ذلك الى ان ملاحقة المذيع اكسبته تاييدا شعبيا ونسبة مشاهدة اعلى حيث خلا عدد كبير من الشوارع وسط العاصمة من السيارات والمارة اثناء عرض البرنامج.

وقال العامل الفني مصطفى غريب (24 عاما) لوكالة فرانس برس اثناء مشاهدة البرنامج "باسم يوسف لم يخف لانه من غير المقبول ان ينخفض سقف الحريات بعد الثورة".

ووصف المهندس احمد حسن (24 عاما) باسم بانه "شجاع لانه لم يخف من الملاحقة وواصل طريقته في نقد الواقع الذي نعيشه".

وفي فقرة مستقلة، سخر باسم يوسف من دولة قطر والتي يعتبرها كثيرون الحليف الاقوى لجماعة الاخوان المسلمين، عبر تقديم اغنية "قطري حبيبي" وهي نسخة ساخرة من نشيد "وطني حبيبي الوطن الاكبر" الشهير الذي الفه احمد شفيق كامل ولحنه الموسيقار محمد عبد الوهاب وادته مجموعة من كبار الفنانين في 1960 احتفاء بوضع حجر اساس السد العالي بمصر.

وقالت الاغنية الساخرة "قطري حبيبي الاخ الاصغر.. يوم ورا يوم امواله بتكبر" وقال مقطع اخر "ادي اللي خدناه من الاخوان، بيع مصر فرط وجملة كمان"، في انتقاد واضح ومباشر مما تتردد عن عروض قطرية لتاجير الاثار المصرية او للحصول على حق انتفاع بقناة السويس.

وصفق للاغنية الساخرة والتي تعكس مشاعر الم لحال المصريين في الوقت ذاته، مئات المشاهدين. كما احدثت على الفور حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقررت النيابة العامة المصرية الثلاثاء الماضي النظر في شكاوى جديدة بتهمة "تعكير الصفو العام" بحق باسم يوسف. كما قررت التحقيق مع بلاغات اخرى مقدمة ضد اثنين من الصحافيين بعد مشاركتهما في برنامج ناقش قضية باسم يوسف.

وفاقم ازدياد الشكاوى المرفوعة ضد صحافيين، الشكوك في وفاء الرئيس المصري بتعهده احترام حرية التعبير، وهو المطلب الاساسي لثورة 25 يناير التي ادت الى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

إيلاف في

06/04/2013

 

في دعوى رفضتها المحكمة بإلغاء البرنامج وإغلاق محطة CBC

القضاء ينصف باسم يوسف ويؤكد: حرية الرأي والتعبير مكفولة

أحمد عدلي 

أنصف القضاء المصري الإعلامي الساخر باسم يوسف بعدما رفضت محكمة القضاء الإداري أمس دعوى أقامها أحد محامي جماعة الإخوان لإلغاء برنامجه "البرنامج" وإغلاق قناة سي بي سي، حيث أكدت المحكمة على أن حرية الرأي مكفولة رافضة الدعوى لأن مقيمها لا صفة له.

القاهرة: أصدر القضاء المصري أمس حكماً جديداً بحق الإعلامي الساخر باسم يوسف، حيث رفضت دائرة الإستثمار برئاسة المستشار حسونة توفيق الدعوى التي أقامها أحد محامي الإخوان المسلمين ويدعى محمد ابو العينين من أجل وقف برنامج "البرنامج"، وإغلاق قناة سي بي سي التي تبثه لتجاوز محتوى البرنامج حدود النقد المباح والسخرية من رئيس الجمهورية.

وقالت المحكمة التي حرصت على إيداع حيثيات الحكم بعد إصداره بساعات أن مقيم الدعوى ليست له مصلحة شخصية ليقيمها، فهو لم يتعرض للسخرية من مقدم البرنامج أو يتضرر منه هو أو أقاربه، فضلاً عن عدم وكالته لأحد المتضررين حيث لم يقم الدعوى نيابة عنهم، مؤكدة على أن شرط المصلحة اللازم توافره لإقامة الدعوى غير موجود.

وأضافت المحكمة أن رئيس الجمهورية قد يترفع أو يعف على أن يكون خصماً لأحد المواطنين أمام القضاء، مستندة إلى بيان رئاسة الجمهورية الذي أكدت فيه عدم تقدمها بأي بلاغ ضد الإعلامي باسم يوسف أو أي شخص آخر إحتراماً منها لحرية التعبير والصحافة والعمل الإعلامي، وأن من حق كافة المواطنين التعبير عن أنفسهم بعيداً عن القيود التي كانت سائدة في ظل مرحلة ما قبل الثورة، ودعت فيه المواطنين إلى ممارسة حقهم فى التعبير عن الرأي، لكنها حثتهم على الإلتزام بإحترام القانون.

وقال مصدر داخل قناة سي بي سي لـ"إيلاف" إن محامي من القناة حضر الجلسة تحسباً لصدور حكم لصالح مقيم الدعوى ليقوم بالطعن عليه، مشيراً إلى أن إدارة القناة كانت لديها ثقة كبيرة في نزاهة القضاء المصري الذي إنحاز للحرية الإعلامية.

الجدير بالذكر أن منتج برنامج "البرنامج" سيمثل اليوم أمام النيابة العامة للإدلاء بأقواله أمام المستشار محمد السيد خليفة في التحقيقات التي تجري بالبلاغات المقدمة ضده، والتي أفرج عن باسم يوسف بكفالة قدرها 15 الف جنيه فيها الاسبوع الماضي.

إيلاف في

07/04/2013

 

نقد السيد الرئيس 

كتب الخبر ناصر الظفيري 

يتخذ السيد باسم يوسف من مقدم برنامج The Daily Show جون ستيوارت نموذجا عربيا لتقديم برنامجه "البرنامج"، ولا ضير في ذلك فجميع أعمالنا الاعلامية تقريبا تكاد تكون نسخا سيئة من برامج أجنبية تتشابه معها شكلا وتختلف مضمونا. باسم يوسف، مع اختلاف الأداء بين الرجلين، يكاد يقدم نسخة مقبولة من زميله الأميركي. فهو يمتلك جرأة صنعتها الثورة المصرية ولم تكفلها له حتى النهاية، بينما يقدم ستيورات جرأة كفلها النظام الديمقراطي وتاريخ طويل من الممارسة النقدية لأعمال الرئيس وخطاباته. وربما لهذا السبب تم القبض على باسم يوسف والشروع بمحاكمته بتهمة التطاول على "أسياده" كما يؤكد المرشد الإخواني.

الديمقراطية التي تسير متعثرة وسط العنف والضجيج لم تصل بعد الى قدرتها الكاملة لاحتمال برنامج نقد قاس بحق رئيسها المنتخب. والبرنامج الذي يقدمه يوسف كان أسرع في انطلاقته منها دون أن يتم تعبيد الطريق أمامه. ولذا لم يكن مستغربا أن يقاد صاحبه الى القضاء بالتهمة التى ذكرناها. وهي ليست محاولة لاسكات باسم يوسف ولكن لتذكير الجميع بأن الديمقراطية التي اختير بها الرئيس محمد مرسي لم يتم الايمان بها كعملية تداول حقيقي للسلطة وانما هي ديمقراطية ينتهي مفعول الايمان بها بعد التمكين للرئيس من الوصول الى الحكم.

قبل أن نعود الى السيد ستيورات وهو يحاكم محاكمي باسم يوسف بالجرأة التي عرف بها الرجل في انتقاده لبوش وأوباما أتذكر تعليق الساسة الأميركيين على خطابات الرؤساء العرب وأحاديثهم لشعوبهم تحت وطأة الانفعال والحماس واثبات المواقف الخاوية التي لا تتعدى الآذان التي تنصت لها. فكل خطاب لا يقرأه الرئيس العربي بشكل رسمي ويكون معدا ومكتوبا لا تتخذه المؤسسات الغربية على محمل الجد. ولهذا قدم السيد ستيورات نماذج من خطابات الرئيس مرسي وهو يصرح لقناة "سي إن إن" بأنه لن يقدم منتقدا له الى المحاكمة وذكر المقدم وولف بلتزر اسم باسم يوسف تحديدا. والنموذج الآخر والذي لا أتصور أن الرئيس مرسي يمكن أن يقرأه من خطاب هو تصريحه ضد اليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير قبل أن يصبح رئيسا وذلك مناقضا لرسالته الشهيرة للرئيس الاسرائيلي بعد أن أصبح رئيسا لمصر.

لم يكن باسم يوسف وحيدا في انتقاد الرئيس، وان كان أكثر قسوة وجرأة من سواه،  فمجموعة كبيرة من الاعلاميين والسياسيين وجدوا في كثرة خطابات الرئيس وعدم تمتعه بذاكرة حديدية مدعاة للسخرية. وبدلا من تقديمهم للمحاكمة على الرئيس المصري السيد محمد مرسي أن يعتمد على النص المكتوب وعلى رجال الكتابة السياسية مهنتهم والحاجة لذلك في الأزمات أكثر منها في الرخاء. فهؤلاء الاعلاميون يعدون برامجهم بروية وتحت اشراف معدين متخصصين قبل ظهورهم الاعلامي والأجدر بالرئيس أن يفعل ذلك تاركا لهم الانفعال لا ان تصبح سمة من سماته هو.

اذا كان الرئيس يرغب بتكريس الديمقراطية ويدرك أنها هدفا من أهدافه ويدرك أن النظام الديمقراطي الذي أتى به هو ذات النظام الذي يمتلك القدرة على عزله فعليه أن يدرك أن الاعلام الحر هو الطريق الأول الذي عليه أن يؤمن به. وسأعيد للسيد الرئيس الكلمات التي ذكرها جون ستيوارت: أنت رئيس مصر، مصر التي علمت الانسان الحضارة ونقل لنا منها اليونانيون العلوم، مصر التي اخترعت الكتابة وبنت الأهرام وحنطت الفراعنة وتذكّر أن باسم يوسف يحبها وفضل البقاء فيها. وأن السجن الذي خرجت منه أنت قويا ورئيسا لمصر سيخرج منه باسم يوسف قويا أيضا.

الجريدة الكويتية في

07/04/2013

 

«شكراً قطر» على طريقة باسم يوسف

 أحمد محسن 

لا يتعب من إدهاشنا. مساء الجمعة الماضي، كنّا على موعد مع حلقة مضحكة مبكية. أخرج الإعلامي الساخر عصاه، وانهال بنقده على الإخوان، مظهراً كيف باتت «أم الدنيا» تابعةً للإمارة الصغيرة والـ«قطري اللي بيصرف ويتفشخر»

كعادتهم، كان الجميع يبحثون عن الفرح، لكن ما رأيناه هو الألم. كان ألماً صلفاً يوظفه المايسترو المصري في خدمة الفرح الذي ما زال متاحاً. عادةً، تحدث الأمور بالمقلوب، فيقود الضحك إلى الحقيقة المؤلمة، لا العكس. هذه وظيفة الكوميديا لا وفقاً لدانتي وحسب، بل لمن يتسع قلبه للنقيضين العظيمين: الفرح والألم. في الواقع ليس هناك من فرح مجاني، لكنّ الألم مجاني دائماً، حتى فعل باسم يوسف فعلته أول من أمس. نجح في قلب الطاولة على الجميع. كالساحر، أربك معظم المشاهدين الذين بلا شك عرفوا شعوراً هجيناً، لم يجدوا طريقة لتفسيره إلا إعادة الاستماع إلى أغنية «قطري حبيبي» التي قلّد فيها الكورال أوبريت «وطني حبيبي» الشهيرة. غالب الظنّ أنّ معظمهم عجز عن أن يأخذ موقفاً يلزم الضحك، أو ربما البكاء. لمَ لا والأغنية تجرأت وقالت ما يشعر به المصريّون ويخشون إعلانه: القطريّون يشترون البلاد. ليس هناك ما يؤلم المصريين أكثر من كلمة تخدش هالة بلادهم.

للوهلة الأولى، يبدو عنوان الأوبريت ساخراً، لكن سرعان ما يضع يوسف الألم على طاولة الجمهور دفعة واحدة. منذ بداية الأغنية، كان واضحاً أنها ليست للضحك فقط: «أديه آخرتها بنشحت برا، بعد ما فلسنا في الثورة». هذا قاس جداً على المصريين ولكن كان على أحد ما أن يواجهه. وكان هذا مجدداً باسم يوسف الذي عكس وجهه تعابير ملتبسة، تشبه شعباً أنهتكه الثورة من دون أن يفقد إيمانه بالفرح. صحيح أنّه تصرف على سجيته، فابتسم وهو يلوح بعصا المايسترو، لكنه كان حاسماً في أكثر من مرة عندما طفح حزن غير مفتعل اطلاقاً على وجهه. كذلك، أدى وائل منصور مقطعه الغنائي بمنتهى الشجاعة، وكانت جملته نقطة التحول الأولى في الأغنية التي لن تكون هزلية من الآن فصاعداً. في الأصل، لا يحتاج باسم يوسف (حتى الآن) إلى شهادة من أحد حول قدرته على صناعة الكوميديا. لم تهطل الأغنية بالباراشوت. كانت امتداداً لمسلسل طويل من الغضب المصري على قطر. حلقة «البرنامج» (سي. بي. سي) مساء الجمعة الماضي خُصِّصت بأسرها لنقد الدور القطري في مصر، بدءاً بالوديعة القطريّة الوهميّة في المصرف المركزي المصري، وانتهاء بعدم استقبال الأمير القطري للرئيس المصري محمد مرسي، في مطار الدوحة.

قيل ما قيل عن استخفاف القطريين بمرسي وتبعية جماعة الإخوان المسلمين للإمارة الصغيرة. تمنى الجميع عودة جمال عبد الناصر لعشر دقائق كي يخبر مرسي معنى الكرامة على القياس المصري. هذا الذي لا يقبل المصريّون السجال فيه. تحسروا على نزوله (مرسي) من الطائرة من دون أن يجد من يسلّم عليه. سخر «البرنامج» من تصرفات رئيس الإخوان الهزليّة كالمعتاد، واصفاً إياه بالجندي المجهول الذي من دونه لن يجد «البرنامج» ما يقدمه للناس، وتالياً، لن يجد ما يضحكهم أكثر من الرئيس نفسه. ولم يوفر قطر نفسها التي «تشتري كل شيء». لكن الأغنية جاءت في وقت حاسم لإعلان الرفض... للقول بوضوح: مصر ليست للبيع. ما رأيناه هو الصوت المصري على حقيقته: رقيقاً وثوريّاً كما تعنيه الكلمة. مؤدٍ ومؤديتان يشهرون أصواتهم ضدّ السكوت. مؤديّة رقيقة هي داليا الجندي تنتفض تعابير وجهها حين تحضر إلى فمها اللازمة الآتية: «يللي قنالك ملكك، وانت بصَكّ ايجار حتهينها». كأنّها تمرنت على هذا الشعور طويلاً. غالب الظن أنه شعور مصري خالص لا يستأذن الظهور. كيف لا يكون كذلك، وهي تحرك إصبعيها بلطافة تضمر حزناً عميقاً، حين لا تستبعد أن يبيع الإخوان الهرم.

إن اختيار هذا الأوبريت بالذات ليس عبثيّاً. ليس مجرد نزوة كوميدية بلا حسابات. لقد ألهم أوبريت «وطني حبيبي» أو «الوطن الأكبر» (ألفه أحمد شفيق كامل، ولحنه محمد عبد الوهاب، وقدّمته مجموعة من الفنانين عام 1960 من بينهم عبد الحليم، وصباح، وشادية، فايدة كامل، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة) الجزائريين، وردّده اللبنانيّون طويلاً في معرض دعمهم للثورة الفلسطينيّة. كانت معزوفة المعلم محمد عبد الوهاب على مقاس المرحلة التي صعدت فيها الناصرية ببطء فوق جثة الاستعمار. وهذا الدور الذي لا يبدو المصريون في وارد الاستغناء عنه حتى لو قررت جماعة الإخوان ذلك. على سيرة هذه الجماعة، ختمت سارة المنذر أوبريت «قطري حبيبي» بالقول: «حلوة يا نهضة يا طاحنة شعوبنا، حلوة يا أحلى خازوق في حياتنا».

أوبريت «قطري حبيبي» الذي لقي استحسان المصريين والعرب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واعترض عليه ملحّنون قلة، فطالبوا بتدخل الجيش المصري لوقف تداوله (!)، يعني أنّ المصريين ــ وإن فقدوا دورهم الريادي عربيّاً ــ لن يصبحوا تابعين. أوضح باسم يوسف في نهاية الحلقة أنّ لا مشكلة مع الشعب القطري، بل المشكلة «مع لي بيبيع». وإن كان البعض «حساساً» وافترض وصف قطر بالـ«الأخ الأصغر» بمثابة استصغار لها، فلا بأس في ذلك. ليس لأنّ القطريين أقل من المصريين، بل لأنّ مصر أم الدنيا، وهذا المجاز الجميل ما زال يميّز بلاد عبد الوهاب. أحفاد الموسيقار لن يقبلوا أن تسرق ثورتهم بهذه الخساسة. معنى الأوبريت يبدأ من اسمه، ولا ينتهي مع نهايته. المعركة طويلة مع الإخوان الذين يخافون ضحكات الآخرين.

«البرنامج» كل جمعة 22:30 على «سي. بي. سي»

محسن جابر رقيباً لحساب مَن؟

القاهرة ــ محمد عبد الرحمن 

دخلت الحلقة 20 من «البرنامج» تاريخ البرامج التلفزيونية، مرّة لكونها الحلقة الأولى التي يطلّ عبرها باسم يوسف بعد التحقيق معه في مكتب النائب العام (الاخبار 2/4/2013)، وطوراً بسبب أوبريت «قطري حبيبي» الذي أثار جدلاً كبيراً. لم يفعلها يوسف مع جماعة الإخوان ولا مع محمد مرسي فقط، بل مع دولة قطر التي تنظر إليها غالبية المصريين نظرة تشكّك بسبب طبيعة العلاقة بين الدوحة والقاهرة.

بدأ يوسف الحلقة بداية مبتكرة كعادته، إذ حاكى المشهد الذي تابعه المصريون أمام دار القضاء العالي، وارتدى الملابس نفسها واستعان بزملائه الذين ذهبوا معه إلى النائب العام ودخل مسرح «راديو» حيث يصوّر برنامجه كأنه قادم من التحقيقات. وفي الفقرة الثالثة والأخيرة من البرنامج، اختار إلقاء الضوء على عدد من المعتقلين غير المعروفين للرأي العام. في الفقرة الأولى من «البرنامج»، واصل يوسف نقد مرسي والنائب العام. لكن الفقرة الثانية من البرنامج التي خصّصها لعلاقة النظام الإخواني الحاكم بقطر، حملت الكثير من مشاعر الشجن والحزن على ما آلت إليه مصر بعد عامين من ثورة طالبت بالحرية والعدالة. أكّد باسم أنّه لا يجب لعلاقة الشعبين المصري والقطري أن تتأثر بالرفض المصري لفتح الأبواب للنظام القطري لشراء وتأجير ما يريد من ممتلكات المصريين. وإعتبر أنّ الأزمة لا تكمن في الشاري بل في «البائع». ثم عرض أوبريت «قطري حبيبي» الذي شارك فيه المغنيّان وائل منصور، وداليا الجندي وسارة المنذر الذي حقّق أكثر من 350 ألف زيارة عبر يوتيوب. لكنّ شركة «ديجتال ساوند» التابعة لشركة «عالم الفن» (محسن جابر) تدخّلت وطالبت بحجب الفيديو عن يوتيوب كونها تملك اللحن الأصلي لأوبريت «وطني حبيبي»، فاضطرت قناة «سي. بي. سي» إلى حذفه خوفاً من الملاحقة القانونية. في حين علمت «الاخبار» من مصدر: «أن «عالم الفن» لديها نية في تحريك دعوى ضد «البرنامج» بسبب حقوق الملكية الفكرية.

ورأى كثيرون أنّ الأوبريت وسيلة فاعلة لتنبيه المصريين من الأخطار التي تحيط بدولتهم، لكنّ مناصري مرسي قدّموا مبررات للهجوم على الأوبريت و«المايسترو». إذ اتّهموا يوسف بتشويه الأوبريت الأصلي، ملتفّين بذلك على التشويه الذي أحدثوه بمصر كلّها في الأشهر الأخيرة. علماً أنّ اتهاماتهم ليست سوى محاولة لتكريس فكر غيبي يسعى الى تحويل رائعة عبد الوهاب الى نصّ مقدس على طريقة كل المحظورات الأخرى التي يفرضها الإخوان على المجتمع في حين أنّ استيحاء عمل كلاسيكي وتحويله بطريقة ساخرة أو غير ساخرة عبر كلمات وسياق مختلفين يعتبر تقليداً عالمياً متفقاً عليه. وبالتالي يعد حذف الأوبريت شكلاً سافراً من أشكال الرقابة وحماية المصالح القطرية.

الأخبار اللبنانية في

08/04/2013

 

عمرو مصطفى يفتح النار عليه ويتهمه بالخيانة

"عالم الفن" تحذف "قطري حبيبي" لباسم يوسف عن يوتيوب

مي الياس وأحمد عدلي 

حذفت شركة "عالم الفن" أغنية "قطري حبيبي" التي قدّمها الإعلامي باسم يوسف في الحلقة الأخيرة من برنامجه، بعدما خاطبت موقع يوتيوب لهذه الغاية لعدم حصول أسرة العمل على حقوق الملكية الفكرية. فيما فتح الملحن والمغني عمرو مصطفى النار على يوسف متهماً إياه بقصور الرؤية السياسية، والتناقض، والخيانة.

القاهرةلم يعد أوبريت "قطري حبيبي"، الذي قدّمه الإعلامي الساخر باسم يوسف في الحلقة الأخيرة من برنامجه "البرنامج"، متاحاً عبر صفحة البرنامج الرسمية على موقع يوتيوب، ليس لغضب السلطات المصرية والقطرية منه، ولكن لعدم حصول فريق عمل "البرنامج" على حق الملكية الفكرية الخاصة بالأغنية.

الأوبريت الذي أعيد تقديمه وتوزيعه مأخوذٌ من أوبريت "الوطن الأكبر" الذي قدّم عندما تمّت الوحدة بين مصر وسوريا في ستينيات القرن الماضي، وهو ملك شركة "عالم الفن" التي خاطبت موقع "يوتيوب" لحذفه عن القناة الرسمية للبرنامج عبر صفحته، فيما بقي متواجداً على حسابات أخرى على يوتيوب.

"إيلاف" حاولت الاتصال بالمنتج محسن جابر لكن هاتفه كان مغلقاً، فيما قال مصدر داخل الشركة إن إجراءات قانونية تُدرس لاتخاذها ضد "البرنامج" خلال الفترة المقبلة وسيعلن عنها في غضون أيام قليلة.

عمرو مصطفى يفتح النار عليه ويتهمه بقصور الرؤية السياسية، والتناقض، والخيانة

يشار إلى أن الملحّن والفنان عمرو مصطفى هاجم الأوبريت عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" رافضاً السخرية من الأغاني التراثية ومطالباً نقابة الموسيقيين بإتخاذ الإجراءات القانونية ضد الإعلامي باسم يوسف. حيث كتب تعليقاً على الحلقة جاء فيه: "تشويه أغنية وطنية هو خيانة عظمى يعاقب عليها القانون، ويوجد حق أدبي للمؤلف وللملحن، وتشويه للراحل محمد عبد الوهاب، واذا لم تنتفض نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين سأقوم برفع قضية فوراً، ويجب على الجيش المصري أن يكون له رد فعل لما لهذا الفعل من تأثير سيىء عليه، لأن هذه الأغاني هي التي تقوي روح القتال للجيش، فإذا قتلتها قتلت روح الجيش المصري (خيانة عظمى) ...".

كما هاجم في تعليق آخر باسم وذكره بحلقات قديمة كان يسخر فيها من نظرية المؤامرة، ومن عمرو نفسه عندما كان يحذر منها: "الجمعة الماضية خرج علينا باسم يوسف ليتحدث عن الحرب الأهلية، واليوم يخرج علينا باسم يوسف ليتحدث عن مؤامرة قطر لشراء مصر، ألم يكن هذا كلام الفلول الذي كنت تسخر منه عندما كنا نقوله؟

اليوم تسخر من الجزيرة؟ ألم تكن قناة الجزيرة هذه هي القناة التي قامت بالتغطية الإعلامية المطلوبة للثورة،  ومن غيرها لم يكن لأحد أن يصور جرائم النظام في الثورة!!! 

وختم جملته معنفاً باسم: "عرفت بقى إ نك ح*** و كنت محتاج سنتين علشان تفهم اللي إحنا كنا فاهمينوا من قبلك؟"

ووضع رابط لحلقة قديمة لباسم يسخر فيها من نظرية المؤامرة، مسلطاً الضوء على التناقض بين ما كان يقوله بالأمس وبين ما يقوله اليوم:

إيلاف في

08/04/2013

 

هل يخسر باسم يوسف مشاهديه؟

شــريف عبدالفهيم 

قرار النائب العام بضبط وإحضار باسم يوسف  أعاد البرنامج لبؤرة الاهتمام المحلي والدولي، وأصبح الضبط والإحضار طوق نجاة أعاد باسم للساحة الإعلامية وكان التحقيق معه أشبه بإكسير الحياة الذي أعاد الروح لباسم والبرنامج.. ولعل ذلك وضح في حلقة الجمعة الماضية التي انتظرها الكثيرون وشهدت المقاهي زحاما شديدا في انتظار مشاهدة الحلقة والتي جاءت قوية بشكل واضح أربك كل أعدائه وجعل الجميع يعيد حساباته معه من جديد.

قبل حلقته الأخيرة كان اهتمام المشاهدين يتراجع نظراً لما يحتويه البرنامج من تلميحات وإيحاءات كثيرة خارجة عن الذوق والآداب العامة، حتي وإن أكد في بداية برنامجه أنه للكبار فقط.. كما أن البرنامج يعتمد علي شيء واحد يمكن لفرد واحد أن يقوم به فليس عليه إلا البقاء أمام الفضائيات لمتابعة الأحداث ومتابعة اليوتيوب.. مع شاعر موهوب يستطيع أن يكتب له الأغنيات والأزجال.. ربما يصبح  برنامج "البرنامج" لباسم يوسف هو الأعلي نسبة مشاهدة خلال الفترة القادمة، إلا أن هذه النسبة بلا شك سوف تتراجع  إذا استمر تكرار نفس الموضوعات والأشخاص والإيحاءات التي يرفضها الذوق الاجتماعي، وعليه أن يراجع فريق الإعداد ويقف وقفة مع النفس ليعيد ترتيب الأوراق إن كان يريد الحفاظ علي المكانة التي وصل لها عند الجمهور، وعن نفسي فقد بدأت بنفسي وحذفت البرنامج من قاموس متابعة التليفزيون يوم الجمعة حتي لا أتعرض لإحراج من أسئلة بناتي حول ما يقصده باسم.

آخر ساعة المصرية في

09/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)