حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

«ابن الذوات» الوسيم ونجم السينما و«دنجوان العصر» (2-2)

رشدي أباظة خمس زيجات ومئات الإشاعات وعشرات العلاقات

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

عندما بدأ نجم رشدي أباظة يلمع على شاشة السينما مع بدايات الخمسينيات بالاضافة الى وسامته الشديدة والجاذبية الهائلة التي يمتلكها، بجانب الرشاقة والجسد القوي المتناسق، في الوقت الذي كانت فيه الرومانسية هي الغالبة على أفلام وأبطال السينما في تلك الفترة وهنا كان السؤال: هل يمكن للقوة الجسدية ان تعبر عن الرومانسية؟.. والحقيقة كان رشدي رقما صعبا في هذه المعادلة فحسب مقاييس النجوم والأبطال وقتها لم يكن النموذج المرغوب للرومانسية لكن رشدي استطاع من خلال هذا الشكل الخارجي ان يغير من صورة البطل الرومانسي فبعد ان كان أهم ما يميز هذا البطل في صورته التقليدية هو الضعف الجسدي والأداء الناعم و«الرقة الحالمة» في التعبير عن المشاعر.

اختار رشدي اتجاها وشكلا آخر مختلفا للبطل الرومانسي على الشاشة فهو لم يتنازل عن مظاهر القوة الواضحة في جسده وملامحه بل على العكس استغلها وغيّر بها مقاييس وشكل هذا البطل الرومانسي فأصبح البطل رجلا قويا صلبا معتزاً بمشاعره لا بنثرها حوله ولا يجعلها تهطل كالمطر في رقة ونعومة بل عبر عنها بقول وبحساب وبدلا من ان يجري وراء الجميلات ليبثهم مشاعره جعل نفسه هدفا للجميلات المعجبات برجولته واعتزازه بنفسه وهذا ما جعل الكثير من النقاد يقولون عنه انه كان النموذج للرجولة والقوة على شاشة السينما

ونعود لنستكمل ملامح حياته الخاصة التي بدأناها في الحلقة السابقة والتي تناولنا فيها قصة حبه وغرامه مع كاميليا والتي تأثر كثيرا وشعر بحزن شديد ووحدة هائلة بعد رحيلها والحادث المفاجئ الذي تعرضت له والصدمة التي أحدثتها وفاتها بهذا الشكل وبعد عودته الى مصر من ايطاليا التي كان- قد سافر اليها- لما ذكرنا- بدأ يركز جهده أكثر في السينما والعمل الفني الذي قد بدأه في نهايات الأربعينيات، وما هي الا سنوات قليلة حتى أصبح من نجوم الصف الأول في السينما المصرية الى جوار نجومها الكبار في تلك الفترة مثل عماد حمدي وشكري سرحان وكمال الشناوي وفريد الأطرش ومحمد فوزي وعبدالحليم حافظ وفريد شوقي وغيرهم والحقيقة انه استمر في هذه النجومية على مدى ثلاثة عقود كاملة «الخمسينيات والستينيات والسبعينيات» وكان من نجوم السينما القلائل أو من الحالات الاستثنائية لأنه ظل بطلا لأفلامه حتى رحيله .

ونعود لحياته الخاصة لنجد ان رشدي عمل بالمثل القائل «وداوني بالتي كانت هي الداء» فحتى يتغلب على أحزانه برحيل كاميليا دخل في علاقات عاطفية عابرة سريعة لم ينغمس مع أي منها سوى مع صديقة أميركية طالت علاقته بها لبعض الوقت وعلاقة أخرى مع الفرنسية «آنى بربية» استمرت لفترة أيضا والحقيقة ان رشدي وعلى مدى حياته كلها كان هدفا لعشرات بل ومئات الاشاعات العاطفية التي ربطت بينه وبين الكثيرات سواء من نجمات السينما من بطلات أفلامه أو من غيرهن من نجمات المجتمع والحقيقة أيضا ان الكثير أو القليل من هذه الاشاعات كان صحيحا حيث كانت هناك علاقات عاطفية عابرة عديدة في حياته وللحقيقة ان جاذبيته ووسامته ورجولته جعلته هدفا دائما للنساء والجميلات وهي حقيقة اعترف بها كل من كتب عن هذا النجم والفنان الكبير

وكانت تحية كاريوكا هي زوجته الأولى وتزوجها عام 1950 والحقيقة ان كل ما قيل عن أنها كانت الزوجة الثانية أو الثالثة في حياته غير صحيح ومحل شك وهناك من فسر بعض علاقاته العاطفية وخصوصا مع الأجنبيات على أنها علاقات زواج سريعة وبحسب ابنته الوحيدة «قسمت» التي أنجبها من زوجته الأميركية قالت ابنته في العديد من حواراتها الاعلامية بعد وفاته: ان تحية كاريوكا كانت الزوجة الأولى ولا توجد في حياته سوى خمس زيجات، مؤكدة أما كل ما قيل عن زيجات أخريات مجرد اشاعات غير صحيحة

وأيضا لا صحة لما قيل انه تزوج من كاريوكا في نهاية الخمسينيات بعد طلاقه من الأميركية أم ابنته الوحيدة لان القصة التالية تؤكد ان زواجه من تحية تم في بداية الخمسينيات وليس نهايتها فقد قيل وقتها ان الملك فاروق عندما علم بخبر زواج تحية كاريوكا من رشدي أباظة فرح كثيرا بل انه قال لتحية نفسها في احدى المناسبات ان زواجها من رشدي أفضل ما فعلته لأنها ستجعله يكف عن غرامياته وقيل وقتها ان سبب سعادة فاروق بهذا الزواج هو انه سينهى علاقة رشدي بالفرنسية الجميلة التي اشرنا اليها «آني بربيه» التي كانت صديقة للملك أيضا.. وهذا يؤكد ان زواجه من تحية كان بالفعل في بداية الخمسينيات لان في نهايتها لم يكن فاروق ملكا على مصر فقد انتهى حكمه بعد ثورة يوليو 1952.

المهم هنا ان زواج رشدي من تحية كاريوكا كان نتيجة لعلاقة حب عاصفة جمعتهما ويقال انه حين طلب منها الزواج قالت له «موافقة طبعا.. أنت ابن ناس وجدع ونص بنات وستات مصر بيجروا وراك» وتم الزواج وكان الأول في حياة رشدي بينما كان لتحية أكثر من تجربة زواج قبل زواجها من رشدي وكانت تحية في تلك الفترة من نجمات الصف الأول في السينما التي بدأت مشوارها في بداية الأربعينيات ودخلتها من باب الرقص الشرقي حيث بدأت مشوارها الفني كراقصة في فرقة ومسرح بديعة مصابني كما هو معروف وأصبحت أشهر راقصة في مصر والعالم العربي ومعها سامية جمال، دخلت تحية الى السينما وسرعان ما تحولت الى واحدة من ابرز نجماتها .

استمر زواج رشدي وتحية لمدة عامين كاملين وسرعان ما وقع الطلاق والانفصال بينهما وقيل وقتها ان قصة حب جديدة دخلت حياة رشدي وان هذا هو سبب الطلاق ولكن الحقيقة ان السبب في انفصالهما، ان رشدي كان يريد من تحية ان تتفرغ له كزوج ولحياتهما الزوجية بشكل اكبر لكن تحية في ذاك الوقت- كما ذكرنا- كانت في أوج تألقها السينمائي وكان الطلب عليها من المنتجين والمخرجين كثيرا ومن هنا حدث الخلاف ويقال أيضا، ان تشابهيهما في سرعة الغضب والعصبية الزائدة هو الذي اوجد الخلافات بينهما وهي الخلافات التي أدت الى انفصالهما والحقيقة ان رشدي وتحية بعد انفصالهما ظلت علاقة الود والصداقة الرائعة تجمعهما وتزوجت تحية بعد رشدي أكثر من مرة كما كانت متزوجة قبل زواجها منه أكثر من مرة وكانت في معظم لقاءاتها الاعلامية وبعد مرور السنوات عندما يوجه اليها سؤال عن أفضل أزواجها التي كانت تفضل وتتمنى ان يستمر زودا لها، كانت تجيب على الفور رشدي أباظة طبعا والطريف والجدير بالذكر هنا ان تحية كاريوكا لعبت دور أم رشدي أباظة في الفيلم الشهير «الطريق» المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل نفس الاسم وأخرجه حسام الدين مصطفى عام 1964 وشاركتهما البطولة سعاد حسني وكان رشدي غاضبا بشدة من موافقة تحية على أداء دو أمه وكان يقول لها «يا تحية مصر والدنيا كلها تعرف اننا كنا متزوجين فكيف تكونين أم.. من سيصدق هذا!!». وكانت تقول له الدنيا كلها تعرف انني اكبر منك وانني بدأت مشواري الفني والسينمائي قبلك وما نقوم به هو تمثيل والناس تعرف ذلك كما تعرف حقيقة زواجنا وأقنعته ووافق على بطولة الفيلم الذي يعد من أهم أفلامه وأفلامها .

ظل رشدي بعد انفصاله عن تحية عازبا بلا زواج لمدة أربعة سنوات طاردته خلالها الكثير من الاشاعات التي ربطت بينه وبين العديد من الجميلات بعلاقات عاطفية مزعومة لم يكن معظمها صحيحا وفي عام 1956 كان زواجه الثاني من الأميركية «بربارة» وكانت مقيمة بالقاهرة ومتزوجة من المغني «بوب عزام» صاحب الاغنية الشهيرة «يا مصطفى يا مصطفى» وتطلقت من زوجها ودخلت في علاقة حب سريعة مع رشدي انتهت بالزواج وأنجبت له بربارة ابنته الوحيدة «قسمت» واستمر زواجه منها ثلاث سنوات ووقع الطلاق بينهما عام 1959 وقيل ان سبب انفصالهما انشغال رشدي الشديد عنها بالفن وبأفلامه وأيضا قيل انها ضاقت بصداقاته مع الفنانات وكذلك الاشاعات الكثيرة التي تشير الى علاقات عاطفية تربطه ببعضهن وهي كانت امرأة شديدة الغيرة وبعد الانفصال كانت ابنته قسمت تبلغ من العمر عامين وأقامت مع والدتها في فيلا تملكها الأم في ضاحية مصر الجديدة .

وفي العام نفسه 1959 كان لقاء رشدي مع سامية جمال في فيلم «الرجل الثاني» الذي أخرجه عزالدين ذوالفقار وشاركتهما البطولة صباح وصلاح ذوالفقار وهو واحد من أهم أفلام رشدي وسامية جمال أيضا أثناء هذا الفيلم نمت قصة الحب بين الاثنين وكانت سامية أيضا في أوج نجوميتها السينمائية وكانت قصة حبها وعلاقتها الشهيرة مع فريد الأطرش قد انتهت تماما ومنذ سنوات وأيضا- كما اشرنا في حلقة خاصة عن سامية جمال- كان لها تجربة زواج وحيدة من المليونير الأميركي «شبرد كينج» الذي أعلن اسلامه وسمى نفسه «عبدالله كينج» وتزوجها وعاشت معه في أميركا عام كامل قبل ان ينتهي هذا الزواج وتعود الى مصر وتستأنف مسيرتها الفنية .

وقد بدأت العلاقة بين رشدي وسامية بشكل رومانسي للغاية واستطاعت سامية ان تجذب اليها هذا الدنجوان الوسيم، المتعدد العلاقات والتي تطارده الحسناوات أينما ذهب أو حل، استطاعت ان تجذبه اليها برقة شديدة ورومانسية لا متناهية وأصبحت تحيط به طوال الوقت ولا يسهر الا معها ويقال انها كانت ترسل اليه وتخاطبه بالورود يوميا فترسل له خمس وردات وهذا معناه «سامية تحب رشدي جدا.. جدا» وكانت اللغة حسب عدد الوردات فان كانت غاضبة منه قليلا أرسلت له أربعة «سامية تحب رشدي جدا» واذا كان الغضب أكبر قل عدد الورد وهكذا كانت رومانسية سامية ناحيته واستمرت قصة حبهما ثلاث سنوات كاملة وتوجت بزواجهما الذي تم عام 1963 وكان الزواج الأطول عمرا في حياة رشدي

كانت سامية نموذجا للزوجة التي تسهر على رعاية زوجها وابتعدت قليلا عن الفن والسينما وأصبحت شبه متفرغة لبيتها ولزوجها وأثناء زواجهما تزوجت زوجته السابقة «بربارة» من الممثل اللبناني مال فارس وانتقلت لتعيش معه في بيروت وانتقلت ابنته «قسمت» لتعيش مع أبيها وزوجته سامية في منزلهما وكان عمرها 7 سنوات وكانت سامية تعتني بها بشدة لدرجة أنها كانت توصلها الى المدرسة وتصر على ذلك وكانت تذاكر معها دروسها وتسهر الى جانبها «تسليها» في غياب رشدي في عمله وكانت قسمت تذهب الى بيروت لزيارة أمها مرة كل ثلاثة شهور وعندما انتقلت أمها مع زوجها اللبناني الى «لندن» وأقامت هناك كانت تذهب اليها وتقيم معها لبعض الوقت وعندما بلغت قسمت 11 عاما انتقلت للاقامة بشكل دائم في لندن لكنها لم تسترح لزوج أمها فعادت الى مصر وأقامت مع أبيها وزوجته سامية، وفي احدى المرات عاملتها سامية بشدة على أساس أنها لم تعد طفلة فذهبت واشتكت لأبيها فغضب رشدي من سامية وترك البيت وأقام في فندق شبرد لبضعة أيام وذهبت اليه سامية وأعادته للمنزل برقتها ورومانسيتها بعد شهر كامل قضاه بعيدا عنها .

لم تمض الحياة بين رشدي وسامية جمال هادئة تماما فقد هبت على علاقتهما الزوجية الكثير من العواصف وفي مقدمتها عاصفة زواجه من الفنانة صباح وهي قصة شهيرة فأثناء وجود رشدي في بيروت ظهر الخبر في كل وسائل الاعلام «رشدي أباظة تزوج صباح» وطار عقل سامية جمال في القاهرة وتعددت الآراء والحكايات عن زواج رشدي من صباح الذي تم بشكل مفاجئ وتعددت أيضا الآراء حول مدته فهناك من قال استمر زواجهما يومين فقط ومن قال بل أسبوعين وهناك من قال استمر زواجهما شهرين وعلى أية حال لم يستمر الزواج سريعا وطلبت صباح من رشدي الطلاق وهو الطلب التي أصرت عليه وقتها سامية جمال أيضا، ولم يكن رشدي يريد ان يطلق أي منهما واعتبر ان الأمر يتعلق بكرامته فهو لم يعتد ان تطلب منه زوجة الطلاق أو صديقة الانفصال وانهاء العلاقة

في النهاية استجاب رشدي لطلب صباح وطلقها والغريب ان صباح في معظم مقابلاتها الاعلامية كانت تقول دائما ان رشدي أباظة هو أفضل أزواجها رغم المدة القصيرة لزواجهما ورغم أنها تزوجت لأكثر من 12 مرة.. نعود الى سامية لنجد أنها كانت مصرة على الطلاق من رشدي بعد ان بدأ يعود الى مغامراته العاطفية بعد ان كان زوجا مثاليا في بداية زواجهما وبالفعل أراد رشدي ان يحقق ما تريده سامية وذهب الى المأذون ليطلقها ويقال ان رشدي وقف أمام باب المأذون وبشكل مفاجئ اخرج مسدسه - وكان معروفا عنه حبه واقتناءه للأسلحة النارية بمختلف أنواعها- وقال لها لو أصريت على الطلاق سأقتل نفسي فتراجعت سامية واستأنفا حياتهما التي لم تخلوا من عواصف أخرى حيث كانت هناك اشاعة قوية عن قصة حب ربطت بينه وبين المطربة «سميرة توفيق» أثناء مشاركتهما معا في بطولة فيلم «بدوية في باريس» الذي كان يصوره في لبنان وانتهت العلاقة سريعا وكان لها جانب من الحقيقة .

بعد كل هذه المواقف التي تكررت كثيرا حول اشاعات بعضها حقيقي عن علاقات رشدي بأخريات وبعضها مجرد اشاعات لم تتوقف الخلافات بين الزوجين سامية ورشدي وكان لابد وان يحدث الطلاق والانفصال وتم هذا فعلا في عام 1977 وانتهت قصة من أشهر وأطول زيجاته حيث استمر زواجه بسامية جمال ما يقرب من 15 عاماً

بعد هذا الانفصال بعامين وفي نهاية السبعينيات بدأ المرض يعرف طريقه الى جسد هذا النجم الكبير والدنجوان الذي عرف عنه القوة والرجولة وفي بداية الثمانينيات وبعدما زاد عليه المرض كان زواجه الأخير من خارج الوسط الفني حيث تزوج من ابنة عمه السيدة «نبيلة أباظة» وكان الزواج الخامس له وهو زواج اختلفت حوله الآراء فهناك من قال ان زوجته نبيلة استمرت على ذمته حتى رحيله في حين ان ابنته أكدت ان والدها طلق زوجته بعد 20 يوما من زواجهما وكان المرض قد اشتد عليه بضراوة وفي مساء يوم الأحد 27 يوليو عام 1980 رحل عن الدنيا هذا النجم الكبير والارستقراطي ابن الذوات الذي غير مفهوم الرومانسية على شاشة السينما وملئت حياته ومغامراته حياة الناس وأحبه الجميع ودفن رشدي أباظة في المقبرة التي شرع في بنائها قبل رحيله بأشهر قليلة وكأنه كان يشعر بدنو الاجل وقرب نهاية الرحلة.

النهار الكويتية في

16/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)