حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

«سيدة السينما الأولى» المحصنة ضد الشائعات

فاتن حمامة نجومية هادئة وحياة خاصة ناجحة ومحترمة

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

ألقاب عديدة وجوائز لا حصر لها وتكريمات من جهات عدة وكثيرة من الدول حازتها «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة فهي منذ أن بدأت مشوارها الفني وهي طفلة صغيرة في فيلم «يوم سعيد» 1940 حتى الآن مازالت هي النجمة والسيدة الأولى في حركة وتاريخ الفن المصري والعربي وهذا بالأرقام والشكل الرسمي فأثناء احتفال السينما المصرية بعيدها المئوي اختيرت فاتن كأفضل ممثلة في تاريخ السينما لأنها حظيت بأكبر عدد من الأفلام التي قدمتها داخل قائمة أفضل 100 فيلم كما اختير 18فيلما من أفلامها ضمن قائمة 150 فيلما هي أفضل ما قدمته السينما المصرية عبر تاريخها كله ومنحتها منظمة الكتاب والنقاد جائزة نجمة القرن عام 2000 ومنحتها الجامعة الأميركية بالقاهرة درجة الدكتورة الفخرية

كما حصلت على تكريمات وأوسمة من الطراز الرفيع من كثير من الدول الأجنبية وقد عاصرت فاتن حمامة عقوداً طويلة وعدة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام للمرأة العربية في السينما المصرية وقبل هذا كله وبعده حصدت فاتن ما هو أهم بكثير وهو حب واحترام الجمهور المصري والعربي من المحيط إلى الخليج من مختلف الفئات والأعمار وعلى مر الأجيال وقد يندر أن تخطى فنانه أو فنان بكل هذا الحب والتقدير الذي لاقته فاتن حمامه ولازالت.

ولاشك أن هذه الفنانة الكبيرة والقديرة بكل هذا التاريخ الفني الحافل والمسيرة الفنية المتخمة بالنجاحات والعطاءات الهائلة قد حظيت بكل هذا الاحترام والتقدير ولكن يبقى جانبا آخر في غاية الأهمية وهو الجانب الشخصي والحياتي لها كإنسانة ولاشك أن هذا الجانب قد ساعد إلى حد كبير في أن تحظى فاتن بكل هذه المكانة فهي عبر مشوارها الفني الطويل لم يسمع أو يقرأ عنها- يوما- شائعة مشينة أو تصرف يمكن أن يحسب عليها أو حتى مجرد المداعبات أو الأخبار الساخنة التي تطارد الفنانين والنجوم أحيانا ظلت فاتن على مستوى حياتها الخاصة بعيدة عن كل هذا وبقيت متمتعة بالسلوك القويم والأخلاق الحميدة وأصبحت مضربا للمثل في التزام الفنان والنجم على المستوى الفني والإنساني فمثلما كانت حريصة كل الحرص على فنها وان لا تقدم خلاله أي تنازلات قد تقلل من مستوى ما تقدمه كانت كذلك في حياتها الخاصة بعيدة عن الهفوات حريصة على سمعتها كسيدة أولا قبل أن تكون فنانة

ثلاث زيجات في حياة فاتن حمامة وجميعها معلنة ويعرفها الناس جميعا وهي هكذا كل أمورها في العلن وبعيداً عن السرية المفتعلة التي تفتح الباب للقيل والقال كما أنها وفي سن صغيرة تزوجت وأنجبت وتعاملت مع أبنائها مثل أي أم مصرية أو عربية، كان زواجها الأول من المخرج الكبير عزالدين ذوالفقار في عام 1947

في تلك الفترة النصف الثاني من حقبة الأربعينيات كانت «فاتن» تلك الطفلة التي ظهرت مع محمدعبدالوهاب في فيلمه «يوم سعيد» 1940 ثم في دور حبيبه في فيلمه التالي «رصاصة في القلب» أصبحت الطفلة شابة صغيرة تنضج بالحيوية والشباب المبكر وأصبحت تقدم ادوار الفتيات الشباب وتقوم ببطولة الأفلام وكان المخرج عزالدين ذوالفقار قد بدأ مشواره في الإخراج السينمائي في نفس العام 1947بفيلم «أسير الظلام» التي قامت ببطولته مديحه يسرى وسراج منير ومحمود المليجي بعد هذا الفيلم وصف النقاد المخرج الجديد بالعبقري وكان هذا تبشيرا بميلاد مخرج كبير قادم للسينما المصرية، في نفس العام اخرج عزالدين فيلمه الثاني «الكل يغني» وكانت البطلة فاتن حمامة أمام سراج منير ولم يحقق الفيلم النجاح المنتظر لان عز تصور أن طالما أن النقاد قالوا عنه انه عبقريا فكل ما سيقدمه سيكون رائعا فكانت السقطة المبكرة جاءت في فيلمه الثاني «الكل يغني» الذي قدمه في نفس العام.. وهنا تدارك عزالدين نفسه وعدل عن فكرة العبقرية التي أطلقوها علي وبدأت أفلامه التالية تحقق نجاحات عائلة على المستوى الفني والجماهيري وأصبحت أفلامه «ماركة مسجلة» مضمونة النجاح وهذا ما جعله رغم عمره القصير ورغم انه لم يقدم طوال مشواره سوى 33 فيلما واحدا من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية وقالوا عنه بالفعل انه أحد عباقرة الفن السابع ، وانه «شاعر السينما» نظر للكم الكبير من الأفلام الرومانسية التي قدمها والتي أصبحت من أشهر الكلاسيكيات الرومانسية على شاشة السينما المصرية والعربية ونذكر منها على سبيل المثل لا الحصر «موعد مع الحياة» و«أقوى من الحب» و«موعد مع السعادة» و«نهر الحب» و«بين الأطلال» وغيرها كما كان لهذا المخرج الكبير نجاحات هائلة في نوعيات سينمائية أخرى قدمها حيث قدم أفلاما اجتماعية وأفلاما استعراضية وقدم أيضا الفيلم الوطني والفيلم البوليسي الذي يعتمد على الحركة والاكشن

التقى عز الدين ذوالفقار مع فاتن حمامة في فيلمه الثالث أبوزيد الهلالي الذي كان من تأليف عز وشارك فاتن في بطولة الفيلم سراج منير ودون الدخول في تفاصيل هذا الفيلم الفنية نتحول إلى التفاصيل خلف الكاميرا حيث كانت قصة الحب التي نمت وكبرت سريعا بين هذا المخرج الذي قدم نبوغاً مبكراً وقدم ثلاثة أفلام في أول أعوامه السينمائية وبين هذه النجمة الشابة ولم تطل فترة الخطوبة حيث تم الزواج سريعا بين الحبيبين «عزالدين وفاتن» وكانت قصة حبهما وزواجهما السريع مثار دهشة الكثيرين داخل الوسط الفني وكان حدثا وقتها، وهنا نشير إلى أن عز عندما تزوج بفاتن عام 1947 كان فارق السن بينهما يزيد عن السنوات العشر فقد كان عمره 28عاما بينما هي كانت دون السابعة عشر من عمرها وهي نقطة مهمة سنعود إليها فيما بعد

بعد الزواج عاش أشهر زوجين في الوسط الفني في سعادة وهدوء ورزقاً بابنتهما «نادية» ولم يعكر صفو هذه العلاقة إلا بعض الشائعات التي كانت تنطلق حول عز فقد كان معروفاً عنه انه رجلا عاطفيا إلى أقصى حد، وانه كان يعيش قصص حب مع كل بطلات أفلامه وتبدأ قصص الحب هذه مع التحضير للفيلم وتستمر أثناء التصوير وتنتهي تماما مع الانتهاء من الفيلم.. ولكن الشائعات وقتها لم تفرق بين المشاعر الحقيقية لعزالدين كإنسان والمشاعر الفنية فقد كانت قصص حبه لبطلات أفلامه قائمة على مشاعر فنية كما وصفها القريبين منه وعدد من نقاد السينما الذي يعرفون هذا المخرج الكبير جيدا.

المهم أن هذه الشائعات كانت تضايق فاتن رغم أنها نجمة وتعمل في نفس المجال لكنها في النهاية إنسانة وأنثى وغيرتها على زوجها تراها أنها طبيعية وعلى المستوى الفني جمعت الزوجان عدة أفلام خلال تلك الفترة نذكر منها «خلود» 1948 «أنا الماضي» 1951 «سلوا قلبي» 1952 «موعد مع الحياة» 1953 «موعد مع السعادة» 1954.

استمرت العلاقة الزوجية بين عز وفاتن 7سنوات كاملة حيث انتهت بالطلاق والانفصال في عام 1954 وكانت الخلافات قد كبرت بين الاثنين نتيجة الغيرة المتبادلة بين الزوجين كل منهما على الآخر بالشكل الذي أصبحت فيه الحياة بينهما تبدو صعبة وعندما وقع الانفصال لم تكن هناك دهشة بالغة مثلما كان الأمر عند الزواج داخل الوسط الفني وكأن الجميع كان يتوقع نهاية هذه العلاقة وهناك من قال وقتها ان علاقة فاتن بعز بدأت من خلال إعجاب فتاة شابة بأستاذ استناداً إلى فارق السن بينهما الذي اشرنا إليه ونشير أيضا إلى نقطة أخرى ربما تفسر الاختلاف ببن الاثنين عز وفاتن، ملحوظة قالتها فيما بعد السيدة «كوثر شفيق» الزوجة الثانية لعزالدين ذوالفقار والتي تزوجها بعد انفصاله عن فاتن فعندما التقت كوثر عز لأول مرة قالت مندهشة: كيف تزوج هذا الرجل الضخم من هذه العصفورة الصغيرة وكانت هنا تشير إلى ضخامة عزالدين الجسمانية ورقة جسم فاتن.

بعد الانفصال التقى عزالدين بالفنانة الشابة كوثر شفيق ونشأت بينهما قصة حب سريعة وتزوجها عرفيا في البداية ثم حولها إلى زيجة رسمية وظلت كوثر شفيق هي رفيقة حياته وحتى وفاته عام 1963 لم ينجبا من زواجهما أولاد وكانت نادية ابنته من فاتن هي الابنة الوحيدة لهذا المخرج الكبير لكن تظل هنا نقطة هامة وأساسية لابد من الإشارة لها فقد ظلت العلاقة الفنية والإنسانية بين عزالدين ذوالفقار وفاتن حمامة رائعة ومثالية وليس هناك دليل على ذلك أكثر من أن علاقتهما الفنية لم تنقطع واستمر التعاون بينهما بل أن عزالدين جمع في عام 1960 بين فاتن التي كانت زوجته وعمر الشريف الذي أصبح زوجها بعد في واحد من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم نهر الحب وكانت جلسات العمل والتحضير لهذا الفيلم والتي تجمع فاتن وعمر تتم في منزله وفي حضور زوجته كوثر شفيق 

ونأتي الآن إلى الزواج الثاني لفاتن حمامه وهو زواجها الشهير من النجم عمر الشريف ولهذا الزواج قصة تروى فقد كان المخرج يوسف شاهين يستعد لتقديم فيلم «صراع في الوادي» عام 1954ورشح فاتن لبطولة الفيلم وكانت لا تزال زوجة لعزالدين ذوالفقار ورشح لدور البطولة الفنان شكري سرحان لكن فاتن اعترضت على ترشيح شكري فما كان من يوسف شاهين إلا أن رشح وجهاً جديداً ليلعب البطولة أمام فاتن وكان هذا الوجه الجديد «ميشيل شلهوب» زميل دراسته في كلية فيكتوريا الذي عمل بعد تخرجه في شركات والده تاجر الأخشاب وكان يفكر في السفر للخارج لدراسة السينما أو العمل بها وكان العائق الوحيد أمام هذا الترشيح أن توافق فاتن وعندما عرض شاهين هذا الوجه الجديد على فاتن فوجئ بها تطلب منه تمثيل احد المشاهد وكان ميشيل الذي أصبح «عمر الشريف فيما بعد» لديه مشكلة في النطق الصحيح للعربية ..عرض عليها أن يمثل مشهدا بالانكليزية فوافقت وبعد أن أدى هذا المشهد السريع أمامها أبدت فاتن موافقتها لشاهين أن يشاركها هذا الشاب الوسيم ذو العينين المعبرتين بطولة الفيلم

وأثناء التصوير تطلبت احد المشاهد قبلة بين فاتن وعمر فوافقت فاتن على تصوير المشهد وسط دهشة الجميع فهي كان معروفا عنها رفضها الدائم لمثل تلك المشاهد وقد أغضبت هذا المشهد زوجها عزالدين ذوالفقار وقيل انه بالإضافة لكل خلافاتهما السابقة كان سببا في طلاقهما لكن فاتن حسب ما صرحت به وقتها للصحافة قالت «ان علاقتها بزوجها تدهورت في السنوات الأخيرة لزواجهما لأنها اكتشفت عندما تزوجا أن علاقتها به اقرب لعلاقة التلميذة المبهورة بحب فن وحب «أستاذ» كبير يكبرها بعدة أعوام». 

بعد طلاقها من عز كانت قصة الحب السريعة بينها وبين هذا الوجه الجديد التي توجت بالزواج في العام التالي للفيلم 1955 بعدما أشهر «ميشيل» إسلامه وحمل اسم «عمر الشريف» وكان زواجهما حدثاً داخل الوسط الفني وتحدث الجميع عن النجمة المشهورة التي تزوجت الوجه الجديد بعد انفصالها عن زوجها المخرج الكبير لكن كان ذلك في اطار من الاحترام والتقدير دون أي اشارة لأي شيء غريب أو مثير وكانت صورة زفاف فاتن حمامة وعمر الشريف هي بفستان زفافها الأبيض وهو ببدلته السوداء من أشهر صور الفنانين المتزوجين

بعد الزواج ظل عمر وفاتن هدفا للمصورين وأصبحت إخبارهما مادة دسمة للصحافة لكن هذا الثنائي الفني والإنساني الناجح أحاط حياتهما بالسرية ولم يسمحا لأحد بالتدخل فيها وقدما معا على المستوى الفني عدداً من الأفلام الناجحة كان من بينها في العام التالي لزواجهما فيلم «صراع في النيل» 1956 مع يوسف شاهين وأيضا فيلميهما الشهير جدا «نهر الحب» 1960 الذي أخرجه عزالدين ذوالفقار واشرنا إليه سابق.

أنجبت فاتن من زوجها ابنها طارق وهو الابن الوحيد لعمر الشريف واستمر زواجهما 19عاما كاملة حيث كان انفصالهما في عام 1974 وقد تردد في الصحف وقتها أن غيرة فاتن وافتقادها الدائم لعمر بسبب كثرة وجوده الدائم في الخارج لتصوير أفلامه بعد أن أصبح نجما عالميا منذ بدايته العالمية منتصف الستينيات مع المخرج «ديفيد لين» بفيلم «لورانس العرب» ثم «د. زيفاجوا». 

لكن قبل انفصالهما كان يعيشا في شقة بعمارة «ليبون» الشهيرة بحي الزمالك وكانت «نادية» ابنة فاتن من عز تعيش معها تؤنس وحدتها عندما كان عمر غائبا في حين كان طارق يعيش دائما في كنف والده وحرصت فاتن على تربية ابنتها بعيداً عن أي مؤثرات خارجية كونها ابنة نجمة مشهورة ومخرج كبير وكان لنادية تجربة سينمائية وحيدة عام 1976 من خلال فيلم «لأنا عاقلة ولا مجنونة» مع محمود ياسين لكنها لم تقدم غير هذا الفيلم وابتعدت تماما عن التمثيل

ورغم أن فاتن كانت تؤكد دائما سعادتها مع زوجها عمر إلا أن الصحافة كانت تسألها دائما عن مشاعرها تجاه المشاهد الساخنة التي يؤديها عمر في أفلامه مع النجمات العالميات المعروفات بجمالهن وإثارتهن أمثال صوفيا لورين وغيرها فكانت تقول: «انها تغار عليه أكثر من الفنانات المصريات اللاتي يعملن في أفلامه بالقاهرة لان بعضهن يحاولن اغواءه فقط من اجل إغاظتي».

ولم تستمر الحياة مع ابتعاد عمر الدائم في الخارج وانشغاله بعمله طويلا بين الزوجين خصوصا بعدما سافرت فاتن أيضا إلى بيروت وطال غيابها عن مصر لمدة 5 سنوات كاملة تنقلت فيها ما بين عدد من البلدان الأوروبية لتكون بصحبة زوجها لكن كان انشغاله الدائم عنها مستمراً، ما كان سببا فى عودتها إلى مصر مطلع السبعينيات وفي عام 1974 وقع الطلاق والانفصال بينها وبين عمر الشريف الذي لم يتزوج بعدها مطلقا ودائما ما يقول في حواراته الاعلامية، ان فاتن حمامة كانت وستظل الحب الوحيد والحقيقي في حياته رغم كل النساء اللاتي عرفهن.

ولم يبقى إلا أن نشير إلى زواج فاتن حمامة بعد انفصالها عن عمر بعد سنوات من الدكتور محمدعبدالوهاب وهو زواج بعيد تماما عن الوسط الفني وتعيش سيدة السينما الأولى حياتها حاليا مع زوجها العالم الكبير في هدوء وسكينة وتسعد برؤية أحفادها من ابنتها «نادية» و«طارق» وتشير إلى أن طارق الذي يعمل في مجال السياحة ويملك عدة مطاعم فاخرة في مصر والخارج له ثلاث أبناء أولاد هم «عمر وكارم وداني» أنجبهم من ثلاثة زيجات اثنتان منهن أجنبيات وزوجة واحدة مصرية.

النهار الكويتية في

27/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)