حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

فريد شوقي وهدى سلطان أشهر الثنائيات في الحياة وعلى الشاشة

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

فريد شوقي وهدى سلطان هما تاريخ فني كامل يضاف إلى حركة وتاريخ الفن المصري ولاشك في هذا ولا مبالغة أيضا فكل منهما امتد عطاءه الفني لما يزيد على نصف قرن من الزمان وإذا تحدثنا عن فريد شوقي فسنرى انه كان مؤسسة فنية قائمة بذاتها تواجد بقوة وبتأثير هائل في كل المجالات الفنية ففي المسرح هو من أوائل الفنانين الدارسين وكان ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت من معهد التمثيل ولم يشغله تواجده السينمائي كواحد من أهم نجوم السينما فحرص على أن يضع بصمته في المسرح وساهم في إحياء التراث المسرحي لنجيب الريحاني وقدم عددا كبيرا من مسرحياته بالإضافة إلى رصيده المسرحي الآخر وفي التلفزيون ترك بصمته التي لا تمحى من خلال مسلسلاته الرائعة التي كان بعضها من تأليفه أيضا أما في السينما فحدث ولا حرج فيكفي أن نشير إلى انه قدم طوال مسيرته السينمائية التي زادت على 50 عاما حوالي «300» فيلم وهو كم ضخم وهائل وقياسي وحمل لقب «ملك الترسو» واحد القلائل الذين حققوا الإيرادات العالمية وكانت أفلامه ماركة مسجلة مضمونة النجاح وهو من القلائل أيضا الذين شكلوا الاستثناء من كل أبناء جيله حيث ظلا متمتعا بكامل نجوميته حتى رحيله وظل اسمه يكتب في مقدمة أفيشات أفلامه وقدم تقريبا- كل الشخصيات ونادراً ما تجد شخصية لم يقدمها فريد سينمائيا.. بالإضافة إلى انه كان المؤلف والمنتج لعدد كبير من أفلامه

أما هدى سلطان فهي المطربة صاحبة الصوت الجميل ونجمة السينما اللامعة صاحبة الأفلام والأدوار المتباينة والمختلفة وكانت نموذجاً للجمال والحضور عند بدايتها في الخمسينيات واستمرت كذلك على مدى ما يقرب من 20عاما وهي أيضا صاحبة الرصيد الهائل جدا والرائع للغاية في الدراما التلفزيونية وفي المسرح وقفت على خشبته كمطرب وكممثلة ونجمة.. وامتد عطاءها الفني أيضا لأكثر من 50 عاماً متواصلة.. وارتبط اسمها دائما بالفن الجيد والأعمال الجادة والأدوار التي لا تنسى وكانت دائما محل إشادة من نقاد الفن وأيضا محل حب واحترام وتقدير الجمهور على مختلف مستوياته وفي كل مراحلها الفنية

وبالإضافة إلى القليل الذي ذكرناه عن هذين النجمين من الكثير جدا الذي يمكن أن يكتب ويقال عنهما هناك قصة الحب والعاطفة الجياشة والامتزاج الإنساني الذي ربط بينهما كزوجين، فهما من أهم وأشهر الزيجات الفنية حتى أصبحا من أشهر الثنائيات التي عرفتها السينما على مدى ما يزيد على 15 عاما منذ بدايات الخمسينيات وحتى النصف الأخير من الستينيات وإذا كنا هنا بصدد الحديث عن هذا الثنائي إنسانيا وفنيا ودون الدخول في تفاصيل او استعراض لمسيرتهما الفنية الا انه سوف نلقي ضوءاً خاطفاً عل البداية والنشأة لهذه الفنانة والنجمة الكبيرة ربما- لان هناك الكثير من الجمهور لا يعرفون عن هذه البداية والنشأة الكثير.. أما فريد شوقي فقد سبق أن استعرضنا بالتفاصيل مسيرته الفنية كاملة على صفحات «النهار» عبر حلقات سابقة حملت عنوان «صناع السينما.. نجوم الزمن الجميل». 

ولدت «بهيجة فوزي عبدالعال الحو» في قرية صغيرة تابعة لمدينة «طنطا» بمحافظة الغربية بدلتا مصر عام 1925 - لا يوجد تاريخ دقيق لليوم والشهر- لأسرة ريفية كثيرة العدد من الإخوة والأخوات وهي الشقيقة الصغرى للمطرب والموسيقار والفنان الكبير «محمد فوزي» وإذا كانت قد ورثت عن والدتها الملامح الجميلة وفتنة الوجه فإنها مثل أخيها ورست عن والدها جمال وحلاوة الصوت حيث كان والدها- رغم كونه مزارعا- ذا صوت جميل يحفظ الكثير من الموشحات والمدائح والسير الشعبية.. وفي أثناء دراستها الأولية اكتشفت حبها الشديد للغناء والموسيقي ولاشك أن دخول شقيقها الأكبر محمد فوزي إلى مجال الفن والغناء والموسيقي قد شجعها أكثر على أن تبرز موهبتها فزاد حبها للغناء وبدأت تشعر أن هذا هو طريقها ومستقبلها ولم يمض وقت طويل حتى حضرت إلى القاهرة لتمارس الهواية التي تحبها ولاشك أن تواجد محمد فوزي في نفس المجال وهو الذي سبقها إليه قد مهد الطريق أمامها فما هي إلا شهور قليلة وبدأت في الظهور في الحفلات كمطربة ولفتت الأنظار إلى حلاوة صوتها وذاع صيتها وبدأ العديد من كبار الملحنين وشعراء الأغنية يقدمون لها الأغنيات والألحان إضافة إلى الحان شقيقها وأصبحت خلال فترة قليلة من ابرز الأصوات في مجال الطرب والغناء في السنوات الأخيرة من الأربعينيات

وكان طبيعيا أن تلتفت السينما إلى هذه الموهبة التي تمتلك الصوت الجميل وجزءاً ليس بالقليل من الشهرة وبالإضافة إلى هذا جمال الوجه والملامح وهي من المؤهلات الرئيسة - في ذاك الوقت - لكي تظهر على شاشة السينما.. وبالفعل اقتنع بها تماما المخرج نيازي مصطفى وأعطاها فرصة الظهور السينمائي الأول في فيلم «ست الحسن» الذي كتب لها السيناريو عن قصة وحوار لأبو السعود الابياري وكان الفيلم بطولة كمال الشناوي وسامية جمال وفريد شوقي وكان هذا هو اللقاء الأول لها مع فريد لكن سنعود لهذا اللقاء فيما بعد، وكان عام 1950 هو بداية انطلاقتها السينمائية

في هذا الفيلم شاركت هدى سلطان بالغناء والتمثيل وظهرت موهبتها أكثر وبدأ واضحاً إنها وجه سينمائي مبشر تملك الجمال والحضور ومن هنا بدأت مسيرتها السينمائية وتوالت أفلامها كبطلة وكنجمة طوال فترة الخمسينيات ومن أهم أفلامها خلال تلك الحقبة بالإضافة إلى أفلامها مع فريد شوقي التي ستتعرض لها لاحقا نجد أفلاما أخرى من أهما: «بيت الطاعة»1953 بطولة وإخراج يوسف وهبي- «تاكسي الغرام»1954 مع المخرج نيازي مصطفى وشاركها البطولة المطرب عبدالعزيز محمود وقدمت معه في هذا الفيلم أكثر من دويتو غنائي شهير «امرأة في الطريق» 1958 مع المخرج عزالدين ذوالفقار ونشير هنا إلى أن هدى سلطان لم تكتف فقط بالتمثيل بل كانت تقدم العديد من الأغنيات التي لحنها لها كبار الملحنين وحققت هذه الأغنيات انتشاراً هائلاً.

ونتحول الآن إلى هذا الثنائي «فريد شوقي وهدى سلطان» كما ذكرنا، كان اللقاء الأول بينهما في فيلم «ست الحسن» كان فريد شوقي فنانا معروفا يحظى بالشهرة ويعرفه جمهور السينما جيدا كواحد من أهم من يقدم ادوار الشر ومن ابرز الأشرار على شاشة السينما وتلك كانت نوعية الأدوار التي يقدمها منذ بدايته السينمائية الأولى في فيلم «ملاك الرحمة» 1946 من بطولة وإخراج يوسف وهبي وبعيدا عن فيلم ست الحسن وأحداثه فإن هناك مشاعر جميلة وعاطفة جياشة قد بدأت تنسج خيوطها بين قلبي هذا الفنان المعروف وهذا الوجه الجديد سينمائيا المعروف كمطربة لم يعلم أي منهما كيف انجذب للآخر بهذا الشكل السريع وتحولت كواليس الفيلم واستديو التصوير إلى مكان التلاقي بينهما وعندما تأكد فريد من صدق مشاعره ناحيتها وأيضا من أنها تبادله نفس المشاعر طلبها للزواج فوافقت ورحبت لكنها رهنت موافقتها النهائية بموافقة أخيها الأكبر محمد فوزي الذي لم يكن لديه مانع من هذا الارتباط وبالفعل توجت قصة الحب بالزواج بين فريد شوقي وهدى سلطان في نفس العام الذي عرض فيه الفيلم 1950.

ولاشك أن هذا الزواج بقدر ما فيه من رباط إنساني جميل بقدر ما كان خيراً لكل منهما على المستويين الفني والمهني فعلى الفور تحمس منتجو السينما ومخرجوها لهذا الثنائي الإنساني ورشحوهما معا للبطولات العديدة من الأفلام ومع نجاح هذه الأفلام فنيا وتحقيقها لنجاح جماهيري أسطوري أصبح هذا الثنائي من أهم وأشهر الثنائيات على شاشة السينما طوال فترة الخمسينيات وحتى النصف الأخير من الستينيات أي ما يقرب من 18 عاما متواصلة وأفلامهما تحقق النجاح الفني والجماهيري الهائل

وهنا نتوقف قليلا لنشير إلى جانبين أولهما حياتي وإنساني والثاني فني أما الجانب الحياتي فلابد أن نشير إلى أن هدى سلطان كانت الزوجة الثالثة في حياة فريد شوقي وقبل ذلك كانت هناك زيجتان سابقتان له من خارج الوسط الفني كانت الأولى وهو في العشرين من عمره ولم تستمر سوى عام واحد وكانت الثانية من «زينب عبدالهادي» وأنجبت له ابنته الكبرى «منى» ولم تستمر سوى عامين وبعد زواجه من هدى سلطان أنجب منها ابنتيه «ناهد ومها» أما الجانب الفني فلابد أن نشير إلى أن فريد شوقي استطاع في أفلامه الأولى مع هدى سلطان أن يغير من مسار أدواره تماما فبعد أن كان يمثل ادوار الشر التي غالبا ما كانت تعطيه البطولة الثانية في أفلامه وأحيانا أدوراً ثانوية تحول إلى ادوار البطولة المطلقة وأصبح يجسد شخصيات متنوعة ومختلفة تدور معظمها في إطار الشاب المكافح الذي يقاوم الظلم الاجتماعي أحيانا والشر في أحيان أخرى ومع هذه الأدوار وهذه السلسلة الطويلة من الأفلام زادت شعبيته وجماهيريته بشدة واستغل رحيل أنور وجدي المبكر وفراغ الساحة السينمائية فكان الوريث لأدواره ومنحته هذه الأدوار مكانة رائعة على الساحة السينمائية في الخمسينيات وأصبح في مقدمة نجوم الشباك ومع تحوله لأفلام «الأكشن والمغامرات» وازدياد نجوميته بشكل هائل خصوصا في الطبقات الشعبية أطلق عليها النقاد لقب «ملك الترسو».

من جانبها انطلقت هدى سلطان في أدوارها وأفلامها التي ضمتها معه لتصبح من نجمات الصف الأول في السينما ومع تنوع واختلاف أدوارها ومع حلاوة صوتها وأغنياتها التي تقدمها في هذه الأفلام زادت مكانتها السينمائية بشدة وترسخت بشكل هائل

وهنا لابد أن نشير إلى أهم الأفلام التي قدمها هذا الثنائي السينمائي الناجح خلال فترة الخمسينيات مثل «حكم القوى»1951 من إخراج حسن الإمام، «الأسطى حسن»1952 من إخراج صلاح ابوسيف، «حميدو»1953 لنيازي مصطفى، «جعلوني مجرما»1954، «فتوات الحسين» في نفس العام مع نيازي مصطفي، «رصيف نمرة5» 1956 لنيازي مصطفى، «بورسعيد»1958 من إخراج عزالدين ذوالفقار، «سواق نص الليل»1958 مع نيازي مصطفى.

وقد حققت هذه الأفلام بالإضافة إلى نجاحها الجماهيري الذي اشرنا إليه نجاحاً فنياً هائلا وأشاد بها النقاد كثيرا خصوصا أن بعضها قدم وطرح قضايا اجتماعية مهمة وخلال الستينيات استمرت مسيرتهما كزوجين وأيضا استمرت مسيرتها السينمائية وان تراجعت قليلا خصوصا فيما يتعلق بأفلامهما المشتركة، والتي من أهمها خلال تلك الفترة «سوق السلاح»1960 من إخراج كمال عطية و«العائلة الكريمة» 1964 مع المخرج فطين عبدالوهاب وكان الفيلم رؤية جديدة لفيلم نجيب الريحاني الشهير «لعبة الست» التي شاركته بطولته تحية كاريوكا وكان فريد وقتها يعيد تراث نجيب الريحاني مسرحيا كما أعاد بعض أفلامه السينمائية ولعبت هدى سلطان نفس الدور التي لعبته تحية كاريوكا.

وفي نهايات الستينيات وقع الطلاق والانفصال بين هذين النجمين لينهي مسيرة 18 عاما كانت حافلة بالحب والتفاهم والمشاعر النبيلة، كما كانت هائلة أيضا بالإبداعات السينمائية والأفلام التي حققت نجاحا مدويا واستمر كل منهما في مشواره الفني حيث استمر فريد شوقي يحقق النجاح في أفلامه خصوصا أفلام الاكشن والمغامرات ومع منتصف السبعينيات استطاع بذكاء أن يغير من نوعية أفلامه بعدما شعر انه وصل إلى سن لا تسمح له بتقديم هذه النوعية من الأفلام وان هذا سيكون بعيداً عن المصداقية فأصبح يجسد شخصية الأب في معظم الأفلام لكن بطرق مختلفة ومتباينة وظل محتفظاً بمكانته وبنجوميته وكان اسمه يكتب في أول الأسماء على أفيشات أفلامه.

واستمرت هدى سلطان في مسيرتها الفنية السينمائية وقدمت وشاركت في عدد كبير من الأفلام الجيدة واستمرت في مشوارها السينمائي حتى السنوات الأخيرة كما قدمت سجلا حافلا في الدراما التلفزيونية وتحولت أيضا في بدايات السبعينيات إلى تقديم شخصية الأم سينمائيا وتلفزيونيا بتنويعات مختلفة ومتباينة.

وهنا لابد أن نشير إلى أهم أفلامها التي قدمتها بعد انفصالها عن فريد أو بعيدا عن مشاركتها له لنرى أفلاما مثل «نهاية الطريق» 1960 من إخراج كمال عطية، «سر امرأة»1960 من إخراج عاطف سالم، «حياتي هي الثمن»1961، «مائدة الرجال»1962 مع حسن الإمام، «شيء في صدري»، دلال المصرية»1970 مع حسن الإمام، «السكرية»1973 مع حسن الإمام أيضا، «الاختيار»1972 مع يوسف شاهين ومع شاهين أيضا قدمت «عودة الابن الضال»1976، «أسياد وعبيد»1978 مع على رضا،»شفاه لا تعرف الكذب»1980 من إخراج محمد عبدالعزيز، «ابن مين في المجتمع»1982 من إخراج حسن الإمام «الوداع يابونابرت»1985 مع يوسف شاهين.. وكان آخر أفلامها «من نظرة عين» مع المخرج إيهاب لمعي عام 2003.

وفي الدراما التلفزيونية كان لها العديد من المسلسلات الشهيرة مثل «ليالي الحلمية»- «زيزينيا»- «ارابيسك»- «الوتد»- «الليل وأخره»- «لا يا ابنتي العزيزة» وأيضا ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة عندما تم تقديمها تلفزيونيا.

أما بالنسبة للمستوى الإنساني فبعد انفصالها عن فريد شوقي تزوجت من المخرج المسرحي الكبير حسن عبدالسلام، كما تزوج هو عام 1971 من خارج الوسط الفني من السيدة «سهير ترك» وأنجب منها ابنتيه «عبير ورانيا» ولابد أن نشير أيضا إلى أن ثلاثة من هؤلاء الأبناء ساروا في اتجاه الفن.. «ناهد» ابنته الكبرى من هدى سلطان أصبحت منتجة سينمائية معروفة.. وسارت على نهج والديها وتزوجت من داخل الوسط الفني من المخرج السينمائي الشهير مدحت السباعي وأنجبت منه ابنتهما الفنانة الشابة ألفت السباعي.

ولم تبتعد ابنته عبير عن طريق الفن وأصبحت مخرجة سينمائية في حين سلكت ابنته الصغرى رانيا نفس طريقة الفن والإنساني احترفت التمثيل وأصبحت نجمة شابة وتزوجت أيضا مرتين من داخل الوسط الفني تزوجت لأول مرة من مخرج ومصمم الاستعراضات المعروف «عادل عوض» ابن الفنان الكبير الراحل محمد عوض وأنجبت منه ابنتيها «فريدة وملك» وعندما انفصلت عنه تزوجت للمرة الثانية من الفنان النجم مصطفى فهمي وفي يوم 27 يوليو 1998 رحل عن الدنيا فريد شوقي بعد مشوار حافل بالعطاء الفني أمتد لـ54 عاما سطر خلاله تاريخا فنيا مجيدا وحافلا وبعده بثماني سنوات لحقت به هدى سلطان حيث توفيت يوم 5يونيو2006 بعد تاريخ فني رائع امتد لـ56 عاما.

النهار الكويتية في

28/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)