حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

تجربة زواجها الوحيدة كانت من أشهر دنجوان في المجتمع المصري في الثلاثينيات والأربعينيات

عقيلة راتب.. ابنة الدبلوماسي التي تعد واحدة من جيل الرواد في حركة وتاريخ الفن المصري

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

تنتمي الفنانة والنجمة الكبيرة الراحلة «عقيلة راتب» لجيل الرواد في حركة وتاريخ الفن المصري وهي تاريخ فني طويل وحافل امتد لأكثر من نصف قرن من العطاء الجاد والمتواصل وهي صاحبة الجمال الخارق وكانت «بريمادونا» الساحة الفنية المصرية في الثلاثينيات والأربعينيات وهي صاحبة الموهبة الخارقة في التمثيل الدرامي والاستعراضي وصاحبة الصوت الجميل الذي قدم الغناء المسرحي الرائع في بداية مسيرتها الفنية لدرجة أن هناك من رشحها لتنافس أم كلثوم ومنيرة المهدية.

قدمت خلال تاريخها الطويل للسينما أكثر من 60 فيلما بدأتها في منتصف الثلاثينيات حتى آخر أفلامها في منتصف الثمانينيات كما عملت مع كل الفرق المسرحية التي شهدها التاريخ المصري وقدمت أكثر من 200 مسرحية تنوعت ما بين الاستعراضي والكوميدي والكلاسيكي وهي من رائدات الدراما التلفزيونية ومن الجيل الأول الذي عمل في التلفزيون المصري عند بداياته 1960 وشاركت في ما يزيد عن 350 حلقة من المسلسل الشهير «عادات وتقاليد» كما أن رصيدها الإذاعي حافل ومجيد فهي أيضا من رائدات الدراما الإذاعية وبالإضافة إلى كل هذا هي الفنانة الجادة الوقورة التي لم تتنازل مطلقا طوال مسيرتها الفنية وهي التي عرف عنها الجميلة والعقلية المتزنة والقدرة الهائلة على فعل الخير ومساعدة الآخرين لذلك لم يكن غريبا أن تحظى خلال مسيرتها الفنية بالعديد من الجوائز والتكريمات حيث كرمها ثلاث رؤساء لمصر وملك أيضا , فقد كرمها الملك فاروق في نهاية الأربعينيات وجمال عبدالناصر في عيد العلم عام 1963 ومنحها وسام الدولة وأنور السادات في عيد الفن عام 1978 ومنحها أيضا وسام الدولة وكرمها الرئيس السابق حسنى مبارك قبل وفاتها في عام 1999 كما حازت العديد من الأوسمة والتكريمات من معظم الجهات الفنية والثقافية الرسمية في مصر

اسمها الحقيقي هو «كاملة محمد كامل شاكر» وولدت في 23مارس 1916 لأب دبلوماسي ومن كبير موظفي وزارة الخارجية المصرية وكان احد ثلاثة مصريين فقط يعملون في الخارجية حيث كان معظم دبلوماسيها وموظفيها من الأجانب.. أما الأم فهي من عائلة تركية عريقة و«كاملة» هي ابنتها الوحيدة ولها ثلاثة شقيقات أخريات من أبيها من زوجة أخرى.. تلقت دراستها في مدرسة التوفيقية القبطية بالقاهرة وفي المدرسة ظهرت مواهبها الفنية التي بدأتها بالغناء وكانت تتميز بحلاوة الصوت كما برعت في التمثيل وشاركت في كل الحفلات الفنية تمثيلا وغناء أثناء دراستها

بدأت عقيلة راتب مشوارها الفني من خلال فرقة عكاشة المسرحية الشهيرة حين رآها صاحب الفرقة زكي عكاشة تمثل وتغني في إحدى حفلاتها المدرسية وعرض عليها أن تكون بطلة لفرقته رغم أن عمرها في ذلك الوقت لم يصل إلى 15عاما فوافقت على الفور ولكن ما أن علم أبيها برغبتها في العمل بالفن حتى هاج وماج ورفض بإصرار أن تكون ابنته فنانة فهو كان يعدها لتعمل بالسلك الدبلوماسي وانه لا يسمح مطلقا أن تكون ابنته التي تنتمي لعائلة عريقة أن تكون ممثلة أو فنانة ورغم صداقة الأب لزكي عكاشة إلا أن الأخير فشل في إقناعه هنا تدخلت عمتها «فاطمة» التي كانت سيدة مثقفة محبة للفنون وأخذتها لتعيش معها حتى تقنع أخيها « والد عقيلة» بأن تعمل الابنة بالفن ولا خوف عليها من هذا المجال وفي كل الحوارات الإعلامية لعقيلة راتب كانت دائما تشيد بدور عمتها فاطمة في حياتها وتقول إنها لولا وقوفها إلى جانبها ما دخلت إلى عالم الفن.

استمرت المحاولات من جانب زكي عكاشة والعمة فاطمة على مدى شهرين في إقناع الأب وتدخل أيضا الفنان الكبير علي الكسار حيث كان على معرفة بوالدها في إقناعه وكان الكسار يحظى باحترام واضح في المجتمع المصري وفي النهاية وافق الأب بعد أن أقنعه عكاشة والكسار بان ابنته ستكون في حمايتهما وبمثابة ابنة لهما واشترط الأب أن تبحث ابنته عن اسم فني حتى لا تظهر باسمها الحقيقي حفاظا على مكانة وسمعة العائلة فاختارت «كاملة» اسم «عقيلة» وهو اسم صديقة لها واسم «راتب» وهم اسم شقيقها الراحل وأصبح اسمها «عقيلة راتب» ومن هنا بدأ مشوار احترافها للفن من خلال المسرح وفرقة عكاشة , ثم سرعان ما انتقلت إلى فرقة «علي الكسار» وكان بانتظارها بطولة مسرحية «ملكة الغابة» التي شاركها بطولتها المطرب والممثل حامد مرسي وكانت عقيلة تمثل وتغنى وحققت المسرحية نجاحا ساحقا وأصبحت عقيلة من نجمات المسرح والاستعراض رغم أن عمرها في ذلك الوقت كان 15عاما فقط , إلا أنها كانت تتمتع بأنوثة مبكرة وجمال هائل وحضور رائع وشخصية قوية وجدية وصارمة لا تناسب سنها مما جعل الجميع يطلقون عليها لقب «الفتاة الحديدية» وهذا النجاح الهائل الذي حققته في بداياتها الفنية جعلها تستمر في عالم الفن لتكون واحدة من رائدات الفن المصري وصاحبة التاريخ الفني الحافل الذي امتد لأكثر من 50عاماً.

ولنترك الآن الجانب الفني ونتحول إلى الجانب الشخصي والحياتي لهذه الفنانة والنجمة الجميلة لنرى أنها لم تتزوج طوال حياتها إلا مرة واحدة وكانت من الفنان المطرب والممثل «حامد مرسي» وكانت الزوجة التاسعة لهذا الرجل الذي عرف كأشهر دنجوان على ساحة الفن والمجتمع المصري في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات وكان معبود العذارى والمراهقات وهدفاً دائما لمطاردة الحسناوات أينما ذهب وحل, ولم يكن ينافسه في ذلك إلا الموسيقار محمد عبدالوهاب لكن عرف عن حامد مرسي كثرة زيجاته وكما ذكرنا كانت عقيلة الزوجة رقم 9 لهذا الدنجوان أو «معبود النساء» كما كانوا يلقبونه

وقبل الدخول إلى تفاصيل الزواج وكيف حدث نعرج قليلا إلى الزوج حامد مرسي ونلقى بعض الضوء على مسيرته الفنية ونشأته لنرى انه ولد في مركز «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة في دلتا مصر عام 1904 وتعلم في بداياته عندما أحس بحلاوة صوته حفظ وجود القرآن وأنشد القصائد والمدائح النبوية ثم سرعان ما ذاع صيته في كل محافظات الوجه البحري بسبب حفلاته التي كان يغنى فيها وهو ما جعله ينتقل إلى الإسكندرية حيث التقى بالموسيقار سيد درويش وظل يغني من ألحانه لعامين كاملين ثم انتقل للقاهرة بعد أن عرضت عليه إحدى شركات الاسطوانات تسجيل عدد من الاسطوانات الغنائية له وعندما حقق النجاح والانتشار دخل إلى مجال التمثيل وتنقل بين العديد من الفرقة المسرحية الغنائية وأصبح واحدا من أهم نجوم الطرب والغناء في مصر في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات بالإضافة إلى براعته في التمثيل.

ونعود إلى قصته مع عقيلة راتب لنرى أن اللقاء الأول بينهما كان من خلال بطولتهما لمسرحية «ملكة الغابة» والنجاح الكبير الذي حققته المسرحية وبدأ الدنجوان يشعر أن هذه الفتاة الجميلة التي تشاركه البطولة قد جذبت قلبه واستولت على مشاعره وكانت مشاهد الحب التي قدمها في المسرحية معها يؤديها بمشاعر حقيقية وهنا أحس بأنه لابد وان يتزوج من هذه الجميلة خصوصا أنها أصبحت هدف الكثير من المعجبين بفنها وجمالها الساحر وحضورها الطاغي.

تحدث حامد مرسي مع علي الكسار في أمر زواجه من عقيلة فوافق الكسار وعرض الأمر على عقيلة فخافت بشدة من هذا الزواج لمعرفتها بسيرة حامد مرسي وإطلاق عليه لقب دنجوان عصره وأيضا حكايات زواجه وطلاقه التي لا تنتهي وتنقله من امرأة إلى أخرى.. في نفس الوقت كان هناك احد كبار الباشاوات الذي يعد من كبار رجال السلطة والذي كان يحضر المسرحية بانتظام وقع هذا الباشا ورجل السلطة في حب عقيلة وعرض أمر زواجه منها على الفنان علي الكسار الذي كان بمثابة أبيها الروحي وأصبح في يد الكسار فهناك اثنان يريدان الزواج من بطلة فرقته وعرض الأمر على عقيلة التي رفضت الزواج من الاثنين في البداية لكن مع كثرة إلحاح حامد مرسي ومع شعورها بمشاعر حقيقية في داخلها نحوه وافقت في النهاية على أن تتزوج من حامد مرسي وفضلته على الباشا صاحب السلطة ورفضت صندوق مجوهراته الثمينة التي أهداها لها وفضلت أن تتزوج بمن اختاره قلبها على الزواج من صاحب الثراء والسلطة والنفوذ وهو ما جعل الباشا الكبير يثور ويغضب ويقرر الانتقام من فرقة علي الكسار بكاملها حيث اصدر أوامره بوقف المعونة المالية التي كانت تقدمها الحكومة المصرية للفرق المسرحية الجادة التي كانت تقدم فناً محترماً ومن بينها فرقة الكسار, إلا أن الكسار لم يبال بتوقف هذا الدعم حيث كانت الفرقة تحقق رواجاً ماديا كبير نتيجة للنجاح الكبير التي كانت تحققه عروضها

كان زواج عقيلة ومرسي في عام 1931 وكان عمرها يقترب من 16 عاما في حين كان هو يكبرها بـ11عاما وبارك والدها الدبلوماسي هذا الزواج وكانت عقيلة سعيدة للغاية بفرحة أبيها بزواجها وزادت الفرحة والسعادة مع إنجابها لابنتها الوحيدة «أميمه» التي حملت اسم تدليل عرفت به طوال عمرها هو «يويو» وفرح الأب الدنجوان حامد مرسي بابنته فرحا شديداً وظل محافظا على الوعد الذي قطعه على نفسه لزوجته كشرط للزواج منه وهو أن يكف عن مغامراته النسائية وان يستقيم في حياته كما أن زواج عقيلة في هذه السن الصغير قد منع عنها أي شائعات أو تطاول يمس سمعتها مثلما كان شائعا في الوسط الفني حينها وربما إلى الأبد

استغلت إحدى شركات الإنتاج السينمائي زواجها من حامد مرسي وما أحدثه من ضجة في الوسط الفني والمجتمع المصري فرشحتها لبطولة فيلم «اليد السوداء» الذي كان أول أفلامها السينمائية وقدمت عقيلة بعد ذلك عدد من الأفلام التي شاركت حامد مرسي في بطولتها واستمرت حياتهما الزوجية هانئة سعيدة بصحبة ابنتهما الصغيرة التي كانت تكبر يوما بعد الآخر.. لكن ما هي إلا سنوات حتى عاد الدنجوان لشقاوته لكنها تحملت شقاوته وسهراته خارج المنزل وكانت تقول لنفسها «إذا لم يكن زوجا مثاليا فكوني أنت زوجة مثالية» وأخذت نفسها بالصبر.. لكن وفاة أبيها بعد ذلك أثرت في حالتها النفسية إلى حد كبير فأصبحت تضيق باستمرار بسهرات حامد مرسي وشقاوته حتى نفذ صبرها ووقع اغرب حالة طلاق في الوسط الفني فقد بدأت عقيلة تشكو من سهراته خارج المنزل وعودته لمغامراته وشطحاته التي عرفها الجميع عنه وحدث أن كانت تجلس مع زوجها وابنتها يتناولون طعام العشاء وطلبت منه أن يكف عن مغامراته وسهراته وان يغير أسلوب حياته ففوجئت به يقول لها في هدوء «ما رأيك لو تطلقنا!!» فما كان منها الا أن ردت عليه وهي أكثر هدوءاً «اعتقد أنها فكرة جيدة» ووقع الطلاق بين حامد مرسي وعقيلة راتب بعد زواج استمر ما يقرب من ربع قرن.. هذا الزواج الذي احدث ضجة هائلة في الوسط الفني وكان نتيجته الابنة الوحيدة أميمة أو «يويو». 

ولم يكن الطلاق الهادئ عائقا في استمرار الصداقة بين حامد مرسي وعقيلة راتب حيث كان يزورها باستمرار ويطمئن على ابنته حتى أحست بانقطاع زياراته فذهبت مع ابنتها إلى منزله لتطمئن عليه فوجدته مريضا وحيداً فاقترحت عليه أن يتزوج حتى تكون إلى جواره من يؤنس وحدته فوافق على الفور واختارت له عقيلة بنفسها زوجته رقم 10 وكان ذلك أيضا حدثا تحدث عنه الوسط الفني حينها.

قضت عقيلة راتب السنوات العشر الأخيرة من حياتها بعيدة عن الفن بعد أن ضعف بصرها تماما لكنها كانت تستمتع بصحبة ابنتها وأحفادها الأربعة «ثلاثة أولاد وفتاة» التي أنجبتهم ابنتها «أميمة» من زواجها بالصحافي عبدالرحمن دنيا وزواجها الثاني بجلال زكي ويشغل أحفادها الآن العديد من المراكز الاجتماعية المرموقة.

النهار الكويتية في

24/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)