حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مشارگة النجوم في إنتاج مسلسلاتهم هل ينقذ صناعة الدراما؟

تحقيق : محمد قناوى

تواجه الدراما المصرية خلال 2013 مأزقا خطيرا ووضعا حرجا يمكن أن يؤدي الي تراجعها تماما بل ومن الممكن ان يصل الي درجة توقفها تماما فرغم انه باق من الزمن 5 شهور فقط علي بدء الموسم الدرامي في رمضان القادم الا ان حالة من الركود وعدم وضوح الرؤية لدي شركات الانتاج الدرامي التي لم تعلن حتي الآن عن خططها الانتاجية حتي الشركات التي اعلنت أعمالها ما زالت مجرد مشاريع علي الورق ولم تتخذ اي خطوات ايجابية ويعود هذا المأزق لما تعرضت له الشركات في الموسم الماضي اثناء بيع اعمالها للمحطات الفضائية التي اشترت دون ان تدفع مقابل هذه الاعمال حتي الآن فتوقفت دورة رأس المال لدي شركات الانتاج واصبحت الفضائيات مديونة للشركات والشركات مديونة للنجوم.. ومن اجل ايجاد مخرج لتلك الازمة نطرح في السطور التالية مبادرة حول مدي امكانية مشاركة النجوم باجورهم في ميزانيات الاعمال الجديدة من أجل دوران عجلة الانتاج من جديد.

في البداية يؤكد المنتج صفوت غطاس أن فكرة مشاركة النجوم باجورهم في الانتاج فكرة غير قابلة للتحقيق ولن يقبلها النجوم انفسهم لانهم يرفضون المغامرة في ظل معرفتهم أن هناك أزمة حقيقية لتسويق اعمالهم ويتغاضون عن هذه الازمة سواء بقصد او دون قصد وبالتالي هم يفضلون اللعب في المضمون.

وأضاف: هذه الفكرة لو تم تطبيقها سوف يكتشف هؤلاء النجوم الحقيقة القاسية وهي ان المنتج يجد صعوبة كبيرة في تسويق الاعمال التي تحمل اسماءهم في ظل الوضع الاقتصادي الحالي والخسارة الكبيرة التي تتعرض لها الشركات فمثلا قبل عدة سنوات عندما كنا ننتج عملا بتكلفة 20 مليون جنيه ويتم تسويقه بـ22 مليون جنيه يعد هذا مكسبا كبيرا اما اليوم فالعمل الذي يتكلف مثلا 10 ملايين جنيه لن يحقق عائدا اكثر من خمسة ملايين جنيه وهذه خسارة تقع علي المنتج.

وقال صفوت غطاس: خروج التليفزيون المصري من سوق الدراما خلال العامين الاخيرين أوقع المنتجين في فخ المحطات الفضائية التي يتحكم اصحابها اليوم في اسعار الاعمال الدرامية وهناك تنسيق بين المسئولين عن هذه المحطات لفرض اسعار معينة وان حدث البيع فعملية السداد تستغرق وقتا كبيرا.. وأكد غطاس أن ما يحدث حاليا في سوق الدراما هو بمثابة تدمير للصناعة والمتسبب الرئيسي في ذلك وكالات الاعلانات التي اصبحت تتحكم في الانتاج الدرامي وتفرض شروطها التي ستؤدي الي انهيار تام للصناعة.

عرض وطلب

وقال المنتج د. خالد حلمي ان النجوم لن يلجاوا الي فكرة المشاركة بأجورهم في عملية الانتاج لاعمالهم طالما ان هناك عرضا وطلبا عليهم في سوق الانتاج الدرامي ويمكن أن يلجأ الي ذلك في حالة واحدة وهي لو وجد نفسه غير مطلوب من شركات الانتاج بسبب اجره العالي

وأضاف: مشاركة النجوم في الانتاج ليس الحل للازمة التي تواجهها صناعة الدراما المصرية بل الازمة تعود للاجور المبالغ فيها لهؤلاء النجوم والتي تتسبب في ارتفاع التكلفة النهائية للعمل الدرامي، وقد تسببت الاجور العالية العام الماضي في عدم حصول هؤلاء النجوم علي اجورهم كاملة حتي الان من الشركات التي تعاونوا معها فلا يوجد نجم او نجمة في مصر حصل علي اجره كاملا حتي الان فالشركات مديونة للنجوم بسبب عدم تمكنها من الحصول علي مستحقاتها لدي المحطات الفضائية.. واشار خالد حلمي الي ان عددا كبيرا من شركات الانتاج هذا العام لجأت الي عرض اجور للنجوم كانوا قد حصلوا عليها قبل خمس سنوات مبررين ذلك بانه علي النجم اختيار طريقين اما توقف الانتاج تماما او الرضا بالاجور القديمة وقال :هناك اتفاق بين عدد من المنتجين علي تخفيض اجور النجوم في محاولة منهم لانقاذ الصناعة من الانهيار واذا رفض هؤلاء النجوم فالجميع سوف سيكون خاسرا لان الصناعة ستتوقف تماما. واكد د.خالد حلمي علي ان هذه القرارات اضطر لها المنتجون بسبب عدم وجود سيولة مالية كافية لانتاج اعمال جديدة، كما سيتم تخفيض ميزانيات المسلسلات عن الاعوام الماضية فمثلا المسلسل الذي كان سيتم انتاجه بـ30 مليون جنيه ستكون ميزانيته هذا العام لا تتجاوز 20 مليون جنيه.

تراجع حاد

ويؤكد المنتج محمد شعبان علي ان الازمة الحقيقية للدراما المصرية سوف تبرز هذا العام بصورة واضحة وتتمثل في تراجع حاد في كم الاعمال التي سيتم انتاجها وقال : اتوقع الا يزيد عدد الاعمال عن 10 اعمال درامية فقط رغم ان هناك العشرات من المشاريع الجاهزة لكنها تظل مجرد مشاريع علي الورق في ظل الوضع الاقتصادي الحالي

وأضاف محمد شعبان: ما يحدث في الدراما ما هو الا انعكاس للحالة السياسية والاقتصادية التي تعيشها مصر في الوقت الحالي فالانتاج مرتبط بحالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والذي سيكون له تأثير علي دوران عجلة الانتاج في المصانع والشركات وفي الزراعة وهذا يؤدي الي حركة في السوق الاقتصادي الراكد والذي يحتاج للاعلانات في المحطات وتقوم الاعلانات بتمويل عمليه الانتاج فالعمليه كلها سلسلة مرتبطة الحلقات.

وحول مدي إمكانية مشاركة النجوم باجورهم في انتاج اعمالهم قال محمد شعبان: مشاركة النجوم باجورهم لن يحل الازمة في الانتاج لان اجور هؤلاء النجوم لا تمثل اكثر من 30 في المائة من ميزانية الاعمال المنتجة وبالتالي هناك عناصر اخري تحتاج لاموال لا تتوافر في الوقت الحالي في ظل عدم تمكن القنوات من دفع مستحقات شركات الانتاج عن الاعوام السابقة.

واشار محمد شعبان الي ان الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر خلال الفترة القادمة هو الحل الوحيد لازمة الانتاج الدرامي وسيكون له تأثيره الايجابي علي عودة صناعة الدراما وقال: نحن كشركة انتاج ننتظر هدوء الاوضاع والاستقرار الاقتصادي والسياسي لنعاود نشاط الشركة من خلال عمل يجري حاليا التجهيز له وهو مسلسل "عصر الحريم" اخراج ايناس الدغيدي.

والآن بعد أن تكلم المنتجين الثلاثة الكبار وطرحوا وجهة نظرهم في كيفية الخروج بالإنتاج الدرامي من المأزق الحالي الذي يواجهه قبل شهر رمضان المقبل تري هل يوافق علي هذه الآراء الجهات الإنتاجية الحكومية الأخري مثل عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج وسعد عباس رئيس صوت القاهرة وحسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي الذي يحاول مخلصا تقديم أعمالا تغطي احتياجات الشاشات الأرضية والفضائية من الدراما رغم أزمة السيولة المالية.

أخبار اليوم المصرية في

15/02/2013

 

مجدى صابر:

ملتحيان قالا لى هذا هو الإنذار الأخير لك!

كتب : محمد عادل 

لم يرغب فى الحديث معنا عن عمليه الجديدين «سسلسال الدم» و«ويأتى النهار» اللذين لم يعرضا بعد، فهموم الوطن تشغله أكثر، مجدى صابر يسعى - وبكل طاقته - أن يعبر عن رأيه، وألا يصمت حيال ما يحدث، حتى وإن جاء هذا على حساب حياته، بعد أن تعرض لمحاولة اعتداء، على يد اثنين من الملتحين فى ملابس مدنية، خرج منها سالمًا، إلا أن رسالة التحذير التى وصلته، مفادها: «إن لم يصمت عن مهاجمة النظام الحالى كغيره، فقد يكون مصيره السكوت للأبد»!

·        احك لى ما حدث؟.. كيف تعرضت لمحاولة الاعتداء؟

-فوجئت منذ فترة برسائل تهديد، تصلنى على هاتفى الخلوى - من رقم مجهول - تحوى العديد من التهديدات، كنت فى البداية لا أعيرها أى اهتمام، خاصةً أن رسائل التهديد لا تخرج عن كونها كلمات فارغة فى رأيى، من شخص أو أشخاص لا يريدون الإفصاح عن هوياتهم، لكنى فى إحدى المرات، كنت أقود سيارتى، لم أنتبه لدراجة بخارية، تلاحقنى، يركب عليها اثنان ملتحيان، يرتديان ملابس مدنية، فلم يكونا مرتديين الجلباب، فوجئت بالدراجة البخارية تقطع علىّ الطريق، وهو ما جعلنى أهدئ من سرعتى، ظناً منى أنهما لا يستطيعان القيادة ولا يعرفان كيفية التحكم بالدراجة البخارية، لكنى وجدتهما يوقفان الدراجة البخارية، يتعرضان لى! .. وقتها تواردت فى ذهنى العديد من الأشياء، كما أن الموقف نفسه كان مفاجئاً، وجدت أحدهما وقد أخذ الموبايل، ويقول لى: «ألم نحذرك ؟! .. اعتبر ما حدث اليوم آخر إنذار لك»، وفرا بعدها هاربين!

·        ألم تتهم أشخاصاً أو جماعة بعينها خاصةً أنك كنت تكتب فى مقالاتك مهاجماً الإخوان ؟

- لم أتهم أحداً، كما أن البحث عن الجناة عمل الشرطة وليس عملى، وكنت آمل أن يوصلنى هذا المحضر لنتيجة ما، لكن لم يحدث شىء بعدها، ولم يحادثنى أى فرد من الشرطة حول أى نتيجة قد توصلوا إليها.

·        فى رأيك على ماذا تدل واقعة مثل تلك التى تعرضت لها؟

- كما ترى حدث هذا معى، وقبلها مع المخرج «خالد يوسف» وآخرين، ولا يدل هذا على شىء سوى على أن كل من يتحدث ويقول رأيه قد يُقتل، فكأن القانون غائب فى بلدنا! .. بدليل محاصرة المحكمة الدستورية، وقبلها محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، ولم تحرك الشرطة ساكناً للقبض على هولاء، فماذا ننتظر بعد هذا إذن؟!

·        صراحةً أنت تعرضت لهذه الحادثة لأنك «مسيحى»؟

- يمكن!.. لا أستبعد هذا!.. أنت الآن ترى العديد من الفتاوى حول تكفير المسيحيين، بل تحريم السلام علينا، وتهنئتنا فى أعيادنا، فبالتالى تصدير مثل هذه الأفكار له نتائج خطيرة، وواقعة تعرضى للقتل إحداها.

·        هل يمكن أن تترك مصر بسبب ما حدث؟

- لن أترك بلدى أبداً، وسأستمر فى قول ما أراه، ولا أنكر أن الحادثة التى حدثت لى أدت لخوف زوجتى على الآن أكثر من ذى قبل، بل وصل الأمر إلى أننى أخفيت الأمر عن أولادى، حتى لا أصيبهم بأى نوعٍ من الخوف!

مجلة روز اليوسف في

16/02/2013

 

تخفيض أجور الفنانين علاج لأزمة الفضائيات

إنجي سمير 

بات الانتاج الفني في مصر مثيرا للازمات وكان اكثرها وضوحا في الفترة الاخيرة هي الازمات التي وقعت بين الفضائيات والمنتجين في العام الماضي نتيجة عدم التزام الفضائيات بدفع مستحقات المنتجين في وقتها مما سبب ضيقا للمنتجين واحيانا تصل هذه الازمات لحد القضاء ولكن فكر كثير من المنتجين في حل هذه الازمة وهي تخفيض اجور الفنانين التي تعتبر السبب الاكبر في هذه الازمات ولكن عندما قاموا بذلك اعترض الفنانون علي ذلك باعتبار ان تخفيض اجورهم تقليل لنجوميتهم ومن هنا اصبحت المشاكل تتفاقم اكثر ولا يجد المنتجون حلا لعبور هذه الازمة‏.‏ من جانبه قال المنتج احمد الجابري ان الفترة الاخيرة في ظل توتر الازمات الانتاجية بسبب الاحداث السياسية وتأخر الفضائيات في دفع الدفعات المالية للمنتجين لانهم يرونها باهظة الثمن ويظلون مدة كبيرة يماطلوا مع المنتج ويعدونه بدفع المال ولكن دون جدوي وبالتالي فكر المنتجون في فكرة جيدة وهي انهم عندما يريدوا بيع اعمالهم الدرامية للمحطات الفضائية يبيعونها بثمن قليل مراعاة للظروف المادية المتوعكة التي تمر بها هذه الفضائيات ولكن ليس معني هذا يخسر المنتج في بيع اعماله بثمن قليل وبالتالي طالما اضطر لهذا المبدأ فيجب ايضا أن يدفع اجور فريق العمل وتكون قليلة حتي تتوازن مع مكسبه وخسارته ولكن يوجد كثير من الفنانين يرفضون تخفيض اجورهم واذا خفضوها يخفضونها بنسبة قليلة وهذا ليس صحيحا ففي هذا الوقت يجب التضحيات حتي تسير عجلة الانتاج علي المنتج والفنان والقناة حتي لا يجلس احدهم في منزله دون عمل فالخير اذا عم يعم علي الكل واذا كان في خسارة تكون ايضا علي الكل ولهذا قرر المنتجون ان يخفضوا اجور الفنانين بنسبة كبيرة حتي تمر هذه الظروف بسلام‏.‏

واوضح المنتج ممدوح شاهين انه في ظل مماطلة الفضائيات في دفع ديونها يجب وجود حل لهذه المشكلة والا سيخسر المنتجون اموالهم او لن ينتجوا مرة اخري وبالتالي يجب تخفيض كل الاموال ومنها اجور الفنانين وايضا ثمن بيع المسلسلات والاعلانات ايضا ولكن للاسف الفنان لم يقدر هذا فكل همه ان يتقاضي امواله كاملة دون الاحساس بميزانية المنتج مؤكدا انه في مسلسله الاخير الزوجة الرابعة لم يخفض اجور الفنانين بالرغم من اجورهم كبيرة ويجب تخفيضها ولكنه رفض لانه يري ان العمل سيبذل فيه مجهود عال وبالتالي يستحقون تقاضي اجورهم كاملة ولكنه عندما تعذر في اخر دفعة مالية لم يقدر الفنان هذا وتشاجرون معها ويلجأون للقضايا التي تسيء لسمعة الفنان والمنتج والعمل دون فائدة‏.‏

واضاف الفنان صلاح عبد الله تقليل اجر الممثل لا يقلل من قيمته كفنان اطلاقا فالعمل المميز يقدر بمضمونه وليس بثمنه ولكن ليس معني هذا ان الفنان بدلا ما كان يتقاضي اجرا مليون جنيه يتقاضي‏200‏ ألف فقط فهذا ليس عدلا خاصة لو كان يعتبر نجما لانه مهما كان فنانا فهو لديه التزامات مرتبط بها وجب ان يسددها وبالتالي خير الامور الوسط بمعني لا يقل اجر الفنان كثيرا ولا يكون غاليا حتي تسير عجلة الانتاج لان الفن ليس مرتبطا بالفنان فقط فهو مرتبط باكثر من عامل وهم الانتاج والاخراج والتأليف والفضائيات والاعلانات وبالتالي يجب العدل بين هذه العوامل حتي يعم النجاح علي جميع دون خسارة احدهم‏.‏

واشار الفنان عمرو يوسف إلي ان مصر كلها تمر بأزمة اقتصادية وبالتالي باعتبار ان الفن يعتبر مصدرا مهما من مصادر الانتاج لذلك يجب ان تحل كل ازماته ومنها مشاكل الفضائيات التي يعاني منها المنتجون دائما وحلها يعتمد علي تخفيض اجور جميع الاطراف واولهم الفنانون لان اجورهم هي التي تتطلب اموالا كثيرة واذا حل المنتج هذه المشكلة فستكون جميع المشاكل بعد ذلك سهلة ولكن للاسف بعض الفنانين يرفضون تقليل اجورهم لانهم يعتبرون ان الاجر الضخم نجومية ولكن هذا المفهوم خطأ تماما فالنجومية في العمل المميز والذي يترك علامة ناجحة ولكن هذا ليس معناه ان يأتي المنتج علي حق الفنان فهو يتعب ايضا ويستحق الاجر المناسب‏.‏

الأهرام المسائي في

17/02/2013

 

دخل منطقة أدوار الشر مع «المنتقم»

أحمد السعدني : مازلت أعمل بنصيحة عادل إمام

القاهرة - أميرة رشاد 

أكد الفنان الشاب أحمد السعدني أنه راض تماما عن تجربته في مسلسل «المنتقم» الذي بدأ عرضه مؤخرا على إحدى الفضائيات العربية، مشيرا إلى أنه يعتز بتجربته في هذا المسلسل لأنه قدم من خلاله شخصية الشرير التي جاءت مختلفة تماما عن كل الشخصيات التي قدمها مؤخرا سواء في السينما أو التلفزيون .

وقال أحمد السعدني : أعجبتني شخصية «عاصم» في مسلسل «المنتقم» لأنها بعيدة تماما عن شخصيتي ، وعن أدواري السابقة لذلك اعتبرتها بمثابة تحد لقدراتي كممثل، فهذه الشخصية مشوهة نفسيا ويتصرف بعدوانية مع المحيطين به وكأنه صاحب حق، والسبب في ذلك يرجع إلى طريقة تربيته الخاطئة، وأعتقد أن هذا هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدراما التلفزيونية، فهي تدق ناقوس الخطر حول طريقة التربية، فالتربية السليمة تساهم في خروج أشخاص أسوياء بينما التربية الخاطئة ينتج عنها أشخاص عدوانيون .

وأشار إلى أنه لم يعتمد في تقديمه للشخصية إلا على السيناريو، ولم يحاول استدعاء أي شخصيات شريرة سبق تقديمها على الشاشة حتى لا يقع في «فخ» التقليد، مؤكدا أنه شعر بمتعة كبيرة في تقديم دور الشرير لأنه تستفز قدرات الممثل .

وأكد أن تقديم مسلسل مثل «المنتقم» مكون من 120 حلقة بمثابة تجربة مرعبة بالنسبة له لأنني بشكل شخصي لا أفضل المسلسلات الطويلة التي تزيد عن 30 حلقة، فهي تضع الممثل في اختبار صعب لأن الجمهور قد يشعر بالملل من كثرة الأحداث وطول الحلقات ، لكنني شعرت بالاطمئنان بعد أن قرأت السيناريو، كما زاد من ثقتي بالعمل وجود مخرج كبير مثل حاتم علي كمشرف على إخراج العمل، وأعتقد طبيعة المسلسل وأحداثه تحتمل كل هذه الحلقات .

وأشار إلى أن تجربته في مسلسل «المنتقم» تكتسب أهمية خاصة لأنها جاءت بعد تجربة مثيرة له في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» مع الفنان الكبير عادل إمام موضحا أنه تعلم الكثير من خلال وقوفه أمام زعيم الكوميديا وأنه مازال يعمل بنصائحه التي يقدمها له وفي مقدمتها أن يختار العمل الجيد المتكامل وألا أنظر لدوري فقط ، لأن العمل الفني وحدة واحدة لا تتجزأ .

وأضاف السعدني : تعلمت الكثير من الفنان الكبير عادل إمام من خلال تعاوني معه سواء في فيلم «مرجان أحمد مرجان» أو مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» ، فهو يحتضن كل الفنانين الشباب الذين يعملون معه ويحاول أن ينقل إليهم خبراته الكبيرة، ويسعى باستمرار لكي يظهر العاملين معه في أفضل صورة ممكنة، ولم أشعر بأي مشكلة في التعامل معه خاصة أنه تربطني به علاقة قوية على المستوى الشخصي بسبب صداقته القوية بوالدي الفنان صلاح السعدني، وأعتبر تعاوني مع هذا الفنان الكبير بمثابة وسام على صدري .

وأكد أن تواجده في الدراما التلفزيونية يمنحه فرصة كبيرة في الوصول إلى الناس في ظل الأزمة الشديدة التي تعيشها السينما المصرية حاليا وضعف مستوى الإنتاج، موضحا أن تواجده على الشاشة الصغيرة لا يؤثر على تواجده على شاشة السينما خاصة أنه قدم مؤخرا فيلمين حققا نجاحا جماهيريا كبيرا هما «المصلحة» و»ساعة ونص» .

وعن تجاربه السينمائية الأخيرة قال : أعتز بتجربتي في فيلم «المصلحة» مع أحمد السقا والتي قدمت من خلالها شخصية ضابط شرطة يلقى مصرعه على يد شقيق أحد تجار المخدرات، كما أعتز بتجربتي في فيلم «ساعة ونص» مع نخبة من الفنانين مثل سمية الخشاب وفتحي عبدالوهاب وأحمد بدير وإياد نصار ومحمد إمام ، خاصة أن دوري في هذا الفيلم كان مختلفا تماما عن دوري في «المصلحة» حيث قدمت من خلاله شخصية شاب فقير يعمل بائعا في القطار .

وكشف أحمد السعدني عن انشغاله حاليا بقراءة سيناريو فيلم جديد لم يحدد موقفه النهائي منه سواء بالموافقة أو بالرفض، موضحا أنه رفض مؤخرا المشاركة في بطولة أحد الأفلام لأنه لم يجد نفسه في الدور المعروض عليه. وقال السعدني : أهم شيء تعلمته من والدي الفنان صلاح السعدني هو القدرة على الرفض، فالفنان الحقيقي يجب ألا يقدم كل ما يعرض عليه لأنه في هذه الحالة سيتحول إلى «موظف» مهمته تقديم أي عمل يأتي إليه، ولكنني أختار العمل الذي أراه إضافة لي كممثل، خاصة أن الجمهور لا يغفر الأدوار السيئة بسهولة .

وأكد أنه لا يتعجل تقديم البطولات المطلقة على شاشة السينما، لأن الطريق أمامه مازال طويلا، مشددا على أن تقديم البطولات الجماعية الناجحة مثل تجربته في فيلم «ساعة ونص» أفضل كثيرا من تقديم بطولة مطلقة تمر مرور الكرام ولا يشعر بها أحد .

النهار الكويتية في

17/02/2013

 

ظاهرة الممثل المنتج..

بطولة المال تكتب شخصياتها الجاهزة!

لؤي ماجد سلمان 

منذ عقد أو عقدين من الزمن كنا نطلق على «الممثل المنتج» ظاهرة، لكنها في وقتنا الحالي لم تعد مجرد ظاهرة، بعد أن تكررت مع معظم الفنانين السوريين، وتحولت إلى عادة، أو سمة من سمات البطولة في الأعمال الدرامية، فمنهم من يؤكد أنها حالة صحية وضرورة حتمتها بعض شركات الإنتاج التي تجهل أن العمل الفني هو مسألة ثقافية وإبداعية في الدرجة الأولى، وبعضهم الآخر يعدّها خسارة فنية، أو إفلاساً فنياً، لكن حفاظ المنتجين الجدد على البقاء أمام الكاميرا دليل على أن أصحاب شركات الإنتاج الجديدة قادرون على استيعاب دور البطولة في التمثيل والإنتاج، حتى إن بعض النجوم لم يكتف بالتفرد بدور البطولة و الإنتاج، بل زحف إلى الإخراج ووقف وراء الكاميرا من خلف الكواليس من دون أن تراه عين المشاهد، هؤلاء ربما كانت مرآتهم السحرية تقنعهم بأنها لم تجد لا أجمل ولا أحذق منهم، خطوة بدأها الفنان ياسر العظمة في سلسلة «مرايا» حيث كان البطل الوحيد الذي يظهر في معظم الشخصيات، فلم تخل لوحة واحدة من «مرايا» من أن يطل منها العظمة على الجمهور الكريم، وفي بعض الأحيان كان يقوم بدورين في اللوحة نفسها، ليكملها بعده الكثير من الفنانين السوريين نذكر منهم الفنان فراس إبراهيم الذي أنتج من خلال شركته العديد من الأعمال كان آخرها مسلسل «أسمهان» الذي قام ببطولته بدور فؤاد الأطرش إلى جانب الممثلة سلاف فواخرجي، ومسلسل «في حضرة الغياب» الذي أنتجه وجسد فيه البطولة بشخصية الشاعر الراحل محمود درويش.

أما الفنانة جمانة مراد فقدمت من إنتاجها أيضاً عملين «انتقام الوردة» و«الخيط الأبيض» فكان لها دور البطولة، فيما ترأس الفنان أيمن زيدان إدارة شركتين للإنتاج، وأسس بعدها شركته الخاصة التي أنتجت مسلسلات «رصيف الذاكرة»، «الوزير وسعادة حرمه» وأعمالاً أخرى. بدوره قدم الفنان سامر المصري أيضاً أعمالاً من إنتاج شركته كان هو بطلها، والفنان عبد الهادي صباغ كذلك الأمر، والفنان رشيد عساف، والفنانة سوزان نجم الدين في مسلسل «الهاربة»، والفنان بسام كوسا، والفنان حاتم علي، والفنانة لورا أبو أسعد، والفنان عابد فهد الذي كان بطلاً في أعمال أنتجتها شركته منها «الظاهر بيبرس»، «عرب لندن» إضافةً إلى الفنانة نسرين طافش، والفنان فادي غازي الذي يقوم بكتابة وتأليف النص، وغناء الشارة، ويعمل منتجاً منفذاً، ويقوم بدور البطولة والإخراج والإنتاج في كل أعماله من «كلشي ماشي» إلى «فذلكة عربية» وصولاً إلى «بناتي وأنا»!!

يدّعي بعضهم أن تأسيس شركة إنتاج، الهدف منه أولاً منع الاحتكار، أو طريقة للتخلص من تحكم المنتجين بالأعمال الفنية، لكن قبل ذلك هل تمكّن الممثل المنتج قبل الخوض في هذه المغامرة من أن يفهم أسلوب الإنتاج وكيفية إدارته لأنه صناعة لها تقاليدها وأساسياتها تختلف عن التمثيل و الإبداع، وتحتاج مهارة معينة أقلها اختيار النص المناسب؟ بل, هل استطاع من خاض هذه التجربة الخروج بنتائج وأعمال فنية عالية الجودة ترضي الجمهور، أم أن الإنتاج والتوزيع الفني استنزف الممثل وأضعف العمل فنياً كما حدث مع الكثيرين؟ وإن كان السبب كما يدّعي بعضهم هو التخلص من الاحتكار، فهل كان بناء إقطاعيات إنتاجية صغيرة نكون أبطالها حسب مزاجنا هو الحل؛ إن كنا من يكتب ويؤلف ويخرج وينتج ويشدو في الشارة؟ نعم الإنتاج الدرامي ليس حكراً على أحد، لكن الممثل المنتج يحتكر كل طاقم العمل!.

نجدة إسماعيل أنزور..

بطولة الصورة في تفوقها الشعري على المكتوب

يحرق طيوراً استوائيةً خضراء مع كل أكشن، يقتل أحصنةً في ذروة المشهد، شاعر الصورة يتلوى عند أقدام جماله البصري الخالص، يطوف في أرجاء كوادره المائية الرحبة، يصوّر تحت الماء كغطاسٍ بعدسةٍ رعدية خاصة، ينتقم من المسرح المصور أيما انتقام، يشرف على جوقته البصرية هذه، يسوس فيلةً وجيوشاً ونموراً ونساءً، يتربص بأكمة الكاميرا، وبدلاً من وضع بطاريةٍ لها، يقذفها في هواء اللقطة، «يشلفها» على طول ذراعه في لُجة الموج، ليستعيد منها أرواح أحصنةٍ مبقورة، هكذا بدا لي نجدة إسماعيل أنزور ناهضاً من كبواتٍ متعددة، مرةً في الأفلام الإعلانية، ومرةً في أفلام يشارك فيها في مهرجانات السينما العالمية تحت أسماء بلدانٍ مختلفة، فمن يصدق أن اسمه على هذا الفيلم السوداني المتواضع في مهرجان الأفلام الإسلامية؟ ربما يشي ذلك بأن نجدة أنزور مخرج تحت الطلب، لكن الدفاع عنه لا يمكن أن يكون بهذه الطريقة، لكون هذا الرجل المديد القامة يحب أن يبدو متهماً دائماً وهو ثمل بصوره، رجل يملك كل هذا الدهاء في مواقع التصوير يستطيع وبقلبٍ بارد أن يذبح طيراً أخضر أمام الكاميرا، أو أن يقول لمجاميع الكومبارس: هيا انطلقوا (تماماً كما فعل كاليجولا في مسرحية ألبير كامو مع حاشيته التي تخطط للانقلاب عليه) ذلك أن الطاغية الروماني كان قد حضّر حراساً عند كل بوابةٍ من بوابات قصره، وضع عليها خيرةً من رجاله الأشداء، قائلاً: أمام كل بوابة هناك قتلةٌ بانتظاركم..
في التصوير يصعد هذا «القادم من الشرق» بجرأةٍ نادرة، إنه على الأغلب كثيرٌ علينا، نحن الذين نعدُّ له أخطاءه الطفولية، نسجل عليه شطحاته الاكتشافية على أنها مجازر مدبّرة، ونقذف بسمعته، وهو رجلٌ يفهم الوطن كمجموعة من الصور المتحركة، ليس كرتونياً..على الإطلاق، بل هو ابن ذلك الرجل الذي حقق «تحت سماء دمشق» فيلماً ستمنعه سلطات المستعمر الفرنسي بحجة حقوق التأليف الموسيقي، لكن الفرنسيين أرادوا, وعن عمد, إحباط أية محاولة لسينما سورية، فهم على عكس ما يروج لهم البعض بأنهم رعاة ثقافة وفن وحقوق تأليف وإنسان، فقد أرادوا ومنذ ثلاثينيات القرن الفائت القضاء على أية ثقافة للصورة الوطنية، فالاستعمار لا يقع فقط على الأفراد بل على أخيلتهم، وبما أن الولد سر أبيه، فقد أودع «إسماعيل» الأب ولده غرامه السينمائي الصامت، هكذا على الأقل جاء نجدة بحرقةٍ مستعرةٍ في القلب، بعينين مصابتين برمد الصورة، بهيمنة العالم البصري و جنزرته بمجالات العدسة.

من هنا لم يفاجأ من يعرف كل هذا الفقد الذي ورثه الابن عن أبيه وعن أفلامه الصامتة، بأنه فقدٌ جارح فيه من اللوعة ما يكفي للانقضاض على الطبيعة وأشيائها لتوقيع الاسم بشفرة الصورة، فكان «نهاية رجل شجاع» عن رواية حنا مينه وسيناريو الأديب حسن م. يوسف فاتحة الهطول، روائية تنقلت بين البحر والغابة المتوسطية وفق شاعرية خاصة، فلا هي سينمائية بالمعنى الكامل، ولا هي تلفزيونية محضة، إنها لغة بصرية وعت شروطها المعاصرة، فالتفريق هنا بين لغة للسينما وأخرى للتلفزيون ليس دقيقاً، والدليل أن معظم المسلسلات والتمثيليات التي صورها التلفزيون في بداياته كان بكاميرا سينمائية، فاللغة السينمائية المنسوبة لنوعية الكاميرا، أو المنسوبة لدقة اللقطة ليست ضمن هذا التصنيف الشعبي، خلاصة الكلام أن أنزور يعرف تمام المعرفة أن اللغة البصرية الجديدة ليست سينمائية كونها تمتد على ثلاثين ساعة مشاهدة، وهناك حشو وثرثرة بصرية، لكنني أعتقد بأن الصفة السينمائية التي لازمت أعمال أنزور نابعة أولاً وأخيراً من زاوية الرؤية الخاصة التي يملكها، أضف إلى ذلك شعوره بجماليات المكان وضرورة توفيرها داخل الكادر التلفزيوني، فالتشكيل باعتبار الكاميرا فرشاة العصر التلفزيوني القادم إلى الشرق يتطلب دراية حسية وانفعالية مع المكان، كون هذا الأخير بطلاً لا يجارى في حضوره الوجداني والزماني لدى المتلقي الجديد.

ربما مر «أنزور» بمراهقة بصرية اعترف بها ذات مرة في لقاء تلفزيوني على الفضائية السورية، لكن الرجل اليوم وصل إلى نضج كافٍ في تأليف الصور، طبعاً يحتاج هذا التأليف البصري إلى نص جيد يدعمه ويؤازره، فالمخرج الذي كان ينمى عنه بأنه لا يقرأ النصوص التي يشتغلها، ولا يهمه شغل الممثل بقدر ما يعنيه إخراج رأسه من كل كادر يصوره، يعد اليوم من أهم الأسماء الإشكالية في ساعات البث العربية الفقيرة أصلاً بلغوية «أنزور البصرية، وجرأته العالية في التصدي لحساسيات اجتماعية خطرة وديناميتية، إذ عليه أن يبتعد كل الابتعاد عن نصوص تظهر على أنها جريئة في طرحها الاجتماعي، لكنها تعاني الكثير من الثغرات التي صارت الآن تؤثر على أدائه كمخرج، ومن نافل القول أن نقارن بين عمليه «ما ملكت أيمانكم» و«ذاكرة الجسد» فأنزور الإشكالي الذي يعاني في «ما ملكت أيمانكم» من استعادة كوادر ومن وضع قفص على كاميرته الذهنية العالية، تمتع بفيض ودفق عالي المستوى مع سيناريو «ريم حنا» المأخوذ عن رواية الجزائرية أحلام مستغانمي، هكذا يبدو واضحاً أن صاحب «سلطان الرمال» بحاجة إلى نص جيد، نص لا يختبئ خلف جرأته الاجتماعية التي لا تقدم بالضرورة عملاً فنياً جيداً، ولا تقترح سردية بصرية مع المكان كما فعل في «ذاكرة الجسد»، فلاشك في أنه في هذا الأخير كان استثنائياً في كتابة بطولة للمكان، وهو يعبر بنا من حرب الثوار الجزائريين في جبال قسطنطينة نحو شوارع باريس الثمانينيات، مروراً بالعدوان الإسرائيلي على بيروت و فدائيي الكفاح الفلسطيني المسلح، إنه في «ذاكرة الجسد» متألق في إدارة الكاميرا بين بحر الجزائر وضفاف نهر «السين» وبحر بيروت، الصورة؛ هنا مزيج متجانس من مصائر شعوب تخرج لتوّها من سنوات الاستعمار لتتمتع إلى حين بجنة الاستقلال الوطني، هنا أيضاً يرصد المخرج السوري علاقة الإنسان بمكانه، حيث يبتعد عن كليشيهات المعالجة التلفزيونية الفجة نحو زمانية اللقطة، قدرتها على شحن كل شيء بالعاطفة والحب، حدث ذلك طبعاً مع موهبة ثانية يتمتع بها هذا الرجل وهي قدرته على إفراغ وملء المشهد بإضاءة خاصة، إضاءة تكتسب معانيها من الوجوه التي يولفها من أجل رسوماته الأثيرة، الرسم هنا يأخذ معنى مختلفاً في تنظيف الكادر من الغبار الإضافي وتعبئته بهواء ذي دلالة، والخلاص نحو تقنية متعددة المآخذ، قدرة ممتازة على توزيع الأدوار، والمغامرة بوجوه مجهولة، ولعل هذا آتٍ لديه من ثقة عمياء برؤيته للممثل، ثقته في صناعته التلفزيونية التي يعي شروطها الذاتية والموضوعية في آنٍ معاً، فلا مبالغات اليوم في أعمال أنزور الجديدة إلا من ضرورة التسويق وعلاقته الحساسة مع المحطات النفطية المنتجة للدراما، فصاحب «العوسج» يعرف بشكل موضوعي حدود الخيارات التي يتمتع بها الإنتاج العربي، رغم أنه يغامر في اختراق تابوهاتها المتكاثرة بفعل الرقابات العشائرية الضيقة الرؤية، لكنه يعرف كيف ومتى وأين يقوم بذلك، فمن الخطأ أن نفصل «نجدة المخرج» عن «نجدة الديبلوماسي» فالذي يعرف هذا الرجل عن قرب سيدرك الذكاء الخاص الذي يتمتع به، وسيعرف أنه على غير ما يبدو من الدماثة، لأنه يمشي بهدوء نحو غاياته، وهذا مشروع ضمن خيارات الخلاص الفردي الذي يدرك «أنزور» أهميته في إيصال واكتساب مهارات جديدة، حتى وإن كان ذلك في سبيل موضوعات ما لا يتبناها بشكلها الحالي، إلا أنه يعقد العزم على عملها للتدرب والتمرن وإعادة اللياقة لأدواته، أجل هذا واضح من التذبذب في نوعية الأعمال التي قدمها، والتي يتعامل مع سيئها كأقدار مكتوبة ليس إلا، فيما هو يريد أن يحقق لعبته القديمة مع الصور، لايهم مع من ضد من، ولا يهم إن مثل السودان أو الفلبين مثلاً بفيلم متواضع، ما يهمه هو التدرب المستمر على قتل الأحصنة البصرية ومنعها من الموت في إصطبلاتها النائية وأمام سطول برسيمها الاجتماعي الفاسد، فهو المخرج الذي أعلن على الملأ تاريخ دولة آل سعود في فيلم «سلطان الرمال» هذا الفيلم الذي تلقى بسببه مؤخراً تهديدات بالقتل، لم يمنعه من الاستعداد لتصوير مسلسله الجديد لمصلحة المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، وفيه يصر صاحب «رجال الحسم» على ملامسة الأزمة السورية عبر ثلاثيات درامية يطل عبرها على هذا الأرخبيل السوري المدهش...

samerismael@yahoo.com

تشرين السورية في

17/02/2013

 

مع إقرارها بوجود مشكلات تسويقية

سميرة أحمد: اكتئابي وراء تأجيل "قلب أم"

القاهرة - “الخليج”:  

بعد غياب عن الشاشة الصغيرة اقترب من ثلاثة أعوام، وبعد التأكيد على عودتها ب”قلب أم” لتخوض به سباق دراما شهر رمضان المقبل، قررت الفنانة المصرية سميرة أحمد تأجيل المسلسل نهائياً، وعدم البدء فيه حالياً، وأرجعت ذلك إلى اكتئابها بسبب الأوضاع في مصر . وفي الحوار التالي تكشف المزيد من التفاصيل:

·        في البداية ما سبب تأجيل مسلسل “قلب أم”؟

- التأجيل جاء نتيجة أسباب كثيرة أولها وأهمها أنني مكتئبة للغاية و”مليش مزاج اشتغل”، فأحوال البلد العامة لا تشجع على العمل وتضفي إحساساً كبيراً من الكآبة والوجع الداخلي، فكيف يمكنني وسط هذه الأجواء الصعبة والمشحونة أن أخوض في مسلسل . ثاني هذه الأسباب أن المسلسل يتطلب سفراً للخارج في تركيا لوقت طويل، وأنا لا أستطيع أن أترك ابنتي طوال هذه المدة بمفردها في مصر وسط حالة القلق هذه وغياب الأمن لحد كبير، وبالتالي اتخذت قراراً مع المنتج صفوت غطاس بتأجيل العمل .

·     معنى ذلك أن المسلسل تم تأجيله بناءً على رغبتك الشخصية ولم يتخذ المنتج هذا القرار بمفرده؟

- هذا صحيح بالفعل، فصفوت غطاس استشارني في هذا ووافقت على التأجيل، فأنا “مليش نفس أقرأ أي سيناريو” .

·        ولكن كواليس التأجيل تؤكد أنه جاء بسبب مشكلات تسويقية وإنتاجية؟

- كانت هناك مشكلات تسويقية جمة وإنتاجية أيضاً، ولكن إذا نظرنا إلى عمق هذه المشكلة من الأساس فسنجد أن ظروف البلد الصعبة هي التي أدت إلى مشكلة التسويق، وبالتالي اتخاذ القرار بتأجيل “قلب أم”، فالقنوات الفضائية تدين صفوت غطاس بملايين الجنيهات كدفعات متأخرة عن المسلسلات السابقة .

·     ولكن ألا يضايقك الغياب عن الساحة الفنية لأكثر من ثلاث سنوات مع الوضع في الاعتبار أن “قلب أم” أيضاً تم تأجيله؟

- بالعكس، هذا شيء لا يضايقني أبداً لأنني كما قلت التأجيل تم بناءً على رغبتي الشخصية، كما أنني لا أتعجل العمل ولا يضايقني الغياب لمدة قد تطول أو تقصر، ولكن ما يضايقني فعلاً أن تكون النصوص المعروضة عليّ ليست على قدر المستوى الذي أرغبه .

·     كثير من الفنانين يتخذون قراراً بتأجيل أعمالهم وفور أن يأتي رمضان فالمسلسلات تعرض فيه والناس تشاهدها وتنسجم معها، ما يخلق مساحة للندم عند هؤلاء الفنانين بسبب تأجيلهم . ألم تندمي على اتخاذ قرار كهذا فور مشاهدتك لمسلسلات رمضان؟

- لا على الإطلاق، لأنني عندما أتخذ أي قرار في الحياة فإني أفكر قبله جيداً وأدرس جوانبه، وكل ما يهمني العودة بشكل يليق بي، وكما قلت المنتج شعر أنها مجازفة كبيرة أن نقوم بعمل مسلسل في ظل عدم وفاء الفضائيات بحقوقه المادية .

·        وماذا كان رد فعل الشركة التركية التي كانت ستشارك في الإنتاج؟

- لم يقولوا شيئاً، فهم متحمسون جداً للعمل وسيساعدوننا على ترشيح فنان تركي شاب من الذين لاقوا قبولاً لدى الشعب المصري، وفور علمهم بالتأجيل فإنهم لم يعترضوا وشرحنا لهم الأسباب .

·     أحياناً يكون التأجيل سلاحاً ذا حدين، فهل هذا القرار يمكن أن يؤثر في آنية القصة وبالتالي عدم تقبل الجمهور لها؟

- من هذه الناحية أنا لا أقلق إطلاقاً، لأن قصة العمل تصلح لأي وقت وزمان ومتأكدة أن الناس سيتقبلونها حتى لو عرضت بعد سنوات، فالمسلسل تدور أحداثه حول أم يتركها زوجها ويأخذ ابنه معه ويسافر إلى تركيا، وبالتالي يعتاد هذا الابن بمرور الوقت على عدم وجود أمه، ومن هنا تبدأ متاعبها الكثيرة وحرمانها العاطفي من ولدها وعدم تكيفه مع كونها أمه عندما يراها مجدداً، وهذه القصة حقيقية روتها لي ابنتي جليلة وتحمست لها بشدة، ولحسن الحظ أنها تصلح لكل وقت، أجمل ما فيها اللمحة الإنسانية والعاطفية .

·        وماذا عن فيلم “أجنحة الفراشة”؟

- لا أعلم مصيره على الإطلاق، فأنا قمت بشراء حقوق نشر الرواية من الكاتب القدير محمد سلماوي، وأرغب بشدة في تحويلها لفيلم سينمائي، ولكن الظروف تحول دون ذلك بشكل كبير .

·        ولكنك تقومين بتأجيلها منذ ما يقرب من عامين؟

- أعلم هذا جيداً، ولكنني منتظرة الوقت الملائم للبدء فيها واختيار كاتب جيد لقيامه بكتابه السيناريو، فأنا في هذا الفيلم دوري صغير جداً والبطلة الحقيقية لا بد أن تكون فتاة شابة .

الخليج الإماراتية في

18/02/2013

 

محمود عبد المغني:

أرفض الفن التافه مهما كانت المغريات المادية

كتب الخبرهند موسى 

بعد مجموعة من الأدوار الثانية والبطولات الجماعية يستعدّ الفنان محمود عبد المغني لأداء دور البطولة المطلقة في مسلسلي «الراكين» و{رغم الفراق»، ويجسد فيهما شخصيتين مختلفتين تبرزان إمكاناته الفنية وقدرته على التنويع بين الأدوار احتراماً لجمهوره ولمشواره الفني. عن أولى بطولاته المطلقة في التلفزيون كان اللقاء التالي معه.

·        أخبرنا عن مسلسل «الراكين».

تدور أحداثه في إطار اجتماعي مليء بالحركة، ويتناول نماذج من الطبقات المهمشة والمطحونة وطريقة حياتها وكسب قوتها اليومي، في ظل الظروف المادية الصعبة التي تحيط بها.

المسلسل من تأليف جمال عبد الحميد ونبيل أمين، إخراج جمال عبد الحميد، إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي، يشارك في البطولة: إيمان العاصي، ميس حمدان، أحمد خليل، عبد العزيز مخيون، مادلين طبر، أحمد سلامة، أحمد صيام، كارولين خليل ومجموعة من النجوم.

·        ما دورك فيه؟

أؤدي دور الراكين أي السايس الذي يعتني بالسيارات في أحد المرائب في منطقة راقية مقابل مبلغ من المال، وتسير الأحداث طبيعية إلى أن يتورط هذا السايس في قضية كبيرة بسبب أحد رجال الأعمال.

·        هل حددتم موعداً للتصوير؟

في المبدأ نهاية فبراير، على أن يعرض في شهر رمضان، وذلك بعد تأجيل أكثر من مرة لعدم استقرار الأوضاع السياسية في الشارع المصري.

·        ماذا عن مسلسل «رغم الفراق»؟

تعاقدت على بطولته مع الفنانة زينة وتشارك فيه الممثلة اللبنانية ورد الخال. كتب السيناريو بشير الديك، وهو من إخراج حاتم علي، إنتاج محمود بركة وعادل المغربي، وسنبدأ تصويره أوائل مارس.

·        ما الشخصية التي تجسدها فيه؟

أتركها مفاجأة للمشاهدين. أتوقع أن ينال المسلسل الإعجاب لأن الأحداث تدور في سياق اجتماعي رومنسي، ويتوق الجمهور اليوم إلى مشاهدة أعمال تقلل من التوتر الذي يعيشه في حياته اليومية، بفعل التشنج الأمني والسياسي المحيط به.

·        ألم تقلق من المشاركة في مسلسلين يُعرضان في موسم واحد؟

أبداً لأن كلا منهما مختلف عن الآخر؛ ففي الأول أؤدي دور سايس يعاني ضعف إمكاناته الاقتصادية وسط مجتمع لا يرحم، وهي شخصية كادحة مثل كثيرين، بينما أؤدي في الثاني دور شاب رومنسي يعيش قصة حب وحياة مرفهة.

·        كيف تفصل بين الدورين؟

لا يحتاج الأمر إلى مجهود لاختلاف الشكل والاهتمامات وطريقة الحديث بينهما، ثم بمجرد قراءتي للمشهد أستحضر الشخصية بتفاصيلها كافة.

·        كيف تقيّم البطولة المطلقة؟

سعيد بها وقلق في الوقت نفسه. تنتابني رغبة وإرادة قوية لأداء هذه الأدوار على أكمل وجه، لكني قلق من المنافسة وسط كمّ المسلسلات التي ستعرض في الشهر الكريم.

·        هل يفرز الزخم الدرامي أفضل الأعمال أم يشوّش على بعضها؟

العمل الجيد يفرض نفسه مهما كان الظرف الذي يُعرض فيه وبغض النظر عن منافسيه، ففي العام الماضي عرضت أعمال لكبار النجوم مثل: «فرقة ناجي عطا الله» للزعيم عادل إمام، و{باب الخلق» لمحمود عبد العزيز، لكن الجمهور ارتأى أن مسلسل «طرف ثالث» هو الحصان الرابح في استفتاءات عدة، كونه اقترب من مشاكل الناس وناقش قضايا مهمة في الشارع المصري من خلال مجموعة من الشباب.

·        برأيك، في صالح من يصبّ هذا التنوّع؟

يظن البعض أن التنوع يصب في صالح المنتجين والفنانين فيما الجمهور هو المستفيد الأول منه، إذ تتوافر أمامه قائمة طويلة يختار منها العمل الذي يتفق مع قناعاته الشخصية ومزاجيته، وفي النهاية يقيّمه.

·        ما سبب انفصالك عن عمرو يوسف وأمير كرارة؟

بعد النجاح الذي حققناه في أكثر من عمل درامي في العامين الماضيين قررنا أن ينفرد كل منّا بنفسه ويقدم أعمالا بعيداً عن هذا الفريق، وقد نجتمع مجدداً إذا توافر مسلسل قوي كي لا نخسر حب الجمهور.

·        هل توقفت عن المشاركة في بطولة جماعية؟

لا أتوقف عن أي دور جيد، وأتعامل معه على أنه بطولة مهما كان صغيراً أو بطولة مطلقة أو جماعية أو غيرها من المسميات، فأنا أكرّس  اهتمامي في الدور لإعطائه حقه الكامل في الأداء.

·        بعد بلوغك البطولة المطلقة، هل تغيرت معايير اختيارك للأدوار؟

لا إنما تبقى هي نفسها، من بينها عدم تكرار دور سبق أن قدمته ومراعاة التنوع. تظهر متعة الممثل في تغييره للأدوار التي يقدمها، ففي «المواطن إكس» جسدت شخصية المحامي طارق، وفي «طرف ثالث» (في العام التالي) أديت دور بلطجي. يهتمّ المشاهد بهذه النقطة، وعندما يكرر الممثل الدور نفسه يصفه الجمهور بأنه مفلس فنياً.

·        هل تضع ملاحظات للمؤلف في شأن الشخصية التي تجسدها؟

اعتدت، بعد قراءتي للدور، أن أضع تفاصيل دقيقة تضفي عليه خصوصية، مثلا في «طرف ثالث» اخترت أكسسوارات وملابس أنيقة لشخصية ديبو، فرغم أنه بلطجي إلا أنه يهتم بمظهره الخارجي، إلى جانب الإحساس الذي أعبّر عنه في الشخصية ويختلف عن الإحساس الذي كتبه المؤلف وطلب المخرج تقديمه، هنا تظهر إمكانات الممثل.

·        هل يشغلك وضعك بين نجوم الصف الأول؟

إذا شغلني فلن أستطيع أن أكون وسطهم. يجب التركيز على تقديم أعمال مميزة ومهمة تعكس هموم المواطن وليس احتساب خطوات الآخرين.

·        كيف تنمي موهبتك في التمثيل؟

أشاهد أفلاماً لمخرجين عالميين من بينهم: مارتن سكورسيزي، ديفيد فيشر، مايكل باي، ولمخرجين مصريين من بينهم: عاطف الطيب، صلاح أبو سيف، محمد ياسين، شريف عرفة... كذلك أتابع مدارس مختلفة في الأداء، وأجري تمارين تمثيل لأنها تؤثر في مهارات الفنان.

·        تصف نفسك بـ «ممثل مزاجنجي»، ماذا تعني بذلك؟

قد أجلس فترة طويلة في منزلي من دون المشاركة في أي أعمال فنية بانتظار الأفضل والأنسب، وقد أرفض بطولات رغم المبالغ الضخمة التي تعرض علي والمغريات مثل وضع صورتي على الملصق لأنها لن تُذكر في تاريخي، فقد سبق أن أديت أدواراً لا تنطبق عليها هذه الشروط ويتذكرها الجمهور منها: فيلما «دم الغزال» و{الجزيرة».

·        ما الدور الذي تتمنى أداءه؟

أي دور قد يعود بالنفع على الناس سأؤديه، ابتداء من الوزير وحتى الغفير، بعيداً عن أدوار «الهلس» التافهة التي أرفض تقديمها مهما كانت المغريات المادية، فالجمهور يقدرني ويحترمني كفنان وواجب عليّ تقديره وتقديم أعمال قيّمة لأحافظ على هذا الاحترام المتبادل، وأي دور بعيد عن هذه المعايير قد يعيدني خطوات إلى الوراء.

·        كيف قابلت هجوم بعض الدعاة على الفنانين؟

أبلغ ردّ على هذا الهجوم جاء من الدراما، ففي عز اشتداد هذه النبرات المعادية للفن عُرض حوالى 70 مسلسلاً درامياً في رمضان الماضي.

·     في ظل ضعف إقبال الجمهور على دور العرض... هل ترى أن الأفضل المشاركة في أعمال تلفزيونية؟

للأسف، تمرّ السينما بمرحلة صعبة علينا مساعدتها لتجاوزها، ولعل استخدام كاميرات التصوير السينمائية في الفيديو يعوّض على الفنان ابتعاده عن السينما، لحسن الحظ كان «المواطن إكس» و{طرف ثالث» من أوائل المسلسلات التي صُوّرت بهذه الطريقة.

الجريدة الكويتية في

18/02/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)