حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صباح عبيد :

غضنفر الشاشة انسحب بهدوء

وسام كنعان

بهدوء لا يشبه الحياة التي عاشها، رحل أول من أمس الممثل السوري محمد صباح عبيد (1950ــ2013) بعد إصابته بجلطة دماغية أدخلته «مستشفى العباسيين» في دمشق، قبل أن ينقل إلى «مستشفى الأسد الجامعي» في غيبوبة تمهيداً لرحيله الأخير.

هكذا، ودّع النجم السوري شوارع المدينة حيث قضى غالبية سنوات حياته، بعد نقله من المستشفى إلى مطار المزة العسكري، حيث كانت طائرة تنتظره لتقله إلى مدينة جبلة الساحلية حيث صُلي عليه وووري في ثرى قطعة أرض يملكها. ورغم أنه ابن ريف حلب، إلا أنّ المشهد الأخير ليس إلا تنفيذاً دقيقاً لوصيته.

على باب المستشفى، حضرت بعض أكاليل الزهور الموقعة بأسماء المسؤولين، ومنهم نقيبة الفنانين السوريين فاديا خطاب، فيما غاب زملاء «غضنفر الشاشة السورية» عن تشييعه. وفي حياة نقيب الفنانين السوريين السابق قصص وحكايات طويلة، بعضها مثير للجدل. الانطلاقة كانت من «الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون» في حلب التي تعنى بمشاريع فنية، وانطلقت منها مجموعة فنانين سوريين كالمطربة ميادة الحناوي والممثل رضوان عقيلي. بعد ذلك، شارك بطل «الجوارح» في مسابقة في مسرح المواهب وفاز بالمركز الأول ليبدأ بعدها مشوار الشهرة ويلفت الأنظار منذ الثمانينيات. لم يرحل إلا وفي جعبته عشرات الأعمال التلفزيونية أشهرها «البركان» للمخرج محمد عزيزية الذي أدى فيه دور الغضنفر ليلقّب بعدها بـ«غضنفر الشاشة السورية» نسبة إلى صوته وبنيته القوية والشهرة التي نالها بفضل مسلسلات الفنتازيا التاريخية، وخصوصاً دور الباشق في مسلسل «الجوارح» لنجدت أنزور، إضافة إلى مسلسلات البيئة الشامية والأعمال الاجتماعية، لعلّ أهمها «ذكريات الزمن القادم» لهيثم حقي. من جانب آخر، أدى عبيد بطولة أعمال كوميدية أبرزها «الوزير وسعادة حرمه» لسامر البرقاوي، إضافة إلى أداء بطولة لوحات عدة في مسلسلات اللوحات الكوميدية مثل «بقعة ضوء» و«عربيات». لكن في إحدى تلك اللوحات، قدم دور رجل ذي صوت قوي ومزعج ينتخبه الشعب ممثلاً له في البرلمان. لكن حالما يدخل قبة المجلس الموقر، يختفي صوته كلياً! المفارقة أن عبيد كان قد فاز في انتخابات مجلس الشعب السوري في دورة 2008/2012 وانتقده بعض زملائه لأن صوته لم يسمع في طرح مشاكل الدراما السورية! في دمشق، مَن ينجُ اليوم من الرصاص، يلاحقه القهر حتى تطاوله الأزمات القلبية أو الدماغية. هكذا، رحل صباح عبيد بعدما غيّب الموت منذ أقل من عام نجوم جيل كامل ينتمي إليه.

نقيب الأخبار النارية

سبق لصباح عبيد أن أشعل النيران حوله عندما تسلّم منصب نقيب الفنانين أثناء فترته النيابية. يومها، أصدر قراراً يمنع كلاً من هيفا وهبي وإليسا وروبي من إقامة حفلات في سوريا، على اعتبار «أنّهن يسئن إلى الغناء ويسهمن في تشويه ذائقة الجمهور». بعد ذلك، أقيل عبيد من منصبه على خلفيّة تصريحات أطلقها وأعرب خلالها عن ندمه لدخوله قبة البرلمان. كذلك، خسر انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، رغم أنّه من أشد الممثلين السوريين تأييداً لنظام الأسد. رغم رحيله، إلا أنه سيكون حاضراً في رمضان من خلال المسلسل الكوميدي» عيلة ومكترة» الذي شارك فيه كضيف شرف.

الأخبار اللبنانية في

25/02/2013

 

باسل الخطيب: عدلنا سيناريو «حدث في دمشق» لاستحالة تصوير العمل في حلب خلال الوقت الراهن

المخرج الفلسطيني قال لـ «الشرق الأوسط»: نعيش أجواء أكثر غرابة من الخيال الفني

دمشق: هشام عدرة 

تدور كاميرا المخرج الفلسطيني السوري باسل الخطيب في شهر مارس (آذار) المقبل للبدء في تصوير عمله التلفزيوني الرمضاني الجديد الذي يحمل عنوان «حدث في دمشق» المأخوذ عن رواية بعنوان «وداد من حلب» للكاتب قحطان مهنا وسيناريو العمل للكاتب عدنان العودة، حيث يشارك فيه عدد من نجوم الدراما السورية. المخرج الخطيب تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عمله التلفزيوني الجديد وعن بعض القضايا الفنية الأخرى قائلا: «التحضيرات الأولية للمسلسل الجديد بدأت وتجري بعض التعديلات على السيناريو، ليتناسب مع تغيير بيئة المسلسل من حلبية، إلى شامية، وهذا التغيير مرتبط أساسا باستحالة التصوير في حلب في الوقت الراهن ولأن تصويره ضمن المناخ الدمشقي سوف يعطيه بعدا أشمل وأعمق.. علما بأن هذا المسلسل لا يندرج في إطار أعمال البيئة المتعارف عليها.. دمشق خلفية للأحداث، لكن المضمون يتناول بلاد الشام بمفهومها الواسع.. كما نقوم باستطلاع مواقع التصوير واختيار الممثلين، وقد تم الاتفاق مع الفنانة سلاف فواخرجي لتلعب الدور الرئيسي في المسلسل، حيث تدور أحداثه بشكل رئيسي في دمشق وبعضها الآخر في الولايات المتحدة الأميركية، في الفترة الممتدة، من 1947 إلى 2011».

وعن تجربته مع الدراما المصرية وغيرها، قال الخطيب: «قدمت للدراما المصرية مسلسلين أعتز بهما.. (ناصر) وهو يحاكي سيرة الزعيم جمال عبد الناصر، و(أدهم الشرقاوي) حكاية البطل الشعبي المعروف.. العمل في مصر له آفاق مختلفة، والدراما المصرية رائدة في الوطن العربي، ويسعدني دائما أن أتعاون مع زملائي في مصر في حال توفرت الشروط المناسبة.. ويسعدني أيضا التعاون مع زملائي في أي مكان بالوطن العربي، وقد انتهيت مؤخرا من مسلسل كويتي بعنوان (حبيبة).. التجربة مع الدراما الخليجية لها أيضا مذاق خاص».

وعن رأيه في تجارب السوريين من مخرجين وممثلين مع الدراما المصرية، يقول باسل: «ثمة تجارب نجحت وأخرى أخفقت.. المهم هي حركة التفاعل والتواصل».

ومن المعروف أن باسل الخطيب أخرج العديد من أهم الأعمال التاريخية التي تنتمي للتاريخ البعيد والقريب والتي أثارت جدلا في الأوساط الثقافية، خاصة أن التاريخ تعرض لكثير من التزوير والتزييف، ولكن كيف قدم باسل هذه الأعمال لتكون قريبة من الحقيقة؟! يتنهد باسل: «التاريخ حالة إشكالية، يوجد كثير من التأويلات المختلفة لحقائق واحدة.. ولا يوجد أي عمل تاريخي حوله إجماع مطلق.. هناك اختلاف دائم بوجهات النظر يتبع مواقف محددة.. الأمانة التاريخية مسألة نسبية، وصناع أي عمل يقدمونه من وجهة نظرهم وانطلاقا من رسالة يريدون توجيهها. كذلك الأمر بالنسبة لمسلسلات السير الذاتية، وكنت أحرص على نزع عباءة القدسية عن الشخصيات التي نتناولها، وتقديمها من خلال بعدها الإنساني وتفاعلها مع الزمن الذي تعيش فيه».

وحول أعماله الاجتماعية المعاصرة التي يرى فيها بعض النقاد والمتابعين أنها تميل للخيال قليلا رغم واقعية أحداثها، يقول الخطيب: «الخيال عنصر حيوي في أي عمل فني.. ثم إن حياتنا والواقع الذي نعيشه اليوم أكثر غرابة من أي خيال فني.. في أعمالي المعاصرة أحاول التقاط اللحظة الحقيقية الغرائبية؛ لكن الواقعية تماما، وهذا من أبرز سمات الفن والأدب المعاصرين».

ويرى باسل أن خصوصية تجربته مخرجا وعلاقته مع الكادر التمثيلي والفني في العمل هي التي تساهم في نجاح أو فشل العمل، ويوضح: «يقوم العمل الفني على تضافر جهود كل العاملين فيه.. الممثل بالنسبة لي هو الأهم، لأنه من خلاله يتم توصيل كل شيء.. الأفكار والمشاعر.. من هنا أُولي العمل مع الممثل أهمية رئيسية وأكرس معه علاقة على المستويين المهني والشخصي تجعله أكثر حرية وراحة في ظروف العمل الشاقة.. لكل مخرج أسلوب عمل يحدد طبيعته بنفسه، ويعكسها في أعماله، لذا تتكون هذه البصمة الخاصة بالمخرج، أو ذاك، هذا الأسلوب موجود وثابت، وقد تطرأ عليه بعض التغيرات، لأن كل موضوع له مفتاحه الخاص للتعامل معه، وبالتالي، فإن أسلوب المخرج، في الوقت الذي يكون ثابتا، من الضروري أن يكون مرنا ومرتبطا بالبحث والاجتهاد والتطور، وإلا ستراوح التجربة في مكانها».

للسينما نصيب كبير في أعمال الخطيب، حيث أخرج نحو 16 فيلما سينمائيا خلال مراحل تجربته الفنية، وحول الجديد لديه في مجال السينما، يوضح باسل: «الجديد هنا فيلم (مريم).. وهو يحكي مصير ثلاث نساء في زمن الحرب.. كيف يواجهن الأمر دون أن يفقدن ما منحتهن الحياة من القدرة على الحب والتضحية وحرية القرار. الفيلم جاهز للعرض وسوف يتم إطلاقه قريبا».

وكيف يمكن لباسل أن يتحدى صعوبات العمل وبنشاط واسع في مجالين متعبين (السينما والتلفزيون)، يبتسم باسل: «التحديات موجودة دائما.. المهم المبدأ الذي يتعامل الإنسان به مع عمله.. أنا أحب ما أقوم به، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل سواه. دائما أتعامل مع أية تجربة على أنها الأولى والأخيرة، وبالتالي، فهي تتطلب أقصى حالات التركيز والاهتمام، وعندما تنتهي، فإنها تصبح من الماضي».

أكدت أنها توقفت عن تقديم برنامجها التلفزيوني لشعورها بعدم القدرة على الإصلاح

هالة صدقي: المسلسلات التركية تهدد صناعة الدراما في مصر

القاهرة: رانيا سعد الدين 

أكدت الفنانة هالة صدقي أنه على الرغم من نجاح برنامجها «نواعم وبس»، الذي ناقش الكثير من القضايا الشائكة التي لم يتطرق لها أحد من قبل، فإنها فضلت عدم استكمال طريقها في تقديم البرنامج، وقررت التوقف بعد ثلاثة أشهر من عرضه على قناة «Mbc مصر»، وبررت ذلك بأن الأحوال السياسية في البلد لا تعطي فرصة لأي أحد أن يقوم بأي عمل للإصلاح.

وحول دوافعها لخوض هذه التجربة قالت «عندما قررت الخروج من عباءة الممثلة والجلوس على كرسي المذيعة لخوض مغامرة تقديم برنامج تلفزيوني اجتماعي لم أوافق من أجل تحقيق شهرة أكبر أو نجومية، لكن لكوني اعتبرتها تجربة جديدة أحاول فيها أن أكون مفيدة للناس، لكني فضلت التوقف حتى لا يتحول هدف البرنامج من التوعية والإرشاد إلى مجرد برنامج مثله مثل البرامج الأخرى، خاصة مع سيطرة البرامج السياسية على فضاء القنوات التلفزيونية، نظرا لسيولة ما يجري على أرض الواقع، والناس ينجذبون إلى هذه البرامج أكثر تحت ضغط تخوفهم على مستقبلهم من الظلام الذي يستشعرونه من الأحداث الفوضوية التي تسود الشارع المصري اليوم».

وعن رأيها في خوض بعض الممثلين لتجربة تقديم البرامج تقول هالة صدقي «على الفنان في البداية أن يقيم نفسه، هل هو قادر على الجلوس فوق كرسي المذيع أم لا، وماذا سيقدم لجمهوره الذي يحبه حتى لا يفقد شعبيته. وأنا أرى أن هناك بعض تجارب ناجحة لزملائي، لأن كل واحد أبرز شخصيته، مثل محمد هنيدي وهاني رمزي».

وترصد هالة صدقي في حديثها مع «الشرق الأوسط» مفارقة لافتة، حيث ترى أن الفنان قبل الثورة كان قيمة وقامة للدولة، وكان المسؤولون يهتمون به ويحرصون على تكريمه، لكن بعد الثورة شنت حروب على الكثير من رموز الفن سواء من الفنانين أو الفنانات، في محاولة لكسرهم وإلصاق التهم بهم، وكأنها حملة للخلاص من الفنانين، وهذا يحدث في مصر فقط، لأننا ما زلنا نكرم في جميع عواصم العالم، وأكبر مثال على ذلك الفنانة إلهام شاهين التي كانت تشن عليها حرب من قبل أحد دعاة الدين وهي خارج مصر تكرم عن أعمالها».

وعن أعمالها الجديدة تقول إنها تستعد لدخول مسلسل جديد سيتم عرضه في رمضان المقبل، وستقدم فيه دورا جديدا لم تتطرق له من قبل يتحدث عن المرأة المصرية البسيطة، ويعرض مشاكلها التي لا يصعب حلها في وجود من يطالبون اليوم بإهدار حقوقها.

وعن رأيها في حال الدراما المصرية حاليا تقول هالة صدقي «راحت عليها خلاص.. فهناك غزو تركي بالمسلسلات التي تملأ القنوات الفضائية باللهجة السورية، ومع بداية انتشارها كنت أقول إنها سياسة غير مفهومة، لكني اليوم أؤكد أنها محاولة لطمس الهوية المصرية». واختتمت هالة صدقي حديثها مؤكدة أنها ليست حزينة على حال الدراما فحسب، وإنما على حال مصر وشعبها «لأننا نعيش حالة صعبة يسودها التخبط والاتجار باسم الدين، بعيدا عن مصلحة الوطن الحقيقية».

الشرق الأوسط في

25/02/2013

 

مرثيات حارة «كل مين إيدو الو»

وسام كنعان 

«هل هي مصادفة أن تتم محاصرة «غوّار»، الانتهازي، الوصولي، المتحايل، قبل أيام في طرابلس، على خلفية مواقفه المهادنة؟ ثم يقتل اليوم ياسينو الطيّب، خفيف الظلّ، النظيف، بشكل مجاني؟» لقطة ذكية بالفعل بنت ديمة ونوس عليها مقالها على موقع «المدن» أول من أمس. رغم أنها ترثي الكوميديان الراحل ياسين بقوش، إلا أنّ بعض المقالات لم توفر شاردة وواردة لتوزيع شهادات الوطنية وأوسمة الشرف من دون التخلي عن مهنة التخوين التي صارت لازمة لأي حديث. حتى إنّ بعضها وقع _ من حيث يدري أو لا يدري _ في فخ التحريض الواضح. اللقطة الذكية للمقال المقتضب جاءت بعد التعريج على أغنية الفنانة الفلسطينية سناء موسى التي تقول فيها «يا نجمة الصبح فوق الشام عليّتي، الجواد أخذتي والنذال خليتي» ليقع المقال في فخ التحرض. في لحظة مأساوية، وجد حاملو شعلة الحرية الجدد الذين يهدرون دم كل من يخالفهم الرأي، فرصةً سانحة للتطاول على النجم السوري دريد لحام (الصورة). معظم هؤلاء تجاهلوا تاريخه الفني الطويل وقيمته الرمزية، كما تناسوا أنّه لم يفارق دمشق منذ بداية الأزمة. ما زال يعيش في عاصمة الأمويين حتى اليوم، ولا يغادرها إلا لتصوير مشاهده في مسلسل «سنعود بعد قليل» في لبنان. في سياق مشابه، غزت الصفحات الافتراضية تعليقات وصور تحرّض بشكل أكثر مباشرة وأشد لؤماً على تصفية صاحب «كاسك يا وطن» من خلال نشر صور له وهو يصافح الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب صورة الكوميديان الراحل ياسين بقوش وهو مضرج بدمائه. ولم يكتف «مناضلو» الإنترنت بالتوقف عند هذا الحد، فاستهدفت حملات التحريض «فنان الشعب» رفيق السبيعي (أبو صياح) الذي كتب أحدهم تعليقاً يفيد أنّ أبو صياح سيتوجه قريباً إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون ليسجل أغنية وطنية تدعم النظام تعبيراً عن حزنه على ياسين بقوش! وقد وصل الأمر بالمعارض ياسين الحاج صالح أن كتب عبر صفحته على فايسبوك: «استشهاده اليوم شرّف ياسين بقوش أكثر من فنه. استشهاده يشبه طيبته أكثر مما يشبه الفن المتواضع الذي قدمه «ياسينو» بطلنا اليوم. لم يكن كذلك كفنان». طبعاً لم يفهم متابعو صفحة المعارض العتيد كيف يمكن واحداً من أشهر كاراكترات الدراما السورية أن يكون فنّه متواضعاً، ولم يفهم أحد سبب هذه المقارنة الغريبة، ويستحق السؤال عمّا إذا كان الوقت مناسباً لتقييم مسيرة الرجل الحافلة وشهرته الواسعة بهذه الطريقة المجحفة. النتيجة الأكيدة أنّ من يسخِّر الدماء لخدمة رسائل سياسية، لن يبخل بالتحريض على الأحياء حتى ولو كانوا قامات شامخة.

الأخبار اللبنانية في

26/02/2013

 

تجسد شخصية أستاذة جامعية في فيلم "بغداد حلم وردي"

هند كامل: الدراما العراقية تعيش في اللامكان

بغداد - زيدان الربيعي:  

بعد غياب طويل جداً عادت الممثلة العراقية هند كامل إلى بغداد لتجسيد دور البطولة في فيلم “بغداد حلم وردي” للمخرج فيصل الياسري الذي يتناول الأحداث التي عاشتها العاصمة العراقية في العام 2008.

وأبدت هند كامل في لقاء مع “الخليج” سعادتها بوجودها مرة أخرى في بغداد رغم أنها وجدتها قد هرمت، كما تقول، مؤكدة أنه لا يوجد عمل خالٍ من المصاعب، لكن هذه المصاعب “جزء من متعتنا” .

ورأت أن الدراما العراقية تعيش الآن في اللامكان بسبب حالة الاستسهال التي يتبعها بعض المنتجين الذين لا يفقهون شيئاً من أسس العملية الإنتاجية .

·        كيف وجدتِ بغداد بعد غياب طويل؟

- بغداد في القلب وهي لم تفارقنا والوطن لا يفارق الإنسان، لأنه موجود في ذاكرته ووجدانه، صحيح أن الهيئة الخارجية لبغداد تغيرت وهذه المدينة هرمت قليلاً، لكن كنت وما أزال أتمنى أن أرى بغداد كما أحلم أن أراها، لكنها تبقى بغدادنا .

·        حدثينا عن مشاركتك في فيلم “بغداد حلم وردي”؟

- أجسد في هذا الفيلم شخصية أستاذة جامعية كانت تمارس التدريس في جامعة ليبية وبعد ذلك تقرر العودة إلى أرض الوطن، بسبب انتمائها وقناعتها بضرورة العودة إلى البلد، لأن الوطن في حاجة إلى كفاءاته وناسه، وعند عودتها سيقرأ الجمهور المتلقي معها ما يجري في المجتمع العراقي على مستويات عدة منها سياسية واقتصادية واجتماعية . وسيشاهد المتلقي العلاقات التي تدور في بغداد كالحب، والمطاردة، ووجود الجيش الأمريكي وحالات التكاتف بين الشعب العراقي اللامرئية والمرئية التي هي ضد كل ما يظهر على الشاشة من تصعيدات ربما كان فيها جزء من الحقيقة، لكن الذي لا مناص منه أن فيها مبالغة كثيرة .

·        لماذا يركز الفيلم على المرأة؟

- الفيلم كتب له السيناريو وتولى مهمة إخراجه فيصل الياسري وهو مأخوذ عن رواية للكاتبة العراقية ميسلون هادي، ولأنها امرأة فبالتأكيد تكون بطلة روايتها امرأة، وفي السيناريو عملياً البطولات نسائية لأن المرأة هي الأم والزوجة والبنت والحبيبة وهي نصف المجتمع . أنا امرأة وأؤُمن بالمرأة وتربيت في بيت يحترم المرأة ويؤُمن بحقها بالعمل وتميزها وهذا تعلمته من والدي الرجل وأكره نظرية التعصب ضد الرجل ومع المرأة، وأنا مع المرأة والرجل لأنهما اللذان يصنعان الحياة .

·        هل وجدتِ مصاعب أثناء تصويرك لشخصيتك في بغداد؟

- حقيقة أنه لا يوجد عمل خالٍ من المصاعب، لكننا معتادون على هذه المصاعب وهي جزء من متعتنا .

·        هل يمثل هذا الفيلم عودة قوية للسينما العراقية بعد توقف كبير؟

- نعم، وهناك معطيات موجودة على الأرض منها أن دائرة السينما والمسرح الآن تنتج عشرة أفلام منها الدرامي والسيمادراما والوثائقي، ما يعني أن هناك عودة كبيرة وعظيمة لإدارة عجلة السينما العراقية بعد هذا التوقف الشديد اللهجة، فضلاً عن ذلك فإن إشراك مختلف شرائح المبدعين على المستوى الفني والإخراجي والتمثيلي والتأليف يمثل متنفساً كبيراً وعظيماً لعودة السينما العراقية مع حدث ثقافي مهم جداً هو مهرجان “بغداد عاصمة الثقافة العربية” .

·        هل تخشين أن تختفي هذا القوة بإنتاج الأفلام بعد المهرجان؟

- لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، لأنني لست صاحبة قرار ولا أعرف كيف تمت الأمور أو كيف تم التوصل إلى هذا القرار، لكني أتمنى ألا تكون الأمور هكذا .

·        ماذا لديكِ من أعمال في الدراما التلفزيونية؟

- الآن لا يوجد لديَّ أي عمل تلفزيوني جديد، وكان آخر مسلسل قد عرض لي هو “رجال وقضية” على قناة “السومرية” الفضائية وأيضاً مسلسل “الباب الشرقي” على قناة “الشرقية” الفضائية .

·        ما كان دوركِ في مسلسل “رجال وقضية”؟

- مثلت دور إعلامية تكتشف عمليات فساد ورشى وتلاحق القضية وتكشف الرؤوس المتورطة في العملية وهي رؤوس كبيرة ومن أحزاب مختلفة قديمة وحديثة، وهذه الشخصية مثلت توثيقاً للجهد الإعلامي العراقي وإخلاصه ونزاهته في إظهار الكثير من الملفات الخطرة إلى الرأي العام .

·        كيف وجدتِ الدراما العراقية بعد أن ابتعدت عنها لمدة ليست بالقصيرة؟

- أنا دائماً أردد أن الدراما العراقية الآن في اللامكان، حيث نحن الآن نلحق بالركب ولكن بشكل بطيء جداً رغم وجود كم كبير من الأعمال الدرامية، لكن هذا الكم يفتقد إلى النوع، وليس هناك إحساس بالمسؤولية في ما نقدم . هناك جرأة في تقديم أطروحات عظيمة، هناك إظهار أسماء جديدة من الرواد والشباب والغائبين عن الساحة، لكن ليس هناك اهتمام بالنوعية والتوحيد في العمل .

·        ماذا ينقص الدراما العراقية حتى تكون منافسة لنظيراتها في بعض البلدان العربية؟

- لا ينقصنا شيء سوى الشعور بالمسؤولية واحترام المتلقي والانتماء إلى العصر .

·        هل تعتقدين أن عملية الاستسهال التي يعمل البعض عليها قد آذت الدراما العراقية؟

- الاستسهال أكبر مدمر للعمل الفني يضاف إلى هذا وقوع الأعمال الفنية بأيدي منتجين لا يفقهون شيئاً عن العملية الإنتاجية سوى كيفية إظهار موائد الطعام ووضع الفاكهة وإبراز السيارة الفارهة وسرقة أجور الممثلين، إذ تعد هذه الأشياء هي العملية الإنتاجية بالنسبة لهم .

·        كيف تنظرين إلى ظاهرة استعانة الدراما العراقية بمخرجين عرب؟

- إذا كانت الاستعانة بمخرج عربي تعود إلى وجود نقص في هذا العنصر ومن تعاقد مع المخرج العربي يريد إضافة خبرة عربية لتعليم طاقم عراقي فهذا شيء رائع جدا، لكن إذا كانت لدينا كفاءات في هذا الاختصاص وهي عاطلة عن العمل وأجلب مخرجاً عربياً فأنا أرى أن هذا يمثل استهانة بالمبدع العراقي .

·        هل ترين أن تصوير الأعمال الدرامية العراقية خارج بيئتها يمثل حالة سلبية؟

- نعم، لأنه يجعلها غريبة عن الحدث الذي تتكلم عنه، لذلك فنحن في قناة “الديار” الفضائية عند إنتاج فيلم “بغداد حلم وردي” كان بإمكاننا أن نستعين بممثلين يؤدون شخصيات معينة كما يفعلون في الأعمال التلفزيونية العراقية، لكننا كنا ولا نزال وسنبقى نرى أن هذا خطأ كبير وفادح، لأننا تتحدث عن قضية عراقية ونتحدث عن بيئة عراقية ونتحدث عن مواطن عراقي فيجب أن نراعي هذه الركائز الثلاث بكل دقة، إذ ممكن الاستعانة بطواقم فنية تعين على إخراج العمل بشكل سليم، إذا لم أكن أملك القطاع الجيد وحقيقةً هذا هو واقع السينما العراقية الآن، لأنها فقدت الكثير من المهارات والخبرات، أما المتميزون فيها فقد باتت أعدادهم قليلة جداً في الساحة، لكننا وأنا أتحدث عن فيلم “بغداد حلم وردي” تعاملنا مع كل العناصر العراقية بالرغم من قدرتنا على اختيار العنصر الأجنبي أو العربي، لكن فضلنا أن يكون الطاقم كله من العراقيين، لأن الكفاءة العراقية قادرة على التعلم ووضع بصمة عراقية بحتة من الألف إلى الياء .

·        ما الشخصية التي تعيش معكِ من الشخصيات التي جسدتها في أعمالك الكثيرة؟

- كل شخصية جسدتها في أي عمل تحمل جزءاً مني، لكن ليست هناك شخصية تمثل 80 أو 90% من شخصيتي الحقيقية حتى تعيش معي .

·     كيف تصفين تجربتك في مسلسل “الذئب وعيون المدينة” الذي عرض في ثمانينات القرن الماضي؟

- أنا جسدت شخصية”أفراح” في هذا المسلسل الذي كان رائعاً جداً وشهادتي فيه مجروحة، فعندما تعرض حلقة من مسلسل “الذئب وعيون المدينة” كان الناس يغلقون محلاتهم ويذهبون إلى البيوت لمتابعة أحداث هذا المسلسل . هذا المسلسل كان عظيماً بممثليه وبمخرجه المصري الراحل إبراهيم عبد الجليل الذي كان يعيش في العراق، ونحن يومها كنا ممثلين مبتدئين وتعلمنا من أساتذتنا الكبار طعمة التميمي وخليل شوقي وسليم البصري وجعفر السعدي، فتربينا في هذه الأجواء العظيمة .

الخليج الإماراتية في

26/02/2013

 

المخرج جمال عبد جاسم :

لأول مرة نصور في المحطة العالمية

قحطان جاسم جواد  

قادتني المصادفة أن ألج المحطة العالمية لسبب ما ، ولم أتصور أن هناك مفاجأة تنتظرني ... وكانت مفاجأة جميلة إذ وجدت (التيتي) أو فاحص التذاكر يعود الى القطار بعد أن نسيناه لسنوات طويلة . والتيتي باللغة الانكليزية يعني ( T.T ) أو (ترفك تكت) وبالعربية فاحص التذاكر, الذي يقوم بتفتيش القطار ويفحص التذاكر بالنسبة للركاب ويفتش عمن قطع تذكرته, ويحاسب من لم يقطع التذكرة ... وهي شخصية قديمة بالقطار ويتذكرها العراقيون من عمر خمسين عاماُ فما فوق .

وأثناء توديعي  لأحد الأصدقاء شاهدت الفنان الكبير  قاسم الملاك وهو يرتدي ملابس التيتي  فضحكت في سري وقلت  لنفسي شنو عنده نقص بالخدمة وراح يكملها بالمحطة

المهم التقيت  الفنان  الملاك وتبادلنا السلام  والتحية  لاسيما انني لم التقنية منذ عام  2010 حين اجريت آخر حوار معه .. وفي جانب آخر وجدت  المخرج جمال عبد جاسم الذي شكّل مع الملاك ثنائياً ناجحاً في العديد من الأعمال منذ  مسلسل حب وحرب والدرس الأول وسائق الستوتة وغيرها .. جمال كان منشغلاً بتحضير مشهد صعود الركاب الى القطار .. وما ان قال( كيو) اندفعت جموع الراكبين نحو القطار للحصول على مقعد.. وكان من بين الركاب رجل كبير السن يحتضن (معزة) يحنوعليها وكأنها ابنته ! وهو يمشي للوصول الى عربة الركاب اعترضه (التيتي – الملاك ) وطلب منه أن يترك المعزة الى عربة الحقائب والمعدات . (لأن القطار مخصص للآدميين وليس للحيوانات) على حد تعبير الملاك – لكن  صاحب المعزة  لم يقتنع وقرر أن يصعد المعزة معه في عربة الركاب .. وفعلاُ استغل انشغال التيتي  بالركاب واندفع الى داخل  العربة هو ومعزته!  فماذا سيحصل بعد ذلك! هذا ما نتركه للمشاهد ليتابعه عند عرض العمل على الشاشة حتى لا نفسد متعة المشاهدة

كذلك كانت هناك  الفنانة (نسمة) التي ارتبطت أيضاً مع مجموعة المخرج جمال عبد جاسم  والفنان القدير قاسم الملاك ومثلت معهما في أعمال سابقة .. وهي تظهر في هذا المسلسل كزوجة أب مكروهة من أولاده.

·        في لقاء مع الفنان الملاك أو التيتي في القطار... قلت له ... أجدك فرحاُ بالعمل؟

- فأجاب ... فعلاُ تملأ السعادة قلبي .. لأننا بدأنا تصوير اللقطة الأولى لعملنا  الجديد (التيتي) وهي شخصية قديمة كانت تعمل  في القطار وتراقب الركاب في قطعهم  للتذاكر ومحاسبة من لم يقطع تذكرة؟ !

·     وأثناء حديثه أوقفته أمام  القطار والتقطت  له صورة فظهر التيتي مع القطار كما يظهر في الصورة المنشورة مع هذا الموضوع.

وأضاف الملاك  :ـ  

أول يوم تصوير في مسلسل لحساب قناة العراقية وهي المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً بعد أن عملنا سابقاً مع الشرقية.

·        لماذا تركتم الشرقية ؟

من الطبيعي أن نعمل في جميع القنوات اليوم مع العراقية وغداُ مع الرشيد وربما نعود بعد ذلك الى الشرقية.. كل القنوات عراقية والفنان يعمل في كل القنوات.

·        وماذا عن التيتي ؟

- التيتي ... يعرفه العاملون في القطار وكذلك من كان عمره ستون عاماً يتذكر جابي القطار أو التيتي . وهي تسمية انكليزية وليست عربية ( T.T) وقد دارت الكاميرا في أول مشهد وهو أصعب مشهد في محطة القطار حيث يتجمع الركاب مع الممثلين ويستغرق التصويرعدة ايام .. فنحن سنغادر مع قطار البصرة من الساعة الخامسة والنصف مساءً ونصل البصرة في اليوم التالي بالساعة الخامسة  صباحاً ونقضي اليوم كله في البصرة ثم نعود مساءُ في الخامسة والنصف ونصل بغداد في اليوم الثالث الساعة الخامسة فجراً.. وسيتم التصوير في القطار بمشاركة الكثير من الفنانين والمواطنين من ركاب القطار المغادرين الى البصرة والعائدين الى بغداد وستتم هذه العملية لأكثر من مرة أثناء أحداث المسلسل.

·        حدثنا عن العمل وتفاصيل شخصيتك ؟

- المسلسل يقع في ثلاثين حلقة .. وشخصية التيتي إنسان يقدم  جهداُ كبيراً ويتعب كثيراُ من دون أن تعرف الناس حجم معاناته.. فنحن  سنوضح معاناته ومشاكله  التي يعيشها  طوال ايام المسلسل المعدّ لشهر رمضان المبارك المقبل .. والتيتي الذي أمثله يعمل سائق تاكسي بعد دوامه في القطار, وأيضاً يواجه الكثير من المواقف  والمشاكل . ولديه عائلة كبيرة . يخرج العمل الفنان جمال عبد جاسم  ويمثل  فيه الكثير من نجوم الفن العراقي منهم نغم السلطاني ونسمة ومحسن العزاوي وعدي عبد الستار  وانعام الربيعي  ورزاق احمد إضافة الى أكثر من 200 شخصية ساندة ومكملة في العمل.

وقاطعنا المخرج جمال ووجه نداءه الى الفنان الملاك قائلاً .. أين التيتي .. تحضر للمشهد سنصور .. فغادرني التيتي الى التصوير وقال سنكمل في يوم آخر .. أيام  التصوير طويلة .

* فعدت الى المخرج  جمال .. أسأله  .

·        ما الجديد في العمل ؟

- لأول مرة ستظهر محطة القطار في الدراما العراقية .. وكذلك أول مرة يظهر التيتي فيها بعد أن نساه الجمهور.. وقد أشركنا الركاب في عملنا لتبدو الأمور طبيعية.. الى جانب وجود الفنان الكبير قاسم الملاك والفنانة الشابة أشواق  والفنانة نسمة ومحسن العزاوي إضافة الى فنانين ثانويين...

وسيجري التصوير داخل عربات القطار خلال أكثر من يومين متتاليين ثم نعود مرة أخرى ليومين آخرين وتتكرر العملية غير مرة خلال أيام تصوير المسلسل .

المدى العراقية في

27/02/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)