سينماتك

 

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتيّة (9):

في(سينما إيزيس)

نقادٌ يغردون خارج السربّ, وآخرون ينبحون داخل الحظيرة

باريس/ صلاح سرميني

 

 

 

سينماتك

تحت عنوان (إنهضي يا روحي) كتبَ الكاتب, والصحفي, والناقد السينمائي المصري المُقيم في باريس (صلاح هاشم) ـ كما يحلو أن يُطلق على نفسه ـ إفتتاحيةً بمناسبة تأسيس موقعه الشخصي, والذي تخيّر له (سينما إيزيس) إسماً, وهنا, فإنني أنسخها كما هي, بدون تعديل أسلوبي,ّ إملائيّ, أو لغويّ, وسوف يكون ذلك حال كلّ الفقرات المنسوخة لاحقاً عن الموقع :

(أهلا بكم في موقع مجلة سينما ايزيس تحت التأسيس, كما هو يبدو كل شييء في حياتنا، علي موقعة شبكة المعلومات الجديدة الهائلة الانترنت, حيث هي المعرفة مبحاحة ومتاحة لم يشاء, ومجانا ببلاش, وكنت تدوخ السبع دوخات يا مؤمن لكي تحصل علي معلومة في بلدك، اذا سألت تتهم بأنك عميل سري، وبيشتغل مع مخابرات دولة اجنبية, والآن, وبعد ان تكسرت كل الحدود والعراقيل والعقيات التي كانت تواجهنا في الوطن, وتسد امامنا الطريق, وتغربنا اكثر عن مجتمعاتنا، حتي صرنا مسخا في بلادنا, صارلنا بفضل الانترنت موقعا واسما وصالة عرض واوطان. لم تعد القضية الآن ان ننغلق علي وطن واحد، وثقافة واحدة، ونتعصب لجنس او طائفة او حزب او فريق او دين, صار وطننا هو حريتنا، بفضل الانترننت, حريتنا في ان تقول نحن ايضا كلمتنا، ونعلي من شأن الصورة التي نريد, حريتنا في ان تكون لنا اوطانا وجبالا وبلدانا ومحيطات, حرينتا في الانفتاح علي كل ثقافات العالم ونحن نعاتق الاهل في الوطن, صرنا الآن نريد ان نتواصل في اللحظة مع طوب الارض، ونعانق كل الموجودات والمخلوقات، ونحن نحلق في الاعالي مع السحب، ونسطر ابجدية السعادة والنور، ونتصالح مع البحر والسماء والغابة والنهر, نتصالح مع انفسنا والعالم, اصبحنا نجيب محفوظ ونيكوس كازانتزاكي وهرمن هسه وطاغور ووالت ويتمان وشهرزاد ويحيي حقي وادجار الآن بو، لأن كل الكتابات العظيمة في اعمال هؤلاء وغيرهم تنتمي جميعها الي الانسانية وهي ملكا لكل البشر ولكل العصور, نريد في سينما ايزيس ان نعني اساسا بفكر السينما المعاصرة, اي الطريقة التي تفكر بها ب و مع من اجل ان تصبح اداة تفكير في مشاكل الواقع ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية تحت الشمس وليس خزعبلات وترهات ثرثارة لاعلاقة لها لا بحياتنا، ولا بواقعنا وأكثر من مجرد وسية للترفيه وقطع الوقت, وبالله عليكم اين هذا الوقت الذي نجده اولا كي نقطعه، او نقتطع منه؟ علينا ان نفكر الآن في الصورة التي نصنع، كي تكون شبيهة بنا, ومعبرة عن احلامنا وطموحاتنا ومغامرتنا وفكرنا, وكل ماعدا ذلك في رأينا فهو هراء وعبث، وأحد اهداف سينما ايزيس ان تكون منبرا للاقلام الحرة التي تشارك في الكشف عن الحقيقة وعدم الخضوع والرضوخ، وكنس الهراء العام، علي جميع مستويات التفكير في الحياة وفلسفة الجمال وفي الموسيقي والسينما وفلسفة الفكر المعاصر, وكل هذا مطلوب لتفتيح الاذهان وتوعية الشعوب ونشر الثقافة السينمائية وغسيل العيون، وأكثر منه مطلوب, وكفاية, قبل ان نندم علي الوقت والايام والاحلام التي ضاعت من عمرنا, ومجلة سينما ايزيس هي وقبل اي شييء تحية الي دار سينما ايزيس في حي السيدة زينب, حينا, وكانت شباكنا نحن الاطفال الاشقياء في قلعة الكبش في منتصف الخمسينيات, شباكنا علي السفر والترحال والاستكشاف والدهشة وعناق المغامرة, لهذا اردنا من خلال هذه المجلة الجديدة ان نحييي سينما ايزيس من جديد, وننفخ فيها الحياة ونحكي عن الصورة التي تعجبنا, وتكون المجلة ببركة ايزيس رحلة استكشاف ومغامرة حياة جديدة وعرضا مستمرا في قاعة جديدة لسينما ايزيس, قاعة لاتفارقها ابدا الحياة).

وفي كلمة أخرى, كتبَ (صلاح هاشم): (سينما ايزيس, مجلة سينمائية عربية علي الانترنت, أسسها في باريس الكاتب الصحفي والناقد السينمائي صلاح هاشم ـ انظر موقع الكبش ـ وتعني المجلة الجديدة بفكر السينما المعاصرة ونظريات الفيلم والاصدارات السينمائية الجديدة من الكتب والمجلات والمطبوعات المتخصصة، وتؤسس لجسر يربط ما بين حركات وتيارات السينما في فرنسا والعالم وبين العالم العربي, ومنفتح علي اتجاهات النقد الحديث والقراءات المتجددة للسينما كاداة للتفكير والتأمل في مشاكل عصرنا وتانقضات مجتمعاتنا الانسانية تحت الشمس، وارتباطها كفن بالمعارف الجديدة في الفنون والفلسفة, وتنحاز سينما ايزيس لسينمات الجنوب وسينما الواقع روائية وتسجيلية، والمحاولات السينمائية الامريكية المستقلة وتسعي سينما ايزيس ان تكون مجلة حرة ومستقلة وجريئة ومتجددة، والمعروف ان دار عرض بهذا الاسم ـ سينما ايزيس ـ كانت متواجدة بالفعل في حي السيدة زينب الشعبي العريق في مصر وكانت تعرض الافلام الاجنبية فقط بترجمة عربية لانيس عبيد، وفي هذه الدار شاهد مؤسس المجلة مجموعة كبيرة من افلام السينما العالمية التي شكلت وجدان جيل باكمله هو جيل الستينيات في مصر، ويحكي عن تلك الافلام في كتاب ـ طفولة ايزيس, ذاكرة السينما ـ ويهدي هذه المجلة الي تلك القاعة التي صارت ارضا خربة ستتحول عن قريب الى مركز تجاري) .

*****

في شهر(أغسطس من عام 2005) كنتُ منهمكاً في الكتابة عن المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية, ووصلتُ وقتذاك إلى الحلقة الثامنة, عندما ظهر موقع (سينما إيزيس) بإفتتاحيته الطموحة جداً, وبقائمة من مُستشارين, ومُراسلين, ومندوبين, ومُتعاونين, أشكّ بأنهم كانوا على علمّ بتلك المهمّات التي أُوكلت إليهم, سرعان ما أدرك (صلاح هاشم) فداحة الأمر, فسارع بعد فترة وجيزة إلى  حذف القائمة .

وهكذا, تخيّر الموقع, ومنذ خطواته الأولى, أسلوب المُبالغة, والتضخيم, والإدّعاء, وفقد مصداقيته فوراً, وأصبح يوماً بعد آخر مساحةً إفتراضيةً لتصفية الحسابات, ومن يتصفحه, سوف يُفاجئ بخلفيته السوداء, ونصوصه المكتوبة باللون الأخضر, والأصفر, والأحمر, والأزرق,....

بدايةً, كان من الأفضل بأن يستعين بأسماء مستعارة تُذيّل بعض الموضوعات المنشورة في الموقع, بدلاً من جرأة جعلته يستخدم أسماء أشخاص نعرفهم, كما حدث مثلاً عندما أوهمنا بأنّ (نادية مفلح) ـ وهي ناقدةٌ سينمائيةٌ فرنسيةٌ من أصل جزائريّ ـ هي التي كتبت خبراً بعنوان (تكريم السينما التونسية في مهرجان القارات الثلاث), ولم يدري بأن أسلوبه الذي تعوّدنا عليه, سوف يخذله : (بعد جملة من الافلام الفرنسية الخفيفة وبعض الافلام الامريكية المخيفة مثل فيلم حرب العوالم الذي لم يعجبنا للامريكي ستيفن سبيلبيرغ، وبحاجة الي مراجعة, وسنعود اليه لاحقا، للكشف عن تأثيرات مثل تلك افلام، المسلحة بالدمار واعمال القتل والخزعبلات التكنولوجية، كي تلحس دماغك يا مؤمن، بمتبلات الابهار البصري الحريفة, وتكون بعد ان شاهدت الفيلم المذكور تروح تسأل، ياتري انا اصطبحت بوش مين، وتغادر قاعة العرض وانت تسب وتشتم، مع الاعتذار لنقاد السينما العرب، الذين اعجبهم الفيلم).

ويمكن مقارنة تلك الفقرة (والمٌفترض بأنها بقلم ناقدةٌ سينمائيةٌ فرنسية) مع فقرة لاحقة مأخوذة من متابعة صحفية بعنوان (حصاد الإسكندرية السينمائي 22) كتبها (صلاح هاشم) نفسه : (وكانت السينما المصرية حضرت في المهرجان من خلال فيلم "ملك وكتابة" لكاملة أبو ذكري الذي شارك في المسابقة الرسمية، ولم يعجبنا، رغم انه حاز علي إعجاب وتصفيق العديد من الصحفيين المصريين الذين حضروا الفيلم، ولم يكن إعجابهم وتصفيقهم - حسب ظني-  في اغلبه إلا مجاملة في المحل الأول للممثل القدير الفنان محمود حميدة، ولولا تمثيله، حسب رأيي، لكان الفيلم سقط سقوطا مدويا، وذلك لغياب السينما في ذلك الفيلم ومصر بالكامل).

والغريب, بأنّ عدوى جملته الشهيرة(سوف نعود تفصيلاً إلى تلك المهرجانات لاحقاً) قد أصابت أيضاً الأخبار المنسوبة إلى الناقدة المسكينة (ناديا مفلح), كما لم يخطر على باله بأن أحداً ما (ربما) يعرفها, فيُذكّره بأنها لا تتحدث اللغة العربية, ولا تكتبها, وحتى لو تخيلنا بأنها كتبت الخبر أعلاه بالفرنسية, فلن تكون ترجمته نصّاً عربياً ركيكاً مُطعمّاً باللهجة المصرية.

وسوف يتكرر هذا السلوك مرةً أخرى في (شهر يوليو 2006) مع خبر مطوّل بعنوان (مهرجان الإسكندرية 22 يشهد إنتعاشة), وهذه المرّة بقلم (سمير مجلي), ويبدو بأن (صلاح هاشم) يكتفي بالحديث مع أيّ شخص, ويقول له :

ـ بقولك إيه, أنا دلوقت مؤسّس, ورئيس تحرير موقع سينما إيزيس, إيه رأيك تكتب معانا,..

ولا يهمّ إن كان هذا الشخص لا يكتب العربية, أو حتى لا علاقة له بالسينما, كي يظهر في اليوم التالي خبر, أو مقالةً بإسم هذا, أو تلك.

ولكنني في المقابل, لا أشكّ بأن بداية دراسة بعنوان(آفاق السينما في لبنان) لم يكتبها الناقد اللبناني(نديم جرجورة), ولكنني أشكّ كثيراً بأنه على علمّ بعملية النشر تلك, وأكثر من ذلك, بأنه سعيدٌ بالمهمّة التي أُوكلت إليه(كمُراسل مُعتمدّ في لبنان), وللمقال بقية, ومازال القارئ ينتظر.

كما سوف ننتظر أيضاً بقية مقال بعنوان(التلفزيون, وآليات التلاعب بالعقول) بقلم (درويش الحلوجي), ولكن قبل ذلك, ننوّه بأن (درويش الحلوجي) ترجم كتاب (بيير بورديو), ولم يكتبه, فهل فاتت هذه المعلومة عن (سينما إيزيس).

في (شهر سبتمبر 2005) تضمّن الموقع تهنئةً من الناقد السينمائي (سمير فريد) والذي جاءت رسالته في فترة إستخدم (صلاح هاشم) أحد النقاد الطيبين, وأقنعه بأنّ (سينما إيزيس) هو الوحيد في الشبكة العنكبوتية, وتدّخل وقتذاك الناقد السينمائي العراقي (حسن بلاسم) صاحب موقع (الفيل) ـ المُتوقف حالياًـ و(حسن حداد) صاحب موقع (سينماتك) ليُصححا بأدبّ تلك المعلومة, وأذكر بأن (سمير فريد) نفسه أشار في كلمته إلى ما كتبتُه عن المواقع السينمائية في الشبكة العنكبوتية, ولكنني فوجئتُ بعد أيام بأن (صلاح هاشم) قد حذف تلك الإشارة, وبغضّ النظر عن ذاك السلوك, أسعدني بأن الناقد السينمائي ـ الكبير فعلاـً يتابعُ قراءة السلسلة, ويُشيد بها أيضاً, ويقترحُ على (صلاح هاشم) إعادة نشرها في موقعه, وأضاف أيضاً (كلّ ما أتمناه, التدقيق في المعلومات على مواقع السينما العربية, ففي مقابل حرية الرأيّ من دون قيود, ولا حدود, ليست هناك حرية في نشر معلومات غير محققة مائة في المائة, بل إن المعلومات الخاطئة - كما تعلم- عدوانٌ على الحرية).

وفي الوقت الذي يتباهى (صلاح هاشم) بتهنئة ناقد, ومؤرخ كبير, يبدو بأنه لم يفهم مغزى تلك الفقرة التي تدعوه للتدقيق.

وفي نفس الشهر, نقرأ كلمات ترحيبية أخرى(في الصحافة العربية), واحدةٌ كتبها الناقد السينمائيّ الأردنيّ الطيب (ناجح حسن) في جريدة (الرأيّ) الأردنية, وهي التي أثارت حفيظة بعض مؤسّسي المواقع السينمائية الجادة, لما جاء في تلك المجاملة من مبالغات, وتضخيم غير مبرر لموقع بدأ لتوّه, ولم يثبتَ جدارته بعد, وأخرى في موقع (إيلاف) الذي يكتب فيه (صلاح هاشم) نفسه, قبل أن تنتقل كتاباته إلى (سينما إيزيس), وبالطبع, لا يخفى على أحد, بأن ذلك الإحتفاء كان من كتابته .

ومنذ ذلك التاريخ, تبدأ حملات الهجوم العنيفة على بعض الشخصيات, والمهرجانات من خلال كتابات الناقد السينمائي المصري(أمير العمري), المُقيم في لندن.

وإقتصر شهر (نوفمبر 2005) على كلمة تأبين المخرج العربي (مصطفى العقاد) كتبها الناقد السينمائي المصري (عماد النويري) المُقيم في الكويت, والذي تبدو مقالاته دعماً حقيقياً يمنح الموقع بعض الجدية, والتوازن.

في شهر (ديسمبر 2005),  وتحت عنوان (حصاد مونبلييه السينمائي, في الخبز الحافي التابع ينهض), كنا ننتظر من الكاتب بأن يُحدثنا عن مهرجان مونبلييه الفرنسي المتخصص بالسينمات المتوسطية, ونكتشف بأنه يتحدث فقط عن فيلم (الخبز الحافي) لمخرجه الجزائري(رشيد بن حاج) بأسلوب يجمع ما بين الإنشائية, الخطابية, والتلخيص المُستفيض لأحداث الفيلم, ما يستدعي ضرورة التفريق بين الصحافة, والنقد السينمائيّ.

في شهر (يناير 2006), وفي سابقة أولى من نوعها, غريبةٌ, ومُستفزة, ينشر (صلاح هاشم) دراسةً مكتوبةً بالفرنسية بعنوان (بارتولمي أمنجوال, طفل السينما الجزائري) بقلم الناقدة الفرنسية (ناديا مفلح), وأتوقع بأنها قد وافقت على إعادة نشر دراستها في الموقع, ولكن لماذا لم يترجمها (صلاح هاشم) إلى العربية, هل يعاني من مشكلة مع لغة موليير (والأخوين لوميّير), أم لضيق الوقت, وربما النسيان, وما الهدف من نشرها بالفرنسية, وهو الذي سوف يطلع علينا فيما بعد بخبر صاعق عن (نسخة عربية) من مجلة (دفاتر السينما الفرنسية).

وفي ذلك الشهر أيضاً, نقرأ مقالة بعنوان (حصاد العام السينمائي2005) كتبها (عماد النويري), وفيها يتحدث بهدوء, ورصانة عن المشهد السينمائي العربي لعام 2005.

ومنذ شهر (فبراير 2006), سوف تفوح رائحة المُبالغات, حيث نشاهد صورة غلاف أحد أعداد المجلة الفرنسية (دفاتر السينما) وتحتها عنوان(غلاف مجلة كراسات السينما عدد يناير, وتعاون مع سينما إيزيس).

وفي شهر (مارس 2006), يكتب (صلاح هاشم) تحت عنوان(فيلم دردمات  للمخرج العراقي سعد سلمان, الحزن مثل برميل بارود), فيتأكد لي, بأن النقد السينمائي عنده ليس أكثر من إنطباعات سريعة, تتجمع في فقرة من بعض السطور, ومن ثم إستعراضاً مُسهباً لأحداث الفيلم, وينتهي المقال( وأحياناً تُسمى دراسة) بفقرة ختامية .

في شهر (أفريل 2006) لم أفهم لماذا نشر (صلاح هاشم) قائمةً طويلةً جداً تحت عنوان (دليلك إلى سينما إيزيس, المحاور الرئيسية), وكان المُفترض بأن تُنشر مع ظهور الموقع, وهي (بعد التصحيح الكتابي) :

*محور أخبار جديدة (باب الفتوح), ورسالة إيزيس : محور مفتوح دائماً على كل جديد, ورسائل, ومقالات, وتعليقات القراء.

*محور أطلس السينما العربي : محور يُعنى بالحديث عن السينما في بلد, أو أكثر من بلد.

*محور الإشارات, والتنبيهات, والإصدارات الجديدة : يُعنى بالإشارة إلى أحداث, وإصدارات (كتب, وأفلام,.. الخ) ووقائع مهمة, وينبه إليها في التوّ.

*محور مفكرة (صلاح هاشم): يُعني بكتابات المحرر, وأسفاره تحت بوابات العالم.

*محور سينماتيك : يُعنى بدار الأفلام السينماتيك الفرنسي, ونشاطاتها, وذاكرة السينما.

*محور المقابلات : يقدم مقابلات مهمة مع مخرجين, وسينمائيين من داخل الوسط السينمائي في العالم.

*محور شخصيات, ومذاهب فنية: بورتريهات, ودراسات نقدية عن تاريخ, وأصول المذاهب السينمائية في العالم.

*محور المهرجانات : تغطيات لمهرجانات سينمائية عربية, وعالمية.

*محور السينما, وحقوق الإنسان : السينما, وحقوق الإنسان على الشاشة, وقاموس الرقابة على السينما في العالم.

*محور جاليري : يُعنى بالإشارة إلى المعارض السينمائية, والفنية المُتصلة بالفن التشكيلي, وفنون الصورة.

وبالطبع, لم تظهر تلك المحاور خلال متابعتي اللاحقة لمحتويات الموقع.

وبعد تلك القائمة, لم أفهم أيضاً السبب من إعادة نشر ما كتبته الصحافة العربية عن موقع (سينما إيزيس) ـ والمقصود هنا ما كتبه (ناجح حسن) في جريدة (الرأيّ) الأردنية, وما كتبه (صلاح هاشم) نفسه في موقع (إيلاف) ـ

ومن ثمّ نقرأ عن حصول المخرج المصري (مروان حامد) على جائزة أحسن مخرج روائي جديد في مهرجان (تريبكا).

وعن الفيلم يكتب (يعتبر فاتحة سينما مصرية جديدة، ودعك من ان الفيلم من انتاج شركة "جود نيوز " التي اسسها الاعلامي عماد الدين اديب، هو اغلي فيلم صنع في مصر، بميزانية تتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات، فذاك غير مهم، المهم ان الفيلم يخرج عن تيار او موجة السينما المصرية الفكاهية البذيئة، التي هلكتنا بافلامها، ولا علاقة لها البتة بالسينما الفن، ويؤكد علي ان مصر بموهبة مروان حامد السينمائية- وكنا نبهنا اليها، عندما شاهدنا فيلمه " ليلي " الاثير في بينالي السينما العربية وكتبنا عنه، وأشدنا بالفيلم وصانعه).

ولكن, في مكان لاحق, سوف نقرأ كلاماً مُناقضاً تماماً, نلخصه بالفقرة التالية (انتهي مهرجان السينما العربية في باريس بحصول فيلم " عمارة يعقوبيان " للمصري مروان حامد كما كان متوقعا علي كل الجوائز،......وبدا الأمر كما لو انه كان مدبرا ومخططا له من قبل, فمن جهة، كان الفيلم شارك من قبل في مهرجان الفيلم العربي في روتردام، ولم تجد فيه لجنة التحكيم التي ترأسها مخرج هولندي ما يشبع جوعنا إلي السينما الفن، ولا يتصور أي احد انه يحمل هما، ....شاهدنا الفيلم عندما عرض في سوق مهرجان " كان "، وصرفت شركة "جود نيوز" المنتجة علي الدعاية له الآف اليوروات، مما يسيل له لعاب تجار السينما هنا، ودفعت الشركة علي ما يبدو لكي تكتب عنه بعض الصحف الفرنسية المشبوهة، واستطاعت بنفوذها وفلوسها شراء بعض الضمائر والذمم, وكنا خرجنا بعد مشاهدته اضعف واوهن مما دخلنا، ومهزومين ومكسورين,.. وكانت صديقة ناقدة سينمائية لبنانية سألتني بعد عرض الفيلم في كان" إن ما رأيكم، فقلت لها أن الفيلم لم يعجبني علي الإطلاق، لأنه لا يحمل هما... بعد أن شاهدنا الفيلم، وتململنا كثيرا في مقاعدنا، ولم تهتز لنا شعرة,.. قلت لها ان الفيلم طويل وطويل وممل، وقد بدا لي أشبه ما يكون بمسلسل تلفزيوني في 30 حلقة، وقد لخص في فيلم مصور في ساعتين ونصف,......ولذا تظل أفلام مثل " عمارة يعقوبيان " أفلاما خادعة في رأيي لأنها لا تحمل هما وتتحاشى الصدام بقوة مع السلطة والرقابة، وتعمل لهما ألف حساب...).

كيف يمكن تفسير هذا التناقض ؟

وعلى الرغم من موقف (صلاح هاشم) من (عمارة يعقوبيان), فقد حظيّ هذا الفيلم على أكبر مساحة في الموقع من النقد, والتحليل, لأننا سوف نقرأ في شهر (يونيو 2006) :

(عمارة يعقوبيان, شخصيات منتهكة, ولعب في الحكاوي, ومخرج واعد) لعماد النويري.

وفي بادرة إستثنائية, يكتب (صلاح هاشم) مقالةً إحتفائيةً عن مهرجان عربي تحت عنوان (إنطلاقة الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام نحو آفاق جديدة), وتبدو بمثابة (مقدمات للحصول على دعوة), ويصبح فجاة ً(أهم المهرجانات السينمائية العربية السنوية، التي تقام في أوروبا، إن لم يكن أهمها علي الإطلاق).

في شهر (يونيو 2006) تتحول (سينما إيزيس) إلى (موسيقى إيزيس) مع دراسة بعنوان (حقائق تاريخية عن التأثير العربي في الموسيقى لهنري جورج فارمر) بترجمة(عبلة البرشومي) : (وسوف ينشر كتاب " حقائق عن التأثير العربي في الموسيقي " بترجمة عبلة البرشومي قريباً، ضمن إصدارت إيزيس، بالتعاون مع " الدار " للنشر والتوزيع), حسناً, سوف ننتظر.

ومرةً أخرى, يزجّ (صلاح هاشم) إسم الناقدة الفرنسية المسكينة (ناديا مفلح) في أخبار لم تكتبها مثل : (محمد عسلي في باريس, صحوة سينمائية, أم حلم منتصف ليلة صيف) ومن خلاله يورطها في هجوم لاذع ضدّ (نور الدين الصايل) مدير المركز القومي للسينما في المغرب, لماذا لا يمتلك (صلاح هاشم) جرأة الهجوم على خصومه بإسمه الصريح ؟

وفي(دردمات سعد سلمان, تشريح لمأساة وطن إسمه العراق) بقلم (د.جواد بشارة), وعلى الرغم من تحفظاتي السابقة حول ترجمة دراسات, وتذييلها بإسمه, إلا أنني هنا أعتبر دراسته عن الفيلم أفضل ما قرأته في الموقع, وهي تعتبر غريبةً عنه, وكأنها هبطت من عوالم أخرى, ومن خلال هذه المقالة التحليلية, يتوضح الفارق بين النقد السينمائي, والصحافة السينمائية التي طغت على مُجمل محتويات الموقع.

وفي ذلك الشهر, ينتبه(صلاح هاشم) بأن الشبكة العنكبوتية تحفل بمواقع سينمائية عربية أخرى, فيكتب عن(الثقافة السينمائية على الأنترنت, تحية إلى سينماتيك حسن حداد).

حسناً, ولكن, ماذا يكتب عن المواقع السينمائية الأخرى (ماعدا سينماتك): (تتنازع فيه المواقع السينمائية، وتتنافس علي جذب القاريء بخزعبلات المؤثرات البصرية، كما في جل افلام هوليوود الاستعراضية، وتكاد تضيع عندما تدلف الي احد تلك المواقع بسبب ضوء الفلاشات التي تبرق وتزغلل وتوجع العين وتلحس البصر، وهي في الجوهر خواء وبلا قيمة).

حسناً, نفهم بأن الموقع الوحيد الذي يحظى بقيمة ما هو (سينما إيزيس), وأنا المُتابع لتلك المواقع, وعلى الرغم من تباينها وُفق توجهاتها, إلاّ أنني لم أجد فيها خزعبلات بصرية, ودهاليز حلزونية نضيع فيها, ولا أضواء فلاشات تبرق, وتزغلل, وتوجع العين, وتلحس البصر, كلّ المواقع, وبدون إستثناء, بسيطة في الشكل, وسهلة في القراءة, ..

وعلى النقيض, أدعو القارئ  ـ ومن كلّ قلبي ـ بأن يتصفح موقع (سينما إيزيس), ويحدثني فيما بعد عن سذاجة الإخراج الصحفي, وصبيانية الألوان المُستخدمة في نصوصه, حتى أنني (وتفادياً للزغللة) أنسخ النصوص كي تتحول ألوانها الصفراء, والحمراء, والزرقاء إلى لون واحد قابلاً للقراءة, ولا يلحس البصر, ألم يكن من المناسب الإشارة إلى موقع (الفيل السينمائي) العراقي لصاحبه (حسن بلاسم), و(كلاكيت) المصري قبل أن يتوقف, وطموح (سينماك) السعودي, وأهمية (المدرسة العربية للسينما) المصري, وضرورة (جماعة السينما الفلسطينية) الفلسطيني, وتفرّد (فراديس) الإماراتي,........

ويضيف (هاشم) : (تتنافس فيه تلك المواقع علي نشر ذات الاخبار المكررة المعادة، الخاصة باخبار نجوم السينما والمسلسلات العربية الحقيرة التافهة الرديئة، وقطع تورتات البدء في تصويره).

وبعد تعميم خطير كهذا, ألا تُحتمّ الأمانة الصحفية, المهنية, الأخلاقية, والتاريخية بأن يكون أكثر تحديداً, وجرأةً بالإشارة الصريحة إلى تلك المواقع التي يستهجنها, والتي لا تدّعي بأنها سينمائية, بل فنية, ومن حقها بأن تتواجد في الشبكة العنكبوتية, وإلاّ أين الديمقراطية التي يتغنّى بها دائماً ؟

ومن خبر مطوّل عن الدورة الثامنة لبينالي السينما العربية(قبل أن ينقلب عليه) إلى دراسة تستحق القراءة فعلاً, جاءت هذه المرة نقلاً عن جريدة (القدس العربي) تحت عنوان (يونايتد 93, أو الطلقة الأولى في الحرب على الإرهاب, فيلم ينكأ ذاكرة الحادي عشر من سبتمبر) كتبها المصريّ (د.عماد عبد الرازق).

لننتقل بعدها إلى الصحافة الإنشائية مع خبر بعنوان(أحمد زكي, فراشة كانت تحلم بأنها إنسان) كتبه (صلاح هاشم), وخبراً عن كتاب (سينما الهلاك, إتجاهات, وأشكال السينما الصهيونية) للناقد السينمائي المصريّ(أمير العمري), ومن ثم متابعة تقريرية منقولة عن جريدة (العربي الناصري) بعنوان ( القاهرة ـ كان تذكرة عودة دون ذهاب) كتبتها (مني غازي).

وفي (كاميرا مخلوف تحتفي بإخوة الإنسانية), يبدأه (صلاح هاشم) بجملته المعهودة : (من أبرز المعارض التي شاهدتها في أبو ظبي), هل وصلت المُبالغة إلى هذا الحدّ, لقد كنتُ, وبدوره كان في أبو ظبي يشاهد أفلام (مسابقة أفلام من الإمارات) في (المُجمع الثقافي), والقراءة التي نُشرت وقتذاك في أكثر من موقع, تؤكد بأنه لم يمتلك الوقت للإنشغال بأمور أخرى غير مشاهدة الأفلام, فكيف تمكن من زيارة كلّ المعارض المُنعقدة في أبو ظبي, وتوصل إلى نتيجة مفادها بأن ذلك المعرض الذي أُقيم للصحفي, والسينمائي, والمُصور الفوتوغرافي, ومدير مهرجان الشاشة العربية المُستقلة, والمُبرمج السابق للأفلام العربية التسجيلية, والقصيرة لمهرجان دبي السينمائي(محمد مخلوف) في(المُجمع الثقافي) نفسه, وفي صالة تبعد بعض الأمتار فقط عن قاعة العرض, كان من أبرز المعارض في أبو ظبي ؟

ومن (صلاح هاشم) الناقد التشكيلي, إلى (صلاح هاشم) الناقد السينمائي, ومتابعة بعنوان(مهرجان الفيلم العربي في روتردام, نور يسطع), وبعد فقرات إنشائية, إحتفائية عن (نور الشريف), يعدنا هاشم(مثل كلّ وعوده السابقة) بالحديث تفصيلاً عن المهرجان.

في شهر (يوليو 2006), يزجّ (صلاح هاشم) إسم الصحفي السابق, والفنان التشكيلي, ومدرس اللغة العربية (سمير مجلي) في متابعة صحفية عن مهرجان الإسكندرية, ونحن نعرف بأن هذا الرجل الطيب, المُسالم لا علاقة له بالمهرجان, وبالسينما, لا من قريب, ولا من بعيد, ولكن, ربما كانت حيلة ساذجة كي لا يُقال عن (صلاح هاشم) كيف ينتقد كلّ المهرجانات العربية, ومسؤوليها, ويفتح صفحات موقعه لمن هم أكثر منه إستياءً, وفي المُقابل, يحتفي بمهرجان الإسكندرية الذي هو بمعرفة كلّ الوسط السينمائي المصري, والعربي, وحتى وزارة الخارجية الفرنسية, الأسوأ تنظيماً على الإطلاق.

والطريف, بأننا نقرأ في تلك المُتابعة(سوف يشهد مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي 21 الذي تقام دورته القادمة في الفترة من 5 الي 22 سبتمبر انتعاشة مالية وفنية، تعيد اليه ألقه القديم.....)

هكذا فجأةً, وبدون أن تثبت السيدة (إيريس نظمي) جدارتها بعد, سوف يشهد المهرجان إنتعاشةً على يدها, أليست محاولة إحتفاء مفضوحة بالرئيسة الجديدة للمهرجان كي يحافظ (صلاح هاشم) على الجسور التي بناها معه كمندوب في فرنسا ؟

ألم يكن من المُناسب أولاً تصحيح تاريخ المهرجان الذي جعله أطول المهرجانات السينمائية في العالم, ومن ثمّ (ألقه القديم), هل يكفي قراءة ما كُتب عن المهرجان في دورته الماضية كي نتعرف على هذا (الألق), أم يجب العودة إلى كلّ ما كُتب عنه طوال تاريخه, أم نستمع إلى آراء الذين حضروه , ليحكوا لنا عن بعض فضائحه, حتى أن ضيوفه ينسون السينما فيه, ويتفرغون لحلّ المشاكل التنظيمية.

ولكن, ما هو مفاجئٌ فعلاً, بأنني إكتشفتُ فجأةً (سمير مجلي) ناقداً سينمائياً يمتلك مسيرةً نقديةً حافلة, ويكتب بدراية عن سينما البلاج في مهرجان كان السينمائي العالمي التي تُعرض فيها الأفلام السينمائية على الشاطئ, وكذلك عروض مهرجان لوكارنو السويسري .

أما ما كتبه الناقد السينمائي (أمير العمري) تحت عنوان (مهرجان القاهرة السينمائي,  من الموظفين إلى أنصاف النجوم) فهي تتوافق في ترصدّها للمهرجانات السينمائية العربية, ومسؤوليها مع نفس المنهج الهجومي الذي تخيّره الموقع, وصاحبه (صلاح هاشم), وقد قرأتُ تلك المُداخلة فور نشرها, ولكن, ما لفت نظري فيما بعد عند قراءتها من جديد, هو نشر صورة كبيرةً جداً لكاتب المُداخلة, وتحتها مباشرةً صورةً أصغر منها بكثير لوزير الثقافة المصري (فاروق حسني), ومن ثمّ صورةً أصغر للناقد السينمائي(ومدير المركز القومي للسينما) علي أبو شادي ( ألاّ يُعتبر هذا التصرف قلة ذوق؟).

ومن مفاجأة إلى أخرى,, وهنا, فإنني لا أدري كيف إرتضى (سمير فريد) بأن تُنشر مقالةً له, أو يُعاد نشرها في موقع (سينما إيزيس), حيث كتب تحت عنوان(عمارة يعقوبيان, الرواية, والفيلم, والحدث) دراسةٌ مستفيضةٌ, ومُمتعة تكشف بموضوعية الكثير من تفاصيل الفيلم, والرواية, بعيداً عن مشاعر الحقد, والكراهية, والغيرة التي تُسئ إلى السينما أكثر مما تُفيدها, وهي بالآن ذاته, تُظهر بوضوح الهوّة الواسعة التي تفصلها عن تلك المُتابعات الصحفية التي إزدحم بها الموقع.

ومن متعة قراءة ما كتبه (سمير فريد) إلى (الأكذوبة الكُبرى) للموقع, وللمشهد النقدي السينمائي العربي لعام 2006, وهنا يستغلّ (صلاح هاشم) من جديد ثقة (ناجح حسن), وطيبته, ويدفعه لكتابة خبر كاذب من أوله إلى آخره بعنوان( مجلة لو كاييه دو سينما  أشهر دورية عالمية في الفن السابع إلى العربية), ونقرأ فيه حرفياً(قررت مجلة دفاتر السينما /لي كاييه ديو سينما/ الصادرة في فرنسا منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، والتي تعد من اعرق الدوريات السينمائية بالعالم اصدار نسخة من اصدارها الدوري الشهري باللغة العربية، لتضاف الى اللغات الاخرى التي تصدر عنها بالانجليزية، الاسبانية، والايطالية فضلا عن لغتها الاصل الفرنسية, وقد اسندت ادارة المجلة التي طالما قدمت الى عشاق السينما العديد من القامات السينمائية الرفيعة، الى الناقد والباحث السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم بباريس مهمة الاشراف على النسخة العربية، الى جانب قيامه من خلال موقعه الالكتروني /سينما ـ ايزيس/ بترجمة الكتب السينمائية، التي تصدر عن دار نشر" لي زيتوال" التي تصدر عنها دفاتر السينما، من الفرنسية الي العربية، بالتعاون مع مؤسسة الدار للنشر في مصر, وبذلك يصبح صلاح هاشم رئيس تحرير النسخة العربية ل "دفاتر السينما" الفرنسية).

بالنسبة لواحد فضوليّ مثلي, كان من السهولة التحقق من تلك الكذبة, و(ربما) أخصص لاحقاً متابعةً منفصلةً أُعيد من خلالها نشر الخبر كاملاً, وأضيف إليه الرسائل المُتبادلة مع المجموعة التي تدير المجلة الفرنسية العريقة (دفاتر السينما), وأختمها بتكذيب صريح, وواضح لهذا الخبر الذي أراد (صلاح هاشم) أن يبيع, ويشتري من خلاله .

ومع شهر (أغسطس 2006), فقد مضى عامٌ كامل على تأسيس (سينما إيزيس), والمُفترض بأن ينضج, ويتحسّس خطاه, ويبتعد عن المنشورات السياسية, والخطابية, والمُبالغات, ولكننا نجد زيادة جرعة التلفيق إلى درجة الإستخفاف بكلّ نزاهة, ومصداقية, ووصلت المُزايدات إلى أقصاها مع نشر خطاب علنيّ كتبه (صلاح هاشم) تحت عنوان (دعوة إلى عقلنة مهرجاناتنا السينمائية لإعادة إعمار لبنان), ويبدأ الزعيق هكذا(تري ما جدوى المهرجانات السينمائية العربية بعد تدمير لبنان؟), وبدوري (ربما) أُخصص موضوعاً منفصلاً للكشف, وبكافة الوثائق المُمكنة, عن هذا الزيف, وقد جاء الخبر التالي (مهرجان الأردن للأفلام القصيرة, وإعادة إعمار لبنان) بمثابة صدى لسابقه, ولا أدري كيف يُقحم (صلاح هاشم)هذا المهرجان الصغير المُتواضع في قضية أكبر منه, ومن خلاله يريد إقناعنا بتحقيق هدفه من الزعيق, والمُزايدات على لبنان, واللبنانيين, حينما يقرر مهرجانٌ صغيرٌ مازال في أولى خطواته التنظيمية تخصيص عوائده لصندوق إعادة إعمار لبنان.

المُبادرة جميلةٌ, ونبيلةٌ بحدّ ذاتها من مدير المهرجان (حازم بيطار) ـ إذا كان الخبر صحيحاً ـ ومع ذلك, أجد بأن (صلاح هاشم) يستدرج, ويزجّ أشخاصاً كان من الأفضل بأن يهتموا بتطوير المهرجان, والحفاظ على إستمراريته.

هناك إحتمالان : إما أن تكون مشاهدة الأفلام مجانية لتشجيع المتفرج الأردني على الإهتمام بهذه النوعية, وهذا يعني بأن عوائد الشباك صفر .

أو ليس من المُستبعد بأن يدفع المتفرج ثمناً رمزياً للتذكرة, وهنا, لن تتعدى الحصيلة أكثر من مئات الدينارات الأردنية(وتجاوزاً الآلاف), المهرجان يحتاج لها لتغطية مصاريفه.

وهنا, أستعير ما كتبه الناقد اللبناني (محمد رضا) في مجلة (أفكار) ردّاً على مزايدات (صلاح هاشم) :  لك يا عمي, لبنان قادر يغني لحالو .

*******

خلال متابعتي للموقع, كانت جعبة(سينما إيزيس) تحفل دائماً بموضوعات, ومقالات, ودراسات (سوف) نقرأها لاحقاً, وقد إنتهيت من قراءة محتوياته كاملةً, ولم أجدها, ربما هي أفكارٌ, ومشاريع منسية, أو مُؤجلة, أو ربما يُراهن (صلاح هاشم) على أن يُصاب القارئ بمرض الزهايمر, وينسى اليوم ما قرأه البارحة.

منذ الشهر الأول لظهور الموقع, المجلة, الشاشة(وهي تنويعاتٌ يحلو له أن يُطلقها على سينما إيزيس), فإنني مازلتُ أنتظر تتمة بعض المقالات, أو حرفاً واحداً من وعوده الكثيرة :

ـ الكتابة عن فيلم (حرب العوالم) لمخرجه(ستيفن سبيلبيرغ).

ـ تتمة دراسة آفاق السينما في لبنان(نديم جرجورة).

ـ قراءة في كتاب التلفزيون, وآليات التلاعب بالعقول(درويش الحلوجي)

ـ حوار مع (د.صبحي شفيق) شيخ النقاد السينمائيين, والأبّ الروحي للمجلة.

ـ الكتابة عن فيلم(الجنة الآن), والندوة .

ـ قاموس الرقابة على السينما في العالم.

ـ الكتابة عن أفلام ممنوعة.

ـ الكتابة عن الأساطير المُؤسّسة للسينما الأمريكية.

ـ درس السينما, عثمان سمبان عميد المخرجين الأفارقة.

ـ الكتابة عن شخصيات, ومذاهب سينمائية, شارلي الذي لم يكف أبداً عن إختراع شابلن

ـ حوار مع الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد, طلاب في الجامعة يسألون : الصورة حلال, أم حرام.

ـ طفولة إيزيس, ذكريات سينما ترسو في حيّ السيدة.

ـ الكتابة عن فيلم لص بغداد لمايكل باول.

ـ ترجمة المقال الذي يُشيد بكتاب (إطلالة على جمهور الفيلم العربي في أوروبا) بقلم الكاتب, والناقد السينمائي التونسي (كامل بن يونس).

ـ قراءة لكتاب المخرج, والناقد السينمائي (قيس الزبيدي) الذي يكشف عن آليات المسلسلات التلفزيونية العربية .

ـ الكتابة عن السينما في متحف اللوفر.

ـ الكتابة عن مهرجان سينما الجيب في باريس(طبعاً كان يقصد دورته الأولى, والثانية سوف تنعقد قريباً).

ـ الكتابة عن الفنان الفرنسي الفطري الجمركي روسو(لم أفهم, هل يعمل هذا الفنان في الجمارك؟).

ـ حصاد الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام.

ـ الكتابة عن السينما, والموسيقى, والجاز.

ـ لقاء مع المخرج المغربي (محمد عسلي) لمعرفة رأيه في الصحوة السينمائية المغربية، وهل هي حقيقة " صحوة " أم حلم منتصف ليلة صيف.

ـ ومقالات, ودراسات, ومتابعات, وأخبار أخرى...

ويبدو بأنني سوف أختتم تشريحي لهذا الموقع, بالإشارة إلى تلك المُنازلة البطولية التي كتبها (أمير العمري) تحت عنوان (رسالةٌ من أمير العمري إلى صلاح هاشم : نحن نغرد خارج السرب, وهم ينبحون داخل الحظيرة), والتي تحتاج بدورها إلى ردّ هادئ, رصين, مُوثق, وموضوعي, إذّ مع تلك الكتابات الهجومية التي ظهرت في شهر أغسطس, تكشفت الخطة التحريرية لموقع (سينما إيزيس), وهي خليطٌ من الكتابات الصحفية الإنشائية, الخطابية, الأكاذيب الصغيرة, والكبيرة, الإدعاءات, المزايدات, الشتائم, القذف, التشهير, وتصفية الحسابات .

خلاصة القول, لقد تعمدتُ (تجاوزاً) بأن أُطلق على (سينما إيزيس) صفة (موقع), وأن أضمّه إلى سلسلة المواقع المُتخصصة التي كتبتُ عنها, ومازلت, وكان بإمكاني إهماله, والحديث عن موقع آخر أكثر فائدةً, ومتعة, والحقيقة بأنه (blogspot) ـ مدوّنة باللغة العربية ـ, يستطيع أيّ شخص كان الحصول عليه كواحدة من خدمات الأنترنت, وإستخدامه لأغراض شخصية كمساحة للتعبير, والتواصل مع الآخرين.

لقد تجاوزتُ كل ذلك, وقرأتُ محتويات هذا (البلوغ) كلمةً كلمةً, وحرفاً حرفاً, وبإستبعاد بعض الأسماء التي إستمتعتُ فعلاً بقراءة مقالاتها, أو دراساتها(سمير فريد على سبيل المثال) ـ ولا أعرف كيف وصلت دراسته إلى (البلوغ) ـ, فقد توصلتُ إلى تساؤلات لا أعرف أجوبتها اليوم, وأنا أتابع كتابات(صلاح هاشم, وأمير العمري), حيث تذكرت بأن المهتمين بالشأن السينمائي, والنقدي ينتقدون دائماً الأنظمة, والمؤسّسات الرسمية لتقاعسها عن الإهتمام بالثقافة السينمائية, حتى أنّ عدد المجلات السينمائية المطبوعة لا يتجاوز عدد أصابع الكف الواحدة, إنه أمرٌ محزنٌ فعلاً, ولكن, ما هو أشدّ مرارةً, بأنه, وبعد أن سمحت المعلوماتية ـ ومن خلال الشبكة العنكبوتية ـ لأيّ واحد منا بتأسيس مجلة إلكترونية, أو موقعاًُ, أو حتى (مُدوّنة), فقد تبيّن لي, ومن واقع الرصد, والمُتابعة اليومية, بأنّ معظم ما ظهر في الشبكة من محاولات, ليست أكثر من قصّ, ولصق, وإعادة نشر مواد منشورة في هذه الصحيفة, أو تلك المجلة, وهو أمرٌّ يمكن تجاوزه, وحتى فهم ضروراته, وفوائده, ولكن, ما يدعو للأسف حقاً, بأن أكثر الناقمين, والحانقين على المؤسّسات الرسمية (وعلى رأسهم صلاح هاشم نفسه) كانوا, وحتى وقت قريب, من أشدّ المُتحمسين للتعاون مع تلك المُؤسّسات, وأتوقع, بأنهم لو وجدوا أنفسهم في منصبّ ما في إحداها(وهو أمرٌ لن يحدث, فقد فاتَ الأوان) فسوف يتصرفون بعقلية صدامية (قمعية) أشدّ بكثير, وأعنف من أولئك الذين ينتقدونهم, وسوف تصبح حال الثقافة السينمائية العربية مُشابهةٌ(على الأقلّ) لمُدوّنة (سينما إيزيس).

عنوان (سينما إيزيس) : http://cinemaisis.blogspot.com

 

5 أكتوبر 2006

 

هوامش:

ـ المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتية : هو بحثٌّ أرشيفيّ, وإستقصائيّ لحال الثقافة السينمائية العربية المُعاصرة . 

* كلّ الفقرات الموضوعة بين أقواس, هي منسوخة كما هي عن (سينما إيزيس), وبدون أيّ تصحيح لغويّ, أسلوبيّ, أو كتابيّ, ماعدا قائمة المحاور التي عمدتُ إلى تصحيح أخطائها.

 

إقرأ أيضاً:

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتيّة (1):

سينماتك        (حسن حدّاد)      يتخطّى حدود الموقع الشخصيّ ليُصبح خزينةً للثقافة السينمائية

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (2):

موقع الفيل        مبادرة للاحتفاظ بالقوة الممكنة والمتبقية من أجل الحلم/ السينما 

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتيّة (3):

موقع جماعة السينما الفلسطينية         يطمحُ بأن يكون نقطة التقاء للسينمائيين الفلسطينيين، والعرب، بعيدا عن حواجز التفتيش

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (4):

موقع سينماك      يجعل من المُشاهدة نشاطاً انسانياً ويُخلصها من قيود الافكار المُسبقة والمُكتسبة

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (5):

المدرسة العربية للسينماوالتليفزيون     تطمح بأن تكون موقعاً للهواة, والمحترفين

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (6):

موقع كلاكيت      موقع ناشئ يتميز بمتابعة اخبارية لجديد الشاشة المصرية

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (7):

إيجي فيلم         موقع للثرثرة، وأحاديث أوقات الفراغ

المواقع السينمائية العربية في الشبكة  العنكبوتيّة (8):

مجموعة فراديس تسعى لتقديم الإبداع الجماعيّ كرؤية لصناعة السينما في الإمارات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك