كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

خاص بـ«سينماتك»

 

الفتوة: كنز يعيد إحياء الدراما المحفوظية

بقلم: رايفين فرجاني/ خاص بـ«سينماتك»

 
 

 

الموسم الرمضاني [1] الفتوة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في سلسلة من المقالات -ربما تنتهي لدى اقتراب رأس السنة وربما لا اكملها- سأتناول في سبعة مراجعات أبرز المسلسلات الرمضانية لهذا العام 2020 التي جذبت انتباهي إليها لأكتب عنها,مع أنني أتعامل مع المسلسلات الرمضانية في السنوات الأخيرة على أنها مجرد تكرارات تشبه بعضها. بالطبع لن أذكر أسماء المسلسلات السبعة بثا لبعض الفضول لدى القارئ, وأول هذه الأعمال هو الفتوة.

 

 

القصة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الحبكة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صراع بين الآباء يمتد للأبناء ما بين ظلم الفتوة الحالي الذي يستعد لتسليم الفتونة إلى إبنه أمام أعين إبن الفتوة السابق الغير راضي عن ما يرى من انتهاكات تخالف عدالة أبيه.

بعد موت أبيه يظل حسن الجبالي إبن الفتوة السابق محتفظا بهيبته وفاقدا لفتونته التي نالها المعلم صابر أبو شديد الفتوة الحالي لحي الجمالية. ويقع حسن في صراع نفسي ما بين ميله لتجنب القتال -تحقيقا لرغبة أمه- ورغبته هو في تحقيق عدالة أبيه الفتوة السابق ضد ظلم الفتوة الحالي. وفي ظل خضوعه لمظاهر الظلم التي ينزلها الفتوة بأبناء الجمالية -عدا حسن الذي لا يمسه أحد- يقوم حسن بتحويل صراعه النفسي إلى صراع فعلي خلقه من خلال شخصية الملثم الذي يُرجع الحق لأصحابه,بينما يفتح عليه القدر أبوابا أخرى لم يتوقعها.

حبكة أكثر من جيدة هي العنصر الأول والأساسي الذي بُني عليه المسلسل كله,فهي تقتطع جزء من وسط خط زمني لأبطال القصة لها ماضي غامض مليء بالأسرار ومستقبل مبهم متجهة الأحداث إليه. وتحتوي على عدة خيوط تسير على مسار واحد متمثل في الصراع بين الفتوات,وما يحمله هذا الصراع من معالم تاريخية ووقائع درامية ومعارك تشويقية وحتى غوامض مخفية.

تصنيف المسلسل هو التاريخية لأن أحداثه تدور على مسرح إطاره الزماني العام 1850 -يعلن المسلسل عن هذا العام في افتتاحيته- في حي الجمالية وما يجاورها من أحياء القاهرة القديمة بفترة الفتونة والمشيخة؛الفتوات وشيوخ الحارات وشيوخ الصناعات. حيث كان النظام الحاكم لأحياء القاهرة متمثل في نوع من البلطجة المقننة تسمى الفتونة,ويتم الحصول عليها عادة بقوة النبوت (العصا الغليظة) حيث الأقوى والأمهر في فن التحطيب القتالي المعروف في مصر. وهو نظام قائم على تبادل المنفعة بين الطرفين,حيث يوفر الفتوة الحماية والأمن لمنطقته,وفي المقابل يفرض الإتاوة (مبلغ من المال يتم إلزام الساكنين بدفعه بنسبة معينة في أرباح كل فرد يفترض أن تخصص لإدارة الحي وقضاء لوازم الفتوة) على أبناء الحي الذي يفرض سيطرته عليه. إلا أنه قلما كان الفتوة عادلا,وعادة ينغمس الفتوات في بطشهم وظلمهم ومضاعفة الأموال على الناس جبرا وغصبا لمتعة أنفسهم,بل وأحيانا ما تتطور هذه البلطجة المقننة إلى الجريمة المنظمة (الفتوات هي من أبرز مسميات العصابات في تاريخ مصر).

جدير بالذكر أن أفضل من تناول عوالم الفتونة أدبيا هو الروائي المصري الأعظم نجيب محفوظ -هناك تأثر واضح من نجيب محفوظ وعوالم الفتونة,وحتى خط الرعب الذي يكاد ينبثق من إيقاع وخط الكنز في الأحداث- وقد انتقلت عوالم الفتونة من الأدب المحفوظي إلى السينما المصرية والتلفزيون بواسطة مجموعة من كبار المخرجين عبر تاريخها. وقد كان لهذه الأعمال عودة مؤخرا -دون الاقتباس من أعمال الأديب الكبير- في الموسم الرمضاني بمسلسل حارة اليهود 2015. ثم يأتي المخرج حسين المنباوي ليسجل اسمه على الأعمال المنتمية إلى هذا النوع. في تناول لن نغالي لو قلنا أنه جديد ويعد تجربة تلفزيونية فريدة تقدم طرحا مختلفا لهذه النوعية,بالتعاون مع الكاتب هاني سرحان. وهي تجربة تتمع بثراء على الصعيدين البصري والسردي,تلك الأخيرة واضحة في شرحنا للحبكة بالأعلى إضافة إلى مزج الخيوط المبنية بين العلاقات التي أطرافها هي النقطة المركزية المتمثلة في حسن الجبالي وعلاقاته بمن حوله من عائلته وصحبته وحبه والفتوات والتجار والأعيان والفقراء حوله. ويزيد على ذلك أنها تجربة تتمتع بخصوصية مصرية تضفي عليها أصالة لا تشوبها شبهات النسخ عن الغرب إلا أن ذلك لم يمنع الكاتب أن يقتبس منهم في ذات الوقت,وشتان بين النسخ والاقتباس. وتجلت سمات هذه الخصوصية في اسم المسلسل الفتوة المقتبس عن الفيلم المصري الشهير الصادر في عام 1957 من بطولة فريد شوقي,وينتمي العملان -المسلسل والفيلم- إلى ذات العالم (عالم الفتونة) ذو الطابع المصري الخالص. والمسلسل بالتأكيد تجربة تستحق جزء ثاني للارتقاء بمستواها بالرغم من أنه قد تم تقييدها بنظام الثلاثين حلقة للموسم الواحد.

هذا العمل -بالرغم من أنه لم يرتقي إلى توقعاتي- لم يأتي بمثل جودته في هذه النوعية (الفتونة) على التلفزيون منذ عقدين من الزمان,أي منذ عام 1998 ومسلسل الحرافيش بطولة نور الشريف.

 

[1] الثراء السردي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-رجال الحاكم يظلمون بدون علمه

2-كنز الدماء

3-البطل يبحث عن بطولته

4-ثنائيات رومانسية

5-حبكة المؤامرة على الصعيدين الرجولي والنسائي

6-الصراع على السلطة / الفتونة

7-ماضي أحمد الجبالي وصحبته

8-دور النساء في تحريك الأحداث

9-الأحداث متتالية وتقلبات الماضي والحاضر متسارعة (رغم أن ذلك قد يعد عيبا)

 

[2] ثغرات في الحبكة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] النهايات التشويقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جميع حلقات المسلسل -عدا الأخيرة بالطبع- تنتهي بنهاية مشوقة تدفع المشاهد دفعا إلى انتظار الحلقة التالية من خلال الوقوف على حدث مهم يعد بتطورات مثيرة سرعان ما تخمد لأسباب غير منطقية,وصناع المسلسل يهتمون بتعليق المشاهدين أكثر من إحترام عقولهم.

وبالطبع هناك بعض الحلقات القليلة فقط هي ما تنجح في استكمال وتيرة الأحداث وترتفع بها إلى درجات من الإثارة والتشويق منطقية مع سياق القصة.

 

[2] تقلبات الشخصيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-العيّان يستنجد بحسن ويصر على توريطه في مشكلته فقط لدفع المشاهد إلى انتظار الحلقة التالية ثم يصير فجأة طالبا للخير ومستغنيا عن ماله الذي تمسك به في ندائه لمنقذه.

-عبده اللبان يظهر في لباس السافل الحقير ثم يخلع لباسه مرتديا ثوب العفة والطهارة دون أن يليق عليه هذا أو أي مقدمات لذلك,ومحاولة سخيفة في نهاية المسلسل لقلبه ملاكا ابن شيطان من قبل كل الشخصيات الرئيسية سواء كانت تربطها صلة به أو لا,اتخاذا للمثل المصري القائل "يخلق من ظهر الفاسد عالم".

-الأعور كان كلبا ثم صار أسدا ثم توضحت حقيقة كونه ذئبا ثم عاد ليكون سبعا. منذ البداية تم تقديمه في شخصية التابع الجبان الذي لا يفلح إلا في حياكة المؤامرات,ثم يعلن عن جرأته بعد خروجه من مخبأه ليصدق المسلسل على هذا بتقديمه في دور طيب وخيّر آخر المسلسل دون أي مبررات لذلك عدا بعض النظرات والتصرفات المتمردة في أول المسلسل,والتي لم يتم تقديمها جيدا أصلا من قبل الممثل أيضا.

-صار الجميع فجأة يعدد محاسن ابن سيد اللبان!

-في المواجهة الأخيرة وقف عزمي أبو شديد عن يمينه ويساره إثنين معلمين,بينما حسن الجبالي عن يمينه ويساره شيخ ورجل آخر غير معروف عنه القوة.

-من أين جلب المعلم جعفر الرجال وهو ليس فتوة على أحد؟ وحتى لو أن ذلك مبررا بصورة تخيلية كان يجدر تسليط الضوء عليه أو حتى التلميح عنه.

-خلق منغصات في حياة حسن بين أخته وزوجته دون أي مبررات كافية.

-مشهد موت حسن ومشهد موت إنعام -هذا غير مقتل أحمد الجبالي- سالوسة قدما دراما جيدة,لكن عدم الإنتقام دمرا هذه الدراما,على الأقل كان الإنتقام ليقع على سيد اللبان فقط,وليس بالضرورة قتل عزمي.

-انتشار شائعة بأن حسن حي انطلاقا من انفلات ألسن أفراد عائلة حسن نفسه.

-مقتل سيد اللبان,ثم يظل حيا! وما فائدة كل الرجال من حوله!؟

-بعد قتل حسن تم تركه في الصحراء بالرغم من أنه كان عليهم دفنه أو حتى التأكد من موته.

-تحويل المعركة الأخيرة إلى فردية بدلا من جماعية.

 

[3] المصادفات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك مصادفات طفيفة في المسلسل تشعر المشاهد أنها أكثر من اللازم وأتت بطريقة غريبة. أبرزها وقوع حسن / الملثم بالصدفة على تفاصيل عملية اختطاف ليل فيذهب لإنقاذها. وتسلسل العثور على الكنز وسلبه لصالح سيد اللبان ثم سلبه لصالح حسن مرة أخرى,هذه المصادفة بالذات هي الأكثر استفزازا. حيث بالصدفة الشيخ مبروك وقع أثناء فراره وانسكب منه الذهب أمام أحد رجال سيد اللبان,ثم يرسل رجاله لأخذ الذهب دون أن يقتلوه؟ لماذا لم يقتلوه,هذا غباء يصنف ضمن تقلبات الشخصيات. ثم يقوم سيد اللبان بحبسه مع الذهب ليعرف مكانه. يقوم إبن سيد اللبان بتهريبه حتى يعرف بالصدفة أن حسن حي فيدله على مكان الذهب!.

 

[4] خيوط لم يتم إغلاقها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-السرّ الذي يعرفه القط عن المعلم فرج؟

-المرأة ثريا التي حاولت إغواء كبير العربجية؟

-رد فعل عبده لما حدث لأبيه!

-عم حسن الذي يريد الاستيلاء على المحل رغم علمنا بنهاية هذه المسألة!

 

[5] الحب من أول نظرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الظاهر أن ظاهرة (الحب من أول نظرة) صارت ذريعة وعذرا لكل بناء غير متماسك لأي قصة رومانسية بين طرفين,لتخلق لنا ثنائيات متحابة؛حسن وليل,مبروك وشكر,عبده ونورا, أبو ضيف وسكر. والسبب فقط هو كيوبيد Cupid إله الحب الموجه أسهمه إلى قلوبهم أو ربما عيونهم (اتخاذا لقول أن الحب أعمى). قصص الحب الوحيدة التي تملك خلفية واضحة وبناء متين كانت غير ثنائية -ربما عدا العلاقة العاطفية الزوجية بين فضل وزينب- وهي مثلث العلاقات بين عزمي وجميلة وحسن,والحب من طرف واحد بين سيد وليل.

بالطبع لن يتم احتساب تقدم فرج للزواج من شكر لأنها كانت تهدف لعلاقة زوجية شهوانية بدون أي حب,فقط لأنها ثالث جميلات المنطقة بعد ليل وجميلة. بالنسبة له الأولى تخص المعلم سيد اللبان والثانية تخص المعلم عزمي أبو شديد.

 

[6] فجوات في الخلفية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-العثور على الكنز في الصحراء (إلا أن ذلك زادها غموضا)

-هروب أحباب من زوجها

 

[7] ثغرات في الحبكة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-تعقيد الأمور برغم بساطتها

-نهاية المسلسل

-نهاية غير منطقية للمعركة الكبرى في آخر المسلسل

-عدم استخدام ابنة حسن جبالي كورقة رابحة للضغط عليه بعد أسرها

-مهزلة ضياع الكنز والعثور عليه

-كيف لم يلاحظ رجال عزمي الفارق بين جسدي الملثم في حسن وحنوقة؟

-أين ذهبت سكاكين سيد الطويلة؟

 

[8] أحداث متوقعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-موت حنوءة / حنوقة ثم مقدم حسن بعد أن رحل القتلة حتى لا يحدث صراع باكر عن موعده بحسب مخطط الكاتب وليس بحسب واقع القصة.

-عودة حسن من الموت بالرغم من أنها صنعت دفعة من الصدمة والترقب لدى المشاهد.

-معظم نهايات الحلقات.

 

[9] أشياء لا داعي لها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-تعليم نورا فن التحطيب والقتال بالنبوت.

-الفتوة الأعور وحارة القبول. (مجرد إسقاط فارغ وأداة بلا قيمة)

-علاقة الحب بين الفتاة المتسولة سكر وأبو ضيف الهارب من ثأر.

-طمع عم حسن في محل ابن أخيه. (إلا أنه مقبول إلى حد ما)

-خطف نورا من قبل عزمي دون استخدامها لتهديد أو تشتيت حسن.

-الخطبة التي يلقيها حسن أمام الكاميرا في نهاية المسلسل.

المسلسل من تأليف الكاتب هاني سرحان وحده في جميع عناصر الكتابة السينمائية من قصة وسيناريو وحوار. والكاتب أظهر براعة في النص الذي عرضه بالرغم من حداثته في الوسط وخفوت شهرته وعيوب حبكته.

 

[10] ثغرات في الحوار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-الحوار بين حسن وعزمي.

-الحوار بين الأعور وسيد اللبان.

-الحوار بين المعلم جعفر والمعلم رضوان.

-علامة جنسية واضحة في الحوار بين عبده اللبان ونورا الجبالي (-أنا عبده .. عبده اللبان) ولا أعرف هل يعد عيب أم لا,لأن له فائدة طفيفة في تبرير التقلب الحادث للشخصية (عبده) لاحقا.

 

[2] الإيقاع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الإثارة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] القاهرة القديمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في قصة تدور عن الفتوات يكفي فقط التعرف على الخريطة الجغرافية لمسرح الأحداث حتى يستقبل المشاهد جرعة من الإثارة الناتجة عن المعرفة بأن كل حي أو حارة يحكمها فتوة.

 

1-الجمالية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واحد من أكثر أحياء القاهرة شهرة إن لم يكن أشهرها بالفعل,حيث بلغت شهرته العالمية تاريخيا وسينمائيا,تاريخيا لأنه يجمع بين معالم الدولة الأيوبية والمملوكية,وفيه أسوار القاهرة القديمة وبواباتها,وأسواق خان الخليلي والصاغة والنحاسين وشوارع المعز والحاكم بأمر الله وغير ذلك من الآثار التي تشتهي النفس إبصارها فقط وتشتم فيها عبق التاريخ. وتعد المنطقة بشكل عام متحفا مفتوحا. وسينمائيا لأنها المسرح التي جرت عليه الكثير من أحداث وصراعات الفتوات في السينما والتلفزيون المصري. وكذلك هي المسرح الرئيسي الذي تدور عليه أهم أحداث مسلسل الفتوة.

 

2-المدبح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو أكبر مجزر في دائرة الأحياء التي تدور فيها الأحداث,والمدبح يمثل البقعة المظلمة الشريرة التي يترقب المشاهد ما قد يأتي منها. وربما منطقة المدبح هنا يقصد بها شارع المدبح الواقع في حي السيدة زينب,تحديدا في منطقة تسمى بـ حدائق زينهم.

 

3-الحطابة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حي الحطابة منطقة تاريخية مهمة لا تقل في أهميتها كثيرا عن حي الجمالية نظرا لموقعها الجغرافي والثقافي والتاريخي ومكانتها الأثرية,فهي واقعة في حي الخليفة عند سفح قلعة صلاح الدين الأيوبي. وتأتي في المسلسل على أنها منطقة حيادية لها دور هام في مجرى الأحداث.

 

4-كسر الفتوات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هي منطقة في الصحراء يُلقى بها كل من تم كسر عظمه أو فقأ عينه أو أصيب بعلة ما مستديمة في جسده (تم التعليم عليه كما يقال باللهجة المصرية) من قبل أحد فتوات الحارات المحيطة بالكسر,ويحلم سكانها أن يصنعوا منها حارة حقيقية تحت اسم باب القبول. وسنفترض أنها واقعة في نقطة ما قريبة أو على أطراف ما يسمى الآن بحي مصر القديمة.

 

5-العربخانة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منطقة مشابهة لكسر الفتوات في الأجواء المشحونة بالمرض والفقر,وتعد تجمع وسكن ومحل عمل للعربجية (سائقي عربات الجرّ / الكارو). وسنفترض أنها واقعة في نقطة ما قريبة من جبل المقطم.

 

6-الحسينية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إحدى المناطق التي لا تُرى بالعين أمام الكاميرا ولكنها ترد على الألسن.

 

7-قصر النيل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حي يمر على المشاهد مرور الكرام سمعا وبصرا لترسيخ الخلفية التاريخية للمسلسل.

وأخيرا نشير إلى كون قصة الموسم الأول لم تغطى سوى ما يحدث في الجمالية بينما عالم القصة به الكثير من الأحياء وعلى رؤوسها الفتوات,مما يعطي مسارات أكبر لصراعات محتملة. إن فتح حسن الجبالي فتوة الجمالية للأحياء والحواري المحيطة قد تكون بدايته متمثلة في تصدي من حسن الجبالي لجبروت فتوة مفتري وغازي يأتي إلى الجمالية ناويا على الشرّ. والآن صار للجبالي حلفاء كثر -رغم اعتراضي على كيفية حدوث هذا التحالف- هم المعلم رضوان والمعلم جعفر والفتوة الأعور والمعلم أحمد.

 

[2] الهدوء قبل العاصفة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمكن المسلسل من صنع أجواء مشحونة بين عدة أطراف تنذر بالتحامهم داخل صراع فعلي بالعصا واليد في أي وقت. بين حسن وفرج,وحسن وعزمي,وعزمي وفرج,وعزمي وجعفر,وصابر وسيد,وعزمي وسيد,وحسن وسيد. وبرغم نجاح الكاتب في خلق المزيد من المسارات للمزيد من المواجهات إلا أنه غالى كثيرا في تأخير ذروة الصراع حتى آخر لحظة (للحلقة الأخيرة) لدرجة أبطلت التأثير المرجو من هذا الحدث.

 

[3] الأكشن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جمع المسلسل بين عدة عناصر من سينما الفتونة لتقديم الأكشن الخاص بفتواته,مثل حمل النبوت وركوب الخيل ورفع الجلباب. إلا أن الأكشن أتى قديما رخيصا منخفضا لمستويات في الحضيض. هناك مرة واحدة التي كان الأكشن فيها في أفضل حالاته وظلت مع ذلك خافتة وهو مشهد محاولة إغتيال حسن الذي جرى فيه مقتل المعلم صابر.

 

[4] التشويق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأبرز المعالم التشويقية بالمسلسل تمثلت في الآتي

-خط المغامرة بين الملثم والكنز

-عزمي وطمعه لنيل الفتونة

-سيد وسكاكينه وخاصة قسوة مقتل سيد الجبالي

وأسوأها كان في

-المواجهة الكبرى السيئة على جميع المستويات إخراجيا وقصصيا,خاصة و بعد حشد كل الرجال ثم تكون المواجهة فردية!.

-تمطيط قبل النهاية وتسريع في النهاية.

-موت سيد اللبان الذي لم يحدث.

 

[5] الغموض

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حاول المسلسل أن يتصنع البوليسية ولم ينجح في ذلك كأنه يوحي أن الأمر أكثر تعقيدا من عقول المشاهدين والشخصيات,إلا أن الشخصيات والصناع هم الأغبياء. ولكن تحسب له قدرته على صنع الخطوط الغامضة التي يترقب المشاهد تكشفها أمام الشخصيات حتى أنه حاول أن يصنع المزيد من الخطوط الغامضة.

 

[2] الدراما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدراما لم تكن جيدة -رغم أنها توحي بذلك وكانت لتكون كذلك- وما زاد الطين بلة أن المخرج زاد وغالى في استعمالها من أجل تمطيط وتطويل المسلسل أكثر من اللازم لدرجة تبلغ من المشاهد حد الحنق من الملل. والتنفيذ السيء للدراما يرجع بشكل أساسي للمستويات الأدائية الهابطة من الرؤوس الصغيرة,والمتذبذبة من الرؤوس الكبيرة في الطاقم التمثيلي للعمل. بإستثناء إثنين فقط لا غبار عليهم فيما قدماه من دراما وإثارة ناتجة عن إتقانهم في تنفيذ أدوراهم. هما أحمد خليل ورياض الخولي.

على جانب آخر فإن الحبكة ثرية لدرجة أعطت بعض الجوانب الجيدة للدراما,وذلك لأن أحداث المسلسل تعج بالكثير من المتغيرات في تناول لأحداث رومانسية وبوليسية وتاريخية ودرامية على عدة محاور تسير في توازي وتلتقي مع بعضها في نقاط محسوبة جيدا من قبل الكاتب,ولكن لم يحسب الوسيلة بشكل جيد في أحداث مثل مقتل حنوءة وأهتم فقط بما سيترتب على هذا الحدث من تصعيد للصراع بين الشخصيات وإثارة تتدفق داخل المشاهد. وقد تزايدت أخطاءه حتى لم تعد محسوبة تماما في النهاية.

الصراع واضح بين الخير والشر,وذلك الأخير يحتل عدة عناصر متمثلة في عدد كبير من الأشرار أمام رجل واحد (حسن) يمثل الخير بشكل مثالي أكثر من اللازم,ومعظم الأخيار بجواره بلا أي أدوار مؤثرة. المثير للغرابة أن إحدى الشخصيات الطيبة يكون لها تأثير فقط لما تنتقل إلى الشرّ وتعمي الكراهية قلبها (أي جميلة),وهي مفارقة جيدة من الكاتب. أما عن حسن الجبالي فلا يوجد حليف له يبتغى منه رجاء إلا شخصين كانا ضده ثم صارا معه (فضل وجعفر). وشخص ثالث يدين لوالده (المعلمة أحمد). وعدا المعلم أحمد وفضل فإن أغلب المنضمين إليه كان انضمامهم مفتعلا ولامنطقيا بناء على سياق القصة ودوافع الشخصيات.

 

هناك بعض المحاور الدرامية الجيدة,مثل الآتي

-صابر وندمه

-ليل وبحثها عن والدتها

-العلاقة بين عزمي وليل

-أشباح الماضي:-

1-شبح أحمد الجبالي

2-شبح أم ليل

3-شبح الكنز الدامي

4-شبح صابر في شبابه

5-شبح الفتونة وتداولها

 

[3] الرومانسية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرومانسية حملت نكهة جميلة بين حسن وليل رغم أنها لم تكن مبررة,خاصة مع المغالاة في استهلاك تيمة الحب من أول نظرة النمطية لأقصى حدودها في تخطي للمنطق,فكيف تعرفت ليل على منقذها بكونه حسن الجبالي؟. وعدم التبرير أتى برومانسية مبتذلة للغاية بين مبروك وشكر مع محاولة لإضفاء الكوميديا ثم الدراما. وذات الابتذال تكرر مع نورا وعبده خاصة مع الدراما المبالغ فيها. بينما الرومانسية الحقة والأقرب للواقع هو ما تم تقديمه بين جميلة وعزمي بالرغم من أن أداء الطرف الثاني -أي عزمي- كاد أن يفسدها في عدد من المرات.

سطحية الرومانسية يغفر لها أن العمل كان ثريا على صعيدها,حيث احتوى على الكثير من التعقيدات في العلاقات الرومانسية بين عدد كبير من الثنائيات والثلاثيات,التي يترتب عليها أحداث درامية سابقة مثل ما دار بين حسيبة وأحباب وصابر والهروب,أو لاحقة مثل ما دار بين جميلة وحسن وعزمي والانتقام.

 

[4] الإيقاع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأقصد هنا عموم الإيقاع الذي كان بطيء جدا إلى درجة تثير الحنق في القلب وتنزل النعاس على العين بالرغم من أن به قدر من المنعطفات والقفزات التي ساعدت بين الحين والأخرى في انعاش تدفق الاحداث,وأبرز تحولات القصة هي

-مقتل حنوقة

-أحمد الجبالي كان غير ظاهر في البداية وتسلسل ظهوره القوي

-تذكر حسن لتفاصيل مقتل أبوه

-مقتل المعلم صابر

-الصراع على الفتونة وفوز حسن

-زواج حسن وزواج عزمي

-مقتل حسن

-الدراما بعد مقتل حسن

-إستيقاظ حسن وسعيه للعودة

-وفاة والدة حسن

-نسوان الظلام

-الصراع الأخير بين الفتوات

 
 
 
 

 

[3] الخطاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الأبطال الخارقين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقدم العمل تجربة فنية غير تقليدية,بل وهي الأولى من نوعها حيث اقتبس تيمة الأبطال الخارقين المشهورة بها السينما الغربية -خاصة الأمريكية- مقدما إياها في دراما عربية ممزوجة بتيمة فتوات الحارات المصرية.

العناصر البطولية في المسلسل كثيرة على مستوى القصة,فنبدأ من بطل المسلسل الذي يمشي دوما معطيا صورة عن كونه ذو هيئة ضخمة وقوية ومتناسقة إضافة إلى وسامته بالطبع والهيبة المشعة عن لحيته.

وأحد الخيوط الرئيسية المستمدة عن قصص الأبطال الخارقين التي تنص على "شخص قوي يتلبس هوية أخرى غير المعروف بها نهارا ليسترجع حقوق المظلومين ليلا". مسألة الليل والنهار قد تختلف ولكن تظل باقي القطعة النصية دالة على أي حدث يتشابه مع أجواء الأبطال الخارقين,وأن كلمة "خارق" لا تعني إنفصال هذه النمط من الأحداث عن الواقع. وهي المعلومة التي استفاد منها كريستوفر نولان في صنعه لثلاثية فارس الظلام المقتبس عن قصة باتمان البطل الأشهر في الكوميكس,ليصنع ثلاثية بوليسية. اقتباس آخر هو الأول من نوعه تم تنفيذه في مسلسل تاريخي بشخصية حسن الجبالي ذائع الصيت إبن المعلم أحمد الجبالي المعروف اسمه أكثر من إبنه. وهي تعادل شخصية بروس وين Bruce Winn فاحش الثراء ابن توماس واين Thomas Wayne الرجل الذي لا يقل شهرة أو ثروة عن ابنه. مقتل أبو حسن مماثل في أجواءه وأغراضه لمقتل أبو بروس. وطريقة التنفيذ فقط هي التي اختلفت نظرا للخلفية الجبارة المعروفة عن هيمنة أحمد الجبالي وقوته. تلثم حسن الجبالي بالوشاح الأسود في الجلباب الأسود مماثل لتلثم بروس وين بقناع الوطواط الأسود في ثيابه السوداء. وحتى حصانه مقتبس عن حصان بروس وين المقبس عن حصان زورو Zorro الذي يملك ذات الفكرة المأخوذة عنها القصتان,حسن وبروس. إضافة إلى مهاراته القتالية العالية وقوته الكبيرة العاتية. ومسألة استخدام العصا / النبوت تتقارب مع شخصية ديرديفل Daredevil الذي يشابه باتمان إلى حد كبير,ولكن يظل الإقتباس الكلي ذاهبا لباتمان. إن حنوئة هو نفسه روبين Robin,وكسر الفتوات هي الحفرة التي سقط فيها باتمان بعد أن تم كسره من قبل بين Bane. والمعلم صابر أبو شديد هو إسقاط لشخصية رأس الغول الذي يحمل عدالة مشوهة يبتغي تحقيقها. وربما كان سيد اللبان هو نفسه البطريق ببطنه السمينة والزعيم الأكبر للجريمة. بل وإن محاولة إسقاط هالة الفتاة المقاتلة ابنة المقاتل هي صورة غربية تحاول أن تدعم الصورة الكبيرة للبطل. هذا غير تأثير بطولات الملثم على آراء العوام سلبا أو إيجابا.

كما أن صناع المسلسل حاولوا خلق مسارا سحريا قريب مع عوالم ألف ليلة وليلة الفانتازية حين أتت في منتصف القصة وذروة الأحداث مقارنة ضعيفة بين أبو زيد الهلالي وحسن الجبالي في محاولة لجعل الأخير ينتمي إلى عوالم الأبطال الشعبية في التراث العربي. وأن القصة تتمحور حول بحثه عن سيرته وبطولته المتمثلة في حصوله على الفتونة والحكم بالعدل حتى يتحدث الجميع عنه في حياته وبعد مماته وتتغنى الربابة باسمه,أولا ملثما في السر ثم فتوة في العلن. في بناء على الخلفية الأسطورية للمعلم أحمد الجبالي (فتوة الغلابة) الذي ينال نصيبا من اسم جده. حيث تم اختيار الاسم الثلاثي بعناية للبطل لدعم الهالة الأسطورية حوله. إضافة إلى هذه الخلفية حاول الكاتب ترسيخ الصورة البطولية من خلال العقبات العجائبية التي تواجهه. الرجال الملثمين,وسرّ كنز الدم,وعودته من الموت.

في النهاية يظل هذا العمل تجربة تلفزيونية مختلفة تستحق المشاهدة نظرا للمزج الحاصل بين عالم الأبطال الخارقين في أمريكا وعالم حارات الفتوات في مصر.

 

[2] الخلفية التاريخية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من خلال قصته يسلط المسلسل الضوء على الحياة في القاهرة القديمة في منتصف القرن التاسع عشر,لكنه أغفل النظر أكثر في حياة الأعيان ولم يقدمهم إلا خارجيا من أعين شخصيتين فحسب,وموقع واحد فقط,هو شيخ الصاغة. بينما على الجانب الآخر نجده قدم من الفقراء نماذج عديدة مثل بياعة المشمش والقوّاد والراقصة والمشاديد وبائع الثياب وحرفي النحاس وسائقي عربات الجرّ.

من زاوية أخرى ركز على توزيع وتدرج السلطات ما بين الفتوات -وقد عرض نموذجا جيدا لفتوة إمرأة- وبين أهمية شيخ الحارة وشيوخ الصناعات -شيخ لكل صناعة- وهم الثلاثي الرئيسي في حكم المناطق والحارات والأحياء؛فتوة وشيخ حارة وشيوخ الصناعات.

وألقى نظرة بشكل غير كافي ويكاد يكون سطحي على تأثير الأعيان على الحكام. وأغفل تماما ظلال الحكومة المصرية أو الإنجليزية ولم يمر مرور الكرام حتى على أي قسم شرطة ولم يظهر في العمل -عرضا أو ذكرا- ضابط أو عسكري واحد.

 

[3] الرسالة الإجتماعية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استكمالا لما ذكرنا بالأعلى يعرض المسلسل نماذج لعدة فئات مجتمعية,بالرغم من أنه لم يتوغل كثيرا في عمقها, وهي

1-المشردين

2-العربجية

3-الفتوات والمشاديد

4-الأعيان والتجار وشيوخ الصناعات وشيوخ الحارات

5-الغوازي والقوادين

6-البسطاء والفقراء

7-رجال الدين

وأغفل طبقة الحرافيش بالكامل دون أي ذكر لها.

كما أنه قدم صراعا بين نظامين إجتماعيين من الأكثر تأثيرا في التاريخ؛الشيوعية والرأسمالية. هذا غير الصراع السياسي على الحكم المتمثل في الحاكم / الفتوة والنبلاء والأعيان والحاشية المتوزعة على المشاديد وكبيرهم وكبار الأعيان وشيوخ التجار وشيخ الحارة. وقد تعمق بعض الشيء في هذه المركزية ولكن ليس بما يكفي.

 

[4] التجربة الشخصية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا من مواليد الجمالية ونشأت بالقرب منها في منشأة ناصر وفتنتي حكايات الفتوات وهم نوع من المعلمين اللذين تصدرهم البلاد التي أنتمي إليها وإليها ترجع أصولي,أي الصعيد وخاصة سوهاج (من ناحية الأم) وأسيوط (من ناحية الأب). ورغم فتنتي بالصعايدة ومعلميها إلا أن القاهرة لها سحرها أيضا ومعلميها,والإثنين يمثلان الحضارة الفرعونية والحضارة الإسلامية.

وقد حكى لي أبي الذي عاصر نظام الفتونة في صغره أن الفتوة لم يكن ظالما في العادة كما كان يظهر في السينما والدراما,بل كان لوجوده أثرا طيبا في الحي لأنه يشكل قبضة القانون في المنطقة التي يحميها. وبالفعل يحميها من أي مشاغبات أو هجمات تأتي من الخارج,وإذا كان لأحد مظلمة ينصفه فيها,وإذا ظُلم فقيرا في حارة أخرى يذهب به إلى فتوة تلك الحارة ليأخذ له حقه في (جلسة عرب),دون الإلتجاء عادة إلى المشاجرات الدامية.

وفي مقال آخر سأوضح أكثر الفرق بين فتونة الماضي وبلطجة الحاضر في عرض للتاريخ الإجرامي –حتى الفتونة كانت نوع من الإجرام نظرا لنزوع أصحابها إلى الظلم وابتعاد نظام الفتونة عن الصيغة السليمة للقانون- داخل مصر.

وفي أحد الأحياء التي نشأت وعشت فيها وهو المرج هناك من البلطجية عددا يفوق الحصر وعائلات كبيرة لها باع في الجريمة؛إلا أن بين هذه العائلات –وهناك عائلات طيبة السمعة بالطبع وقوية كذلك- تخرج شخصيات جيدة تعني بعدم دخول والتصدي لأي باطش أو بلطجي يريد الإفتراء والجور على أهل المنطقة. من هؤلاء فتوتين أعرفهم أنا شخصيا؛ أحدهم مات,والآخر ظهرت فائدته مع الآخرين في أعقاب الثورة المصرية وهجوم الجماعات المسلحة على المناطق الشعبية.

هذا غير أن لي عشق بهذا النوع التشويقي في الأدب والسينما,تلك الأخيرة تقريبا لم أترك فيها عملا سينمائيا كان أو تلفزيونيا يجسد الفتوات إلا شاهدته.

 

[4] الشخصيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الشخصيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن العمل ثري بالشخصيات الشريرة,وهي واحدة من أفضل امتيازاته إن لم تكن أفضلها. الامتياز الثاني في جعله تلك الشخصيات جميعا تخاف؛عزمي وصابر وفرج وسيد وجميلة وليل,جميع الشخصيات الرئيسية وما تلحقها من شخصيات ثانوية عدا الشخصية السابعة التي أتت بلا أي خوف تقريبا بشكل يفقدها واقعيتها وهو حسن الجبالي -أبوه كان يخاف- مما سنتطرق إليه في موضعه.

 

[1] الرئيسية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-حسن الجبالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-الأداء:-

أداء نمطي جدا من ياسر جلال يعكس تلبسه لشخصياته في أعماله الأخيرة وتطبيقها بصورة جيدة في تنفيذ (ولا أقول تجسيد) شخصية حسن الجبالي بشكل جيد جدا اقترب من مرحلة التجسيد العالي,لولا نمطية الأداء مع عثرات في الحوار حيث أن هدوءه المميز كانت تشوبه بعض الانفعالات المبالغ فيها.

إضافة إلى تخلي الكاميرا بصريا عن تنفيذ أي مشاهد أكشن قوية له. يتمتع النجم ياسر جلال باستعداد بدني ولكنه إما كان فاقدا للياقتة البدنية أو أن مصمم القتال كان أعمى البصر والبصيرة.

-المظهر:-

يحرص الممثل والمخرج على أن يبدوا حسن بصريا قويا من الناحية الجسمانية,وذلك في اختيار ياسر جلال ذو السمات الجسمانية المناسبة,وإضفاء عناصر حركية -في تحركه وليس في قتاله- لزيادة المظهر القوي مع تساوي الكتفين وشموخ الذقن واستقامة الظهر.

كذلك حرصوا على لحية ياسر جلال التي تعطيه هيبة وحضورا قويا كما تجعل بينه شبها والفنان الراحل نور الشريف الذي اشتهر بأدوار الفتونة في السينما (المطارد) والتلفزيون (الحرافيش). هذا غير شبهه بالقوي الآخر رشدي أباظة بالطبع.

الشخصية:-

تاجر وحرفي في صنعة وتجارة الأواني النحاسية له محل يجلب من خلاله قوت يومه,وهو بطل القصة الذي يسعى لنيل الفتونة من أجل رفع الظلم وتحقيق العدل. إن أعمال الفتوات تم تجسيدها من قبل مجموعة من الأساتذة الكبار على حد قول ياسر جلال نفسه في حوار مع إضاءات(1),وقد وضعه الكاتب في مكان وسط لا جعله ضعيفا مثل الحرافيش -كما جرت العادة في الدراما المصرية- ولا هو جعله قويا في مراكز الفتونة. وهو اختيار موفق في موقع الشخصية قريب نوعا ما مما قدمه أحمد زكي في فيلم سعد اليتيم.

في ظل قلة حيلته وضياع فتونته وطاعته لأمه التي تفرض عليه الابتعاد عن المشاكل وبالتالي عدم التدخل في رد المظالم عن المظلومين,يقف حسن الجبالي عاجزا عن مد يد المساعدة إلى المظلومين كارها ما يحدث لهم من ظلم إلا في حالات قليلة تؤدي به إلى التصادم علنا مع المشاديد,وتبقى الطريقة الوحيدة التي يتبعها لرد الظلم هو بتلبسه لشخصية الملثم قبل أن تتطور الأحداث ليأخذ دور الفتوة المقدر له.

وهو شخصية طيبة ومثالية أكثر من اللازم,حتى أنه طول العمل لم ينتقم فعليا من أي شخص,لا قاتلي أبويه -وهذا الأمرّ- ولا قاتليه هو نفسه. ولم تظهر أي تعرجات في شخصيته إلا ببعض المعاملات مثل تجريحه لخاطب بنته وللمرأة التي تحبه. وحتى أكثر الانحرافات ابتعادا عن الأخلاقية كانت غير منطقية متناقضة مع طبيعة الشخصية التي بناها المسلسل؛مثل اللقاءات السرية مع ليل,والتفريق في المعاملة بين عزمي وفضل رغم أن الإثنين من آل بيته كما يقول.

 

2-عزمي أبو شديد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-الأداء:-

أحمد صلاح حسني حزق (أي ضغط على نفسه وأخرج انفعالات مفتعلة بشكل يفضح زيفها ويقترب من الهزلية) أكثر من اللازم لكي ينفذ الحد الأدنى من متطلبات وظيفة التمثيل, مستندا إلى عدد من الفعاليات النمطية والتي قدمها بشكل ميلودرامي فظيع بمعنى سيء جدا. وهي التمظهر بظهره القوي (فاردا طوله وعرضه) والبحلقة بالعينين جاحظا في صورة كاريكاتورية عن الشراسة والشر والإرعاب. وعلو الصوت زاعقا في مناسبة أو غير مناسبة,وتغليظ الصوت مع التطجين. ولكنه مع كل ذلك استطاع أن يحفظ نفسه بعيدا عن بث مشاعر النفور عدا في بعض اللحظات,وأظهر اجتهاد واضح ولكن غير مريح,واستطاع أن يعطي لحظات قليلة,قليلة للغاية كانت ممتعة دراميا وتشويقا,ولكنها مرة أخرى كانت قليلة وشحيحة في ظهورها وتأثيرها.

لا يتبقى إلا أداءين جيدين قدمهما الممثل

-عزمي في مواجهة أبيه حول ظلمه للناس

-ومقتل أبيه في المعركة

إلا أن ذلك لا يعني أن أحمد صلاح حسني ليسا مقحما (بالوساطة غالبا) على المسلسل, ويبقى التساؤل فعلا

-لماذا يأخذ كل هذه الفرص بالظهور في الأعمال الدرامية؟

-المظهر:-

نفس السمات الجسمانية المقابلة لحسن الجبالي (قوي وشرس ووسيم),وهي سمات ترجع لطبيعة عمل أحمد صلاح حسني بحكم أنه رياضي قديم,تحديدا لاعب كورة قدم. هناك اهتمام في تفصيل كل رداء للشخصيات السبعة الرئيسية بحيث تكون كل شخصية مختلفة في ثوبها عن الأخرى وهو ما سنتحدث عنه في موضع آخر بالمقال.

-الشخصية:-

ابن الفتوة الذي يستعد لانتقال الفتونة إليه وهو الخصم الرئيسي للبطل في المسلسل. تتصف شخصيتة بالخشونة وليس القسوة,تغليف الحنان بطبقة سميكة من العنف والبذاءة والصياح بداعي القوة والشجاعة وتخشين الصوت إلى حد الضغط والحذق. مع وضع عدة لوازم شفاهية (آكل قلبك – جدع – الله – علي الحرام من ذراعي) وحركية (تبديل النبوت وتغليظ الوجه والنظرات) من قبل السيناريو لأجل إدخال صورة الرجل الشديد عن عزمي إلى عقل المتلقي بقوة إلى حد الزق والرشق. بالرغم من كل ذلك استطاعت الشخصية أن تحصل على بعض الحب الغير قليل من المتلقي.

 

3-سيد اللبان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأداء:-

أداء متقن من الغني عن التعريف رياض الخولي واللذي يضعه في مصاف العظماء من أشرار السينما. المثالية في التشخيص تأتي مع ياسر جلال سيئة لأنها تبتعد عن الواقع,بينما المثالية في التجسيد مع رياض الخولي تأتي جيدة لأنها تغرق في الواقعية.

التجسيد:-

هذا الرجل جُعل ليرتدي الجلباب وكأن هذا الملبس فصل في الأساس له ومن هم مثله في المظهر والجوهر,حيث يعد أيقونة رجولية في التلفزيون المصري منذ حدائق الشيطان مرورا بـ ريا وسكينة وسلسال الدم وصولا إلى الفتوة.

الشخصية:-

مرة أخرى واحد من إمتيازات العمل هو تقديمه لشريرين رئيسيين أو حتى ثلاثة بدلا من واحد,والإثنين غير متكررين أو مشابهين لبعضهما. سيد اللبان هو رجل له طموح كبير منذ صغره أوصله إلى مكانته الحالية بصفته فتوة المجزر صاحب النفوذ الكبير والعلاقات مع جميع فتوات المناطق المجاورة. ومع ذلك تتأجج دوما داخل قلبه مطامع للمزيد,فلديه ثروة كبيرة تجعله لا يهتم بكنز الذهب كثيرا إلا من ناحية أخرى وهي النفوذ والهيمنة. هو ينظر له على أنه حق لا يمكن لأحد أن ينزعه عنه,وكذلك ينظر لزوجته ليل. شهوة لا تشبع للسلطة والمال والجنس. وحتى البنوة,فقد أظهر العمل كيف يحب ابنه. هناك ناحية أخرى من فلسفته الخاصة,فهو لا يسعى دوما لسفك الدماء لمخافته من الله,والقوى العلوية المتمثلة في اللعنات ونحو ذلك.

نفوذه هائل لدرجة أنه يشكل تهديد لجميع الشخصيات في المسلسل,وقد نجح من التغطية بحضوره وتهديده ورهبته في التغطية على من يفترض أنه الشرير الرئيسي في العمل؛أي عزمي.

 

4-صابر أبو شديد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأداء:-

أحمد خليل ورياض الخولي دوما يعطون للمشاهد تجربة سينمائية ممتعة للغاية وغنية بالأداءات المبهرة والحوارات المحنكة والظهورات الحاضرة. إنهم بتمثليهم ينفصلون عن العمل ليتذوق المتلقي جمال التمثيل بصفته فنا مستقلا عن السينما بذاته. هما إثنين نؤكد مرة أخرى أنه لا غبار عليهم فيما قدماه من دراما وإثارة ناتجة عن إتقانهم في تنفيذ أدوارهم. خلاصة القول يكاد يكون عملهم في هذا العمل بلا أي نقائص أو شوائب.

التجسيد:-

يملك أحمد خليل ثقلا وهيبة أمام الكاميرا,وبراعة في التمثيل تكاد تبلغ منتهاها حيث يراعي بدون تكلف تقديم أصغر التفاصيل (تناول الطعام,زجر ابنته,الاستيقاظ من النوم) بحنكة في التمثيل منقطعة النظير لا يوازيها في طاقم العمل إلا ربما من ذكرنا رياض الخولي.

الشخصية:-

الشرير الطيب في المسلسل,وثالث أهم شرير في حبكة العمل. لهذا وضعته بالمرتبة الرابعة في الأهمية بين الشخصيات الرئيسية,حيث قدم دور أساسي له تأثير مباشر في مجريات الأحداث نظرا لتقلباته الأخلاقية بين الميل إلى الصواب والميل إلى الخطأ. هو شرير مأساوي يملك منظومة أخلاقية مشوهة لم يستطع بواسطتها تبرير خيانته للفتوة السابق وصديق عمره أحمد الجبالي.

هو الفتوة الذي كبر على أعمال الفتونة لتؤول أعماله إلى ابنه الذي يستغل منصبه بصفته ابن الفتوة ويستغل تعب أبيه وإرهاقه وانشغاله عن الاطلاع على شؤون رعيته,لكي يبطش بالناس ويقمعهم ويفرط عليهم إتاوات خارج الملزم بدفعه,أي خارج الضرائب التي تُفرض عليهم نظير الحماية.

هناك تناقض بسيط في الشخصية,حيث لم يظهر العمل أي أسى بالغ منها,بعد أن عرف حقيقة الظلم الواقع على رعيته,وحقيقة أن قتله لحنوقة كان باطلا مثل قتله للجبالي.

 

5-ليل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأداء:-

كان جمال فنها مساويا لجمال وجهها حيث تقدم مي عمر أداءا يعكس تحسنها بمراحل عن أدوارها السابقة وأعوامها الفائتة,وهو أداء متقن يذكرني بما تقدمه الملكة الممثلة روجينا حين تتلبس شخصياتها النسائية. وقد حفظت مي / ليل تسلسل معين على وجهها يعكس تقلبات الفرح والحزن في قلبها فتنني وأوجع قلبي وعابه فقط أنه صارا مكررا مع الحلقات الأخيرة,وهو عيب غير هين. إلا أن هذا التسلسل ذكرني بمشهد حواري قامت به الممثلة الأوسكارية إنغريد برغمان Ingrid Bergman مع الفنان العملاق همفري بوغارت Humphrey Bogart في الفيلم الأعظم كازبلانكا Casablanca 1942.

التجسيد:-

كما ذكرنا كان جمالها عاملا مهما في اختيارها لتكون جميلة الشاطر حسن الذي يحظى بها بعد انتصاره على الشرّ,وقد تم اختيار ملابسها بعناية لتبرز فتنتها وتفردها.

الشخصية:-

تحتل موقع هام جدا في العمل؛بصفتها إبنة فتوة الجمالية وزوجة فتوة المجزر وحبيبة حسن الجبالي وأخت عزمي أبو شديد. إمرأة يتحرك لها أربعة رجال. هي جميلة وطيبة وشرسة وعنيدة إلا أن المسلسل كان يركز دوما على حزنها وخوفها.

 

6-فرج العتال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأداء:-

ضياء عبد الخالق هو ممثل مجتهد يعرف كيف يستفيد من ملامح وجهه الشريرة -وقد حاول جعلها طيبة في بعض الأدوار- لمع نجمه بسبب حسن اختياره لتلك الشخصيات والقالب المميز لوجهه والأداء الجيد الذي يحاول هو ونتمنى نحن أن يظل محافظا عليه.

التجسيد:-

ضياء عبد الخالق صار نموذج تقليدي عن الشخصيات الشريرة التي تشكلت بملامح وجهه القاسية في أدوار الشرّ التي تناولها في جميع محطات مسيرته الفنية عدا استثناءات طفيفة لشخصيات طيبة لا تذكر (2). وقدم شخصيتان شريران بارزان في هذا الموسم الرمضاني؛ المعلم فرج العتال والإرهابي أبو عبد الله.

الشخصية:-

قدم شخصية مختلفة عن بقية أدواره السابقة,حيث لأول مرة يؤدي دور فتوة في عصر الفتونة,وقد ركز كثيرا إبراز المعاملات المتعارف عليها من قبل هذه الشخصية وإظهار شرها؛مثل جمع الإتاوات وضرب المعترضين والتصدي للمهاجمين ومواجهة المنافسين والتآمر للحصول على الفتونة وغيرها من مظاهر البلطجة التي تتميز بها شخصية كبير المشاديد أو الفتوة / المعلم.

 

7-جميلة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأداء:-

تقلبات شخصيتها كانت أكثر حدة من المرأة الرئيسية الثانية في القصة,وهي ليل,وتجلى ذلك في تحولها من فتنتها بحسن إلى إخلاصها لعزمي,والنار المشتعلة من إهانة الرفض التي امتزجت مع نيران عزمي الذي انتزعت الفتونة من بين يديه لتتحول إلى نيران انتقام تسعى لتدمير حسن.

التجسيد:-

نجلاء بدر جميلة تجسد جميلة.

الشخصية:-

تتلخص قصتها في البحث عن رجل والغيرة التي قد تنقلب حقدا.

 
 
 

[2] الثانوية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك مقولة تعد قاعدة في الكتابة السردية تنص على أنه "لا توجد شخصيات ثانوية" أي أنه على الكاتب التعامل مع كل الشخصيات على حدى باعتبارها شخصية أساسية في مسار خاص وقد تؤثر على الأحداث. والكتابة كانت جيدة في الشخصيات لدرجة أنه لا توجد تقريبا شخصيات هامشية عدا بضعة لا يتعدون في عددهم عدد أصابع اليد مع كثرة الشخصيات في المسلسل. إلا أن هناك توظيف سيء من المخرج لمجموعة من الممثلين الغير قادرين على التمثيل,وكأنهم ينتظرون أوامر شفاهية لتنفيذ أدوراهم في اللحظات المناسبة والتي لا تصير مناسبة بل مفتعلة وملفقة بشكل قد يشتت المشاهد لحظيا -وهي لحظات قد تنزعه كليا- عن أجواء المسلسل. ممثلين لم أتقبل أدوارهم ولا استسغت شخصياتهم,ومن هؤلاء الشخصيات نذكر أكبرهم وهو

 

-عم مسعد

هذا الرجل حاول المخرج أن يعطيه دورا أكثر من حقه,وكانت النيجة افتعالا لعواطف مبتذلة على وجه شيخ عجوز يدعي أنه يفهم الحياة ويخاف من تقلباتها,يدعي حكمة لا يملكها,ويحتل موقعا لا يستحقه. الرجل الذي يمثل الأب لحسن لم يفلح في أن يكون لا أبا ولا عما,لا يصلح أن يكون أكثر من رجل طيب يعمل في محل حسن. ولا شيء قدمه في هذا العمل سوى عودته المطلوبة من قبل عشاق الفن السابع.

 

-الفتوة الأعور

معلم باب القبول,وأداء باهت منه ومن مساعده ورفيقه عادل الفار,بل ومن جميع شخصيات كسر الفتوات,وعلى رأسهم فتوتهم الأحمق تمثيلا وتشخيصا.

 

-محمود ياسين

ياليت يكون ثقل تمثيله بنفس ثقل ظله أو قريب من ثقل اسمه؛هنا أتحدث عن محمود عمرو ياسين حفيد عملاق التمثيل الراحل محمود ياسين.

 

محمود حافظ

أداءه التمثيلي أكثر من سيء لدرجة تفصل المشاهد عن أجواء المسلسل,ولم يحظى بقبول إلا ربما على مستوى القصة حيث لا فضل لفضل في شيء.

 

-الحلاق

لا أتذكر اسمه -الشخصية أو الممثل- ولا أريد أن أذكره.

 

أم ليل

لم تظهر كثيرا ولم تحظى بمشهد واحد قوي,ولا أهتم بالحكم على أداءها.

 

أبو ضيف

رعونة لا تطاق منه ومن حبيبته في التجسيد والتشخيص.

 

وهناك شباب الوسط اللذين لم أتقبلهم أيضا ولكنها أقل قبحا في أداءاتهم من المذكورين بالأعلى,كما أن لهم أوقاتهم الجيدة.

 

1-ليلى أحمد زاهر

هذه لم أتقبلها وتحسب على الصاعدين ولا أحسبها عليهم,ولكن لها أوقاتها الجيدة نوعا لدرجة تستحق ذكرها هنا.

 

2-حنوقة

لم أتقبل منه أي أداء,ربما زوجته التي لا أذكر اسمها -أو ربما لم يتم ذكره- أدت أفضل منه.

 

3-أحمد خالد صالح في دور الشيخ مبروك

 

4-هنادي مهنا في دور شكر ابنة المعددة

 

هناك كيمياء لطيفة بينهما نظرا لكونهما مخطوبين لبعض بالفعل والحب يطل من عيونهما, وكان لينتج عن هذا ثنائي رومانسي مثالي لولا عدة أسباب حالت دون تحقيق ذلك.

الأول هو سوء تقديم قصة الحب كما أوضحنا بالأعلى والارتكان إلى الحب من أول نظرة الذي كان ليكون ساحرا إذا ما تم حذف بقية الثنائيات الرومانسية التي تم صنعها بنفس الطريقة في حبكة المسلسل.

الثاني أن حبهما لبعضهما قد يعني تقديم رومانسية جيدة ولكن ليس بالضرورة دراما جيدة بين الإثنين,وذلك جلي في الأداء الباهت والكلمات النمطية من خطاب المجاريح الذي قدمته شكر للشيخ مبروك في كلماتها ودمعاتها بعد أن عرفت حقيقة اسمه. والأخير أيضا لا يتخطى دوره مجرد صيغة معينة حفظها ويقوم بتكرارها في كل المشاهد ومهما تغيرت المواقف. ومهما كان الظروف والأجواء وتأثيراتها؛كوميديا أو تراجيديا,إثارة أو رعب.

 

5-المعلم عواد

من تجسيد ياسر الزنكلوني الذي يبرع عادة في أدوار الشرّ هو الآخر,وبالرغم من كثرة الشخصيات الشريرة في هذا العمل (سيد اللبان – صابر أبو شديد – عزمي أبو شديد – فرج العتال –المعلم جعفر – المعلم رضوان – الفتوة الأعور – زناتي – حسيبة – عم حسن) إلا أنه كان حاضرا بشرّه رغم كونه أصغر المذكورين وشُفى غليل المتلقي بالعقاب الذي حل عليه. كما أن الدور ليس جديدا عليه فهو بالضبط نفس موقعه بصفته أحد أقوى المشاديد في مسلسل حارة اليهود 2015.

 

ثم هناك الشخصيات المحنكة التي قامت على أكتاف ممثلين بارعين يعرفون (الشغلانة) جيدا وقد صاروا (صنايعية) فيها,بغض النظر عن جودة أداءاتهم أو أهمية أدوارهم,وهم يتساوون عندي في المكانة أو يتقاربون من شباب الوسط. وبالطبع الظهور الأخير في موقع ضيف الشرف للراحل أحمد دياب.

 

1-المعلم رضوان

2-المعلم جعفر

3-زناتي

4-الحاج أحمد

5-القط

6-عم حسن

7-مرزوق

8-بشر

9-خادمة ليل

10-مها نصار

لهم ما لهم وعليهم ما عليهم,ونقطة آخر السطر.

 

وأخيرا يأتي العمالقة بأدوارهم الثانوية التي حملت تأثيرات مختلفة على مجريات الأحداث.

1-عزيزة المعددة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعددة عزيزة أم شكر خفيفة الظل كثيرة الأحزان,وكيمياء متفجرة بينها وبين الشيخ مبروك بأداء عالي من أحلام الجريتلي ويفسر نفسه في كراهيتها لهذا الشيخ. وقد قدمت الفنانة القديرة أدوارا متعددة هذا العام في ليالينا والبرنس والفتوة؛كلها انعكاسات متكسرة لشخصية واحدة.

2-حورية الجبالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وثاني إنعامين بعد شقيقة إنعام الجريتلي التي أنعم علينا صناع العمل بمشاهدة فنها هي إنعام سالوسة التي قدمت دراما نظيفة تليق بمسيرتها التلفزيونية,نصف الدراما المتمثلة في التراجيديا كانت متقنة إلى حد كبير,أما في النصف الآخر أي الكوميديا فبالنسبة لي لم أراها جيدة جدا,بل كانت خفيفة للغاية إلى درجة مقبولة,وأحيانا سيئة إلى درجة غير مقبولة. إلا أن الجميع يشيد بالفواصل الكوميدية التي قدمتها في دورها الدرامي والذي لا أراه مستغربا نظرا لكونها تمثل بشخصية السيدة حورية أم حسن النموذج الكلاسيكي لـ سيدة البيت المصري العجوز ذات البركة بكل ما تحمله من حكمة وفكاهة وطيبة,وارتباط ذلك بالقلوب حتى في ضحكاتها الغير مضحكة أو دمعاتها الغير مبكية قد يكون لها تأثير على المتلقي. ولكن في الأخير يجب القول أن الدراما في العمل كانت دراما إنعام سالوسة وربما أحلام الجريتلي تساندها في ذلك,وثالثهم بالطبع أحمد خليل. ثم يأتي الآخرون.

3-أحمد الجبالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أجمل أسطورة في المسلسل والتي تمنيت لو يتم تسليط الضوء أكثر على ماضيها,شخص طيب وعادل وخدوم وغير ضعيف يتحاكى الجميع عن جبروته بقدر ما يتحاكون عن مجدعته.

أداء الممثل المخضرم فتحي عبد الوهاب,وقد تعمد المخرج أن يشوق المتلقي لمعرفة هوية الشخصية قبل أن يظهرها في مرحلة معينة بعد أن خفاها في عدة ظهورات.

4-حسيبة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفترية زوجة المعلم صابر وأكبر نجاح لشخصية شرير في أي عمل درامي,هو أن ينجح في جعل المتابعين يكهرونه,وقد نجحت الممثلة عايدة رياض في ذلك,بشكل قد لا يقل كثيرا عن قبح الآخرين من رفقاء الشر في المسلسل.

 

[2] الحوار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حاول الحوار أن يكون قديما يجاري الماضي موفقا جدا في بعض المرات,إلا أنه أيضا لم يفلح في العديد من المرات. وما يزيد الطين بلة هو خروج الكثير من الافتعالات الميلودرامية أثناء الحوار خاصة لدى سخونة الأحداث. ويستثنى من ذلك مرة أخرى العملاقين رياض الخولي وأحمد خليل.

 

[1] عبارات لفتت انتباهي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-بس العين منسيتهاش,وحتى لو الأيام غيرت ملامحها القلب هيحس بيها

-بيقولوا إنها حنانة

-هما يطولوا إن المعلم سيد يعلمهم أو يعلّم عليهم.

-فتوتنا العتر

-قاعد يسم في بدني

-عملتهم دروة يتدارا فيها قلبوها وكر (المثل الشعبي)

-المشاديد يحضروا

-حتى مسح الكوخ مبقاش زي زمان!

-أنا عبده .. عبده اللبان

 

[2] كلمات في غير محلها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-لولاها مكناش هنقدر نجيبها

يعني من يملك القدرة على التصدي لحسن الجبالي بعد أن صار فتوة الجمالية؟

-سيد اللبان هو اللي قتل أبوك

يعني هل يفترض أنه لم يكن يعرف منذ الاتفاق على قتل حسن؟

-أنا ساكتلك من بدري

يعني ما الذي جعل الفتوة الأعور يسكت عليه أصلا؟

-يا عزمي بالحب

وهل فلح ذلك الحوار العقيم سابقا حتى يفلح الآن؟

 

[3] الأسماء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختيار جيد للأسماء مع مراعاة الأسماء الغير منطوقة أكثر من مرة أو مرتين لشخصيات ثانوية,مثل عواد,وهدان,حسّونة.

 

 

الإخراج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] التصوير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الإضاءة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توزيع الإضاءة كان جيدا في أغلب المشاهد عدا إفتتاحية المسلسل,حيث كانت الإضاءة جيدة من بعض الجوانب وسيئة في جوانب أخرى,أبرز مساوئها في كونها لا تعكس تأثير الإضاءة في المكان أمام الكاميرا مما يؤثر على واقعية المشهد. أي أن الضوء الساقط على المكان يجب أن ينعكس تأثير زوال مصدره على الصورة المعروضة في المشهد بشكل يعطي المزيد من الإظلام لإختفاء الأضواء,وهو ما لم يحدث في المشهد الأول لهجوم الملثم على المشاديد.

كما لاحظ محمود مهدي (3) أن المخرج يستخدم الإضاءة للتعبير عن مكنونات الشخصيات التي لم تكشف بعد أمام المشاهد؛مثل أن يظلم نصف وجه الممثل دلالة على أنه يخفي شيئا أسودا في قلبه,أي هناك جانب مظلم من شخصيته.

 

[2] الأكشن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عنصر بصري / تشويقي مهم في عمل يتخذ حارة الفتوة مسرحا لأحداث قصته,وقد فشل المخرج في تنفيذ الأكشن بشكل يدنو حتى من الجيد,وأقل ما يقال عنه أنه سيء. حيث تسير الضربات في جهة وتأتي الردود عليها من جهة أخرى,وتسقط الأطراف المتقاتلة أثر إصاباتها قبل أن تمسهم أي ضربة. وتكرارات مملة لنمط معين من القتال تم استعماله وحرقه في جميع مشاهد المعارك في المسلسل,إضافة إلى النمطيات المعهودة في مشاهد الأكشن مثل اهتزازات الكاميرا والتصوير البطيء. هذا غير تخلي المخرج عن بعض المعارك القوية بناء على حجج واهية في دوافع الشخصيات والحبكة والحوار. ولم يثري الصراع بأي مشاهد جيدة من الناحية البصرية.

وبالرغم من كون ياسر جلال يتمتع باستعداد بدني جيد نظرا لجسمانه القوي وتدربه حسبما يقول في لقاء مع إضاءات (5) على ركوب الخيل واستعمال النبوت,إلا أنه لم يأتي منه أي خير في تجسيد القتالات وذلك عيب على الممثل والمخرج ومصمم المعارك. وقد يبدوا مستغربا تحميل الخطأ على الممثل لكن هو يتمتع بنجومية تتيح له الاختيار والاقتراح,وكما أنه لم يبرع أصلا في الحركة والتجسيد بالرغم من أن سيد رجب الذي في الستينات من عمره ويقرب من السبعين قدم معركة بين العسال والنطاط في حارة اليهود أفضل من كل ما قدمه ياسر جلال في مسلسله هذا. وقد كان اعتماد المخرج على السمات الجسمانية القوية والمظهر المهيب لياسر جلال.

وتجلت أسوأ المعارك في

1-هجمات الملثم / المتلتم

2-معركة حسن ضد عزمي

3-معركة حسن ضد مغتالي أبو ضيف

4-معركة حنوقة ضد عزمي

 

كل المعارك سيئة

بينما كانت أفضل المعارك بالترتيب من الأفضل هي

1-معركة حسن والمعلم صابر ضد الهجمامة

2-معركة حسن ضد المعلم أحمد

ولا يعني أنها الأفضل أنها جيدة,هي فقط أجمل القبائح.

 

[3] التصوير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكادرات الأجمل في رمضان في 2020 تقديما للصورة حيث أعطت صورة نقية عن فترة الفتوات في القاهرة,وقد ساعدها في ذلك الديكور ولوازمه التي سنتطرق إليها لاحقا. ولكن بشكل عام قدم المسلسل أفضل صورة سينمائية في رمضان هذا العام مراعيا أهم عناصرها من التصوير والإضاءة والديكور والملابس وتصميم الإنتاج.

يحسب أيضا للمخرج قدرته على التنقل بالكاميرا بين أماكن وميادين مختلفة يرتبط تغيرها والإنتقال بينها بالتنقل بين خطوط الأحداث. هذا غير بعض الإشارات بصرية على كوامن الشخصيات. وصنع الحارة القديمة وتوازيها مع الحارة الحديثة.

يعيبها أنه لم يستطع إخراج المشاهد من شعور أنه محاط من قبل إستديو كبير,بالرغم من تنقلاته المختلفة والجيدة في التصوير في إطارات مختلفة وزوايا مختلفة وأبعاد مختلفة,إلا أنه يقم مثلا برحلة تصويرية يصحب فيها المشاهد إلى تفريعات الحي. الأمر أشبه بمسرح ثابت يتم تغيير خشبته مع التنقل من فصل إلى آخر.

 

[4] الإخراج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشكل عام كان الإخراج الوظيفي سيء في إدارة الممثلين من الصف الثالث فأدنى,جيدا في تصعيد حدة وسخونة الصراع والمواجهات. ويضاف على ذلك تنقله الجيد في المونتاج خاصة في الاسترجاعات (فلاش باك FlashBack) لعرض مشاهد من الماضي.

توزيع الناس والمعالم المعيشية حولهم أكثر من جيد في التصوير,لا تلتفت الكاميرا لهم بشكل أكثر من اللازم ولكنها تمر عليهم وهم يقضون حوائجهم طوال المسلسل وتقع فقط في بعض الصغائر عند تقديمهم في الأحداث الكبرى,وبعض التكرارات مثل أنهم دوما يسيرون ما يطرح التساؤل حول (ألا تخلوا الحارة أبدا من الناس؟) أم لأننا من الحاضر فيجب أن تكون صورة الماضي دوما مزدحمة -إلا إذا لزم الحدث أو الظرف- حتى يأخذ المشاهد قدرا كافيا منها!.

 

[5] الموسيقى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسلسل لا يملك أكثر من ثلاثة أو أربعة مقطوعات موسيقية ينوع بينهما لإعطاء المشاهد أحاسيس معينة في حالات معينة,منها

الموسيقى التشويقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهي الأكثر فاعلية في المجموعة الصوتية للمسلسل ككل,وتمزج بين التصاعد في الأحداث, والسير على وتيرة متوترة.

الموسيقى الدرامية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهي التي تصاحب الشخصيات حين لا تتواجد على الساحة أحداث مهمة ولا غمامة أحزان, وتعطي شعورا بالرضا عن الحياة,وهو ذات الشعور التي تعكسه الكاميرا المصاحبة لهذه الموسيقى عن الشخصيات داخل الشاشة.

الموسيقى التراجيدية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتعالى مثل آهات موجوعة للدلالة على الظلم الواقع وقسوة الحياة وفقد الأحباء,وهي أفضل مقطوعة في المسلسل.

الموسيقى العاطفية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشكلة أن الموسيقى العاطفية كانت شحيحة للغاية وتستبدل بشكل مستفز بالموسيقى التشويقية,فيشعر المشاهد بالتشويق بدلا من الشوق. ويتسبب ذلك بارتباك وتشتت للمتلقي.

الصوتيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموعة من العناصر الصوتية الغير موسيقية,وهي

-هناك خلفية صوتية جيدة من صرخات النساء وولوة الحريم.

-اعتماد صوت رياض الخولي راويا للأحداث التي تقع في الحاضر بالتوازي مع الأحداث التي وقعت في الماضي.

-الحوار لم يكن من الناحية الصوتية يحمل أي شيء لافت غير كلماته كما أوضحنا بالأعلى.

 

[2] التكوين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] المسرح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في تكوينه للصورة السينمائية يجمع المخرج عدة عناصر معطيا للمشاهد لوحة فنية هي الأفضل في المسابقة الرمضانية لهذا العام,تتكون أولا من إختياره لأماكن التصوير مرورا بالملابس والديكور وصولا إلى طريقة التصوير وحتى إدارة الممثلين التي تراعي كشف المعالم البصرية لهذه الفترة التاريخية.

 

[1] الأماكن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هي بالفعل مسارح ثابتة تؤكد الصورة التي في ذهني حول أن المخرج لم يصور في شوارع حقيقية إلا بشكل ضئيل ربما,واعتمد في الباقي على مواقع تصوير صناعية مثل الاستديو والمسرح وغيره.

 

[2] الديكور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الديكور مكون من عناصر منزلية حقيقية؛الأريكة,السرير,الستائر,الأواني,إلخ ...

 

[3] الملابس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حرفية في اختيار الملابس (جميلة وملفتة وحقيقية) وجرأة استخدام الألوان فيها (فاقعة وصارخة),خاصة في عناصر مثل الأشارب والبرقع,وتناسق الألوان مع أجواء المسلسل وأماكن التصوير (صحراوية مصرية قاهروية قديمة)(5).

هذا غير الإتقان في ارتداءها من خلال التعامل معها بشكل معيشي وليس مهني. أي إرتداءها فعليا أثناء التصوير. أيضا تم تصميم كل مجموعة ملابس للشخصيات الرئيسية لتحمل هوية بصرية تعبر عن الشخصية التي ترتديها وتحمل بصمتها.

 

[4] الماكياج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-لحية عابد / مبروك واضح بشدة أنها مركبة

-المساحق كانت لطيفة على وجوه الممثلات

 

[2] الشخصيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر الإخراج الوظيفي.

 

المصادر:

ـــــــــــــــــــــــــ

 

1-ياسر جلال: لا مجال للمقارنة بين الفتوة وحرافيش نجيب محفوظ / حوار أجرته إضاءات مع ياسر جلال.

 

2-عيش صباحك / لقاء خاص مع الفنان ضياء عبدالخالق ونقاش عن أعماله الفنية على نجوم إف إم NogoumFM.

 

3-محمود مهدي في مراجعته للمسلسل على قناته فيلم جامد ضمن حلقات برنامج رمضان وأشياء الموسم الرابع الثلاثة المخصصة للمسلسل.

 

4-ياسر جلال: لا مجال للمقارنة بين الفتوة وحرافيش نجيب محفوظ / حوار أجرته إضاءات مع ياسر جلال.

 

5-محمود مهدي في مراجعته للمسلسل على قناته فيلم جامد ضمن حلقات برنامج رمضان وأشياء الموسم الرابع الثلاثة المخصصة للمسلسل.

 

 

سينماتك في ـ  25 أكتوبر 2020

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004