جديد الموقع

 
 
 
ملف خاص عن 6 أكتوبر .. السينما والحرب، في «سينماتوغراف»
 
 
   

اعتماد الأمراني

 

د. اعتماد الأمراني تكتب لـ "سينماتوغراف"

التجريدة المغربية لعبت دورا حاسما في هضبة الجولان

متى تمول صناعة السينما العربية فيلما مشتركا عن وحدة الأمة في حرب مصيرية ؟!

   
 
 
 
 
 

يتكرر الحضور السنوي لذكرى حرب أكتوبر .. وتتكرر مع ذات الحكايات عن مخططاتوضعتها قيادات عسكرية أو مبادرات أطلقتها شخصيات سياسية، أو بطولات صنعتها عناصر بشرية من ضباط وجنود في ميادين القتال على كل الجبهات العربية، وهي جبهات كانت كل مواقعها في شرق الأمة العربية ، وليس في ذلك أي مغالاة أو موالاة بكل يقين وتأكيد.

لكن، وهي لفظ استدراك دائم طوال 41 عاما هي الفترة الزمنية التي تفصلنا عن يوم زاخر بالأمجاد، كان نتاجا حقيقيا ومباشرا، لجهود عربية تكاتفت وتراصت وتعاضدت وتساندت من أجل معركة كبرى أسفرت عن نصر هو الأعظم في تاريخ أمة العرب.

نعم، ساحات الحرب وميادين القتال، كانت مشرقية، وليس في ذلك جدال، لكن القوات المحاربة والمقاتلة لم تكن كلها كذلك، بل كانت خليطا عربيا جمع بين المشرق والمغرب من الخليج العربي وحتى المحيط الأطلسي.

ففي قلب ساحات الحرب على الأرض السورية كانت هناك قوات مغربية اصطلح على تسميتها بالتجريدة المغربية وكان قوامها 6 آلاف مقاتل من أفضل وأكفأ العناصر التي أرسلها المغفور له العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، مع عدة دبابات و مدفعية و مدرعات قتالية في اطار لواء مدرع كان هو الوحيد الذي يمتلك المغرب حينذاك، وفي ذات الوقت تم إرسال سرب طائرات اف 5 و 5500 الى الجبهة المصرية على خط القناة.

وتشير أدبيات تلك الفترة إلى أن تلك التجريدة المغربية كانت بقيادة الجنرال الصفريوي رحمه الله، وكانت كتيبة عسكرية متطورة جدا و تضم خيرة ضباط وجنود المدفعية المغربية الذين كان أغلبهم من ثكنة قصر السوق سابقا (الرشيدية حاليا) ومن "مدرسة الدار البيضاء" بمكناس الشهيرة في التدريب العسكري لسلاح المدفعية.

ولن نسأل أو نتساءل عن عدد الذين يعرفون التجريدة وقائدها من أهلنا في المشرق العربي، لأنه لم يكن هناك من فكر يوما في أن يرصد هذه المشاركة، رغم كل ماتزخر به وسائل الإعلام من متابعات وتغطيات وحوارات ومذكرات تمتليء بها الصفحات.

والحقيقة التي غابت عن الجميع هي أن التجريدة المغربية لعبت دورا حاسما في حرب أكتوبر 1973 في تحرير أجزاء هامة من هضبة الجولان مع وحدات عراقية، وأنها أساسا قد حررت لوحدها جبل الشيخ الإستراتيجي، واحتلت قمته التي كانت ولا تزال تضم مركزا محوريا للإتصالات اللاسلكية والرصد، له قوة حاسمة في كل بلاد الشام، من خليج العقبة جنوبا حتى ماوراء العاصمة دمشق شمالا. وكان مفروضا أن تحمى ذلك النصر، طائرات الميغ السورية التي غابت تماما عن الأجواء ، ولأسباب غير معلومة حتى الآن ، وكانت الطائرات الوحيدة التي حلقت حينها فوق المناطق المحررة، هي الطائرات الإسرائيلية من نوع ميراج الفرنسية الصنع والإف 5 الأمريكية الصنع، التي ألقت قذائفها بكل حقد ليسقط على إثرها الشهداء المغاربة بالعشرات. وتعود القوات الصهيونية لاحتلال "جبل الشيخ" وأجزاء من القنيطرة والجولان، بعد أيام ضارية من القتال ، عبرت عن بسالة وقومية أفراد تجريدة الشرف العسكرية، الذين سقت دماؤهم الطاهرة الجولان، هناك في رمضان، منذ 41عاما .

ولنا قبل أن نختتم المقال أن نطلق عبر "سينماتوغراف" دعوة لكل صناع السينما في أمتنا العربية أن يعيدوا أمجاد أمتهم خلال حرب اكتوبر المجيدة، بروح الوحدة والتكاتف والتكامل، فيطلقون "المشروع القومي السينمائي عن حرب أكتوبر" ليكون وثيقة تاريخية ومرجعا للأجيال المقبلة عن أكبر نصر حققه الإنسان العربي في القرن العشرين.

ولأننا نثق في سينمائيي العرب : منتجين ومخرجين وفنانين وكتابا، فإننا نتعشم فيهم الوفاء بما يأمله كل أبناء الأمة في مشرقها ومغربها، فالجميع يأملون ومنذ عقود في فيلم تاريخي يحكي عن أيام العبور العربي والانتصار الأكبر من أجل عز الكرامة وشرف التحرير.

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)