أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 
 
 

كتب في السينما

 

الإصدار الثامن

 
 
 

سينما الألماني فيرنر هيرتزوغ.. ذهاب إلى التخوم

عمان – ناجح حسن

 
 
 

سينما فرنر هيرزوغ

ذهاب إلى التخوم الأبعد

 

 
 

اختار الأديب والناقد البحريني امين صالح، منجز المخرج السينمائي الألماني الذائع الشهرة والصيت وارنر هيرتزوغ، ليكون ضمن اشتغالاته في موضوعات الثقافة السينمائية .

لهذا الغرض قدم صالح حديثا للمكتبة العربية ترجمة لواحد من ابرز الكتب التي تناولت اساليب جمالية ورؤى فكرية ذات ابعاد فلسفية في سينما هيرتزوغ، التي غدت اليوم باغلبيتها تحتل مكانة مرموقة في ذاكرة الفن السابع وقاماتها الرفيعة .

احتوى الكتاب الصادر عن وزارة الثقافة بالبحرين تحت عنوان «سينما فيرنر هيرتزوغ.. ذهاب إلى التخوم الأبعد»، الذي ترجم عن الانجليزية عن كتاب حمل عنوان «هيرتزوغ عن هيرتزوغ» لبول كرونين، على حوارات تسلط الضوء على سائر تفاصيل العمل في افلام هيرتزوغ واشكالياتها وأبعادها الأنسانية والجمالية، مثلما يتتبع بالشرح والتفاصيل فهم هيرتزوغ لوظيفة الفن السينمائي.

تفصل صفحات الكتاب جماليات وافكار سينما هيرتزوغ (المولود العام 1942) التي أثرت السينما الاوروبية بالوان من الاشتغالات الابداعية التي الهمت اجيال جديدة في السينما المعاصرة، مثلما لاقت الاعجاب وثناء النقاد وعشاق السينما في ارجاء المعمورة، على نقيض ما استقبلت به في مسقط رأسه بألمانيا!.

يتمحور الكتاب حول حوار طويل ممتد بين مؤلف الكتاب والمخرج، كاشفا فيه عن لقياته السينمائية ومفردات وعناصر تبرز قدراته وامكاناته في العثور على الفكرة والبحث عن التمويل واختيار الممثلين وادارتهم امام الكاميرا، ومن ثم انجازه للشاشة البيضاء، لافتا الى اهمية ودور الأمكنة التي تسري فيها الاحداث، والتي تحتشد بانواع من الثقافات الانسانية، وهي تلقي بظلالها غالبا على افكاره واسلوبيته السينمائية.

تأتي اهمية الكتاب كونه يلخص بسلاسة واقتدار لغة هيرتزوغ السينمائية بلغة بسيطة وسهلة على القاريء العادي، بحيث تشق امامه افاقا رحبة لهذا النمط السينمائي المغاير لاساليب السينما السائدة في الصالات المحلية، والتي قادت هيرتزوغ لان يكون من بين أبرز صناع السينما في العالم، اضافة لكونه صاحب بصمة راسخة في السينما الألمانية الجديدة.

توزعت صفحات الكتاب على تسعة فصول، وتفرعت عنها موضوعات تتدرج بين البدايات الأولى وصولا الى احدث انجازاته، وفيها عاين محطات ومواقف تتعلق بنشأته الاولى وما علق بذاكرته من احداث جسام، عايشها عن قرب، وتنقله في ارجاء المعمورة، وتعرفه على اذواق وثقافات الاخرين، ورحلته مع صناعة الافلام التي بدأت بافلام قصيرة.

اللافت في شهادة هيتزوغ بالكتاب انه لم يتعلم صناعة الافلام بل تعلق فيها كهاو وعاشق للكاميرا، وافادته دراسته الجامعية في حقل التاريخ بالعديد من الرؤى، وكان لجولاته بين البلدان والقارات اثرها في تعميق ثقافته، حيث اجاد الحديث باكثر من لغة، الامر الذي مكنه من اقتحام عوالم نائية عن بيئته، واختيارها كفضاءات تعبيرية وشاعرية لكثير من افلامه، خاصة وانه صور البعض منها باميركا وجزر الكناري باسبانيا والمكسيك والبيرو والبرازيل واليونان وتايلند واوغندا وتنزانيا والصحراء العربية، وسواها كثير .

يبين الكتاب الكثير من وجهات نظر هيرتزوغ تجاه اقرانه من صناع السينما الجديدة، سواء داخل موطنه المانيا او في اوروبا واميركا، وهو ينظر الى الشاشة التلفزيونية كاداة تخريب للعقل الانساني نتيجة ما تقدمه من برامج ومسلسلات سطحية تقوم على الدعايات التجارية، التي تعمل على اعلاء عزلة الفرد واهدارها لوظيفة الصورة والوقت وتجميد العقل.

كتاب «سينما فيرنر هيرتزوغ» اضافة نوعية للمكتبة العربية، يستفيد منه طلبة وعشاق صناعة الافلام، والباحثين والنقاد، والراغبين في فهم كنه عوالم الفن السابع وفضاءاته الرحبة .

صنع المخرج وارنر هيرتزوغ طيلة مسيرته في الحقل السينمائي التي تعدت ازيد من نصف قرن من الزمان، خمسين فيلما بين التسجيلي والروائي بشقيها الطويل والقصير، وتنقل فيها بين عوالم ومناخات انسانية متعددة، اتسمت بالعذوبة والتجديد والأبتكار.

وضمت قائمة أفلامه أعمالا لافتة من بينها: (أغيري : غضب الله) 1972، (لغز كاسبار هاوزر) الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان 1975، (نوسفيراتو) 1979، (فيتزجيرالدو) 1982 جائزة افضل مخرج في مهرجان كان، (كوبرا الأخضر) 1988، و(فجر الإنقاذ) 2006 ، فضلا عن أفلام تسجيلية عديدة.

 

الرأي الأردنية في

14.01.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004