أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 
 
 

كتب في السينما

 

الإصدار السادس

 
 
 

"نحارب الحياة بطرائق خاطئة"

( أنجيلوبوليس)

بقلم: علاء خالد

 
 
 

براءة التحديقة الأولى

 

 
 

برغم اللقاءات القليلة التى جمعتنى بالصديق أمين صالح، الكاتب والسيناريست البحرينى، أتأكد دائما من نفس انطباع اللقاء الأول، وهو أن وراء هذا الهدوء والزهد فى الأضواء روحا حية تجد حياتها وصخبها وحيوتيها فى السينما والكتابة عنها والبحث فى حياة مخرجيها. فى آخر لقاء، وقد كان فى البحرين عام 2009، أهدانى فى الدقائق التى جمعتنا كتابه الأخير والذى كان صادرا حديثا حينئذ، عن المخرج اليونانى "الكبير" ثيودور أنجيلوبوليس. ولا أعرف كلمة " كبير" أو "عظيم"، أو غيرها من الصفات، بها من الدقة، وليس التفخيم، التى يمكن أن تصف هذا القدر من الإبداع والخيال والتفانى، والصبر، والصدق مع النفس، والجرأة،  والحب؛ أم لا؟  كتاب أمين صالح يحمل عنوان " عالم ثيو أنجيلوبوليس السينمائى، براءة التحديقة الأولى". مكتوب على غلاف الكتاب "ترجمة وإعداد" أمين صالح، بمعنى أنه تجميع لأحاديث وكتابات وآراء عن المخرج نشرت فى العديد من الكتب والمجلات المختصة بالسينما. إنه مبحث صغير يستقصى فيه أمين صالح عدة أفكار رئيسية عن المخرج، يسير وراءها ويكتب لكل منها فصلا يختار له عنوانا. نفس المنهج استخدمه أمين صالح فى كتابين، أحدهما عن المخرج الروسى تاركوفسكى بعنوان" النحت فى الزمن" والآخر عن "عبقرى" السينما الإيطالية " فيدريكو فيللنى" بعنوان " حوار مع فيدريكوفيللنى". بالتأكيد هذا الحوار مفتعل ولم يحدث، ولكنه يبين الأمنية الخاصة لأمين صالح، والتى تحققت عبر ترجمته لحوارات كثيرة جرت مع فيللنى. فى ترجمة الحوارت تحقيقا لجانب من الأمنية، فى الاقتراب الشديد من عالم  وصوت وأفكار فيللنى كأنه جالس أمامه. لأمين صالح ولع بالسيرة الذاتية للمخرجين، والتى عادة ماتتضمن وتكشف الزاوية أو الزوايا التى ينظرون منها للحياة، والمرتكزات الشخصية والعامة التى كونت أسلوبيتهم فى الحياة والسينما. مات أنجيلوبوليس منذ ستة أشهر وبالتحديد فى 24 يناير 2012. مازلت أحتفظ حتى الآن بعادة قديمة،أن أكتب بعض الفقرات التى أعجبتنى من أى كتاب أقرأه، كأنى أعيد تكوين الكتاب عبر زاوية عينى وخيالى. هنا بعض منها من " عالم ثيو أنجليوبوليس السينمائى":

" لقد علمونا، ونحن أطفال، بألا نطلق سراح ذواتنا، بألا ندع أنفسنا تنطلق.. أظن أن هذا النمط من التربية يسلب منا قدرتنا على التكيف مع الحياة. نصبح صارمين جدا، صارمين أكثر مما ينبغى تجاه حياة لاتقتضى مثل هذه الصرامة. إننا نحارب الحياة بطرائق خاطئة، بدفاع خاطىء عن النفس. نحن مليئون بالأدراج.. درج الطفولة.. درج لمرحلة الشباب.. وهكذا."

"لكى نتحرر من تلك الأدراج فى أرواحنا، نحتاج إلى الوقت.. الكثير من الوقت. فضلا عن الأشياء التى تأتى نحوك ولايكون لديك الوقت لتذوقها، الأشياء التى هى بالتالى مهملة ومنسية بالنسبة لك، والتى تكون أكثر الأشياء أهمية."

" الآن، وقد بلغت هذا  العمر، أعتقد من الضرورى أن أبدأ فى تكريس بعض الاهتمام بالموت، من أجل اعادة اكتشاف الحياة، من أجل رؤية الحياة فى ضوء جديد، واعيا لضرورة التصالح مع فكرة الموت."

" أننا نتطلع إلى طرائق جديدة، ويخامرنى شعور بأننا نعود إلى ضرب من الوجودية. الفن، مرة أخرى، يعتبر الإنسان حقيقة الكون المركزية أو غاية الكون القصوى.. وهناك من الأسئلة أكثر مما لدينا من أجوبة."

"إذا أردت أن تتحدث معى فى السياسة فيتعين على أن أخبرك بأن فهمى يتناقص، وفى النهاية لا أعود أفهم شيئا. أظن هذه الحالة تنطبق على أغلب الناس. لكن إذا أردت أن تتحدث معى عن العلاقات الإنسانية، فلا يوجد هناك ماينبغى فهمه أو عدم فهمه. الأشياء تظل على حالها. وعليك تقبل العلاقات الإنسانية كما هى وبكل ماتحمله من نقائص ولحظات فرح ولحظات ألم. الشىء الوحيد الذى تتعلمه، على الأرجح، هو الندم على أنك فى لحظات معينة لم تدع نفسك تنطلق أكثر."

"إن المعركة هى دائما معركة الذات، الذات ضد كل ماهو جائر ومتقلب. يجب على الفرد أن يحارب دائما ضد كل شىء فى هذه الحياة، لأن هناك الوهم بأن ثمة معنى، هدفا. لكن ليس هناك أى معنى، أى نفع. المعركة هى الحياة نفسها. أنا لم أعد أتعامل مع السياسة، مع التعميمات.. لقد توقفت عن فهمها."

 

أخبار الأدب المصرية في

06.08.2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004