أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 
 
 

كتب في السينما

 

الإصدار السادس

 
 
 

صدور الكتاب السينمائي السادس له والثالث حول مخرج عالمي بعينه 

أمين صالح: سينما ثيو أنجيلوبولوس نختبر فيها الحياة بعين طرية

الوقت - حسام أبوأصبع

 
 
 

براءة التحديقة الأولى

 

 
 

ألقى الأديب البحريني أمين صالح ورقته السينمائية الثالثة المخصصة بالكامل للحديث عن مخرج بعينه. فبعد أندريه تاركوفسكي، وفدريريكو فللييني، حان الآن موعد انضمام عملاق آخر إلى قائمة أمين هو ثيو أنجيلوبولوس. ففي مناسبتين سابقتين اختار أمين تقديم عملاق السينما الروسية تاركوفسكي إلى قارئ العربية عن طريق ترجمة مذكرات صاحب أندريه روبليف ''النحت في الزمن'' .2006 واختلف الأمر قليلاً مع أحد أساطين السينما الإيطالية، ففيلليني تم تقريبه عبر ترجمة حوار هائل معه أجراه جيوفاني جرازيني.2007 أما الورقة الثالثة التي طبعت في غضون الأيام القليلة الماضية حول اليوناني فهي منتخبات اختارها أمين بحيث يكون مجموعها دليلاً مرشداً للقارئ لاكتشاف المزيد من رؤى وأفكار وطرائق عمل صاحب ''تحديقة عوليس''.  

فمن خلال مشروع النشر المشترك بين قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة والإعلام ومؤسسة الانتشار العربي في بيروت صدر قبل أيام كتاب ''عالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي، براءة التحديقة الأولى''. وهو كتاب اختار أمين أن يوضب فصوله ومحتوياتها بالطريقة نفسها التي أنجز بها أضخم كتبه حجماً في هذا المجال ''الوجه والقناع في التمثيل السينمائي'' ,2002 بحيث يأخذ من هذا الكتاب أو ذاك ويقتطف من تلك الدورية ما يشكل تصوراً واضحاً حول الموضوع المبحوث.  

والكتاب السادس لأمين في الحيز السينمائي عموماً بعد ترجمة ''السينما التدميرية'' لعاموس فوغل ,1995 و''الكتابة بالضوء في السينما.. اتجاهات، قضايا وأفلام'' ,2008 إضافة إلى الكتب المشار إليها يحوي فضلاً عن المدخل ومسرداً بأفلام ثيو أنجيلوبولوس السينمائية (18) فصلاً أو باباً تبدأ بالسيرة وتنتهي بالنقد، وبين هاتين النقطتين تتوالى الفصول بحيث تكشف بجلاء عن رؤية ورؤى المخرج اليوناني في النظر والعمل السينمائي.  

ففي ''براءة التحديقة الأولى'' بصفحاته الـ (390) تم اقتراح العناوين الآتية كمداخل متنوعة تعكس أطيافاً من العوامل التي شكلت شخصيته، والروافد التي نهلت منها، ثم انعكست في اشتغالاته، وهي: الحفر في الذات، لماذا السينما؟، الإخراج.. الفعل السينمائي، التأثرات، الرؤية.. الأصداء ذاتها، الأبعاد ذاتها، السياسة.. إشكالية الشكل والمحتوى، التاريخ والأسطورة، الرحلة، الأسلوب والتقنية، السيناريو، التمثيل، التصوير، الموسيقى، المونتاج، المكان، الموقع، الطبيعة، الجمهور، والنقد.  

وأوضح أمين خطة عمله في الكتاب الذي أهداه إلى عبدالله يوسف بعبارة ''الصديق الفنان عبدالله يوسف الحاضر دوماً في المشهد الإبداعي أوضحها بالقول ''آثرت في هذا الكتاب أن أركّز، في المقام الأول وعلى نحو أساسي، على أحاديث المبدع السينمائي ثيو أنجيلوبولوس، عبر لقاءاته وحواراته مع النقاد والباحثين والصحافيين، المنشورة في عدد من الكتب التي تتناول أفلامه، والعديد من المجلات السينمائية، باللغة الإنجليزية، مقتطفاً منها إجاباته التي من خلالها نتعرّف على عالمه السينمائي في شموليته، مستعرضين سيرته الذاتية، مكوناته وتأثراته، مصادره وعناصره وتقنياته السينمائية، آراءه ورؤاه في الفن والعالم والحياة وغيرها من شؤون الفنان والإنسان''.  

وقال ممهداً لكتابه الجديد ''ثيو أنجيلوبولوس، المخرج اليوناني، صوت فريد في عالم السينما، ويعد واحداً من رموز السينما الفنية الحديثة، ومن أكثر السينمائيين أهمية وتميزاً، وإثارةً للجدل أيضاً، في السينما العالمية المعاصرة. إنه ينتسب إلى نخبة من المخرجين القلائل الذين ينطبق عليهم التعريف الكلاسيكي لـمبدع الفيلم أو المخرج المؤلف، إذ كل لقطة، من كل مشهد، من أي فيلم حققه، تعبّر عن رؤيته الفنية والفكرية، وتعكس شخصيته الفنية، على نحو يتعذّر محوها أو إزالتها. إن نظرة عجلى إلى أي فيلم له، وفي أي موضع يتم اختياره من مسار الفيلم، ستكون كافية للكشف عن هوية المبدع الذي حقق هذا العمل الفني''.  

ويستطرد في هذا الصدد ''في السبعينات انبثق هذا المخرج كواحد من أكثر الأصوات أصالة وجدّة في عالم السينما. إنه واحد من المخرجين القلائل في القرن الأول للسينما الذين يجبروننا على إعادة تحديد ماهية السينما وما يمكن أن تكونه. ليس هذا فحسب، فأفلامه تجعلنا ننفتح على سؤال أكبر أعمق، والذي يغدو شخصيا بالنسبة لكل منا: كيف نرى العالم بداخلنا وحولنا؟''. وقال مضيفاً ''بطريقة أو بأخرى، يمكن اعتبار أفلام أنجيلوبولوس محاولات لخلق أفلام، لصياغة نوع من الاتصال، لإعادة بناء الواقع والمخيلة والتاريخ والأسطورة''.  

وسجل أمين صالح عن المخرج قبل أن يشرق ويغرب في العناوين الكثيرة التي اقترحها في سياق التعريف ببطل كتابه الجديد ''هو من أكثر المخرجين اليونانيين شهرة وتأثيراً. أفلامه حازت على العديد من الجوائز الكبرى في المهرجانات العالمية، وتم الاحتفاء به كواحد من القلة العظام في تاريخ السينما.. لكن خارج تلك الدوائر السينمائية، لا يبدو أنجيلوبولوس معروفا جيدا لدى الجمهور العريض، وحتى في بعض الأوساط السينمائية، إذ يعتبر من أولئك المخرجين ''الصعبين''، ذوي الرؤى العميقة الخاصة، والأساليب التي لا تتوافق مع الذوق العام السائد بفعل هيمنة الأعمال الاستهلاكية. إنه ينتمي إلى تلك النوعية الجادة من السينمائيين الذين يتعاملون مع الجمهور باحترام، دونما رياء أو تملّق، ناشدين المشاركة الفعالة فكرياً وتخيلياً، وذلك عبر بلاغة بصرية ورؤية واعية وثاقبة للحياة وللعالم''.  

وبرر أمين أسباب عدم ذيوع وشهرة المخرج الذي استهل مشواره الفني بفيلم قصير العام 1968 اسمه ''برنامج إذاعي'' بالقول ''عدم جماهيرية أفلامه ناشئة من اهتمامها بموضوعات فكرية وفلسفية عميقة (تتصل بالحياة والموت، الذاكرة والندم، التاريخ والهوية، الفن والغربة) وابتعادها عن الجماليات السائدة في السينما المعاصرة (خصوصا في هوليوود) التي تعتمد على المؤثرات الخاصة والتقنيات الرقمية (ديجيتال) والنجوم''.  

وزاد في هذا الصدد ''أفلامه تدعو إلى التأمل لا الإثارة والتشويق. إنها تمزج عناصر من الاتجاه الكلاسيكي والاتجاه الحداثي، معتمدة على إيقاع مغاير يتسم بالبطء والتريث عبر لقطات مديدة تستغرق دقائق طويلة من دون قطع، وعبر معالجة خاصة للزمن والمكان''.  

كما قال ''أفلامه تمتلك الجرأة على عبور عدد من التخوم: بين الأمم، بين التاريخ والأسطورة، الماضي والحاضر، السفر والبقاء، الانتماء والخيانة، المصادفة والقدر، الواقعية والسوريالية، الصمت والصوت، المرئي واللا مرئي (أو المكبوح)، بين ما هو يوناني وما هو غير يوناني. أفلام أنجيلوبولوس لا تزعم بأنها تقول الحقيقة المطلقة، أو توجد حلولاً للقضايا والمشكلات، أو توجّه رسائل مباشرة، لكنها تقترح الرغبة في التجاوز''.  

وفي إطار رصد الملامح والمعالم المميزة لصاحب ''إعادة بناء'' ,1970 ''أيام سنة ,1972 ''36 ''الممثلون الجوالون'' ,1975 ''الصيادون,''1977 ''الإسكندر العظيم ,''1980 ''رحلة إلى كيثيرا ,''1983 ''مربّي النحل ,''1986 منظر في السديم ,1988 ''خطوة اللقلق المعلّقة ,''1991 ''الأبد ويوم واحد ,''1998 ''ثلاثية المرج الباكي ,''2004 في هذا الرصد العام ذكر أمين ''التاريخ والأسطورة، اللحظات الوثائقية والغنائية، تجاور الحقيقي والوهمي، الواقعي والدرامي.. كل هذا يرغم المتفرج على إعادة صياغة كل ما رآه أو سمعه في ضوء جديد''.  

ويختم أمين صالح الخلاصات العامة لكتابه المتوقع توزيعه في أيام بالقول ''إن مشاهدة أفلامه هي تجربة منعشة، رحلة سينمائية مدهشة نختبر فيها الحياة من زاوية مختلفة وبعين طرية، خلالها نطرح الأسئلة عن وجودنا في هذا الكون''.  

 

الوقت البحرينية في

06.07.2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004