تم نشر هذا القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

( الرف الرابع )

 

 
 
 

 

 
 
 
 
 

إهداء

الي خديجة بنت حسن حبيب..

امي التي كانت تدير يومياتنا.. بصمت.

تقف في زاوية البيت تهندس ورشة الحياة .. بصمت

ومع دخول المساء لاتنسى خديجة ان تسرج ليلنا .. بابتسامة.

لا تزال ابتسامتها تسعفني كلما طرق المساء بابي.

 

حسن حداد

 

 
 
 
 

تقديم

داوود عبدالسيد درس الاحتجاج الصامت.. الاعتزال الفاتن

بقلم: قاسم حداد

 

(١)

إلى كونه معارضاً منهمكاً في ورطة السياسة، لم يكن ضجيجاً في مجمل افلامه المكنوزة بالهم السياسي.

إلى ذلك كله، يكتمل داوود بالسيد، في تجربته بإعلان احتجاجه الصامت بغير ضجيج ولا صراخ ولا مانشيتات، تصير فيها السياسة تجارة، يخسر فيها المناضل ما يكسبه، او يتوهم انه يكسبه.

(2)

حسن حداد، الذي ظل الفيلم العربي محور عنايته وكتابته ونقده، لم يكن غريباً، بإعجابه، عن تجربة المخرج داوود عبد السيد. ولم يكن بعيداً عن رصد غياب عبد السيد في السنوات الماضية. غير انه، فيما كان ينتظر فيلمه الجديد، فوجئ مع غيره، بإعلان اعتزال مخرجه الأثير، ولم يصدم كثيراً بهذا الاعلان الفاتن، ربما لأنه، لمعرفته الخاصة بالواقع السينمائي المصري ومشهده المحبط، كان من بين من استدركوا ضرورة مراجعة وتعويض غياب عبدالسيد بتاريخه ومنجزاته الآملة. 

(3)

منذ بدأ يكتب عن السينما، ومن ثم اطلاق موقع (سينماتك)، كان حسن حداد يخص مخرجيه العرب، المصريين خصوصاً، بقدر لا بأس به من القراءات النقدية، معبراً عن اعجابه النقدي بالسينما الجادة، في سعي واعٍ نحو الترصين الحضاري للعمل السينمائي الاكثر تعرضاً للاختراق التجاري الهابط، الذي تعمل السلطات العربية على تسطيحه والنيل من جديته.

ولعل في خلفية فكرة هذا الكتاب، رغبة موضوعية للدعم المعنوي (حيلة الكاتب الوحيدة) لعبد السيد وتجربته السينمائية. 

(4)

في زيارته الوحيدة للبحرين، اثناء مهرجان السينما، كنتُ كتبت عن واحد من اهم افلام داوود عبدالسيد (أرض الأحلام)، الذي قام ببطولته فاتن حمامة ويحيى الفخراني، ورأيت فيه شيئاً خطيراً من التحولات الاجتماعية التي كان المجتمع المصري (لئلا اقول العربي) وهو يتعرض لقصف الانسان بشهوة الاستهلاك والنزوع النفسي نحو الهجرة واوهام التغيير.

الآن اعتقد ان احساس المخرج السينمائي بالعجز تجاه السلطات التي تفتك بمكونات المجتمع العربي (لئلا اخصّ المصري) وتدفعه الى التدهور المرير، هو ما يشي بالضعف الهائل الذي ينطوي عليه المبدع، هو ما يقف في جوهر وخلفية اتخاذ قرار الاعتزال من طرف داوود عبدالسيد.  

(5)

عنوان هذا الكتاب (.... واقعية بلا حدود) ذكّرني بكتاب روجيه غارودي الشهير في واقعية الستينيات، ( واقعية بلا ضفاف).

يومها كان غارودي من بين الكتابة الادبية التي تقول بالتحرر من حدود الواقعية الاشتراكية التي كانت تعمل على حبس الكاتب وتلقينه كيف يكتب للشعب، حسب ما يريد الشعب ومستواه. وظني ان داوود عبدالسيد من بين الفنانين الذين تحرروا من تلك التخوم التي تنجح في التعبير وتفشل في احلام المخيلة. ولذا فإن العنوان الذي اختاره الكاتب لكتابه جاء متصلاً بتجربة عبدالسيد السينمائية، الفنان الذي لا يخضع للشرط الواقعي الذي افسد العديد من تجارب المبدعين العرب. 

(6)

سنظل معجبين بالنحت الذي يسهر عليه داوود عبد السيد في حقل السينما كتابة واخراجاً،

ونظل متصلين بسعيه المخلص لطرح الرؤية الجديدة الحرة في حقل السينما،

ونظل مؤازرين لخطواته السديدة، متفهمين طريقتك في الاحتجاج، مؤمنين بأن الفن الضعيف او الفاشل لن يكون جديراً بالدفاع عن القضايا الانسانية، مهما كانت سامية.

قاسم حداد

 

 
 
 
 

مقدمة

ليس إعتزالاً.. إنما فضيحة..!!

شاهدت حوار الفنان داود عبدالسيد بالكامل، وخرجت بنتيجة واحدة... بأنه لم يكن إعتزالاً.. وإنما صرخة أحتجاج على أوضاع الساحة السينمائية في مصر.

ألم يستوقف المذيعة المحترمة، التي كانت ـ طوال اللقاء ـ تمجد وتشيد بقدرات وطاقات فنية يمتلكها عبدالسيد، ألم يستوقفها تصريحه بالإعتزال هذا.. وكأنه شيء مما يطرح في الهامش..  وكان من الأجدر أن تناقش هذا القرار الذي يعتبر بكل المعايير خسارة فادحة للسينما العربية.. وتجعل منه قضية أزعم بأنها أهم قضية تواجه الإبداع الحر.. على اعتبار أن انسحاب قامة مثل داود عبد السيد من الساحة السينمائية، جديرة بان تحرض على اعادة المراجعة .. ليس للسنما المصرية وحسب، وإنما لعموم الإبداع والخلق الفني الحر..!!

بالطبع.. الجميع يتذكر تصريح المخرج الفذ يسري نصرالله قبل سنوات.... بأنه يبحث عن فرصة عمل كطباخ؟

وهي مأساة حقيقية عن الأوضاع المتعثرة لصناعة السينما.. بل ويعد بمثابة صرخة احتجاج على أوضاع الساحة الفنية والسينمائية في مصر.

وها هو تصريح عبدالسيد.. يجدد هذه الصرخة من جديد.. ضد الإستهلاك والتعثر لصناعة عريقة.. فالفنان المخرج الكبير عبدالسيد يعيش حالة من اليأس والإحباط العام من الحالة الفنية المصرية بالكامل.. ولهذا عندما صرح باعتزاله.. فهو لم يكشف عن سر دفين أو قرار قد اتخذه مؤخراً.. فهو لم يعد يعمل في السينما منذ آخر أعماله (قدرات عادية) عام 2015.. أي أنه متوقف عن العمل منذ أكثر من سبع سنوات.. بسبب عدم قدرته العثور على من ينتج له أفلام... مع أن هناك عدد من السيناريوهات بحوزته، وتنتظر الإنتاج... فهو لم يتوقف عن العمل في القراءة والكتابة (حسب تصريح زوجته في نفس البرنامج).

هذه خسارة يومية للسينما والثقافة العربية... فهذا التجاهل الذي دفع بعبدالسيد الى الاعتزال يواجهها اهم المخرجين السينمائيين العرب، إلى متى يستمر هذا التجاهل.. إلى إين ينتهي بنا المطاف..؟!

إنها قضية هامة لا بد من البحث فيها.. مبدعو السينما الأهم في مصر.. متوقفين عن الإنتاج: داود عبدالسيد.. خيري بشارة.. يسري نصرالله... علي بدرخان.. محمد فاضل.. وغيرهم.. لا يعملون الآن.. لماذا؟ 

* * * *

في هذا الكتاب.. سنحاول أن نقدم نبذة عن داود عبدالسيد.. الفنان الذي أبى أن يقدم ما يريدونه.. بل ما يريده هو.. كمبدع مهتم بقضايا بلده وناسه.

ونرى بأن هذا المبدع، قد برز كنجم سينمائي، ونجح في جعل إسمه في مصاف كبار مخرجي السينما المصرية والعربية.. من خلال أول ثلاثة أفلام له. ومن ثم بدأ المتابعون يترقبون أفلامه واحداً تلو الآخر. ثلاثة أفلام فقط، كانت كافية لأن يشار له بالبنان، كواحد من عشاق السينما ومبدعيها، بل يلقب بـ فيلسوف السينما المصرية. 

لذا سيضم هذا الكتاب تناول رؤى نقدية لهذه الأفلام الثلاثة فقط. كما سيكون التركيز أكثر على فيلمه الأهم والأشهر الكيت كات، إنتاج عام 1990. كنموذج خاص لإبداعه كمخرج، ونموذج خاص في السينما العربية بشكل عام. 

حسن حداد

 

 
 
 
 
 

 

·       إهداء

·       تقديم

·       مقدمة

·       سينما داود عبدالسيد.. واقعية بلا حدود

·       صور داود عبدالسيد

·       فيلم الصعاليك

·       صور لفيلم الصعاليك

·       فيلم البحث عن سيد مرزوق

·       صور لفيلم البحث عن سيد مرزوق

·       فيلم  الكيت كات

·       صور لفيلم الكيت كات

 

·       فيلموغرافيا داود عبدالسيد

·        

·       مهرجانات وجوائز وتكريمات

·        

·       حسن حداد في سطور

·        

·       صدر للمؤلف

 

 

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004