في اطار التظاهرة الثقافية الخاصة بعام الصداقة المصرية ـ الايطالية 203 ـ 2004 بدأ في النصف الثاني من ايار (مايو) بمقر مركز الابداع بدار الاوبرا المصرية اسبوع السينما الايطالية تحت عنوان من الواقعية الجديدة الي الكوميديا الايطالية ، وقد تم عرض مجموعة من اهم الافلام الايطالية التي تعتبر علامات بارزة في تاريخ السينما الايطالية في حينها، وقد افتتح المهرجان السفير الايطالي بالقاهرة انطونيو باديني و اديليا ريسبولي المستشار الثقافي للسفارة الايطالية بالقاهرة وذلك في مؤتمر صحافي حاشد بقاعة المؤتمرات بمركز الابداع بدار الاوبرا. وقد تضمن الافتتاح مداخلة مكثفة حول موجز تاريخ السينما الايطالية عبر شاشة كبيرة كانت تعرض مشاهد لأبرز هذه الافلام. اشارت المداخلة الي السينما الايطالية ابان فترة الواقعية الجديدة التي بدأت مع الحرب العالمية الثانية والتي بدأت تتحدد معالمها عن طريق افلام مثل نزهة فيما بين السحاب لـ بلازيتي عام 1942، و رجال في الخلفية لـ دي روبرتس عام 1941 وكان هذا بمثابة ميلاد للواقعية الجديدة. واضافت المداخلة انه لم يقتصر دور سينما الواقعية الجديدة علي فتح نافذة علي الواقع الايطالي، ونقد مشاكل المجتمع، وشرح تفاصيل الحرب، والاحتلال والكفاح الشعبي، والتحرير، لكن كانت وظيفتها الاكثر اهمية هي ابراز ادق تفاصيل الحياة اليومية والتي قد تبدو غائبة عن الكثيرين. اما الفيلم الذي افتتح موسم الواقعية الجديدة روما مدينة مفتوحة لـ روبرتو روسيلليني فتبدو فيه روما تئن تحت وطأة الاحتلال النازي، وكان هذا هو الظهور الاول للممثلة أنا مانياني التي صارت بعد ذلك من اشهر الممثلات الايطاليات. وتضيف المداخلة انه اذا كان فيلم روما مدينة مفتوحة هو الفيلم الذي فتح للسينما الايطالية آفاقا موضوعية واسلوبية جديدة، وذلك علي الرغم من احتفاظه ببعض خصائص سينما ما قبل الواقعية، نجد ان فيلم بيزا الذي انتج في العام التالي يستأصل كل جذور الماضي، وهو يحكي عن تقدم قوات الحلفاء ورسو سفنهم علي سواحل جزيرة صقلية، وهو يبرز ايضا علاقة الشعب الايطالي بتلك القوات فيما بعد. ثم اضافت المداخلة ان الواقعية الجديدة كانت كالحلم الجميل في تاريخ السينما الايطالية، لكنها استمرت لفترة قصيرة جدا. لقد جاءت سريعا لتشغل مكانها الكوميديا الايطالية التي تعد بمثابة العمود الفقري للسينما الايطالية في القرن الماضي. وقد تغيرت اسماء واشكال الكوميديا الايطالية عدة مرات ففي اثناء السنوات الاخيرة من عمر الحكم الفاشي نراها في ثياب الكوميديا الشاعرية و تظهر في الخمسينات تحت اسم الواقعية الوردية وفي السبعينات تحت اسم كوميديا الماضي وكلها كانت تيارات تهدف للتسلية والمتعة بشكل اساسي، ثم عاشت السينما في ايطاليا بعد ذلك فترة فتحت فيها الابواب تجاه الواقع. ويرجع تاريخ ميلاد الكوميديا الايطالية الي عام 1958 عن طريق فيلم المجهولون لـ ماريو مونيتشيللي وتعتبر سبعينيات القرن الماضي هي فترة انتعاش هذا التيار في دور العرض الايطالية. اما في الفترة ما بين عامي 1965 حتي 1975 فقد اشارت مداخلة الافتتاح حول تاريخ السينما الايطالية الي انه في تلك الفترة ازدهرت افلام نقد المجتمع، ويرجع الفضل في ذلك الي مخرجين مثل إليو بيتري في فيلم تحري عن مواطن فوق مستوي الشبهات 1970 وفيلم الطبقة العاملة لها الجنة 1971، والمخرج فيديريكو روسي في فيلم قضية ماتي الذي واصل فيه بحثه الذي يدور حول تاريخ المجتمع الايطالي المعاصر. وهنا تجدر الاشارة الي واحدة من اهم المخرجين الذين تركوا بصمة في تاريخ الكوميديا الايطالية وهي لينا فيرتمللو ، وقد حققت هذه المخرجة نجاحات كثيرة بالتعاون مع ماريا انجيلا ميلاتو و جانكارلو لودجانيني ومن اشهر افلامها جرح شرف العامل ميمي 1972 وفيلم حول الحب والفوضي عام 1973، و مصير عجيب في بحر اغسطس الازرق عام 1974. وقد نوهت كلمة الافتتاح الي ان ازمة السينما الايطالية في السبعينيات كان بسبب التلفزيون وانتشاره علي نطاق واسع وخاصة الشبكات الخاصة التي قامت بنشر الاعمال السينمائية القديمة بشكل واسع وحاولت الحصول ايضا علي حقوق ملكية بعض الافلام السينمائية حديثة الانتاج. وبالتالي اصبحت هناك حاجة ماسة الي انتاج افلام تمس مشاعر الجماهير لكي تتمكن السينما من منافسة التلفزيون، لذا انتشرت الافلام التي تفتقر الي المضمون الثقافي والتي تم تعريفها علي انها افلام التسلية البحتة لكنها مع ذلك لاقت نجاحا كبيرا علي المستوي التجاري، وذلك علي العكس من الافلام الهادفة التي كانت تعرض في تلك الفترة. واشارت الافتتاحية الي ان المخرج المعروف فيديريكو فيلليني الذي انفصل بافلامه عن اي تيار سينمائي ـ هو احد اعلام السينما الايطالية في شتي ارجاء المعمورة. ومن بين اشهر المخرجين الذين لمعوا في تلك الفترة ايضا ايرمانو اولمي و الاخوان تافياني و ليليانا كافاني . ومن بين كبار المخرجين الذين اشارت اليهم الافتتاحية لويدجي كومينشيني صاحب فيلم ولد من كالاباريا 1987 الذي يتناول بالمعالجة ادق تفاصيل الحياة اليومية الايطالية في ذلك الوقت، و ماريو مونيتشيللي الذي يمزج في افلامه بين الكوميديا واللامعقول، وصاحب فيلمي الاصدقاء 1975 و تأمل ان تكون انثي 1985. تضمن الاسبوع سبعة افلام وبدأ بفيلم روما مدينة مفتوحة اخراج روبرتو روسيلليني ويدور حول فترة الاحتلال الالماني لايطاليا، ويعتبر الفيلم من اشهر افلام الواقعية الايطالية الجديدة، كذلك تم عرض فيلم كنت اعرفها جيدا للمخرج انتونيو بيترانجلي بطولة ستينانيا ساندريللي، نينو مانفريدي وتم عرض فيلم تحري عن مواطن فوق مستوي الشبهات للمخرج اليو بيتري وبطولة جان ماريا فولونتي اما اليوم الرابع فشهد عرض فيلم جرح شرف العامل ميمي اخراج لينا فيز تموللر ، ثم عرض فيلم خبز وشوكولاته للمخرج فرانكوبروزاتي بطولة نينو مانفريدي. كذلك تم عرض فيلم الشرفة اخراج اتوري سكولي بطولة فيتو ريو جاسمان، وتدور احداثه في روما، وبالتحديد في الشرفة التي يجتمع فيها بعض المعارف والاصدقاء البرجوازيين لكي يستمتعوا فيها بسهرات الصيف. يجتمع فيها السيناريست الذي تكاد تخلو حياته من الازمات انريكو والمخرج السينمائي الذي اغتني من لا شيء علي الرغم من ثقافته الضحلة اميديو و جلياتسو العائد من فنزويلا لزيارة اصدقائه والبحث عن عمل، واخيرا ماريو الذي يعمل كعضو في مجلس النواب عن الحزب الشيوعي. وقد اختتم الاسبوع السينمائي الايطالي بفيلم تأمل ان تكون انثي للمخرج ماريو مونتيشيللي وبطولة فيليب نوار، وكاترين دينيف وتدور قصته في احدي منازل الريف التوسكاني حيث تعيش الينا التي كانت زوجة ليوناردو، يعيش معها كل من ابنتها الصغيرة وعم مسن وناظر الضيعة والخادمة فوسكا وابنتها الصغيرة. يتجه الكونت ليوناردو الجشع برفقة عشيقته الي زوجته السابقة ليطلب منها مبالغ من المال كعادته، وهنا تصل الي الضيعة ايضا الابنة الكبري برفقة خطيبها وفي حادثة طريق يقضي ليوناردو نحبه وتقرر الينا بيع الضيعة وبينما يتم اعداد العقد تنفصل الابنة الكبري عن خطيبها وترحل الصغري الي روما وتعدل توسكا عن اللحاق بزوجها في استراليا عندما تكتشف انه قد تزوج هناك من امرأة اخري. القدس العربي في 26 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
في اطار تظاهرة ثقافية خاصة بعام الصداقة المصرية الايطالية: استعراض للواقعية الجديدة والكوميديا وعرض لاشهر الافلام الايطالية محمود قرني |
|