شعار الموقع (Our Logo)

 

 

"اقتل بيل هو نسختي المعاصرة من السباغيتي ويسترن؛ الجزء الاول كان "الايسترن" والثاني هو "الويسترن".

(كوينتن تارانتينو)

في الوقت الذي يخرج فيه الجزء الثاني من "اقتل بيل" KILL BILL في الصالات السينمائية، يصدر ايضاً الجزء الاول على "دي.في.دي" متيحاً المجال امام المشاهدين لرؤية الجزءين كفيلم واحد. ولو ان كوينتن تارانتينو نجم شباك تذاكر كزميله في المهنة بيتر جاكسن، لتهافت الصالات على إعادة إطلاق الجزء الاول KILL BILL VOL.1 جنباً الى جنب مع الثاني كما حدث مع جاكسن في ثلاثيته "سيد الخواتم" التي شهدت في فترة إطلاق الجزء الثالث والاخير منها، "سيد الخواتم: عودة الملك"، عرضاً سينمائياً متواصلاً للاجزاء الثلاثة دفعة واحدة. على ان انقسام فيلم تارانتينو في جزءين يختلف عنه في "سيد الخواتم" مثلاً وان كان في العمق يحقق لمخرجه التماهي مع ميوله السينمائية المعبر عنها في معظم افلامه من خلال شخصياته. في احد مشاهدPULP FICTION (1994) ، تشكو "ميا والاس" (اوما ثورمن) الممثلة الجاهدة لاثبات نفسها من ان السلسلة التلفزيونية التي لعبت فيها دور بطلة حركة لم تعرضها اية محطة تلفزيونية. وفي فيلم TRUE ROMANCE الذي كتبه تارانتينو واخرجه توني سكوت عام 1993، يقنع البطل "كلارينس" إمرأته بمرافقته الى ثلاثية يابانية لبطل الحركة سوني شيبا. وفي الجزء الاول من "اقتل بيل"، تصف "العروس" مرافقة إحدى عدواتها "اورين ايشي­ي" (لوتشي ليو) بانها اقرب الى بطلة شريرة في "ستار تريك". بهذا المعنى، كان تارانتينو يتشبه بنوع بأنواع سينمائية يحبها كالثلاثيات عندما قدم فيلمه في جزءين. ولكنه قبل اي شيء، فعل ذلك ليتيح لنفسه التنقل بين انواع سينمائية مختلفة في فيلم واحد ومن هنا يجد كلامه "اقتل بيل هو نسختي المعاصرة من السباغيتي ويسترن؛ الجزء الاول كان "الايسترن" والثاني هو "الويسترن" صداه. في واقع الحال، صنع تارانتينو فيلمين، يوحدهما الخط الروائي الاساسي والشخصيات. ولكن مشاهدتهما كعمل ­ولا اقول فيلم­ او مشروع واحد متكامل هي الكفيلة بابراز الملامح السينمائية للمخرج من جهة وخصوصية الحكاية والشخصيات من جهة ثانية. كأن تارانتينو يوسع المساحة التي تلعب الشخصيات والاحداث فيها، بدلاً من ان يقلصها على الشاشة. بمعنى آخر، تتحول الحكاية بتشعباتها وتراجيديتها ودوافع شخصياتها الشاشة الحقيقية الكبرى. والمفارقة هنا ان كثيرين اتهموا تارانتينو بالمساومة عندما رضي بعرض فيلمه في جزءين بدلاً من الاصرار على عرضه كاملاً. ولكن الواقع هو ان المخرج بأفراده تلك المساحة لحكايته ولتفاصيل شخصياته ووضعها على قدم المساواة من حيث خصوصية كل منها انما كان وفياً تماماً بل معبراً عن ايمان عميق بما يريد قوله. ولكنه في الوقت عينه يميز بين هواة الافلام او المهووسين بها­ وهو من بينهم­ القادرين على استيعاب مدة اي فيلم مهما طالت وبين الجمهور الآخر الذي لا يملك الجنون عينه. على صعيد آخر، وبعد مشاهدة الجزء الثاني، يبدو تارانتينو محقاً تماماً في ما قاله من انه اعتمد في الفيلم "الانتقال من القوة الى القوة" اي انه حذف الحشو و"مشاهد الاستراحة" الفاصلة بين ذروة واخرى ليتحول العمل خيطاً بعقد متتالية كان لا بد من قطعه في الوسط لاستراحة واحدة على الاقل.

عالم واقعي

صحيح ان تلك الاستراحة طالت الى نحو ستة اشهر في الوقت الذي ما كانت فيه يجب ان تتعدى الشهرين بحسب تصريحات "ميراماكس" الشركة المنتجة، الا ان الجزء الثاني يبدأ بملخص عن الاول، ترويه "العروس" (اوما ثورمن) لعدسة الكاميرا اي للمشاهد. مرة اخرى، يشدد تارانتينو على عالميه، الواقعي والسينمائي. فبالنسبة اليه، هناك عالمان يحيا داخلهما: عالم واقعي لا يخلو من تأثير السينما او الاحرى من متعتها وآخر سينمائي بحت، يقوم على عالم الافلام التي يهواها وينهل منها. وفي ذلك، تشبهه شخصياته بما يحمّلها من اشارات سينمائية. بهذا المعنى، تنقسم عوالم شخصيات تارانتينو الى شقين، واقعي وسينمائي. فتلك شخصيات تحيا في الواقع وتتوق إلى السينما بعيداً من اعتبارها حلماً، بل متعة خاصة، قد لا يُجمع كثيرون عليها. بدا ذلك اوضح في الجزء الاول من خلال التقديم لشخصية "العروس" ووضع الاساس لرحلتها اللاحقة، وان كانت الاشارة السينمائية الابلغ في الجزء الثاني هي في حكاية "بيل" الاسطورية عن المعلم "باي ماي" وتقنيته الفريدة في القتل. حين تصحو "العروس" من غيبوبتها في المستشفى في بداية الجزء الاول، تستفيق على عالمها الواقعي حيث ستستعد لرحلتها داخل عالم آخر هو العالم السينمائي. في هذا العالم الواقعي، يخلق تارانتينو الايمان بالشخصية وبدوافعها وبرحلتها. انه الايمان غير المرتبط بواقعية الاحداث بل بصدقيتها. فما يلي في الجزء الاول من قتل وعنف ودماء ليس موضع تساؤل واقعي. فقط في العالم الواقعي للفيلم يقدم تارانتينو إجاباته: المشهد الافتتاحي على وجه "العروس" (اوما ثورمن) المدمّى والمجروح هو التعبير الاكبر عن الالم وذلك احساس حقيقي لانه خاص بالشخصية ولأن شخصيات تارانتينو حقيقية. وهو للمناسبة، اي المشهد، يقدم العنف في صورته الداخلية، غير الاستعراضية بخلاف المشاهد الاخرى التي تقوم على استعراض بصري للعنف. العنف في المشهد الافتتاحي نابع من عالم الشخصيات وليس من العالم السينمائي الذي ينتمي الفيلم اليه. الالم هو ركيزة الفيلم لانه المبرر لرحلة "العروس" نحو الانتقام بعزم وبأي ثمن. وذلك العزم هو الذي سيضفي على افعالها الصدقية بعيداً من صفة الواقعية. في المشهد التالي داخل المستشفى، يحملنا تارانتينو على الايمان بأن شيئاً لن يستطيع ان يوقف "العروس" عن مساعيها عبر مشهد لها على الكرسي المدولب تقوده بجنون وبخفة. من هذين المشهدين الواقعيين، تخطو العروس في الجزء الاول الى العالم السينمائي للفيلم حيث لا مكان للأسئلة المنطقية. حتى في مشهد عادي متكرر في الافلام كصعودها الطائرة، يقصد المخرج ان يوحي بعدم انتمائه الى العالم الواقعي من خلال جعلها تحمل سيف "هاتوري هانسو" على كتفها وتدخل الطائرة به من دون ان يستوقفها احد كأنما في تعليق ساخر على اجراءات الامن المتشددة في العالم لاسيما بعد 11 ايلول. ولعل ذروة العالم السينمائي في الجزء الاول هو مشهد الحديقة في "بيت الاوراق الزرقاء" حيث تتواجه مع "اورين ايشي­يي". يتعاطى تارانتينو مع المشهد كأنه جزء من مسرحية تدور احداثها على ديكور مصنوع. ولكن ذلك لا يفلت منه بل يقصده تماماً لأن المشهد في حد ذاته مكشوف النهاية سلفاً ­حيث يدرك المتفرج منذ المشهد الاول ان العروس قتلت اورين ايشي­يي­ لذلك فإن المتبقي منه هي ادارته الجمالية والدرامية. وبمفارقة غريبة، يتحول مشهداً مكشوف النهاية ذروة الفيلم التي تنتهي عندها أحداث الجزء الاول.

بالمعنى عينه، ينتمي المشهد الاول في الجزء الثاني الى العالم الواقعي: "العروس" تخاطب الكاميرا مكررة عزمها على إيجاد "بيل" وقتله قبل ان تخطو من جديد الى العالم السينمائي الذي يحتوي على تحيات سينمائية الى مخرجين من امثال سيرجيو ليوني وكوروساوا والاخوين شو بل الى السينما الآسيوية برمتها وافلام هونغ­كونغ القتالية وموسيقى افلام تركت أثرها في المخرج. يصح القول ان الجزء الثاني يسكن العالم الواقعي أكثر وانه يموه الحد الفاصل بين العالمين بعد ان كانا منفصلين بوضوح في الجزء الاول. يعود ذلك جزئياً الى قيام الجزء الثاني على الحكايات الخلفية للأحداث. هنا، تستعيد "العروس" ما حدث يوم التدريب على عرسها، المجزرة التي كثرت الاشارات اليها في الجزء الاول ولمعت لحظات فيها لاسيما تلك التي تقوم على لقاء العيون بينها وبين قاتليها. وفي حين خص تارانتينو الجزء الاول بالصور العالقة في مخيلة "العروس" في ما بدا منطقياً بالنسبة الى إمرأة افاقت للتو من غيبوبة اربع سنوات، تستعيد في الجزء الثاني، كأنما بعد مرور بعض الوقت، احاديثها مع "بيل". يمنح الجزء الثاني للأخير وجهاً (دايفيد كارادي) بعد ان سمعنا صوته فقط في الجزء الاول. وبشكل غريب، يفسح الفيلم طريقاً امام قصة الحب بين "بيل" و"العروس" لتتكشف خيوطها. يوحي لقاؤهما في الكنيسة قبيل المجزرة بمشاعر دفينة وحكايات غير منتهية وأحاسيس لم تمت. ولكن لن تنكشف التفاصيل الا في المشهد الاخير.

شر غير مطلق

في الجزء الاول، بدت "العروس" الضحية الساعية الى انتقامها. بينما بدا الآخرون شراً مطلقاً متجسداً في هيئات انسانية. في الجزء الثاني، يعمد المخرج الى إضفاء قدر من الانسانية على شخصياته من دون ان تتخلى عن نزعة الشر في داخلها. ولكن الشر عند تارانتينو لا ينفي انسانية الشخصيات او حتى "اخلاقها". في شكل ما، يتحول "باد" (مايكل مادسن) جوهر الفيلم الاخلاقي بجملته الشهيرة التي مهد لها في نهاية الجزء الاول: "هذه المرأة تستحق انتقامها ونحن نستحق ان نموت." اخلاقياته تمنعه اقتفاء اثر "العروس" ولكنها تحتم عليه الرد بكل شراسة وبدون رحمة اذا هاجمته. هكذا ينتقل الفيلم الى "المسرح السينمائي" مرة جديدة او الى عالمه السينمائي حيث تدور المعركة بين "العروس" و"باد". يعود تارانتينو بهذا المشهد الى فكرة الالم الداخلي بدلاً من العنف الاستعراضي الخارجي، كما اراده، الذي طغى على معظم الجزء الاول. وهذا الالم هو الذي يتحول الدافع للعمل الخارق التالي الذي تقوم "العروس" به. بخلاف الشخصيات الاخرى التي يكشف تارانتينو عن مساحاتها الانسانية، يقوم مع "العروس" بعمل عكسي في مشاهد "الفلاش­باك" مظهراً جانب الشر فيها ومذكراً بأنها كانت واحدة من افراد العصابة. على ان ارتداد "العروس" عن طريق الشر هو ما يقترح وجود نقط ضعف انسانية حتى عند اعتى القتلة بخلاف الشر المطلق الذي تُقدم فيه تلك الشخصيات في السينما السائدة عموماً. "العروس" قررت ان تغير حياتها في اللحظة التي ادركت فيها انها حامل. لعل المشهد الذي تتوسل فيه الى غريمتها بأن تعود ادراجها يملك من التناقض ما يصنع قوته. تلك المرأة الشرسة المقاتلة تختبىء في لحظة خلف السرير وتخبر من كانت ستكون ضحيتها بسهولة انها حامل بما يجمع بين البرودة والحميمية في آنٍ معاً. والسبب نفسه، طفلتها، يجعلها في المشهد الاخير تعود الى انسانيتها وان لبعض الوقت. تلك لحظات قد يستغربها المشاهد في فيلم لتارانتينو ولكنها ليست بعيدة من مساره في افلامه السابقة حيث يصر على انسانية الانسان. من هنا ربما يكتسب حوار "بيل" حول شخصيات الرسوم أهميته وعمقه حين يصطفي "سوبرمان" الاصدق من بينها لأنه وُلد خارقاً ولأنه "سوبرمان" في شتى الاحوال بينما الشخصيات الاخرى تتحول خارقة بفعل حدث ما وتحمل دائماً ازدواجيتها. لعل هذا الوصف ينطبق على "العروس" وربما على "بيل". فحين يسألها الاخير: "هل كنت تعتقدين فعلاً بأن حياتك ستنجح هناك؟" (اي في تكساس حيث كانت ستتزوج قبل المجزرة) تجيبه بالنفي مما يؤكد طبيعتها المولودة للاعمال القتالية كسوبرمان. ولكن نقطة الضعف تلك المتمثلة بابنتها تقترح انها تحمل الازدواجية. وحب "بيل" لها هو نقطة ضعفه.

في كلا الجزءين، يترك تارانتينو الذروة للنهاية. ولكن بخلاف المشهد الاخير في الجزء الاول المعروفة نهايته، ينتهي الجزء الثاني بمشهد غير متوقع النتائج. ومثلما خطت "العروس" الى عالم سينمائي مختلف لتبارز "اورين ايشي­يي" في تهاية الجزء الاول، كذلك تخطو الى مسرح سينمائي جديد لتواجه "بيل". هذه المسرحة التي يعتمدها تارانتينو في مشهدي المواجهة، تبدو ملائمة تماماً لمصائر الشخصيات السائرة نحو نهايتها التراجيدية. وكعادته بكسر المتوقع، يقدم المواجهة بين "العروس" و"بيل" في شكل غير متوقع، كاسراً بذلك تقليد افلام الكونغ­فو التي يعشقها حيث مشاهد المبارزة تطول. المواجهة بين الاثنين قصيرة ومكثفة ومنسجمة مع ميل تارانتينو الى حشر شخصياته بحيث يقلص خياراتها واحد في معظم الاحيان. هكذا نشعر ان قضاءها على "إل" (داريل هانا) لم يكن ليتم الا بالطريقة التي تم بها. وبالمعنى نفسه، لا تملك سوى طريقة واحدة للقضاء على "بيل". بهذا يستوي معنى الانتقام بين نزعته اللجوجة والمستعرة من جهة وهدوئه من جهة ثانية الذي يعيدنا الى الجملة التي استخدمها تارانتينو في بداية الجزء الاول: "الانتقام طبق يُقدَّم بارداً".

جريدة المستقبل في 21 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"اقتل بيل المجلد 2" في الصالات السينمائية و"المجلد 1" على "دي.في.دي"

مشروع سينمائي يوسّع رقعة الشاشة لاستيعاب عوالم سينمائية متعددة

ريما المسمار

أوما ثورمن:

"في داخلي مقاتلة" 

في مطعم "آيفي" بلوس انجلس عام 1992، اكتشف كوينتن تارانتينو اوما ثورمن، او مارلين ديتريتش خاصته. كان يبحث عن "ميا والاس" بطلة سيناريو PULP FICTION وكانت المرة الاولى بالنسبة الى المخرج الشاب الذي يملك في جعبته "كلاب الخزان" RESERVOIR DOGS التي يكتب فيها شخصية من دون ان يجد لها مرادفاً في الواقع، فهو اعتاد ان يكتب الشخصية وفي رأسه فكرة واضحة عمن سيؤديها. مع ميا والاس، حدث العكس. قبل اوما، قابل تارانتينو روزانا اركيت وهولي هانتر وسواهما. ولكنه بمجرد جلوسه مع ثورمن، عرف انه عثر على "ميا والاس" وعلى من ستصبح لاحقاً "عروسه" في جزءي "اقتل بيل". لم تكن ثورمن تجاوزت الثانية والعشرين وقتذاك "وجدت في PULP FICTION صوراً حرة مفتوحة على التأويل. لم اكن قد عملت مع تارانتينو، لذلك بدا لي ذلك غريباً ولكنني تأثرت بحماسته واندفاعه." تعتبر اوما انها في ذلك الوقت كانت تواجه نقطة تحول في حياتها: "كنت قد تركت المدرسة في الخامسة عشرة قبل فصل واحد من نيلي الشهادة وبدأت التمثيل في السادسة عشرة. وبعد مرور ست سنوات، شعرت انني أقف على ارضية غير اكيدة. لم اعرف اذا كنت اريد الدور ام لا". بالطبع، تشكر اوما اليوم الظروف التي حملتها على الموافقة على لعب "ميا والاس" المرأة المثيرة ذات المزاج الخاص والنظرة الباردة والسلوك المنطلق التي حولتها نجمة. قبل ذلك، كانت اوما قد عانت الامرين في الافلام التي شاركت فيها من سيطرة فريق العمل وميل بعضهم الى معاملة الممثلين صغار السن باحتقار او سعيهم الى استغلالهم. تعترف اوما انه في الوقت الذي خرج فيه PULP FICTION "كنت مازلت صغيرة وغير واثقة مما افعله لذلك لم استمتع بالفيلم ولم اقدر العمل الذي قمنا به". بخلافها، قدرت هوليوود العمل واستشفت في بطلته ملامح نجمة شباك فطلبها المخرج جويل شوماخر لدور "بويزن آيفي" في BATMAN AND ROBIN: "كان العمل في هذا الفيلم متعة" تقول "ولكن THE AVENGERS لم ينجح برغم ذلك لم اقرر الابتعاد عن الافلام الضخمة لأنها في الاساس ليست الاتجاه الذي اريد المضي فيه. بل ان هذه الافلام كانت مثابة تحول آني عن الافلام التي احبها".

قبل PULP FICTION، كانت اوما ثورمن قد ظهرت في نحو عشرة افلام ابرزها كان في DANGEROUS LIAISONS عام 1988 الى جانب غلين كلوز وجون مالكوفيتش وميشيل بفايفر بإدارة المخرج ستيفن فريرز. بعد محطتها الثانية البارزة في فيلم تارانتينو، قدمت عدة ادوار في LES MISERABLES (1998)، SWEET AND LOWDOWN (1999)، VATEL (2000) وCHELSEA WALLS (2002) مع زوجها السابق ايثان هوك. "اقتل بيل" هو اذاً المحطة الثالثة البارزة في حياتها المهنية. وغني عن القول ان تارانتينو كتب دور "العروس" لها وانتظر حتى تضع طفلها وتتمرن قرابة ثلاثة اشهر على استخدام السيف واتقان الكونغ ـ فو والمهارات القتالية المختلفة قبل ان يبدأ بالتصوير. كل ذلك تطلب عملاً يومياً يفوق الاثنتي عشرة ساعة واعادات متكررة للمشاهد ومشاهدة عشرات افلام الكونغ ـ فو التي اقترح تارانتينو اسماءها عليها والتي زادت ثورمن احباطاً من احساسها بعدم قدرتها على القيام بعمل مماثل. الجزء الثاني من "اقتل بيل" خرج في الصالات بعد نحو خمسة اشهر من الاول وتصفه اوما بأنه "اقل دموية واكثر عنفاً" مضيفة "الجزء الثاني اعمق واكثر تركيزاً على الموضوع كأنه هرم يضيق في اتجاه وصول العروس الى هدفها، اي بيل". مع نهاية التصوير اكتشفت اوما ان "هناك مقاتلة في داخلي". مع ذلك، لا تجزم بأنها ستعود الى دور العروس في ما يتردد انه جزء ثالث عنوانه "العروس" the bride ويعود الى اصول شخصية "بيل" وأسباب عنفها.

المستقبل

21 مايو 2004