شعار الموقع (Our Logo)

 

 

تكشف عروض أيام عمان الوثائقية التي تواصل فعالياتها على مدار الاسبوع الجاري الى جملة من المفاجآت عن الطاقات التعبيرية التي يمتلكها شباب اردنيون يحققون افلامهم للمرة الاولى بوسائلهم البسيطة عبر كاميرا الفيديو الديجتال، والمنخرطين في معاهد وكليات جامعية عليا ومتوسطة او عبر شراكتهم في ورش عمل متخصصة في تعاونية أو مركز.

فعلى هذا الصعيد تأتي تجربة المخرج الأردني الشاب محمد الحشكي احد طلبة كلية الخوارزمي في فيلمه القصير «الحياة مؤقتا» ويعاين فيه مسألة الهجرة هاجس الشباب الدائم باتجاه اميركا حيث الحياة المليئة بالفرص فهنا تدخل في حوار سمعي - بصري مع بطله عن تجربته القصيرة في الاقامة بالولايات المتحدة وعودته حاليا لبصيرة او قناعة صار يمتلكها تعود الى رؤى سياسية ومخلفات احداث الحادي عشر من ايلول أم اجتماعية او انسانية اخرى يشير اليها العمل بين حين وآخر من مدة الفيلم التي لا تتجاوز (13) دقيقة، ويجيء الفيلم محملا بالكثير من الخلفيات المستمدة من الواقع لجيل من الشباب المتحمس للهجرة في توكيد ذواتهم، بيد ان الكاميرا تتابع مصير بطله مع احاديث وشهادات لاقارب واصدقاء بطله العائد من هجرته وتترك له العنان في التعبير عن قناعاته الصادمة لكثير من اقرانه، غير ان الواقع يعرض صورا اخرى لمبدأ القبول بفكرة الهجرة.

يمكن اعتبار اللغة البصرية التي سارت عليها احداث الفيلم بانها قريبة من الايقاع اللاهث السريع، على نحو يذكرنا باجواء الافلام الاميركية المعهودة، يعززها المخرج الشاب بابداعات اخرى من الصورة، بالتضافر مع خبرات فنية لفريق العمل على مستوى المونتاج مثلا، تراعي فكرتهم الاساسية في طروحاتهم ومنجزهم الفني الذي سيضرب يوما في افاق العمل السينمائي. والفيلم من انتاج مركز الاميرة بسمة الذي اخذ على عاتقه انجاز اعمال فنية اتاحت الفرصة لعدد من الشباب الجدد الطامحين الى تحقيق اعمالهم الاولى بكاميرا الفيديو.

ومن تعاونية عمان لصنع الافلام تأتي تجربة المخرجة الشابة سهاد الخطيب بفيلمها القصير «صور» الذي ترصدفيه حياة امرأة اردنية نذرت حياتها في سبيل قضايا انسانية واجتماعية وسياسية وفكرية وشديدة الطموح برؤية عالم سعيد، لجأت فيه المخرجة الى استدعاء حضور بطلتها الحاضرة/ الغائبة عبر صور وسرد وقائع من احداث في حياتها الدراسية والعائلية وتتبعها لشخصين يجلسان على مائدة وبخلفية ترى باللونين الاسود والابيض المرأة في اكثر من موقف.

تستعرض كاميرا الخطيب تفاصيل المكان لتخلق شعورا بالألق والحميمية مع المرأة باضافات وابتكارات فنية لافتة، وكان لاستخدام المخرجة الخلاق لكاميرا التصوير والتحكم في العلاقة ما بين الاشخاص واستدعاء الذاكرة، ادى ادوار العمل: سوزان شريدة، وليث المجالي وسيرين الأحمد وبمشاركة فنية من حازم البيطار واصيل منصور، وداليا الكوري في تناغم وانسجام حقيقي لرؤية ونظرة مشتركة في الابداع.

ومن تعاونية بيروت دي والملتقى التربوي العربي جاءت عروض افلام: «رياض» لميسلون نصار عن فتى يبيع العلكة في واحد من امكنة بيروت ومحاولة الكاميرا الدخول في عوالم الصبي وخيالاته ورغباته البسيطة، انجزته نصار لسردية تقليدية محكمة وبمونتاج حساس ذكي، وحملت الفيلم الاردني «اصحاب» للفتيان بهاء المصري، روان حوسة ساندرا ايوباعي، هيام عبدالهادي، وسيف العطعوط الثيمة ذاتها التي سار عليها ايضا الفيلم المصري «هواياتنا» لحسن مدحت، كريم علاء، ملك مدحت، مينا عصام، والفيلم اللبناني «تريو» اكثرهم نضجا وتلقائية في ابراز مصاعب مخرجيه الثلاثة جعفر حمية، ميسلون نصار، ندين قنواتي.

بدت الافلام الجماعية الاخيرة كحالات سايلكوجية تعيشها فئة المراهقين ورغبتهم بالانفلات في طوق العائلة والتقاليد عبر التركيز على مواهبهم ومهاراتهم الفردية البسيطة لكن ما عيبها افتقارها الى التجريب الفني والقبض على القيمة الحقيقية لعصب الابداع.

 

عروض افلام الليلة (الثلاثاء) الساعة 30ر8 مساء

قصة هاجر (فلسطين)، صغير مقابل كبير (اسبانيا) انترفيو (فرنسا)، وهاب (اسبانيا).

الرأي الأردنية في  13 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

أيام عمان الوثائقية

يواصل عروضه بـ "صور" و"الحياة مؤقتاً"

ناجح حسن