شعار الموقع (Our Logo)

 

 

مع عرض الفيلمين الاردنيين التسجيليين «290» و «نقطة تحول» انطلقت مساء الخميس الماضي في المركز الثقافي الملكي «أيام عمان الوثائقية» التي تقام طوال أيام الاسبوع الجاري متزامنة مع أيام عمان المسرحية العاشرة.

تقدم الاحتفالية حالة ثقافية خاصة بأفلام شباب وفتيات وطلاب ومهتمين قادمين من اكثر من بلد عربي واجنبي تولى الاشراف عليها افراد ومؤسسات مثل: تعاونية عمان لصنع الأفلام، والملتقى التربوي العربي، ومركز الاميرة بسمة، ومؤسسة الخضري.

فيلم «290» لبشار شرف حظي باعجاب الجمهور لما قدمه من وقائع حقيقية جرت احداثها بعمان قبل شهور عندما حضرت اسرة برنامج «سوبر ستار» الى عمان ودعت الآف الشباب الى الاشتراك في مسابقتها لاختيار نجم السوبر ستار في البرنامج التلفزيوني الشهير، ولبى الدعوة الكثير من الاف الشباب لابراز مقدرتهم الفنية ليصيروا في يوم من الايام نجوما مشهورين، وكان ان حمل بشار شرف كاميرته وانطلق صوب تجمع هؤلاء الشباب واختار منهم متسابقة واحدة وظل يتابع مشوارها مع البرنامج والظروف التي قادتها الى تجربة حظها بالاشتراك في المسابقة، وعندما تجتاز الفتاة المراحل الاولى من المسابقة بنجاح ترسم الكاميرا علامات السعادة على الفتاة وتتبعها ايضا بداخل السيارة التي تنقلها الى بيتها، وانعكاسات البهجة على اصدقائها ووالدتها لحظة دخولها باب منزلها. لكن الفتاة يعاندها الحظ في مرحلة التصفية الختامية من البرنامج وتبدأ علامات الغضب والازدراء تجاه القائمين على البرنامج وفكرته، لكنها بدلا من ان تصاب بالاحباط تبدأ بالبحث عن فرص اخرى بالحياة.

قدم بشار شرف فيلمه «290» والمستمد عنوانه من الرقم الذي حملته الفتاة في المسابقة، برؤية ذات احساس وادراك شديد لمشاعر وألفة وعفوية هاجسها البحث عن ألق النجومية تقود للافصاح عن موهبة فطنة في تقديم لحظات التعبير بالصوت والموسيقى، في اجواء لمجاميع شخصيات تبرزهم كاميرا محمولة لصيقة بالوجوه حينا او بلقطات بعيدة ومتوسطة احيانا، ويستعيض عن دور الراوي بشخصية مصاحبة لشخصيته الرئيسية المليء بالحيوية والسارد لمحطات في مصير بطلته، وكان خيار المخرج الموفق باللجوء الى تصوير المحطة الأخيرة في نتيجة بطلته مع لجنة تحكيم البرنامج الشهير من خلف حاجز زجاجي وكأن الكاميرا «وهي كذلك فعلا» غير مسموح لها الدخول الى القاعة التي يتم فيها اختيار الشخصيات المتنافسة.

وعبر حوار قوي طويل جريء في مضامينه، تثير المخرجة سوسن دروزة سنوات التكوين الاولى في حياة المخرج المصري المتميز خيري بشارة في فيلمها التسجيلي الطويل المعنون «نقطة تحول» (50 دقيقة - 2003). ففي حي شبرا الشعبي الذي يشكل نسيجا اجتماعيا متنوعا امضى بشارة اربعة عقود من حياته في بيت بسيط فبعد تخرجه من معهد السينما بالقاهرة العام 1967، وأثر عودته من بعثته السينمائية في بولندا، لم يجد خيري بشارة الفرصة لتحقيق حلمه في تقديم فيلم روائي طويل بسبب تعثر القطاع العام في مصر، فلم يجد الشباب الطموح سوى السينما التسجيلية التي قدم فيها أهم انجازاته، وانعكاس ذلك على أعماله الروائية اللاحقة «الطوق والاسورة»، «إشارة مرور»، «حرب الفراولة»، «العوامة 70»، «يوم مر يوم حلو»، وصولا الى عمله الجديد الذي يحققه على نظام كاميرا الديجتال كتحد امام المنتجين الذي أخذوا يتحكمون في مصير السينما العربية اليوم.

يشتمل فيلم «نقطة تحول» على لحظات حميمة لصاحب الشخصية في حياتها اليومية وعلاقته بالاصدقاء والجيران، وعائلته ومليء بتعابير الصمت والثغرات، والاحساس الداخلي لمهنة مخرج كرسه النقاد في اكثر من مرة كواحد من سلسلة مخرجين الواقعية الجديدة، والواقعية السحرية، والفانتازية والسينما الشبابية «الصحبة»  غير المعلنة.

انه مخرج دائم التفكير والتدبير في هموم حياتية وابداعية وشديد الالتصاق بمحيطة الاجتماعي المتجانس التكوين واقترابه من البسطاء وعوالمهم، لا يملك سوى كاميرا، لأن تكون نشيدهم الخاص في الحياة المثقلة بالهموم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، نجحت في ابرازها بكل حذق ومهارة لحظة اصطحاب المخرجة في شوارع وأزقة شبرا وابرزت تلك العلاقة الانسانية للمخرج، وانجذابه لهم وكان لاختيارات المخرجة لمقاطع من أفلام خيري بشارة توظيفها المتين في مناخه المشهدي الخاص.

الرأي الأردنية في  11 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

 فيلمي

"290" و"نقطة تحول"

في أيام عمان الوثائقية تيثير أسئلة النجومية والإبداع

ناجح حسن