شعار الموقع (Our Logo)

 

 

فى شهر مارس من كل عام يتجدد الحديث عن الاستعداد لتقديم عمل فنى يتناول قصة حياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، مرة يقولون فيلم سينمائى كتبه الراحل عبد السلام أمين، ثم يتردد أنه مسلسل يكتبه محفوظ عبد الرحمن، ويتحول الحديث إلى فيلم لنفس الكاتب، ونسمع بعدها أن مدحت العدل يكتب مسلسلا، ووحيد حامد يكتب فيلما، لكى ينتقل الجدل إلى من يقوم بدور حليم، فتارة نسمع انه النجم أحمد زكى الذى يعتبر هذا الدور هو حلم حياته، ثم نجد من يرشح الممثل الشاب هانى سلامة لأنه غنى مرتين لعبد الحليم فى فيلمين من أفلامه، وقيل إن تامر عبد المنعم أحد المرشحين للدور بعد أن قدم عنه حلقة فى الفوازير التى قدمها فى رمضان الماضى، وتمضى السنوات وتمر الذكرى تتبعها أخرى ليزداد الضجيج، ولكن دون طحن كما يقول المثل العربى، ودون أن نرى مسلسلا أو فيلما أو حتى سهرة درامية.

ولكن شهر مارس هذا العام يختلف عما قبله، حيث تجمع الوعود بين ذكرى نجمين نحمل لهما ميراثا كبيرا من المحبة، وتميل قلوبنا لذكراهما، فقد أضيفت إلى وعود العندليب وعود أخرى بأعمال عن حياة سندريلا الشاشة وأسطورتها الساحرة سعاد حسنى، ولكن دون نتيجة أيضا، فقط كلام فى الهواء، ووعود أقرب ما تكون إلى الأحلام، فمن جانبها وافقت أسرة الفنانة الراحلة سعاد حسنى على الفور على تقديم حياة السندريلا للشاشة، وإن كانت قد طلبت تأجيل مشروع فيلم سينمائى حتى تتضح بعض علامات الاستفهام ويتم الكشف عن بعض الغموض المحيط بحادث رحيلها، وتم حصر المنافسة بين حنان ترك ومنى زكى لتجسيد دور سعاد حسنى على الشاشة، كما استقر الأمر على اكتفاء زوجها السيناريست ماهر عواد بمراجعة ما يكتبه السيناريست مدحت العدل وعدم مشاركته فى كتابة السيناريو، كما عرض المنتج صفوت غطاس المساهمة فى الفيلم حيث كان قد سافر إلى العاصمة البريطانية بعد رحيل سعاد حسنى مباشرة وقام بتصوير كل الأماكن التى كانت تتردد عليها، كذلك قام بالتصوير داخل الشقة التى كانت تسكن فيها مع نادية يسرى، وتم تصوير مكان الجريمة طبقاً للروايات التى انطلقت عقب حادث الوفاة المفاجئ وقدم ما تم تصويره فى شكل حلقات قدمها سمير صبرى.

على جانب آخر يرى السيناريست عاطف بشاى أن حياة سعاد حسنى كانت مليئة بالأحداث الساخنة والدراما التى تكفى لتصوير أكثر من فيلم سينمائى ومسلسل درامى وقال إن حادث الوفاة وحده يكفى لتصوير أكثر من فيلم درامى، وحياتها مليئة بالمواقف العاطفية والإنسانية منذ لحظة نشأتها وأهم المحطات الفنية التى مرت بها وقصص الغرام والزواج وعلاقتها مع المشاهير وحجم الإشاعات التى انطلقت بسبب علاقاتها الكثيرة ودورها فى إثراء حركة الفيلم الرومانسى والاستعراضى، بينما طالب عدد كبير من النقاد ومخرجى السينما بعدم التسرع فى تصوير فيلم سينمائى يحكى قصة سعاد حسنى حتى يتضح الكثير من علامات الاستفهام حيث إن قرارها بالرحيل والاستقرار فى لندن لفترات طويلة يشكل لغزاً يحتاج لفك شفراته؟! خاصة أن سعاد حسنى رفضت عرضا لإحدى دور النشر الأوروبية لتسجيل مذكراتها الشخصية وحياتها الفنية مقابل عشرة آلاف دولار تحت دعوى أن حياتها ليست بها من الأحداث ما يستحق تسجيله، وهو ما يشير إلى أن هناك صراعا يدور بين كتاب السيناريو حول العمل الأنسب لاحتواء قصة حياة سعاد حسنى، فبينما يرى البعض أنها تصلح لفيلم سينمائى طويل يرى البعض الآخر أنها تصلح لمسلسل درامى وإن كان الرأى الأخير هو الذى يتحمس له السيناريست مدحت العدل.

ومع اقتراب ذكرى ميلاد عبد الحليم -الأربعاء المقبل- جاء موعدنا مع الوعود السنوية بعمل فنى ضخم يتناول سيرة حياة نغمة حياتنا الجميلة، ولكن مع بعض التجديد، فلا هو فيلم ولا هو مسلسل، بل فيلم ومسلسل معا، ولمنتج واحد.. ذلك أن أسرة عبد الحليم قد اتفقت مؤخرا مع إيهاب طلعت مسؤول الشركة المصرية العربية على تقديم مسلسل تلفزيونى وفيلم سينمائى عن حياة العندليب الأسمر يستعرض مراحل حياته ونشأته وصعوده إلى قمة النجومية وسوف يشترك فى إنتاج المسلسل والفيلم مع الشركة المصرية العربية مدينة الإنتاج الإعلامى، وتجرى حاليا الخطوات النهائية للاستقرار على فريق العمل ومواعيد التصوير، ويقول محمد شبانة ابن أخت الفنان الراحل إن جميع أفراد الأسرة اتفقوا على تقديم جميع المساعدات والتسهيلات حتى يظهر العملان فى أفضل صورة .

والذين تابعوا المشكلات العديدة التى واجهت النجم الكبير أحمد زكى، وكادت تحول دون ظهور فيلم "حليم" إلى النور كانوا يتمنون بفارغ الصبر أن تنتهى تلك المشكلات ليشاهدوا تفاصيل سمعوا كثيرا عنها.. كانوا ينتظرون فيلما واحدا، فهل يفرحهم أن يعرفوا أن هناك فيلما ومسلسلا فى طريقهما للظهور؟!

هناك سيناريو مسلسل كاد وحيد حامد ينتهى منه، وطبقا لما يتردد فإن تامر عبد المنعم هو المرشح لبطولته، وقيل إن اختيار وحيد وقع على تامر بعد تجربته فى الفوازير و فيلم "المشخصاتي" والذى عمل فيه على تقليد عدد من النجوم.. وقبل وفاة المخرج حسين كمال كان يستعد مع المنتج واصف فايز لتقديم فيلم عن حليم يقوم ببطولته المطرب المغربى عبده شريف، أما مؤلفه فهو الملحن المعروف حلمى بكر، كما أن الشاعر الراحل عبد السلام أمين كان قد كتب سيناريو فيلم عن حليم واشتراه منه أحمد زكى، ولما أعلن زكى أنه سيقدم الفيلم الذى كتبه محفوظ عبد الرحمن طالبت أسرة عبد السلام أمين أن تسترد السيناريو الذى كتبه لتعهد به إلى نجم آخر يقوم بدور العندليب الراحل، ومن جانبه أكد أحمد زكى أن هذا السيناريو قد أصبح ملكا له كمنتج للفيلم استنادا إلى العقد المبرم بينهما، وثانيا لأن كاتب السيناريو تسلم أجره كاملا.. ثالثا التنازل الذى كتبه الكاتب الراحل فى الشهر العقارى فلا يجوز أن تطالب أسرته باستعادته حتى لو تمت الاستعانة بكاتب آخر، وهو ما حدث فعلا حيث كتب المؤلف محفوظ عبد الرحمن سيناريو "العندليب".

وهو ما أكده لبيب معوض المحامى أيضا وقال: إن تعاقد أحمد زكى مع عبد السلام أمين وتنازل المؤلف توثيقا إلى أحمد زكى عن حقه فى التأليف، يجعل الأخير هو صاحب قرار ظهور السيناريو فى فيلم سينمائى أو مسلسل على حسب الأحوال. ومن الجملة يتضح أن الراحل عبد السلام أمين حصل كل حقوقه المادية وحقوقه المعنوية، لذلك فإن أحمد زكى وشأنه فى أن يسعى إلى مؤلفين آخرين لكتابة سيناريوهات جديدة وصولا إلى الأحسن.

السيناريست وحيد حامد يرى انه من العيوب الشديدة التى تعانى منها الدراما العربية أنها تتعامل مع الشخصيات المؤثرة كما لو كانت ذات جانب واحد، لا يمكن تقديمه اكثر من مرة، فى حين أن شخصية كشخصية عبد الحليم حافظ يمكن تناولها فى عشرات الأعمال وبأكثر من زاوية، ومن الممكن أن تحقق كلها نجاحا كبيرا والعنصر الحاسم هنا هو قدرة السيناريست على التقاط الزاوية التى يتناول منها الأحداث ويرسم بها الشخصية.

على الجانب الآخر يقول الملحن حلمى بكر إن عبد الحليم صاحب تاريخ تعجز عشرات الأفلام عن تناوله التناول الذى يستحقه، حتى يكون قدوة للمطربين الجدد.. ويضيف: أرى أن ظهور أكثر من فيلم عن عبد الحليم حافظ سوف يغير من شكل السينما الحالية، وفيلمى بكل تأكيد سيكون مختلفا، فأهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون، إضافة إلى أن ما عشته وما كتبته من أحداث عايشتها وشاركت فيها سيكون مختلفا ومميزا عما سيكتبه أى كاتب آخر.

ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما التابع لمدينة الإنتاج الإعلامى أعلن إصراره على خروج فيلم "حليم" أحمد زكى رغم المشاكل التى تحيط بتصويره. بينما كان يصر ورثة عبد الحليم على تقاضى نسبة 20% من إجمالى إيرادات الفيلم وهو الأمر الذى أثار اعتراض احمد زكى بسبب الميزانية الضخمة للفيلم، وهو ما علق عليه الليثى بتأكيده على عدم أحقية الورثة فى الحصول على أى مقابل مادى كما جرى عليه الأمر مع ورثة عبد الناصر والسادات وأم كلثوم، الذين حققت أعمالهم الدرامية نجاحا منقطع النظير. والسؤال الآن.. هل من الممكن أن تنجح كل هذه الأعمال؟

العربي المصرية في  28 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

أفلام ومسلسلات وترشيحات بالجملة:

حليم وسندريلا.. وعود سنوية لا ترى النور

عبد الوهاب داود