كتبوا في السينما

· المهرجان ليس «عزبة» خاصة... ولم آت لرئاسته علي حراب ممدوح الليثي

· لا علاقة لي بفريقي المصارعة داخل الجمعية.. واللجنة العليا داخلها وافقت علي ترشيحي

· عندي تفويض كامل في كل المسائل الإدارية والمالية... ولن أسمح بأن يتحول إلي مصيف سياحي

غرقت سفينة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي... خلال الدورتين الماضيتين ودفن ركابها في جو مشبع بالفضائح والإشاعات وعليه لم يكن هناك مفر من أن تشيع اللجنة العليا للمهرجانات برئاسة توفيق صالح الضحايا والمذنبين في حق المهرجان وضيوفه... بتقرير ساخن تطلب فيه من وزير الثقافة إغلاق ضلف المهرجان بالضبة والمفتاح لمحاصرة فضائحه... خاصة بعدما تبرأت منه محافظة الإسكندرية وأعلنت في وضوح أن المهرجان يأخذ من رصيد الحب والاحترام والجاذبية لمدينة الإسكندرية في قلوب ضيوفها.... أكثر مما يضيف إليها!.. فأصبح مصيره معلقا في الهواء.

في هذا الوقت وافق ـ رؤوف توفيق ـ الناقد السينمائي المعروف ـ علي رئاسة المهرجان خلال دورته القادمة وتحمل كل المسئوليات فطالته الإشاعات هو الآخر.

ـ مرة بأنه اختيار شخصي لممدوح الليثي ـ رئيس الجمعية ـ بعيدا عن مجلس الإدارة الذي لم يجتمع منذ أكثر من عام ونصف ـ صاحب الحق في الترشيح.

ومرة بأنه طلقة موجهة إلي صف المعارضين داخل الجمعية.

في هذه الأثناء زادت النار اشتعالا بعدما تناثرت التصريحات علي لسان ممدوح الليثي يمينا ويسارا بالصح والخطأ.

من هنا كان لابد من مقابلة رؤوف توفيق... ودفعه إلي ميدان المعركة ومواجهته بكل ما يقال والاستفسار عن شكل المهرجان القادم إن تم عقده في موعده القائم بالفعل؟!

· أستاذ رؤوف.. بداية.. ماذا عن بدايات علاقتك بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي؟

ـ أنا عضو في جمعية كتاب ونقاد السينما منذ أكثر من 20 عاما.. وفي نفس الوقت انتخبت رئيسا لمهرجان الإسكندرية دورتين متتاليتين 97 / 1998 وكنت كذلك عضو مجلس إدارة الجمعية.

· جئت إلي رئاسة المهرجان علي أسنة الرماح كما يقولون والوضع متفجر داخل جمعية كتاب ونقاد السينما.. كيف تري الوضع الآن؟

ـ الوضع الآن مستقر داخل الجمعية وهناك لجنة عليا للمهرجان تضم مجموعة من كبار النقاد المشتركين في الجمعية... صاحبة الكلمة العليا في أمر المهرجان أضف إلي ذلك أن ممدوح الليثي رئيس الجمعية أعطاني تفويضا كاملا في السلطات المالية والإدارية لمهرجان الإسكندرية السينمائي سبتمبر سنة 2004 القادم.

· عفوا... أستاذ رؤوف جبهة المعارضة داخل جمعية كتاب ونقاد السينما تقول إنك اختيار شخصي لليثي وليس لمجلس الإدارة المختص؟

ـ الحقيقة مجلس الإدارة حاليا متوقف لأن هناك قضايا منظورة أمام المحاكم... إنما هناك لجنة عليا للمهرجان تضم الأساتذة أحمد الحضري ـ أحمد صالح ـ إيريس نظمي ـ حسن شاه ـ عبدالحي أديب ـ رفيق الصبان، هي التي حددت وجودي داخل مهرجان الإسكندرية وليس ممدوح الليثي فقط... الموافقة علي اختياري جاءت من اللجنة العليا للمهرجان.

· شرعية المهرجان أصبحت في مهب الريح كما يقولون بعد التقرير السيئ للجنة العليا للمهرجانات برئاسة المخرج الكبير توفيق صالح.. هل تصالحت مع وزارة الثقافة؟

ـ أنا أعتقد أن السيد فاروق حسني وزير الثقافة مرحب بعودة الدعم لمهرجان الإسكندرية علي أساس وضع تنظيم دقيق للدورة القادمة وأنا في مرحلة الإعداد حاليا لهذا التنظيم من خلال اجتماعات متتالية مع أعضاء اللجنة العليا للمهرجان لتجاوز كل سلبيات الدورات السابقة ووضع تخصص لكل عضو بالمهرجان وكل موقع إداري داخل المهرجان عبر توصيف معين... ومسئولية محددة.. في نفس الوقت يتم الآن الاتصال بمسئولي محافظة الإسكندرية للتنسيق بين دور الجمعية ودور الإسكندرية ودور جماعة الفن السابع ومجموعة الشبان والأساتذة الذين تحملوا مسئولية نشر الثقافة السينمائية داخل الإسكندرية ومنهم سامي حلمي... وإبراهيم الدسوقي.. وهم من جماعة الأتيليه أيضا علي أساس ضم كل المتخصصين في الثقافة السينمائية تحت لواء شرعية المهرجان ومسئولين في تنظيم المهرجان... وللعلم تقرير اللجنة العليا للمهرجانات كانت قضيته الكبري وجود أخطاء في التنظيم والتسكين وتنظيم العروض لكنه في حد ذاته أشاد باختيارات الأفلام في المسابقة الرسمية في العام الماضي وأعضاء لجنة التحكيم ونتائج لجنة التحكيم وهذا التنظيم أصبح الآن يخضع لمناقشات مستمرة داخل اللجنة العليا للمهرجان باعتبار أنها القضية الرئيسية لضبط وتسهيل مهمة ضيوف المهرجان.

· ممدوح الليثي ـ رئيس الجمعية ـ صرح في حوار في «الأهرام»، بأنه من الجائز أن يعقد المهرجان بدون دعم وزارة الثقافة.. كيف يتم ذلك؟

ـ أنا أعتقد أنها كانت لحظة انفعال من ممدوح الليثي فالمهرجان لا يمكن أن يتم بدون دعم وزارة الثقافة... ووزير الثقافة ـ حسبما فهمت ـ يعي أن مهرجانا سينمائيا مثل مهرجان الإسكندرية هو أحد الأنشطة الرئيسية لوزارة الثقافة... ومسألة إلغاء الدعم عن هذا النشاط الثقافي والفني الموجود يعتبر خسارة لوزارة الثقافة.. والوزير متفهم هذا جيدا لكن اشتراطاته مدي جدية التنظيم في الدورة القادمة.

· في حواره مع «الأهرام»، أيضا صرح ممدوح الليثي رئيس الجمعية بأن وزارة الإعلام علي استعداد لدعم المهرجان بدون صدور توصية رسمية والصراع تفجر من جديد هل يمكن أن تدعم وزارة الإعلام مهرجان الإسكندرية؟ وإذا كان هذا ممكنا فهل سيستمر دعم وزارة الإعلام حتي بعد خروج الليثي من الجمعية؟

ـ أعتقد أن هذا الأمر ليس مطروحا حاليا... كما أقول لك إن مهرجان الإسكندرية مهرجان ثقافي فني يدخل ضمن الأجندة الرئيسية لوزارة الثقافة وبالتالي خروجه عن هذه الشرعية مازال قرارا متروكا لوزير الثقافة... وأعتقد أن قراره حتي هذه اللحظة أنه موافق علي دعم المهرجان بشرط التنظيم فقط لا غير لكن مسألة انتقاله لأي جهة أخري غير مطروح حاليا.

· محافظة الإسكندرية خلال الدورتين الماضيتين... تبرأت من مهرجان الإسكندرية لدرجة أن اللواء إيهاب فاروق أعلن أن المهرجان ضد المحافظة وليس لصالحها؟

ـ ما أعتقد أنه يتم الآن... الاتفاق مع محافظة الإسكندرية بحكم تجربتي معها خلال الدورات السابقة... وبحكم علاقتنا كإعلاميين ومثقفين بمحافظة الإسكندرية وهو مقدر تماما للجهد المبذول وقد تكون هناك بعض الملاحظات بشأن إعادة التنظيم... فليس معقولا أن نلغي مهرجانا سينمائيا لمجرد أخطاء في التنظيم... إنما ميزة مهرجان السينما أن نتيح نافذة لجمهور الإسكندرية وضيوف المهرجان برؤية مجموعة جيدة للأفلام وهذا تحقق في الدورة السابقة التي عليها خلاف الآن! لكن القضية الرئيسية هي ضيوف المهرجان وتدبير أماكن لهم... توفير حجرات وتوفير وجبات طعام لهم... وكما تعلم فهناك للأسف هجوم كبير من ضيوف المهرجان علي هذا المهرجان برؤية نظر خاطئة... إنه مهرجان للتصيف وليس مهرجانا سينمائيا محترما؟! للأسف هناك من يفرضون وجودهم علي مهرجان الإسكندرية بدون وجه حق للاستمتاع بالإقامة المجانية والوجبات وهي نوع من السبهللة... وتواجد غير مفيد للمهرجان فضيوف كثيرون للأسف يأتون لمجرد الجلوس في بهو الفندق أو الاستمتاع بالبحر أو الاستمتاع بوجبات مجانية... أنا أسافر كل عام إلي مهرجان «كان» السينمائي الدولي بانتظام منذ 25 عاما.. ليس في شروط مهرجان «كان»، أن يسمح لك بتذاكر مجانية في السفر أو إقامة مجانية أو وجبات مجانية... كل ما يسمح به المهرجان هو بطاقة حضور للأفلام فقط... وهذا معناه أنك قادم إلي هذا المهرجان لمشاهدة أفلام وحضور ندوات فنية ومؤتمرات صحفية... إنما مجرد الضيافة لأسباب شخصية.. أنا أرفضه تماما وهو غير معترف به في أي مهرجان في العالم.. فمهرجان الإسكندرية مهرجان سينمائي وليس مهرجانا سياحيا.

· جبهة المعارضة والخلاف داخل جمعية كتاب ونقاد السينما... تري أن موافقتك علي رئاسة مهرجان الإسكندرية جاء في صف ممدوح الليثي رئيس الجمعية لكي ترجح كفة علي كفة وتطفئ نارا مشتعلة؟

ـ لا.. أنا لم أتول رئاسة المهرجان إرضاءً لأحد... أو معارضة لأحد، أنا عضو منذ أكثر من 20 عاما في الجمعية... وشاركت في كافة أنشطتها وتوليت رئاسة المهرجان عامين متتاليين وكانا أفضل دورتين بشهادة الجميع... ويعز علي أن أري المهرجان يصل إلي نفق مسدود دون أن أتقدم بالدعم له... أنا أتحمل مسئولية إعادة تنظيم المهرجان باعتبار أنه البيت الحقيقي الذي أنتمي له من خلال جمعية كتاب ونقاد السينما وللعلم ليس لي أي علاقة بالخلاف بين الفريقين المتصارعين داخل الجمعية فهو خلاف خارج عني تماما.

· بصراحة ما الضمانات التي حصلت عليها من «ممدوح الليثي»، ومن يضمن أنه سينفذ وعوده؟ وقد خالفها من قبل مع د. كامل القليوبي؟

ـ أنا أثق في أن الأستاذ ممدوح الليثي جاد تماما في كل ما يقول بأنه سيتخلي تماما لي عن كل المسئوليات المالية والإدارية في هذا المهرجان وتخضع جميعها لإدارتي الشخصية... وأثق تماما في وجهة نظره بأن أقوم بهذا العمل بدون اللجوء إلي أي طرف لحل النزاع بيننا.

· جمعيات الورثة لمهرجان الإسكندرية ـ خاصة أن القرار النهائي لوزير الثقافة لم يصدر بعد ـ تطمع جهات كثيرة منها في تنظيم المهرجان... في رأيك هل تقدر أي من هذه الجمعيات أو الهيئات علي إدارة مهرجان الإسكندرية بعيدا عن جمعية كتاب ونقاد السينما؟

ـ أعتقد أن جمعية كتاب ونقاد السينما هي التي تبنت فكرة مهرجان الإسكندرية منذ أيام كمال الملاخ وهذه هي الدورة العشرون للمهرجان.. وأنا أعتقد أن كل هذه الهيئات من الممكن أن تشارك في صناعة مهرجان ناجح.. وأنا أيضا أؤكد لك أننا سنبحث عن جهد الجميع خلال الدورة القادمة سنستعين بجماعة الفن السابع في محافظة الإسكندرية وهيئة تنشيط السياحة بمحافظة الإسكندرية ودعم وزارة الثقافة ودعم وزارة الإعلام بالإعلان عن فعاليات المهرجان بشروط مخفضة.. المهرجان ليس دكانا خاصا... وإنما هو نشاط ثقافي يحتاج إلي تكاتف كل الجهات ليست هناك عزبة خاصة يتنازع عليها الورثة.

· لا تزال هناك نقاط جدلية تثار كل عام... بشأن موعد انعقاد مهرجان الإسكندرية الذي يأتي دوره بعد انعقاد أكثر من مهرجان دولي آخر مثل «كان»، و«برلين»... فلا تكون له فرصة الحصول علي أفلام جديدة مميزة... بصراحة مهرجان الإسكندرية يجمع فضلات المهرجانات الأخري؟

ـ غير صحيح... نحن ننفرد بعروض مميزة... من خلال مراسلات شخصية للدول المنتجة للسينما في البحر المتوسط وهي التي ترشح لنا هذه الأفلام ونحن في لائحة المهرجان نشترط أن تكون سنة إنتاج هذه الأفلام 2003 / 2004 لكن عملية الحصول علي أفلام سبق عرضها في مهرجان «كان»، أو «برلين»، أو غيرهما فيها فائدة كبري لجمهور السينما في مصر... فقد مكناه من مشاهدة الأفلام العالمية في مصر دون أن يتحمل مشقة السفر إلي هذه المهرجانات الدولية... في العام الماضي شارك في الافتتاح الفيلم التركي الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان»، وهذا ليس عيبا وهو ما يحدث أيضا في كل المهرجانات الإقليمية.. وقريبا كنت في مهرجان دمشق وعرض نفس المجموعة التي سبق وعرضها مهرجان الإسكندرية.

· معروف أن ضيوف ونجوم أي مهرجان سينمائي... هم دائما فاتح الشهية للإقبال علي أي مهرجان... ماذا عن مفاجأة العام القادم في مهرجان الإسكندرية؟

ـ مازلنا في مرحلة الإعداد لكن للحقيقة سأقول لك إنني لا أقدم مهرجانا بنجم! نجوم العالم أصبحوا مكلفين جدا... لأنك تتحمل تكلفة السفر والإقامة وتقديم مقابل نقدي.. وأعتقد أن ميزانية مهرجان الإسكندرية السينمائي المحدودة صعب أن تتحمل استضافة مجموعة نجوم كبار وأعتقد أنها نفس المشكلة التي تقابل مهرجان القاهرة... وأذكر في إحدي الدورات الماضية لمهرجان الإسكندرية أننا اقترحنا استضافة أكبر مخرج إيطالي ففوجئنا باشتراطات مبالغ فيها جدا منها طاقم خاص للسكرتارية جناح في فندق بعيد عن فعاليات المهرجان... إمكانيات خاصة في الانتقالات وغيرها!

· هل ستتخلي عن الحرس القديم الذي كان مشاركا د. القليوبي في دورته الماضية؟

ـ مازلنا في مرحلة الإعداد... لكن بشكل مبدئي أنا مهتم بمشاركة جماعة الفن السابع في الإسكندرية... فهم لهم تجارب سابقة مع المهرجان لكن لم تكن لهم مشاركات رئيسية ولهم رؤية فنية مميزة... فهم معي في هذه الدورة قلبا وقالبا!

· لجنة التحكيم في مهرجان الإسكندرية كانت تحوم دائما حولها الشبهات لدرجة أن البعض قال: ضمن جملة الفضائح الشهيرة التي طالت المهرجان في دورتيه السابقتين..إن الجوائز توزع عن طريق التربيطات فماذا عن لجنة تحكيم هذا العام؟

ـ هذه المشكلة التي تتحدث عنها تنبع كل عام من بانوراما الأفلام المصرية ودائما صناع الأفلام المصرية يثيرون المشاكل ويتحدثون عن التربيطات لذا لجأنا إلي صيغة أفضل... سنتوقف عن عرض بانوراما الأفلام المصرية... ونطلب فقط اشتراك فيلم أو اثنين في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهذه المسابقة الرسمية بها أعضاء لجنة تحكيم أجانب وعضو أو اثنين من مصر فقط وهذه هي أكبر نزاهة فلا يمكن أن يؤثر واحد أو اثنين علي نتائج لجنة التحكيم... وقرارنا بالتوقف عن عرض بانوراما الأفلام السينمائية لن نتراجع فيه.

· سؤالنا قبل الأخير... عن تنظيم حضور الصحفيين إلي مهرجان الإسكندرية السينمائي الأول... وقد أثيرت في العام الماضي فضيحة اختيار بعض الصحفيين بطريق المجاملة؟ وحضور من ليس لهم دور أو ثقل ما رأيك؟

ـ في هذه الدورة لن يكون هناك أي ترشيح من جانبنا.. ستتم مخاطبة المؤسسات الصحفية القومية والمعارضة والمستقلة... بخطابات رسمية من إدارة المهرجان لرؤساء التحرير ومسئولي الصفحات الفنية لكي يختاروا بأنفسهم الرجال المناسبين لحضور المهرجان.. ونغلق فضائح و مساوئ هذا الباب أيضا.

· أخيرا... جمعية كتاب ونقاد السينما.. إلي أين؟

ـ كما يتردد حاليا ستجري انتخابات في المرحلة القادمة.. أعتقد أنها ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الجمعية.. وأعتقد أن كل الحريصين علي مستقبل الجمعية يهمهم في المقام الأول تصفية كل الخلافات حتي تعود لدورها الفعال في خدمة الثقافة السينمائية.

جريدة القاهرة في 30 مارس 2004