شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بينما استطاع العندليب الأسمر ان يحقق اسطورته الخاصة في الوطن العربي محققا طفرة غنائية هائلة.. كان هناك ايضا علي الجانب الآخر من العالم اثنان من أشهر نجوم الغناء يواصلان اختراقهما لقلوب الملايين بسرعة الصاروخ واصبح في هذا الوقت كل من فرانك سيناترا والفيس بريسلي صورة متميزة تشبه الي حد كبير النجاح الذي حققه حليم مع الغناء العربي.. في السطور التالية لانحاول المقارنة بين الاساطير الثلاثة لكننا نسعي إلي التعرف علي نقاط الشبه والتقارب بين كل منهم.

فكما أطلق علي عبدالحليم حافظ لقب العندليب الأسمر أطلق علي النجم الشهير فرانك سيناترا لقب الأسطورة بينما حصل الفيس بريسلي علي لقب الملك..

وقد ولد النجوم الثلاثة في سنوات ليست بالبعيدة.. بينما حقق كل منهم نجاحه الهائل في التوقيت ذاته حيث وجلد عبدالحليم في 21 يونيو 1929، وفرانك سيناترا في 12 ديسمبر 1915.  بينما ولد الفيس بريسلي في 8 يناير 1935.

وكما بدأ العندليب الأسمر عقدا جديدا بأغنياته واسلوبه الغنائي، حقق فرانك سيناترا بداية قوية لعصر أغنية 'البوب' لدرجة انه اطلق عليه غول الاغنية البوب في القرن العشرين بما يتميز به صوته من قدرة فريدة ومستحدثة استطاعت التفوق علي الاصوات السابقة وربما يرجع سبب نجاحه الحقيقي إلي قدرته علي سرد قصته في أغنياته ، تماما مثلما فعلها عبدالحليم حافظ عندما حكي الكثير من القصص والحكايات في اغانيه ومنها 'قارئة الفنجان' ، 'ياقلبي خبي' و'فاتت جنبنا' وقد قدم سيناترا عددا من الأغاني المشابهة ومنهاپ'طريقتي'، 'تعال طير معي'، 'غرباء في الليل'، 'واحدة لحبيبي' و'ليل ونهار' وربما يشترك العندليب وسيناترا في قوة التأثير ايضا وافضل دليل علي ذلك ظهور عدد كبير من الفنانين المقلدين لهما.. كما ان عددا من كبار النجوم بدأوا مشوارهم مع أغاني العملاقين ذائعة الشهرة.

الخلود

وليس مصادفة ان يشترك الأثنان ايضا في القدرة علي التمثيل وتقديم عدد من الادوار السينمائية الهامة حيث قدم سيناترا ادوارا متميزة في افلام 'من هنا وإلي الخلود' والذي حاز عنه علي جائزة الاوسكار أحسن ممثل ودور البحار في فيلم 'في المدينة' والمقامر في فيلم 'الرجال والعرائس'، ثم لعب ادوارا قوية وجادة مثل دور الضابط الأمريكي في الحرب العالمية الثانية والذي يهرب من الألمان في فيلم 'فون رايان' بالاضافة لدوره المتميز في فيلم 'المرشح'.

ولعل هذا التواجد السينمائي المتميز لكل من سيناترا أو العندليب الأسمر زاد من رصيدهما لدي الجمهور الذي تفاوتت أعماره.. لدرجة ان الملايين من الشباب مازالوا يتلهفون علي اعمالهما الرائعة ومازالت هذه الاعمال تحقق مبيعات هائلة في سوق الكاسيت حتي الآن.

الحلم الأمريكي

ميزة اخري مشتركة بين العندليب والاسطورة وهي القدرة الرائعة علي التعبير عن الاحداث السياسية والاجتماعية في العالم، فكما قدم عبدالحليم عددا من الاغنيات الوطنية والسياسية الهامة التي ألهبت مشاعر المستمعين في انحاء الوطني العربي.. كذلك عبر فرانك سيناترا عن الاحداث والتيارات الجديدة في أمريكا بصوته حيث كان ناشطا في حركة الحقوق المدنية وكانت حياته بمثابة تحقيق للحلم الامريكي مثلما حقق عبدالحليم الحلم العربي وربما كان السر وراء شعورهما بالأزمات العامة هو حالة اليتم والفقر الشديد التي عاني كل منهما منها.. واستطاع كل منهما ان يثبت اسطورته الخاصة فعبدالحليم الصبي اليتيم استطاع ان يحقق النجاح ويصبح صديقا للرؤساء والحكام العرب وكذلك سيناترا الذي سارت حياته في نفس المسار حيث انه ابن لمهاجرين ايطاليين في الاصل تربي في ظروف معيشة صعبة وفقيرة للغاية وخرج من المدرسة الثانوية لينتهي به الامر بعد عدة سنوات كواحد من اشهر نجوم الغناء في العالم يتلقي دعوة الرؤساء الامريكيين للبيت الابيض ويطلق اسمه علي احد الشوارع الهامة في كاليفورنيا وقد غني سيناترا عدة أغاني وطنية من اشهرها'نيويورك .. نيويورك' وكان فرانك سيناترا ديمقراطيا وقام بجمع الدعم والتبرعات لمرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الامريكية بدءا من روزفلت وحتي كيندي الاپانه تحول بعد ذلك للحزب الجمهوري بعد ما بدأ كيندي يعامله بطريقة سيئة للشائعات التي ربطت بين سيناترا وبين لصوص المافيا.

وسيظل فرانك سيناترا أول سوبر ستار ظهر في مجال الغناء لجماهيريته التي لم يقو أحد علي الوصول إليهاپلأنه غير شكل ثقافة البوب وبدونه لما كان هناك وجود لفريق 'البيتلز' أو 'مادونا' حيث مهد الطريق لهم باغنياته المتميزة مماپدفع عددا من النقاد ليؤكدوا انه لن يوجد هناك فرنك سيناترا آخر مثلما لن يكون هناك عبدالحليم حافظ آخر.

المثلث الاسطوري

أما الضلع الثالث في المثلث الاسطوري فهو النجم او الملك الفيس بريسلي­ كما يطلق عليه­ والذي يتشابه مجري حياته بشكل كبير مع العندليب الاسمر. حيث جمع كل منهما بين عذوبة الاداء الرومانسي وبين القدرة علي الغناء الثوري وقد غير كل منهما من مفهوم الغناء وطريقته بصورة غير مسبوقة حيث كان الفيس بريسلي اول مطرب للروك آندرول وعندما ظهر في البداية آجتهم بالتأثير السلبي ورفضه الكثيرون لشكله الثوري الذي قلده الشباب مثلما قلدوا التنهيدة الشهيرة لعبدالحليم حافظ وتسريحة شعره حيث ان ألفيس عندما ظهر كان وكأنه يقول حان الوقت للتغيير الثقافي!

ولد الفيس في 8 يناير 1935 في مسيسيبي ودخل والده السجن وعمره ثلاث سنوات وبدأ الغناء الديني في الكنائس ومن اشهر اغنياته الاولي 'حبيبي هيا نلعب في المنزل'، 'سعادتي' و'الآن يبدأ الصداع' واصبح الفيس نجما في 1956 عندما ذهب ليسجل اغنية 'فندق كسر القلوب' ثم توالت اغنياته الرائعة مثل 'اريدك، احتاجك، أحبك' 'حبيبي تركني' 'حبني برفق'، 'لاتكن قاسيا' 'بأي طريقة تريدني' وكانت أغنياته الرومانسية تلمس قلوب العشاب تماما مثل الأغاني الرومانسية لعبدالحليم حافظ.

واقتحم الفيس ايضا عالم التمثيل ومن اشهر افلامه 'احبك' عام 1956 و'تيدي بير' ونقل الغناء الروك اندرول الي عالم السينما مماپجعل افلامه تحقق نجاحا هائلا لدي الجمهور.

ومن اغنياته في الستينيات أغنية 'لاتسألني لماذا' 'ليلة واحدة'، 'ارتدي خاتمي حول رقبتك' و'أمنيتي تحققت' ثم سجل برنامجا تليفزيونيا مع فرانك سيناترا كان بعنوان 'وقت فرانك سيناترا الخاص'.

وغني الفيس ايضا الكثير من الاغاني الدينية المسيحية مثلما تميز العندليب الاسمر بتقديم عدد كبير من الاغاني الدينية الرائعة وقد ظهر فيلمان وثائقان عن الفيس بريسلي .. الاول بعنوان 'الفيس .. هذا هو الطريق' عام 1970 و'الفيس في جولة' عام 1972 وكانا حول جولاته الغنائية.

ولو لم يكن الفيس بريسلي لما كان عالم موسيقي الروك اندرول بالشكل الجديد الثوري الذي خلقه واصبح اسطورة ضمن التراث الفلكلوري الامريكي.واكد النقاد ان الفيس ظل اسطورة مع الاجيال الحالية لانه غير مصطنع بل تلقائي استطاع ان يجذب الجمهور لآلامه واحزانه وهو نفس الشيء الذي تميز به العندليب الاسمر..

عشق وانتحار

وكان الفيس يتمتع بصوت حالم استطاع ان يجذب الملايين خاصة من الفتيات وهو نفس الامر الذي حققه العندليب الاسمر ويكفي دليلا علي ذلك انتحار عدد كبير من المعجبات بعد رحيل حليم أو الفيس بريسلي في نفس العام 1977.

ومازالت اسطوانات ألفيس تتصدر المبيعات الامريكية ويحتفل دائما بذكراه مثل عبدالحليم حافظ، كما أن صورة الفيس واغنياته علي التليفونات المحمولة الخاصة بشباب اليوم بالاضافة للعديد من مواقع الانترنت التي أنشئت خصيصا للنجمين الكبيرين.

وفي احد المواقع الخاصة بآلفيس تحدث شاب إيراني عن ان سببا من اسباب سفره للولايات المتحدة هو حبه لألفيس بريسلي، وفي احد مواقع عبدالحليم حافظ تحدثت امرأة سويسرية عن انها احبت الموسيقي العربية واللغة العربية من عبدالحليم حافظ لدرجة انها جاءت لمصر خصيصا بسببه حيث أنشأت مدرسة لتعليم اللغة العربية في سويسرا تستخدم فيها من ادوات التعليم اغاني لعبدالحليم حافظ.

أخبار النجوم في  27 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

ثلاثة أساطير لن تتكرر:

فرانك سيناتر وألفيس بريسلي.. توأم أمريكي للعندليب

نيللي عزت