شعار الموقع (Our Logo)

 

 

صدر في الامارات الكراس الرابع من كراسات السينما التي تنشرها مسابقة أفلام من الإمارات عن المجمع الثقافي تحت عنوان نحو ثقافة سينمائية طليعية موازية: «السينما التجريبية .. هذه السينما التي لا حدود لها» وفيه جملة من المقالات والدراسات والحوارات، والترجمات، والمتابعات المتخصصة بشؤون سينما مختلفة يحققها مجموعة من المخرجين الشباب والمخضرمين على هامش السينما التجارية السائدة حملت جميعها توقيع الباحث والناقد السينمائي صلاح سرميني المقيم بباريس والذي سبق له ان قدم اكثر من نشرة سينمائية متخصصة باللغتين العربية والفرنسية تهتم بالسينما التجريبية والقصيرة صدر جزء منها عن تعاونية الفيلم القصير بباريس أو على هامش مهرجانات ومناسبات سينمائية عربية داخل وخارج فرنسا.

يستهل الكراس موضوعاته بمصطلح «الحروفية» في السينما التجريبية للسينمائي الفرنسي الطليعي ميشيل امارجيه الذي ينجز افلاما تتأرجح ما بين الممارسة التشكيلية ونظيرتها السينمائية والذي تجمع أعماله القصيرة ما بين الصور الفوتغرافية والسينما والفيديو، والتجليات الابداعية كما تتضمن عناصر الموسيقى، والرقص ويشترك عادة في معارض شخصية وجماعية وكان قد نشر سابقا كتابا عن السينما بعنوان «سينراما» طريقة اخرى لكتابة السينما وفيه يوضح رغبته بتنويع لغة السينما مما قاد افلامه القصيرة الى العرض في اندية السينما والمتاحف والمعارض في أكثر من بلد اوروبي، نظرا لقيمتها التشكيلية المفعمة بالخطوط والنقوش على الطبقة الحساسة لشريط الفيلم بهدف تقريب المسافة ما بين السينمائي والمشاهد.

وكما يوظف تأثير الصوت بدون أي علاقة مع الصورة ويجدد في بعض الاختصاصات التقنية مثل: الاطارات المقطوعة بشكل مائل، والثقوب الملصقة على الشريط نفسه. ويناقش سرميني مقدمة الكتيب الخاص الذي صدر عن ارشيف الفيلم الانطولوجي في نيويورك العام 1990 بمناسبة الاستعادة التكريمية لأعمال السينمائي الياباني «تاكا ايمورا» الذي يحقق أفلامه على مقاس 8 ملم في دقائق قليلة تحت شعار لافت «أنا متفرج وأنتم متفرجون».

ومن بين موضوعات الكراس الجريئة تلك الدراسة عن بيير ميريجكوفسكي السينمائي السري وغير الشرعي مؤسس افلام ما اصطلح على تسميتها «الجريمة والعقاب» والتي عرضت داخل مهرجان لا يقل طرافة وندرة في موضوعه: «السينما الرديئة والمملة» وكثيرا ما وصف هذا المخرج بالهامشي والرصيفي، واعتاد ان ينجز افلامه ويعرضها بجهده الذاتي داخل بيوت الناس والمقاهي، ومواقف الانتظار للعمال والأماكن المشغولة بالعاطلين عن العمل. وهي بالطبع ظروف عرض صعبة وشاقة ومتعمدة تحرض على النقاش والحوار ما لا تحققه العروض التقليدية المريحة والمسلية والمستلبة. وهو بذلك يساهم ـ على حد قوله ـ بالثقافة الموازية وغالبا ما تكون فقيرة بامكانياتها، مرتبكة في بنائها فوضوية في شكلها ومتناقضة وساذجة احيانا.

يركز الكراس في أكثر صفحاته على موضوع السينما الشابة وتعاونيات الافلام واختيار برامج الافلام ومشاركاتها في المناسبات السينمائية المتعددة خارج نطاق صناعتها. ويستعرض الكثير من تلك المهرجانات والظروف التي قادت تلك الافلام الى الجوائز والشهرة العالية نظرا لدقة التنظيم والتنشيط للقائمين على تلك الافلام وقدرتهم على ايصالها للخارج عبر مجلات ونشرات دورية متخصصة بنقد موضوعات تلك الأفلام في الاجزاء المتبقية من الكراس يجول صلاح سرميني في العديد من المهرجانات الشبابية المتخصصة والتي يغلب على صناعتها الطابع التجريبي والمختلف حيث الصورة الفيلمية المتجاورة مع الفيديو وبدون منافسات عقيمة .. ويتساءل في موضع آخر عن الكاميرا وسيلة للتقوقع على الذات ام للتواصل مع الآخر قبل ان ينهي كراسه «124» صفحة من القطع الصغير بفصل: مقدمة في المعطيات الجمالية للسينما الطليعية / التجريبية وذلك عن تحرر الكتابة النقدية التحليلية والتنظيرية من نمطيات معهودة في الكتابة عن سينما تقليدية لما تمتلكه من جرأة في التقديم والطرح وأشارتها للقضايا الجمالية والرؤى الفكرية.

كراس «هذه السينما التي لا حدود لها» كتابة جديدة للمكتبة السينمائية العربية ذات اهتمام بالتحولات السريعة التي يشهدها التنظير السمعي، البصري ضمن سياقها الجمالي ومن خلال منهجية نقدية سليمة فطنة بالمفردات السينمائية ووظيفتها الرئيسية التي طالما توارت بين صور وحكايات الأفلام السائدة في صالات العرض.

الرأي الأردنية في  24 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"هذه السينما التي لا حدود لها" لصلاح سرميني

حكايات عن تجارب بصرية مختلفة

ناجح حسن