شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يبدو امرا مفروغا منه ان فيلما سيأتي يوما ما مقرفا اكثر من »Wonder land« ولكن هذا الفيلم الذي يدور حول اربع جرائم قتل في العام ١٨٩١ ذات علاقة بنجم البورنو جون هولمز يبقى اسوأ ما يكون.

المخرج جيمس كوكس يعيد الى الحياة ستة اشخاص من البائسين الحقيرين الى حد انهم يستحقون النسيان. والآن، هذا الفيلم سيحفظ حيواتهم القذرة وموتهم العنيف لعدة اجيال قادمة.

ان نبش الجثث هنا لا يكشف عن اي شيء مفاجئ او مثير للاهتمام. فموت اي من الضحايا لم يكن حدثا بارزا او مأساويا بل وحتى مثيرا للشفقة، بل مجرد حوادث عنيفة وقذرة، ورتيبة تماما رغم ارتباطها بأسماء لها شهرة هامشية.

الفيلم رواية تحذيرية رسالتها يمكن ان تأتي بفصاحة اكثر من اي مرشد اجتماعي: »المخدرات تضر. ابتعدوا عن تعاطي المخدرات لانها سيئة جدا«.

كوكس، الذي شارك في كتابة النص السينمائي مع ثلاثة اشخاص اخرين، يحاول الوصول الى الحقيقة وراء جريمة مروعة: في شهر يوليو ١٨٩١ لقي اربعة من اصدقاء هولمز المعروفين مصرعهم ضربا داخل ناد لتعاطي المخدرات في جادة ووندرلاند في ضاحية لوريل كانيون بلوس ا نجيلوس. وقد حوكم هولمز، الذي توفي بالايدز في العام ٨٨٩١، وصاحب اندية الليل ادي ناش، الامريكي الفلسطيني الاصل الذي يعتقد انه امر بالقتل. الا ان المحكمة برأتهما.

كوكس لا يقدم تفسيرا لعجز الشرطة عن العثور على او غاد ناش الذين ارتكبوا تلك الجرائم. ومثل رجال التحري الذين يقدمون على الشاشة، فهو معجب بهولمز »فال كيلمر« ومأخوذ بقصة سقوط نجم البورنو هذا.

هذا المجال مطروق من قبل، من بول اندرسون في فيلم »Boogie Nights« المستوحى من حياة هولمز، الذي احتوى على كل شيء غاب عن »ووندرلاند« »الجرأة الرؤى والطرافة«، والذي طرح ايضا مقولة ان سرقة اموال ناش في الحياة الحقيقية هي التي ادت الى جريمة القتل.

او ان تلك الجرائم كانت ناجمة عن حقيقة حياة هولمز العملية في الافلام الاباحية قد انتهت وحلت محلها حياة معفنة قوامها المخدرات، وقد كان يفضل الكوكايين ويتسكع مع صديقته المراهقة دوان شيللر »كيت بلانشيت« ويعيش على الاحسان من افراد يتمنون التقرب من »جوني واد«، اسم هولمز في الافلام الخلاعية.

ومن بين هؤلاء »المحسنين« تاجر المخدرات المتوحش والمتعجرف رون لونيوس »يلعب الدور جوش لوكاس« ووغد الدراجات النارية دافيد ليند »ديلان ماكدمورت غير مقنع في هذا الدور« وصديقهما اللجوج بيلي ديفريل »تيم بليك نلسون«. وتبين ان المغدور بهم هم لونيوس نفسه وديفريل وزوجته »جانين غاروفالو« وصديقه ليند »ناتاشا غريفون واغنز« وقد تعرضت صديقة لونيوس »كريستينا ابلغيت« لضرب وحشي ولكنها نجت من الموت. اما ليند فقد كان خارج المدينة.

واذا كان هناك عنصر مأساوي في جرائم ووندرلاند هذه فهو مقتل الفتيات، ولكن كوكس يسلبهن انسانيتهن بالتعامل معهن كجزء من ديكور المشاهد: غروفالو وقد غرزت ابرة في ساعدها وغريغسون واغنر بورقة دولار واحد محشوة في انفها«.

ليند يعطي الشرطة روايته عما حدث وهولمز يفعل الشيء ذاته لاحقا في عديد من مشاهد الفلاشباك. وفي الروايتين يظهر بوضوح ان الجرائم كانت ضربة انتقامية من ناش »اريك بو غوصيان« الذي سرق منه لونيوس المخدرات والمسدسات والاموال، بمساعدة ليند وديفريل. والشيء غير الواضح هو دور هولمز في الجرائم. وفي الروايتين، حسب قوله، كل ما فعله انه فتح الباب لادخال القتلة.

ولكن من يهمه ذلك؟ وحتى ولو كان هذا كل ما عمله »وهذا غير محتمل ابدا« هولمز هو انسان حقير اصلا. ويبدو كيلمر انه يحاول استدرار العطف بان يمثله على الشاشة كشخص متوحد يتفوه بكلمات غير مفهومة وبصوت حاد.

والوحيدان اللذان يبرزان بادائهما في »ووندرلاند« هما شيللر، وزوجته هولمز شارون المنفصلة عنه منذ وقت طويل »ليزا كدرو«، وهذا ليس مصادفة، فشيللر عملت كنتجة مشاركة فيما عملت زوجة هولمز كمستشارة للفيلم. وتظهر شيللر كفتاة مراهقة سريعة العطب غير قادرة على التخلي عن حبها الاول هذا، وشارون كامرأة ذات مبادئ تحول زوجها الى مسخ يدمر نفسه بنفسه. و»وندرلاند« فيلم مروع، والمسئول عن ذلك هو كوكس الذي يحاول ان يبالغ في الاكشن بسلسلة من الخدع البصرية الملفتة للانظار. وفي النهاية يميط كوكس اللثام عن »نظريته« حول حقيقة ما حدث في غمرة سرده للتفاصيل المقرفة للجرائم والتي يعتقد انها تخدم كذروة مثيرة للرواية. انه يطلب منا ان نتقبل الاعمال الوحشية، ثم ان نقدرها.

ان المشكلة ليست في ان »ووندرلاند« فيلم عنيف، بل في ان العنف لا يجعل القصة مستحقة لتروى. انها قذرة ومتوحشة وغير ذات صلة.

الأيام البحرينية في  23 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

Wonder Land

أسوأ فيلم في الوقت الحاضر

بن نيكلوس