ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
تحت الصفر

1990

Below Zero

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 8 سبتمبر 1993
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

نجلاء فتحي + صلاح السعدني + عبد العزيز مخيون + شوقي شامخ + راندا 

إخراج: عادل عوض ـ تصوير: سمير فرج ـ تأليف: أسامة أنور عكاشة ـ موسيقى: هاني شنودة ـ مونتاج: يوسف الملاخ ـ إنتاج: سكرين 2000 : إبراهيم شوقي وصفوت غطاس

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

تحت الصفر

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

الفيلم المصري (تحت الصفر - 1990) للمخرج الشاب عادل عوض، وتمثيل نجلاء فتحي وصلاح السعدني وعبدالعزيز مخيون، كتبه للسينما كاتب السيناريو التلفزيوني المتميز "أسامة أنور عكاشة" صاحب أهم ما قدم من دراما تلفزيونية خلال العشرين عاماً الماضية.

هذا الفيلم هو التجربة الثانية في الكتابة للسينما بالنسبة لعكاشة، وذلك بعد فيلم (كتيبة الإعدام - 1989) للمخرج عاطف الطيب، وهو أيضاً التجربة السينمائية الثانية للمخرج عادل عوض، بعد فيلمه (العقرب - 1989). والسؤال المطروح أمامنا هنا هو.. كيف ينجح كاتب سيناريو في التلفزيون في جميع أعماله بلا استثناء ويفشل في السينما بفيلمين متتاليين؟

فعلاً.. هذا ما حدث للكاتب عكاشة، فهو من خلال التلفزيون قدم للجمهور (وقال البحر - الشهد والدموع - الحب وأشياء أخرى - عصفور النار - ضمير أبلة حكمت - والملحمة التاريخية ليالي الحلمية)، وهي مسلسلات هامة صنعت من صاحبها فارساً محبوباً عند جمهور التلفزيون العريض.

بعد كل هذا التاريخ المشرف في التلفزيون، يأتي ليقدم في أولى تجاربه للسينما، فيلماً تقليدياً لم تكن فيه أي إضافة فكرية وفنية (كتيبة الإعدام) وإنما كان عبارة عن تنويع على موضوعات سبق أن تناولتها السينما المصرية في أفلام كثيرة. فهو فيلم يجاري الأسلوب السائد للسينما التجارية التي تبحث عن الجمهور العريض، فيلم يعتمد على فكرة مختلقة وغير منطقية، وعلى حكاية خيالية لإدانة الطبقة الطفيلية التي انتشرت في مجتمع الانفتاح.

أما فيلمه الثاني (تحت الصفر) فلم يكن أحسن حالاً ن الأول، فقد جاء مرتدياً ثوباً تلفزيونياً، بل ولم يرتق إلى مستوى بقية أعماله التلفزيونية المذكورة أعلاه.

يتناول فيلم (تحت الصفر) تخلخل القيم الأخلاقية والاجتماعية في ظل مجتمع فقير عبر ثلاثة عهود سياسية متوالية، حيث نستشف ذلك من خلال تلك الصور المعلقة على الجدران، ومن خلال بعض الرموز الواضحة والتي تجعلك تتعرف بسهولة على أن هذا عهد عبدالناصر وهذا عهد السادات وكذلك عهد مبارك.

عموماً.. يتم تناول هذا التخلخل القيمي من خلال استعراض لمجموعة من الشخصيات، بعضها تعيش في ظل طبقة اجتماعية شديدة الفقر، حيث يرمز إليها الفيلم بمجتمع تحت الصفر.

شخصيات الفيلم: مصطفى الحناوي (شوقي شامخ)، رجل هذا العصر الذي لا يعرف ماذا يريد منه أو ماذا يفعل إزاء تراكم مشاكله، ثم في نفس الوقت لا يعرف كيف يحافظ على زوجته رجاء (نجلاء فتحي).

وهناك شخصية سعد الكردي (صلاح السعدني)، رجل عصر الانفتاح، والذي أسماه المؤلف "الطفح الجلدي" وهو بالتالي يصارع لتأكيد ذاته من خلال دخوله في عالم تهريب المخدرات تحت شعار الفهلوة والشطارة.

أما وجيه المنسي (عبدالعزيز مخيون)، فهو مدرس الفلسفة الذي يمثل أحلام الثورة والعصر الناصري، ويظل طوال الفيلم في حالة استنفار بقيمه المثالية ضد الانحراف أمام الماديات، وبالتالي يظل بمثابة الكابح للمنزلقات التي تحيط برجاء، والتي يضعها سد أما زوجها مصطفى المتورط في السجن بتهمة تهريبه للهيروين.

ثلاثة رجال يتناحرون من أجل رجاء.. فكل واحد منهم بحبها على طريقته ومن خلال القيم التي يؤمن بها، أما هي فتختار بعد صراع مرير صاحب القيم "وجيه" بعد اكتشافها أن زوجها ليس بريئاً من تهمة التهريب.

هذا هو فيلم المخرج عادل عوض الثاني، والذي قدم في فيلمه الأول سينما نظيفة ذات تقنية جيدة، أما في فيلمه هذا فهو لا يهتم إلا بالموقف الأخلاقي والسياسي، وذلك على حساب الموقف الدرامي واللغة السينمائية. ليخرج فيلمه أشبه ما يكون بالبيان السياسي. فالفيلم مليء بوجهات النظر والرصد التاريخي السياسي أكثر منه بالجماليات الفنية والسينمائية.

والفيلم بمجمله، رغم محاولته مناقشة حالات جديدة، لم يرتق للمستوى الفني المطلوب، لا على صعيد الإخراج ولا على صعيد المضمون الدرامي، حيث ظلت الأحداث داخل السرد الدرامي غير متناسبة ومتناغمة مع إمكانيات الكاميرا السينمائية، كما بقيت تعاني من الحكائية السردية التي يحفل بها عادة المسلسل التلفزيوني التقليدي.

وأكثر ما تميز به الفيلم هو ذلك الأداء التمثيلي، حيث القدرة الأدائية المتطورة عند الفنان صلاح السعدني، والذي لولا حضوره المسيطر على الأحداث لارتبك كثيراً تماسك حضور بقية الشخصيات وتألقها مع بعض. هذا إضافة إلى الإمكانيات الأدائية الجيدة عند كل من عبدالعزيز مخيون ونجلاء فتحي.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004