ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
الأراجوز

1989

The Puppeteer

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 3 ديسمبر 1992
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

عمر الشريف + ميرفت أمين + هشام سليم + أحمد خليل + سلوى خطاب

إخراج: هاني لاشين ـ تصوير: محسن نصر ـ تأليف: عصام الشماع ـ مناظر: رشدي حامد ـ موسيقى: عمار الشريعي ـ مونتاج: كمال أبو العلا ـ إنتاج: جيميني فيلم . هاني لاشين وشركاه

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

الأراجوز

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

إسم عمر الشريف بدأ يتردد من جديد في الاوساط الفنية المصرية والعربية، وذلك بعد عودته للعمل في مصر. هذا الفنان الذي سحرته السينما العالمية وجذبته إليها وهو في قمة تألقه الفني في دنيا الفن العربي. كانت تلك مغامرة لكنها ناجحة، بل وكانت بمثابة التجربة الفنية والحياتية الهامة في مشواره السينمائي، حيث تسنى له الاختلاط بكبار السينمائيين، أمثال: المخرج ديفيد لين، والممثلين بيتر أوتول، أنتوني كوين، وغيرهما.

لهذا السبب، لم يكن غريباً ان نشاهد ذلك الاداء المتميز من عمر الشريف في فيلم (الاراجوز)، فهو أحد تلامذة المخرج العبقري ديفيد لين.

عودة عمر الشريف، بعد غياب دام عشرون عاماً، بفيلم (الاراجوز) ليشكل تحدياً من هذا الممثل لكل الضروف التي مرت بمشواره السينمائي. فالفيلم كان فيلم الافتتاح لمهرجان الاسكندرية السينمائي عام 1989.

أما مخرج الفيلم هاني لاشين، فيقول: (...لا يشغلني كثيراً ان اقدم اعمالاً غير تقليدية ولكن الذي يشغلني هو تقديم فكرة أشعر من خلالها انني أقول شيئاً سواء كانت هذه الفكرة جديدة أو غير جديدة...).

هكذا يفكر هاني لاشين، فما قاله قد تجسد الى حد كبير في فيلمه (الاراجوز). ففكرة الفيلم جيدة والسيناريو مكتوب بشكل متقن، وذلك رغم الاسلوب التقليدي في رسم الشخصيات وتتابع الاحداث الدرامية.

الفيلم يحكي عن محمد جادالكريم (عمر الشريف)، ذلك الرجل الريفي الاصيل، أراجوز القرية المتمسك بالقيم والمباديء والتقاليد. والذي يحاول من خلال عمله البسيط وأدائه لدور الاراجوز، ان يكشف عن اصحاب الفساد في قريته، وإنتقاد السلبيات الموجودة فيها. وهو ينجح غالباً في مسعاه هذا، لكنه رغم ذلك لم ينجح في ان يعلم إبنه بهلول (هشام سليم) دروس القيم والمباديء، لذلك يصبح الإبن فيما بعد على طرفي النقيض من والده، حيث يبيع المباديء والتقاليد، بل ويبيع أهله أيضاً.

هذه الحكاية التقليدية البسيطة هي فكرة الفيلم. وكون الفيلم تقليدياً، لا ينفي وجود مخرج متمكن من أدواته الفينية والتقنية، فقد كان أداء الممثلين تحت إدارته معبراً وجميلاً، حيث إستطاع إستخراج الكثير من طاقاتهم الادائية المكبوتة، فشاهدنا عمر الشريف وميرفت أمين وهشام سليم في أفضل حالاتهم التمثيلية.

هذا إضافة الى بقية العناصر الفنية التي تظافرت جميعاً للارتفاع بمستوى الفيلم. فمثلاً نجح المخرج في تجسيد وقع هزيمة 67 في مشهد قوي وخال من أية جمل حوارية، يحتوي على كادرات جمالية متقنة ومعبرة. ذلك المشهد الذي يبدأ من نقطة الاظلام بموسيقى معبرة عن ذلك الشعور بالاحباط والهزيمة لتظهر لنا لقطات صافية وجميلة للقرية المنكوبة وأهلها.

كذلك كان المونتاج بارزاً في كل مشهد، وخصوصاً في تنفيذ الاغنيتان اللتان أداهما عمر الشريف.. أغنيتان لم تخرجا عن سياق الحدث الدرامي، بل وكان لهما دوراً بارزاً ومهماً في تطور الاحداث.

هذا هو فيلم (الاراجوز)، الذي أطلق نجمين في وقت واحد.. عمر الشريف بعودته الجديدة، ومخرجه الموهوب. فقد جعل هذا الفيلم من هاني لاشين مخرجاً مرموقاً يقف في مصاف كبار المخرجين المصريين.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004