ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

The Interpreter

2005

المترجمة

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 14 سبتمبر 2005

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

تاريخ العرض الأول: 22 أبريل 2005 ـ النّوع: دراما/ إثارة/ سياسي - التقدير: PG-13 ـ زمن العرض: 118 دقيقة ــ بطولة: نيكول كيدمان، شون بن، كاثرين كينير، جاسبر كريستنسين ـ إنتاج: سيدني بولاك، أنتوني منغيلا، ج.ماك براون ـ توزيع: أفلام يونيفيرسال ـ شباك التذاكر الأمريكي: $72,515,360 ـ إخراج: سيدني بولاك.

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

The Interpreter

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

تعال إلى حيث النكهة...!!

لمتعة المشاهدة طقوس خاصة.. التهاون بها كارثة.. فهذه الصور السحرية البلورية تعد بمثابة الحلم.. تظهر وتختفي عن طريق تلك التلاشيات والمزج.. حيث الزمان والمكان يصبحان مرنين وقابلين للتكيف.. السينما تقتضي منا، فقط، ذاكرة تكفي لربط هذه الصور.. ذاكرة تنسينا كل شيء ما عدا تلك الصور البلورية.. نغوص فيها.. نعيش بها.. لتصبح تجربة مشاهدة أي فيلم في دار العرض لا يضاهيها أي شيء.

لدي طقوسي الخاصة جداً.. في التمتع بمشروع مشاهدة فيلم ما.. تلك الطقوس التي أحرص دائماً على أن أحتفي بها في كل مرة.. أبرزها تلك الإعلانات المصورة التي تعرض قبل الفيلم.. والتي نطلق عليها عامياً وصف (سَمّبَلْ).. لا أتصور بأنني سأستمتع بأي فيلم دون أن أشاهد هذه الإعلانات أولاً، مهما كانت هذه الإعلانات سطحية وتجارية.. فمثلاً تزداد متعتي وأعيش في الذكريات البعيدة عندما يعرض إعلان سجائر مارلبورو.. (تعال إلى حيث النكهة.. تعال إلى عالم مارلبورو).. فهو يذكرني تماماً بسينما المحرق العتيقة، مع بداية السبعينيات.. فلهذا الإعلان طعم خاص جداً.. الجميل في الموضوع، بأن هذا الإعلان لم يتغير كثيراً عن السابق.. إن لم نقل هو هو.. نفس الإعلان منذ ذاك العهد.

للصيف في البحرين، طقس آخر في مجمع السيف، حيث يكتظ بالرواد، خصوصاً مع زحف الضيوف الخليجيين.. لذا من الصعب أن أجد موقفاً لسيارتي عند ذهابي إلى سينما السيف.. وهذا ما حصل ذات مشروع.. عندما ذهبت لمشاهدة فيلم (المترجمة) للمتألقة نيكول كيدمان.

المصيبة بأنني دخلت صالة العرض متأخراً حيث بدأ عرض الفيلم للتو.. يا للهول.. ما هذا النحس.. لقد فاتتني فترة الإعلانات.. فاتني التمتع بجزء من طقوس مشاهدتي الخاصة.. ماذا أفعل.. ساعتها قلت في نفسي.. هل أصدق هذا الشعور الذي ينتابني مع تفويت هذه الفترة والتي تختلف كلياً عن جو الفيلم الرئيسي.

حاولت أن أقنع نفسي أو أتناسى هكذا شعور، لكي لا أفوت علي متعة مشاهدة نيكول كيدمان.. هذه الممثلة المتألقة دائماً.. باعتباري أحد عشاق فنها الجميل.. فمع كل فيلم جديد تؤكد لنا بأنها فنانة قادرة على فعل المستحيل.. وفيلمها الأخير.. أقصد (المترجمة)، كانت فيه وكأنها في ريعان شبابها إضافة إلى تألقها الأدائي.. شعرت ساعتها بأن هناك سحر خاص لدى صناع الأفلام، وبالذات صناع هوليوود، يستطيعون من خلاله إعادة الشباب إلى نجومهم.. وإلا ما هذا الذي أرى.. أم أن هذا نابع من سحر بنت كيدمان نفسها.. أم ماذا؟! كانت بالفعل مشاهدة ممتعة.. وتجربة لا تنسى.

ولكن بالرغم من قدرة هذا الفيلم، الذي أخرجه الأمريكي سيدني بولاك، على شد انتباهي والاستحواذ على تفكيري.. إلا أن خسارتي الأولى لم تغب عن دواخلي في ظل هكذا استحواذ.. أقصد جو الفيلم الممتع.. خسارة مشاهدة الإعلانات والتمتع بها.. إنها خسارة جزء من المشاهدة.. أو جزء من مشروع الذهاب إلى السينما وبالتالي جزء من مشاهدة الفيلم.

بالطبع.. أنا دائماً أحرص على عدم تفويت هذا الجزء الهام.. إلا أن الظروف أحياناً تكون أقوى من إمكانياتي الضعيفة.. في مقابل زحف الصيف وسياحه.. ولكنني عاهدت نفسي أن أكون أكثر حذراً في المرة القادمة.. علي أن أستعد لمثل هكذا مفاجآت.

 

المترجمة.. نيكول

ذهبت لمشاهدة فيلم (المترجمة THE INTERPRETER ) وأنا كلي تأهب وحماس تام.. وذلك لرنين تلك الأسماء التي احتواها الفيلم.. الرائعة نيكول كيدمان والمتميز شون بن.. كلاهما يعتبران من أبرز نجوم هوليوود والعالم.. وهما الحائزان أيضاً على الأوسكار لأفضل تمثيل.. ويقودهما المخرج الأكثر إثارة في تناوله لقضايا سياسية حساسة، عندما يكون في أفضل حالاته. هذا إضافة إلى أنني سأشاهد فيلماً صور لأول مرة داخل دهاليز مبنى الأمم المتحدة.

عموماً.. بعد أن وصلت قاعة العرض كان الفيلم قد بدأ.. إي إن فترة (السمبل) قد فاتتني.. وكان علي أن ألملم مصابي هذا وأنتبه لمتابعة الفيلم.. ولكن بعد أكثر من مشهد ابتدائي.. شككت للحظة بأنني قد دخلت الفيلم الخطأ.. حيث كنت أترقب ظهور نجمتي المفضلة الساحرة نيكول كيدمان.. ولم يهدأ لي بال إلا بعد ظهورها لتملئ الشاشة بريقاً وألقاً.

يحكي الفيلم عن سيلفيا بروم (نيكول كيدمان) التي تعمل كمترجمة للأمم المتحدة، حيث تسمع عن طريق الخطأ مؤامرة لاغتيال رئيس أفريقي في اليوم الذي سيتوجه فيه إلى مقر الأمم المتحدة.. تصبح هي الأخرى هدفا، فتتوجه إلى السلطات بقصتها. ويتم تكليف العميل الفدرالي توبن كيلر (شون بن) بحمايتها على الرغم من أنه لا يصدق حكايتها في البداية.

الفيلم في تتابع أحداثه، يقدم إثارة ملفتة ولمحات فنية وإنسانية جميلة.. حيث نجاح السيناريو في سرد أحداث ومواقف وقضايا متنوعة ومتداخلة.. من بينها الإرهاب.. العنف.. التلفيق السياسي ضد الحقيقة.. وكلها قضايا يحتاج كل منها إلى فيلم لوحده.. فالفيلم بمجموعة أحداثه ذات التأثير التشويقي والحبكة البوليسية الموفقة، تناول القضية السياسية بشكل مثالي غير مقنع، بل إنه بدا وكأن الفيلم قد ألبس الثوب السياسي عنوة.. فلو أننا استبدلنا هذه الحبكة السياسية بأخرى بوليسية عن مجموعة من الأشرار يخططون لارتكاب جريمة ما.. هل سيتغير المعنى.. بالطبع لا.. حيث أن هذا الثوب السياسي سيختفي من الأذهان بمجرد مشاهدة الفيلم، ويبقى فقط ذلك التأثير النفسي للأسلوب الدرامي الأخاذ ذو التقنية الحرفية العالية. صحيح بأن الفيلم في بعض مشاهده بدا مربكاً وغير محدد الاتجاه.. حيث نراه يخوض في المسار الدرامي للفيلم متنقلاً ما بين التشويق والدراما إلى جو المطاردات.. إلا أن طريقة السرد الفيلمي للأحداث والحبكة المتشابكة الممزوجة بالإثارة والحركة.. أضافت الكثير لبناء الفيلم وتماسكه.. وكان نجاح السيناريو لافتاً في صياغة كل هذه الأحداث.. فنحن هنا أمام ثلاثة من أبرز كتاب السيناريو في هوليوود.. تشارلز راندولف (The Life of David Gale)، سكوت فرانك (Minority Report) وستيفن زاليان (Gangs of New York).

في هذا الفيلم يعود المخرج الذائع الصيت "سيدني بولاك" بقوة.. بعد سلسلة من الأفلام غير الموفقة (Havana، The Firm، Sabrina، Random Hearts).. ليذكرنا بسنوات تألقه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما قدم مجموعة من الأفلام الهامة أبرزها (Three Days of the Condor، Tootsie، Out of Africa).. هنا يكون في أفضل حالاته كمخرج.. حيث نجح في قيادة مجموعة طاقمه الفني بخبرة ودراية.. وتقديم فيلم متماسك ومثير.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004