إن هذا الفيلم بعيد كل البعد عن واقعية أبوسيف، فقد عالج فيه موضوعاً
عاطفياً في قصة قصيرة من قصص إحسان عبدالقدوس. حيث تدور أحداث الفيلم حول
فتاة من أسرة غنية اسمها "مايسة" (نبيلة عبيد) تتعرف على شاب صعيدي هو
"بكر" (محمود ياسين)، وتنشأ بينهما علاقة حب جارفة ثم تكتشف مايسة أن بكر
على علاقة بامرأة متزوجة ويقر بكر بذلك عندما سألته. ولكنه لا يستطيع أن
يترك المرأة التي ساعدته في بداية حياته وانه يدين لها بالكثير وتشن مايسه
حرباً تحت ستار الغيرة على "زيزي" (نادية لطفي) ولكن في النهاية تتضح
الحقيقة وهي أن المرأة الأخرى في حياة بكر هي نفوسة (تحية كاريوكا) وليست
زيزي.. وأخيراً يقطع بكر علاقته بنفوسة ويختار مايسه شريكة حياته ويتزوجها
وينتهي الفيلم نهاية سعيدة تقليدية كمعظم الأفلام العربية.
هذا الفيلم بمثابة ثغرة خطيرة في مسيرة أبوسيف الفنية، حيث أنه يتجه إلى
الفيلم العاطفي الهزيل الذي لا يعالج فيه الواقع المهم لحياة البسطاء..
كذلك لم يوفق أبوسيف في بعض الشخصيات التي تعتبر دخيلة على خط الفيلم
العام.. كسمير غانم ويونس شلبي واتخذهما وسيلة لإضفاء جو الكوميديا على
مشاهد الفيلم، ولكنه لم ينجح.
هذا النوع من الأفلام لا يلائم صلاح أبوسيف الذي عرفناه من قبل.. وقد عالج
في أفلامه السابقة الأجواء الشعبية بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. |