تليفزيون رمضان هذا العام
زاخر بالمفاجآت.. من حيث الكم والنوع.. أولها افتقادنا لملك الدراما الكاتب
أسامة أنور عكاشة.. وثانيها تلك الكوكبة من نجوم السينما التي حضرت في مهرجان
الدراما الرمضانية.. فالنجمات.. يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، نبيلة عبيد،
ميرفت أمين، والنجوم.. يحيى الفخراني، حسين فهمي، نور الشريف، وغيرهم،
والمخرجين.. محمد خان، خيري بشارة، علي عبدالخالق، نادر جلال.. هم أبطال
مسلسلات رمضان هذا العام. حشد كبير من نجوم السينما وصناعها يشاركون في زحمة
رمضان، علماً بأن بعض هؤلاء النجوم لهم أكثر من مسلسل هذا العام.. ماذا يعني
هذا.. هل نقول بأن التليفزيون قد سحب البساط من تحت أقدام السينما.. أم
ماذا؟!
أولاً يمكن الإشارة إلى أن
السينما لا يمكن أن يعوضها التليفزيون.. مهما كانت نجوميته.. ثم أن الجواب
سيكون بالطبع موحداً من الجميع إن لم نقل متطابقاً.. وذلك للإجابة على تساؤل:
لماذا أنت في هذا المهرجان؟! خلاصة الجواب ستكون كما يلي: أريد أن أكون
قريباً من المتفرج، أن أذهب إلى عقر داره وأقدم له فني، وليس من الضروري أن
يذهب هو إلي.
أما بالنسبة للمخرجين
السينمائيين محمد خان وخيري بشارة.. فقد إختار الأول أن يقدم المنوعات في
فوازير (فرح فرح)، والآخر إختار الدراما التقليدية في مسلسل (مسألة مبدأ).
وبقض النظر عن نجاحهما في التليفزيون من عدمه، فإن هذا يشكل بالطبع ضاهرة
خطيرة، باعتبار أن محمد خان وخيري بشارة، يشكلان رمزان بارزان من رموز
السينما المصرية الجديدة في الثمانينات والتسعينات. وكان لهما صولات وجولات
في عالم السينما، استطاعا أن يقدما سينما مختلفة جميلة أشاد بها الجميع في
الوطن العربي وخارجه. وإتجاههما للتليفزيون لا يشكل سلبية ما، أو نقصاً في
قدراتهما.. وإنما يثير تساؤلات كثيرة.. أولها مصادر الإنتاج السينمائي الشحيح
بالنسبة لمخرجين كبيرين مثلهما. وربما هناك أسباب كثيرة لإختيارهما
التليفزيون هذه المرة.. وعدم التفريط في هذه الفرصة.. فهما مخرجان مطلوبان في
أي مكان.. وتواجد إسميهما فقط في أي عمل قادر على عمل الكثير.
|