آخر فيلم للمخرج والمنتج الأسطوري سيسيل دي ميل،
كان إعادة لفيلمه السابق الذي صور في العام 1923، وهو الملحمة
الميلودرامية الإنجيلية (1956-
The Ten Commandments)،
فيلم من أفلام الإثارة والغرابة (اكسترافاغانزا) رائع وفي بعض
الأحيان جماهيري، وهو من أفلام الشاشة العريضة وتستخدم فيه الكثير
من المؤثرات الخاصة. يروي الفيلم القصة المألوفة عن الهجرة
اليهودية الجماعية التي لا يتم استعراضها هنا للنص الذي تحويه أو
بسبب التمثيل الصامت الذي يسودها، ولكن بسبب التنوع الكبير والمفرط
فيها. بعد سلسلة من الكوارث الواضحة التي يتم تقديمها بشكل جميل
والتي أطلقها النبي موسى (شارلتون هيوستون) على الفرعون رمسيس
العاري الصدر (يول براينر) والبيت الملكي، يُسمح لبني إسرائيل
بمغادرة مصر في هجرة جماعية يتم تصوير جميع تفاصيلها. كانت أصوات
الصفارات التي تنطلق من القرون تعطي إشارة عند ما يتم تحرير آلاف
من الفلاحين العبيد من العبودية فينطلقون مهاجرين إلى موطنهم في
الأرض الموعودة، (وقد حدث بعد ليلة الرعب الخانقة إن جاءت في يوم
لم يرى العالم مثله من قبل، فقد خرج الجميع من الشرق والغرب، من
الشمال والجنوب، أتوا بكل ما يملكون، يقودون أسرهم وقطعانهم
وجمالهم أمامهم بالعشرات، وبالمئات، وبالآلاف، سيول لا تنتهي من
البشر والدواب والأحمال، وحتى الماشية التي دخلت في طريق أبو
الهول، تحت القمة الحجرية لصور رمسيس الأربع الضخمة التي حفروها
بعرقهم ودمائهم وقوتهم من الصخور الصلبة. نهضت أمة وُولدت الحرية
في العالم).
عند ما شهد موسى ذو اللحية الرمادية حشود اليهود
تستعد لمغادرة مصر، هتف عند مشهد هذه الجموع الضخمة "يوجد الكثير،
الكثير منكم". كان قائدهم الذي يرتدي رداءاً قرمزياً يأخذهم إلى
البرية (وأخذ الناس إلى الفرح والسرور، أخرجهم من مصر كصقر يحمل
صغاره على جناحيه). ولم يفشل المشهد المتوقع لانقسام البحر الأحمر
في إمتاع المشاهدين، فهو أحد أكثر المشاهد ذات المؤثرات الخاصة
إعجازا في تاريخ الأفلام، وقد أُستهل بتصريح موسى وهو يطلب عموداً
من نار ليؤخر الجيوش التي تلاحقهم: "لا تخافوا، قفوا ثابتين
وانظروا إلى تخليص الرب لنا". عند حافة الماء على الرأس الصخري،
يمسك موسى عصاه ويرفعها نحو السماء، والسحب السوداء تطوى من وراءه،
ليقسم دوامة ماء البحر الأحمر الثائر والهائج، يلقي أوامره وذراعيه
ممطوطتين: "رب الجنود سوف يقوم بالحرب بدلاً منا، امسكوا يديه".
ويعلق رجل أعمى "الله يفتح البحر بنفخة من فتحة أنفه!". بعد أن يتم
قيادة العبريين في وسط جدران المياه، يلاحقهم المصريون فينهار
الماء ويغطي الجيش عند ما يأمره موسى الواقف على الجانب الآخر وهو
يقول "من يقاوم قوة الله؟".
(*) ترجمة بتصرف عن موقع (The Greatest Films)
|