أصبح الفنان سعيد شيمي، من أبرز مديري التصوير السينمائي في مصر
والوطن العربي، ليس بسبب الأفلام الكثيرة والمهمة التي قام
بتصويرها، بل لمساهماته الهامة في مجال التصوير السينمائي، وبالذات
التصوير تحت الماء، علاوة على محاضراته وكتبه في هذا المجال.
بدأ سعيد شيمي التصوير في مجال السينما التسجيلية في السبعينات من
القرن الماضي، هذا بالرغم من معارضة أسرته على عمله بالسينما
ودراسته لها، لدرجة استغلاله عنهم تماماً.. بعدها انتقل للعمل في
السينما الروائية الطويلة، مشاركاً في تيار السينما الجديدة مع
بداية الثمانينات من القرن الماضي، عندما عمل مع مخرجي هذا
التيار.. إلا أنه صداقته مع المخرج محمد خان، كان لها الأثر الكبير
على تواصله مع عالم السينما، حيث بدأ معه منذ الطفولة في حي
عابدين، ثم في الجامعة عندما شكلا فريقاً للتمثيل وجمعا خمسة
جنيهات من كل طالب لعمل فيلم اسمه (يوم في حياة الجامعة).
قدم سعيد شيمي ما يقارب السبعين فيلماً تسجيلياً، وما يقارب المائة
فيلم روائي، يعتمد البعض منها على المغامرات (ضربة شمس، الثأر)،
والمعارك الحربية (الرصاصة لا تزال في جيبي)، وأفلام الغيبيات
(الكف، استغاثة من العالم الآخر).. هذا إضافة إلى تخصصه في مجال
التصوير تحت الماء، كأول مصري يمارس هذا التخصص، كمحترف ومنظر في
نفس الوقت (جحيم تحت الماء، جزيرة الشيطان، جريمة في الأعماق).
ولا ننسى الإشارة بأنه قد مارس الإخراج والإنتاج السينمائي أيضاً،
إلا أنه في كل هذه المجالات، كان يعمل بروح الهواية، حتى بعد أن
درس التصوير السينمائي دراسة أكاديمية، وحصل على الكثير من
الجوائز، وأصبح محاضراً ومؤلفاً في مجال تخصصه.
يتحدث شيمي عن بداية عشقه للتصوير، فيقول: (حلمت منذ الستينات
بتصوير فيلم تحت المياه، خصوصا بعدما شاهدت «عشرون فرسخاً تحت
البحر» وهو من أفلام الخيال العلمي وتدور مغامراته تحت المياه،
وعندما كبرت قرأت
كتبا عن فن التصوير تحت المياه إلى أن قررت خوض التجربة فتعلمت فن
الغوص واشتريت
معدات وكاميرا تتيح لي تقديم تجارب في هذا المجال وصورت
أفلاماً عدة من بينها: «استغاثة من العالم الآخر»، «إعدام ميت»،
«الطريق إلى إيلات»، «جحيم تحت الماء»
وغيرها...)
*
ويواصل الشيمي حديثه، عندما يقول: (...لست الوحيد اليوم في هذا
المجال، فهناك سامح سليم وشريف شيمي، لكن المؤسف عدم
وجود مدرسة متخصصة لتعليم التصوير تحت المياه، لذا ألفت كتاباً عن
هذا الفن شرحت
عبره تجربتي في هذا المجال ونظمت دورات تدريبية...)
*
________________________________________________________
*
ندى السعيد ـ الجريدة الكويتية ـ 29 أبريل 2008
|