شخصية
يوسف كمال (نور الشريف)، تعتبر من بين أغرب الشخصيات التي شاهدناها
على الشاشة المصرية.. تلك التي صاغها المتميز داود عبدالسيد بشكل
غير تقليدي وبأسلوب جديد ومبتكر، ليقدم لنا من خلالها أحداثاً
غرائبية، في يوم حافل من أيام بطله يوسف كمال.. ذلك الموظف الذي
يعيش ما بين عمله وبيته، في عزلة عن العالم منذ عشرين عاماً. نراه
يستيقظ صباحاً كعادته ليذهب للعمل، لكنه يكتشف بعد خروجه من
المنزل، بأن اليوم هو الجمعة وأجازة.
هنا
يقرر في أن يخرج من عزلته الطويلة هذه، ولو ليوم واحد، يقضيه خارج
المنزل. وبالتالي يبدأ رحلة مليئة بالأحداث الغريبة عليه، ويلتقي
بشخصيات عدة، أيضاً غريبة عن عالمه. ومع تطور استيعابه ـ تدريجياً
ـ لهذا العالم، يشعر بخطئه بعزلته الطويلة تلك. ولكي يتطور
استيعابه وينمو وعيه، بخروجه من هذه العزلة، عليه أن يصطدم مع
الآخرين ومع السلطة أيضاً. فهو يلتقي بشخصيات غامضة تظهر وتختفي..
شخصيات تبدوا وكأنها متصلة ببعضها في لعبة ضحيتها هو، ومخططها
وقائدها شخص يدعى سيد مرزوق.
في
بداية الفيلم، ومنذ اللحظات الأولى، يكتشف يوسف عالم سيد مرزوق
ويقع أسيراً له.. بل ويعلن بصراحة وبراءة «أنا بحب سيد مرزوق ..
أنا عايز سيد مرزوق». إلا أنه يدرك، وعبر رحلة يوم واحد فقط، مدى
زيف هذا العالم الذي انبهر به، ومدى توحشه وكذبه. فسيد مرزوق هو
نموذج لعالم السادة المتحكمين في كل شيء.. عالم بدأ يزحف ليستعيد
مواقعه السابقة.. عالم نجح تماماً في أن يتسيد عن طريق ثروته
ونفوذه. هذا بالرغم من أنه عالم يتصف بالسوقية والابتذال والخواء
الروحي، والمستند أساساً على تاريخ مزيف، ساعياً نحو لذائذ الحياة
بتطرف، حتى ولو كان ذلك على حساب العوالم الأخرى. ومع ذلك النمو
المتواصل لوعي يوسف كمال، نتيجة توالي الأحداث وتأثيرها عليه، يقرر
مواجهة سيد مرزوق والتمرد عليه. فهو يشعر برغبة في التحرر والتحدي،
إذ يعلن في ثقة «ح أقتلك يا سيد مرزوق»، وبذلك يعتبر من عالم
المطاريد في نظر السلطة، التي تحمي سيد مرزوق.
|