لم يساورني أي شعور يوماً ما، بأن الكتابة ستأخذني
عند تخوم المعترك اليومي أو الإجراءات الإدارية
المتعلقة بالشأن الثقافي والفني، لكن الأمر بلغ حد
الواجب الأخلاقي.. فتناول عدد من كتاب المقال
للتجربة الإدارية الجديدة للتلفزيون بصورة غير
موضوعية تجعلني أمام رغبة صادقة في توضيح عدد من
الحقائق لعلها تنير قليلا طريق الكتابة عن هيئة
الإذاعة والتلفزيون.
لحسن الحظ.. بإن علاقاتي المتينة مع بعض شخصيات
الإدارة الجديدة لوزارة الإعلام والتلفزيون،
تجعلني قريباً مما يحدث هناك، كما إنني لا أتردد
في الاتصال للاستفسار، كلما صار الوضع سديميا أو
غامضا، فأجد من كبار المسئولين في الوزارة ترحيبا
لكل ما هو موضوعي وجاد، بدئا بسعادة وزير الإعلام
الذي يبادر بمنحك رقم نقاله ـ قبل هاتف مكتبه ـ
كلما شعر بصدق رغبتك في دعم الحراك الثقافي، ثم
يقول لك (لم أعين إلا لخدمتكم).
فحينما اتصل بي الصديق صلاح احمد مستشار الوزير
لتحديد موعد لمقابلة سعادة الوزير بمناسبة مشاركات
فيلم غياب وحصوله على الجائزة الخاصة لمهرجان
روتردام، سألته كل الأسئلة التي طرحها الصحفيون
حول التطورات الأخيرة في التلفزيون، فأجابني
برحابة التجربة الجديدة في الوزارة.. لكن ليست
الإجابات ما دفعتني للكتابة في هذا الموضوع بل تلك
الحقائق المعلومات والحقائق التي استقيتها منه،
وهي على النحو التالي:
أولا: لم يتجاوز عمر احمد نجم كرئيس تنفيذي لهيئة
الإذاعة والتلفزيون على ثلاثة أشهر وقد استطاع أن
يتعامل مع أزمة الخطة البرامجية لشهر رمضان، ناهيك
عن القضايا الإدارية غير المحدودة.
ثانياً: إن عدد موظفي هيئة الإذاعة
والتلفزيون يقارب الألف موظف، رغم
ذلك لا يوجد بها سوى مدير واحد فقط، وغالبية
الموظفين يعتبرون أنفسهم
ليسوا على وفاق مع هذا المدير.
ثالثاً: إنصاف كل من له الحق في الترقية والتكريم
في الهيئة.. وعلى رأسهم الفنان المبدع أحمد يعقوب
المقلة، والذي يكن له رئيسه كل الإهتمام والتقدير،
ويؤكد على تواجده كعلامة بارزة في فن الدراما، ليس
في البحرين فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي..
ويتوقع قريباً أن يقدم المقلة عملاً خاصاً
بتلفزيون البحرين كتعبير عن انفراج أزمته
المستديمة.
رابعاً: إنجاز استراتيجية الهيئة حتى العام 2014،
ووضع الإطر التي من شأنها المساهمة بشكل مباشر في
إحداث ذلك التطوير المنشود.. إضافة إلى وضع خطط
لخلق صفوف أولى وثانية من البحرينيين لقيادة هذا
الجهاز الخطير، والذي لم يعرف يوماً معنى للصف
الثاني.
مما سبق.. أعتقد بأنه من المنطقي أن نمنح الوقت
الكافي لرئيس الهيئة، لتوضيح منهجه وأسلوبه في
التعاطي مع ما يصبو إليه.. وذلك تعبيراً عن فهمنا
لمعنى وحجم وصعوبة إدارة جهاز خطير مثل
التلفزيون.. أما ما قيل بشأن التدوير للموظفين،
فهذا يعتبر تحد لجميع الأطراف المعنية، فإما أن
يعمل الجميع كفريق واحد، أو أن الفشل سيصيب
الجميع.
ختاماً.. هذه دعوة للمهتمين ومن الصحفيين خصوصاً،
بالتعامل مع هذه التجربة الجديدة في الهيئة،
بمهنية وحياد تام، والإبتعاد عن إصدار الأحكام
والمواقف الجاهزة، وذلك لأسباب شخصية تجعلنا نفقد
الفرصة تلو الأخرى لإحداث ذلك التغيير المنتضر
والتغيير الحقيقي لهذا الجهاز.. حتى نصبح جميعاً
مساهمين في نجاح هذه التجربة، إما بتقديم
المقترحات أو بالنقد البناء الذي سيعتبره العاملين
في الهيئة قنديلاً ينير لهم طريق التجربة.
|