كان لي شرف المشاركة في ندوة بالنادي الأدبي
للمنطقة الشرقية بالدمام في السعودية، تحت عنوان
"تقصي الإبداع في النشر الإلكتروني"، باعتباري
صاحب موقع "سينماتك" في مجال الثقافة السينمائية،
وفي مجال النشر الأدبي، كان هناك الأستاذ جبير
المليحان صاحب موقع "القصة العربية"، والأستاذ
عبدالواحد اليحيائي صاحب موقع "جسد الثقافة"..
وكانت مشاركتي، لتقديم تجربتي في النشر
الالكتروني، ودور موقع "سينماتك" في نشر الثقافة
السينمائية،. وقد جاءت الورقة التي ألقيتها في هذه
الندوة تتناول هذه التجربة المتواضعة بعد أربع
سنوات من إطلاق الموقع، وتبيان مدى التفاعل من
عدمه من قبل المتلقي، أو المهتم خاصة.
فالثقافة والإبداع بشكل عام يواجهان موجة من الصد
والنكران، إن كان من قبل المؤسسات الرسمية أو من
قبل المتلقي (الجمهور)، وذلك لتسيد النمط
الاستهلاكي في مجتمعاتنا على الأفراد والمؤسسات..
مما أدى لخلق جو عام من اللامبالاة لموضوع الإبداع
ومكوناته.
وفي في حقيقة الأمر.. من إن الثقافة السينمائية في
هذا الوضع الثقافي العربي الفقير تعتبر شبه
معدومة.. وذلك نتيجة تفشي ثقافة الاستهلاك تلك..
مما أدى لخلق جو عام من اللامبالاة لموضوع الإبداع
ومكوناته.. وهي ثقافة تعتمد فقط على مقتطفات
صغيرة، من الثقافة التي سعينا وتربينا عليها، في
القرن الماضي..!!
مما لا يدع مجالاً للشك بأن المتلقي، في زحمة
همومه الشخصية النفسية والمادية، غير مستعد أو
مهيأ للقراءة والمتابعة للإبداع والثقافة بشكل
عام، بسبب الوقت الذي تستهلكه هذه المتابعة. هذا
إضافة إلى أن الجيل الحالي، نراه منهمك في الكثير
من الأمور الحياتية والترفيهية التي تثيره وتحفزه
أكثر مما تفعل الثقافة..!!
جيل اليوم.. هو جيل كسول.. لا نراه يسعى للمزيد من
العلم والثقافة.. نراه يكتفي بما يصل إليه.. وهو
أمر فادح حقاً.. فالثقافة الحقيقة موجودة في الكتب
والمراجع.. التي أصبحت في خبر كان.. جيل اليوم
يعتمد في ثقافته على ما يصله من المدرسة أو من
الإنترنت أحياناً.. وهو أيضاً (الجيل الجديد) غير
مستعد أن يقرأ أكثر من صفحة واحدة في الإنترنت..
هذا هو وضع الثقافة بشكل عام.. فما بالك بالثقافة
السينمائية..؟!
الأمر في الأول والأخير يعتمد على من يريد أن
يتثقف..؟ فمن يسعى للثقافة سيجدها في كل مكان..
المهم السعي.. وبالتالي الرغبة في ذلك..!!
|