نادين لبكي.. اسم عرفناه منذ
سنوات، يظهر على تترات الأغاني المصورة.. وبالذات
أغاني الشهيرة نانسي عجرم.. ولم يعتقد أحد بأن هذا
الاسم سوف يكون له صيت وشهرة في عالم السينما..!!
بالرغم من القدرات الإخراجية
الفريدة والمبتكرة التي لاحظناها في إخراجها
للأغاني.. هنا في فيلمها الروائي الأول، تتفوق
نادين لبكي كثيراً، حتى على مخرجين كبار
ومخضرمين.. فهي في فيلمها (سكر بنات)، أو (كاراميل)..
تقدم فيلماً يهز المشاعر.. حيث الحديث عما تحمله
النفوس وما تجيش به القلوب..!!
إثناء مشاهدتنا لفيلم (كاراميل)
يأتينا ذاك الشعور بالتعايش مع كل نفس وكل حركة،
وكل حالة نفسية وإجتماعية، هذا إضافة إلى اننا
نستمتع ونمتع أعيننا بصورة أخاذة دافئة.. مغلفة
بنبرة حزن حميمية.. ندركها وتبهرنا منذ أول
مشهد..!!
في (كاراميل).. تأتي لبكي إلى
السينما، لتشارك بطلاتها التمثيل والعمل في صالون
حلاقة نسائي، ولتكون معهن صحبة وصداقة نادرة قل ما
شاهدناها على الشاشة.. تتألق فيها المشاعر
والأحاسيس وتختلط بظروف واقع صعب ومرير.. واقع
يحتم عليها التعايش مع وضع ليست متناسقة معه..
واقع يجبرها على التعامل مع حالات إنسانية ليست
طبيعية..!!
علاقات إنسانية متشابكة..!!
في فيلم (كاراميل).. نحن أمام
مجموعة من العلاقات الإنسانية المتشابكة، لخمس
شخصيات نسائية تعيش في بيروت الحاضر، يبحثن عن أمل
في حياة سيعدة وحب مستقر.
ففي هذا الفيلم، الذي يمكن وصفه
بأنه نسائي، تقدم لبكي شخصيات نسائية متباينة في
العمر، يجمع بينها صالون حلاقة تملكه ليال،
الشخصية التي تؤديها (نادين لبكي)، وهي شابة في
الثلاثينات من العمر.. تنحدر من أسرة مسيحية تتوق
لتزويجها من عريس مناسب، إلا أنها تفضل أن تكون
عشيقة لرجل متزوج، بسبب حبها له..!!
الشخصية الثانية هي نسرين
(ياسمين المصري) المسلمة، التي تجد نفسها في ورطة
عند تفكيرها بالزواج.. حيث يحتم عليها الوضع
الإجتماعي إجراء عملية تسترجع بها بكارتها الضائعة
من جراء علاقة حب سابقة..!!
هناك أيضاً ريما (جوانا مكرزل)،
البنت الهادئة المتسامحة، حتى مع ميولها الجنسية
المثلية.. أما زميلتهن الرابعة، فهي جمال (جيزيل عوّاد)
العانس التي تحاول التظاهر بصغر سنها، وتعير
مظهرها الخارجي اهتماماً مبالغاً، وتقوم بتصرفات
وتخترع أكاذيب تحاول من خلالها إقناع نفسها
والمجتمع بأنها ما تزال شابة، وهي لا تعي بأنها
تكذب على نفسها قبل الكذب على الآخرين.
|