عائشات..!!
من بين أبرز أفلام المهرجان الدولي للفيلم
العربي.. كان الفيلم الجزائري (عائشات) للمخرج سعيد ولد
خليفة.. الذي يتناول قضية المرأة الجزائرية والعربية بشكل
عام.. في مواجهتها لمجتمع تقليدي متخلف.. ويقدم صرخة احتجاج ضد
مجتمع لا يعترف بحقوقها كإنسان مستقل. نجح المخرج في تقديم
العنف الواقع على المرأة، ممثلاً ذلك في بطلة فيلمه سلمى (ريم
تاكوشت)، التي قررت مواجهة وضعها المعيشي البائس، والرحيل إلى
الجنوب للعمل في مركز لاستخراج البترول.. لتصطدم بواقع أكثر
عنف وعنجهية، حيث تعرضها وزميلاتها للاغتصاب الجماعي، وشعورهن
بمرارة الانكسار الروحي والجسدي. مع تخاذل الجهات الرسمية مع
الجناة..!!
أفلام للنخبة..!!
في حديث جانبي مع المخرج السوري نضال الدبس..
كان الحديث عن السينما والجمهور.. هذه المعضلة التي كثر الحديث
حولها منذ ما يقارب الخمسون عاماً.. وقد أوضح السوري نضال
الدبس وجهة نظر خاصة في تعامله مع الجمهور.. باعتبار أن
السينما.. بل الإبداع بشكل عام، لابد أن يبتعد عن المباشرة في
الطرح.. والاهتمام بالجانب الجمالي الفني.. موضحاً بأن من يسعى
لرضا الجمهور العريض سيجد نفسه في مؤخرة الصف.. أي متأخراً عن
ركب السينما والتواصل مع الإبداع العالمي. فهو كفنان يكفيه أن
هناك من يتابع فنه بغض النظر عن حجم هذا الجمهور..!!
أبواب الجنة..!!
الفيلم المغربي (أبواب الجنة) كان واحداً من
الأفلام المهمة التي عرضت في المهرجان.. يتناول فيه المخرجان
عماد وسويل النوري، عالم عصابات المافيا، ويعالج قضيته بشكل
سينمائي محترف في ثلاثة أجزاء (قصص).. تدور بالدار البيضاء،
وتتابع مصائر ثلاثة أشخاص.. الأولى تقدم لنا شاب ينحرف للإجرام
بقصد المكسب لعلاج أمه المكفوفة.. والثانية تتابع حياة أستاذة
بمعهد الفنون الجميلة والتي تعيش وحيدة منذ ترملها، وتتغير
حياتها بتبنيها ابن أخت زوجها المقتول.. أما القصة الثالثة
فتتحدث عن سجين يقضي خمس عشرة سنة في السجن، ويحاول طي صفحة من
ماضيه..!!
ينجح الإخراج في تقديم أسلوب سردي جميل وحركة
كاميرا مدروسة بعناية، في تقديم ثلاثة أساليب مختلفة لكل قصة.
والفيلم بشكل عام يقدم دراسة موضوعية لواقع المدينة في شكل
سينمائي سلس وجميل.. يساعده في ذلك قوة السيناريو المحبوك
والمتألق.. وحرفنة المونتاج السلس، بمصاحبة الموسيقى
الأخاذة..!!
ماذا بعد الجوائز..؟!
بعد توزيع الجوائز، ينفض الحشد، ويتأهب الجميع
للرحيل عن وهران، وكل أمنيتهم الرجوع إليها في الدورة
القادمة.. ولكن ماذا يمكن أن يقال عن فعاليات هذه الدورة
التأسيسية..!! بالطبع، يحتاج هذا المهرجان الوليد لأكثر من
دورة للحكم عليه، المهم الإستفادة من الأخطاء وتجارب الآخرين..
والتعامل مع ظروف صعبة واجهت فعالياته التأسيسية هذه..
وتجاوزها مستقبلاً.. هذا المهرجان ترأسه بجدارة الإعلامي
حمراوي حبيب شوقي، الوزير السابق ومدير التلفزيون الجزائري
حالياً.. وكان بالفعل نجم المهرجان الأول.. ومتألق في كل
فعالية وفي كل زاوية تراه مشاركاً وفاعلاً.. شكراً لأنك تحب
السينما كما نحبها..!!
|